الحمد لله القائل ( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) أي غافلون لا يهتمون بها ولا يقيمونها فهم على ذكر من فعلهم بخلاف الساهي في صلاته فليس على ذكر من فعله .. والصلاة والسلام على خير المعلمين لأحكام الدين القائل ( إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلَاثًا أَمْ أَرْبَعًا فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ ، فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ لَهُ صَلَاتَهُ ، وَإِنْ كَانَ صَلَّى إِتْمَامًا لِأَرْبَعٍ كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ ) أخرجه مسلم .. والسهو وقع من النبي صلى الله عليه وسلم لأنه مقتضى طبيعة البشر
سجود السهو: عبارة عن سجدتين يسجدهما المصلي لجبر الخلل الحاصل في صلاته من أجل السهو، وأسبابه ثلاثة : الزيادة، والنقص، والشك
إذا كان السهو عن نقص سجد قبل السلام . وإذا كان عن زيادة سجد بعد السلام . وإذا كان عن شك فإنه يتحرى الصواب ؛ فإن غلب على ظنه شيء عمل به وسجد بعد السلام ، وإن لم يغلب على ظنه شيء بنى على اليقين وهو الأقل ، وسجد قبل السلام . وهو رواية عن الإمام أحمد واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .
سؤال موجه للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ( تفضل هنا واستمع )
ملخص أحكام سجود السهو ( تفضل هنــا )
لماذا يبتلي اللهُ عبده المؤمن بالشهوة
قال ابن قيِّم الجوزية - رحمه الله - : ( ما ابتلى اللهُ سبحانه عبدَهُ المؤمن بمحبة الشهوات والمعاصي وميل النفس إليها إلا ليسوقه بها إلى محبة ما هو أفضل منه وأنفع وأخير وأدوم , وليجاهد نفسه على تركها لله , فتورثه هذه المجاهدة محبة الله والوصول إلى المحبوب الأعلى , فكلما نازعته نفسه إلى تلك الشهوات واشتدَّت إرادته لها وشوقه إليها ؛ صَرَفَ ذلك الشوق والإرادة بشوق أعظم , ومحبةٍ أكبر , وهي محبة الله عز وجل ) " الفوائد " .
( وليسَ مَن آثر محبوبة مع منازعة نفسه , كمن آثره مع عدم منازعتها , فلماذا كان صالحو البشر أفضل من الملائكة ؟ لأنَّ اللائكة ليس لديهم شهوات ومنازعات , منقادون إلى الله بطبيعتهم , يسبحون الليل والنهار لا يفترون ... لكن الذي الذي يسبح ويعبد دون أن يفتر , مع منازعة نفسه والشهوات ومع هذه العوائق والعلائق هو صامدٌ صابر ؛ هذا أعلى .
ولماذا كانت المرأة من البشر من أهل الجنة أفضل من الحور العين ؟ كانت أفضل بمجاهدتها نفسها , ومراغمتها نفسها , والتغلب على الشهوات وصبرها وصلاتها وصومها وعبادتها .. فهي بهذا أحسن من الحور العين .
فهو سبحانه يبتلي عبده بالشهوات :
* إما حجاباً له عنه
* أو حجاباً له يوصِله إلى رضاه )
من كلام الشيخ محمد بن صالح المنجد - حفظه الله -