اللحية من النعم التي أنعم الله تعالى بها على الرجال, و فضلهم بها عن النساء, فهي زينة الرجل المؤمن, و دليل التزامه و تأدبه بآداب الشريعة الإسلامية السمحاء, و هي من سنن النبي صلى الله عليه و سلم.
و لكن على الرغم من كل النصوص التي أتت في تعظيم اللحية و وجوب إعفائها و تهذيبها, لا نزال و للأسف نرى بعض شباب أمتنا الكرام قد احتقروا هذه النعمة و امتهنوها و حلقوا لحاهم, و منهم من لم يحلق لحيته نهائياً و إنما خفّفها كتيراً أو جعلها كأنها خط أسود.
فإننا نخاطب هؤلاء الشباب و نذكرهم بكلام النبي صلى الله عليه و سلم :
[ خالفوا المشركين, وفروا اللحى, و أحفوا الشوارب][متفق عليه].
و قال عليه الصلاة و السلام: [ جزوا الشوارب و أرخوا اللحى][رواه مسلم]
أقوال الأئمة و العلماء في وجوب إعفاء اللحية و حرمة حلقها:
** قال الألباني رحمة الله عليه بعد أن ساق مجموعة من الأدلة على وجوب إعفاء اللحى و حرمة حلقها: ( مما لا ريب فيه عند من سلمت فطرته, و حسنت طويته, أن كلاً من الأدلة السالفة الذكر كاف لإثبات وجوب إعفاء اللحية, و حرمة حلقها, فكيف بها مجتمعة).
** و قال الإمام ابن حزم رحمه الله : ( و اتفقوا – أي الأئمة – على أن حلق اللحية مثلة, أي تشويه لا يجوز)
** و قال الإمام العلامة أبي الحسن الندوي رحمه الله يصف ما جرى في هذا الزمان من كثير من المشايخ من حلق اللحى, و كان ذلك أثناء زيارته للأزهر:
(فلم نشعر بروح دينية, و لا بجو ديني يذكرنا بالسلف, و يتفق مع حياة العلماء, و سيرتهم ...... أما اللحية, فكأن سادتنا علماء الأزهر قد أجمعوا على حلقها).
** و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( يحرم حلق اللحى)
** و قال القرطبي (لا يجوز حلقها, و لا نتفها و لا قصها)
** و قال الإمام ابن باز رحمه الله (إن تربية اللحية و توفيرها و إرخائها فرض لا يجوز تركه).
و إنني أرجوا من إخواني جميعاً أن يكفوا عن هذه المعصية, و أن يستجيبوا لسنة النبي صلى الله عليه و سلم و يربوا لحاهم, فاللحية رمز الرجولة و الهيبة و الوقار, و الله أعلم.
وفقني الله و إياكم إلى ما يحب و يرضى, و أدام علينا نعمة الحب فيه,
اللهم علمنا ما ينفعنا, و انفعنا بما علمتنا . آمين
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته