منتدى الكروان
|
|
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 4:38 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ، عدد حروف القرآن حرفاً حرفاَ ..... سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... ( كاملة ) وعدد كل حرفٍ ألفٍ إلفٍ ..... وعدد صفوف الملائكة صفاً صفاَ ...... وعدد كل صفٍ ألفٍ ألفٍ ...... وعدد الرمال ذرةٍ ذرة ...... وعدد كل ذرةٍ ألفٍ ألف مرة ...... عدد ما أحاط به علمك .... وجرى به قلمك ونفذ فيه حكمك فى برك وبحرك وسائر خلقك ...... عدد ما أحاط به علمك القديم من الواجب والجائز والمستحيل ...... اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه مثل ذلك. أخوتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... فلو اجتمعت كل القلوب المُحبة للحبيب المصطفي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )،.... وحتى القلوب الكارهة والحاقدة والحاسدة والتي تعلم فى قرارة نفسها انه صادق وأمين. و لو اجتمعوا هذان الفريقان علي قلب رجل واحد. بل قل لو اجتمعوا علماء الأرض. بل قل لو اجتمعوا مُحبي النزعة العاطفية من عرب وعجم. بل قل لواجتمعوا مع من يستطيع أن يجعل قلمه يجري وورائه قناطير من ورق,...... ما أستطاع واحداً منهم بلوغ الخطوة الأولى, فى وصف خُلق وأخلاق الحبيب المصطفى محمد ( صلي الله عليه وسلم ) أو حتى بلوغ مقاماً يناهز فى وصفه كل الأوصاف .. مقارنة بما وصفه الله سبحانه في القرآن الكريم : { وأنك لعلى خُلق عَظيم .........}( القلم آية 4 ) وما أستطاع أحد أن يختزل ما بلغهُ من خِلقةٍ وخُلق وسلوك وقوة وطاعة ، فى كلمة واحدة فى قوله { وأنك لعلى خُلق عَظيم . . . . . } فسبحانه الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد لم يُولد ولم يكن له كفواً أحد ، .. أن يجعل أحد مقرُونا باسمه زد على ذلك و مكتوباً على أحدى قوائم عرشه ... فيكفيه شرف أن يذكره الله بالكمال البشرى والذي لم يصله احد من خلقه من قبل ، فكل نبي تميز بأمر وبصفة فمنهم من تميز بالحكمة ... ومنهم بالقوة .... ومنهم بالجمال ..... ومنهم بالعلم والمعرفة والإعجاز.... ومنهم بالصبر وتحمل الشدائد ..... إلاّ الحبيب المصطفى محمد ( صلي الله عليه وسلم )،فتميزه عظيم حيث عظّم الله أخلاقه وجعلها الكمال البشري ،وبالفعل فهذه الأخلاق التي شملت الصبر على المحن والشدائد والشجاعة والحِكمة والمعاملة الحسنة حتى مع الأعداء .... فحق للحبيب المصطفى أن يقول الله فيه { وأنك لعلى خُلق عَظيم ......} ، فأي معِلمٍ كان. وأي إنسان هذا النبي ، هذا المليء عظمة وأمانة وسموّا ، إلا أن الذين بهرتهم عظمته لمعذورونَ. وإن الذين أفتدوه بأرواحهم لهم الرابحون . وأي سر توفر له فجُعل منهُ إنساناً ليشرف بني الإنسان... ؟ وبأية يد طُولي ، بسطها شطر السماء ، فإذا كل أبوب رحمتها ،.. ونعمتها وهُداها مفتوحة على الرحاب...؟ وأي إيمان، وأي عزم .....؟ وأي قوة...؟ و أي صدق..؟ و أي طهر...؟ و أي نقاء...!! و أي تواضع ...؟ و أي حب ..؟ و أي وفاء...؟ و أي تقديسًا للحق... سبحانه وتعالى ؟! و أي احترامٍ للحياة وللأحياء...؟! ولقد آتاه الله من أنْعُمِه بالقدر الذى يجعله أهلاً لحمل رايته . والتحدث باسمه بل ويجعله أهلاً لأن يكون خاتم رسله ، ومن ثُمَّ كان فضل الله عليه عظيماً ... وكما قلت من قبل لو تتبارى القرائح ألملهمه والأقلام المتحدثة عنه، عازفة أناشيد عظمته فستظل جميعها كاًن لم تبرح مكانها ولم تحرك بالقول لسانها. فبالله عليكم ما الذى جعل سادة قومه يسارعون إلى كلماته ودينه. ...؟ من ابوبكر و طلحة والزبير و عثمان ابن عفان وعبد الرحمن ابن عوف وسعد بن وقاص ،... متخلين بهذه المسارعة المؤمنة عن كل ما كان يحيطهم بهم قومهم,من مجد وجاه ، مستقبلين في نفس الوقت حياة مليئة بالأعباء والشدائد والصعاب والصراع وما الذي جعل ضعفاء قومه، يلوذون بحماه ويهرعون إلي رايته ودعوته، وهم يبصرونه اعزل من المال ومن السلاح ،ينزل به الأذى ويطارده الشر في تحدٍ رهيب, دون أن يملك عليه الصلاة والسلام له دفعاً ...؟! وما الذي جعل جبار الجاهلية عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وقد ذهب ليقطف رأسه العظيم ، ليعود ليقطف وبنفس السيف الذى زاده الإيمان رؤؤَس أعدائه ومضطهديه ...؟! و ما الذى جعل صفوة رجال المدينة ووجهاءها يغدون إليه ليبايعوه على أن يخوضوا معه البحر والهول ،وهم يعلمون أن المعركة بينهم وبين قريش ستكون أكبر من الهول ......؟ وما الذى جعل المؤمنين به يزيدون ولا ينقصون وهو الذى يهتف فيهم صباح مساء قائلاً لهم ... : ( لا أملك لكم نفعاً ولا ضراً... ولا أدرى ما ُيفعل بي و لا بكم )...؟! وما الذى جعلهم يصَّدقون أن الدنيا ستفتح عليهم أقطارها ،وأن أقدامهم ستخوض خوضا فى ذهب العالم و تيجانه ... وأن هذا القرآن الذى يتلونه فى استخفاء ستردده الأفاق... وما الذى جعلهم يصدقون هذه النبؤة وهذا النبي و هم الذين يلتفتون أمامهم وخلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم لا يجدون سوى قيظ الصحراء، وحجارة تلفظ فيح الحميم وشجيرات يابسة ،طلعها كأنه رؤوس شياطين ...؟! وما الذى ملأ قلوبهم يقيناً وعزماً ... أنه ابن عبد الله ( صلي الله عليه وسلم ) ومن لكُل هذا سواه ...؟! لقد رأوا رأى العين كل فضائله ومزاياه ... رأوا طهره وعفته وأمانته واستقامته وشجاعته ... رأوا سموه وحنانه ... رأوا عقله وبيانه... رأوا الشمس تتألف وتشع تألق صدقه وعظمة نفسه ... وحين يري أهل القيافة و العيافة ( مقتفي الأثر ) ، يرى اًحدهم وقع الأقدام على الطريق فيقول هذا فلان وهذه قدم فلان ، ويشم أنفاس محدثه ، فيدرك ما تحت جوانحه من صدق وبهتان ...! هوًلاٍء رأوا الحبيب محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ،وعاصروه منذ أن أهل على الوجود وليداً. لم تخفي عليهم من حياته خافية ، حتى طور طفولته ، ذالك الذى لا يلاحظه إلا أهل الطفل وذووه ، كان بالنسبة للنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) مرئياَ مشاهداً لأهل مكة جميعاً ، ذالك لان طفولته لم تكن كبقية الطفولات ولقد لفتت أنظار الناس إليها بمقدار ما انطوت عليه من رجولة مبكرة وبقدر ماعز فت عن لهو الأطفال إلى ِجدَ الرجال ...!! فعلى سبيل المثال .. كانت قريش تتحدث عن حفيد عبدا لمطلب الذى يناَى عن ملاعب الأطفال وأسمارهم ويقول كلما دعي إليها : ( أنا لم اُخلق لهذا ) ... ! وكانت قريش تتحدث عما أنبَاتهم به وأذاعته ، بينهم مرضعته ( حليمة السعدية ) حين عادة به إلى أهله ،حاكية لهم من ملحوظاتها ومشاهداتها وتجربتها ، مع الطفل ما أقنعها بأنه طفل غير عادى ،و انه ينطوي على سر لا يعلمه إلا الله ، وقد تكشفه الأيام القادمة ....... وأما شبابه، بالطهر شبابه، فقد كان أكثر وضوحا وإسفارا، وكان حديث قومه عنه وشغلهم به أكثر دأباً وإكبارا وأمّا رجولته فقد كانت مِلًّ كل عين، وأذن، وقلب، وكانت فوق هذا،.... ضمير مجتمعه وقومه يقيسون سلوكها وتصرفاتها كل رؤاهم عن الحق والخير والجمال... هي إذن حياة واضحة مقروءة من المهد إلى الممات ( صلي الله عليه وسلم )..... وكيف كان وهو بشر يأكل ويشرب ويتزوج ،.... استطاع أن يعلمنا ما فيه خيرنا فى الدنيا والآخرة وبمشاهدة أصحابه وهم يذودون عنه وعن الإسلام ، ولا يتأتّا هذا إلا..... بمعرفة سيرة الحبيب المصطفى محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، واصله وكل ما يحيط به ، لتزداد معرفتنا بمن قال فيه الله سبحانه وتعالى : {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا }وقال أيضا : { وانك لعلى خلق عظيم } ..... ولكن فى هذا الوقت العصيب الذي يعصف بالإسلام والمسلمين ، من قِبل أعداء الدين ،.... وأعداء الفِطرة السليمة ،.... وأعداء أنفسهم الخبيثة ،.... التي لم تجد ما تُملي فراغها المشين والمهتري ،.. إلاّ البحث عن من تسُبّهُ وتُعيب فيه لتُرضي غرورها...... وسخطها علي ما حولها من تفسخ في الخُلق والدين والمعتقد، فبحثوا عن معلم لهم ومرشد يرشدهم ليصلوا ( في اعتقادهم ) إلي مرحلة تكون سبباً في هدم الدين الإسلامي الحنيف بأكمله والعبث به ، .... فوجدوا الشيطان الرجيم ،العدو اللدود للبشر كافّة ، فأملي عليهم ما يفعلون ، علي أرضية الفُرصة المتاحة لهم ، وهي ضِعف المسلمين ، وتشتتهم وضعفهم والتناحر في ما بينهم ، فقد حاولوا العبث بكل ما هو مقدس لدي المسلمين والإسلام ، .... فلم يجدوا شيء يستفز المسلمين الضعفاء ويحركهم ، إلاّ أمر واحد وهو التطرق للذات الإلهية ومحاربة شخص وذات الحبيب المصطفي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) ،.... ليصلوا بذلك إلي ما يريدون ، من زرع الفِتنة والشِقاق والتشكيك في روح هذا الدين العظيم ،وأيضاً للوصول للمكاسب المادية الفانية من شُهرة متخذين مبدأ ( خالف تُعرف) فظهرت طوائف من أرباع المتعلمين ، من هذا الدين ( للأسف ) ، فألهمهم الشيطان تبعاً لأنفسهم الضعيفة } وما يعدهم الشيطان إلاّ غرورا ....{ وتحت حرية التعبير والكلام ، وتحت حرية الخوض والتحدث في كل شيء ،.... فبذلك وجد الغرب فُرصة للتطرق والطعن في هذا الدين ، متخذين الجهلة المتملقين والمنافقين من أبناء الدين وسيلتهم وقدوتهم ، فبدءوا في سب وكيل الشتائم وتحقير الرموز الإسلامية والتشكيك في مصداقيتها .... وعلى رأسها سيدنا الحبيب المصطفي محمد ( صلي الله عليه وسلم )، لأنهم يعرفون مدي حُب المسلمين لنبيهم الكريم ( صلي الله عليه وسلم )، ولزوجته المصون الفاضلة عائشة ( رضي الله عنها )ولاعتقادهم بأن هذا الوسيلة هي الأنجع ، في التصدي للمد الإسلامي القوي وانتشاره بين ربوع بلادهم .
وللأسف الشديد ،..... فقد أثّر هذا التوجه الغربي الحاقد علي بعض المسلمين ،الذين لا يملكون من الإسلام إلاّ الاسم فأصبحوا يستمعون ويقرأون ما يكتبه الغرب ، وكلهم شك وتساؤل ، هل ما يكتبه هؤلاء الشياطين من الإنس صحيح .... وهل ..... وهل .....؟ فبذلك نري بأن هؤلاء الجهلة ( الكَفَرَ ة ) أرباع المتعلمين ، قد نجحوا في إدخال الشك والريبة ،في نفوس أدعيائهم و وإن كانت هذه موجودة في نفوسهم أصلاً ، وبذلك أصبحت الأرضية العربية الإسلامية ،مواتية وخِصبة للعبث بكل شيء مقدس وشريف . ولكن من فضل الله ، فإن الإسلام قوي برسالته وبنهجه وبنبيه ( صلي الله عليه وسلم )، ولكن المسلمين في هذا العصر ، هُمْ الحلقة الأضعف ،المستهدفة من قِبل الغرب الصليبي ومن منافقي هذا العصر ، لذلك فمن واجب المسلمين الرجوع لأصل هذا الدين العظيم ، والبحث بين ثنياه ، عن علاجات لهذا الضعف المهين ، والذي جعل الغرب الصليبي الحاقد ، يسرح ويمرح في أرضنا من جهة ، والطعن في ديننا وفي نبينا من جهة أُخرى ، ونحن كمسلمين نعرف ونؤمن بأن الله سبحانه وتعالي ، قد تكفل بحفظ هذا الدين من التبديل والتغيير ، ونعلم أيضاً بأن ذات الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) أصعب من أن يتم النيل منها والعبث بها ...... والحق يقال في هذا الصدد ، فقد إنبرا عدد من أقلام العلماء والأدباء المسلمين حقاً في الدفاع بالكلمة عن هذا الدين القويم وإعلام الغرب الحاقد وأتباعه من الكَفَرَة والمنافقين من الداخل ، بأن الإسلام والمسلمين ونبينا محمد ( صلي الله عليه وسلم )، من الخطوط الحمراء ، المحظور المس بها والتطرق إليها . فقاموا بمواجهة هذه الهجمة الشرسة ، علي المستوى الإعلامي من صحافة مكتوبة ومرئية ، فوصلوا والحمد الله إلي وقف هذه الهجمة ولو جزئياً ،على ما يحيط بهذه الأمة العظيمة وبنبيها الكريم ( صلي الله عليه وسلم )،من تطاول ........ لذلك نجد أنفسنا نحن المسلمين في هذا العصر ، المليء بالدسائس والمؤامرات على الدين ورموزه في حاجة ماسّة للرجوع لخُلق وأخلاق النبي ( صلي الله عليه وسلم ) من سيرته العطِرة ،لنأخذ منها ما يُصلح لنا ديننا وحياتنا ومستقبلنا ،.... هذا من جهة ومن جهة أخرى، نقوى به أيماننا ، لان معرفته ( صلي الله عليه وسلم )، هي فى حد ذاتها اجر وعبادة ووسيلة لزيادة حُبّك له ، وحينما يزداد حبك له تكون قد وصلت إلى لُب الإسلام والمسلمين ... ففي حُب النبي و( صلي الله عليه وسلم )، إكرام وفوز ونعمة من الله سبحانه وتعالي ، وسلاح للرد على أعداء الدين ، من لا دين لهم ولا أخلاق ...... ولنكون بذالك ممن تكرم الله عليهم ، بالدخول فى شفاعته ( صلي الله عليه وسلم ) . اخوتي الكرام المحترمين مُحبي الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم اقدم لكم هذه المائدة الطيبة والتي تحتوي علي اطيب ما يمكن قرأته بعد القرآن الكريم ، الا وهي سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم ........ وفى الحقيقة أخوتي الكرام ... لم أزد على ما قاله إسلافنا فى موسوعاتهم العظيمة وهى تتحدث عن السيرة وكيف نشأت ومن هم أبطالها ، ولكني أردت أن ابسط وأُسهل الولوج إلى خبايا سيرته ( صلي الله عليه وسلم )،العطرة بسلاسة لتكون قريبه إلى أذهاننا ، ويمكن الوصول إلى كل ما نُريده في السيرة بيسر وسهولة . فهي بالا حري ما وجد في كتاب لم يوجد في غيره ،وفي سيرة لم توجد في غيرها ، ومن حادثه في كتاب لم توجد في غيرها، فباستطاعة كل قاري أن يصل إلي ما يريده من سيرة المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ولكن لابد له أن يقرا كل الكتب المكتوبة من قبل الافاظل السلف الصالح والكُتاب والعلماء . فأردتْ أن آخذ من كل بستان ريحانه عطره من سيرته ( صلي الله عليه وسلم )،ووضعها فى باقة واحدة لتسهيل معرفة محتواها والوصول إليها وتعم الفائدة المرجوة... لان الذي يقرأ هذا البحث ، يجعله يرجع إلى السيرة المؤلفة من قبل العلماء، ليزداد وليروى ضّمْائه لمعرفة المزيد . وكأني بهذا العمل ، أُحبب القاري فى الولوج إلى كتب السيرة لمعرفة المزيد ، .... و لسنا فى شك حين نقرا ونفحص ما قالت وما كتبت أيدي العلماء والمؤرخون ومُتَّتبِعِي خطوات النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم )،من سلوكه الكريم وأخلاقه وسيرته الذاتية ، مع الله ومع نفسه ومع أهله وعشيرته وأصحابه ومع المسلمين كافة. لأننا نعرف مسبقاً وغيبياً بأن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )،هو فوق كل الشُبهات ونؤمن أيضا بأن الله حينما وصفه بأنه على خلق عظيم، قلنا سمعناَ وأطعناَ وصدقناَ،لان الذي هذا سلوكه ودينه وحبه وروعته ورفعة مقامه لا يمكن أن يكون هو إلا خاَّتم النبيين وإمام المرسلين وشفيع العباد يوم الدين، فصلى الله عليك يا حبيبى يارسول الله، في الأولين والأخيرين .وفي كل زمان وحين........ وقد استعنت بالمراجع المهمة في إعداد هذه السيرة وهي المراجع ( القرآن الكريم ) * ( 1 ) السيرة النبوية لأبن هشام الجزء ( 1 ) والجزء ( 2 ) والجزء ( 3 ) والجزء ( 4 ) ( الطبعة الثالثة . 1971 ) تحقيق وضبط وفهرسة : ( 1 ) مصطفي السقي ( المدرس بكلية الآداب ) ( 2 ) إبراهيم الأبياري ( المدرس في المدرسة الأميرية ) ( 3 ) عبد الحفيظ شلبي ( احد أعضاء التدريس بالأزهر الشريف ) * ( 2 ) رجال حول الرسول للأستاذ ( خالد محمد خالد ) الطبعة الثانية ( 1987 ) * ( 3 ) المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء ( عماد الدين إسماعيل أبي الفداء ) ، ( الجزء الأول والثاني ) * ( 4 ) الإسراء والمعراج ( للشيخ العلامة محمد متولي الشعراوي ) مكتبة التراث الإسلامي . * ( 5 ) تاريخ الدولة الإسلامية ( للأستاذ الدكتور عبد العزيز سالم ) الأستاذ المساعد في الأزهر الشريف ) * ( 8 ) إسهامات تاريخية مُهمّة نقلاً عن رواد السيرة النبوية الشريفة . ( الأخ أبو معاذ ) أحد المهتمين بالشأن الأدبي والتاريخي والذي يملك مكتبة ضخمة في طرابلس ،خاصة ، ساعدني في الحصول علي بعض المراجع .... وقد استمر الإعداد لها مايقرب من خمسة سنوات ، وقد رأيت أن تكون علي أجزاء وفصول متصلة، مع بعض ليسهل الوصول إليها بسهولة، أفضل من البحث عن جزء من هنا وجزء من هناك .... وقد اسميتها : سيرة الحبيب المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتّابْ السيرة العِظام وكما كنت دائما اقول ، إن صح ما أنوي عمله فمن تيسير الله لي وبفضل الله ، وإن أخفقت فذلك من نفسي والشيطان ، والله والرسول برئ مما عملت ... اللهم اجعل صلاتنا علي الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم )، راحة لنا في حياتنا وبعد مماتنا ، وأتهِ ، الوسيلة والدرجة الرفيعة التي وعده إنك لا تُخلف الميعاد،يأرحم الراحمين..... لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ....... اللهم اجعل هذا لله، لا لسواه.......
عدل سابقا من قبل اميرة في الثلاثاء يناير 01, 2013 5:57 pm عدل 1 مرات | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 4:43 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي رسول الله ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الاخوة الكرام مُحبي المصطفي صلي الله عليه وسلم نبدأ بأذن الله تعالي في الجلوس الي المائدة بعد ان نسلم علي صاحبها فنقول له .. السلام عليك يارسول الله السلام عليك يانبي الله السلام عليك يامن أديت الأمانة كما ينبغي لها أن توأدّا ... ونشهد أنك أديتها الاخوة الكرام قبل ان نجلس ونستمتع بنسمات الحبيب صلي الله عليه وسلم وجب ان ندلف قليلا لنوضح مسارات السيرة والتاريخ عند العرب ...وتطوره ....لنعلم كيف تصل الينا اخبارهم وماهي الكيفية في فعل ذلك ومن هم رجالها ... الفصل الأول ( الجزء الاول ) التاريخ عند العرب وتـــطــوره عــبـر الـزمــان وأثر الرسالة المُحمدية فيه فمن عادة العرب حينما كانت حياتهم سادة ودهماء لم يكن لهم قبل بعثة النبي الكريم (صلي الله عليه وسلم ) من مادة التاريخ ، إلا ما توارثوه بالرواية مما كان شائعاً بينهم من أخبار الجاهلية الأولى كحديثهم عن أبائهم وأجدادهم وأنسابهم ، وما فى حياة الأباء والأجداد من قصص فيها البطولة وفيها الكرم والوفاء ثم كان حديثهم عن البيت وزمزم وجُرهُم وما كان من البيوتات التى تناوبت الأمرة على قريش . وما جرى لسد مأرب وما تبعه من تفرق الناس فى بلاد إلى أمثال هذا مما قامت فيه الذاكرة البشرية مقام الكتاب واللسان مقام القلم ، حيث يعي الناس عنه ويحفظون ثم يؤدون . ثم ظهر مورد جديد نابع بالحياة وكان بظهور النبي( صلي الله عليه وسلم )،وظهور دعوته ، هى أحاديث الصحابة والتابعين عن ولادته ( صلي الله عليه وسلم )..... وحياته وما مُلئت به هذه الحياة عن الجهاد فى سبيل الله واصطدام مع المشركين ومن ليس على دينه ودعوته إلى التوحيد ، وما كان فيها من أثر للأسنة والسيوف. فهذا وذاك كان مادة دسمة للتاريخ أولاً ثم للسيرة ثانياً. ولم يدون فى تاريخ العرب أو السيرة شئ ،إلى أن مضت أيام الخلفاء . بل لم يدون فى هذه غير القرآن ومبادئ اللغة من نحو وصرف ، فقد رأينا المسلمين يحفزهم حرصهم على حفظ القرآن وإلى كتابته فى حياة النبي وبعده ، كما حفزهم مخافتهم من تفشي اللسان العجمي على الألسنة إلى تدوين النحو ذلك عندما أختلط العرب بغيرهم عند أتساع الرقعة الإسلامية . من بدايات تأليف وكتابة السيرة وهذا ما أورده ابن هشام في بدايات تأليف السيرة النبوية والاهتمام بها من قِبل الكُتاب ...فقال: ولما كانت فى أيام معاوية أراد وأحب أن يدون عن التاريخ كتاب ، فأستقدم أحد المؤرخين فى ذلك الوقت وهو (عبيد بن شرية من صنعاء) فألف له كتاب الملوك وأخبار الماضين . بعد ذلك ظهر أكثر من عالم يتجه إلى عِّلم التاريخ من ناحيته الخاصة لا العامة إلى سيرة النبي ( صلي الله عليه وسلم ) وأعنى بذلك العلماء المسلمين. حيث وجدوا فى تدوين ما يتعلق به ( صلي الله عليه وسلم ) شيئا يحقق ما فى أنفسهم من تعلق به وحب لتخليد أثاره بعد أن تم منعهم من أحاديثه إلى عهد الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز . وذلك كان مخافة أن يختلط على الناس الحديث بالقرآن. فجاء أكثر من ُمحدث فدونوا في السيرة كتباً نذكر منها: ( 1 ) عروة بن الزبير . الفقيه المحدث الذي مكنه نسبه من قِبِل أبيه الزبير بن العوام وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ،أن يروي الكثير من الأخبار والأحاديث عن ( صلي الله عليه وسلم )،وكل ما يختص بصدر الإسلام . و يكفي إن علماء السيرة منهم ابن إسحاق و الواقدي و الطبري أكثروا من الأخذ عنه و لاسيما فيما يتعلق بالهجرة إلي الحبشة و المدينة و غزوة بدر و كانت وفاة عروة عام 92 هـ . ( 2 ) إبان بن عثمان بن عفان المدني. الذي توفي عام 105هـ حيث ألف في السيرة صحفاً جمع فيها ، أي اوراقا وكُتباً أحاديث حياة ( صلي الله عليه وسلم ). ( 3 ) ابن شهاب الزهري وعاصم بن عمر بن قتادة المتوفى عام 120 هـ . ( 4 ) عبد الله بن أبي بكر بن حزم المتوفى عام 135 هـ ( 5 ) شيخ رجال السيرة محمد بن إسحاق المتوفى عام 152 هـ. ( 6 ) زياد البكائى المتوفي عام 183 هـ . ( 7 ) والوا قدي صاحب كتاب المغازي المتوفى عام 207 هـ . ( 8 ) محمد بن سعد . صاحب كتاب الطبقات ألكبري المتوفى عام 230 هـ . وقبل أن تأتي المنية بابن سعد سطع نجم ( ابن هشام ) ، فعُرفت السيرة الصحيحة باًسمه والمتوفى عام 218هـ......... سبب وضع سيرة النبي لإبن إسحاق وهو محمد ابن إسحاق بن يسار, والجدير بالذكر أن ابن إسحاق يعد من بين إعلام القرن الثاني, وأيضاً كان له علمه الواسع وإطلاعه الغزير في أخبار الماضين. وشاءت المقادير أن يدخل ابن إسحاق على الأمير المنصور ببغداد,وبين يديه ابنه المهدي فقال له المنصور: أتعرف هذا يا ابن إسحاق ؟ فقال: نعم، إنه ابن أمير المؤمنين , قال:اذهب فصنف له كتاب منذ خلق آدم (عليه السلام) إلى يومك هذا. فذهب ابن إسحاق فصنف له هذا الكتاب, فقال له: لقد طوَّلته يا ابن إسحاق, اذهب فأختصره. فذهب فأختصره ووضع الكتاب الكبير في خزانة أمير المؤمنين. ابن هشام وأثره في سيرة ابن إسحاق فأراد الله لهذا المجهود ( مجهود ابن إسحاق) أن لا يذهب سدى لذلك جند له رجل له شأن وهو ( ابن هشام ) . فجمع هذه السيرة ودوَّنها ، وكان له فيها رأي ، حيث لم يتوقف عن تعقب ابن إسحاق في كثير مما ورد, من تطويل وإختصار والنقد أو بذكر رواية لم يذكرها ابن إسحاق وأخبار لم يأتي بهاو أخبار مبالغ فيها. وحينما انتهى من كتابة سيرته أي سيرة النبيّ ( صلي الله عليه وسلم ) لابن هشام ، و أراد أن يبين أن يكشف عن طريقته في جمع السيرة والبحث فيها.ومن الكلمات التي قالها ابن هشام في بداية كتابة: إن شاء الله مبتدئ هذا الكتاب بذكر إسماعيل بن إبراهيم ومن ولد الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ولده ، وأولاد أصلابهم . الأول فالأول من إسماعيل إلى رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،وما يعرض من حديثهم وتارك ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب مما ليس لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم )، فيه ذكر ولا نزل فيه من القرآن شيء, " انتهى كلام ابن هشام ذكر سرد نسبة (صلى الله عليه وسلم) إلى آدم ( عليه السلام ) محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب ( شيبه ) لأنه ولد في رأسه شيبه ابن هشام ( عمر بن عبد مناف ) ابن كلاب ابن مره بن لؤى بن غالب بن فهر، واسمه قريش ( وإليه تنسب القبيلة ) بن مالك بن نظر ، ولُقب بالنظر لنظارة وجهه ، بن كنانه ابن خزيمه بن مدركه بن الياس بن مضر بن نزار بن معد ابن عدنان, وبعد عدنان اختلف النسابون العرب في ما بعد عدنان وكان ( صلي الله عليه وسلم )،أنه إذا أنتسب لم يتجاوز في نسبه عدنان بن ادد ثم يمسك ويقول: ( كذب النسابون لأنه لا احد يعرف ما هو مدى صحة النسب بعد عدنان بن ادد.) حيث قيل عدنان أبن ادد بن مقوم بن ناحور بن يرتح بن يعرب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم بن تارح ( آزار ) بن ناحور بن ساروغ بن راعو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح ابن لمك بن متوشلخ اخنوخ وهو ( إدريس علــيه الســـلام ) وكان أول بني آدم اعطى النبوة , ابن يرد بن مهليل ابن قينن بن يانش بن شيش بن آدم .......( صلي الله عليه وسلم ) أصل العرب وقال ( الدكتور السيد عبد العزيز سالم ) أستاذ التاريخ الاسلامى بجامعة الأزهر الشريف : وقد قسم الموًرخون أصل العرب إلي ثلاثة أقسام : القسم الأول وهم العرب البائدة: فهم العرب الأوائل وهم قوم عاد وثمود وجرهم الأولي فُأبيدوا جميعاً. القسم الثاني وهم العرب العاربة : وهم بني قحطان بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح فمنهم ( بنو جرهم ) أبن قحطان ، وكانت مساكنهم باليمن وهم من ولد قحطان . القسم الثالث وهم العرب المستعربة: ولما أُسكن إبراهيم ( عليه السلام ) أبنه إسماعيل ( عليه السلام ) بمكة ، وكانت جُرهم نازلة قريبه من مكة تم الاتصال بينهم وتزوج منهم وصار من ولد إسماعيل ( عليه السلام ) العرب المستعربة لان أصل إسماعيل ( عليه السلام ) ولسانه كان عبرانياً ولذالك قيل له ولولده العرب المستعربة . فالعرب كلهم من ولد إسماعيل و قحطان. الي هنا اخوتي الكرام نتوقف قليلا ، وبعدها نتواصل في ذكر وشرح كل الاماكن الجغرافية ورجالها الذين صنعوا تاريخها والتي ستكون بأذن الله مسرح لأبطال السيرة وعلي رأسهم الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم الي ذلك الحين ...استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 4:45 pm | |
| الجزء الثاني الاخوة الاكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب هذه السيرة العطرة والمائدة العامرة بكل ماهو طيب ...اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبة وسلم تسليما كثيراً نستمر في سرد سيرته العطرة وما حوتها من احداث ولكن نستكمل ولاية البيت والسلسلة التي ينحدر منها الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم .. ولاية البيت الحرام فلما توفى إسماعيل بن ابر هيم (عليهما السلام) ولى البيت إلى ابنه نابت بن إسماعيل ما شاء الله أن يليه. ثم ولى البيت بعده إلى مُضاض بن عمرو الجرهمي حيث كان بنوا إسماعيل وبنو نابت بن إسماعيل مع جدهم من أمهم هاجر ، مُضاض بن عمرو وأخوالهم (بنو قحطان) وكانوا يومئذ من أهل مكة وهما أبناء عم. ومن استنتاجات المؤرخون أن أقدم من حكم مكة والحجاز هم ( العمالقة ) وحاكمهم هو ( السميدع ابن هوبر بن لأوى ) , وخلفهم بنو جرهم القحطانية , وكان إبراهيم ( عليه السلام ) قد أسكن ولده إسماعيل ( عليه السلام ) مكة مع أمه هاجر , وبني البيت العتيق بمساعدة أبنه إسماعيل , وتزوج إسماعيل من أمرآة من جرهم , وكانت منازل جرهم فى مكة ومحاولها , وقام بأمر البيت بعد إسماعيل هو ( الحارث بن مضاض الجرهمى ) وهو أول من ولى البيت . ثم وفدت قبيلة خزاعة إلى مكة بعد سيل العرم , فنزلوا بظاهر مكة , وغلبوا الجرهميين على مكة وطردوهم منها شر طردة , وكان من أول من ولى أمر البيت من خزاعة ( عمرو بن لحىّ ) فغير لعنه الله من دين إبراهيم وبدله بعبادة الأصنام , وظلت خزاعة تلى أمر البيت . أما مضر فقد احتفظت بحق الإجازة بالناس من عرفة والافاظة بهم والنحر إلى منى, ثم تشعبت مضر وبطون كنانة وجاوروا أحياء وبيوتات بظاهر مكة إلى أن تمكن منهم ( قصي بن كلاب بن مرة ) من السيادة فى مكة وأنتزع ولاية البيت من خزاعة . حيث قام قصي بتقسيم مكة وتنظيمها وجعلها خططاً ورباعاً بين قريش ,.... وحاز شرف قريش كلها بني عبد الدار , فسميت بدار الندوة , وفرض قصي على قريش رفادة الحجيج ولما شاخ قصي , جعل لابنه ( عبد الدار ) وكان يؤثره على أخوته , دار الندوة والحجابة واللواء والرفادة والسقاية , ثم قسم الأمر بين عبد الدار فجعل له دار الندوة ,.. ولابنه عبد العزى الرفادة , والسقاية والرياسة لعبد مناف , وجعل حافتي الوادي لعبد قصي . وكانت مكة فى الجاهلية لا تُقّر فيها ظلماً ولا بغياً ولا يطغى فيها احد إلا أخرجته ،فكانت تسمى ( الناسّبة ) ولا يريدها ملك يستأصل حرمتها إلا هلك مكانه، فيقال أنها ما سميت ببكة إلا كانت تَبُكْ أعناق الجبابرة إذا أحدثوا فيها شيئاً. وقد أختلف الإخبار يون فى اشتقاق كلمة مكة , وذهبوا فى ذالك مذاهب شتى , ومثال ذالك قال ( أبوبكر بن الانبارى : سميت مكة لأنها ( تمُك ) الجبارين أي تدمرهم . ويقال أًيضاً أنما سميت مكة لازدحام الناس بها وقولهم أيضاً : قد أمتكّ الفصيل ( صغير الناقة ) ضرع أمه , إذ مصّه مصاً . وقال الشرقي أبن القطامى : إنما سميت مكة لان العرب فى الجاهلية كانت تقول لايتم حجنا حتى نأتي مكان الكعبة فنمُك فيه( أى نصفر فيه صفير المكاء حول الكعبة), وقد كانوا يصفرون ويصفقون بأيديهم حينما يكونون بها , والمكَّاء بتشديد الكاف هو ( طائر يأوي الرياض وله صفير حاد ) وقال المفسرون اللغويين أنه على أساسه تكون مكة ,مشتقة من ( أمتك ) ومن قولهم أمتكّ الفصيل ( صغير الناقة ) ,أضاف الناقة و إذ جذب جميع ما فيها جذباً قوياً فلم يبقى منها شيئاً, ولما كانت مكة مكاناً مقدساً للعبادة , فقد أمتكت الناس , أى جذبتهم من جميع الأطراف . ويروى ياقوت : أنها سميت ( مكة ) من مكْ الثدي أى مصّه, وكان ذالك لقلة وندرة المياه فى مكة , حيث كانوا يمتكون الماء أى يستخرجونه , وقيل أنها تمُكْ الذنوب أى تذهب بها كما يمُك الفصيل ضرع أمه فلا يبقى فيه شيئاً . وجاء ذكر مدينة مكة فى جغرافية ( بطليموس ) تحت أسم ( ماكورابا ) Macoraba ,... ويبدو أن هذا الاسم له علاقة بالبيت العتيق الذى كان سر شهرتها كعاصمة دينية فى الجاهلية , فكلمة ماكورابا قريبة من مكرب التى عُرفت عن السبئيين , حيث تعبر عن لقب كان يحمله الكهنة فى سبأ قبل أن يتحولوا الى ملوك , ومن المرجح أنها تعنى ( المقرب الى الله ) لأنها مدينه مقدسة ,.. ويذكر ( بروكلمان ) أن مكة مشتقة من مكرب أو مقرب وهى باللغة العربية لأهل الجنوب ومعناها ( الهيكل ) , بينما يذكر آخرون أنها قد تكون مشتقة من مك باللغة البابلية يعنى البيت . وقد ورد فى القرآن الكريم أسم آخر لمكة وهو ( بكه ) فذُكرت بكه فى قوله تعالى : { أن أول بيت وضِع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين * فيه آيات بينان مقام إبراهيم *ومن دخله كان آمناً ولله على الناس حج البيت من أستطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غنى عن العالمين....... } ( آل عمران آية 95 ،96 ) مقصود ببكة أن بكه هو موضع البيت , أما ماحولها فيسمى مكة , وفى رواية أخرى عن ( المغيرة أبن إبراهيم ) جاء فيها أن بكه هو موضع البيت ومكة هو موضع القرية . وقيل سميت بكه لان الأقدام تبُك بعضها بعضاً أمام البيت , وعن زيد بن أسلم أنه قال : أن بكه هي الكعبة والمسجد الحرام , ومكة هي ذي وى وهو بطن الوادي الذى ذكره الله تعالى فى قوله : { وهو الذى كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصير } ( الفتح آية 34 ) ، وهناك من يعتقد أن بكه هو مكة , لان هناك قبائل فى الجنوب يبدلون الحرف ( م ) ال ( ب ). وذكر أهل الأخبار أن لمكة أسماء أخرى غير بكه وهى ( النساسة ) . ( الناسّة ) . (والياسّة لأنها تبس أى تحطم الملحدين وتخرجهم) , ( أم رحم ) . ( أم القرى ) حيث ذُكر هذا الاسم فى القرآن الكريم عندما قال تعالى : { لتنذر أم القرى ومن حولها} ( الأنعام آية 62 ) , وسميت أيضاً (معاد ) . (الحاطمة لأنها تحطم من أستخف بها ) ,وسميت بالبيت العتيق ), ( والحرم ) . ( صلاح ) . ( والعرش ) . ( والقدس ) لأنها تقدس أى تطهر الذنوب , ( المقدس ) . ( البلد الأمين ) , حيث قال تعالى : { والتين والزيتون وطور سنين , وهذا البلد الأمين }،( التين من آية 1 ـ 3 ) . ( البلد العتيق ) فى قوله تعالى : { وليطوفوا بالبيت العتيق } ( الحج آية 49 ) , ( البيت الحرام ) فى قوله تعالى :{ جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس } ( المائدة آية 97 ) ( البيت المحرم ) فى قوله تعالى: { ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم } ( إبراهيم آية 37 ). ويمكن أن نستفيد من هذه التسميات التى اُطلقت على مكة , أنها كانت فى أول أمرها مقاماً دينياً أسسه إبراهيم ( عليه السلام ) . ولهذا كما قال ( الدكتور السيد عبد العزيز سالم ) أستاذ التاريخ الاسلامى بجامعة الأزهر الشريف : , لا نستبعد أن يكون أسم مكة كان يعرف باسم مكرب أى مقرب أى مقدس ثم يتحول إلى مكة موقع مكة الجغرافي فموقعها الجغرافي كالاتى : فإلى الشرق يحيط بها جبل ( جبل أبو قبيس ) ..... والى الغرب يحدها ( جبل قعيقعان ) ومكة تقوم فى بطن وادي يعرف ( ببطن مكة ) , ومكة تشرف عليها الجبال من كل النواحي كالتفاف السوار على اليد . وكانت المناطق المنخفضة من ساحة مكة تسمى ( البطحاء ) , وكل مانزل عن الحرم يسمونه ( المسفلة ) وما أرتفع منها تسمى ( المعلاة ) , ومن جبالها المعروفة : ( 1 ) جبل أبو قبيس ( وهو الجبل الأعظم ويقع إلى الجهة الشرقية من مكة , ويشرف على المسجد الحرام . ( 2 ) جبل قعيقعان ( 5 ) سقر ( 8 ) الفلق .
( 3 ) جبل فاضح ( 6) حراء ( 9 ) ثور ( 11) تفاحة ( 4 ) المحصب ( 7 ) ثب ير ( 10) الحجون ( 12) المطابخ وكانت المياه شحيحة فى مكة , فكان المكيون يعانون من قلتها مما أدى بعض الإخباريين الى تفسير أسم مكة , بأنه مشتق من ( مك ) أى امتصاص الماء لقلته , حيث كان الناس يشربون الماء من أبار خارج الحرم . وكانت مكة فى وادي غير ذي زرع ، وكان ذالك سبباً فى اعتماد أهل مكة على غيرا لزراعة فى حياتهم المعيشية , حيث كانت تأتى حاجياتهم الحياتية من الطائف , فبذالك كانت التجارة هي الركيزة المهمة فى حياتهم , ففتحت لهم آفاق واسعة للتبادل التجاري مع اليمن فى الجنوب ومع الشام فى الشمال , فكانت لهم رحلتين , وسميت برحلة الشتاء والصيف . نسبه ( صلي الله عليه وسلم ) من ولد إسماعيل عليه السلام ولد إسماعيل عليه السلام اثني عشر رجلاً. ( 1 ) نابتا ( وكانَ اكبر إخوته ) ====== ( 7 ) أذر ( 2 ) قيذر ========== ==== ==( 8 ) طيما ( 3 ) أذبُل =================( 9 ) يطور ( 4 ) مبشا=================( 10 ) نبش ( 5 ) ماشي ================( 11 ) مِسمعا ( 6 ) دِمَّا ==================( 12 ) قيذُما وأمهم جميعاً هي : رعلة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي ( وجرهم ابن قحطان) وهي المرأة التي رضي عنها أبوه إبراهيم عليه السلام وأمره بالاحتفاظ بها. أما المرأة التي أمره بطليقها هي: جّدَا بنت سعد من جُرهم. و قحطان هو أبو اليمن كلها واليه يجتمع نسبها . فأُم سيدنا إسماعيل هي : هاجر وهي أُم العرب وهى من قرية كانت فى مصر .وعُمر سيدنا إسماعيل تقريبا مائة وثلاثون سنة وعندما مات رحمة الله وبركاته عليه دُفن في الحجر مع أمه هاجر . ولــــــد إســماعـــيـل فولد { نابت} وهو الابن الأكبر لإسماعيل عليه السلام يشجب. وولد يشجب==== يعرب . وولد يعرب ===== يترح. وولد يترح ====== ناحور . وولد ناحور====== مقوم . وولد مقوم ===== ادد. وولد ادد ======= عدنان . أولا عدنان ابن ادد ابن إسماعيل عليه السلام فمن عدنان تفرقت القبائل، وولد رجلين : (1) معد ابن عدنان : فولد أ ـ نزار بن معد ب ـ قضاعة بن معد ( نسب إلى حمير بن سبا ) ج ـ قتصى بن معد د ـ إياد بن معد (2) عك ابن عدنان: أولاد نزار بن معد بن عدنان ولد نزار بن معد أربعة رجال 1. مُضر بن نزار فأُم مضر / سوده بنت عك بن عدنان 2. ربيعة بن نزار 3. أنمار بن نزار فأم ربيعة وأنمار / شقيقة بنت عك بن عدنان 4. إياد بن نزار فأُم أياد / سوده بنت عك عدنان فأنمار ابوخثعم وبجيله ...... نتوقف اخوتي الاكارم مع اولاد نزار بن معد بن عدنان ....ونكمل سرد والتعريف بأولاد مُضر بن نزار في الجزء الثالث .....فأستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
| |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 4:47 pm | |
| الجزء ( الثالث ) بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله الاخوة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نستكمل بأذن الله وبعونه وبتيسيره ، في ذكر السلسة الطاهرة الشريفة والتي أدت في ختامها لولادة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ..... أولاد مضر بن نزار 1.إلياس بن مضر 2.بن مضر وأمهم هي / الربابة بنت حيدة بن معد ن عدنان أولاد إلياس بن مضر بن نزار 1.مدركة بن إلياس ( وهو عامر ) 2.طابخة بن إلياس ( هو عمر ) 3.قمعة بن إلياس ( وهو خزاعة ) وأمهما خندف وهي من اليمن , وهي خندف بنت عمران بن الحاف بن قضاعة ويقال أن اسم طابخه وهو عمراً. أولاد مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار 1.خزيمه بن مدركه. 2.هُذَيل بن مدركه. أولاد خزيمه بن مدركه بن إلياس بن مضر بن نزار 1.كنانة بن خزيمه /فُأمه عُوانة بنت سعد بن قيس بن عيلان ن مضر 2.أسد بن خزيمه 3.أسدة بن خزيمه 4.الهون بن خزيمه / فأم أسد و اسدة والهون يقال من قفاعة أولاد كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر 1.النضر بن كنانة 2.مالك بن كنانة / فأم النضر ومالك وملكان برة بنت مُرّ 3.عبد مناة بن كنانة/ فأمه هالة بنت سُوَيد ابن الغِطْريف من أشنوءة 4.ملكان بن كنانة أولاد النضر بن كنانة بن خزيمة { القرشي } 1.مالك بن النضر/ أمه عاتكة بنت عدوان 2.يخلد بن النضر أولاد مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة 1.فهر بن مالك وأمه جندلة بنت الحارث بن مضاض الجرهمىّ أولاد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة 1.غالب بن فهر 2.محارب بن فهر 3.الحارث بن فهر 4.أسد بن فهر/وأُمهم ليلى بنت سعد بن هُذَيل بن مُدْركة أولاد غالب بن فهر بن مالك بن النضر 1.لؤىّ بن غالب 2.تَيْم بن غالب 3.قيس بن غالب فأمهم لؤى وتيم سلمى بنت عمرو الخزاعي أولاد لـؤُىّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر 1.كعب بن لؤى2.عامر بن لؤى 3.سامة بن لؤى 4.عوف بن لؤى وأمهم ماعدا عوف هى ماوية بنت كعب بن القين وهى من قُضاعة وأم عوف هى الباردة بنت عوف بن غنم بن عبد الله بن غطفان أولاد كعب بن لـؤُىّ بن غالب بن فهر 1.مرة بن كعب 2.عدى بن كعب 3.هصيص بن كعب وأمهم وحشية بنت كعب شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر أولاد مرة بن كعب بن لـؤُىّ بن غالب بن فهر 1.كِلاَب بن مرة / فأم كلاب وتَيْم هي هند بنت سُرير ثعلبة 2.يقظة بن مرة / فأمه البارقة من بني الأسد من اليمن 3.تيْم بن مرة أولاد كِلاَب بن مرة بن كعب بن لـؤُىّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر 1.قصي بن كلاب / وكان اسمه زيداً وسمى قصي لإنه أباه مات عنه وعن أخيه زهرة فسمى قصي لبعد عن دار قومه . 2.زهرة بن كلاب. /وأمهما فاطمة بنت سعد بن سيل أولاد قصي بن كِلاَب بن مرة بن كعب 1.عبد المناف بن قصي 2.عبد الدار بن قصي 3.عبد العزى بن قصي 4.عبد قصي بن قصي 5.تخمر بنت قصي 6.بره بنت قصي وأمهم هي / حُبَىّ بنت الجليل بن حبشية بن سلول ابن كعب أولاد عبد المناف بن قصي بن كِلاَب وأسمه المغيرة بن قصي بن كلاب .... حيث ولد له من الابناء: 1.هاشم بن عبد المناف / واسمه عمرو ويقال له هاشم لإنه أول من هشم الثريد لقومه ... حيث يقول الشاعر مطرود بن كعب الخزاعي : عمرو الذى هشم الثريد لقومه===== ورجال مكة مستنون عجاف 2. عبد شمس بن عبد المناف وكان عبد شمس بعد هاشم وكانا تؤمين فولد هاشم ورجله فى جبهة عبد شمس ملتصق لم يقدروا على نزعها إلا بالدم فكانوا يقولون سيكون بين ولديهما دماء . 3.المطلب بن عبد المناف / وكانت أمهم هى عاتكة بنت مرة بن هلال 4.نوفل بن عبد المناف / وأمه هي واقدة بنت عمرو المازنية أولاد هاشم بن عبد المناف 1.عبد المطلب بن هاشم 2.أسد بن هاشم 3.أبا صَيْفِىّ بن هاشم 4.نَضْلة بن هاشم والنسوة هُنّ / 1.الشفاء بنت هاشم /فأم نضله وشفاء هي امرأة من قضاعة 2.خالدة بنت هاشم 3.ضعيفة بنت هاشم / فأم خالدة وضعيفة هى واقدة بنت أبى عدىّ المازنية . 4.رُقية بنت هاشم / فأم عبد لمطلب ورقية هى سلمى بنت عمرو ابن زيد بن لبيد بن النجار 5 . حيّة بنت هاشم / فأم ابا صيفي وحية هي هند بنت عمرو بن ثعلبة الخزرجية. أولاد عبد المطلب بن هاشم 1.الحارث بن عبد المطلب / فأمه سمراء بنت جندب بن حجير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر. في هذا الوقت حدثت قصة حفر زمزم وعبد المطلب له من الابناء ، الحارث فقط،... لذالك وجب السياق ذكر حفر زمزم.قبل استكمال بقية أولاد عبد المطلب . وهذا بأذن الله تعالي ما سنعرفه في الجزء الرابع الي ذلك الحين .....اقول استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 4:48 pm | |
| الجزء ( الرابع ) لاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام علي رسول الله في هذا الوقت حدثت قصة حفر زمزم وعبد المطلب له من الابناء ، الحارث فقط،... لذالك وجب السياق ذكر حفر زمزم.قبل استكمال بقية أولاد عبد المطلب . وهذا بأذن الله تعالي ما سنعرفه في هذا الجزء الرابع فأقول: بسم الله الرحمن الرحيم فقال أبن هشام : بينما عبد المطلب بن هاشم نائم الحجر إذا أُتى فُأمر بحفر زمزم ، وهى مكان أصنام قريش : أساف ونائلة عند المنحر فى قريش ( المكان التى كانت تُنحر فيه القربان للآلهة) وكانت جرهم قد دفنتها حين خروجا من مكة وهى بئر إسماعيل بن إبراهيم (عليه السلام) ، التى سقاه الله حين ظَمِئَ وهو صغير فالتمست له أمه ماءً فلم تجده ، فقامت إلى الصَّفا تدعوا الله وتستغيثهُ ولإسماعيل ثم أتت المروة ففعلت مثل ذلك ، فبعث الله جبريل(عليه السلام) فهمز له عقبه فى الأرض فظهر الماء ، وسمعت أمه أصوات السّباع فخافت منها عليه ، فجاءت تشتد نحوه فوجدته يكشف بيه عن الماء من تحت خّده يشرب ، فجعلته حِسْياَ ( اى حفر صغير ) وكان من حديث جُرهم ودفنها زمزم ، وخروجها من مكة ومن ولى أمر مكة بعدها إلى أن حفر عبد المطلب بئر زمزم . وكان ذلك بينما هو نائم فى الحجر إذا أُتى فُأمر بحفر زمزم . والحديث هنا لعبد المطلب : إني لنائم فى الحِجر إذا أتاني آت فقال : أُحفرطيبة ( سميت طيبة لأنها طيبة للطيبات والطيبين من ولد إبراهيم ) قُلت: وما طيبة ؟ ثم ذهب عّنى فلما كان الغد رجعتُ إلى مضجعي فنِمْت فيه فجائنى : ( فقال أحفر بره ) ( وقيل بره لأنها فاضت على الأبرار وغاضت على الفجار) فقلت :وما بره ؟ ثم ذهب عنى ، فلما كان الغد رجعتُ إلى مضجعي فنِمْت فيه ، فجائنى فقال : ( أحفر المظنونه) ( قيل المظنونه لأنها ظن بها على غير المؤمنين فلا ينفد منها المنافق ) فقلت وما هي المظنونه ؟ ثم ذهب عنى فلما كان الغد رجعتُ إلى مضجعي فنِمْت فيه ، فجائنى فقال : ( أحفر زمزم ) ، فقلت وما زمزم ؟ وقال لاتنزف (لا يفزع ماءُها ) أبداً ولا تُذّم (أي لا توجد قليلة الماء ) تسقى الحجيج الأعظم ،وهى بين الفرت والدم ، عند نقرة الغراب الأعصم ( .الأعصم من الغربان هو الذى فى جناحيه بياض ) حيث خصت بهذه العلامات الثلاثة لمعنى زمزم ومائها ، فأما الفرث والدم ،فإن مائها طعام طعمٍ ،وشفاء سقمٍ وأما عن الغراب الأعصم ففيه إشارة إلى ما ورد عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، حيث قال : (ليخرجن من الكعبة ذو السوقين من الحبشة ) والمناسبة أن زمزم هي عين مكة التى يَرِدهاَ الحجيج والعّمار من كل جانب فيحملون إليها الِبر والشِعير وغير ذلك وهى لا تحرث ولا تزرع ، كمثل قرية النمل فهي لا تُحرث ولا تبذر وتجلب حبوب إلى قريتها من كل جانب ، فلما بُين لــه بشأنها ، ودل على موضعها ، وعرف أنه قد صُدقِ ،.... فغدا بمعولهُ ومعه ابنه الحارث بن عبد المطلب ( ليس له يؤمئذ ولد غيره ) فحفر فيها . فلما بدا لعبد المطلب الطيّ (الحجارة التى طوي ها البئر ) . فكبر عبد المطلب فعرفت قريش أنه أدرك حاجته فقاموا إليه، وقالوا: يا عبد المطلب أنها بئر أبينا إسماعيل، وإن لنا فيها حقاً فأشركنا معك فيها، قال: ما أنا بفاعل ،إن هذا الأمر قد خُصصت به دونكم ،وأعطيته من بينكم ، فقالوا له: فأنصفنا فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها، فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه ، قالوا: كاهنة بني سعد هذيم ، قال: نعم ،.... وكانت بأشراف الشام ، فركب عبد المطلب ومعه نفر من بني أبيه عبد مناف ، وركب من كل قبيلة من قريش نفر ، قال فخرجوا حتى إذا ا كانوا في بعض المفارز الرملية بين الحجاز والشام انتهي ماء عبد المطلب وأصحابه فظمئوا حتى شارفوا على الهلاك ، فاستسقوا من معهم من قبائل قريش فأبوا عليهم ، وقالوا: إنا بمفازة ونحن نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم ، فلما رأى عبد المطلــــــب ما صنع القوم ،.. قال لقومه : ماذا ترون ؟ قالوا : ما رأينا إلا أن نتبع لرأيك فمرنا بمـا شئت ، قال فأنى أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه بما لديكم من قوة ألان ، حتى إذا هلك ومات رجل منكم ، دفعه صاحبه فى حفرته حتى يكون أخر رجل واحداً،فيضيع رجل واحد خير من أن يضيع الركب كله ، فقالوا : نِعم ماَامرت به ... ، فقام كل واحد منهم بحفر حفرته ، ثم قعدوا ينتظرون الهلاك عطشاً ،.. وفى هذه اللحظة أستدرك عبد المطلب وقال : والله إن بقائنا ننتظر للموت هكذا ولا نضرب فى الأرض ولا نبتغى لأنفسنا سبيل النجاة من العطش لعجز ، فعسى الله أن يرزقنا ماءٍ ببعض البلاد ، وعليه فارتحلوا ، فأرحل القوم حيث تقدم عبدا لمطلب إلى راحلته فركبها، والقبائل تنظر ما هم فاعلون ...... فلما انبعثت راحلة عبد المطلب انفجرت من تحت خفها عين ماءٍ عــذب ،فكبر عبد المطلب وكبّر أصحابه ثم نزل وشرب وشربوا أصحا به واستسقوا وملئوا أسقيتهم، ثم دعاً القبائل من قريش فقال: هلُمّ إلى الماء ، فقد سقانا الله فأشربوا واستسقوا، فجاءوا فشربوا و استسقوا ،ثم قالوا: قد والله قُضيَ لك علينا يا عبد المطلب ، والله لا نخاصمك فى زمزم ابداً إن الذى سقاك هذا الماء بهذه الفلاة هو الذى سقاك زمزم، فأرجع إلى سقايتك راشداً ، فرجع ورجعوا معه ولم يصلوا إلى الكاهنة وخلوا بينه وبين ما يريد،فرجع عبد المطلب إلى قريش وقال لهم : تعلموا إني قد أُمرت أن أحفر لكم زمزم ، فقالوا: فهل يُبيّن لك أين هي ، قال:لا، قالوا : فأرجع إلى مضجعك الذى رأيت فيه ذلك ما رأيت ، فإن بك حقاً من الله يبين لك ، وإن بك من الشيطان فلن يعود إليك ، فرجع عبد المطلب إلى مضجعه فنام فيه ، فأتى فقيل له: أحفر زمزم إنك إن حفرتها لم تندم ، وهي تراث من أبيك الأعظم ،لاتنزف ولا تُذم ، تسقى الحجيج الأعظم ، مثل نعام جاقل ( الكبير ) ، لم يُقسم بنذر فيها ناذر لمنعم ، تكون ميراثاً وعقداً محكم ، ليست كبعض قد ما تعلم وهى بين الفرت والدم . فعدا عبد المطلب ومعه ابنه الحارث ، وليس له يؤمئذ ولد غيره ، فوجد قرية النمل ووجد الغراب ينقر بين الوثنين ( أساف ونائلة) الذين كانت قريش تنحر عندهما ذبائحها، فجاء بالمعول وقام ليحفر حيث أُمر ، فقامت إليه قريش حيث رأوا جده فقالوا: والله لا نتركك تحفر بين وثنيناَ هذين اللذين تُنحر عندهما ، فقال عبد المطلب لابنه الحارث : ذُد عنّى حتى أحفر فو الله لا مضيت لما أمرت به ، فلما عرفوا أنه غير متراجع خلوا بينه وبين الحفر ، وكفوا عنه فلم يحفر إلا يسيراً حتى بدا له الطي، فكبر وعرف أنه صُدَق , فلما تمادى بالحفر وجد فيها غزالين من ذهب , وهما الغزالان اللذان دفنتهم جُرهم فيها حين خرجت من مكه, ووجد فيها أسيافاً قلعيه (نسبة إلى جبال في الشام ) وأدرع ، فقالت له قريش:
يا عبد المطلب لنا معك في هذا شيَرك وحق , قال:لا , ولكن هلُمَ إلى أمر نصف بيني وبينكم ,... فضرب عليها القداح (وهو السهم الذي كانوا يستسقيمون به ثم يُنحت ويبرى ثم يصبح قدحاً ثم يراش ويركب نصله فيسمى سهماً ) وهذه هي الأزلام المذكورة في القرآن الكريم : { وإن تستقسموا بالأزلام} ، قالوا: أنصفت،فجعل عبد المطلب قدحين أصفرين للكعبة , وقدحين أسودين له, وقدحين أبيضين لقريش . اعطوا القداح لصاحب القداح الذي يضرب بها عند الصنم هُبل ( وهُبل هو صنم في جوف الكعبة وهو أعظم أصنامهم وهو الذي به أبو سفيان يوم أحد حين قال: أعل هُبل ( أي اظهر دينك ) ، وقام عبد المطلب يدعوا الله عز وجل، فضرب صاحب القداح فخرج الأصفران على الغزالين للكعبة وخرج الأسودان على الأسياف والأدرع لعبد المطلب وتخلف قدح قريش فضرب عبد المطلب الأسياف والأدرع وصنع منهما باباً للكعبة وضرب في الباب الغزالين من ذهب , وكان ذالك أول ذهب حُليت به الكعبة. ذكر الآبار التي حفرتها قبائل قريش بمكة قبل حفر بئر زمزم حيث حفر هاشم بن عبد المناف (بَدّر) وهي البئر التي بأعلى مكه على فم يشعب أبى طالب وحفر ( سَجْلة ) ، وقال حين حفرهم : لا جعلنهما بلاغاً للناس . وحفر أمية بن عبد شمس الحَفَر لنفسه ، وحفرت بنُ عبد الدار ( سُقيّة ) ،.... وحفرت بنو جُمح ( السُّبْلة ) ... وهى بئر خلف بن وهب، وحفرت بنو سهم ( الغمر )... وهى بئر بني سهم ،وكانت هناك آبار قديمة من أوائل قبائل قريش تشرب منها وتسقى منها الحجيج وهى (رُم ) وهى بئر مُرة بن كعب ابن لؤى،.. وبئر (خمُ ) وهى بئر بن كلاب بن مرة، ... و بئر ( الحفر ) وهى لبنى عدى بن كعب بن لؤى ، ولكن حينما حُفرت زمزم غطت وألغت جميع الابار السابقة وأنصرفوا إليها لمكانها من المسجد الحرام ولفضلها على من سواها من المياه،ولأنها بئر إسماعيل بن إبراهيم (عليه السلام) وافتخرت بها بنو عبد مناف على قريش كلها وعلى سائر العرب . عوده إلي بقية أبنا ء عبد المطلب بن هشام فقد ذكرنا في البداية اثناء قصة حفر زمزم كان لعبد المطلب ابن واحد ، فوجب ان نذكر اسمه الان لكي نعرف عددهم كلهم وهم : ( 1 ) الحارث بن عبد المطلب ( فأمه سمراء بنت جندب بن حجير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر. ) (2 ) العباس بن عبد المطلب ( ويكنى أبا الفضل) وأسم أمه( نتيلة بنت جناب ) ( 3 ) ضرارا بن بد المطلب ( ويكنى أبا عتيبة ) وأسم أمه ( لبنى بنت هاجر ) ( 4 ) حمزة بن عبد المطلب ( ويكنى أبو عمارة ) وأسم أمه ( هالة بنت أُهيب ) ( 5 ) عبد العزى بن عبد المطلب ( ويلقب أبا لهب ) وأسم أمه ( ليلى بنت هاجر ) ( 6 ) ابا طالب بن عبد المطلب ( وأسمه عبد المناف ) ويكنى ( ذى الكفلين ) ( 7 ) الزبير بن عبد المطلب ( ويكنى أبا الفضل, وأسم أمه ( نتيلة بنت جناب بن كليب) ( 8 ) حجلا بن عبد المطلب ( وأسمه المغيرة )وأسم أمه ( هالة بنت وهيب ) ( 9 ) المقوم بن عبد المطلب ( وأسم أمه هالة بنت وهيب ) ( 10 )( عبد الله بن عبد المطلب ( وأسم أمه فاطمة بنت عمرو بن مخزوم ) اما من النساء فهن : 1. أم حَكيم البيضاء بنت عبد المطلب 2. عاتكة بنت عبد المطلب 3. أُميمة بنت عبد المطلب 4. أروى بنت عبد المطلب 5. بَرَّة بنت عبد المطلب 6. صفية بنت عبد المطلب فأم عبد الله وأبى الطالب والزبير وجميع النسوة عدا صفية هي فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقضة بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر . الي هنا نصل اخوتي الي ختام هذا الجزء الرابع ويليه الجزء الخامس والذي نستكمل فيه إ كتمال عدد الذكور لعبد المطلب ووعده بذبح العاشر من أبناءه الي ذلك الحين اقول لكم بارك الله لي ولكم فيما نعمل وجعله الله خالصا لوجهه الكريم ...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 4:51 pm | |
| الجزء ( الخامس ) الاخوة الاعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذا الجزء نتعرف علي حادثة الوعد الذي وعده عبد المطلب بذبح ابنه العاشر ...عند إكتمال عدد ابنائه... نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب السيرة اللهم صل وسلم وبارك عليه .. إ كتمال عدد ذكور لعبد المطلب ووعده بذبح العاشر من أبناءه وكان عبد المطلب بن هشام قد نذر حين لقي من قريش عند حفر زمزم، حيث قال: لئن وُلد لي عشرة نفر، ثم بلغوا معه حتى يمنعوه ويحموه لينحرن أحدهم لله عند كعبة ، فلما كملوا بنوه عشرة وعرف أنهم أشداء وسيمنعوه ويحموُه ، جمعهم ثم أخبرهم بنذره ودعاهم إلى الوفاء لله بذلك ، فأطاعوه وقالوا له كيف نصنع ...!! قال: ليأخذ كل رجل منكم قدحاً ثم يكتب أسمه فيه ثم أتوني ، ففعلوا ذلك ثم أتوه، فدخل بهم على هُبَل فى جوف الكعبة ،( وكان هُبل على بئر فى جوف الكعبة ) وكانت تلك البئر يُجْمع فيها كل ما يهدى للكعبة وكان عند هُبل سبعة قِداح كل قِدْح منها منة كتاب ، فمثلا قِدْح فيه ( العقل- الديّة ) إذا أختلفوا فى العقل من يحمله منهم ، ضربوا بالقِدَاح السبعة ، فإن خرج العقل فعلى من أخرجه حَملهُ ، وقِدْح فيه (نعم ) للأمر إذا أرادوه يُضْرب به فى الأقْداح فإن خرج قدح( نعم ) عملوا به ،
وقِدح فيه ( لا ) إذا أرادوا أمراً ضُربوا به في القِداح فإن خرج ذلك القِدْح لم يفعلوا ذلك الأمر ، وقِدْح فيه (منكم )، وقِدْح فيه ( مُلْصَق ) ،و قِدْح فيه ( من غيركم ) ، و قِدْح فيه (المياه ) إذا أرادوا أن يحفروا للماء ضربوا القِداح ، وحيثما خرج عملوا به ، وكانوا إذا أرادوا أن يختنوا غُلاماً ، أو يُنكحوا مُنكحاً ، أو يدفنوا ميتاً ، أو شَكوا فى نسب أحدهم ، ذهبوا إلى هُبل و بمئة درهم وجزور( شياه ) ،... فأعطوها لصاحب الأقْداح الذى يضْربُ بها ، ثم يُقربوا صاحبهم الذى ما يريدون بها ، ثم يقولوا : يا إلهُنا هذا فلان بن فلان قد أردنا به كذا و كذا .... فأخرج التّى فيه فيضرب صاحب القِداح فإن خرج ( من غيركم ) كان حليفاً و إن خرج فيه ( ملصق ) كان فى منزلته فيهم لا نسب له ولا حِلف ، .. وإن خرج فيه شئ ، مما سوى مما يعملون به ( نعم ) عملوا به ، وإن خرج ( لا ) أخروه عامه ذلك حتى يأتوه به مرة أخرى فقال عبد المطلب لصاحب القِداح : أضرب على بني هؤلاء بقداحهم هذه وأخبره بنذره الذى نُذر ، فأعطاه كل رجلُ منهم قدحه الذى فيه أسمه ، وكان عبد الله بن عبد المطلب أصغر بنيه، وكان عبد الله و الزبير وأبو طالب لفاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقضة بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر ،... حيث كان عبد الله أحَّب ولد عند عبد المطلب إليه، فكان عبد المطلب يرى إن السهم إذا أخطاه فقد أبقاه فلما أخذ صاحب الأقْدَاح القِداح ليضرب بها ، قام عبد المطلب عند هُبل يدعوا الله ، ثم ضرب صاحب القِداح فخرج قدح على عبد الله فأخذ عبد المطلب من يده وأخذ شفره ، ثم اقبل به إلى أساف ونائلة ليذبحه فقامت إليه قريش من أنديتها ، فقالوا: ماذا تريد يا عبد المطلب ، قال: أذبحه ،فقالت قريش و بنوه لا تذبحه ابداً حتى تُعذر فيه ، لأنك إن فعلت ، ستكون سُنة من بعدك ، يأتى الرجل فيذبح ابنه ، والله لا تذبحه حتى تُعذر فيه ، فقام المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم حيث كان عبد الله بن عبد المطلب ابن بني مخزوم أي أنه خاله ، فقال : والله لاتذبحه أبداً حتى تُعذر فيه ، فإن كان فداءه بأموالنا فديناه ، فقالت له قريش وبنوه: لاتفعل وأنطلق إلي الحجاز فإن بها كاهنه لها تابع فسلها ، فإن أمرتك بالذبح فأذبح وإن أمرتك بأمر فيه فرج لك ولأبنك عبدا لله فعلت ، فانطلقوا حتى وصلوا إلي الطائف فسألوا عنها فوجدوها بخيبر ، فركبوا حتى جاءوها فسألوها وقص عليها عبد المطلب خبره وخبر ابنه ونذره إياه بذبحه ،فقالت : أرجعوا عنى اليوم حتى يأتيني تابعي فأسله ، فرجعوا ، فلما خرجوا من عندها قام عبد المطلب يدعوا الله لينجى أبنه ، ثم غدوا عليها فقالت لهم : قد جائنى الخبر ، فكم الدية فيكم ؟ قالوا : عشرة من ا لأبل . فقالت: فأرجعوا إلى بلادكم ثم قربوا صاحبكم وقربوا عشرة من الإبل ثم أضربوا عليها وعليه بالقداح، فإن خرجت على صاحبكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم، وإن خرجت علي الإبل فأنحر وها عنه فقد رضي ربكم ونجا صاحبكم ،... فرجعوا إلى مكة وقد رضي عبد المطلب بهذا الأمر وأتجه فوراً إلي صاحب القداح وهوا يدعوا الله لنجاة ابنه ،... وقال له أضرب على عبدا لله وعلى عشرة من الإبل ، فضرب فخرج القداح على عبدا لله ، فزادوا عشرة من الإبل ، فضرب فخرج القداح على عبدا لله ،فزادوا عشرة من الإبل ، فضرب فخرج القداح على عبدا لله ، فزادو ا عشرة من الإبل ، فضرب فخرج القداح على عبدا لله، فزادوا عشرة من الإبل ، فضرب فخرج القداح على عبدا لله ، فزادوا عشرة من الإبل ، فضرب فخرج القداح على عبدا لله ، فزادوا عشرة من الإبل ، فضرب فخرج القداح على عبدا لله ، فزادوا عشرة أخرى من الإبل ، فضرب فخرج القداح على عبدا لله ، فزادوا عشرة من الإبل ، فضرب فخرج القداح على عبدا لله ،فزادوا عشرة من الإبل حتى وصل العدد إلى مائة من الإبل، فضرب فخرج القداح أخير اً على الإبل المائة ، ... عندها هللت قريش وفرحت بنجاة عبد الله من الذبح ،وقالت قريش: أبشر يا عبدا لمطلب بنجاة ابنك فقال عبدا لمطلب : لا والله حتى أتأكد ، وعليه سأضرب ثلاثة مرات أخرى ، فضرب الأولى فخرج القداح على الإبل ، وضرب الثانية فخرج القداح على الإبل ، وضرب الثالثة فخرج القداح على الإبل،... عندها رضي عبد المطلب وكبّر وهلل على نجاة ابنه عبدا لله ، وتم نحر الإبل المائة ووزع اللحم على مكة كلها حتى لم يبقى بيت فى مكة إلا وفيه لحم ،... فبهذا نجا الله والد الحبيب المصطفى محمد ( صلي الله عليه وسلم )،فكان يقول عليه الصلاة والسلام: أنا أبن الذبيحين، إسماعيل بن إبراهيم ( عليهما السلام ) وأبن عبدا الله بن عبد المطلب. ذكر المرأة المتعرضة للزواج من عبدا لله ابن عبدا لمطلب وعندما فرغ عبد المطلب من أمر الإبل وأبنه عبدا لله ، أخذ بيده وأنصرف عائداً الى بيته ،فمر عبدا لله على امرأة .. من بني أسد وهى أخت ورقه بن نوفل بن أسد بن نوفل ،.... عند الكعبة فقالت له حين نظرت الى وجهه: أين تذهب يا عبد الله ؟ قال : مع أبى ، قالت : لك من الإبل مثل التى نُحرت عنك وتزوج بي ألان ، قال: أنا مع أبى ولأستطيع خلافه ولا فراقه ، وكان أسمها رقية بنت نوفل وكنتها ( أم قتال ) ، فقال عبدا لله حينما عرضت عليه نفسها : أما الحرام فالحمام دونه ===== والحِـل الاحـل فاســتـبـيـنـه فكيف بالأمر الذى تبغينه ===== يحمى الكريم عِرضه ودينه فخرج عبد المطلب بابنه عبدا لله حتى أتى به وهب أبن عبد مناف بن زهره بن كلاب بن مُرة بن كعب بن لوَى بن غالب بن فهر ،... وهو يومئذ سيد بنى زهرة حسباً ونسباً وشرفاً فزوجه أبنته ( آ منه) . وقد كانت السيدة ( آمنه ) من أفضل نساء حسباً ونسباً وشرفاً ، فتزوجها عبدا لله بن عبد المطلب ، بعدها خرج عبد الله من عندها فمر بالمرأة التى عرضت نفسها عليه ، فأستغرب من عدم طلبها بالزواج منه فقال لها وكان للاستعلام ولمعرفة الأمر: ما بك لم تطلبي منى الزواج اليوم ...!؟ فقالت : قد فارقك النور الذى كان معك بالأمس فليس لي بك حاجة اليوم ، فقد كانت تسمع من أخيها ورقه بن نوفل وكان قد تنصر وأتبع النصرانية، حيث سمعت منه من أنه سيحل زمن ولادة نبي هذه الأمة. ذكر ما قيل لآمنه عند حملها بالنبي (صلى الله عليه وسلم ). حيث كانت تُحدث السيدة آمنه بنت وهب عن حملها برسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،حيث قالت : ما شعرت أنى حملت ,.... ولا وجدت له ثقلا كما تجد النساء ..... ,إلا أنى أنكرت رفع حيضي,...... وأتاني آت وأنا بين النوم واليقظة فقال : هل شعرت أنك حملت ؟ فكأني أقول : ما أدرى ، فقال : أنك قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها , وذالك يوم الاثنين , فقالت : فكان ذالك مما يقن عندي الحمل ,فلما دنت ولادتي أتاني الآتي فقال: قولي : أعيذه بالواحد الأحد من شر كل حاسد. اللهم صل وسلم وبارك عليك يأشرف من حملت النساء.... في هذا العام من مولده الشريف ، حدثت موقعة الفيل ، وهي محاولة لهدم الكعبة
( شرفها الله ) .. اخوتي الكرام في الجزء السادس بأذن الله تعالي ، نعطي هذه الحادثة ما تستحقه من توضيح لأحداثها .. الي ذلك الوقت اقول ... بارك الله لكم ولي .... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 4:53 pm | |
| الجزء ( السادس ) الاخوة الاعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد أن عرفنا من خلال الجزء الماضي ( الخامس ) ان ولادته صلي الله عليه وسلم ، أتت في عام الفيل ...فأرت قبل ان ندلف لمواصلة سيرته اردت أحيط موضوع حادثة الفيل لنعرف الظروف التي جاءت بولاده صلي الله عليه وسلم فنبدأ بأسم الله الرحمن الرحيم ونصلي وسلم علي اشرف من حملت النساء وأستقبلت الارض ، سوي في ولادته اوفاته .. اللهم صل وسلم وبارك عليه ... في هذا العام من مولده الشريف ، حدثت موقعة الفيل ، وهي محاولة لهدم الكعبة ( شرفها الله ) .. ذكر أمر الفيل فى المدة التى تزامنت مع ميلاد الحبيب المصطفى محمد (صلى الله عليه وسلم) فمعروف إن أرض اليمن تابعة لمملكة الحبشة والتي كان يقودها النجاشي. وكان فيها قائدان من قواد النجاشي فى اليمن ... هما: أبرهة وقائد أخر هو أرياط ،.... فأراد كل منهما الاستئثار باليمن لوحده فحصل بينهما نزاع فحينما نازعه اى أبرهة واياط بأرض اليمن حتى أنفصل الجيش إلى قسمين أحدهما تابع للواء أبرهة إلى والأخر تحت راية أرياط فدارت بينهما حروب ومناوشات أثقلت كاهل تركت النجاشي فى اليمن فبادر أبرهة إلى ارياط وأرسل قائلا له انك تضع الحبشة وجيشها بعضها ببعض حتى تُفنِيها شيئاً فشيئاً فأبرز إليّ وأبرز إليك فأينا أصاب صاحبه انصرف إليه جنده . فأرسل إليه أرياط لقد أصفت فخرج إليه أبرهة وكان ( أبرهة ) رجلاً قصيراً لحيًما وكان نصرانيا ،... وخرج إليه أرياط وكان رجلاً جميلاً وطويلاً عظيماً وفى يده حربه طويلة ، فرفع أرياط الحربة فضرب بها أبرهة يريد يافوخه فوقعت الحربة على جبهة أبرهة فشرمت حاجبه وانفه وعينيه وشفته ،... فبذلك سُمى أبرهة الأشرم ،.... فرفع إليه أبرهة فقتله فانصرفت جُند أرياط إلى أبرهة وبذلك تمكن من اليمن ..... فلما سمع النجاشي ملك الحبشة ما حصل بين أبرهة و إرياط غَضب غضبا شديد وأقسم على إن يطأ أبرهة أرض الحبشة ويجز ناصيته ( يحلقها ) ورأسه،.... فلما سمع أبرهة قول النجاشي حلق شعره ومرغه فى التراب وبعث به إلى النجاشي قال له : يا أيها الملك: إنما أرياط عبدك وأنا عبدك فاختلفنا فى أمرك فى اليمن وكلُّ فى طاعتك إلاَّ أنى أقوى منه فى تيسير أمرك الملكي فى اليمن واضبط لها وأسوس منه وقد حلقت رأسي كله حين بلغنى قسم الملك وبعثت إليه بجراب تراب من الأرض ليضعه تحت قدميه فيبرُ بِقَسَمهِ . فلما انتهى إلى النجاشي رضي عنه وكتب إليه إن اثبت بأرض اليمن حتى يأتيك امرى،فأقام أبرهة الأشرم باليمن فأراد أن تكون له باليمن بصمة لتكون حافزاً لإظهار قوته ولإرغام باقي الجزيرة العربية على السمع والطاعة. خاصتاً بعدم عَلِم من أن للعرب بيت وفد إليها القبائل العربية كل عام لعبادة الأصنام وللتجارة والتبادل التجاري والثقافي . فأراد إن يصرف كل العيون التى كانت متجه إلى الكعبة إلى الاتجاه الجديد إلى اليمن ليكون بذلك قبلت التجارة والعبادة والسطوة والسيطرة والشُهرة التى يريدها ،فكيف كون ذلك فى تفكيره إلاَّ إن يبنى بديل للكعبة فى اليمن ليكون محط أنظار العرب. فأمر ببناء كنيسة لم يُرى مُثلها فى زمانها وسماها ( القليس ) . ثم كتب إلى النجاشي: إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يَبنى مثلها ملك قبلك ولست أيها الملك بمُنَتهى حتى أصرف إليها حجاج العرب. فلما تحدثت العرب وسمعت بكتاب أبرهة إلي النجاشي غضب رجٌل من العرب أحدى بني الفقيم ابن عدى بن عامر من بني كنانة.... فخرج خلسة حتى أتى القليس فقعد فيها ( أي قضى فيها حاجته ) ثم خرج فلحق بأرضه ، فاخبر بذالك ابرهه فقال: من صنع هذا ؟ فقيل له : رجل من العرب من أهل هذا البيت التى تحج إليها العرب بمكة ،لما سمع قولك .. ( اصرف إليها حجاج العرب ) فغضب الرجل فقعد فيها . حيث عبر هذا الإعرابي بفعلته هذه أنها أي القليس ليست أهل لان تحج إليها الاَفئده ...... فغضب ابرهه عند ذالك واًقسم ليسيرن إلى البيت الحرام حتى يهدمه ، ثم أمر جيش الحبشة فتهيأت وتجهزت ثم سار واُخرِج ومعه سلاح لم تعد عليه العرب ولم تألفه آلا وهوا ( الفيل ). وحين سمعت العرب بذالك حتى اُستُكبر عليهم وعظموه وفظعوا به ، ورأوا جهاده حق عليهم حين سمعوا بأنه يريد هدم الكعبة ( البيت الحرام )..... وحينما خرج ابرهه إلي هدم الكعبة وفي طريقه إلي ذالك حارب القبائل العربية ، فمنها من حاربت وأفنيت ومنها من استسلمت مثل الطائف ، حيث قال له زعيم الطائف : نحن أيها الملك عبيدك يبايعون لك مطيعون وليس لك عندنا خلاف وليست لك من شئ لهدم بيت والمسالك التي تؤيدك ونساعدك على ذلك ونحن أعرف بالطرق والمسالك المؤدية إلى مكة وسوف نبعث معك أحدى رجالنا ليدلك عليه. فبعثوا معه رجل يقال له ( ابا رغال ) ... يدله على الطريق إلى مكة ، فخرج أبرهة ومعه الدليل حتى نزل إلى مكان يقال له ( المغمس ) وهو موقع بطريق الطائف على بعد ثلثي فرسخ من مكة ، فلما نزل بها مات دليله ( ابارغال ) فبعدها رجمته العرب وهو فى القبر،..... فلما نزل أبرهة فى هذا الموقع بعث برجل من قواده الأحباش يقال له (الأسود ابن مقصود) بخيل له إلى مكة فأصاب منها الأموال ومئتى بعير لعبد المطلب بن هاشم.... وهو يومئذٍ كبير قريش وسيدها ، فهموا قبائل كنانه وهذيل وقريش لقتال أبرهة ، بعدها علموا انه لا طاقة لهم بحربه ، فتركوا القتال ، فبعث أبرهة برجل يقال له ( حناطة الحميري) إلى مكة وقال له : سل عن سيد أهل هذا البلد وشريفها وقل له أن الملك لم يأتي إلى قتالكم إنما جاء لهدم البيت فخلوا بينه وبين البيت وإن أتعرضتم فسأحاربكم وإن لم يريد حربي فأتني به،فلما سمع عبدا لمطلب قال سأذهب إليه واعرف ما سيكون عليه الحال وعند دخوله على أبرهة .... وكان عبدا لمطلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم هيبة ، فلما رآه أبرهة كره أن يجعله يجلس تحت قدميه فنزل من على عرشه وجلس معه على بساط على الأرض إكراماً لهيبته . فقال له : ما حاجتك فقال له عبدا لمطلب : حاجتي أن يرد عليَ الملك مئتى بعير أصابها لي ،فقال الملك : قد كنت أعجبتني حين رأيتك حتى إني قد عظمتك من أن تجلس تحت قدمي فنزلت إليك ، ولكني ألان قد زهدت فيك حين كلمتني على إبل لك ولم تكلمني على بيت العرب الذى قد جئت لهدمه . فقال له عبد المطلب قولته المشهورة: إني أنا رب الإبل وإن للبيت رباً سيمنعه ويحميه. فلما رجع عبد المطلب أمر قريش بالخروج إلى شعاب مكة والهروب من بطش أبرهة وذهب عبدا لمطلب إلى الكعبة آخذاً بحلقة باب الكعبة وقال: لأهم إن العبد يمنع رحَلهُ ===== فأمنع حِلاَلِكْ لاَيغْلِبْنّا صليبهم ومِحَالهُم=====غـدواً مَحـِالكَ إن كنت تاركـهم وقبلـتنا===== فأمر ما بـدالك وخرج بعدها عبد المطلب إلى شعاب مكة مع قريش وترك أمر هدم الكعبة لرب الكعبة ،..... فلما أصبح أبرهة تهيئا للدخول لمكة وهيئا فيله وعبي جيشه وكان أسم الفيل (محموداً)، وعندما وصل الجيش على مشارف مكة تم توجيه الفيل مباشرتاً لهدم الكعبة وفى تلك الإثناء لم يردا لله لأمره بحفظ بيته إلا أن يتم ،... فأقبل رجل إعرابي من ضمن الجيش الذى أجبره ابرهه للدخول فى الحرب وأسمه ... ( نفيل بن حبيب من بني جُشم ) فأخترق الجند وأتجه مباشرةً إلى الفيل وأخذ بأذن الفيل وقال له : أبرك محمود أو أرجع راشداً من حيث أتيت فأنك في بلد الله الحرام، ثُم أرسل أذنه، فبرك الفيل. فبدً الجُند بلكزه وضربه ليقوم فأبى ، فوجهوه إلى اتجاه الكعبة فرفض وبرك ولم يتحرك وحينما وجهوه إلى عكس الكعبة قام وأسرع وأعادوا توجيهه إلى الكعبة فبَركَ ولم يقم ، عندئذ جاء المدد من الله فأرسل عليهم طيوراً سوداً من البحر.... أمثال الخطاطيف مع كل طائرٍ منهم ثلاثة حجرات واحدة فى منقاره وأثنين فى رجليه وكانت كأمثال الحمص أو العدس لا تصيب منهم أحداً إلا هلك ، فأصابت بعض منهم وفرَ الجنود هاربين بغير هدى ،وبداُ الجنود يسألون عن (نفيل بن حبيب ) ليدلهم إلى طريق العودة إلى اليمن . فهرب (نفيل) وبدء ينشد ويقول : أين ألمفـــــــر وألا له ألطّالِبُ===== وألا شرم المغلوب وليس الغالبُ وأصيب الجيش ، وأصيب أبرهة حتى بدأت أنامله فى السقوط . . أنمله .... أنملــه فبهذا رد الله كيد أبرهة الأشرم إلى نحره وحفظ الله بيته الحرام من كل سوء ، وستبقى محفوظة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . وفى هذا العام أي بعد خمسون يوماً ولِد الحبيب المصطفى محمد ( صلي الله عليه وسلم ), أي فى عام 571 من ميلاد المسيح ( عليه السلام )..... ولمّا بعث الله الحبيب المصطفى ( صلي الله عليه وسلم ) قال الله فى هذه الحادثة: { ألم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل* ألم يجعل كيدهم فى تضليل * وأرسل عليهم طيراً أبابيل * ترميهم بحجارةٍ من سجيل فجعلهم كعصف مأكول}. ( الفيل آية 1 ـ 4 ) ......
الأخوة الاكارم... بعد ان عرفنا اهم الحوادث ، وهي حادثة الفيل ، في العام نفسه الذي ولد فيه الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم .. في الجزء الاول من الفصل الثاني .. سنذكر ميلاده ومارافقه من احداث الي ذلك الوقت اقول... بارك الله لي ولكم في ما نعل وفيما تقرأون وتطلعون علي سيرة خير الناس .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 4:55 pm | |
| الفصل الثاني...1 الاخوة الاكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نستهل هذا الفصل الثاني في الجزء الاول منه .....بخير مايُستهل به وهو بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب هذه السيرة العطرة اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبعهم فإحسان إلي يوم الدين... كُنا قد ذكرنا في الجزء السادس حادثة الفيل وما حدث فيها من امور كلها تصب في رعاية الله سبحانه وتعالي لهذه الامة وللبشرية بصفه عامة... فأولها حماية الله لأقدس بقعة علي وجه البسيطة وهي مكة من الهدم ... وثانيها هو ميلاد سيد الكائنات الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم .. فنقول بسم الله الرحمن الرحيم ولد الهدي والكائنات ضياء .. حينما حملت آمنة بنت وهب بالحبيب المصطفى ( صلي الله عليه وسلم )،من عبد الله بن عبد المطلب الذى كان يحبه أبوه عبد المطلب لأنه كان أحسن أولاده وأعفهم وكان أبوه عبد المطلب قد بعثه لآمر فمر عبد الله بيثرب فمات بها ورسول الله فى بطن أمه ، حيث دُفن عبد الله فى دار الحارث ابن إبراهيم بن سراقة وهم أخوال عبد المطلب وقيل دُفن بدار النابغة في بني النجار وكان عمره عندما توفى خمسة وعشرون سنة،.... وجميع ما خلفه بعد ما مات خمسة جِمَال وجارية حبشية أسمها ( بركه ) وكُنيتها أم أيمن وهى حاضنة للرسول الله
( صلي الله عليه وسلم ),.... وولدت آمنة الرسول ( صلي الله عليه وسلم ). يوم الاثنين 12ـ ربيع الأول / 23ـ ابريل 571 م ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل. وفى الليلة التى ولد فيها ( صلي الله عليه وسلم )،حدثت أشياء منها : 1. أرتجز إيوان كسرى ( أُهتز ) وسقطت منه أربعة عشر شُرفة . 2. خمدت ( انطفأت ) نار فارس التى كانوا يعبدونها ولم تُخمد قبل ذلك بألف عام. 3. غاضت ( جفت ) بحيرة ساوه. 4. ورأي الموبذان وهو قاضى بالفرس فى منامه أبلا صِعاباً تقود خيلً عراباً قد قطعت دجلة وانتشرت فى بلادها . فلما أصبح كسرى أفزعه اهتزاز الإيوان وسقوط الشرفات فأمر بالقاضي وحكي له فقال له القاضي:أنى كذلك رأيت كذا وكذا ... فقال كسرى : أريد تفسير ذلك ، فقال القاضي: أكتب إلى النعمان بن المنذر فهو أعلم بحال العرب لان ذلك الأمر لايأتى إلا من العرب ، فكتب إلى النعمان قائلاً له : ( أما بعد :فوجه ألّي برجل عالم أريد أن أساله ) ، فوجهه إليه عبد المسيح عمران بن حنان الغساني فأخبره كسرى بما رأى فقال: إن لي خال يسكن فى مشارف الشام يقال له ( سطِيح ) قال كسرى: أذهب إليه وأتينى بتأويل ما عنده . فقال له سطيح :إنه لامية سيملك منكم أربعة عشر ملكاً ،ثم ينتهي ملككم ويأتي ملك من بني عدنان فهو زمنهم،.... وبالفعل فقد تملك منهم بعد حكم كسري عشرة ملوك في مدة أربعة سنين ، وأربعة ملوك في أربعة عشر سنه ، ثم انتهي عهدهم وسقوط حكمهم عن طريق الفتوحات الإسلامية. وحينما ولِد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،وفي اليوم السابع من ولادته ،... ذبح له جده عبد المطلب الإبل ودعا له قريش ،فلما أكلوا قالوا: ياعبد المطلب أرأيت أبنك هذا الذي أكرمتنا علي وجهه،ما سميته ؟ قال: سميته ( مُحمدا ) ، قالوا: فيما رغبت به من أسماء أهل بيته ؟ قال: أردت أن يحمده الله تعالي في السماء وخلقه في الأرض. حيث ولِد ( صلي الله عليه وسلم )،مختوناً مسروراً مُكحل العينين، فأُعجب به جده وقال : سيكون لأبني هذا شأناً . وقد قال بعض المؤرخون، إنه قد حملت به أُمه في أيام التشريق وأن الفيل جاء مكة وبعد خمسين يوماً كانت ولادته ( صلي الله عليه وسلم ) . وكانت ولادته في الشِعب وقيل بدار أبو طالب عند الصفا، حيث كانت تقول اليهود يوم مولده : ولد اليوم نجم أحمد الذي طلع به ،... وكانت قابلته هي: ( الشّفا أم عبد لرحمن بن عوف) ... وحاضنته هي أم أيمن ( بركه الحبشية ) . ذكر رضاعته ( صلي الله عليه وسلم ) أول من أرضعته بعد أمه هي ( ثوبيه ) مولاة عمه أبي لهب ( عبد ألعزي بن عبد المطلب) ... حيث أعتقها عمه بعد ولادته ( صلي الله عليه وسلم )،..
وكانت لثوبيه أبن أسمه مسروح ... فأرضعت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،بلبن أبنها مسروح وأرضعت معه أيضاً حمزة عم النبي ( صلي الله عليه وسلم)،وأرضعت معهما أبا سلمه عبد الأسد المخزومي . وكانت من عادات العرب إن يرسلوا أبنائهم خارج الكعبة للرضاعة وذلك لِيشّتد عودهم فى البادية وتكون أساساً متيناً وقوياً لبداية حياتهم . حيث تأتى مرضعات إلى شتى القبائل العربية من خارج مكة كل عام لتأخذ كل منهن مولود حديث ليتم رضاعته أبتغاء الأجر من أهل الوليد وعادتاً يكون الأجر بعد نهاية الرضاعة تكون أما بالإبل أو الحبوب أو النقود إن وجدت وهذا فى زمنهم يعتبر مصدر رزق للمرضعات وتحسين معيشتهم وأستفادة لأهل الأطفال، حيث يتم تربيتهم على قوة وصلابة أجسامهم فى الصحراء بعيداً عن المدينة. وفي ذالك الأثناء كانت المراضع تأتي من البادية إلي مكة ، يطلبن رضاعة الأطفال الذين هم في سن الرضاعة ، فقدِمت عدة نساء إلي مكة فأخذن كل واحده منهُن طفلاً ، .... وفي هذه الأثناء لم تجد ( حلميه السعدية) أي طفل ،... وحليمة هذه هي من بني سعد ابن بكر..... يقال لها حليمة ابنة عبدا لله بن الحارث بن شجنه بن صابر بن رزام بن سعد بن بكر بن هوازن ،أمّا زوجها فهوا الحارث بن عبد العُزى بن رفاعة بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن . وحينما بحثت حليمة عن طفل لترضعه رجعت من غير أن تجد من ترضع ، في الوقت الذي وجدت صويحباتها من يرضعن ، فأرادت أن لا ترجع من غير طفل ، فسمعت عن طفل يتيم مات أبوه وهوا في بطن أمه ،لم يرغبن المرضعات في أخذه لأنهن كن يرغبن وبرجين الخير من أبو الطفل ، ........... والحديث هنا لحليمة بنت أبي ذُؤيب السعدية: إني قد خرجت من بلدي مع زوجي ولي أبن صغير أرضعه ، ومعي نسوه من بني سعد نطلب الرُّضعاء ، حيث كانت تلك السنين شهباء لم تبقي لنا شيئا ، ... فخرجت على أتان لي ( حمار ) ومعنا شارف ( ناقة مُسنة ) والله ماترشح بشي من لبن ، وما ننام ليلتنا ومن صبينا الذي يبكى من الجوع وما في ثديّ ما يفنيه وما في شارفنا (أي ناقتنا ) ما يغذيه ولكنا كن نرجو الغيث والفرج ، فخرجت مع النسوة لمكة طلباً ونلتمس الرضعاء ، فما منا إمراة إلا وقد عُرض عليها رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فتأباه إذا قيل لها أنه يتيم ، حيث كنّا نرجو المعروف من أبي الصبي ، فكنّا نقول انه يتيم وما عسي تفعل أمه وجده ، فكنّا نكرهه علي ذالك فما بقيت أمراءه قدمت معي إلا أخذت رضيعاً غيري ، فلما أجمعنا الانطلاق والعودة قلت لزوجي الحارث : والله إني لأكره أن أرجع بين صويحباتي ولم آخذ رضعاً ، فوا لله لااذهبنّ إلي ذالك اليتيم القرشي ، فلآاخذنّه ،قال لي زوجي: لأعليك إن تفعلي ، عسي الله إن يجعل لنا فيه بركه ، فذهبت إليه فأخذته ، وما حملني على ذالك حقيقتاً ، إلا إني لم أجد غيره ، فرجعت به إلى رحلي ، فلما وضعته فى حجري أقبل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،على ثديأي بما شاء من لبن فشرب حتى روى وشرب معه أخوه ( عبدا لله بن الحارث ) ثم ناما . وقد ورد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يقبل على ثدي واحد ويترك الآخر لأخيه عبد الله بن الحارث ، وقام زوجي إلى ناقتنا ، فإذا بها تدر لبناً فحلب منها وشرب وشربت معه حتى انتهينا رياً وشبعا فبتنا ليلتنا تلك بخير ، فلما أصبحنا قال لي زوجي: تعلمي والله يا حليمة لقد أخذت نسمه مباركه ، فقلت : والله لاارجوا ذالك . ثم خرجنا وركبت على حماري وحملته عليه معي ،فالله لقطعت بالركب مسافة ليقدر عليها شيء من حميرهم حتى قُلنا لي صويحباتي : ويحك يا حليمة اربعى ( انتظري ) والله إن لحمارك هذا شأن ، لأننا نعرفه ليس له قوة فى المسير أما اليوم فإن له شأن ...... .فلما قدمنا أرضنا فى بني سعد ،وما اعلم أرضا من ارض الله اجذب منها ،فكانت أغنامي تروح علىّ حين قدمنا برسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،شباعًا ولبننًا فنحلب ونشرب حتى كان قومنا يقولون لرعيانهم أذهبوا وارعوا أغنامكم فى المكان الذى ترعى فيه حليمة أغنامها ,فتروح أغنامهم وترجع جياعاً وما تبض بقطرة لبن.فلم نزل فى هذا الخير والزيادة من الله حتى مضت سنتين من قدوم الرسول ( صلي الله عليه وسلم ),فقدمنا به على أمه ونحن أحرص على بقائه معنا لما كنا نرى من بركته حيث قدم علينا , فكلمنا أمه وقلت لها: لوا تركت بني عندي حتى يغلظ ويشتد عوده فأنى أخاف عليه وباء مكة ( الطاعون) , فلم نزل بها حتى رّدّته معنا .وحينما رجعنا به بأشهر ذهب مع أخيه ( عبدا لله بن الحارث ) خلف بيوتنا , إذ أتانا أخوه يشتد ( يسرع ) فقال لى ولأبيه : أن آخى محمد قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض , فأضجعناه وشق بطنه يسوطانه, فخرجت أنا وأبوه فوجدناه قائماً ممتقع وجهه فقلنا له: مالك بُنى , فقال: جاءني رجلان عليهما ثياب بيض , فأضجعاني وشقا بطني فالتمسا فيه شيئاً لأدرى ما هوا..... والحديث هنا لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،بعد البعثة حينما سأله أصحابه قائلين يارسول الله , حدثنا عن نفسك فقال : ( أنا دعوة أبى إبراهيم وبشرى أخي عيسى ورأت .امى حين حملت بى نوراً أضاء لها قصور الشام ,أستر ضعت فى بني سعد بن بكر ,.. فبينا أنا مع أخي فى الرضاعة ( عبد الله بن الحارث ) نرى شياً لنا خلف البيوت , إذ أتاني رجلان عليهما ثياب بيض , بطست من ذهب مملوءة ثلجاً ثم أخذاني فشقا بطني واستخرجا قلبى فشقاه فاستخرجوا منه علقة سوداء فطرحاها ثم غسلا قلبي وبطني بذالك الثلج حتى أنقياه , ثن قال احدهما لصاحبه : زنه بعشرة من أمته ... , فوزنني بهم فوزنتهم ,... ثم قال : زنه بمائة من أمته ... , فوزنني بهم فوزنتهم ,... ثم قال : زنه بألف من أمته فوزنني بهم فوزنتهم ... ,فقال دعك منه فوا لله لو وزنته بأمته كلها لوزنها ) فصلى الله عليك يارسول الله . واستكملت حليمة حديثها حيث قالت : ........... فلما سمعت ورأيت ما حدث لمحمد خفت عليه من أن يصاب بمكروهٍ عندي ، فعزمت أن أرجعه إلى أمه ، فقالت أمه: ما أرجعكى به ضِئر ( المرأة العطوفة على رضيعها ) وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك ، فقلت : فقد تخوفت عليه من الأحداث ، قالت أمه آمنة: ما هذا شأنك فأصدقيتى بخبرك ، فلم تزل بى حتى أخبرتها،قالت أمه آمنة: وهل تخوفتى عليه من الشيطان ،قلت: نعم ، قالت: كلا والله ما للشيطان عليه سبيل وإن لِبُنى هذا شأنا ، ثم قالت : أفلا أخبرك خبره ، قلت: بلاَ ، قالت: رأيت حين حملت به أنه خرج منى نور أضاء لي قصور بصرى من أرض الشام ن ثم حملت به فو الله ما رأيت من حمل قط كان أخف علي ولا أيسر منه ، ووقع حين ولادته وإنه لواضع يديه بالأرض ، رافعاً رأسه إلى السماء ن فدعيه عنك وأنطلقى راشدة. أخوته { صلى الله عليه و سلم } من الرضاعة أ ـ المرضعة الأولى: أرضعته أياماً قبل مجئ حليمة السعدية وهى( لثوبية ) وهى جارية عنه ابى لهب وأخوته وهم : ( 1 ) مسروح .... هو والرسول ( صلي الله عليه وسلم )،مشتركين فى نفس الوقت فى الرضاعة ( 2 ) حمزة بن عبد المطلب ( عمه ) . ( 3 ) ابا سلمى بن عبد الأسد المخزومي. ( 4 ) عبد الله بن جحش . ب ـ المرضعة الثانية: وهى حليمة السعدية وزوجها هو ( الحارث بن عبد العزى بن رفاعة) وأخوة رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،منها: ( 1 ) عبد الله بن الحارث ( 2 ) أنيسة بنت الحارث ( 3 ) حدافة بنت الحارث ( الشيماء ) ويذكرون إن الشيماء كانت تحضنه مع أمها وتلاعبه وترعاه فى وقت إنشغال أمها. اللهم صل وسلم وبارك عليك وعلي صحبك .. اخوتي الكرام نتوقف هنا في ذكر اخوته ... ونواصل بأذن الله تعالي في الجزء الثاني من الفصل الثاني ...كيف كان يواصل بأبوية من الرضاعة ، وإعتزازه بقريشيته وبتربيته في بني ساعدة.. الي ذلك الحين ....اقول بارك الله لي ولكم بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 4:57 pm | |
| الفصل الثاني ( 2 ) الاخوة الافاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونواصل بأذن الله تعالي في الجزء الثاني من الفصل الثاني ...كيف كان يواصل ويتواصل الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم بأبوية من الرضاعة ، وإعتزازه بقريشيته وبتربيته في بني ساعدة ..اثناء حديثنا عن مرضعاته وهو في بني ساعدة .. فنبدأ بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي من نتحدث علي سيرته اللهم صل وسلم وبارك عليه وسلم تسليما كثيرا اعتزازه (صلى الله عليه وسلم ) بقريشيته وإسلام أمه وأبيه من الرضاعة حيث كان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،يعتز ويقول لأصحابه بعد البعث : أنا أعربكم وأنا قريشي واسترضعت فى بنى سعد بن بكروأمى حليمة . وقد ورد بعد إن تزوج خديجة جاءته أمه حليمة هى وزوجها تشتكى إليه الجذب والجوع فأستقبلها وكلم خديجة عنها فأعطتها أربعين شاه ثم قدمت مرة أخرى هى وزوجها على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،بعد النبوة فاسلمت هى وزوجها الحارث وحيث ورد إن الحارث جاء إلى مكة حين نزل القرآن فقالت له قريش : ألا تسمع ياحارث ماذا يقول أبنك هذا ؟ فقال : وما يقول ؟ قالوا : يزعم أن الله يبعث الناس بعد الموت, وأن لله دارين , دار تسمى الجنة لحسن الجزاء , ودار تسمى جهنم للجزاء السيىء ولعذاب من عصاه , فقد شتت أمرنا وفرق جماعتنا . فذهب الحارث إلى رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،وقال له : أي بُنى , مالك ولقومك يشكونك ويزعمون أنك تقول : إن الناس يُبعثون بعد الموت ثم يصيرون إلى جنة ونار , فقال سول الله ( صلي الله عليه وسلم )،: ( أنا ازعم ذالك , ولوا قد كان ذالك اليوم يا أبت , لقد أخذت بيدك حتى أعرفك حديثك اليوم ) . فأسلم الحارث بعد ذالك وحسن أسلامه , وكان يقول حين أسلم : لو قد أخذ أبنى بيدي فعرفني قال , لم يرسلني أن شاء الله حتى يدخلني الجنة . مواصلته صلى الله عليه و سلم لأمه ( ثوبيه ) (المرضعة الأولى) حيث كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يعرف ذالك لثوبية ويصلها فى المدينة . فلما أفتتح مكة , سأل عنها وعن أخيه (مسروح) , فأخبر أنهما ماتا , وسأل عن قرابتهما فلم يجد أحد منهم حيّا . فصلى الله عليك يا رسول الله لم تنسى من أرضعتك ومواصلتها والحنو عليها فهذا هو الحبيب المصطفى الإنسان والنبي الكريم الذى علمنا ويعلمنا إلي يوم القيامة ، كيف نواصل حتى من قطعنا ، فما بالنا بالذي أرضعنا وحنى علينا ونصحنا وربّانا وسهر علينا ، حتى أشتد عودنا ، فصلى الله عليك وزادك رفعة . وفات أُمه آمنة بيت وهب وحال الرسول (صلى الله عليه وسلم ) مع جده عبد المطلب بعد وفات أمه وكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،مع أمه آمنة بنت وهب وجده عبد المطلب بن هاشم,فى حفظ الله ورعايته ,ينبته الله نباتاً حسناً , لما يريد الله به من كرامة وشرف ,... ولما بلغ رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،ستة سنين توفيت أمه آمنة بنت وهب فى مكان يقال له (الأبواء ) ... وهوا بين مكة والمدينة حيث كانت قد قدمت فى زيارة برسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،إلى أخواله بني النجار تزورهم إياه وكانت معها أم أيمن تحتضنه , فأقامت عندهم شهراً ثم رجعت إلى مكة فتوفيت فى الطريق بالأبواء , فقبرها هنالك .... , فلما مر رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) (بالأبواء ) فى عمرة الحديبية , توقف وزار قبرها وبكى
( صلي الله عليه وسلم )،... وكان ذالك عام 577 من ميلاد المسيح . كفالة جده عبد المطلب بن هاشم له (صلى الله عليه وسلم ) فكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،يبلغ من العمر حين توفيت أمه آمنه , ست سنين , فكفله جده عبد المطلب بن هاشم , فكان يدلله ويحبه ويفضله على سائر أبنائه ,... لدرجة أنه كان يوضع لعبد المطلب وهو سيد قريش , فراش خاص به فى ظل الكعبة , فكان بنوه يجلسون حول فراشه حتى يخرج إليهم فيجلس معهم , فيفسحون له المكان , ولا يستطيع أحد أن يجلس فى مكان الرسول ( صلي الله عليه وسلم ). لأن جده عبد المطلب لا يسمح بذالك , فهو يريه دائماً بقربه , ويحدث أحياناً إن أن أبنائه (أعمام الرسول ) يؤخرون الرسول ( صلي الله عليه وسلم )،جانباً لأنه كان غُلام فيقول جده عبد المطلب أذا رأى منهم ذالك : دعوا ابني فوا لله إن له لشأنا ً, ثم يأخذه بيده ويجلسه معه على الفراش ويمسح على بيده على ظهره فيفرح رسول الله ( صلي الله عليه وسلم)،ويسره ما يصنع جده , فكان حريصاً على أن لايتركه وحيداً ويفتخر به أمام شيوخ قريش ... وعندما بلغ ( صلي الله عليه وسلم )،ثماني سنين أي بعد عام الفيل بثمان سنين (579) م مرض جده عبد المطلب وشارف على الهلاك . وعرف دنو وفاته , فجمع بناته وهن عمات الرسول ( صلي الله عليه وسلم )،وهن : صفيه , وبرّة ...,وعاتكة , وأم حكيم البيضاء....,واميمة ,... وأروى , فقال لهن : أبكين علىّ ، حتى اسمع ماتقلن قبل أن أموت . فقالت صفية : أرْقتُ لصوتٍ نائحــــــــــة بليلٍ====على رجل بقارعة الصعيـــــدِ ففاضت عند ذالكم دموعـــــــي====على خدي كمنحدر الفريـــــد وقالت برّة : أعيني جُـــــــــودا بدمـــع دُرَرْ====على طيب الخيم والمعتصـــــــر على شيبة الحمد زى المكرمات==== وذي المجد والعز والمكرمــــات وقالت عاتكه : أعيني جــــــــودا ولا تبـــــخلا ==== بدمـعـكما بعـد نوم النـيــــــام على شيبة الحمد وأروى الزناد==== وذي مصدق بعد ثبت المقــام وسيف لدى الحرب صمصامة ==== ومردى المخاصم عند الخصام وقالت أم حكيم البيضاء: آلا ياعين جودي واستهــــــلي==== وأبكـى ذي الندى والمكـرماتِ آلا يا عين ويحكِ أسعفينـــــــي==== بدمع من دموعٍ ها طـــــــلات وأبكى خير من ركب المــــطايا==== أباك الخــــير ثيـــار الفُـــــراتِ طويل الباع شيبة ذي المـــعالي ==== كريم الخيم محمود الهبـــــات وقالت أميمة تبكى أباها أيضاً: الاهلك الراعي العشيرة ذو الفقيـد==== وساقِ الحجيج والمحامى على المجيدِ وقالت أروى تبكى أباها: بكت عيـني وحق لـها البــــكاء==== على سمح سجـيـتـه الحـياء علـــى سهل الخـليقة أبطحـــي==== كريم الخيم نيتهُ العـــــــــلاء على الفياض شيبة ذي المعالـي ==== أبيك الخير ليس له كِفـــــاءا وهذه القصائد فى رثاء عبد المطلب طويلة وكثيرة ,وقد قال أكثر الشعراء القريبين منه فى ذالك العصر , الكثير من الرثاء , لأنه كان بالنسبة لهم ليس شخص عادى من عامة الناس . ولكن كان بالنسبة لهم هو سيدهم وقائدهم , فكانوا لايقطعون أمراً إلا وهوا حاضر ولأيتم إلا باستشارته ,... بالإضافة أنه كان مسؤلً عن السقاية ,... وبعد وفاته ولى السقاية على زمزم بعده أخوه العباس بن عبد المطلب ,... وكان أحدث أخوته عمراً (سناً) , فلم تزل السقاية فى يده حتى جاء الإسلام وهى بيده . فأقرها الرسول ( صلي الله عليه وسلم )،لتكون إلى آل العباس , بولاية العباس لها وبوفاة جده عبد المطلب بن هاشم ,.. ألتحق رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،وعمره ثمان سنين , مباشرتاً بعمه أبى طالب . وذالك أن جده عبد المطلب قد أوصى برسول الله ... إلى أبنه أبى طالب ,.... لأنه كما يقول المؤرخون أن عبد الله بن عبد المطلب والد الرسول الكريم هو شقيق لأبى طالب بن عبد المطلب من الأب والأم , فأمهم هي ( فاطمة بنت عمرو بن مخزوم ) . فكان أبو طالب حانياً عليه ومحبُ له , لايتركه أبداً مهما حصل , وكان معه حيثما يرحل ويرتحل وكان يحبه كابنه بل وأكثر . وكان يفعل معه كما كان يفعل جده عبد المطلب فكان لايفا رقه ابدآ حتى فى جلوسه فى ظل الكعبة مع شيوخ قبيلة قريش . وحدث ذات يوم أن جاء رجل مشهور بالعيافه (أى التفرس فى وجوه الإنسان فيخبر بما يئوول حاله أليه فى المستقبل) ,... وكان اسمه (لهب ابن احجن بن كعب ) من قبيلة نصر بن ألازد , وهى القبيلة التى تُعرف بالعيافة والزجر . فلما قدم مكة , أتاه بغلمانهم ينظر ويعتاف إليهم , فأتى أبو طالب بابن أخيه محمد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )، وهو غلام مع بقية الغلمان فنظر لهب أبن أحجج بن كعب إلى رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ثم أنشغل عنه بأمر ما ,فلما فرغ من الأمر الذى كان يشغله قال: علىّ بالغلام , علىّ به ,فلما رأى أبو طالب حرص الرجل عليه لرؤيته , غيبه عنه ولم يحظره له ,.... فجعل الرجل يقول : ويلكم , ردّو علىّ الغلام الذى رأيته أنفاٍ , فوا لله ليكونن له شأن فلما وصل الرسول ( صلي الله عليه وسلم )،سنته الثالثة عشر أى سنة ( 784)،أستعد عمّه أبو طالب وكالعادة والتهيؤ للخروج فى قافلة تاجراّ إلى الشام , فلما قرر ذالك وأجمع على السفر صبّ وتشبث به أبن أخيه( صلى الله عليه وسلم ) للذهاب معه فى هذه الرحلة التجارية الى الشام , فرقّ له عمّه وقال : والله لأخُرُجن به معي , لايفارقنى ولا أفارقه أبداٍ وتم الأمر وسافرا معاٍ فلما نزلت القافلة فى بصري من أرض الشام , بالقرب من صومعة بها راهب نصراني يتعبد فيها (يقال له بحيرى )،وكان أعلم أهل النصرانية , وكانوا كثيراً ما يمرون على تلك الصومعة ذهاباً وإيابا فلا يكلمهم وليتعرض لهم , حتى كان ذالك العام , حينما نزلت قافلة قريش بالقرب منه ،تقدم هذا الراهب ودعاهم إلى وليمه وطلب منهم أن يأتوا كلهم ولا يتركون أحد خلفهم , فعجبوا القوم من فعلته هذه والتي لم يكونوا متعودون عليها, فأعد لهم وليمه , وبدء يتفرس فيهم وكأنه يبحث على أمر فقده , فقالوا له ما الأمر يا بحيرى ؟ فقال زاجراً لهم : ألم أقل لكم أدخلوا كلكم ولا تتركوا أحد ... وكان يقصد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،فقالوا : يابحيرى ماتخلف عنك أحد إلا أن يأتيك , إلا غلام وهو أحدث الناس سناً فتركناه عند رحالنا , فقال لهم بحيرى : لاتفعلوا وأدعوه هو أيضاً , فقال رجل من قريش كان مع القوم , والآت والعزُى ما فعلنا طيباً بنا أن يتخلف ... أبن عبد الله بن عبد المطلب ،.... فلما دخل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،و رأه بحيرى وأخذ يحدق فيه ملياً وبدء ينظر إلى أشياء من جسده , وكأنه كان يبحث على أمراً ما فيه وإن صفاته موجودة عنده فى كتابه مسبقاً ، فلما فرغ القوم من الأكل , قام بحيرى وأتجه مسرعاً إلى ...رسول الله( صلي الله عليه وسلم )،,وقال له : أسألك بالات والعُزى أن تجيبني على ما أسألك عنه ,فردّ عليه الرسول ( صلي الله عليه وسلم: ( لاتسألنى بهما والله ما أُبغض لي شياً أشد من منهما ) ......... فقال له الراهب : فبالله عليك أجبني ، فقال له الرسول الكريم : ( اسأل .... ).... فبدء يسأله على نومه وعلى أكله وعلى أحواله وعاداته , ثم سأله أن ينظر إلى ظهره , فوافق الرسول الكريم على ذالك . فلما رأى بحيرى ختم النبؤه ( وهو عبارة عن قطعة من لحم الظهر بارزه قليلاً عن مستوى الظهر ومكتوب عليها ( محمد رسول الله )،وحينما رأى ذالك قال: من أبوه ؟ فقال عمّه أبو طالب : أنا أبوه، فقال الراهب: والله ما يكون لهذا الغلام من أب حي،فقال عمّه أبو طالب : نعم أنا عمّه , فأبوه قد مات منذ زمن وهو صغير فى بطن أمه . فقال الراهب بحيرى : أرجع بابن أخيك إلى بلده أحذر عليه من اليهود فأنهم أن عرفوا ما عرفت ليقتلنه وليبغضنّه بغضاً شديداً فأنه كائن لأبن أخيك هذا شأن عظيم , فأسرع به ولا تتهاون فى حمايته . فرجع ّ عمّه به سريعاً حتى قدِم مكة حين فرغ من تجارته بالشام فشبّ رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،يحفظه الله من أقذار الجاهلية , لما يريد الله به من كرامته ورسالته , حتى يبلغ مبلغ الرجولة ويكون من أفضل قومه مرؤة وأحنهم خُلقاً وأكرمهم حسباً ونسباً وأحسنهم جواراً وأعظمهم حلماً وأصدقهم حديثاً وأعظمهم أمانه وأبعدهم عن الفحش والأخلاق التى تدنس الرجال حتى سمّاه قومه ولقبوه بالأمين . حتى وصل إلى سن الخامسة والعشرون من الصدق والطُهر ،فحماه الله فى شخصهَ وفى كل ما يحيط به حتى فى ملابسه,والحادثة تبين بجلاء أن الله سبحانه وتعالى أدبه تأديب رباني يليق بالأنبياء , فهذه الحادثة توضح وتبين ذالك . قصة إزاره ( صلى الله عليه وسلم ) وهو صغير وفيما كان يحدث به رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،عما كان الله يحفظه به فى صغره وأمر جاهليته ,أنه قال : ( لقد رأيتني وأنا صغر فى غلمان قريش ننقل الحجارة لبعض ما يلعب به الغلمان , كنا جميعاً نأخذ إزارنا فنجعله فى رقابنا ونحمل عليه الحجارة ونلعب , ففعلت مثلهم ووضعت إزاري على رقبتي فتعرى ظهري , فأنى لأقبل معهم وأدبر , إذ لكمني لاكم لم أراه من يكون , لكمة موجعه ثم قال: شُدّ عليك إزارك , فأخذته وشدده علىّ, ثم جعلت الحجارة على رقبتي وإزاري علىّ من بين أصحابي ... وفى تعليق (السهيلى ) على هذه القصة , أنه قال : لقد وردت مثل هذه القصة فى حديث صحيح حين بناء الكعبة حيث كان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،ينقل الحجارة مع قومه إلى الكعبة , وكانوا ينقلون الحجارة ويحملونها على عواتقهم وإزارهم مرفوعة على رقابهم ,... وكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،يحمل معهم الحجارة وإزاره مشدود إليه , فقال له عمّه العباس: يأبن أخي لما لاتفعل مثل القوم و ترفع إزارك لتحمل عليه الحجر , ففعل الرسول الكريم كما أشار عليه عمّه , فسقط مغشياً عليه ثم بدء يقول : ( إزاري .. إزاري.. إزاري ..) ... فشُدّ إليه إزاره فقام يحمل الحجارة وإزاره مشدودة إليه , فسأله عمه عن ذالك : ما الذى أوقعك حتى أغشيي عليك , فقال: رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،: لقد نودي علىّ من السماء إن أشدد عليك إزارك يا محمد, فصلى الله عليك يااكرم خلق الله , ترعاك العناية الالهيه حتى فى لباسك فسبحان الله . الي هنا اخوتي الكرام نتوقف قليلا ..... ونواصل بأذن الله في الجزء الثالث من الفصل الثاني من سيرة اشرف مخلوقات الله علي الاطلاق اللهم صل وسلم وبارك عليه ولنتحدث عن احد اهم الاحلاف التي حضرها وشارك فيها ... وهو حلف الفضول ... نفعني الله واياكم ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 4:58 pm | |
| الفصل الثاني الجزء الثالث الاخوة والاخوات الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نواصل مابدأناه في سيرة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ....ونتكلم اليوم علي اهم الاحلاف التي حدثت في العصر ماقبل البعثة وكيف شارك فيها الحبي المصطفي صلي الله عليه وسلم ...فيها.. بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي حبيبنا صاحب هذه السيرة الطيبة اللهم صل وسلم وبارك عليه وسلم تسليما كثيرا .. بعد ان علمنا سيرته وهو في عمر الصبي ومادار فيها من احداث مهمة ، نأتي في هذا الجزء الثالث من الفصل الثاني لسيرته العطرة بالتحدث علي اهم الحروب والتي حدثت في عصره وقد شارك فيها وفي الاحلاف التي ترتبت عليها ... واهم هذه الحروب ... حرب الفجّار وحضوره ( صلى الله عليه وسلم ) بعض أيامها وهذه الحروب سميت بالفجّار... لأنها تمت فى الأشهر الحُرم , ففجروا فيها واستحلوا الحرمات وسفكوا فيها الدماء ,.... وللعرب أربعة حروب فجّار وهى : ( 1 ) حرب الفجّار الأولى حيث حدثت بين قبيلتي كنانه وهوازن , وكان سببها , افتخار احد رجال القبيلتين يبعضهم فى إحدى الأمسيات الشعرية التى كانت تقام فى سوق عكاظ ولم تدوم كحرب بل كمناوشات كلاميه , وصلت إلى مرحلة الإعداد للحرب , ثم تراجعوا وتصالحوا. ( 2 ) حرب الفجّار الثانية , حيث قامت بين قريش وهوازن , وكان سببها أنه كان هناك فتية من قريش تعرضوا لإمراة من هوازن , من بني عامر بن صعصعة وكان بينهم قتال ودماء يسيرة , فكانوا بنو أمية هم الطرف فى هذه الحرب من قريش ضد هوازن , وانتهت فى نهاية الأمر بالتصالح . ( 3 ) حرب الفجّار الثالثة , والتي قامت بين قبيلتي كنانه وهوازن , وكان سببها أن رجل من بنى كنانه كان عليه دّم دّية لرجل من بني نصر, فقتل الكنانى , فحصلت بين القبيلتين مناوشات ودعوات للحرب حتى كاد أن يكون بينهم قتال , ثم تراجعوا وتصالحوا ( 4 ) حرب الفجّار الرابعة , والتي قامت بين قريش ومن معهم من كنانه وبين قبيلة قيس عيلان من هوازن , وكان سببها أن رجل من هوازن وكان أسمه عُروة الرّحّال بن عتبه بن جعفر بن كلاب بن ربيعة ابن معاوية بن بكر بن هوازن أجار ( لطيمة ) وهى قافلة تجارية محملة بالبضاعة والطيب . وكان صاحبها الملك النعمان بن المنذر , حيث أرسلها إلى سوق عكاظ وهى محملة , فأجارها الذى من هوازن , على أن يتحمل مسؤوليتها وتكون فى حماه حتى تنتهي أيام السوق وترجع إلى صاحبها , فسمع رجل من كنانة يقال له البرّاض ابن قيس , أحد بني كنانه , فقال الرجل : نعم وعلى العالم كله , فغضب الكنانى وحصلت ضَمْرة بن بكر بن عبد مناف بن كنانة , فقال له: أتجيرها على بينهم مناوشات , فأنتظر الكنانى البرّاض بن قيس غفلة الرّحّال بن عتبة الذى من هوازن وأخذ القافلة وجعلها فى جواره .... , لأنه أعتقد الكنانى أن حماية القوافل التجارية القادمة إلى مكة أيام الحج أو أيام سوق عكاظ هي فى واقع الحال من مسئولية كنانة وقريش لأنهم فى الأصل من أهل مكة وبالتالي لايسمحون بالمزايدة على بلدهم وحماية القوافل الآتية إلى مكة , فلما استفاق الرجل الذى من هوازن ,... هّمّ على الكنانى فى غفلة منه واسترد القافلة , فطلبها البرّاض مرة أخرى فالتقيا وجهاً لوجه , فوثب عليه البراض وقتله وكان ذالك فى الشهر الحرام , فسميت بذالك حرب الفجّار , فهذه الحرب التى شارك فيها الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بعض أيامها , حيث أخرجوه أعمامه معهم للقتال . وفى ما بعد قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ): كنت أُنبل على أعماعى أى أرد عليهم نبل عدوهم أذا رموهم بها . وهاجت هذه الحرب واستمرت وكان قائد قريش وكنانة فى هذه الحرب هم بنو أميه , حيث انتصرت قريش فى هذه الحرب وكان عمر الرسول ( صلي الله عليه وسلم )،عشرون سنة. حلف الفضول الذي حضره الرسول( صلى الله عليه وسلم ) حلف الفضول , وهو الحلف الذى اجتمعت عليه قبائل من قريش إلى حلف ,... فى دار عبد الله بن جدعان ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرّه بن كعب بن لؤىَ, لشرفه وسنه , فكان حلفهم هذا عنده فى بيته ,.... والقبائل هي ,بنو هاشم , وبنو عبد المطلب ,وأسد أبن عبد العُزّى , وزُ هره ابن كلاب , وتيم ابن مُره .... . فتعاقدوا وتعاهدوا على أن لايجدوا بمكة مظلوماً من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه , وكانوا على من ظلمه حتى تُرد عليه مظلمته , فسمت قريش ذالك بحلف الفضول ,.... ولقد شهده الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، فى دار عبد الله بن جدعان ,.... وفيما بعد قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،لقد شهدت فى دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أُحب أن لي فيه حُمْر النّعم ولو أُدعى به فى الإسلام لأجب . ذكر سفره صلى الله عليه وسلم إلى الشام فى تجارة إلى خديجة وحينما وصل ( صلى الله عليه وسلم ) ... الخامسة والعشرون من عمره ,.... خرج فى تجارة للطاهرة ( السيدة خديجة ) هكذا كانت تسميها قريش ,وكان خروج النبي الكريم بهذه القافلة جاء بعد أن قال له عمّه أبا طالب : يأبن أخي : أنا رجل لا مال لي وقد أشتد الزمان علينا , وألحت علينا السنوات مُنكره , وليس لنا مال ولا تجارة نخرج بها ,.... وهذه عير قومك قد حضر خروجها الى الشام ,و الطاهرة تبعث رجالاً من قومك يتاجرون لها فى مالها ويصيبون منافع لهم ,... فلو جئتها وطلبت منها أن تخرج لها بمالها , لفضلتك عليهم لما تعرفه عنك من صدق وأمانه ,... وإن كنت قد أخشى عليك من الشام ومن اليهود , ولكن لأنجد من ذالك بُد , فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ): ( لعلها ترسل الىّ فى ذالك ... ) , فقال عمّه : أنى أخاف أن تولى غيرك. فبلغ خديجة ما كان من محاورة عمه له فأرسلت إليه لعلمها بصفاته وأمانته , ووصل الطلب إلى رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،فوافق , فبعثت معه خادمها ( ميسرة )، فقبل رسول الله وخرج بالقافلة ,.... وكان المقصود إخوتي الكرام ببعث ( ميسرة ) معه لم يكن عن سوء أو شك فى أمانته.... لأنها كانت تعرف ويعرف الجميع من هو الذى سماه قومه بالأمين, وعلى هذا الأساس أرسلت فى طلبه , وإنما إرسالها لميسرة كان مهماً , لمساعدة الرسول فى رحلته هذه ويكون خادمه , بالاضافة كان تطلعها لمعرفة المزيد من أخلاق النبي فى أمور التجارة والمال ،.... وفى الطريق نزل الرسول( صلي الله عليه وسلم )،ليستريح فى ظل شجرة قريبة من صومعة راهب كان أسمه ( نسطور ) , فجاء الراهب إلى ميسرة وأطلع فيه وقال له: من هذا الرجل الذى نزل تحت الشجرة ؟ فقال له ميسرة : هذا الرجل من قريش من أهل الحرم ، فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي ،.... وهنا يجب أن نلاحظ أن الراهب ليس له من العمر ليكون كافياً لحضور زمن الأنبياء السابقين ليعرف النبي من غيره , ولكن هنالك أمر قد لاحظه الراهب على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم)،يؤكد له أنه نبي ,... وهذا الأمر هو رؤية السحاب وهو يتبع النبي الكريم حيثما ذهب ويظله ويقيه حر الشمس وهو على راحلته ,.... فسبحان الله الذى جعل كل البشر والشرائع السماوية تشهد له بالنبوة والرسالة وتبشر بقدومه ( صلي الله عليه وسلم ) ... ،فلما قدم إلى مكة على السيدة خديجة من تجارته فى الشام , فباع لها أبتاع وربح لها من الربح الوفير. ففرحت بقدومه , وكانت متلهفة لسماع أخباره من خادمها ميسرة , فأخبرها ميسرة على تجارته وطريقة بيعها وأسلوبه فيها ,... فكان يبيع بطريقة غير متداولة ,... وهى أن يصرح بثمن البضاعة فيقول أنا اشتريتها بثمنها الاصلى كذا.. فأربحوني , مثلاً كان يقول وينادى بأن ثمن القطعة الاصلى بدينار فزيدوا على ثمنها هامشاً للربح وأ شتروها ,.... فكان لايحدد هامش الربح الذى يريده مسبقاً ... كما نفعل نحن في هذا الزمن ...فنحدد الربح حتي نصل الي ارباح لمدة عام في كما يقال ضربة واحدة ولكن خُلق النبي صلي الله عليه وسلم كان عكس ذلك يقول علي سعر القطعة الاصلي ويطلب هامش للربح فيحدد الشاري الهامش الذي يريد ، بل يترك الشاري يحدد كيف ما يشاء من الزيادة , فيبيع بهذه الطريقة أكثر من الااخرين , لان التجار الاخرين يحددون مسبقاً الربح ولابقبلون الفصال فى الربح , فبهذه الطريقة , باع وأبتاع الشيء الكثير ,..... وأخبرها أيضاً بما رآه وهما فى الطريق , كيف كانت السحابة تظل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،وهو على راحلته ,..... وأخبرها على ما دار بينه وبين الراهب ( نسطور ) , ومن قوله : ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي... فلما سمعت ما قال ميسره عنه ، انبهرت بما سمعت وأسرعت إلى أبن عمها (ورقة بن نوفل ) وكان نصرانياً قد تتبع الكتب وعَلِم من علم الناس , فذكرت له ماقاله لها خادمها ( ميسرة ) من قول الراهب ( نسطور ) , وما كان يرى منه إذ كان الملكان يُظلانه ... , فقال ورقة : لئن كان هذا حقاً ياخديجة , إن محمد نبي هذه الأمة , وقد عرفت ُ أنه كائن لهذه الأمة نبيُ ينتظر , هذا زمانه , فجعل يقول ويستبطئ الأمر حتى متى ؟ فقال ورقة فى ذالك : لجِــــجْتُ وكنت ُ فى الذكر لجوجاً====لَهِمٍّ طالما بعث النّشِيــــــجا ووصفٍ من خديجة بعد وصـــفٍ====فقد طال إنتظارى يا خديـجــا ببطن المكَّتين على رجــــــــــــائى====حديثك إن رأى منه خـروجــا بما خَبِّرتنـــــــــــا من قـــول قسٍ====من الرهبان أكـره أن يعـوجا بــأن محمداً سيسود فينـــــــــــــا====ويخصـم من يكون له حَجيـا ويظهر فى البلاد ضيـــــــاءُ نـور====يُــقيّم به البرية أن تموجــــا فيلقى من يُحاربه خَســــــــــــاراً====ويلقـى من يُسـالمه فـلُوجـــا فيـا ليتنى إذا مـا كـان ذالــكـــــم====شَـهـت فـكنت أولهم ولوجـــا وُلُوجاً فى الذى كرهْت قــريـــــــش====ولـو عّجـت بمـكّـتـها عجيجـا ويعتبر ورقة بن نوفل ,.... هو واحد من الذين آمنوا بالنبي ( صلي الله عليه وسلم )،قبل البعث ،.... فلما سمعت السيدة خديجة كذالك و عن أمانته وصدقة أيضاً فى البيع والشراء حتى عُرف بين التجار بالأمين وهى السيدة الحازمة الشريفة اللبيبة والتي اشتهرت فى مكة بالطاهرة ..... قررت أن تخطوا خطوة لم يسبقها إليها أحد , وهى أن تخطبه إلى نفسها, فبعثت إليه قائلة : يابن عمّ , إني قد رغبت فيك لقرابتك وصيتك فى قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك ,... وكانت السيدة خديجة يومئذ أوسط نساء قريش نسباً وأعظمهن شرفاً وأكثرهن مالاً . وكانت متزوجة من رجل يقال له أبى هالة بن زرارة التميمي , ومات فى الجاهلية , .... وقد ولدت منه صحابي معروف قد شهِد بدر و أُحد ,.... وكان يقول أنا أكرم الناس أباً وأماً وأخاً وأختاً ، فأبى هو رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ،.... وأخي هو القاسم ... وأختي هي فاطمة.... وأمي هي خديجة .... وقد قُتل فى موقعة الجمل مع على بن أبى طالب فى حربه مع معاوية , وخّلف عليها بعد أبي هالة رجلاً يقال له ( عُتيق بن عابد بن عبد الله المخزومي ) ... فولدت له ابنه يقال لها ( هند بنت عتيق ) ... وهى خالة (الحسن والحسين ) ... وربيبة رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،...... فهذه هي السيدة خديجة التى رغبت بالزواج من رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،فلما قالت ذالك لرسول الله ,.... ذكر ذالك لأعمامه فخرج معه عمّه حمزة ويقال عمه أبو طالب فقام عمّه فخطبها له , فقدّم أبو طالب الرسول ( صلي الله عليه وسلم )،إلى وليها ( أبيها ) خويلد بن أسد بكلمات من أروع ماقيل فى هذا الموضع ، فقال أبو طالب : ( إن محمد بن عبد الله من ليوازى به فتى من قريش إلا رجح عليه بِراً وفضلاً وكرماً وعقلاً وحلماً ونُبلاً ,وإن كان فى المال قلّ , فأن المال ظِلّ زائل وعارية مستردة ) . فوافق أبيها لعلمه بالحبيب المصطفى ( صلي الله عليه وسلم )،.... وقد أعجبه كثيراً تقديم عمّه أبو طالب لابن أخيه وكلماته البليغة..... وتمت خطبتها على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،وأصدقها عشرون بكرة ... وكانت أول إمراة تزوجها رسول الله( صلي الله عليه وسلم )،...
ولم يتزوج غيرها حتى ماتت ,.... وكانت عمرها حين تزوجها أربعين عام ... وعمره( صلي الله عليه وسلم )،... حين دخل بها خمسة وعشرون سنة ،... فكانت رضي الله عنها الزوجة المُحبة لرسول الله والمحافظة عليه والمهتمة لأمره والمراعية لكل الظروف المحيطة به ،... فبقيت تحته حتى توفيت بعد عشرة سنوات من البعث , فبذالك تكون المدة التى عاشتها مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،وقرة عينها بوجوده وصحبته ، وسُعد الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم )،برفقتها وبالسكن والطمأنينة التى وفرتها له في أيام شبابه ، وأيام بعثته ونزول الوحي عليه ( صلي الله عليه وسلم )، تقريباً خمسة وعشرون سنة . أولاده صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها ) فولدت له أولاده كلهم إلا إبراهيم فكان من ماريه القبطية ,وهى سرية (جارية) التى أهداه إياها المقوقس . (1) ( القاسم ) وكان أكبر بنيه فمات وهو رضيع , حيث يروى أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ،: ( إن شئت أسمعتك صوته فى الجنة .....) , فقالت: بل أصدق الله ورسوله ( 2 ) (الطيب ) . ( 3 ) ( الطاهر ) . أما أكبر بناته بالترتبيب التنازلي فهُن. ( 4 ) (رقية ) ، فقد تزوجها عتبة بن أبي لهب ( 5 ) ( زينب ) فقد تزوجها أبو العاص بن الربيع ( 6 ) ( أم كلثوم ) فقد تزوجها عتيبة بن أبي لهب . ( 7 ) ( فاطمة ) فقد تزوجها علي بن أبي طالب ، فيما بعد...... فأما الطيب والطاهر هلكوا ... وأما بناته فكلهنّ أدركن ألإسلام فأسلمنا وهاجرنا مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،وتوفاهن الله قبل النبى الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ,.... إلا فاطمة فقد توفت بعد الرسول الكريم بستة أشهرا, أما أبنه إبراهيم فكان من مارية ( القبطية ) .... وهى سرية( جارية ) الرسول ( صلي الله عليه وسلم )،.. التى أهداه إليه المقوقس ,... فولدت له إبراهيم . اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ... اخوتي واخواتي الاكارم ...الي هنا نتوقف قليلا ونواصل في الجزء القادم وهوالرابع من الفصل الثاني ...احوال مكة وتجديدها واهم المعتقدات التي كانت سائدة في تلك الفترة قبل البعثة ... وذلك لنعرف الجو العام في الموقع الذي ستدور فيه اعظم حادثة كانت السبب في وصول الدين الحنيف لنا وهي نزول الرسالة ...فوجب اخوتي ان نعرف المكان وايضا المعتقدات السائدة لنكوّن صورة واضحة عن مكة قبل الاسلام وبعده ...الي ذلك الحين اقول لكم بارك الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:09 pm | |
| الفصل الثاني الجزء الرابع الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله ةبركاته ندخل في هذا الجزء الرابع في احداث مهمة حدثت لمكة ولكن قبل ذلك يجب ان نعرف الجو العام في الموقع الذي ستدور فيه اعظم حادثة كانت السبب في وصول الدين الحنيف لنا ...وهي نزول الرسالة ... فوجب اخوتي ان نعرف المكان.... وايضا المعتقدات السائدة لنكوّن صورة واضحة عن مكة قبل الاسلام وبعده... فبندأ ببسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله صاحب هذه السيرة العطرة ... ذكر تجديد قريش وعمارة الكعبة وأحوال العرب ومعتقداتهم قبل الإسلام ذكر تجديد قريش وعمارة الكعبة وكان عمر الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) حين تم تجديد الكعبة, خمسة وثلاثون سنة , إي قبل البعث بخمسة سنوات . حيث قيل لما مات إسماعيل (عليه وسلام) ولى البيت من بعده إلى أبنه نابت , ثم صارت ولاية البيت إلى قبيلة جرهم . وفى هذا قال الشاعر الجرهمى عامر أبن الحارث :. وكُنّا ولاة البيت من بعد نابت=====نطوف بالبيت والأمر ظاهر وقيل إن الذى حمل قريش على بنائها ، أن السيل أتى من فوق الردم الذى بأعلى مكة فأضر به ،... فخافوا أن يدخلها الماء ,... فلما بلغ الرسول ( صلي الله عليه وسلم )،خمساً وثلاثين سنة ... إجتمعت قريش لبنيان الكعبة،حيث بنيت الكعبة كما يقول المؤرخون ,خمسة مرا ت: الأولى حين بناها شيش بن آدم (عليه وسلام) والثانية حين بناها إبراهيم وأبنه إسماعيل ( عليهما السلام ) والثالثة حين بنتها قريش هذه المرة وكان ذالك قبل الإسلامبخمسة سنين والرابعة حين أحترقت فى عهد عبد الله بن الزبير فلما قام عبد الملك بن مروان بهدمها , لأنه لم يعجبه بناء الأبن الزبير فى بنائها , فبناها على ما كانت عليه فى عهد الرسول ( صلي الله عليه وسلم )،... والخامسة وهو البناء الأخير والحالي للكعبة، وقد تم في عهد السلطان العثماني مراد الرابع في سنة 1040هـ/1630م، وذلك بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها مكة المكرمة يوم الأربعاء الموافق 19 شعبان سنة 1039هـ/ أبريل 1630م، وتحول هذا المطر إلى سيل عظيم، دخل المسجد الحرام..... فاجتمعت قريش لبناء الكعبة وكانوا يهمون بذالك ليسقفوها . وكانوا يهابون هدمها لان حجارتها كانت مرصوفة فوق بعضها بدون (ملاط ) أي الطين ,.. وكانت أرتفاعها فوق القامة , فأرادوا رفعها وتسقيفها , فجهزوا الخشب الازم لسقفها وأحضروه من بقايا سفينة لرجل من تجار الروم قد تحطمت وقذف بها البحر الى سواحل ( جدة ) فأخذوا خشبها وأعدوه لتسقيفها . وذالك خوفهم من هدم ، بما علموه من أن نفر ممن سرقوا كنز الكعبة , حيث كان يُحتفظ به فى بئر فى جوف الكعبة وكان الذى سرق الكنز رجل يقال له ( دويكاً ) .... وهو مولى لبنى مُليح بن عمرو الخزاعي. ويقال بأنه حينما هم بالسرقة سقط عليه حجر فى جوف الكعبة فلم يستطيع الهرب ، فقبظت عليه قريش وقطعوا يده . فأرادوا هدمها ورفعها أعلى من قبل وتسقيفها , فجهزوا كل عدتهم وعتادهم لهدمها فقرروا بدء الهدم , فأصابتهم رهبة الموقف من هدمها فلم يستطيع أحد منهم بدء عملية الهدم .... وذالك لأنه كانت هناك ( حيّة ) عظيمة كانت تخرج كل يوم من بئر الكعبة لتبرز للشمس ,على جدار الكعبة , وكانوا يهابونها , حيث لا يستطيع أحد أن يتجرأ ويقترب منها ... لان الذى يفعل تكشر له على أنيابها ويحتك جلدها ببعض فيحدث صوت فبذالك كانوا يهابونها فتوقف مشروع الهدم والبناء , فبينما هم على هذا الحال خرجت كالعادة تتشمس على جدار الكعبة , فبعث الله إليها طائر فأختطفها وذهب بها بعيد ... وهنا أجادت قريحة الزبير بن عبد المطلب فى ما كان من أمر الحية التى كانت قريش تهابها ... حيث قال فيها : عجبتُ لماَ تَصَوبَّت العُقـابُ=====إلى الثعبانِ وهى لها اضطرابُ وقد كانت يكون لها كشيشٌ=====وأحيــاناً يكـــون لهـا وِثـــــاب إذا قُمنا إلى التأسيس شـَدّت=====تُـهيّـِبـنـا البـناء وقــد تُـهــــاب فلما أن خَشينا الرِّجْزَ جاءت=====عُقــابٌ تـَتـْلَـئـِبّ لها اُنْصبــــاب فضـمَّتـْـها إلـيــــها ثم خلـّت=====لنـا البـُـنـيـان ليس له حِجـــاب فقُمنا حـــاشـديـن إلى بِـنـاءٍ=====لنا منــه الـقـواعــدُ و الـتـراب غـداة نـُرَفّـع الـتـأسيس منه=====وليــس على مُسَوّيــنـا ثــيـاب أعــزَّ بــه الملــيكُ بني لُـوّىّ=====فلــيـس لأصْـله مـنـهـمْ ذَهــاب وقـد حَشَـدت هنـاك بنوعدىّ=====و مُــرّة قـد تَـقـدَّمـهـا كـِـــــلاب فـبَـوَّأَنـا الملـيـك بـذاك عـِزَّا===== و عـنـد الـلُّـه يـُلّـتـمسُ الثـواب فقالت قريش : إن لنرجوا أن يكون الله قد رضى على هدما وبنائها من جديد .... , فلما أجمعوا أمرهم فى هدمها .... قام رجل من بني مخزوم يقال له ( أبو وهب بن عمرو بن عائذ ) فتناول من الكعبة حجر , فوثب الحجر ورجع إلى مكانه , فقال هذا الرجل : يامعشر قريش لاتدخلوا فى بنائها من كسبكم إلا طيبا, لا يدخل فيها مهر بغىّ ولا بيع ربى ولا مظلمة أحد من الناس ... فقررت قريش تقسيم الأربعة أركان , لكل قبيلة ركن تهدمه وتبنيه فالركن الذى به الباب لبنى عبد مناف وزهرة .. ومابين الرُكن الأسود والركن اليماني لبنى مخزوم وقبائل من قريش . وظهر الكعبة لبنى جُمح وكان شِق الحجر الأسود بالتحديد لبنى عبد الدار بن قُصى, عندها هابوا من يبدئ بهدمها أولاً فقال الوليد بن المغيرة: أنا أبدؤكم فى هدمها,فأخذ المعول ثم قام عليها وهو يقول: اللهم لم تُرع ( لم تفزع ) اللهم إنا نريد إلا خيرا ,... ثم هدم من ناحية الركنين. فتربص الناس و أنتظروا ماذا سيحل على الوليد بن المغيرة , وقالوا : فإن أُصيب لم نهدم منها شيئا ورددناها كما كانت وإن لم يصبه شىء , فقد رضى الله صُنعنا . فأصبح الوليد بن المغيرة بخير ولم يمسسه سؤ ء ... عندها بدأت القبائل تهدم كل ركن مخصص لها ,... حتى أذا انتهى الهدم بهم إلى الأساس ,..... أساس إبراهيم (عليه وسلام) ........ وجدوا حجارة خضراء كالسنمة ( وهو أعلى ظهر الإبل ) ... أخذ رجل عتلة ووضعها بين الحجر وبين الأساس , فلما تحرك الحجر اهتزت مكة بأسرها ......!!!!!! فانتهوا من الهدم عند ذالك الأساس , فاجتمعت القبائل من قريش وجمعت الحجارة لبنائها , كل قبيلة تبنى جهتها أو ركنها ,.... حتى بلغوا البنيان موضع إلى الركن ( الحجر الأسود ) فاختلفوا كل قبيلة تريد أن ترفع الحجر ووضعه فى مكانه , فتدخل أسن الناس في ذالك الوقت وهو أبا أميه بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم , فقال : يا معشر قريش اجعلوا فى ما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضى بينكم فيه فافعلوا وهنا تدخلت العناية الإلهية مرة أخرى لتجعل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ... هو محور كل شيء , فتوقفوا ينتظرون بلهفة من سيكون المحظوظ الذى سيكون له الشرف فى وضع الحجر فى مكانه . ولم تمر برهة قصيرة حتى دخل الحبيب المصطفى ( صلي الله عليه وسلم )،من باب المسجد , فلما رأوه قالوا : هذا الأمين , رضينا بما يحكم , فقال لهم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،هلم الىّ بثوب ,
فأُتى به فأخذ الركن فوضعه فوق الثوب ثم قال ( لتأخذ كل قبيلة بناحية الثوب, ثم أرفعوا حتى تصلوا إلى المكان المحدد للركن .... ) فلما فعلوا ذالك ووصلوا إلى مكانه , أخذه بيده الشريفة ووضعه فى محلة ,... حيث كان فى ربع عبد مناف ( عتبة بن ربيعة ) وكان فى الربع الثاني ( زمعة ) وفى الربع الثالث (أبو حذيفة بن المغيرة ) .. وفى الرابع ( قيس بن عدى ) . وقد تم بناء الكعبة ... قبل الهجرة بثمان عشر سنة... بعد أن حلّت كلمة الوفاق محل الشقاق ورضي الكل بحكم النبي ( صلي الله عليه وسلم )،... والى قضية التحكيم يشير قول الشاعر هبيرة أبى وهب المخزومي. تشاجرت الأحياء فى فصل خطة=====جرت بينهم بالنحس بعد الســـــعد تلاقوا بها بالبغض بعد مــــودة=====وأوقد ناراً بينهم شر موقـــــــــــد فلما رأينا الأمر قد جد جـــــــده=====ولم يبقى شيء غير سل المــــهنـد رضينا وقلنا العـــــدل أول طالعاً=====يجيء من البطحاء من غير موعـد ففاجأنا هذا الأمين محمـــــــــد=====فقلنا رضـــــــينا بالأمين محمــــــد أما وضع الركن حين بنيت الكعبة فى أيام أبن الزبير , فقد وضعه فى الموضع الذي هو فيه ألان ,.. (حمزة بن عبد الله بن الزبير ) وكان أبوه يصلى بالناس فى المسجد , حيث أغتنم شغل الناس عنه بالصلاة لما أحس منهم التنافس فى ذالك وخاف الخلاف,.. فأقره أبوه عبد الله بن الزبير . وكانت الكعبة على عهد النبي
( صلي الله عليه وسلم )،ثمانية عشر ذراع وكانت تكتسى القباطى ( ثوب من مصر ) ..... ثم كُسيت البروُد ( ثياب من اليمن )........ وكان أول من كساها بالديباج هو .. ( الحجاج بن يوسف الثقفي )..... وعندما أوردنا قصة بناء الكعبة أردنا أن نشير إلى مدى أهمية الأيام التى عاشها النبي الكريم قبل البعث ولنوضح أيضاً مدى العناية الإلهية حيث تجهزه لحمل الرسالة العظيمة , حيث جعل قريش تختلف فى الناس كافّة وترضى بالحبيب محمد .. وكأني بالتاريخ المليء بالإحداث الغاية في الأهمية, لا يصلح ألا أن يكون الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )،طرفاً فيها ,... وبالفعل لو تتبعنا إخوتي الكرام .. كل الأحداث المهمة التى مرت قبل البعث , لوجدناها كلها تخدم وتزكى آل بيت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) أبتداً من جده وأعمامه وعائلته وقبيلته ومدينته ( مكة ) . هذه اخوتي الكرام كيف كانت احوال مكة قبل الاسلام وكيف كان الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم قائما بدوره في مساهمته الشريفة في بناء الكعبة ، بوضعه لحجر الاسود في مكانه ... وكيف انه مُزكّي اي تمت تزكيته من قريش كلها فقالوا لقد وصل الامين ...فدفعوا له اغلي قطعة في مكة ليقوم هو بوضعها في مكانها ... وأمّا ما كان من أحوال الكعبة وإعتقاداتها والمتثل في الاعتقاد الديني السائد في ذلك الوقت .. سنعرفه بأذن الله تعالي في الجزء الخامس من الفصل الثاني .. الي ذلك الحين اقول بارك الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:10 pm | |
| الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في الجزء الخامس من الفصل الثاني نحاول ان نعرف احوال العرب بصفة عامة وقريش بصفة خاصة اهم المعتقدات الدينية السائدة في تلك الفترة التي اكرم الله بها البشرية بنزول الرسالة المحمدية ... وذلك حينما نصل الي مرحلة التحدث عن الرسالة عندها نكون قد الممنا بكل المعتقدات الدينية السائدة في مكة ، وما مدي مفهوم اهل مكة والعرب للدين ولعبادة الله سبحانه وتعالي .... فنبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي اشرف من طلُعت علي شمس اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحب وسلم تسليما كثيراً ... أحوال العرب ومعتقداتهم قبل الإسلام وقال الشهرستانى فى كتابه ( الملل والنحل ) , الذى نقله عنه أحد رجال السيرة وهو (عماد الدين أبى الفداء) , فى كتابه ( المختصر فى أخبار البشر ) . قال: من أن العرب الجاهلية كان اعتقادهم أصناف . فالصنف الأول . الذين أنكروا الخالق والبعث , وقالوا المحيى هو الدهر والمفنى هو الدهر , كما أخبرنا القرآن الكريم , حيث قال تعالى : { وقالوا ما هى إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا , وقوله وما يهلكنا إلا الدهر } ، والصنف الثاني. فقد اعترفوا بالخالق وأنكروا البعث وهم الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم : { أفعيينا بالخلق الأول بل هم فى لبس من خلق جديد }. والصنف الثالث . هم الذين عبدوا الأوثان ,.... وكانت أوثانهم وأصنامهم مخصصة لكل قبيلة .. , فكل قبيلة لها صنمها الخاص تعبده وتبجله .. , فكان صنم ( ود ) لقبيلة كلاب بدومة الجندل , و(سواع ) لهذيل ,... و(يغوث ) لمذجع ولقبائل اليمن ,.... و ( نسر ) لقبائل ذي الكلاع بأرض حمير , و ( يعوق ) لهمذان ... و ( اللات ) لقبائل تثقيف بالطائف ... , و ( العزى ) لقبيلة قريش وبني كنانة ... , و (ومناة) للأوس والخزرج بالمدينة,... و( وهُبل ) وهو أعظم أصنامهم وكان موقعه على ظهر الكعبة فكان لقريش أيضاً صنمان وهم ( أساف ونائلة ) على الصفاء والمروة ،.... والصنف الرابع , من يميل الى الديانات السماوية مثل اليهودية , ومنهم من يميل الى النصرانية , ومنهم من يميل الى عبادة النجوم كالصابئة , ومنهم من يعبد الجن ويعبد الملائكة . هذا ما يختص بمعتقداتهم .... , أما علومهم التى كانوا يبرعون فيها هي علم الأنساب والتواريخ وتعبير الرؤيا ... ,وقد كان أبى بكر الصديق من أبرع من تخصص فى علم الأنساب وكان ممن له اليد الطولي فى هذا العلم . وكانت الجاهلية تحكمها قوانين تبيح لهم فعل مايشائون من الموبقات ... , وفى الجانب الأخر كانوا يفعلون أشياء ... , جاء ت الشريعة الإسلامية بها فأقرتها ... , فمثلاً كانوا لاينكحون الأمهات والبنات , وكانت أقبح الأشياء عندهم , هو الجمع بين الأختين ... , وكانوا يعيبون على الذى يتزوج بأمراة أبيه ويسمونه
( الضيزان ) ... ,وكانوا يحجون إلى البيت ويعتمرون ويحرمون ويطوفون ويسعون ويقفون المواقف كلها ويرمون الجمار يكسبون فى كل ثلاثة أعوام شهراً ..., ويغتسلون من الجنابة , وكانوا يداومون على المضمضة والاستنشاق , وفرق الرأس والسواك والاستنجاء وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلف العانة والختان وكانوا يقطعون يد السارق كما فعلوا بالذي سرق الكعبة , كما ابتدعت قريش رأى ( الحمس ) .. كما أشار به أبن إسحاق . والحمس هو التشدد فى الدين ... , فقالت قريش نحن بنو إبراهيم وأهل الحُرمة وولاة البيت وقطان مكة وسكانها , فليس لأحد من العرب مثل ما لنا فى هذا الحق ولامثل منزلتنا ولا نعرف العرب له مثل ما تعرف لنا ,فلا تعظموا شيئاً من الحل كما تعظمون الحُرم , فأنكم إن فعلتم ذالك استخفت العرب بحرمتكم ... , وقالوا أيضاً قد عظموا من الحل كما عظموا من الحرم ,.... فتركوا الوقوف بعرفة ولأفاضة منها ,... وهم يعرفون ويقرون أنها من المشاعر فى دين إبراهيم ( عليه السلام ), .... ويرون أن العرب لابد لهم من أتباع هذا الأمر ويقفون عنده ويفيضوا منها , إلا أنهم قالوا نحن أهل الحرم , فليس ينبغي لنا أن نخرج من الحُرمة ولا نعظم غيرها كما تعظم نحن ( الحُمس ) والحُمس ) هم أهل الحرم , ثم جعلوا لمن ولدوا من العرب من سكان الحِل والحُرم مِثل الذى لهم , بولادتهم إياهم , حيث يحل لهم ما يحرم على غيرهم . فأول من غير دين إسماعيل ( عليه السلام ),... هو ( عمرو بن لُحىّ الخزاعي ) , حينما مرّ على قوم وهو خارج من مكة قاصداً الشام فى بعض أموره , فمرّ على مكان من أرض بلقاء , وكان بها يومئذاً ( العماليق ) وهم ولد عملاق ويقال له ( عمليق بن لاوذ بن سام أبن نوح ), فرآهم يعبدون الأصنام فقال لهم : ماهى هذه الأصنام التى تعبدونها ؟ فقالوا : هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنجدها فتنجدنا , فقال لهم عمرو : أفلا تعطوني منها صنم , فأسير به إلى أرض العرب , فيعبدونه , فأعطوه صنم يقال له ( هُبل ) فقدِم به الى مكة , فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه ،وكان هذا الأمر حينما استولت خزاعة على البيت وطردت جُرهم من مكة , فجعلت هذا الصنم رباً يعبده العرب . وقد ورد عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،أنه قال : لاكتم الجون الخزاعي : ياأكتم , لقد رأيت عمرو بن لحُىّ بن قمعة بن خندف الخزاعي , وهو يجر قصبة فى النار , فما رأيت رجلاً أشبه برجل منك به , ولا بك منه فقال له أكتم : عسى أن يضرني شبهه بى يا رسول الله , فقال له رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : إنك مؤمن وهو كافر , إنه كان أول من غير دين إسماعيل ( عليه السلام ) ،... فنصب الأوثان وبحر البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة وحمى الحامى . أخبارا لكهان من العرب والأحبار من اليهود والرهبان من النصارى فى حديثهم بأمر الرسالة والرسول قبل مبعثه ( صلى الله عليه وسلم ) وكانت الثقافة الرائجة فى العرب آنذاك ,.. هي الذهاب للعرافين والكهنة والسحرة ,لمعرفة الأقدار وما تخفيه , وعلوم الغيبيات وما تحويه , فكانوا رموز هذه الأخبار ,.. هم الكهنة والرهابنة والملاعين أحبار اليهود . لذالك كانت الأحبار من اليهود والرهبّان من النصارى بلاضافة الى الكهان من العرب , قد تحدثوا بأمر الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، قبل مبعثه لمّا تقارب زمنه , أما أحبارا ليهود , والرهبان من النصارى , فكان ذالك مما وجدوه فى كتبهم ,وماكان من عهد وأخبار أنبيائهم اليهم فيه من صفته وصفة زمانه ,... وأما الكهّان العرب فأخبارهم كانت مصدرها الشياطين من الجن.. حيث تسترق السمع وترمى بالخبر فى أذن الكاهن أو الكاهنة , فيخبر به ’ ... حيث كانت تُرمى الشياطين بالنجوم ... , والعرب فى ذالك الوقت لايعرفون معنى الرمي بالنجوم ’ حتى أتى القرآن وأخبرهم بذالك . وهذا حديث أحد الكهّان العرب ,... وقد أسلم فيما بعد وأسمه ( سواد بن قارب ) وكان كاهناً فى الجاهلية .... وكان هذا الحديث مع ( عمر بن الخطاب ) , حيث كان عمر جالس فى مسجد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )..... إذ أقبل رجل من العرب نحوه , فلما دخل , نظر إليه عمر( رضي الله عنه وقال له: إن هذا الرجل على شركه ما فارقه بعد , ولقد كان كاهناً فى الجاهلية .فسلم عليه الرجل , فقال له عمر : هل أسلمت ؟ فقال الرجل : نعم يأمير المؤمنين , فقال عمر : فهل كنت كاهناًّ فى الجاهلية ؟ فقال الرجل : سبحان الله يأمير المؤمنين , أنت تعلم ماجرى بيني وبينك , وخلتك لم تحدّث به أحد من رعيتك ، فقال عمر : والله إني لعند( أي كنت متواجد ) وثن من أوثان الجاهلية فى نفر من قريش ..... قد ذبح له رجل من العرب عجلاً , فذهبنا ننتظر قسمة ليقسم لنا منه , إذ سمعت من جوف العجل صوتاً , ما سمعت صوتاً قط أنفذ منه ولا أقوى, وكان ذالك قبل نزول الوحي على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم) ،بشهر , يقول الصوت : ياذريح . . ياذريح . . أمر نجيح . . رجل يصيح. . . يقول لااله إلا الله. وكانت اليهود تقول لمن ينال منهم مايكرهون : لقد تقارب زمان نبي يُبعث الآن , سوف نقتلكم معه , قتل عاد وإرم . وحديث أسلام الفارسي الصحابي الجليل ( سلمان الفارسي ) وما دار بينه وبين أسقف عمورية , حينما قاربته الوفاة وقال له سلمان : أوصني لمن أذهب بعدك , فقال له يأبني: والله مأاعلمه أصبح اليوم قريب ولكنه قد أظل زمان نبيْ ,... وهو مبعوث بدين إبراهيم ( عليه السلام ) ,... يخرج من أرض العرب ,... مهاجر الى أرض بين حرتين بينهما نخل , به علامات لأتخفى ,... يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ,... وبين كتفيه خاتم النبوة , فأن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فأفعل , ثم مات الأسقف وألتحق سلمان الفارسي فيما بعد بالرسول( صلي الله عليه وسلم ) ،وسوف نوضح ذالك فى أسلامه.
التبشير برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في الإنجيل قال أبن إسحاق : وقد كان فيما بلغنى عما كان وضع عيسى أبن مريم ( عليه السلام ) فيما جاءه من الله فى الإنجيل , لأهل الإنجيل من وصف الحبيب المصطفى ( صلي الله عليه وسلم ) ،مما أثبته الحواري لهم قبل أن يتم تغييره وتحريفه , حيث قال : من أبغضني فقد أبغض الرب , ولولا أنى صنعت بحضرتكم صنائع لم يصنعها أحد قبلي ما كنت,لهم خطيئة , ولكن لابد من أن تتم الكلمة التى فى الناموس : إنهم أبغضوني مجاناً أى باطلاً فلو قد جاء ( المُنحمنا ) هذا الذى يرسله الله لكم من عند الرب وروح القدس , هذا الذى من عند الرب خرج , فهو شهيد علىّ وأنتم أيضاً , لأنكم قديماً كنتم معي , فى هذا قلت لكم لكي لاتشكوا. و( المُنحمنا ) بالسريالية معناها ( محمد ) ( صلي الله عليه وسلم ) . و( البرقليطس ) بالرومية معناها ( محمد ) ( صلي الله عليه وسلم ). فسبحان الله الذى أمر عباده وخلقه من قبل وأعلمهم بنور من يأتي بعدهم . حيث أمرهم بالتبليغ به والتعريف بصافاته بالإضافة إلى الإيمان به والتصديق برسالته لمن حظرها , فالله سبحانه وتعالى رحم عباده بأعلامهم ببعث نبي , لكي لأتكون حجة على أحد من العالمين بأنه لايعلم . فلا اله الاالله محمد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) . ......... اخوتي الكرام الي هنا نتوقف قليلاً بعد ان منّ الله علينا بمعرفة ماهي الاعتقادات الدينية السائدة عند العرب قبل نزول الوحي علي الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ...فمعرفتنا بهذا الامر مهم لنكون علي بينة من ظروف العرب واهتماماتهم ومعتقداتم للوصول في نهاية الي تفكيرهم الديني والذي علي اساسة تمت معاملتهم للحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم عندما جاءهم بالرسالة وسنواصل في الفصل الثاني الجزء السادس موضوع مهم للغاية وهذا يختص بالحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم وهو الارهاصات والعلامات التي ظهرت قبل نزول الوحي لتبين ان ظهور نبي قريب ووشيك ... الي ذلك الوقت استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه واقول بارك الله لي ولكم وجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
| |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:11 pm | |
| الفصل الثاني ( الجزء السادس ) قراء وضيوف السيرة الطيبة لصاحبها النبي الكريم صلي الله عليه وسلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتكلم ونحاول ان نعرف إن وفقنا في ذلك معرفة الارهاصات والمقدمات التي حدثت قبل البعث وقبل نزول الوحي علي المصطفي صلي الله عليه وسلم بعد ان عرفنا في الجزء الخامس من الفصل الثاني المعتقدات السائدة في الجزيرة العربية في ذلك الوقت وكيف نشأت وتطورت ... ندخل في هذا الجزء الي الارهاصات والمقدمات والبشائر التي حدثت كتقديم لما سيأتي من خير عميم فنبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم من الإرهاصات قبل بعثته صلى الله عليه وسلم وبدء بعثته...... وهى المقدمات التى أتت قبل البعث , لتبين لهذه الدنيا بأن هناك أمراً جلل سوف يحدث , فمن أعطاه الله حسن الفهم وصحة التدبر والانتباه لمعرفة مايحيط به من أمور لاتتطلب منه إلا أن يقف قليلً لمعرفتها والتدقيق فيها والوقوف عندها , فيستنتج أن هناك شي عظيم سيحدث ,.... وأما بقية الخلق فلا يعرفون ما يحيط بهم من أمور , حتى أن كانت ظاهره للعيان ,... ذالك بأن الله قد حجب عنهم , لان عقولهم لاتستوعب ما يرون , حتى يأتي من يشرح لهم ويبين مغزى هذه الأشياء , وقبل أن نشرح ونوضح هذه الأمور الخارقة للعادة والتي حدثت قبل مبعث النبي(صلي الله عليه وسلم ) ،... وجب السياق أن نتوقف قليلً لنبحث هذه الأمور و معناها اللغوي . وقبل أن نسرد بدايات الوحي وإنبعاث دين جديد يحمل سلوك جديد ،وعبادة جديدة ، وعلم جديد وتشريع جديد ، ونظام جديد لتسير عليه البشرية كافة . لذلك سأوضح بعض الأمور التى رافقت الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ،من أول نزول الوحي حتى مماته ، وهى تلك المعجزات الباهرات و خوارق العادات لتدعم الحبيب المصطفى(صلي الله عليه وسلم ) ، لتكون دعماً لرسالته, لكي يتم تصديقه, والإيمان بما جاء به ،فا الأنبياء السابقين جاءوا برسالات, مدعومة بمعجزات وخوارق العادات, لدعمهم وبجعل المتلقي لهذه لرسالات يقف عاجزاً عن فهم لماذا جاءت هذه ،فلا يبقى أمامه إلا أمرين أما التصديق و الإيمان ورد كل هذه الأمور الخارقة إلى خالقها سبحانه وتعالى وبالتالى يأتى الأيمان بوجود الله أو التكذيب بكل شيء, وهذا الأمر وقع فيه الجاحدون الذين لم يتركوا لعقولهم حرية التميز مابين ما يأتى به البشر وما بين ما يأتى به النبي أو الرسول, فبالتالي يغلب عليهم وساوس شياطينهم فيكذّبون . لذلك وجب أن نوضح ونبين ما هي المعجزة والإرهاص والكرامة، لكي نفهم كل ما يحيط بالنبي المصطفى (صلي الله عليه وسلم ) على مدار ثلاثة وعشرون سنة من بعد البعث, هذه التوضيحات سنحاول فهمها من الناحية اللغوية ولماذا أتت وشروطها. ولقد قام بتوضيح هذا الأمر وشرحه والإسهاب فى تعريفه , الأستاذ : طه عبد الرّءُوف سعد ,والأستاذ : سعد حسن محمد علي , وهما من علماء الأزهر الشريف ,.. وصاحبا كتاب معجزات النبي ( صلي الله عليه وسلم )،حيث قالا: من الإرهاصات التي حدثت للنبي ( صلي الله عليه وسلم ) قبل مبعثه: ( 1 ) أن أمنه بنت وهب قالت : لمّا فُصِل منى الرسول (صلى الله عليه وسلم), خرج معه نور أضاء لي مابين المشرق والمغرب . ( 2 ) ونزل معتمداً على يديه , فى وضع كأنه ساجد , وأخذ قبضة من التراب فقبضها , ورفع رأسه إلى السماء . ( 3 ) ولمّا وقع الى الأرض , وقع مقبوضة أصابع يده مشيراً بالسبابة كالمسبَّح . ( 4 ) وقد قالت فاطمة بنت عبد الله الثقفية , حينما حظرت ولادته
ولمّا حضرت ولادتـه (صلى الله عليه وسلم), رأيت البيت حين وقع , قد امتلأ نوراً , ورأيت النجوم تدنوا حتى ضننت أنها ستقع علىِّ . ( 5 ) ومن عجائب ولادته ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال حسّان أبن ثابت : إني لغلام أبن سبع سنين أعقل مارأيت وما سمعت , إذ يهودي يصرخ ذات غداة : يامعشر يهود . . . يامعثر بهود ,... فاجتمعوا إليه أنا أسمع وأرى , وقالوا له : ويلك مالك تصرخ ؟ قال وهو يصيح : لقد طلع نجم أحمد الذي ولد هذه الليلة . ( 6 ) وعن عائشة ( رضي الله عنها ) قالت : كان يهودي قد سكن مكة , فلما كانت الليلة التى ولدفيها رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،قال : يامعشر قريش هل ولِد فى هذه الليلة مولود ؟ قالوا : لانعلم , فقال اليهودي : أنظروا فأنه ولِد فى هذه الليلة نبي هذه الأمة , بين كتفيه علامة , فانصرفوا يبحثون , فقيل لهم لقد ولِد لعبد الله بن عبد المطلب غلام , فذهب اليهودي معهم ال أمه آمنة بنت وهب ,... فأخرجته لهم , فلما رآه , نظر إلى العلامة التى بين كتفيه (صلى الله عليه وسلم) فخرّ مغشياً عليه وقال حين أفاق : ذهبت النبوة من بني إسرائيل , يامعشر قريش أما ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب . ( 7 ) حيث ولِد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،مختوناً مسروراً أى مقطوع السرة ومختوناً ,... كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم): ( من كرامتي على ربي إني ولِدت مختوناً ولم يرى أحد سوأتى ) . ( 8 ) ومن الإرهاصات الممهدة لبعثته ( صلي الله عليه وسلم )،حدوث قصة الفيل فى نفس السنة التى ولِد فيها النبي الكريم ,... حيث تلازمت حادثة الفيل ومحاولة هدم الكعبة , المكان المقدس
الذى رفع أساسه إبراهيم ( عليه السلام ) صاحب الدين الحنيفى
ومولده ( صلي الله عليه وسلم )،صاحب الدين الاسلامى الحنيف ( 9 ) شق صدره وهو صغير, عند مرضعته ( حليمة السعدية ) وكيف تم تطهيره وتنقية قلبه ووزنه لمعرفة مقامه الشريف ورفعته , وقد ذكرت ذالك بالتفصيل فى باب ولادته (صلى الله عليه وسلم) ( 10 ) تظليل الغمام له عندما تشتد الهاجرة وهو عل راحلته, مع تلطيف واعتدال حرارته, فكان معتدل الحرارة والبرودة ف سيره, (صلى الله عليه وسلم). ( 11 ) رؤية الراهب بحيرى ( جرجس ) , الغمامة وه تل الرسول ( صلي الله عليه وسلم )،دون أصحابه , وقد كان ف العمر ثلاثة عشر سنة .حيث قال الراهب لعمّه بعدما رأى ما رأى من الغمام ورؤية خاتم النبوة : هذا سيد العالمين , ويبعثه الله رحمة للعالمين , فقال له عمّه : وما علمك بذالك يابحيري ؟ فقال : إنكم حين أشرفتم به من العقبة , لم يبقى شجر ولأحجر إلا خر ساجداً , ولا يسجد إلا لنبي , وإني أعرفه بخاتم النبوة فى أسفل غضروف كتفه مثل التفاحة , إنا نجده فى كتابنا . ( 12 ) وعندما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فى تجارة فى الشام لخديجة بنت خويلد , ... عندما وصل الى سوق( بصري )،... وقيل سوق ( حباشة ) بتهامة , فنزل تحت ظِل شجرة , فرآه الراهب ( نسطور ) فلاحظ الغمامة تظله, ورأى خادمه ( ميسرة ) ملكين يظلانه ,... ولما رجعوا إلى مكة فى ساعة ( الظهيرة ) , وكانت خديجة فى إنتظارهم فى مكان مرتفع من بيتها , والرسول ( صلي الله عليه وسلم )،على بعيره وبجانبه ملكان يظلانه , فلما وصلا , أخبرها ميسرة بما رأى وشاهد , فذهبت لابن عمّها( ورقة بن نوفل ) فأخبرته ’, فقال لها : سيكون له شأن عظيم . مبعثه ( صلى الله عليه وسلم ) رحمة للعالمين فلما بلغ محمد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،أربعين سنه , بعثه الله تعالى رحمة للعالمين , بشيرا ونذيراً وداعياً الى الله وسراجاً منيرا ,.... وقد أخذ الله تعالى الميثاق على كل نبي بعثه قبله , بالإيمان به , والتصديق له , والنصر له على من خالفه ,... وأخذ عليهم أن يؤدّوا ذالك إلى كل من آمن بهم وصدقهم ,.... حيث قال تعالى لرسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم) : { وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ {81} آل عمران 81 وإن أول ما بُدىّ به رسول فأخذ الله ميثاق النبيين جميعاً بالتصديق له الله ( صلي الله عليه وسلم )،من النبوة ,.... حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به ,... كانت ألرؤية الصادقة ،... حيث كان الرسول ( صلي الله عليه وسلم )،لايرى رؤيا فى نومه إلا جاءت كفلق الصبح ,... ثم حُبِب اليه الخلاء والانفراد بنفسه , حيث لم يكن شىء أحب إليه من أن يخلو وحده ويتأمل , وكان أذا خرج لحاجته أبتعد عن البيوت ويفضى الى شِعاب مكة , وبطون أوديتها ,... فلا يمر رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،بحجر ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله , فيلتفت رسول الله حوله وعن يمينه وشماله وخلفه فلا يرى إلا الشجر والحجارة ,... فمكث رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،كذالك يرى ويسمع ماشاء الله أن يمكث , ... فأفضى ماراه وما سمعه الى زوجته خديجة ( رضي الله عنها) فقال لها : ( خشيت أن يكون قد عرض لى أمر ) فقالت له: وماذاك , قال : ( إذا خلوت دُعيت فأسمع صوتاً ولا أرى شيئا , فقد خشيت على نفسي )... فأسمعوا اخوتي الكرام ماذا قالت له الفاضلة سيدة اهل الجنة ، الزوجة الصالحة المُحبة المتفانية لزوجها والحريصة عليه حرصها علي نفسها.. فقالت له ما كان الله ليفعل بك سوءً إنك لصادق الحديث وتصل الرحم وتؤدى الامانه,... فانطلقت به الى أبن عمها ( ورقة بن نوفل ) فقص عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ،ما سمعه, فطمئنه ورقه ونصحه بأن يثبت للصوت حتى يسمع مايقال له . وتابع النبي الكريم خروجه للخلوة والانفراد بنفسه بعيداً عن قومه , حيث كان يجاور فى غار حراء شهراً فيخلوا فيه الأيام والليالي يتحنث فيه على عادة الحنفية , ويطعم من يقدم عليه من الفقراء والمساكين , فإذا قضى جواره بعد شهر ,....
أنصرف إلى الكعبة , فيطوف بها سبعاً ثم يعود إلى داره ,.. وأستمر رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،على هذا الحال, حتى كان الشهر الذى أراد الله تعالى به فيه ماأراد من كرامته من السنة التى بعثه الله تعالى فيها ، وكان ذالك في الشهر المنتظر الشهر العظيم ، ( شهر رمضان ) ,... اللهم صل وسلم وبارك عليك ياسيدي يارسول الله اخوتي الافاضل... نستكمل في الجزء الاول من الفصل الثالث القادم بأذن الله تعالي ....نزوله صلي الله عليه وسلم من الغار وهو مُحمّل بما اراد الله له ان يحمل من امانة عظيمة كعِظَمة مُرسلها سبحاته وتعالي.. فأقول لكم بارك الله لي ولكم في مانعمل وجعله خالصا لوجهه الكريم ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:11 pm | |
| الجزء الاول من الفصل الثالث الاخوة الافاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نواصل في الجزء الاول من الفصل الثالث بدايات نزول الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم من الغار وبدايات انتشار الدين الحنيف واسلام بعض الصحابة .. فنبدأ كالمعتاد ببسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب السيرة العطرة خروجه صلي الله عليه وسلم الي الغار وتردده عليه خرج رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،إلى غار ( حراء ) , كما كان يخرج ومعه أهله , حتى إذا كانت الليلة التى أكرمه الله فيها بالرسالة , جاءه مبعوث الأنبياء والرسل,... جبريل ( عليه السلام )... فعرض له ليلة السبت وليلة الأحد ,... ثم أتاه بالرسالة يوم الاثنين لسبعة عشر ليلة خلت من شهر رمضان ، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ،وهو يحدث كيف جاءه الوحي فيقول: ( فجائنى جبريل (عليه السلام ) وأنا نائم ,... بنمَط من ديباج فيه كتاب فقال لي : إقرأ ؟ قلت : ما أقرأ ؟ فغتني به حتى ضننت أنه الموت , ثم أرسلني , فقال : أقرأ ؟ قلت ما أقرأ؟ فغتني به مرة أخرى حتى ضننت أنه الموت , ثم أرسلني فقال : أقرا ؟ فقلت : ماذا أقرأ ,... وما أقول ذالك إلاّ افتداء منه أن يعود لى بمثل ماصنع بي , فقال : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ {5}}.العلق 1..5.. فقرأتها , ثم إنتهى فأنصرف عنى , فكأنما كتبت فى قلبي كتاباً , فخرجت , حتى إذا كنت فى وسط من الجبل , سمعت صوتاً من السماء يقول : يا محمد , أنت رسول الله وأنا جبريل ,... فرفعت رأسى الى السماء أنظر,.. فإذا جبريل فى صورة رجل حافٍ قدميه فى أفق السماء , يقول يامحمد أنت رسول الله وأنا جبريل , فوقفت أنظر إليه فيما أتقدم ما أتأخر ,.. وجعلت أصرف وجهي عنه فى أفق السماء , فلا أنظر فى ناحية منها إلا رأيته كذالك ,.. فمازلت واقفاً ما أتقدم وما أتأخر ، حتى بعثت خديجة رسلها فى طلبي ... , فبلغوا أعلى مكة ورجعوا إليها وأنا واقف فى مكاني ذاك, ثم أنصرف عنى , وانصرفت راجعاً الى أهلي , حتى أتيت خديجة فجلست على فخذها ملتصقاً بها .... , فقالت: يأبا القاسم , أين كنت ؟ فوا لله لقد بعثت رسلي فى طلبك حتى بلغوا مكة ورجعوا لي ... ، ثم حدثتها بما رأيت وسمعت , فقالت : يأبن عمى , أثبت, فوالذى نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبيّ هذه الأمة ,... ثم قامت فجمعت عليها ثيابها ثم أطلقت الى.. ( ورقة أبن نوفل بن أسد أبن عبد العزى بن قصي ) , وهو أبن عمها , وقد تنصر وأتبع النصرانية وقرأ الكتب وسمع من أهل التوراة والإنجيل , فأخبرته بما أخبرتها إياه ,فقال لها ورقة بن نوفل: قدوس ... قدوس... والذي نفس ورقة بيده , لئن صدقتني يا خديجة, لقد جاءه ( الناموس ) الوحي الأكبر الذى جاء الى موسى ( عليه السلام )
وإنه لنبي هذه الأمة ، فقولي له فليثبت ، فرجعت السيدة خديجة ( رضي الله عنها ) الى رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فأخبرته بقول ورقة ن نوفل ، فلما قضى رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،جواره فى غار حراء ، أنصرف وفعل كما فعل من قبل ، فطاف بالبيت سبعاً,.... فألتقى بورقة بن نفل ، فقال له : يابن أخي أخبرنا ما رأيت وسمعت , فأخبره رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال له ورقة أبن نوفل : والذي نفس ورقة بيده,إنك لنبي هذه الأمة , ولقد جاءك لناموس الأكبر الذى جاء إلى موسى , ولسوف يكذبونك ويخرجونك ومقاتلتك , ولئن أنا أدركت ذالك اليوم لأنصرن الله نصراً يعلمه , ثم أخذ ورقة برأس الحبيب المصطفى ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقبله ,ثم أنصرف رسول الله .
قال أبن إسحاق: حدثني إسماعيل بن أبى الحكم مولى آل الزبير أنه قال : أن خديجة قالت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) : أى أبن عمّ , أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذى يأتيك أذا جاءك ؟.... فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( نعم ) فقالت فإذا جاءك فأخبرني به .... , فجاءه جبريل (عليه سلام)كما كان يصنع,فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( لقد جاء جبريل ) فقالت خديجة : قُم يأبن عمي فأجلس على فخذي الأيسر ... , فقام الرسول الكريم وجلس على فخذها اليسرى , فقالت له : هل تراه ؟ فقال لها رسول الله ( نعم ) فقالت له قُم فأجلس على فخذي اليمنى.... فقام رسول الله فجلس على فخذها اليمنى, فقالت له: هل تراه ؟ فقال لها الرسول الكريم : نعم .... ) فقالت له : قُم يأبن عمّ فأجلس في حجري ......!!! فقام الرسول الكريم فجلس فى حجرها,ثم ألقت خمارها , فتحسر ( أنكشف ) رأسها ورسول الله جالس فى حجرها , فقالت له السيدة العظيمة التى أبهرت عقول الرجال بفطنتها وحنكتها وذكاها وحسن عشرتها لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،و وخوفها عليه وهذا هو الحب العظيم,الذي جعلها تصل بهذا الحب إلي مرتبة أن يُبلغ لها جبريل السلام من خالقها , فترد هي وتقول : الله السلام ومنه السلام والى جبريل السلام . فقالت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم): هل تراه الآن ؟ فقال لها الرسول الكريم وهوا ينتظر ماذا تقصد من فعلها هذا , ولكن ثقته فيها ومعرفته بحنكتها وصدقها وفوق هذا كله حُبها له وخوفها عليه,دخل معها فى هذا الاختبار , ليعلم ماذا تقصد بفعل ذالك, وكأن الله سبحانه وتعالى ألهمها,لفعل ذالك ليُطمئِن قلب رسوله ( صلي الله عليه وسلم )،فقال لها : ( لا ... ),.... فقالت السيدة العظيمة وهي ترنوا الى الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم )، بعيون كلها إيمان وحب وباستبشار : أثبت يأبن عمّ فوا لله أنه لملك كريم وما هذا بشيطان فسبحان الله الذي أكرم حبيبه بالرسالة وبالصحبة الرائعة , الصحبة التي يجب أن تكون مثلاً تحتذي به النساء , ولكن أمثالها قليل ( فرضي الله عنها ) , فلا عجب أن يقول عليها رسول الله هي أحد النساء الكُمل , وأحدي نساء الجنة . ابتداء تنزيل القرآن الكريم قال أبن إسحاق في حديثه عن ابتداء تنزيل القرآن الكريم: فأبتدي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بالتنزيل في شهر رمضان, بقول الله عز وجـــــل: { شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن , هدي للناس وبينان من الهدي والفرقان }. وقال تعالي: { أنّا أنزلناه في ليلة القدر, وما أدراك ما ليلة القدر, ليلة القدر خير من ألف شهر, تتنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر, سلام هي حتى مطلع الفجر } القدر آية 1 ـ 5 وقال تعالي: { حم والكتاب المبين, إنّا أنزلناه في ليلة مباركة, إنّا كنّا منذرين }. فبهذا نعلم بأن ابتداء تنزيل القرآن علي الرسول الكريم , كان فى شهر رمضان. ثم تتام الوحي ألي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو مؤمن بالله مُصدق بما جاءه منه , فقد قبله بقبوله وتحمل منه و ما حمله على رضاء العباد وسخطهم , والنبوة أثقال لايحملها ولا يستطيع بها إلا أهل القوة والعزم من الرُسل ، فمضى رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،على أمر الله متحدياً بذالك كل ما يلقاه من أذى وسخط من قومه , مستنصراً بصاحب الرسالة وخالق العباد وصاحب الركن المتين , والذي يقيه من غضب قومه وسخطهم ومستأنساً بالقلة القليلة التي آمنت به وبرسالته العظيمة , فشاركوه بكل تبعات الرسالة من عذاب وشقاء وُنصب , فكانوا خير تابع لأفضل متبوع ،ثم فتر الوحي عن النبي الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،... فترة حتى شق عليه ذالك , فأحزنه حزناً شيداً و حتى جعل يأتي رؤؤس الجبال مراراً ,... وقد ذكر العلامة الزهري : أنه كان كلما وصل إلى ذروة الجبل , بدء له جبريل (عليه سلام) يقول له : يا محمد أنك نبي, فيسكت لذالك جاشه وترجع له نفسه , وحدث أنه كان يسير يوماً إذ سمع صوتاً ,فرفع رأسه الى مصدره , فإذا جبريل (عليه سلام) بيت السماء ولأرض ,.... فخشي منه النبي رهبة ودخله منه روع , فأسرع الى داره يرتجف وأتى خديجة وطلب منها أن تدثره , فنزلت عليه سورة المدثر , حيث قال تعالى : { يأيها المدثر قُم فأنذر , وربك فكبّر وثيابك فطّهر } . وكان ذالك بعد مرحلة الإعداد والتهيئة الروحية , حيث أوحى الله إليه أن تنقل الدعوة ,... بعد أن ثبتت وتمكنت في نفس الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم), وقد كانت هذه الآيات الكريمة من سورة المدثر , لإعطائه الأمر والموافقة على الجهر بها والدعوة إلى الدين الجديد وترك كل ما كان يفعله قومه من عبادة الأصنام ,... ومعنى المدثر هنا : ( أي الداعية الذي يدعو فى الخفاء ومن وراء ستار ودثار) . فبادر الحبيب المصطفي (صلى الله عليه وسلم) ، بالدعوة الى الإسلام وترك عبادة الأصنام , حيث بدء بأقرب الناس إليه , ثم دعا قومه مستخفياً ثلاث سنوات . فاستجاب له خلال هذه السنوات الثلاث ماشاء الله من النساء والرجال , فكان أول من أسلم من النساء , السيدة (خديجة ), ومن الصبيان ( علي أبن أبى طالب ) ومن الموالى ( زيد أبن حارثة ) ومن الرجال الكُمل ( أبو بكر الصديق ) . الي هنا اخوتي الكرام نتوقف علي امل ان نواصل في الجزء الثاني من الفصل الثالث اسلام الفاضلة السيدة خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها ) واسلام بقية الصحابة الكرام الي ذلك الوقت استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:12 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتّاب رواة السيرة العِظام الفصل الثالث الجزء 1 . 2 الاخوة الافاضل الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كنّا قد ذكرنا في الجزء الاول من الفصل الثالث بدء انتشار الاسلام في ربوع مكة بعد ان امر الله سبحانه وتعالي حبيبه المصطفي صلي الله عليه وسلم بالدعوة للدين الجديد ... نستكمل في هذا الجزء الثاني من الفصل الثالث احداث وقصة اسلام الصحابة الكرام وبالترتيب من حيث المكانة ومن حيث السن ... فنقول بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله
نبدأ بأسلام سيدة اهل مكة الفاضلة خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنه ) واسلام بقية الصحابة الكرام أسلام السيدة ( خديجة بنت خويلد ) وهي : خديجة بنت خويلد , وكانت تدعى فى الجاهلية ( الطاهرة ) , وكانت قبل زواجها من رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،عند ابى هالة (هند بن النباش بن مالك ) فولدت له هند بن أبى هالة وولداً أيضا يقال له (هالة التميمي ) و مات أبى هالة ، وخلف عليها بعد أبى هالة رجل يقال له (عتيق بن عابد بن عبد الله المخزومي ) فولدت له إبنه يقال (هند بن عتيق) وهى خالة الحسن والحسين و ربيبه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،... ثم تزوج بها رسول الله قبل البعث وهى إبنة أربعين عام وهو ابن الخمسة والعشرون وتوفيت قبل الهجرة بثلاث سنين و بين موتها وموت أبى طالب ثلاثة أيام فسمى الرسول تلك السنة (عام الحزن ) ،.... فولدت له أولاده : ( القاسم ، زينب ، رقية ، أم كلثوم ، فاطمة ، عبد الله ) وكلهم توفوا قبل النبي إلا فاطمة فإنها توفيت بعده بستة أشهر ، بأسثناء إبراهيم ولم يتزوج غيرها فى حياتها فكان يحبها رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،حباً شديداً . فبعد الذى فعلته ( رضي الله عنها) فى مساندته (صلى الله عليه وسلم) ونصرته ومتابعة خطواته نحو النبوة والتبليغ ، ومواساته والتخفيف عنه لا ينتظر منها إلاَّ ان تشهد بأنه رسول الله ونبي لهذه الأمة ،.. حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى خديجة المسلمة الأولى وألام الأولى للمؤمنين : لا والله ما أبدلني الله خيراً منها ، آمنت بي حين كفر الناس ، وصدقتني إذا كذبني الناس ،وواستني بمالها حين حرمني الناس ورزقني منها الله الولد من غيرها من النساء ، ويقول أبن إسحاق: كانت أول من آمن بالله ورسوله ، وصدقت بما جاء به , فخففت بذلك عن نبيه..... (صلى الله عليه وسلم) لا يسمع شيئا مما يكرهه ، من رد عليه وتكذيب له ، فيحزنه ذلك ،إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها , تثبته وتخفف عنه ، وتهون عليه أمر الناس وقال عنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ،: ( سيدة نساء أهل الجنة , مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة بنت خويلد ثم آسية بنت مزاحم (زوجة فرعون) )) ,.... حيث بشّرها الرسول الكريم , بالسلام من رب العزة ومن جبريل وقالت : الله السلام ومن السلام ، وعلى جبريل السلام. والحديث عن أم المؤمنين الأولى السيدة الفاضلة ( خديجة بنت خويلد ) ذو شجن وحب... ولو أردنا الولوج في سيرتها الجليلة وسلوكها العظيم وتفانيها ومحبتها لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،لأخذ منّا الوقت الكثير ،... الأمر الذي جعل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،يجلها ويقدرها حق قدرها ويحبها حباً لم تري البشرية حباً مثله , حب الزوج لزوجته , حتى فيما بعد ، حينما تزوج من عائشة ( رضي الله عنها ) ، كان الرسول والحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، دائماً ذاكراً لخديجة ( رضي الله عنها ) ، ومعدداً لصافتها ولأخلاقها ولصبرها على الشدائد التى كانت تحيط به حتى أنه في أحد المرات ، أثار كلامه عليها ، غيرة السيدة الفاضلة عائشة ( رضي الله عنها ) ، فكان ( صلي الله عليه وسلم ) ، يبتسم لسماع عائشة تعلق على ما يقوله الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، فهذه المرأة الفاضلة أعطت للبشرية درساً في الفداء والتضحية والمساندة والرقة والحنان ومراعاة أحاسيس ومشاعر الزوج , فكانت بحق السيدة وألام الأولى والذي يفخر كل مسلم بأن له أم مثلها حتى وأن لم تلده , فيكفى أن يقول الله تبارك وتعالى عنها هي وباقي زوجاته ( صلي الله عليه وسلم )،إنهن أمهات المؤمنين ,.. فلو أردنا الكلام والحديث عن هذه السيدة الفاضلة لأخذ منّا الزمن والورق الشيء الكثير , فرضي الله عنها وأرضاها
أسلام علي أبن أبى طالب ( رضي الله عنه ) وكان أول من أسلم وأشهد أن لاأله إلا الله وأن محمد رسول الله , من الصبية , هو علي بن أبى طالب ( رضي الله عنه ) , فقد كان حينما أسلم غلاماً له من العمر عشر سنين . وقد كان فى حجر أبن عمه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) , حيث كان من نعمة الله على علي بن أبى طالب , أن قريشاً أصابتهم أزمة شديدة وضيق في المعيشة , فعجزت العائلات الكبيرة عن إطعام أطفالها , وكان من بينهم أبو طالب و فقد كان ذو عيال كثيرة , فرقّا لحاله رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقرر أن يمد له يد المساعدة ليخفف عنه ضيق المعيشة , فأجتمع مع عمّه العباس , وقد كان عمّه العباس من أيسر بني هاشم , فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يا عباس إن أخاك أبالطالب كثير العيال , وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة , فأنطلق بنا أليه فلنخفف عنه من عياله , حيث أخذ من بنيه رجل وتأخذ أنت رجل , فنكفهما عنه ونساعده على تربيتهما , فقال له العباس نِعم الرأي , فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : يا عمّ إنا نريد أن نخفف عنك ما أنت فيه من ضيق وصعوبة المعيشة عن عيالك و حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه ،... فقال لهم أبا طالب : أذا تركتما لي عقيلاً , فاصنعا ما شئتما بالآخرين , فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) علياً فضمّه إليه و وأخذ العباس جعفراً فضمه إليه , فلم يزل علي مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبياً , فأتبعه علي ( رضي الله عنه ) وآمن به وصدقه , وبقي جعفر مع العباس حتى أسلم واستغنى عنه ،فكان علي ( رضي الله عنه ) أول من أسلم من الغلمان وفى ذالك قال على ( رضي الله عنه) فى أسلامه شعراً : سبقتكم إلى الإسلام طراً=====غلاماً ما بلغت أوان حلمي وكان يخرج مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلي شعاب مكة للصلاة , خفيه من قريش وفي السيرة الشيء الكثير من مواقفه( رضي الله عنه ) وشجاعته وفدائيته . إسلام زيد أبن حارثة. { رضي الله عنه } وكان أول من أسلم من الموالي ( الخدم ). وهو زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب بن عبد العُزى , وأبوه هو الحارث بن شرحبيل , وأمه هي سعده بنت ثعلبة ( أم زيد ) ، وقد حدث أن أخذته أمه سعده فخرجت به لتُزيره إلى أهلها فى بني معن ( قومها ) و فمكثت عند أهلها ماشاء الله لها أن تبقى , وذات يوم فوجئ الحي( حي بن معن ) , بإحدى القبائل تغير عليه وتنزل بالحي هزيمة نكراء فقتلت من قتلت وأسرت من أسرت , فكان ذالك الطفل زيد بن حارثة , أحدي الأسرى ,ولم يكد أبوه حارثة من معرفة أسر أبنه حتى خرّ صعقاً , وحمل عصاه على كاهله ومضى يجوب الديار ويقطع الصحارى ويسأل القبائل والقوافل التى يمر بها عن أبنه وفلذة كبده زيد , حتى أنفطر قلبه من الحزن عليه فأخذ ينشد شعراً يبكى أبنه لعل من يسمع شعره ذالك يعرف من هو أبنه فيدله عليه , فكان الشعر فى ذالك الوقت من أحد وسائل الإعلام التوصيلية , فالشعر في حياة العرب كان ثقافة وتاريخ ومتعة و فكانوا أسياد اللغة وأسياد القوافي فكانوا يبرعون فى معرفة الحرف الملتوي من الحرف الصحيح, فقط من خلال سمعهم لهذا الحرف , ويكفيهم أنهم أول من جعل للكلام الشعري سوق ( سوق عكاظ ) . فقال الحارثة يبكى أبنه زيد :
بكيت على زيد ولم أدرِ ما فعل=====أحي فيُرجى ؟ أم أتى دونه ألأجل فوا لله مأدرى وأنى لســــــائل=====أغالك بعد السهل؟ أم غالك الجبل تُذكرينيه الشمس عند طلوعهـا=====وتُعرض ذكراه إذا غربها أفـــــــــل وإن هبت ألأرواح هيجن ذكره=====فيا طول ما حزني عليه ويا وجــــلِ وأستمر الحارثة فى البحث عن أبنه زيد ولأكن قدّر الله لهذا الطفل لايعيش ويترعرع إلاّ في أطهر بيت ويتربى على يد أشرف مخلوق على وجه البسيطة،حيث ذهبت القبيلة التى أغارت على بني معن لبيع أسراها , كما هو الحال فى ذالك الوقت ، وكان أقرب موسم لاجتماع التجّار ، كان سوق عكاظ ،فوقع الطفل ( زيد بن حارثة ) فى يد أحدى العرب وهو ( حكيم بن حزام) وهو أبن أخ خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها ) ، وهى فى ذالك الوقــت متزوجة من الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأخذه حكيم بن حزام فاشتراه ووهبه الى عمته خديجة ، فقامت بدورها ووهبته الى الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم )، فتقبله مسروراً فأعتقه من فوره , وراح يمنحه من نفسه العظيمة ومن قلبه الكبير كل عطف ورعاية , وفي أحد المواسم ( الحج ) التقي زيد بنفر من حي ( بني معن ) , فبلغوا أباه الحارثة على أن زيد عند رجل من قريش يقال له محمد , ولم يكد والد زيد يعلم بوجود أبنه حتى ذهب على الفور الى أبو طالب وقال له :لقد علمت بان أبني زيد عند أبن أخيك ألامين محمد وأنتم أهل الحرم تفكون العاني وتطعمون الأسير , جئناك في ولدنا زيد , فأمنن علينا بولدنا نرجع به وأحسن في فدائه...... فعلم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بأن والد زيد قد طلبه, فقدر ذالك وأعطاهم الحجة في طلبه لان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،يعلم حق الوالد على ولده فقال لهم: ( أدعوا زيد, وخيروه فأن أختاركم فهو لكم بغير فداء وإن اختارني فوا لله ما أنا بالذي أختار على الذي أختارنى فداءً......!!!! ) . فتهلل وجه الحارثة الذي لم يكن يتوقع كل هذه السماحة وقال : لقد أنصفت وزدتنا على النصف يامحمد ، فلما جاء زيد سأله رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( هل تعرف هؤلا القوم ؟ ) فقال زيد: نعم فهذا أبي وهذا عمّى , فقال له النبي الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) : ( لك حرية الاختيار فى البقاء معي أو الذهاب مع والديك ) فقال زيد قولته المشهورة : ما أنا بالذي أختار عليك أحد فأنت ألاب والعمّ...!!!!! فبكى النبي من هذا الموقف وأخذ بيده وخرج به الى الكعبة وقال : ( أشهدوا أن زيد هو أبني يرثني وأرثه )... فكاد قلب الحارثة ( والد زيد ) يقفز فرحاً لأن أبنه لم يعد حراً فحسب بل وأبناً لرجل تسميه قبيلته ( الصادق الأمين ) , حيث أصبح أسمه زيد بن محمد حتى جاء الإسلام ونزلت آيات لدعوة الأبناء إلى أبائهم , فكان زيد يقول أنا زيد بن حارثة , وكان أول من أسلم من الموالى ( رضي الله عنه ) ، وكان فيما سبق الإسلام وقبل نزول آية لدعوة الأبناء إلي آبائهم ، كان ما أكثر شيء يحبه وهو مناداته بزيد بن محمد بن عبد الله ، وكما كان يحب وبشوق أن يسمع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، حينما يتحدث عنه فيقول هذا حِب محمد ( إي قطعة من محمد ) من فرط حبه لزيد ، ولكن بمجرد نزول آية دعوهم لآبائهم ،.... نفذ الأمر وقال أنا زيد بن حارثة، تربيت في بيت محمد وأحسن تربيتي....... الي هنا اخوتي الكرام نتوقف قليلا عند اسلام الفاضلة خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها ) وإسلام زيد بن حارثة ( رضي الله عنه ) ونواصل بأذن الله في الجزء الثالث من الفصل الثالث القادم بنستكمل قصة اسلام بقية الصحابة الكرام ..... الي ذلك الوقت اقول لكم سلمتم وغنمتم وبارك الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:13 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله الاخوة الاكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نستكمل في هذا الجزء الثالث من الفصل الثالث اسلام الصحابة الكرام الذين اتخذهم الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم سنده بعد الله فكانوا خير معين له في دعوته وكان علي رأسهم جميعا من الرجال الكُمل صاحبه ورفيقه ابوبكرالصديق ( رضي الله عنه ) فنبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم ونصلي وسلم ونبارك علي الحبيب صاحب السيرة اللهم صل وسلم وبارك عليه ... أما أول الرجال الكُمل إسلاماً فهو أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) وهو أبو بكر بن أبي قحافه وأسم قحافه هو عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر ،... وعتيق ( لُقبه لحسن وجهه وعتقه لان أمه كانت لا يعيش لها ولد ،فنذرت أن ولد أن تسميه عبد الكعبة ن وتتصدق به عليها ،فلما عاش ونسب بسمي عتيقا ) ولمّا أسلم وكان وكان أسمه عبد الكعبة سماه رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،..
عبد الله ،وقيل سمه عتيقاً لأنه رسول الله قال له حين أسلم أبن عتق من النار ،فلما أسلم (رضي الله عنه) أظهر أسلامه علانية ودعا إلى الله وإلى رسوله ،وكان أبوبكر رجل يألفه الناس لحسن معشره محبباً وهلاً ،وكان انسب قريش لقريش وأعلم قريش بها وبما كان فيها من خير وشر ،وكان رجل تاجرا ذا خُلق ومعروف ، وكان قومه يأتونه ويألفونه ويستشيرونه لعلمه بأمور التجارة ولُحسن مجالسته والحديث معه ،فأستغل ها الحب والاحترام من قبل قومه ومن قِبل قبيلته وموقعة كرجل صادق في سلوكه وإتزان في شخصيته ، جعله يدعوا قومه والمقربين منه ، إلى الإسلام ،
فكان ممن دعاهم إلى الإسلام وأستجابوا له ، وأسلموا على يديه ( 1 ) عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية . ( 2 ) الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العُزي. ( 3 ) عبد الرحمن بن عوف بن الحارث بن زُهرة . ( 4 ) سعد بن أبي وقاص ( وأسم وقاص ) هو مالك أبن أُهيب . ( 5 ) طلحة بن عبيد الله بن عثمان . فدعاهم الصديق إلى الإسلام فأستجابو له فأتى بهم إلى الحبيب المصطفي ( صلى الله عليه وسلم ) فأسلموا جميعاً وصلوا مع النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،... وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول: فى حق أبو بكر الصديق : ما دعوت أجد إلى الإسلام إلا وكانت فيه كبوة ( تأخير ) ونظر وتردد , إلا ماكان من أبو بكر الصديق بن قحافة, ما عكم عنه حين دعوته وما تردد فيه . والحديث عن مناقب صاحب رسول الله لاتنتهى ومواقفه كبيرة وكثيرة , وسوف نقف عندها فى وقتها مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ويكفي أبي بكر أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )،... قال عنه لو اتخذت خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً...... إسلام عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) وكان من الذين أسلموا بدعوة أبى بكر الصديق ( رضي الله عنه )و فى الأيام الأولى لبعثة النبـي ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأحد الذين بشرهم النبي الكريم بالجنة ، وهو عثمان بن عفان بن أبى العاص بن أبى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مُرة بن كعب بن لؤىبن غالب , ويكنّى ب( أبا عبد الله , وأبا عمرو ) وهما مشهورتان له , وأبو عمرو أشهرهما . فقيل أن رقية بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولدت له أبناه فسماه عبد الله فأكتنى به ومات , ثم ولدت له عمرو فأكتنى به إلى أن مات رحمه الله , وقيل أنه كان يكني أبا ليلى , وقيل أنه لقُب ب(ذي النورين ) وكان ذالك عندما ماتت زوجته رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فتزوج أختها فسمى بذالك ( ذى النورين ) لأنهما من بيت النبوة ،وأمه أروى بنت كرز بن ربيعة وأمهما( البيضاء ) أم حكيم بنت عبد المطلب عمّة رسول الله (صلى الله عيه وسلم ) ،... حيث هاجر بعد أسلامه حينما ضاق عليهم الحال فى مكة فى الايام الأولى للإسلام الى الحبشة فاراً بدينه مع زوجته رقية وكان أول خارج اليها , ثم تبعه سائر المهاجرين ولم يشهد بدر لتخلفه على تمريض زوجته ( رقية ) وكانت عليلة فأمره رسول الله
( صلى الله عليه وسلم ) بالتخلف . والحديث عن مناقبه هو كثيرة ومواقفه كبيرة المادية والمعنوية والخدمات التى قدمها الى الإسلام والمسلمين ( رضي الله عنه ) . أسلام عبد الرحمن بن عوف وهو عبد الرحمن بن عوف بن الحارث بن زُهرة بن كلاب بن مُرة بن كعب بن لؤى,ويكنى أبا محمد , وكان أسمه فى الجاهلية عبد عمرو , وقيل عبد الكعبة , ... فسماه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،عبدا لرحمن , وأمه هي الشفّاء بنت عوف بن عبد أبن الحارث بن زُهرة. وقد ولِد بعد الفيل بعشر سنين , وأسلم قبل أن يدخل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى دار الأرقم بن أبى الأرقم . وكان من المهاجرين الااوائل الذين جمعوا بين هجرتين الأولى إلى الحبشة والثانية إلى المدينة,... وقد آخى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بينه وبين سعد أبن ربيعة , وقد شهِد بدر والمشاهد كلها مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ,... وقد بعثه رسول الله إلى دومة الجندل إلى بني كعب وقال له : ( إن فتح الله عليك فتزوج بنت شريفهم ) . وكان الاصبغ بن ثعلبة الكلبي شريفهم , فتزوج أبنته ( تماضر ) وهى أم أبنه أبي سلمه الفقيه المعروف ،وقد توفيّ عبد الرحمن بن عوف بالمدينة سنة أحدي وثلاثين ودفن بالبقيع وعمره خمسة وسبعون سنة ( رضي الله عنه ) إسلام سعد بن أبي وقاص ( رضي الله عنه ) وهو سعد بن أبي وقاص وأسم وقاص هو مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زُهرة بن مُرة أبن كلاب بن مُرة بن كعب بن لؤى ، وأسم أم سعد هي حمدونة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس ويكنّى أبا إسحاق وهو أحدى العشرة المبشرين بالجنة . وقد دعا له النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،أن يسدد الله سهمه وأن يجيب دعوته , فكان دعائه أسرع الدعاء استجابة , ... وفى حديث أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،أنه قال: (أحذروا دعوة سعد ,..... وقد مات سعد فى خلافة معاوية بن أبى سفيان ( رضي الله عنه ) أسلام طلحة بن عبد الله بن عثمان ( رضي الله عنه ) وهو طلحة بن عبيد الله بن عثمان أبن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرة بن كعب بن لؤى وأمه الحضرمية وأسمها ( الصعبة بنت عبد الله بن عماد مالك بن ربيعة) ويكنّى طلحة بأبي محمد الفياض ، ولما قدِم المدينة آخى رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )... بينه فكانوا هؤلاء الثمانية هم الذين سبقوا الناس أسلاماً ,... فصّلوا وصدقوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بما جاءه من الله ,.. فكانوا هم السابقون إلى الإسلام ،... ثم توالى إسلام الصحابة , وكان ذالك قبل أن يأمر الله رسوله الكريم ( صلي الله عليه وسلم )،بالدعوة إلى الإسلام جهاراً وقد أستمر النبي الكريم( صلي الله عليه وسلم )،بالدعوة إلى الإسلام خفيه مدة ثلاث سنين , وفى هذه الفترة أسلم معظم ألصحابه الكرام ومنهم :
أبو عبيدة بن الجراح ... وأبو سلمه ( عبد الله بن الأسد )،... والأرقم بن أبى الأرقم ( وأسم الأرقم هو عبد مناف بن أسد وكان أسد يكنّى أبا جندب بن عبد الله بن عمر بن محزوم بن يقضة بن مُرة بن كعب)،... و سعيد بن زيد وآمراته فاطمة بنت الخطاب،... وأسماء بنت أبى بكر ,... وعائشة بنت أبى بكر وقد كانت صغيرة،... وخباب بن الإرث ( حليف بني زُهرة ) ،... وكان الأرقم بن أبى الأرقم يكنّى ( أبا عبد الله ) وأسم أمه ( أميمة بنت عبد الحارث) وكان من المهاجرين الأولين ,.. وقد أسلم الأرقم بعد أن أسلم عشرة أنفس ,وفى دار الأرقــم هذا وكان النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،مستخفياً من كفار قريش بمكة ,... يدعوا الناس فيها إلى الإسلام ,فى بدايات الدعوة وأستمر على هذا الحال حتى خرج منها .وكانت دار الأرقم عند الصفاء , حتى تكاملوا الذين دخلوا إلى الإسلام أربعين رجلا مسلما .وقد توفي الأرقم بن أبى الأرقم يوم أن مات أبى بكر الصديق , وهو أبن ثمانين سنة ( رضي الله عنه ).... خروج النبي صلي الله عليه وسلم من دار الارقم ابن ابي الارقم ثم خرج الرسول الكريم من دار الأرقم بن أبى الأرقم , وأستمر فى الدعوة , خفيه .... , حيث أسلم أبناء مضغون ومنهم.عثمان أبن مضغون , عبيد بن الحارث بن عبد المطلب , وعمير بن وقاص , وعبد الله بن مسعود , ومسعود بن ربيعة بن عمرو بن سعد ,وسليط بن عمرو بن عبد شمس , وعياش بن أبى ربيعة بن المغيرة بن عبد الله وآمراته , وخنيس بن حذافة ( وكان زوج حفصة زوجة النبي ( صلى الله عليه وسلم) فيما بعدوكان من المهاجرين الأولين , شهِد بدر وأُحد , ثم مات فى المدينة متأثراً بجراحه فى أُحد فبني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، على زوجته حفصة بعد أن أستشهد وأسلم أبناء جحش عبد الله . وأبو أحمد . وأسلم كذالك جعفر بن أبى طالب وآمراته (أسماء بنت عميس) وكان جعفر من أشد الناس شبهاً بالنبي ( صلي الله عليه وسلم )،.... وكان أكبر من علي بعشرة سنين .وأسلم عمًار بن ياسر , وصهيب بن سنان. الي هنا اخوتي الكرام نتوقف ونواصل بأذن الله تعالي في الجزء الرابع من الفصل الثالث لنستكمل دخول الناس افواجا في دين الله الذي ارتضاه لعباده الي ذلك الوقت استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:14 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتّاب رواة السيرة العِظام الفصل الثالث 1 ، 2 ، 3 ، 4 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله الاخوة الاكارم محبي الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كُنا قد بينا في الجزء الثالث من الفصل الثالث اسلام بعض الصحابة الكرام وكيف كانوا رفقه حسنه للحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم وكيف اعز الله الاسلام بأسلامهم في بدايات الدعوة ... وفي هذا الجزء الرابع من الفصل الثالث نواصل اسلام ودخول الناس افواجا للدين الحنيف فنبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم دخول الناس أفواجاً في الإسلام ثم دخل الناس أفواجاً في الإسلام , حتى فشا ذكر الإسلام بمكة , وأستمر على هذا الحال مدة ثلاث سنين ، بعدها أمر الله سبحانه وتعالي نبيه ورسوله الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بالجهر بالدعوة , وأن يصدع بما جاء به من الله , وأن يبادىء الناس بأمره ويدعوهم إليه, وكان كما قلنا مابين البعث وإظهار الدعوة علناً , ثلاث سنين ...... إلى أن أمره الله بإظهار دينه حيث قال تعالى : { فأصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين } ،.. وقال تعالى : { وأنذر عشيرتك الأقربين , وأخفض جناحك عن من أتبعك من المؤمنين, وقل أني أنا النذير المبين . وعندما نزلت هذه الآية ,... والتي أمرت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ببدء الدعوة جهراً, بدء بإنذار عشيرته الأقربين , فما كان من النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،... إلا أن دعا علياً فقال له : ( أصنع لنا صاعاً من الطعام وأجعل عليه رجل شاة, وأملا لنا عساً من لبن , وأجمع لي بني المطلب حتى أكلمهم أبلغهم مأُمرت به ) . ففعل علي مأمره به رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،ودعاهم وكانوا أربعين رجلاً , فيهم أعمامه أبو طالب , وحمزة , والعباس , وأحضر الطعام , فأكلوا حتى شبعوا , قال علي : لقد كان الرجل الواحد منهم ليأكل جميع ماشبعوا كلهم منه , فلما فرغوا من الأكل, وأراد النبي الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، أن يتكلم, بدره أبو لهب إلى الكلام فقال : ما أشد ماسحركم صاحبكم به , فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،... فقال النبي الكريم لعلي: ( يا علي لقد رأيت كيف سبقني هذا الرجل الى الكلام , فأصنع لنا فى الغد مثل ماصنعت اليوم , وأدعوهم ثانيا ) . فصنع علي فى الغد كما صنع من قبل , فلما أكلوا وشربوا اللبن , قال لهم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : ( مأعلم إنساناً فى العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به , فقد جئتكم بخير الدنيا والآخرة , وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه , فأيكم يوأزرنى على هذا الأمر على أن يكون خليفتي فيكم ) . فأحجم القوم كلهم ولم ينصتوا له ، وقد حدث أن وقف مرة أخرى على الصفاء ونادي قومه , فأقبلوا عليه , وسألوه عن طلبه , فقال لهم: ( أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً على سفح هذا الجبل أكنتم تصدقونني ؟ ) قالوا نعم , أنت عندنا غير متهم , وما جربنا عليك كذباً قط , فقال لهم : ( فأنى نذير لكم بين يدي عذاب شديد..يا بني عبد المطلب , يبنى عبد مناف , يبنى زُهرة , حتى عدّ الأفخاذ من قريش , إن الله أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين , وأني لأأملك لكم من الدنيا منفعة ولأمن الآخرة نصيباً , إلاأن تقولوا الإله إلا الله ) . فقال أبو لهب تباً لك , سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟ ... فأنزل الله تعالى على رسوله فى حق أبو لهب ( تبت يدا أبى لهب ). أول دم أُهرق فى ألإسلام وكان أصحاب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إذا صلّوا ( وكانت الصلاة أول ماأفترضت عليه قبل الإسراء هي عبارة عن ركعتين , مرة قبل الغروب ومرة قبل الشروق) , ومصداقاً على ذالك قوله تعالى : { وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار }، ( ثم فُرضت كأمله في ليلة الإسراء , وسوف يتم توضيحها في حينها ). كما قلنا , كانوا إذا صلوا ذهبوا في شِعاب مكة , فاستخفوا بصلاتهم من قومهم , .... وحدث أن كان سعد أبن أبي وقاص في نفر من أصحاب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،في الشِعاب , إذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون , فناكروهم وعابوا عليهم وما يصنعون , حتى قاتلوهم , فضرب سعد أبن أبي وقاص رجلاً من المشركين بلحي ( عضمة فخذ بعير ) فشج رأسه فسال دمه , فكان أول دم أُهرق في الإسلام . فواصل النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،عرض دعوته علي قومه , مبيناً لهم مدى سُخف مايعبدون من دون الله من الحجارة التي لاتنفع ولا تضر و فناكروا عليه ذالك وأجمعوا على معاداته والتربص به وإذائه , ولأكن فى الحقيقة واجهتهم مشكلة ليس بالهينة , وهى حماية عمّه أبو طالب الذي تكفل بحمايته والذود عنه برغم أن أبو طالب لايزال على شركه , فأجمعت قريش على ان يقوموا بمحاولة استمالت عمّه , والتحدث إليه ليقوم بالتأثير على ابن أخيه محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، ونصحه عن الكف عن مضايقة قريش وسب آلهتهم , فهذا ماكان يريدونه قريش من أبو طالب , فى الوقت الذي مضى فيه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،على أمر الله , مُظهراً لأمره و ولا يرده عنه شىء , فلما رأت قريش من رسول لله والعناد وعدم التفريط فيما يدعوا إليه , جمعوا أمرهم بالذهاب الى عمّه, لعلمهم أن عمّه أبو طالب قد حدب عليه وقام دونه , فلم يسلمه لهم . حيث مشى رجال من أشراف قريش إلى أبو طالب وهم : (1 ) عتبه أبن ربيعة (2) شيبة أبن ربيعة ( 3) أبو سفيان بن حرب (4) الأسود بن المطلب (5) أبا الحكم ( أبو جهل ) (6)الوليد بن المغيرة (7) نبيه بن الحجاج ( منبه بن الحجاج (9) العاص بن وائل وقد أجمعوا أمرهم , وقالوا له : يا أبا طالب , إن أبن أخيك محمد , قد سبّ آلهتنا , وسفه أحلامنا , وظلل أبنائنا , وجعل العبيد تتمرد علينا , فإما أن تكفيه عنّا , وأما أن تُخلّى بيننا وبينه , فإنك على ما نحن عليه من خلاف وسوف نكفيكه ,فقال لهم أبو طالب قولاً ليناً وردهم رداً جميلاً , فانصرفوا عنه ولم يحدثوه مرة أخرى , أما أبو طالب فلم يحدث أبن أخيه محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ،ولم يكلمه بشيء مما جاءوا به قومه إليه . فمضي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،على ما هو عليه , يظهر دين الله ويدعوا إليه , فكثر وأشتد الأمر بين رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وبين كفار قريش , فأكثرت قريش الحديث واللغو والسبّ وحض بعضهم بعضاً على معاداة النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ثم أنهم قرروا أن يعاودوا الكرة مرة أخرى مع عمّه أبو طالب , ليكف أبن أخيه محمد عنهم , ولأكن هذه المرة جاءوا عن طريق الإغراء والتهديد , فمشوا الى أبى طالب مرة أخرى فقالوا له : يا أبالطالب , إن لك سناً وشرفاً ومنزلة فينا , وإنّا قد كلمناك عن أبن أخيك , فى أن تنهيه عنّا وعن مايفعل بآلهتنا , ولأكنك لم تنهيه عنّا وإنّا والله لانصبر علي هذا الذي شتم آبائنا , وتسفيه أحلامنا , وعيب آلهتنا , حتى تكفّه عنّا , أو نتنازل وإياك فى ذالك , حتى يهلك أحدى الفريقين فبعث أبو طالب الى أبن أخيه محمد النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقال له : يأبن أخي محمد إن قومك قد جاءوني , فقالوا لي كذا ...وكذا....., فأبقى علىّ وعلى نفسك , ولا تحملني مالا أطيق . فضن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،أنه قد بدء لعمّه أنه خاذله ومُسلمه لهم , وأنه قد ضعُف عن نصرته والقيام معه , فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) قولته المشهورة : ( ياعمّ , والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر فى يساري , على أن أترك هذا الأمر , حتى يظهره الله أو أُهلك دونه , ما تركته أبداً ) . ثُُم أستعبر رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فبكى ثُم قام , فلما ولى ناداه عمّه أبو طالب وقال له: أقبل يأبن أخي , فأقبل النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقال له : أذهب يأبن أخي , فقُل ما أحببت , فوا لله لاأسلمك لشيءٍ تكرهه أبداً . فلما علمت قريش من أمر أبو طالب , وما كان من قول رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،لم ييأسوا , وعاودوا الكرةٍ مرة أخري , وهذه المرة يحاولون إجراء صفقة رابحة بالنسبة لهم , فانطلقوا برجل يقال له ( عمارة بن الوليد ) وكان من أنهد فتيان قريش وأجملهم , وذهبوا به الي عمّه أبو طالب , وقالوا له : خُذ عمارة بن الوليد , فلك عقله ونظره , وأتخذه ولداً فهوا لك , وتُسلم لنا أبن أخيك محمد , الذي سفّه أحلامنا وسب أبآءنا , فنقتله , فإنما هي رجلُ برجل , فأنتفض أبو طالب وقال : والله لبئس ماتساومونني !!! أتعطوني أبنكم أغذيه لكم , وأُعطيكم أبني لتقتلوه !! هذا والله لايكون أبداً . عندها أمر أبو طالب بني هاشم وبني المطلب , فدعاهم إلي ما هوا عليه من منع ونصرة رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،والقيام دونه ,فاجتمعوا إليه , وقاموا معه , وأجابوه إلي ما دعاهم أليه , إلاما كان من أبي لهب عدو الله الملعون , فلما رأي أبو طالب من قومه , جعل يمدحهم ويذكرهم ويذكر فضل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فيهم ..... محاولة قريش في توحيد رأيهم فيما يقولولن عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) فلما قرُب موسم الحج المعتاد, وعلمت قريش كالعادة , في توافد الوفود من العرب , قرروا أن يكون لهم رأي في رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يكون رداً على من يسأل عن ما سمعه من أنه هناك رجل يدعي محمد قد أتي برسالة جديدة , لكي لايكذب بعضهم بعض . وكان هذا رأي الوليد بن المغيرة , فقال لهم : أنه قد حضر هذا الموسم , وأن وفود العرب ستقدم عليكم فيه , وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا فأجمعوا فيه رأياً واحداً , فقالوا : فأنت ياأبا عبد شمس( الوليد بن المغيرة ) فقل وأقم لنا رأياً نتفق عليه ونقوله لكل من يسألنا عليه , فال الوليد: بل أنتم قولوا , فقالوا : نقول كاهن , فقال الوليد بن المغيرة : لاوالله ما هو بكاهن و لقد رأينا الكهّان , فما هي بزمزمة كاهن ولا سجعه , فقالوا ك نقول مجنون, فقال الوليد : ماهو بمجنون , لقد عرفنا الجنون ورأيناه و فما هو بخنقه ولاتخاليجه , ولا وسوسته, فقالوا نقول شاعر ,.. فقال الوليد بن المغيرة : لقد عرفنا الشعر كله , رجزه وهزجه وقرضه ومضبوطة ,ومبسوطة , فما هو بالشعر , فقالوا: نقول ساحر , فقال الوليد : ماهو بساحر , لق رأينا السحر وأهله , فما هو بنفثهم ولاعُدهم , فقالوا : مانقول فيه يا عبد شمس ؟؟.. فقال لهم الوليد بن المغيرة : والله إن لقوله لحلاوة, وإن أصله لعذق أصلها وإن فرعه لجناة, فمهما قلتم فيه أي شيء مما قُولتم إلاّ عُرف أنه باطل وغير صحيح, وإن أقرب القول فيه , هو أن تقولوا ساحر , جاء بقول هو سحر يفرق فيه بين المرء وزوجه وبين المرء وأخيه . فقاموا على ذالك القول, وهو ساحر ليتم نشره بين العرب القادمين إلى مكة في موسم الحج وقد عرف الوليد بن المغيرة , حلاوة القرآن , وروعته , بعدما سمعه... ,فأنزل الله تعالي على رسوله الكريم في حق الوليد بن المغيرة ،قوله تعال: { ذرني ومَمنْ خَلقْتُ وَحِداً . وَجَعَلتُ لَهُ مالاً ممدُداً وَبَنينَ شُهُداً ومَهّدْتُ لَهُ تَمْهيِداً . ثُم يَطْمع أنْ أزِيد . كَلاّ أنَّهُ كان لآيَتنا عنِداً } ....إلى بقية السورة . فعجل أؤلئك النفر يقولون في رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،لمن يلاقوهم من الناس القادمين الي مكة . فعرفت العرب منذ ذالك الموسم بأمر رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،فأنتشر ذكره في البلاد كلها , وهذا من آيات الله لرسوله الكريم , في دعم رسوله , وكان ذالك على يد كفار قريش فسبحان الله , فرُبِ ضارتٍ نافعة ذكر انتشار أمر الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) في المدينة بعد موسم الحج فلما أنتشر أمر رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،في العرب , وبلغ البلدان و تم ذكره في المدينة , ولم يكن هناك حي من أحياء العرب , أعلم بأمر رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،حين ذُكر , من هذا الحي في المدينة المنورة , وهذا الحي هو من ألاوس والخزرج , وذالك لما كانوا يسمعونه من أحياء اليهود , الذين كانوا حلفائهم ومقيمون معهم في المدينة , فلما وقع ذكره في المدينة , وتحدثوا بين ماحدث بينه وبين قريش . قال أبو قبيس بن الاسلت , وكان يحب قريشاً وكان لهم صِهراً ، حيث كانت عنده ألأرنب بنت أسد بن عبد ألعزي بن قصي،وكان يقيم عندهم بالسنين بأمراته، فلما سمع مادار بين قريش ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وكان عاقلً . فقال قصيده يُعضم فيها حرمة القتال والحرب والتأمر بين قريش وما يضمرونه لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،حيث يأمرهم فيها بالكف بعضهم عن بعض ويأمرهم بالتوقف والكف عن إهانة وسب الرجل الذى كانوا يلقبونه بالأمس بالأمين ، والذي تشهد له قريش بكاملها وبمواقفها العديدة بأنه أمين وخالي من الشبهات . فقرر أبو قبيس بن الأسلت مواجهة قريش ومحاولة نصحهم بالكفّ عن سبّ وتحقيرالرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ويذكرهم بما فعله الله لهم حينما نجاهم من أمر فيل أبرهة ( الأشرم ) وكيده , فقال : ياركباً إمّــــــا عرضت فتبلّغن*****مغلغلةِ عن لؤىّبن غالـــــــــــبِ رسولُ إمرى قد راعه ذات بينكم*****على النإى محزون بذالك ناصبُ أعيذكم بالله من شر صنعكــــم*****وشر تباغيكم ودس العقـــــــــاربُ وإظهار أخلاقٍ ونجوى سقيمــةٍ*****كوخز الاشافي وقعها حق صائــــبِ الي هنا اخوتي الكرام نتوقف قليلا ونواصل في الجز الخامس من الفصل الثالث القادم بأذن الله تعالي مالقيه الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم من قومه من الاذي في بدايات تعنتهم ورفضهم لدين الله ولرسوله من ان ينتشر دين الحق بين ربوع مكة ... الي ذلك الوقت اقول لكم بارك الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:15 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتّاب رواة السيرة العِظام الفصل الثالث .1 ، 2 ، 3 ، 4، 5 الاخوة الاكارم رواد منتدانا الطيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ندخل في هذا الجزء الخامس من الفصل الثالث في ما لقيه الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم وما عاناه من قومه من الاذي في بدايات تعنتهم ورفضهم لدين الله ولرسوله من ان ينتشر دين الحق بين ربوع مكة ... فنبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي الحبيب صاحب هذه السيرة الطيبة اللهم صلي وسلم وبارك عليه .... ذكر ما لقي الرسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه من الأذى و أسلام بعض أصحابه قال أبن إسحاق : ثُم أن قريشاً قد أشتد أمرهم على ماأصابهم من شقاء في عداوة رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ومن أسلم معه منهم ,فأغروا سفهائهم , فكذبوه وآذوه ورموه بالشعر حيناً والسحر والكهانة والجنون حيناً آخر ,... ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،صابراً محتسباً مصرا على إظهار أمر الله فيهم, ول يستخفى بما بادً لهم بما يكرهون من عيب آلهتهم ودينهم واعتزال أوثانهم وفراقه إياهم على كفرهم ،حيث تحدث عمر بن العاص عن أكثر مارأى قريشاً نالته من رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،... حيث اجتمع أشراف قريش وصناديدها ذات يوم في الحِجر و فذكروا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقالوا ما رأينا ما وجدنا عليه من أمر هذا الرجل قط , سفه أحلامنا وشتم أبائنا , وعاب آلهتنا , وفرق جماعتنا , فبينما هم كذالك إذ طلع عليهم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فأقبل يمشى حتى أستلم الركن ثُم مر بهم طائفاً بالبيت , ... فلما مّر بهم غمزوه ( طعنوا فيه ) ببعض القول , حتى ظهر ذالك في وجه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ثُم مضى ، فمرّ بهم ثانيه فزادوا في طعنهم له بالقول المُكره ثُم مضى , فمرّ بهم في الثالثة فغمزوه بمثلها , ... فوقف رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )، ثُم قال : ( أتسمعون يا معشر قريش , أما والذي نفسي بيده , لقد جئتكم بالذبح ) ..... , فأخذ القوم كلمته صلى الله عليه وسلم , تلك بالخوف والرعب , حتى مامنهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع, ..... حتى إن أشدهم وفيه قربه قال له أنصرف ياأباالقاسم ما كُنت يوماً جهولاً ,... فأنصرف رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،حتى كان في اليوم الثاني , مرّ بهم وهم مجتمعون فى الحجر , فوثبوا عليه وثبة رجل واحد , وأحاطوا به وهم يقولون : أنت الذي تقول كذا وكذا وكذا ,... فقال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): ( نعم أنا الذي يقول ذالك ,) .... فأخذ رجل منهم بمجمع ردائه ( صلي الله عليه وسلم ) ، وفي هذه اللحظة قام أبو بكر الصديق يذوذ عنه وهو يبكى ويقول : أتقتلون رجلاً يقول ربي الله.... , فانصرفوا عنه , فرجع أبو بكر ( رضي الله عنه ) وقد فرق القوم رأسه ولحيته بقوة ,... فرضي الله عنك ياخليفة رسول الله , تجود بروحك وبصحتك وأنت لاتجار يهم لاجسماً ولا قوة ولكن حبك لله ولرسوله , جعل جسمك الضعيف يتحداهم ويصارعهم , حمايةٍ للحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) . إسلام حمزة بن عبد المطلب ( رضي الله عنه ) وقال أبن إسحاق : حدث أن أبا جهل مرّ برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، عند الصفاء فأذاه بشدة وشتمه وأغلظ له في القول ما يكره من العيب لدينه ولشخصه الكريم ولتضعيف لأمره , فلم يكلمه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقد كانت في نفس اللحظة مولاة لعبد الله بن جذعان تسمع وترى من أمر ابا جهل وكيف أهان الحبيب المصطفي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فعمد أبا جهل إلى ناد من قريش عند الكعبة بعدما أهان الرسول وأسمعه مايكره . فلم يلبث أن أتى حمزة وهو عائد من الصيد , وهو متوشح قوسه , وكان من عادته ( رضي الله عنه ) حينما يرجع من القنص يذهب مباشرتاً إلى البيت ليطوف سبعاً ثم يعود إلي بيته , وكان من أعز فتيان قريش . فلما مر في طريقه إلى بيته بمولاة عبد الله بن جدعان قالت له : يابا عماره و لو رأيت مالقي أبن أخيك محمد أنفاً من أبى الحكم بن هشام (أبو جهل ) , حيث وجده قرب الكعبة , فشتمه وسبّه وأهانه , ولم يكلمه إبن أخيك مجمد وأنصرف عنه ,..... فغضب حمزة ( رضي الله عنه ) غضباً شديداً , وكان غضبه هذا من منة الله عليه , فخرج يطلب ويسعى فى طلب أبا الحكم ( أبو جهل ) حتى وجده في نادٍ في قريش , فلما وصل نظر اليه وأتجه نحوه و حتى أذا قام أبو جهل بادره حمزة بضربه قوية بقوسه على جبهته , حتى شجها وسال الدم منها ،وقال له : أتشتم أبن أخي وأنا على دينه , أقول مايقول , فرُد ذالك علىّ إن استطعت .... , فقامت إليه رجال من بني مخزوم ينصرون أبا جهل , فقال لهم أبو جهل دعوا أبا عماره , فأنى والله قد سببت أبن أخيه محمد سباً قبيحاً ، فتم أسلام حمزة ( رضي الله عنه ) على يد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فأصبحت قريش تهابه وتخشاه ، عندها عرفت قريش أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،قد عزّ وأمتنع بإسلام حمزة و وأنه سيمنعه،فكفوا عن بعض ماكانوا ينالونه منه ، ويكفيه سيد الشهداء بقول كلمته المشهورة ، حينا دخل إلي الكعبة ، مخاطباً الله سبحانه وتعالي حينما أسلم . ( والله حينما أجوب الصحراء ليلاً أدرك إنك أكبر من توضع بين أربعة جدران ) فكان ( رضوان اله تعالى عنه ) ، مؤمناً بالله سبحانه وتعالي بالفِطرة ، فكان قلبه جاهزاً لتلقي نور الأيمان والإسلام ، فكان له ما أراد الله له ......... محاولة عتبة بن ربيعة في مفاوضة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال أبن إسحاق : حدث أنه كان عتبه بن ربيعه , وكان سيداً من سادة قريش , أنه قال يوماً وهو جالس في نادٍ فى قريش ,... ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، جالس لوحده فى المسجد : بامعشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أموراً لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء وبذالك يكف عنّا وكانت هذه المحاولة قد أتت حينما أسلم حمزة وأزداد أصحاب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) وكثروا , فقالوا له : يأبا الوليد قُم إليه فكلمه , فقام إليه عُتبه حتى جلس الى رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقال له : يا أبن أخي إنك منا حيث عملت من السلطة فى العشيرة،والمكان فى النسب وإنك قد أثبت لقومك بشئ يكرهونه فسفهت أحلامهم وشتمت ألهتهم ،فأسمع ما أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها . فقال له رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : ( قل يا أبا الوليد ، فأنا أسع ) ،.. فقال عتبة: يا أبن أخى إن كنت أنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أغنانا وأكثرنا مالاً ،وإن كنت تريد به شرفاً ، سودناك علينا ،حتى لا نقطع أمراً دونك،وإن كنت تريد به مُلكاً ملكناك علينا ،وإن كان هذا الذى يأتيك شيئا من رؤيا الجن لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب والعلاج ، فلما فرغ عتبة من كلامه وعروضه ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،يسمع منه ،قال له: ( أقد أفرغت يا ابا الوليد ؟ ) قال له: نعم ،قال: ( فأسمع منى أنت ) ،قال عتبة : أفعل،.. قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم : { حّّم , تنزيل من الرحمن الرحيم , كِتاب فُصلتْ آياتهُ قُرآناً عربيا لقوم يعلمون , بشيراً ونذيراً , فأعرض أكثرهم فهم لايسمعون , وقالوا قلوبنا في أكنه مما تدعونا أليه } ثُم مضى رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،يقرؤها عليه , فلما سمعها عتبه وأنصت لها وهو مُلقى يديه خلف ظهره معتمداً عليهما , ثُم انتهى الرسول الكريم إلى السجدة منها , فسجد ثُم قال : ( قد سمعت يأبا الوليد ماسمعت , فأنت وذالك ) . فقام عتبه الى أصحابه , فقال بعضهم لبعض , نحلف بالله لقد رجع أبو الوليد بغير الوجه الذى ذهب به , فلما جلس إليهم قالوا له : ماورائك يأبا الوليد ؟ قال: ورائي أنى قد سمعت قولاً والله ماسمعت مثله قط , والله ماهو بالشعر ولا بالسحر ولابالكهانه , يامعشر قريش , أطيعوني واجعلوها بى , وخلوا بين هذا الرجل وبين ماهو فيه , فاعتزلوه , فوال لله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم , فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم , وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزّه عزكم , وكنتم أسرّ الناس به , فقالوا له : لقد سحرك محمد يأبا الوليد بلسانه , فقال لهم : هذا رأيي فيه , فاصنعوا مابدالكم . محاولة أبو جهل , وما توعد به في اغتيال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فلما عجزت قريش في استمالة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،مرة بالترغيب ومرة أخرى بالترهيب والتوعد , ومحاولة الضغط عليه ليترك مايقول وما يفعل ويتوقف عن سبّ آلهتهم وتسفيه أحلامهم , وما علمهم بازدياد أصحابه وانتشار خبره , أراد أبو جهل الملعون أن ينهى هذا الأمر بأيسر الطرق ( الاغتيال ) , فقد قرر الملعون أن يغتاله بنفسه فقال لقومه : سوف أترصد لمحمد عندما يأتي غداً إلى المسجد , فسألقى عليه حجر وهو ساجد ليرضخ به رأسه وننتهي من هذا الأمر , وأن حدث هذا الأمر ياقوم فأحموني وأمنعونى من عبد مناف , فقالوا له: والله لا نسلمك لشيء أبداً فأمضى لما تريد ، فلما أصبح الصبح , أخذ أبو جهل حجراً كما وصفه , ثُم جلس ينتظر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... فلما أتى النبي الكريم وبدء بالصلاة كما يفعل كل يوم و حيث يتجه إلى ( الشام) فى ذالك الوقت ويصلى , وقد غدت قريش باكراً لرؤية ماسيكون من أمر أبو جهل واغتياله الحبيب المصطفى ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلما سجد الرسول الكريم ,أحتمل الملعون أبو جهل الحجر ,.... ثُم أقبل على النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،حتى أذا دنا منه , رجع منهزماً مرعوباً لدرجة أن قذف الحجر من يده وقعت على قدمه ,فقاموا إليه رجال من قريش , فقالوا له : مابالك ياأبا الحكم؟ قال: عندما قمت إليه لأفعل به ماأردت وما قلته لكم البارحة , فلما دنوت منه عرض لى دونه فحل من الإبل, لاوالله مارأيت مثل هامته ولامثل عنقه ولا أنيابه لفحل قط , فهمّ بي ليأكلني , فلما قال أبو جهل ذالك ,... قام النظر بن الحارث بن علقمة وقال: يامعشر قريش أنه والله قد نزل بكم أمراً مأُتيتم به من حيلة بعد, فقد كان محمد فيكم غلاماً حدثاً أرضاكم فيكم , وأصدقكم حديثاً , وأعظمكم أمانه , حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم به , قُلتم عنه ساحر , فوا لله ماهو بساحر , فلقد رأينا السحرة ورأينا نفثهم وعقدهم , ثُم قُلتم عنه كاهن , فلا والله ماهو بكاهن , فقد رأينا الكهنة وتخاريفهم , وقلتم عنه شاعر , فلا والله أيضاً ماهو بشاعر , فلقد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها هزجه ورجزه , وقلتم عنه مجنون فلا والله ماهو بمجنون , حيث رأينا الجنون فما وبخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه .فيا معشر قريش فانظروا في شأنكم , فأنه والله قد نزل بكم أمراً عظيم , وكان النظر بن الحارث هذا من شياطين قريش وممن كان يؤذى الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، وينصب له العداء اخوتي الكرام نتوقف قليلا علي امل اللقاء مجددا في الجزء السادس من الفصل الثالث .... لنواصل ما كانت تعمله وتتفنن فيه قريش من وسائل تعذيب للرسول الكريم صلي الله عليه وسلم واصحابه لثنيهم علي الدين الحنيف واتباع انصابهم وازلامهم ... الي ذلك الوقت اقول لكم سلمتم وبارك الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
| |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:15 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل الفصل الثالث الجزء السادس والاخير الاخوة الافاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحبا بكم مجددا علي مائدة سيرة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ...ونواصل ماحدث لضعفاء المسلمين من تعذيب لثنيهم عن الالتحاق بركب الدين الحنيف فنبدأ في هذا الجزء السادس والاخير من الفصل الثالث ونقول جميعا بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب هذه السيرة صلاة دائمة بدوام ملك الله.... أول من جهر بالقرآن لقريش جهاراً. قال أبن إسحاق : فكان أول من جهر بالقرآن بعد أسلامه ,... كان عبد الله بن مسعود ( رضي الله عنه )
وكان ذالك في يوم كانت قريش مجتمعه في المقام , حيث قالت أصحابه : والله ماسمعت قريش هذا القران يُجهر لها قط , فمن منكم رجلاً يسمعهم إياه ؟ فقال عبد الله بن مسعود : أنا , فقالوا له إنّا نخشاهم عليك , إنما نريد رجلاً له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوا به سوء ؟.. فقال لهم دعوني حتى آتى القوم وهم فى المقام ( الصخر ) وقريش في أنديتها , فحاولوا منعه ولأكنه أصرّ وذهب إليهم , حتى وصل عند المقام , ثُم قرأ ... { بسم الله الرحمن الرحيم * الرحمن علّم القرآن.} ،رافعاً بها صوته , فتأملوه فجعلوا يقولون : ماذا قال أبنُ أُم عبدٍ , فقال بعضهم : إنه يتلوا بعض ماجاء به محمد , فقاموا إليه فجعلوا يضربونه بشده على وجهه, وهو مستمر فى قرأتها , ثُم أنصرف عبد الله إلي أصحابه , وقد أثروا في وجهه وأدموه فقالوا له : هذا ماكنّا نخشاهم عليك , فقال لهم : ماكان أعداء الله أهون علىّ منهم الآن , ولآن شئتم لأتيهم في انديتهم بمثلها غداً , فقالوا له : لا... حسبك لقد أسمعتهم مايكرهون . هكذا هم أصحاب الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،وهكذا هي التربية النبوية العظيمة , والتي أسفرت عن نمو وترعرع قلوب ليس ملؤها الدم فقط ، بل مليئة بالإيمان ، وأي أيمان الذي يجعل المسلم الضعيف يذهب الى حتفه وهو يعلم أن لامناص من فعل ذالك ليتساوى مابداخل قلبه من أيمان ومابين خارجه من ضعف بشرى , ليكون قدوة حسنة لكل من أراد أن يعلم بأن الأيمان والإسلام لم يأتينا هكذا بسهولة ويسر ، وبدون تضحية وعمل شاق ، ولكنه أتي من مثل هؤلاء الذين سطرت أسمائهم العظيمة أروع الملاحم والمواقف التي يفخر بها كل مسلم ، ويعلم بأن للإيمان والتصديق ثمن وهو الابتلاء ، فكيف يحتمل التعذيب والضرب والشتم .....؟ فكانت النتيجة أنه قال لأصحابه : إن شئتم أتيتهم غدا ........ قصة استماع قريش إلى قراءة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) خفية قال أبن إسحاق : أنه حدث أن كبار شيوخ قريش , مثل أبو سفيان , وأبو جهل بن هشام , وألا خنس بن شريف بن وهب الثقفي , خرجوا ذات ليلة خِلسة ليستمعوا الى القرآن من رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وهو يصلى في الليل في بيته , فأخذ كل رجلُ بنهم مجلساً ليستمع فيه , وكلُّ لايعلم بمكان صاحبه , فباتوا يستمعون له حتى طلع الفجر , فتفرقوا حتى جمعنهم طريق العودة , فتلاوموا , وقال بعضهم لبعض : لاتعودوا لهذا , فلوا رآكم سفهائكم لأوقعتم في نفسهم شيئاً , ثُم انصرفوا ,حتى كانت الليلة الثانية , عاد كل رجل منهم الى مجلسه فباتوا يستمعون له , حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعنهم طريق العودة , وفي الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه المعتاد فباتوا يستمعون الى النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،حتى إذا طلع الفجر تفرقوا , فجمعتهم طريق العودة , فقالوا لبعضهم : لانبرح حتى نتعاهد الاّ نعود فتعاهدوا على ذالك , ثُم تفرقوا ،فلما أصبح الأخنس بن شريق , أخذ عصاه , ثُم خرج حتى أتى أبا سفيان في بيته , فقال له: أخبرني يا أبا حنضلة عن رأيك فيما سمعت من محمد ؟ فقال : يأبا ثعلبة , والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف مايراد بها , وسمعت أشياء ماعرفت معناها ولاما يراد بها , فقال الاخنس : وأنا والذي حلفت به ( كذالك ) ،ثُم خرج الأخنس من عند أبا سفيان , حتى أتى أبا جهل فسأله : يأبا الحكم , مار أيك فيما سمعت من محمد ؟ فقال له الملعون : ماذا سمعت..؟!! لقد تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف , أطعموا فأطعمنا , وحملوا فحملنا , وأعطوا فأعطينا , حتى إذا تجاذبنا على الرُّكب , وكنّا كفرسي رهان , قالوا : مِنّا نبي يأتيه الوحي من السماء ؛ فمتى ندرك مثل هذا !!!! فو الله لا نؤمن به أبداً ولا نصدقه . فقام عنه الاخنس بن شريق وتركه لعناده ،فهذا هو عدو الله , يعلم ويستيقن أن الذي سمعه شيء عجيب ومعجز , ولا يمكن بحال من الأحوال أن يكون من كلام بشر , ولا من صُنع البشر ، وما هو إلاّ من عند خالق البشر ، ولأكن عناده وحقده جعله يرد كل القضية الايمانيه, برمتها إلى مصالح ونفوذ بين القبائل, على من يستأثر بها أولاً، فكأنه يريد في قرارة نفسه ويطمع أن تكون النبوة من قبيلته وبالأحرى من بيته ، فتوضحت هنا المصالح الشخصية والنفوذ القبلي وبين القضية الإيمانية ........ ذكرى عدوان المشركين على المستضعفين ممن أسلم . بالأذى والفتنه فتوجه كفار قريش إلي. الحلقة الأضعف, كما يعتقدون,.... فجهزوا العدة وتحاملوا على كل من أسلم وأتبع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،من أصحابه , فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين , فجعلوا يحبسونهم , ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش , وبرمضاء مكة إذا أشتد الحر , من الذين استضعفوا منهم بفتنتهم عن دينهم , فمنهم من يُفتن من شدة البلاء , ومنهم من يعصمه الله منهم،... وكان بلال مولى أبا بكر ( رضي الله عنهما ) . وهو أحد مواليهم ,... وهو بلال بن براح , وأسم أمه حمامه . وكان صادق الإسلام , طاهر القلب , وكان أميه بن خلف يخرجه أذا حميت الظهيرة , فيطرحه على ظهره فى بطحاء مكة ، ثُم يأمُر بالصخرة العظيمة , فتوضع على صدره , ثُم يقول له أميه : لاوالله ستبقى هكذا حتى تموت , أوتكفر بدين محمد , وتعبد اللات والعُزي، فيقول وهو فى هذا البلاء والصخر على صدره وهو شامخ كالطود العظيم من الإيمان : أحدُ ...أحد...أحد,..... وكان يمر به ورقة بن نوفل وهو يُعذب , ويسمعه يقول : أحدُ ...أحد فيقول له ورقه بن نوفل : نعم والله أحد...أحد , ثُم يقول لاميه بن خلف : والله إن مات على هذه الحال لأتخذنّهُ حناناً ( أي قبره موضع بركة )، حتي مرّ به أبو بكر الصديق وبلال يُعذب , فقال لأميه بن خلف : ألا تتقى الله في هذا المسكين ؟ حتى متى , فيقول له أميه : أنت الذي أفسدته , فأنقذه مما ترى ، فقال أبوبكر الصديق ( رضي الله عنه ) أفعل , عندي غلام أقوى منه وأجلد وهو على دينك , أعطيك إياه , وتعطيني بلال , فتمت الصفقة وأخذ أبوكر بلال , ثُم أعتقه,وأعتق معه ستة رقاب وبلال سابعهم ,.... وكان ذالك قبل أن يهاجر إلى المدينة ... وهم: (1 ) ألنهديه وأبنتها . (2 ) وأم عبيس . ( 3 ) وزيرة , وقد أُصيب بصرها حتى أعُتقت , فقالت قريش : مأاذهب بصرها إلاّ كفرها باللات والعُزي , فقالت :كذبتم وبيت الله , ماتضر اللات ولاالعُزي وما تنفعان , فرد الله لها بصرها . ( 4 ) عامر بن فهيرة ( وقد شهِد بدر وأحد ) . ( 5 ) وجارية كان يعذبها عمر بن الخطاب , قبل أن يسلم , فأعتقها أبو بكر . تعذيب قريش لآل ياسر وكانت بنو مخزوم , يخرجون آل ياسر وهم عمّار وأمه سميه وأبيه ياسر , برمضاء مكة , ويعذبونهم أشد العذاب , حيث يربطون ياسر على وتد ويجلدونه بالسياط . وقد كان ياسر كبير فى السن , ويربطون زوجته سميه على الأرض ويضعون عليها الأحجار . وكان ذالك لإرهاب ياسر وال آبيته للكفر بدين محمد والاعتراف بالكفر وأهله , ولقد تفنن كفار قريش في تعذيب هذه الأسرة المسلمة , لثنيها على ما أتبعته فى الإسلام , ولأكن لا يأبى الإيمان إلاأن ينتصر ويسود . فكان صبرهم على الاذي والتعذيب كان مثالاً على قوة الإيمان , ومدي أنوار الإسلام و فاعليتها وقوتها , فكان الصبر على التعذيب وعلى المحن وعلى الشهادة , الثمرة الطبيعية للذين صبروا واحتسبوا . فكان استشهاد سمية زوجة ياسر . وبذالك قد حملت لواء الشهادة في الإسلام . فهي أول شهيدة فى الإسلام ,... مما أثر في عمّار, عظيم التأثير , فنالوا منه باللسان وليس بالقلب , فذكر آلهتهم بالخير , فتوقف عليه التعذيب . ولكن كان ذالك في سياق استشهاد أمه وتعذيب أبيه , فلم يستطع فقال ماقال ,... ولكن رسول الرحمة المهداة والرؤؤف بأمته والصفح عنهم إن أخطأؤ غصباً عنهم ,... فلما سمع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ما حدث للآ ياسر , وما قاله عمّار في حقه , جاء إلى عمّار , فبادره عمّار وقال له : ليت لساني أنقطع قبل أن أذكرك بسوء , ولقد قلتها وأنا مطمئن بالإيمان , ولم يتزحزح قلبي مقدار أُنملة , ولكن قلت ماقلت طمعاً في توقيف العذاب على أبي وأمي , فقال له الحبيب المصطفي ( صلى الله عليه وسلم ): ( إن عادوا إليك ليعذبوك فقل ماقلت أنفاً , فأن الله لا يؤاخذ المرء المُكره ) ,فصلى الله عليك يارسول الرحمة المهداة . وكان قد مرّ عليهم وهم يعذبون فيقول لهم جبراً لخواطرهم وتأكيداً لما سيكون في حقهم عند الله : صبراً ... صبراً ... آل ياسر فإن موعدكم الجنة ....... نتوقف إخوتي الكرام وننهي مالقيه الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم من اذي هو وأصحابه وماتفننت فيه قريش في تعذيب من اسلم من الضعفاء حتي ضاق بهم الحال وقرر المصطفي صلي الله عليه وسلم ان يسمح لأصحابه للهجرة الي الحبشة للفرار بدينهم الذي ارتضوه حتي يبدل الله الحال ... فهذا اخوتي الكرام ماسنعرفه بأذن الله تعالي في الجزء الاول من الفصل الرابع ... الي ذلك الوقت اقول لكم بارك لله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:16 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل الرابع ...ج.1 الاخوة الاكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد ان علمنا وعرفنا ما لاقاه الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم واصحابه من الاذي والتعنت من قبل كفار قريش ومحاربة الضعفاء والضغط عليهم ليفتنوهم عن دينهم الذي ارتضوه ...قرر الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ان يسمح لهم بالهجرة الي ارض الحبشة فرارا بدينهم فهذا ماسنعرفه بأذن الله تعالي في هذا الجزء الاول من الفصل الرابع .... فنقول بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب هذه السيرة العطرة ذكر الهجرة الأولى للمسلمين إلى ارض الحبشة فلما رأى الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ) ما يصيب وما أصاب أصحابه من البلاء والشدائد وما هو فيه من العافية , بمكانه من الله ومكانه من عمّه أبو طالب ،وأنه لايقدر أن يمنعهم مما هُم فيه من البلاء ... فقال لهم : ( لو خرجتم إلى أرض الحبشة , فإن بها ملكاً لايُظلم عنده أحد , وهى أرض صدق , حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه ) فنفذوا أمر رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،بالخروج , فخرج عند ذالك المسلمون من أصحاب رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) الى أرض الحبشة , مخافة الفتنة , وفراراً بدينهم , فكانت أول هجرة في الإسلام. وكان أول من خرج من المسلمين من بني أميه بن عبد شمس بن عبد مناف : ( 1 ) عثمان بن عفّان بن العاص بن أميه وزوجته رقيه بنت رسول الله
(صلى الله عليه وسلم ) ( 2 ) أبو حذيفة بن عتبه بن ربيعة وزوجته سهلة بنت سهيل بن عمرو , وقد كانت حامل , فولدت له في أرض الحبشة محمد بن أبي حذيفة. ( 4 ) عمرو بن سعيد بن العاص وزوجته فاطمة بنت صفوان بت أمية. ( 5 ) خالد بن سعيد بن العاص وزوجته أمينه بنت خلف بن أسعد. ومن بني أسد بن عبد العُزّي ( 1 ) الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد. ( 2 ) الأسود بن نوفل ( 3 ) يزيد بن زمعة ومن بني عبد الدار أبن قُصي ( 1 ) مصعب بن عمير بن هاشم ( 2 ) سويبط بن سعد بن حرملة ( 3 ) جهم بن قيس بن شرحبيل وزوجته أم حرملة بن الأسود ( 4 ) عمر بن أبي أمية. ومن بني زُهرة . ( 1 ) عامر بن أبي وقاص ( 2 ) مالك أبن أُهيب ( 3 ) عبد الرحمن بن عوف ( 4 ) المطلب بن أزهر بن عبد عوف ( 5 ) وزوجته رمله بنت أبي عوف . ومن بني مخزوم . ( 1 ) أبو سلمه بن عبد الأسد , وزوجته أم سلمه بنت أبي أمية أبن المغيرة وقد كانت حامل , فولدت له أبنته زينب . ومن بني هاشم . ( 1 ) جعفر بن المطلب وزوجته أسماء بنت عميس بن النعمان و وقد كانت حامل فولت له في أرض الحبشة أبنه عبد بن جعفر . ومن بني أسد بن خزيمة . ( 1 ) عبد الله بن جحش بن رئاب .
( 2 ) وأخوه عبيد الله بن جحش وزوجته ( أم حبيبة بنت سفيان بن حرب بن أمية ) ( 3 ) قيس أبن عبد الله , وزوجته بركة بن اليسار ( مولاة أبي سفيان بن حرب ) ومن بني عبد شمس بن عبد مناف . ( 1 ) أبو موسي الأشعري
( وأسمه عبد الله بن قيس ) ومن بني نوفل بن عبد مناف . ( 1 ) عتبة بن غزوان . ومن بني هُذبل . ( 1 ) عبد الله بن مسعود ( 2 ) عتبة بن مسعود ومن بني الجهراء . ( 1 ) الشداد بن الأسود . ومن بني تيم . ( 1 ) الحارث بن خالد بن صخر بن عامر . وزوجته ريطة بنت الحارث بن جبلة وقد ولدت له بأرض الحبشة أبنه موسي وأبنته عائشة , وزينب , وفاطمة , ( 2 ) عمرو بن عثمان . ومن حلفاء بني مخزوم , ( 1 ) مُعتب بن عوف بن عامر بن الفضل . ومن بني جُمح . ( 1 ) عثمان بن مصغون
( 2 ) السائب بن عثمان بن مضفون ( 3 ) قدامه بن مضفون
( 4 ) عبد الله بن مضفون ( 5 ) حاطب بن الحارث وزوجته فاطمة بنت المُجلل بن عبد الله ( 6 ) محمد بن الحاطب بن الحارث
( 7 ) الحاطب بن الحارث وزوجته فكيهة ( 8 ) سفيان بن محمد بن حبيب وزوجته حسنة . ( 9 ) جابر بن سفيا ن بن معمر
( 10 ) جُنادة بن سفيان بن معمر ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب . ( 1 ) خنيس بن حذافة
( 2 ) عبد الله بن الحارث بن قيس ( 3 ) هشام بن العاص بن وائل
( 4 ) قيس بن حُذافة. ( 5 ) أبو قيس بن الحارث بن قيس
( 6 ) عبد الله بن حُذافة ( 7 ) الحارث بن الحارث بن قيس
( 8 ) معمر بن الحارث بن قيس ( 9 ) بِشر بن الحارث بن قيس. ومن بني عُدي بن كعب . ( 1 ) معمر بن عبد الله بن غفلة
( 2 ) عروة بن عبد العُزّي ( 3 ) عُدي بن نضله
( 4 ) النعمان بن عُدي ( 5 ) عامر بن ربيعة ( حليف آل الخطاب ) ومن بني عامر بن لؤي. ( 1 ) أبو سابرة بن أبي رُهم بن عبد العُزي , وزوجته أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو ( 2 ) عبد الله بن محرمة
( 2 ) عبد الله بن سهيل بن عمرو ( 4 ) سليط بن عمرو بن عبد شمس
( 5 ) السكران بن عمرو وزوجته سوده بنت زمعة ( 6 )مالك بن زمعة , وزوجته عمرة بنت السعدي أبن وقدان . ( 7 ) حاطب بن عمرو بن عبد شمس
( 8 ) سعد بن خوله . ومن بني الحارث بن فهر . ( 1 ) أبو عبيد بن الجراح ( وأسمه عامر بن عبد الله بن الجراح ) ( 2 ) سهيل أبن البيضاء
( 3 ) عمرو بن أبي سرح بن ربيعة ( 4 ) عياض أبن زهير بن شداد بن ربيعة ( 5 ) عمرو بن الحارث بن زهير ( 6 ) عثمان بن غنم ( 7 ) سعد بن عبد قيس ( 8 ) الحارث بن عبد قيس فكان جميع من لحِق بأرض الحبشة وهاجر إليها , سوى أبنائهم الذين خرجوا معهم وهم صغار أو ولدوا بها , قرابة ثلاثة وثمانون رجلاً . والحديث مستمر هنا لأم سلمه
( رضي الله عنها ) زوج النبي الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، وهى تُحدث عن الهجرة إلى الحبشة فقالت : لمّا نزلنا أرض الحبشة , جاورنا بها خير جار ( النجاشي ) أمِنّا على ديننا , وعبدنا الله تعالى لانؤذى ولا نسمع شيء نكرهه . فلما بلغ ذالك قريش , قرروا أن يبعثوا إلى النجاشيّ هدايا مما يستطرف من متاع مكة ( أي الأشياء المحببة من صنع مكة والتي تعتبر طرفة فى الحبشة)،وكان أعجب ما يأتيه من مكة ( الادم والجلود) , فجمعوا له أدم كثير , ودخلوا على بطارقته لإغرائهم وشراء ذممهم , فلم يتركوا بطريق واحد إلا وأعطوه هدية . ثُم بعثوا رسلاً للنجاشي , ذوو علاقة طيبة بالملك , والرُسل هم عمرو بن العاص وعبدا لله بن ربيعة وقالوا لهم قريش أدفعا لكل بطريق هديته قبل أن تكلما النجاشي فيهم , ثُم قدّما إلى النجاشي هداياه , ثُم أسألاه أن يسلمهما لكم قبل أن يكلمهم, فخرجا حتى قدِما إلى النجاشي وقدّما إلي النجاشي هداياه , وأختلايا بالبطارقة قبل النجاشي وقالا لهما أنه قد لجأ إلى بلدكم منّا غلمان سفهاء , فارقوا دين آبائهم وقومهم , ولم يدخلوا فى دينكم , وجاءوا بدين مُبتدع , لانعرفه نحن ولا أنتم , فإذا كلما الملك فيهم فأشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا ولا تسمحوا للملك بأن يكلمهم !!! فقالوا البطارقة : نعم , ثُم دخلا الرُسل إلى الملك , وقدّما له هداياه , ثُم كلماه فقالا له: أيها الملك , إنه قد ضوى ( لجأ ) الى بلدك منّا غلمان سفهاء , فارقوا دينهم ودين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاءوا بدين ابتدعوه , لانعرفه نحن ولا أنت , وقد بعثنا فيهم إليك أشراف قومهم من أبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم , فهم أعلى منهم عيناً وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه ، وكان عبد الله بن ربيعة , أبغض شيء عنده , أن يسمع الملك كلامهم , فقالت له بطارقته وقاموا حوله : صدقاً أيها الملك , قومهم أعلى بهم عيناً ( أى أدرى بمصلحتهم ) , فأسلمهم إليهما فليردُّوهم الى بلادهم وقومهم , فقال الملك مزمجراً غضباً : لاها الله ..لاهاالله لاأسلمهم اليهما أبداً حيث لايكاد قومٍ قد جاءوني , ونزلوا بلادي , وأختار وني على من سواي , حتى أدعوهم فأسألهم عمّا يقول هذان الرجلان ( عمرو بن العاص وعبد الله بن ربيعة ) فى أمرهما فإن كانوا كما يقولان أسلمهم إليهما , وإن كانوا على غير ذالك منعتهم منهما وأحسنت جوارهما . ثُم أمر بدعوة أصحاب رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ،للمثول أمامه والاستماع لردهم على مأُتهموا به , فلما جاءهم رسول النجاشي , اجتمعوا فيما بينهم , ثُم قالوا في بعضهم لبعض:ما تقولا للرجل أذا دخلتم عليه وجئتموه ؟ قالوا: نقول والله ماعلمنا وأمرنا به رسولنا الكــريم( صلي الله عليه وسلم ) ،كائناً في ذالك ماهوا كائن ، فلمّا جاءوا وقد دعا النجاشي أساقفته . فسألهم وقال لهم: ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم, ولم تدخلوا فى ديني , ولادين أحد من هذه الملل ؟ ... فتقدم أصحاب رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ، ودفعوا بأحد الرجال المقربين من الحبيب المصطفي
( صلي الله عليه وسلم ) ،وهو أبن عمّه , وهو جعفر بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ليكون المتحدث الرسمي باسمهم , فقال جعفر أبن أبي طالب : أيها الملك , كنّا قوماً أهل جاهلية , نعبد الأصنام , ونأكل الميتة , ونأتي الفواحش , ونقطع الأرحام , ونسيء الجوار , ويأكل القوي منّا الضعيف, فكنّا على ذالك , حتى بعث الله ألينا رسولاً منّا , نعرفه ونعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه , فدعانا إلى الله لنوّحده ونعبده ونخلع ماكنّا نعبد نحن وآبائنا من دونه من الحجارة والأوثان , وقد أمرنا بصدق الحديث و وأداء الامانه , وصلة الرحم , وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء , ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم , وقذف المحصنات , وأمرنا أن نعبد الله وحده ولأنشرك به شيئاً , وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ،فصدقناه وآمنا به , وأتبعناه على ماجاء به من الله , فعبدنا الله وحده فلم نشرك به وحرّمنا ماحرّم علينا, وأحللنا ما أُحل لنا , فعدا علينا قومنا , فعذبونا وفتنونا عن ديننا , ليّردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى , وأن نستحل الخبائث , فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا , وحالوا بيننا وبين ديننا , خرجنا الى بلادك , واخترناك على من سواك , ورغبنا في جوارك ورجونا أن لانُظلم عندك أيها الملك. فقال النجاشي : هل معك مما جاء به عن الله من شيء ؟ فقال جفر :نعم , فقال له النجاشي : فأقراه علىّ . فقرأ جعفر صدراً من (ك هـ ى ص ) .. ،فأنفجر النجاشي بُكائاً حتى أخضّلت لحيته , وبكت معه أساقفته حتى أخضّلوا مصاحفهم وهى منشورة إمامهم , حينما سمعوا ماتلاه عليهم , ثُم قال النجاشي لهم : أن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشاة واحده , فانطلقوا هلا والله لاأسلمهم إليكما . فلما خرج أصحاب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،من عند الملك قال عمرو بن العاص : والله لآتينه غداً بما يستأصل به شجرتهم , فقال له صاحبه عبد الله بن ربيعة : لاتفعل ياعمرو , فإن لهم أرحاما , وأن كانوا قد خالفونا , فقال له عمرو بن العاص : والله لأخبر الملك أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد ، فلما جاء الغد ,... قال عمرو بن العاص للملك : أيها الملك أنهم يقولون في عيسى قولاً عظيماً , فأرسل إليهم فسألهم عما يقولون فيه . فقال له جعفر بن أبى طالب
( رضي الله عنه ) وهو المتحدث الرسمي باسم أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): نقول فيه أيها الملك , الذى جاءنا به نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ،وهو يقول أنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول . فضرب النجاشي بيده على الأرض , فأخذ منها عوداً , ثُم قال : والله ماعدا عيسى بن مريم أكثر مما قلت , فتنا خرت بطارقته حوله مما قال لأن ألاعتقاد الخاطئ لدى النصارى حتى اليوم , هو أن عيسى بن مريم أبن الله , لذالك عندما سمعوا الملك قال أن عيسى لايزيد كونه عبد من عباد الله مطابقاً قوله بما جاء به الإسلام , نظر إليه بطارقته وتناخروا أى أصدروا أصواتاً تنُم عن الغضب الشديد , فما كان من النجاشي إلاأن أردف
قائلاً لبطارقته : وإن نخرتم والله أنه لكذالك , ثُم ألتفت الى أصحاب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقال لهم : أذهبوا فأنتم شُيوم بأرضي ( والشيوم بلغة أهل الحبشة تعنى الآمنون ) ,... فمن سبكم غُرم , ومأُحب أن يكون لى دبراً من ذهب إن آذيت رجلاً منكم , ثُم ألتفت إلى رُسل قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن ربيعة وقال لبطارقته : ردّوا لهم هداياهم فلا حاجة لى بها , فوا لله مأخذ الله منى رشوة حين ردّ علىّ ملكي , فأخذ الرشوة فيه , وأطاع الناس في فأطيعهم فيه ... قالت والحديث هنا لام المؤمنين أم سلمه : فخرج عبد الله بن ربيعة وعمرو بن العاص مقبوحين مردوداً عليهما ماجاءا به , ثُم أقمنا عند النجاشي بخير دار مع خير جار.... ولما قدِم عمرو بن العاص وعبدا لله بن ربيعة على قريش , ازدادوا كفّار قريش حنقاً وحقداً على المسلمين الباقين فى مكة . فتم التضييق عليهم والتفنن فى تعذيبهم , لان الذى حصل مع المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة هو أكبر انتصار للإسلام والمسلمين وأكبر خيبة أمل وفشل ذريع لكفّار قريش،.... فكيف يكون انتصار ساحق للمسلمين وخيبة أمل وهزيمة لكفار قريش , فانتصار المسلمين فى أرض الحبشة , هو انتصار وفوز لما حملته أفئدة الرجال الذين آمنوا وأتبعوا النبي الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،من أيمان وتصديق , لان المعركة التى خاضها المسلمون فى الحبشة هي معركة بغير سيوف ولا دروع , بل كانت معركة وضعت فيها أسلحة الإسلام وأخلاقه ومبادئه , فى كفّه وأعوان الكُفر من قريش . وكانت بحق معركة ستبقى في ذاكرة التاريخ لمن أراد أن يتعلم فنون الجدل والنقاش حينما تكون هناك قضية عادلة , فكان النصر أما خيبة الأمل لكفار قريش فكانت , فى عدم استطاعتهم أيجاد حجة ولوا واهية تبيح لهم الدفاع عن أصنامهم وأوثانهم , لذالك نرى عمرو بن العاص وهو الداهية الرأس المدبّر الفطن المعروف فى الجاهلية وكذاك عُرف فى الإسلام عندما أسلم والتاريخ يشهد على ذالك , أن يلقى بأسلحته كلها للفوز والظفر بهؤلاء الضعاف ليرجع بهم إلى مكة ليرضى سادة قريش . وقد كانت أسلحته التى جعلها فى أيدي النجاشي , في الواقع هي نفائس للذي يريد أن يعرف كيف يدافع عن معتقداته وكذالك لمن يريد وخاصتنا النصارى أن يعرف حقيقة الأديان التى سبقت الإسلام والذي جاء الإسلام خاتماً ومصححا لها . فسبحان الله الذي جعل من ضعف هؤلاء الرجال قوة لاتُقهر وسبحان الله أن جعل الدعوة الإسلامية تجد لها خارج حدود الجزيرة ومكة من يفهما ويحترمها , فصلى الله عليك وسلم يا رسول الله , أحسنت التربية لأصحابك حتى فى الأيام الأولى من الإسلام لأنه هكذا علمنا الإسلام كيف ندعو إلى الله بأيسر العبارات وأسهلها وبأقل الكلمات وأقواها . الي هنا اخوتي الكرام .... نتوقف قليلا ونواصل في الجزء الثاني من الفصل الرابع اسلام بقية الصحابة الكرام وما حدث للمسلمين في مكة بعد ان هاجر الضعاف منهم الي الحبشة اتقاء الفتنة والتعذيب لهم في مكة الي ذلك الوقت اقول لكم بارك الله لي ولكم وجزانا الله واياكم بكل خير وجعل مانعمل وما نقدم خالصا لوجهه الكريم..... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:17 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل الرابع ...ج.2 الاخوة الاكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد ان علمنا وعرفنا ما لاقاه الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم واصحابه من الاذي والتعنت من قبل كفار قريش ومحاربتهم له... فنواصل في هذا الجزء الثاني من الفصل الرابع اسلام بقية الصحابة الكرام وما حدث للمسلمين في مكة بعد ان هاجر الضعاف منهم الي الحبشة اتقاء الفتنة والتعذيب لهم في مكة أما فى مكة فكما قلنا وضع كفار قريش جام غضبهم على من بقى فى مكة وأستمر الحال , الى أن جاء الفرج في أسلام أحد الرجال الذين تمنى رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،من الله أن يهديهم فكان عمر بن الخطاب ,... وكان ذالك بعد خروج أصحاب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلى الحبشة . فنقول بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب هذه السيرة العطرة
إسلام عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) قال أبن هشام نقلاً عن أبن إسحاق : فلما قدَم عمرو بن العاص وعبد الله بن ربيعة على قريش , من رحلتهم الى الحبشة مهزومين , ولم يدركوا ماطلبوا من أصحاب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وردهم النجاشي بما يكرهون . شددوا حصارهم وتجبرهم وحقدهم على أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم ) ،الباقين في مكة , فهم بين أيديهم وفي متناولهم واستمروا على هذا الحال , حتى أعز الله الإسلام بإسلام الفاروق عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وكان عمر رجلاً ذا شكيمة لايرام ما وراء ظهره , فأمتنع واحتموا به أصحاب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،به وبإسلام .. حمزة ( رضي الله عنه ) حتى غلبوا قريش , وكان عبد الله بن مسعود يقول : ماكنّا نقدر على أن نصل إلى الكعبة , حتى أسلم عمر بن الخطاب , فلما أسلم قاتل قريش حتى صلّى عند الكعبة , وصلينا معه ,... وكان إسلام عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) جاء بعد خروج أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى الحبشة . حيث قال أبن مسعود أن إسلام عمر كان فتحاً , وإن هجرته كانت نصراً , وأن إمارته كانت رحمة , ولقد كنّا لانسطيع أن نصلى عند الكعبة حتى أسلم عمر ,..... وعن عبد العزيز بن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أمه أُم عبد الله , إنّا كنّا نجهز لنرتحل الى أرض الحبشة , وقد ذهب عامر في بعض حاجاتنا , إذ أقبل عمر بن الخطاب حتى وقف علىّ , وهو على شركه , حيث كنّا نلقى منه البلاء والأذى علينا , فقال عمر بن الخطاب ,: إنه للانطلاق يأم عبد الله , فقلت : نعم والله , لنخرجن في أرض الله , فلقد آذيتمونا كثيراً, وقهرتمونا , حتى يجعل الله لنا مخرجاً , فقال عمر : صحبكم الله , فقلت في نفسي ( والحديث هنا لأم عبد الله ) : لقد رأيت منه رَقه لم أكن أراها فيه من قبل , ثُم أنصرف , وقد أحزنه خروجنا , فلما رجع عامر من قضاء حاجته تلك قُلت له : يأبا عبد الله لو رأيت عمر بن الخطاب آنفاً ورأيت رقته وحزنه علينا , فقال لها : أطمعت في أسلامه !!؟ فقلت : نعم , فقال : فلا يُسلم هذا الذي رأيت , حتى يُسلم حمار الخطاب !! فقلت نعم يأساً منه لما كان يُرى من غلظته وقسوته عن الإسلام وأهله . وقال أبن هشام فيما بلغه من أبن إسحاق : فقد حدث أن أخته فاطمة بنت الخطاب , أنها كانت عند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفُيل, وقد أسلمت وأسلم زوجها سعيد , وكانوا ستخفيان بإسلامهما من عمر بن الخطاب لمعرفتهم بقسوته على المسلمين . وكان هناك رجل أسمه نُعيم بن عبد الله التمّام من قومه من بني عُدي بن كعب , كان قد أسلم , وكان أيضاً مستخفي بإسلامه فرقاً وخوفاً من قومه , وكان خبّاب بن الارث وهو أبن الارث ابن جندلة بن سعد , وكان قيناً ( يعمل في صُنع السيوف ) في الجاهلية وكان يختلف ويجتمع مع فاطمة وزوجها سعيد يُقرئهما القرآن , فخرج عُمر ذات يوم متوشحاً سيفه , .... يريد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأصحابه فقد ذكروا له أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،مجتمع بأصحابه في بيت عند الصفاء ,.. وهم قرابة أربعين رجلاً مابين نساء ورجال ,... وكان مع رسول الله عمًه حمزة وأبو بكر وعلى ممن أقام مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ولم يخرج إلي الحبشة ... فلقيه نعيم بن عبد الله فقال له : أبن تريد يا عُمر ؟ فقال عُمر : أريد محمد هذا الصابئ ،الذي فرّق جماعتنا وسبّ آلهتنا وسفّه أحلامنا وعاب ديننا , فأقتله , فقال له نعيم : والله لقد غّرتك نفسك من نفسك يا عُمر , أترى عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض , وقد قتلت محمد !! أفلا ترجع الى أهل بيتك فتُقيم أمرهم ، فقال عُمر : وأي أهل بيتي ؟ فقال نعيم : ختنك أبن عمّك سعيد بن زيد بن عمرو وأختك فاطمة بنت الخطاب , فقد والله أسلما وتابعا محمد على دينه , فعليك يهما ,... فرجع عُمر بن الخطاب عامداً الى أخته وختنه ( نسيبه ) , وعندهما الخباب بن الارث ومعه صحيفة فيها قرآن ( سورة طه ) يُقرئهما على فاطمة وسعيد , فلما سمعوا حس عُمر وقد أتى , اختبأ الخباب في أحدي الحجرات , وأخذت فاطمة الصحيفة من خباب فجعلتها تحت فخذها , وكان عُمر قد سمع قراءة الخباب , حينما دنا من البيت , فلما دخل عُمر قال : ماهذه الهينمه ( الصوت الغير مفهوم ) التى سمعت ؟ فقالا له : ما سمعت شيئاً , فقال عُمر بلا والله , لقد أُخبرت أنكما تابعتما محمدً على دينه , فهجم على ختنه سعيد بن زيد زوج أخته , فضربه ,فقامت له أخته فاطمة لتكفه على زوجها , فضربها هي الأخرى فشج وجهها , فلما فعل ذالك , قالت أخته وزوجها : نعم لقد أسلمنا فأفعل مابدالك , فلما رأى عُمر الدم يسيل من وجه أخته , ندم على مافعل وقال لأخته فاطمة , أعطيني هذه الصحيفة التى سمعتكم تقرءون أنفاً أنظر ما الذي جاء به محمد , وكان عُمر قارئاً وشاعراً وكاتباً , فلما قال ذالك و قالت له أخته : , إنّا نخشاك عليها , فقال : لاتخافى , وحلف لها بآلهته ليرُدّنها إليها إذا قرءها , فلما قال ذالك , طمعت فاطمة بإسلامه , فقالت له : يأخى إنك نجس , وعلى شركك , وأنه لايمسه إلاّ المطهرون , فقام عُمر فأغتسل , ثُم أعطته الصحيفة وفيها سورة طه , فقرأها , فلما قرأ منها صدراً قال : مأاحسن هذا الكلام وأكرمه , فلما سمع ذلك الخباب بن الارث خرج أليه وقال له : ياعُمر , والله أنى لأرجو ا أن يكون الله قد خصّك بدعوة نبيه , فأنى سمعته يقول : اللهم أيد الإسلام بأحدي العمرين بأبي الحكم بن هشام أوبعمر بن الخطاب ... , فالله .. الله ياعُمر , فقال له عند ذالك عُمر :فدُلنى ياخباب على مُحمّد حتى لآتيه فأُسلم ، فقال له الخبّاب ك هو في بيت عند الصفاء معه فيه نفر من أصحابه , فأخذ عُمر بن الخطاب سيفه فتوشحه ثُم عمد الى رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فضرب عليهم الباب , فلما سمعوا صوته ,... قام رجل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فنظر من خلال الباب فرآه متوشحاً سيفه , فرجع الى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو فزع , فقال له : يا رسول الله , هذا عُمر بن الخطاب متوشحاً سيفه , فقال حمزة : فأذن له , فأن كان قد جاء يريد خيراً بذلناه له , وأن كان يريد شراً قتلناه بسيفه , فقال رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) : ( إذن له ) فأُذن له الرجل , ثُم نهض له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يستقبله حتى لقيه في الحجرة , فأخذ ردائه من صدره ثُم جذبه جذباً قوياً وقال له : ( ما جاء بك يا عُمر بن الخطاب... ؟ ( فو الله ما ادرى أن تنتهي حتى يُنزل الله فيك قارعة ..) قال عُمر لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : يارسول الله جئتك نُؤمن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله , فكبّر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) , تكبيرة عرّفت أهل البيت من أصحاب رسول الله أن عُمر بن الخطاب قد أسلم ، ونقل نافع مولى عبد الله بن عُمر أنه قال : لمّا أسلم عُمر قال : أى قريش أنقل للحديث ؟ فقيل له : جميل بن معمر , وكان يقال له ( ذو القلبين ) وفيه نزلت الآية :{ وما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه }،........ وكان مشهور بكثير الكلام وبنقل الحديث من مكان إلى آخر , فغدا عليه عُمر بن الخطـــــاب (رضي الله عنه ) فقال له , أعلمت ياجميل إني قد أسلمت ودخلت في دين مُحمّد ؟ فلم يراجعه جميل , حتى قام يجر ردائه وأتبعه عُمر , وأتبعت أبي ..... والحديث هنا ( لعبد الله بن عُمر ) , حتى أذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته : يامعشر قريش و وهم في أنديتهم حول الكعبة , ألا إن عُمر بن الخطاب قد صبأ , فنهره عُمر وقال له كذبت ياجميل قُل لقد أسلم وشهدت أن الإله إلا الله وأن مُحمّد رسول الله , فثاروا عليه كفار قريش و فقعد يقاتلهم ويقاتلونه , حتى قامت الشم على رؤسهم , فقعدوا وقعد عُمر : فقال لهم : أفعلوا مابدالكم , فبينما هُم كذالك و حتى دخل عليهم رجلُُ شيخ من قريش فقال لهم : ماشأنكم ؟ قالوا صبأ عُمر , فقال الرجل مابالكم , رجل أختار لنفسه أمراً فماذا تريدون منه , فاتركوه , فتركوه وكأن شيئاً لم يحدث , وهذا الشيخ هو العاص بن وائل السهمي , وفي تلك الليلة التى أسلم فيها عُمر , .... تذكر عُمر من هم كانوا أشد الناس قسوة على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،من قريش و فعرف أنه أبو جهل , فخرج عُمر بن الخطاب حتى أتى أبو جهل فضرب عليه بابه , فخرج له أبو جهل فقال له : مرحباً أهلاً بابن أختي , ماجاء بك ؟ فقال له عُمر : جئت لأخبرك بأني قد آمنت بالله وبرسوله مُحمّد وصدقت بما جاء به , فضرب أبو جهل الباب في وجه عُمر وقال له : قبحك الله وقبّح ماجئت به ، وقد قيل أن عُمر بن الخطاب قال بعد أسلامه مهدداً لقريش : من أراد أن تثكل زوجته ويتيتم عياله فليلحقني خلف الوادي ,... وفي حديث لعُمر بن الخطاب عن أسلامه أنه قال : خرجت يوماً من الأيام وكان قبل أسلامي أتعرض لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،و فوجدته قد سبقني إلى المسجد , فقمت خلفه أستمع لما يقرأ فأفتتح بسورة إلحاقه , فجعلت أتعجب من تأليف القرآن , ... فقلت فى نفسي هذا والله شاعر كما قالت قريش , فقرأ : { إنه لقول رسول كريم * وماهو بقول شاعر قليلاً ماتؤمنون }... ،فقلت كاهن علِم ما في نفسي ، فقرأ: ( ولا بقول كاهن قليلاً ماتذكرون ) ,... فوقع الإسلام في قلبي كل موقع ،... وقد قيل أن عُمر بن الخطاب قال حين أسلم , وكان شاعراً : الحمد الله ذ ي المن إني وجـــت=====له علينا أيادً مالها غيرُ وقد بدأنا فكذبنا فقال لنــــــــا=====صِدق الحديث نبي عنده الخبر وقد ظلمنا أبنت الخطاب ثُم هدى=====ربي عشية أن قالوا قد صبا عُمر وقد ندمت على ماكان من زلل=====بظلمها حين عندها السور لمّا دعت ربها ذ ى العرش جاهدًة=====والدمع من عيناها عجلان يبتدر أيقنت أن الذي تدعوه خالقها=====فكان يسبقني من عبده الدُرَرُ فقلت أشهد أن الله خالقنـــــا=====وأن أحمد فينا مشتـهــــــــــر نبي صِدقٍ أتى بالحق من ثقةٍ=====وافي الامانه ما في عوده خور وبذالك كان أسلام الصحابي الجليل الفاروق عُمر بن الخطاب, مكسباً للإسلام والمسلمين .... و كان حصناً منيعاً لأصحاب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في أيام رفض قريش لهم ولدينهم الذي ارتضوه ، فأشتد عناد كفار قريش على هذا الانتصار في أسلام عُمر وفي ازدياد أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وفي انتصارهم في الحبشة فكروا في أمر يصعّب ويكدر ويبيد أصحاب رسول الله الباقون في مكة لتكون عبرة لمن أراد أن يدخل في الدين الجديد , وهو أمر الحصار والطرد من مكة فكانت الصحيفة........ اخوتي الكرام بعد ان علمنا ما كان اسلام الفاروق عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) تأثير كبير ودعم للحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ....وكذلك في نفس الوقت تكالبت قريش علي الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم فقررت الامعان في محاربته وهذه المرة كانت الحرب الاقتصادية والنفسية وهي حرب المقاطعة بصفة عامة سوي تجارية او حتي اجتماعية فكانت الصحيفة الظالمة والتي اصبحت فيما بعد وصمة عار في جبين كفار قريش ومن والاهم .... هذا ماسنعرفه بالتفصيل بأذن الله تعالي في الجزء الثالث من الفصل الرابع من السيرة العطرة للحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم .... الي ذلك الحين اقول لكم بارك الله لي ولكم وجعل مانعمل ومانجتهد فيه هو لله فقط لاغير وفي صحائف اعمالنا واعمالكم ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:18 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل الرابع ...ج.3 اخوتي واخواتي الاعزاء السلام عليكم وحمة الله وبركاته نتواصل في الجزء الثالث من الفصل الرابع في محاولة الاحاطة بما كان يلاقيه الحبيب المطصفي صلي الله عليه وسلم من اذي في مكة والمناطق المجاورة من قِبل اهلها واهله وعشيرته فما كان منهم بعدما يأسوا من كل الطرق والتي تفننوا فيها في اذلال الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ...قرروا ان يكون اسلوب محاربتهم له موثق ورسمي ومعلن حتي للقبائل المجاورة فما كان منهم الا ان ابتدعوا صحيفة وكتبوها لتثبيت الحصار الظالم له وللمسلمين الضعفاء ليتم الضغط عليهم لارجاعهم عن الدين الذي اختاروه ليكون الملاذ لهم منهم فنبدا كالمعتاد ببسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي من نجلس هنا في ضيافة سيرته الطيبة العطرة ..... خبر الصحيفة والحصار الظالم فلما رأت قريش أن أصحاب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد وجدوا المنعة في مكة بإسلام الصحابة الكبار , وبإصابتهم الأمن والأمان في الحبشة , وان النجاشي قد منع من لجأ أليه منهم , فكان أمن وأمان المهاجرين إلى الحبشة وإسلام عُمر وحمزة , وانتشار الإسلام في القبائل . اجتمعوا شيوخ قريش وأئتمروا بينهم أن يكتبوا كتاباً يتعاقدون فيه على بني هاشم , وبني عبد المطلب , على أن لايُنكحوا إليهم ولا ينكحوهم, ولا يبيعونهم شيئاً ولا يبتاعون منهم شيئاً , فلما اجتمعوا لذالك كتبوه في صحيفة ثُم تعاهدوا وتواثقوا على ذالك , ثُم قاموا فعلقوا الصحيفة في جوف الكعبة , توكيداً على أنفسهم , وكان كاتب الصحيفة هو ( منصور بن عكرمة أبن عامر بن هاشم ) . فدعا عليه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فشُلّت يده . فلما فعلت قريش ذالك انحازت بنو هاشم وبنو عبد المطلب إلى أبي طالب , فدخلوا معه في شِعاب مكة واجتمعوا إليه وخرج من بني هاشم فقط, أبو لهب (عبد العُزّي بن عبد المطلب) إلى قريش فضارهم (أي وافقهم على ماهُم فيه). حيث أستمر الحصار الظالم لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وشيعته وأصحابه وأهله قرابة الثلاث سنوات , حيث تفننت قريش في الإصرار على تنفيذ الحصار بحذافيره و ومنع كل من يحاول خرق الحصار والقطيعة ،.... وقد حُوصر النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،مدة ثلاث سنين . فى شِعاب مكة وقطعت قريش عنهم كل شئ معيشي حتى بلغهم الجهد وتصايح صيبناهم جوعاً ،ومات نفر منهم . غير أن الصحيفة القرشية لم تلبث أن نقضها نفر من قريش ذاتها,... وعلى رأسهم هشام بن عمرو بن ربيعة ابن أخي نضلة بنت هاشم بن عبد المناف ،فكان يأتي بالبعير وبنوا هاشم وبنو المطلب فى الشِعب ليلاً، حيث حّملَه طعاماً حتى إذا أقبل به فم الشِعب خلع خطامة من رأسه ثم يضرب بها البعير على جنبيه ، فيدخل الشِعب عليهم ،ثم يأتي به ويفعل ذلك كل ليلة . حيث تجمع هاشم بن عمرو فى أقناع زهير بن أبي أمية ابن المغيرة وأمه عاتكة بنت عبد المطلب لنقض صحيفة قريش، وأنضم إليهم المُطعم بن عدى بن نوفل والبخترى أبن هشام ،وزمعة بن الأسود،فاجتمعوا فى مكان بأعلى مكة ليلاً, وتعاقدوا على نقض الصحفية وإبطالها ، واتفقوا على إن يبدأ زهير بنقضها أولاً , فلما أصبحوا غدا زهير وقد لبس حُلة , وطاف بالبيت سبعاً و ثُم أقبل على القوم فدعاهم الى شق الصحيفة ,الظالمة , لأنها تجيز لهم أن يأكلوا ويشربوا ويلبسوا الثياب , وبنو هاشم هلكى لايباع ولا يبتاع منهم , فعارضه أبو جهل , ولأكن زُمعة بن الأسود والمطعم بن عُدىّ وهشام بن عمرو قد تصدوا له وزاد في هذا الأمر أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،قال لعمّه أبو طالب : ( ياعم إن ربي سلط ألأرضه على صحيفة قريش فلم تدع منها إلا أسماء الله , ونفت منها الظلم والقطيعة ) فخرج أبو طالب إلى قريش وأعلمهم بما قاله أبن أخيه مُحمّد ( صلي الله عليه وسلم ) . وقال لهم : لقد قال أبن أخي مُحمّد إن صحيفتكم قد سلط الله عليها الأرضة فأكلتها كلها , ولم يبقى إلا أسماء الله , وتحديداً , باسمك اللهم , فيا معشر قريش إن كان ذالك صحيحاً فانتهوا عن مقاطعتنا , وإن كان غير ذالك , دفعت لكم بابن أخي مُحمّد , فافعلوا به ماتشاءون . فرضوا بذالك , وذهبوا مسرعين الصحيفة , فسبحان الله الواحد الأحد , فقد وجدوا الصحيفة قد أكلتها الأرضة ولم يبقى منها شيء إلاّ كلمة باسمك اللهم !!!! فسبحان الله الذي قهر جبروت قريش وعنجهيتها وتسلطها بأضعف مخلوق , ،... والقصد هنا بأنه أضعف مخلوق في صِغر جسمه ، ولكن بقوة الله الذي خلقه ، فقد أعطاه قوة ، قهرت جبروت قريش وأذلتهم وجعلتهم أصغر منها وأذل ، وكان ذلك بتنفيذ أمر الله الذي أتى من فوق سبع سموات ، لهذا المخلوق الصغير الحجم ، والكبير في طاعة الله سبحانه وتعالي ، فنفذت هذه ( الأرضة ) أمر ربها بأكل الصحيفة ، التى عتت قريش بها على الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) وآل بيته وأصحابه ، فكان درساً عظيماً لقريش وامتهانا لكرامتها الذي ذُلت ومقامها عند القبائل الذي زُلزل ، عن طريق هذه المخلوقة الضئيلة الصغيرة الحجم ، استطاعت أن تكسر كبرياء وعنهجية قريش عندها كان الأمر كذالك في نقض الصحيفة من قِبل جماعة من قريش . ولكن لم يزيد قريش إلاّ تعنتاً وجبروتاً . حيث ترتب على نقض الصحيفة... أن خرج بنو هاشم من الشيعاب في السنة العاشرة من البعثة , أى قبل الهجرة الى المدينة بثلاث سنين . وقد عانى المؤمنون من جراء الحصار , الكثير من الجهد والتعب وشظف العيش والمجاعة , حتى أنهم كانوا يأكلون أوراق الشجر , حتى أن احدهم ليصنع كما تصنع الشاة فى المرعى من أكل العشب وأوراق الشجر, وكان فيهم الصحابي الجليل سعد بن وقاص ( رضي الله عنه) قد روي أنه قال : لقد جعت ذات ليلة حتى إني قد وطئت على شيء رطب فوضعته في فمي وبلعته وما أدرى ماهو إلى ألان ,وكانوا إذا قَدِمت العير الى مكة فذهب أحدهم الى السوق ليشترى شيئاً من الطعام لعياله و يقوم أبو لهب ويقول : يا معشر التجار , غالوا على أصحاب مُحّمد , حتى لايدركون شراء شيء , وأنا ضامن أن لاخساره عليكم . فيزيدون فى أثمان السلع إضعافا مضاعفه , فلا يستطيعون شراء أى شيء , فيرجع الرجل الى أطفاله , وهم يتضورون جوعاً وليس في يديه شيء يقدمه لهم , ثُم يغدوا التجار على أبو لهب , فيربحهم فيما أشتروا من الطعام واللباس , حتى جهِد المسلمون ومن معهم جوعاً وعرياً . قال أبن إسحاق : فلما مُزِقتْ الصحيفة , وبطل مافيها , قال أبو طالب فى ماكان من أمر أُولئك النفر الذين قاموا بنقضها يمدحهم , حيث قال : ألا هل أتى بحْرّينا صُنع ربنا=====على مابهم والله بالناس أَرودُ فيخبرهم أن الصحيفة مُزقت=====وأن كل مالا يرضى الله مُفْسِدُ تراوحها أفك وسحر مُجَمّعُ===== ولم يُلَفُ سِحر آخر الدهر يصعد ذكر ما لقيَ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )من قومه من الاذي وما نزل فيهم من القرآن فجعلت قريش حين منع الله نبيه منهم ومن ظلمهم , وإقامة عمّه وقومه من بني هاشم و وبني المطلب دونه و وحالوا بينه وبينهم وبين ماأرادوا من البطش به , فبدأت بهز ولمز واستهزاء على الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ،وبمخاصمته , فجعل الله ينزّل القرآن في قريش بأحداثهم وبعداوتهم لرسوله الكريم ولأصحاب الرسول , فمنهم من تمت تسميته , ومنهم من نزل فيه القرآن عامة من ذكر الله من الكفار , فكان ممن ذكرهم الله من الكفار بأ سمه هو عمّه أبولهب. ( 1 ) أبو لهب بن عبد المطلب ( عبد العُزىّ بن عبد المطلب وزوجته أم جميل بنت حرب بن أميه ( أخت أبو سفيان ) وسميت بحمالة الحطب لأنها كانت تحمل الحطب والشوك وتطرحه في طريق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) , فنزلت فيها وفي زوجها أبو لهب سورة المسد حيث قال تعالى : { تَبّتْ يدا أبى لهب وتب * مغنى عَنْهُ مَالُهُ وما كسب * سيصلى نَاراً ذات لهبٍ وامرأته حمالةُ الحطب * في جيدها حبلُُ ُ من مَسدْ } . فحينما سمعت أُم جميل مانزل فيها وفي زوجها من القرآن , أتت وبكل وقاحة وقلت أدب .... , إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وهو جالس في المسجد عند الكعبة , مع أصحابه أبو بكر الصديق وفي يدها فِهر ( حجر مِلُ كف اليد ) , فلما وقفت عليهما أخذ الله ببصرها عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فلا ترى إلاّ أبو بكر الصديق , فقالت يأبى بكر : أين صاحبك , حيث قد بلغني أنه يهجوني , والله لو وجدته لضربْتُ فمه بهذا القهر , ثُم انصرفت , فقال أبوبكر الصديق لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : أما نراها رأتك ؟ فقال له : مار أتني , لقد ذهب الله ببصرها عني ... ، فسبحان الله الذي حنى وحمى رسوله الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى يسير به إلي طريق توصيل رسالته الخالدة ، كما وعده بالحماية ( 2 ) أمية بن خلف بن وهب حيث كان إذا رأى الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) , همزه ولمزه وطعن فيه , فنزلت في فعله ذاك سورة الهُمَزه , حيث قال تعالى : { وبلُ ُ لِكلِ هُمِزةٍ لُمزةٍ * الذي جمع مالاً وعددهُ * يحسب أن ماله أخلدهُ كلاّ * لينبذن في الحطمة * وأدراك ما الحطمة* نارُ الله الموقدة التي تطلِعُ على الآفئده * إنها عليهم مؤصده في عمدٍ ممدةٍ } . ( 3 ) العاص بن وائل السهمي. حيث كان الخباب بن الارث , صاحب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،قيناً يعمل في صناعة السيوف , وكان قد باع للعاص بن وائل السهمي سيوفا ً قد أستعجله فيه لصنعها , من غير أن يعطيه ثمنها , فحائه يوماً يتقاضاه , فقال له العاص بن وائل : ياخباب أليس يزعُمْ مُحمّد صاحبكم هذا الذي أنت على دينه , أن في الجنة مأبتغي أهلها من الذهب والفضة والثياب والخدم , فقال الخباب : بلى والله , فقال له العاص بن وائل وبكل صفاقة : فأنظرني إلى يوم ألقيامه ياخباب حتى أرجع الدار فأقضيك هنالك حاجتك وحقك , فوا لله لأتكون أنت وصاحبك ,ياخباب آثر عند الله منّى ولا أعظم حظاً في ذالك , فأنزل الله تعالى فيه :
{ أفَرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالاً وولدا* أَطلع الغيب ...إلى قوله تعالى : {ونرثه ما يقول ويأتنا فردا}. ( 4 ) النضر بن الحارث بن علقمة . حيث كان إذا جلس رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،مجلساً يدعوا فيه الى الله تعالى , وتلا فيه القرآن وحذر فيه قريشاً , ماأصاب الأمم الخالية من جراء كفرهم لأنبيائهم وعدم تصديقهم بما جاءوا به من الله ،يجلس النضر بن الحارث خلف رسول الله ( صلي الله عليه وسلم إذا قام من مجلسه , فيبدأ في التحدث عن رُستم السند باد , وعن ملوك فارس , ثُم يقول : والله ما مُحمّد بأحسن حديثاً مني , وما حديثه إلا أساطير الأولين , إكتتبها كما إكتتبتها أنا , فأنزل الله تبارك وتعالي فيه : { وقالوا أساطير الأولين * إكتتبها فهي تملى عليه بُكْرةً وأصيلاً * قُل أَنزله الذي يَعْلَمُ السّرَّ في السموات وألا رض* إنه كان غفوراً رحيما ) , ونزل فيه قوله تعالي : { إذا تتلي عليه آياتنا * قال أساطير الأولين }. ( 5 ) الاخنس بن شريق ( حليف بني زُهرة ) . وقد كان من أشراف القوم , وممن يُستَمِعُ له و فكان يعيب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ، ويرد عليه , فأنزل الله تبارك وتعالي فيه : { ولاتُطِعْ كُلِ حلافٍ مهين* همّاز مشَّاءٍ بنميم } ( 6 ) الوليد بن المُغيرة . وكان يتبجح ويقول بكل صفاقة وغرور , أينزل على مُحمّد وأُترك وأنا كبير قريش وسيدها , ويترك أبو مسعود عمرو بن عمير الثقفي , سيد ثقيف ونحن عظماء القريتين فأنزل الله تبارك وتعالى فيه { وقالوا لولا نُزِلَ هذا القرآن على رجُلٍ من القريتين عظيم } . ( 7 ) عقبه بن معيط. حدث أن عقبة جلس الى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يستمع إليه , فسمع أبى بن خلف بذالك , فذهب إليه , وقال له : ألم يبلغني إنك جالست مُحَمّدْاً وسمعت منه , فإن وجهي من وجهك حرام أن أكلمك , إن عاودت وجلست إلى مُحمّدْ وسمعت منه , ولا أرضى حتى تأتى مُحمّدْ فتتفل في وجهه , فنفذ الملعون الإمعة ما أمره به سيده أُبى بن خلف , وتفل في وجه النبي الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) , فأنزل الله تبارك وتعالى فيه : { ويوم يعضّ ُ الظّالِمُ على يديه * ويقول ياليتني إتخذت مع الرّسُول سبيلا} . ( 8 ) أُبى بن خلف . حيث مشى أُبى بن خلف , ذات يوم , وأخذ بيده عظم بالٍ مهتري متجهاً به إلى رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقال له : أنت تزعم يا محمد أن الله يبعث هذا العظم البالي بعد ماأرم وأصبح تراب ؟!! ثُم نفخه لعنة الله عليه , على وجه النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقال له الحبيب المصطفي (صلوات الله وسلامه عليه ) : نعم أنا أقول ذالك , ويبعثه الله وإياك بعدما تكونان هكذا , ثُم يدخلك الله النّار . فأنزل الله تبارك وتعالي : {وضرب لنا مثلاً ونسى خلقه * قال من يحيى العظام وهى رميم * قل يُحيها الذى أنشأها أول مرة وهو بكل خلقٍ عليمَ }. ( 9 ) أبو جهل بن هشام ( أبى الحكم عمر بن هشام ). حيث لقيَ أبو جهل , يوماً النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقال له : والله يامُحمّد , لتتركن سبّ آلهتنا و أو لنُسبنّ إلهك الذى تعبد , فأنزل الله تبارك وتعالي : { ولاتسبّوا الذين يدعون من دون الله * فيسُّبوا الله عَدْوُ ُا بغير عِلم } ... فكفَّ رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،عن سبّ آلهتهم و وجعل يدعوا إلى الله . ولّما نزّل الله تعالى ذِكر شجرة الزقوم تخويفاً لهم،قال أبو جهل: يا معشر قريش هل تدرون ما شجرة الزقوم التى يخوّفكم بها محمد ؟ قالوا :لا ؛ قال: هي عجوة ( نوع من التمر ) ، تثرب بالزّبد والله لئن إستمكنا منها لتزقمنها تزقماً ( تبتلعوها ) فأنزل الله تعالى فيه : { إن شجرة الزقوم طعام الأثيم * كالمهلِ يغلى فى البطون كغلي الحميم }. (10) سبب نزول سورة الكافرون . حيث أعترض الأسود بن المطلب و الوليد بن المغيرة و أمية بن خلف والعاصي بن وائل السهمي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو يطوف بالكعبة فقالوا له : يا محمد هُلمَ فلنعبد ما تعبد فنشترك نحن وأنت فى الأمر ، فإن كان الذى تعبد خيراً مما نعبد كناّ قد أخذنا بحظنا منه ، وإن كان إن ما نعبد خيراً مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه ، فأنزل الله تعالى فيهم : {قل يأيهُّا الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتُم عَابدُون ما أعبُد * ولا أنا عابِد ما عبدتُم ولا أنتُم عَابدُون ما أعبُد* لكم دينكم ولي دين }. (11) الوليد بن المغيرة . حيث وقف الوليد بن المغُيرة مع الرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،والرسول يكلمه وقد طمع فى أسلامه فى هذا الأثناء مرّ به أبن مكتوم الأعمى فكلّم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ليستقرا القرآن ( يعرضه ليتمكن من حفضه ) عليه . فشق ذلك على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،حتى أضجره ، وذلك أنه أشغله عماً كان فيه من أمر الوليد ، وما طمع فيه من إسلامه فلما أكثر عليه ،أنصرف عنه عابساً وتركه ،فأنزل الله تعالى فيه: { عبسى وتولى عن جاءه العمى } . وكان فعل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،ذلك لرغبته فى إسلام الوليد بن المغُيرة لأنه لا يعرف الإسلام ولا القرآن أما عمرو بن مكتوم فهو مسلم وأراد معرفة القرآن ،فأراد الرسول الكريم أن لا يضيع الفرصة فى أسلام الوليد, ثم بعدها يرجع إلى عمرو بن مكتوم ليعلمه ما يريد،ولكن أبن مكتوم ألحّ على تعلم القرآن . حتى ضجر منه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) فأنزل الله هذه السورة مُعاتباً نبيه الكريم على أنه مُرسل للناس كاّفة وليس لشخص بعينه ، فقبلها رسول الله أحسن قبول ،وهذا يرجع الى محبة الله تبارك وتعالى لرسوله الكريم فكان عقاباً رقيقاً. اللهم صل وسلم وبارك عليك ياسيد الثقلين فقد تحملت وجاهدت وصبرت حتي اوصلت الامانة حتي وصلت الينا كاملة مكملة فلا ينقصنا منها الا اتباعها واتباع هديك ونكثر من الصلاة عليك نتوقف هنا اخوتي الكرام ونواصل في الجزء الرابع من الفصل الرابع القادم بأذن الله لنلقلي الضوء علي من عاد من المهاجرين من الحبشة وما حصل لهم حين رجوعهم .. الي ذلك الوقت اقول لكم بارك الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:19 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل الرابع ...ج4 . احبائي الافاضل وعشاق مائدة سيرة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كنّا قد عرفنا في الجزء 3 من الفصل الرابع ماحدث للرسول الكريم صلي الله عليه وسلم من معارضة شديدة من قبل عُصاة قريش وجبابرتها حتي نزل فيهم القرآن يُتلي الي يوم القيامة وقد عرفنا من هم.. وفي هذا الجزء الرابع من الفصل الرابع نتواصل معكم لنعرف ماذا حصل للمسلمين الاوائل الذين هاجروا للحبشة عندما سمعوا ان اهل مكة قد اسلموا وما حصل لهم في رجوعهم هذا اغتباطا وفرحا بالذي سمعوه من ا ن اهل مكة قد أسلموا .... فنبدأ علي بركة الله بعد ان نقول بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب هذه السيرة العطرة .. ذكر من عاد من أرض الحبشة لمّا بلغهم إسلام أهل مكة قال أبن هشام في تصحيح سيرة أبن إسحاق : وقد ذكر أبن إسحاق وموسى بن عقبة وأهل الأصول , أن الشيطان قد قال كلاماً , ( فقد كان يتجسد لهم علي هيئة رجل ) .. وقد فعل من قبل عندما اشار علي كفار قريش بأغتيال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ... بأن دلّهم علي ان يتشتت دمه بين القبائل علي ان يرسلوا عشرة رجال اقوياء لاغتياله ..... وأذاعه بين المشركين , على أن اللاّت والعُزّى لهم الغُرفة وأن شفاعتهم لتُرتجى , فسُرّ المشركون ,... وقالوا محمد قد ذكر آلهتنا بخير , فسجدوا لألهتم .. في الوقت نفسه سجدوا المسلمون , وكان سجود المسلمون , سببه السجدة التى فى سورة النجم , ... فقد ألقى الشيطان هذه الكذبة وأذاعها على أنها نزلت فى سورة النجم (لعنه الله ) ، فنزلت الآية : { فينسخ الله مايلقى الشيطان } . ومنها قول أن الشيطان قال ذالك وأذاعه وأن الرسول لم ينطق به و وأيضاً ورد أن الرسول الكريم قالها في نفسه وقد عنى بها الملائكة وأن شفاعتهم لتُرتجى , ومنها أنه قالها حاكياً عن الكفرة وأنهم ليقولون ذالك , فقالها متعجباً من كفرهم , فمن هاهنا تمَّ وصول هذا الخبر الى ارض الحبشة أن قريشاً قد أسلموا , ففرحوا أهل الحبشة من المسلمين المهاجرين بذالك , فأقبلوا راجعين إلى مكة , حتى إذا دنوا من مكة , بلغهم أن ما كانوا قد تحدثوا به من إسلام أهل مكة , كان باطلاً وكاذباً , فلم يدخل منهم أحد إلا بجوار ( حماية ) أو مستخفياً , فكان ممن قدِم وعاد إلى مكة , فأقام فيها , حتى هاجر الى المدينة وشَهِد بدر وأحد ومنهم من رفض الحماية والجوار,فتعرض بذالك لشتى أنواع من العذاب . ومنهم : 1. عثمان بن عفان===== 2 . زوجة رقية بن رسول الله 3. أبو حذيفة بن عتبه=====4 . سهلة بنت سهيل 5. الزبير بن العوام===== 6 . مصعب بن عمير 7. سويط بن سعد بن حرملة=====8. طليب بن عميد بن وهن 9. عبد الرحمن بن عوف===== 10. المقداد بن عمرو 11. عبد الله بن مسعود=====12 أبو سلمه بن عبد الأسد 13. زوجته أم سلمه بنت أميه بن المغيرة===== 14 . عثمان بن مصغون 15. ابنة السائب بن عثمان بن مضفون===== 16 . قيس بن حذافه 17. هشام بن العاص بن وائل=====18. عامر بن ربيعه 19.. وزوجته ليلى بنت أبي قثمه=====20 . عبد الله محزمة بن عبد العزيٌ 21 عبد الله بن سهيل بن عمرو===== 22. وأبو سبره أبي رُهم 23. وزوجته أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو===== 24 . السكران بن عمروأبن عبد شمس 25. وزوجته سؤدة بنت زعمه بن قيس======26. أبو عبيدة بن الجراح 27. عمرو بن الحارث=====28 سهيل بن بيضاء 29. عمرو بن أبي سرح بن ربيعة فيجمع من قدِم مكه من أرض الحبشة قرابة ثلاثة وثلاثون رجلاً , فكان منهم من دخل بجوار ( حماية ) أهل مكة و ومنهم من رفض الجوار , اعتقادا منه بأنه لايجوز له التمتع بالحماية وإخوانه المسلمين يلاقون شتى ألوان العذاب والتحقير , ومن هؤلاء الذين ردّوا الجوار (الحماية ) على أصحابها . هو عثمان بن المضفون , الذي ردّ جوار الوليد بن المغيرة , حيث قال له : يأبا عبد شمس , لقد وفيت ذمتك , فاالان أريد أن أرد عليك جوارك , فقال له : لِمَ يأبن أخي ؟ لعله آذاك أحد من قومي , فقال له عثمان بن مضفون : لا , ولاكني أرضى بجوار الله , ولا أريد أن أستجير بغيره !! فقال له الوليد بن المغيرة : فأنطلق أذاً إلى المسجد , فلما وصلا الى المسجد , قال الوليد بن المغيرة : هذا عثمان بن مضفون , قد جاء يرّد علىّ جواري , فقال عثمان بن مضفون : نعم , للقد وجدته كريم الجوار , ولاكني قد أحببت أن لاأستجير بغير الله , فقد رددتُ عليه جواره , ثُم أنصرف عثمان بن مضفون, وهو في طريه الى البيت , وجد لبيد بن ربيعة بن مالك , في مجلس لقريش , ينشد شعراً , فجلس عثمان يستمع فقال لبيد بن ربيعة: ألا كلُ شيء ماخلا الله باطلاً ، فقال عثمان بن مضفون : صدقت والله , فقال لبيد بن ربيعة : وكلُ نعيم لامحالة زائل ، فقال عثمان بن مضفون : كذبت , فنعيم الجنة لايزول , فقال لبيد بن ربيعة : يامعشر قريش , ماكان أحد من قبل يؤذى جليسكم , فكيف بهذا الرجل ,يعنى ( عثمان بن مضفون ) , فقام رجل من قريش , وقال : إن هذا سفيه من سفهاء مُحمّدْ , قد فارقوا دينهم , فرد عليه عثمان رداً موجعاً , فقفز إليه الرجل وضرب عثمان بن مضفون , على عينه فأدماها , وكل هذا والوليد بن المغيرة ينظر , فقال له : يأبن أخي أما لو كنت في جواري , ماأصابك مثل مااصابك الآن , فقال له عثمان بن مضفون , والله أن عيني السليمة لمشتاقة لمثل محادث لأختها في الله , فقال له الوليد بن المغيرة : يأبن أخي ارجع إلى جواري لأحميك , فقال عثمان وبصرامة : لا. وقد دخلوا كل من عاد من الحبشة , بجوار ألا عبد الله بن مسعود , الذي عاد من الحبشة , وقد تعرض هؤلاء العائدون لاضطهاد أهل مكة وأذاهم. فأذن لهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بالهجرة الثانية إلى الحبشة . فتكبدوا مشقة فى خروجهم وفي رجوعهم إلى الحبشة , فكان جملة من هاجر إلى الحبشة ,... قرابة ثمانية وثلاثون رجلاً , ومن النساء أحدى عشر امرأة قرشية , وسبعة غرائب ( أى من خارج قريش). وقد عاد من هؤلاء المهاجرين في المرة الثانية للحبشة ثلاثة وثلاثون مهاجراً وثمانية مهاجرات إلى مكة , أما الباقون فقد عادوا إلى المدينة المنورة , بعد غزوة خيبر. ولقد أستمر الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) فى الدعوة لرسالة الله سبحانه وتعالي , متحدياً بذالك كل الحصار الذي لاقاه من كفار قريش ومتحدياً أيضاً كُل ما قيل عنه من سحر وكهانة وجنون و وكان ( صلى الله عليه وسلم ) تحفه رعاية وجوار الله وحماية عمّه أبو طالب , يذوذ عنه بقوة ولا يسلمه إلى أحد أبداً . وبوجود الصحابة الكرام ( رضوان الله تعالي عنهم ) منهم عُمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق وعثمان بن عفّان وعلى بن أبي طالب ( رضوان الله تعالي عيهم أجمعين ), وضعاف الصحابة وفقرائها . كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قوياً بالرسالة التي يحملها ويذوذ عنها و حيث أستمر يعرض أمر ربه بالتبليغ رسالته للناس كافّة , فبدء يعرض رسالته في مواسم الحج , على القبائل الوافدة للحج , فمنهم من سكت خوفاً من قريش, ومنهم من يعاند ويصرّ على الكفر , فأستمر الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،صابراً محتسباً , مؤدياً لقومه النصيحة , بالرغم مما كان يلاقيه منهم من الاستهزاء والتكذيب والاذي . وكان من عظماء المستهزئين, الأسود بن عبد المطلب ,.. حيث دعا عليه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لمّا كان يصله من أذاه واستهزائه به , فقال: ( اللهم أعم بصره , وأثكل ولده ) ... ,ومنهم أيضاً الأسود بن عبد يغوث .. والوليد بن المغيرة ,.. والعاص بن وائل السهمي ,... والحارث بن الطُلاطلة . فلما تمادوا في الشر وأكثروا على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، الاستهزاء... أنزل الله تعالي عليه فيهم : { فأصدع بما تُؤمر وأعرض عن المشركين * إنّا فديناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلهاً آخر فسوف يعلمون } ، ولقد أصابهم شرور عديدة ثمن استهزائهم بالحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،وبرسالته . فلقد أصيب الأسود بت المطلب بالعمى ... حينما مرّ رسول الله ( صلي الله عليه وسلم) ،وبرفقته جبريل (عليه السلام ) ، وهو يطوف بالبيت , فمر به الأسود بن المطلب فرمى في وجه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بورقة خضراء ، وحدث أن مرّ رسول( صلي الله عليه وسلم ) ،بالأسود بن عبد يغوث و فأشار الأسود إلى بطن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، استهزاء ، فأصابه الله بالاستسقاء فمات منه . وحدث أن مرّ رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،.. بالوليد بن المغيرة , فأشار الأخير الى جرح قديم في قدم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وكأنهم عجزوا عن الوقوف في وجه الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، فبدأُ بالبحث عن أفعال وأقوال لا يقولها حتى الأطفال الذين لم يبلغلوا الحلم بعد ،في التعيير بالجسم وبالجروح الظاهرة حتى بطريقة المشي . فمات الوليد بن المغيرة , إثر مروره برجل من قبيلة خزاعة , وهو يريش نبله ( أي يصنع النبل ويضع فى طرفه ريش ) , فدخل نبل في قدم الوليد بن المغيرة فلم تلتئم وانتقضت عدة مرات حتى مات على أثره . و بالرغم من المصائب التى تصيب كفار قريش من جراء إستهزلئهم من رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، لم يتوقفوا للحضة , فاستمروا في عنادهم وتحقيرهم للرسول الكريم , ولكن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،هو كذالك لم يتوقف عن الدعوة لله بشتى الوسائل والطرق بدء بالنصيحة وانتهاء بالدعوة لهم ليهديهم الله .. فكان ولازال الرسول الكريم رؤؤف رحيم عطوف بقومه لايكل ولا يمل في دعوتهم للإسلام وللأيمان و بالحكمة والموعظة الحسنة , بالرغم من كل مايلاقيه منهم من جحود ونكران وتكذيب , وحتى ماتجود به أنفسهم من أعمال شديدة القبح وسوء الأدب مع من يدعوهم إلى النجاة والصلاح , فهذا هو الرسول الكريم المبعوث رحمة للعالمين وللناس كافة . عام الحزن وفيه وفاة عمّه أبى طالب وزوجته خديجة وكان في السنة العاشرة , قبل الهجرة إلي المدينة بثلاثة سنين ولكن برغم ذالك لم ييأسوا من المكيدة له ولأصحابه , ولعمل على عدم تركه يهنأ برسالته ولا بصحته , فكان أبو طالب هو الملاذ الآمن له منهم ومن الوصول إليه باليد في خارج البيت , والمواساة والحب والرقة والقلب الكبير من السيدة خديجة ( رضي الله عنها ) من الداخل ,ففي هذا العام ( أى العام العاشر من البعث قبل الهجرة بثلاثة سنين ) , توالت على رسول الله المصاعب والأحزان من الحصار الظالم , الذي فرضته قريش الى رجوع بعض المسلمين من الحبشة ضناً منهم بأن قريش أسلمت , وكيف تلقفتهم قريش بالعذاب والتنكيل , حتى رجع نفر منهم الى الحبشة . ثُم جاءت وفاة سنده الذي جعله الله له , عمّه أبو طالب و الذي عاش جاهداً في حماية أبن أخيه مُحمّدْ من أذي قريش والذود عنه و حيث توفى فى السنة العاشرة من البعث , فلما أشتد المرض بأبي طالب , قال له النبي الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) : ( ياعمّ قُلها أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة وكان يعنى الشهادة ).. فقال له أبو طالب : ياأبن أخي , لولا مخافة السبّة وأن تظن قريش إنما قُلتها جزعاً من الموت , لقلتها ... ) فلما تقارب من أبي, طالب الموت جعل يحرك شفتيه , فأصغى أليه أخيه العباس بن عبد المطلب وقرّب أليه أذنه وقال العباس: والله يأبن أخي لقد قال الكلمة التى أمرته أن يقولها , فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :الحمد الله الذي هداك ياعم !! وقيل أيضاً أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) حينما قال له عمّه العباس ذالك , قال له : لم أسمع !!! والمشهور أنه مات كافراً ,.... ومن شعر أبي طالب مما يدل على أنه مُصدِّق لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قوله : ودعوتني وعلمت أنك صادق===== ولقد صدقت وكنت ثُم أمينا ولقد علمت بأن دين مُحمّـــدٍ=====من خير أديان البرية دينا والله لن يصلوا إليك بجمعهـم======حتى أُسد في التراب دفينا. وكانت وفاة أبو طالب حينما أشتدى من المرض وثَقُلَ جسمه , قالت قريش بعضها لبعض: إن حمزة وعمر قد أسلما , وقد فشا أمرُ محمد في قبائل قريش كلها و فانطلقوا بنا الى أبى طالب قبل أن يموت فليأخذ لنا على أبن أخيه وليعطه متّا , فوا لله مانأمن أن يبتزونا أمرنا و فذهبوا الى أبي طالب , وهو على فراش المرض وهم : عتبة بن ربيعة , وشيبة بن ربيعة , وأبو جهل بن هشام و وأمية بن خلف , وأبو سفيان بن حرب , وقالوا له : يأبا طالب , إنك منّا حيث قد علمت , وقد حضرك ماترى ( أى قاربت على الموت ) وتخوفنا عليك , وقد علمت الذي بيننا وبين أبن أخيك , فأدعه فخذ لنا منه و ليكف عنّا , ونكف عنه , ويدع ديننا , وندع دينه ، فبعث أبو طالب الى أبن أخيه الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،فلما حضر قال له : يأبن أخي هؤلاء قومك قد اجتمعوا ليعطوك , ولتأخذ منهم فقال له : نعم ياعمّ , كلمة واحدة تعطونها تملكون بها العرب , وتدين لكم بها العجم ) ,فقال أبو جهل : نعم وأبيك , خُذ عشرة كلمات , فقال الحبيب المصطفي ( صلى الله عليه وسلم ) : ( فقولوا لآله إلا الله , وتخلعون ماتعبدون من دونه ) . فصفقوا أيديهم ثُم قالوا : أتريد يا مُحمّد أن تجعل الإلهة إله واحد , إن أمرك لعجيب , فقالوا بعضهم لبعض : إنه والله ماهذا الرجل الذي يعطيكم ماتريدون , فانطلقوا , وأمضوا على دينكم ودين آبائكم و حتى يحكم الله بيننا وبينه. ثُم تفرقوا ،فقال أبو طالب : والله يأبن أخي مارأيتك سألتهم شططا , وقد مات في عمر يناهز بضعاً وثمانون سنة . ثُم وفي نفس السنة , أى السنة العاشرة من البعثة توفيت السيدة العظيمة خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها ) في نفس السنة التى توفى فيها أبو طالب , فكانت رضي الله عنها وزيرة صدق على الإسلام , يشكو إليها همومه والمصاعب التي يلاقيها من قريش ,... فكانت ( رضي الله عنها) خير ناصح ومُحب لأفضل منصوح وحبيب .. فكانت السكن والراحة , فبوفاتها , تتابعت على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المصائب ,.. وكان ذالك قبل الهجرة بثلاثة سنين , فلما مات أبو طالب , نالت منه قريش من الاذي مالم تكن تطمع به في حياة أبى طالب . فوصل الأمر بكفار قريش أن أعترض أحدهم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فنثر على رأسه التراب , فلما نثر ذالك السفيه التراب على رأس الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،دخل الرسول الكريم الى بيتهُ , والتراب على رأسه , فقامت أحدى بناته , فجعلت تغسل عنه التراب وهى تبكى ,... ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،يقول لها : (لا تبكى يا بنية , فأن الله مانع أباك )... وكان ( صلي الله عليه وسلم ) ،يقول : (مانالت مني قريش شيئاً أكرهه , حتى مات أبو طالب ففعلت ).. وكان النفر الذين يؤذون رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،في بيته بعد وفاة أبو طالب وهم : ( 1 ) أبا لهب ( عبد ألعزي بن عبد المطلب ) . ( 2 ) والحكم بت العاص بن وائل . ( 3 ) وعقبة بن أبى معيط ( 4 ) وعُدي بن حمراء الثقفي . ( 5 )وأبن الاصراء الهذلي.... فقد كانوا هؤلاء جيرانه ( صلي الله عليه وسلم ) ، في السكن , حيث لم يسلم منهم أحد , إلا الحكم بن أبي العاص بن وائل , فكان أحدهم يطرح على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،رحم شاة و وهو يصلى , وكان الأخر يضع في برمته ( أناء الطهي ) حجراً ...!!! حتى أتخذ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بينهم حجراً ( جدار ) يستتر به منهم , إذا صلى , وكان رسول الله إذا طرحوا عليه القاذورات , يأخذه على عصا , ثُم يخرج به عليهم ويقول لهم : ( يابن عبد مناف , أى جوارٍ هذا )... , ثُم يطرحه بعيداً , فأستمر الرسول الكريم على ما هو عليه من الصبر عليهم و ودعوتهم . الي هنا اخوتي الكرام نتوقف قليلا ونواصل بأذن الله في الجزء الخامس من الفصل الرابع مع دراسة مهمة في الحماية التي وفرها الله سبحانه وتعالي لرسوله الكريم صلي الله عليه وسلم له حتي من الكفار انفسهم .. وسفره لعرض نفسه علي القبائل في الطائف ... سلمتم اخوتي الكرام علي متابعاتكم الطيبة لأطيب مائدة ولنا لقاء ان شاء الله بارك الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:20 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل الرابع ...ج5 . الاخوة الاكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نصل في هذا الجزء الخامس من الفصل الرابع... لنتعرف علي نوع وكيفية الحماية التي وفرها الله سبحانه وتعالي لحبيبه المصطفي صلي الله عليه وسلم ، ليُتم به نعمة الاسلام والتبليغ بالرسالة الخالدة...... ولنقف عليها قليلا لنفهم المغزي والفلسفة من هذه الحماية حتي من الكفار انفسهم .... وسفره للطائف لعرض نفسه علي القبائل لحمايته فنبتدئ بأذن الله ونقول كالمعتاد بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله فكيف كانت الحماية متوفرة للرسل الكريم من عمّه وزوجته ... وفي هذا الموضوع شرح وبين العلامة المرحوم بأذن الله تعالي الشيخ محمد متولي الشعرواي ... فقال: فالحق سبحانه وتعالي حينما أمر رسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أن يُجهد بدعوته والإصرار عليها و عاداه القوم ...عداء بلا هوادة .. إلا إن هذا العداء لم يمنع من تسرب هدى الأيمان إلي نفوس كثيرُ ُ من الناس من عشيرته ( صلي الله عليه وسلم ) ،الأقربين , ... ومن قومه الذين يعلمون صدِق ما جاء به . .وإنه لم يكذب عليهم , حتى في الأمور الدنيوية .. فكيف يكذب على الله سبحاه وتعالي ,... حيث كان سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) في حاجة مادية إلى إن يتم حمايته حمايتين . الحماية الأولي في الخارج : حيث كان أبو طالب هو من تكفل بحماية رسول الله في الخارج , من أذي الكفار , وأذي المشركين , وكان قرب أبو طالب من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،سبباً من الأسباب التي جعلت الكفار يجاملونه بعض المجاملة .. والسبب الأخر كان قرابته من رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) . الحماية الثانية من الداخل : حيث كانت السيدة الفاضلة خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها ) هي التى تكفلت بحماية الحبيب المصطفي ( صلى الله عليه وسلم ) في البيت , فكانت السكن الذي يلجأ إليه الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) .. فتمسح بيدي الحنان . وبيدي العطف .. وبيدي الرعاية والعناية على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،.. فكأن الله سبحانه وتعالى , قد هيأ لحمايته ( صلي الله عليه وسلم ) ،ولنصرته ولمؤازرته , مصدراً لحمايته , أيمانياً في داخل البيت , فكان من خديجة .ومصدراً كفرياً في الخارج ,... فكان من عمّه أبو طالب , وحين يكون هذان المصدران في خدمة وبجوار رسول اله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فعمّه أبو طالب في الخارج , وزوجته خديجة في الداخل ,ولكن قدر الله سبحانه وتعالي شاء أن تتوفي زوجته خديجة بنت خويلد في العام الذي توفي فيه عمّه أبي طالب ,... وهنا يفقد الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،السكن الذي كان يأوي الى حنانه وعطفه .. كما فقد الحماية الخارجية ومع أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،كان يعلم تماماً أن الله سبحانه وتعالي لايسلمه .. إلا أنه مع ذالك أخذ يعمل فكره ويعمل بصيرته ... ويخطط لينطلق بالدعوة بالأسباب البشرية التي يقدر عليها , فما كان منه ( صلي الله عليه وسلم ) ،في هذا الجو الخانق في مكة إلاّ أن يلتمس منطلقاً للدعوة لعله يجد نصيراً خارجياً , فقام بأول رحلته الدعوية خارج مكة , فكانت إلي الطائف ..... سعي الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) إلي الطائف طلباً للنصرة والحماية قال أبن هشام : فلما هلك أبو طالب , نالت قريش من رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،من الأذى , مالم تكن , تستطيع أن تنال منه في حياة عمّه أبو طالب ,... فلم يجد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،سوي الخروج إلي الطائف , يلتمس النصرة من ثقيف , والمنعة بهم من قومه , وراجياً أيضاً أن يقبلوا منه ماجاء به إليهم من الله تيارك وتعالي , فخرج ومعه زيد بن حارثة ,... فلما وصل النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي الطائف , ألتقي بنفر من سادة وأشراف ثقيف ، وهم الإخوة الثلاثة : (1 ) عبد ياليل بن عمرو بن عمير . ( 2 )حبيب بن عمرو بن عمير ( 3 ) مسعود بن عمرو بن عمير فجلس النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إليهم , فدعاهم إلي الله تبارك وتعالي , وكلمهم بما جاءهم لهم من نصرته على الإسلام , والقيام معه على من خالفه من قومه , فقال له أحدهم : سأمرط ( سأنزع ثياب الكعبة ) إن كان الله قد أرسلك ,.. وقال الأخر : أما وجد الله أحداً يرسله غيرك , وقال ثالثهم : والله لاأكلمك أبداً , لئن كنت رسولاً من الله كما تقول , لأنت أعظم خطراً من أن أرُد عليك بالكلام , وإن كنت تكذب على الله , ما ينبغي لى أن أكلمك . فقام الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،من عندهم وقد يأس منهم ومن خير ثقيف وقد قال لهم : ( إذا فعلتم مافعلتم , فاكتموا عني ) ... حيث كره الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن يبلغ قومه ما حدث له منهم فيثيرهم عليه , ولكنهم ( أى رجال ثقيف ) لم يفعلوا , فأغروا به سفهائهم وعبيدهم بسبّه والصياح عليه , حتي أجتمع الناس عليه ,... فألجئوه إلي حائط ( بستان ) ... لعتبة بن ربيعة وشيبة ن ربيعة... وهما فيه , فرجع عنه من كان يتبعه من سفهاء ثقيف وعبيدها , فعمد إلي ظل شجرة ( شجرة عنب ) فجلس في ظلها , وأبناء ربيعة ينظرون إليه ويريان مالقيَ من سفهاء أهل الطائف , فلمّا إطمأنّ رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،جلس الى الحائط ليرتاح وهنا وقفه وجب أن نقفها ، حيث قال العلامة الشيخ محمد متولي الشعراوى: هنا نقف وقفة .. حيث أن الإنسان الذى يمده الله تبارك وتعالي بالأسباب , عليه أن يستعمل هذه الأسباب .. وأن يجتهد ما في وسعه على أن يستخدم هذه الأسباب , في الوصول إلى أغرضه .. وحين يلجأ إلي الله سبحانه وتعالي ومعه الأسباب و يمده الله إليه رجائه لأنه لاتزال معه الأسباب , ولكن أذا أصبح مضطراً وقد أعيته الأسباب لم تعد في استطاعته .. فوقف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) في موقف الضارع إلي الله سبحانه وتعالي , حيث قال الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) : ( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس .. يأرحم الرحيمين .. أنت رب المستضعفين .. وأنت ربي .. إلى من تكلني .. إلى بعيد يتجهمني .. أم إلى عدو ملكته أمري .. إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالى .. ولكن عافيتك هي أوسع لي .. أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات .. وصلُح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بى غضبك أو يحل عليّ سخطك .. لك العتبى حتى ترضى .. ولاحول ولا قوة إلاّ بالله )....... فهذا الدعاء الذى فيه كل مقومات الإيمان واليقين لان رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ، لم يخذله الله سبحانه وتعالي , ودعائه هذا يشمل أنه قد أستنفد كل الأسباب وأنه لم يجد إلاّ عدواناً وبغياً , فلا بد أذاً أن تتدخل السماء ، فلما رآه أبنا ربيعة , مالقيَ , تحركت له رحمهما , فدعوا غلاماً لهما نصرانيا يقال له (عدّاس) فقالا له : خذ قطفاً من العنب و فضعه في طبق ثم أذهب به الى ذالك الرجل , فقل له أن يأكل منه , ففعل عدّاس ذالك ثُم أقبل به على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ثُم قال له : كل ... فلما وضع النبي الكريم يده في الطبق قال : ( بسم الله ) ثُم أكل , فنظر إليه عدّاس بوجه فيه الاستغراب مما سمع وقال له : والله أن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد , فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) : ( ومن أهل أى بلاد أنت ياعدّاس ؟ وما دينك ؟ ...) ... فقال له عدّاس : أنا نصراني , وأنا رجل من نينوى , فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( من قرية الرجل الصالح يونس أبن متّى ) .... , فقال له عدّاس : وما يدريك مايو نس أبن متىّ ؟ فقال له الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ( ذاك أخي , كان نبياً وأنا نبي ) ..... فأكبّ عدّاس يقبل يدي ورأس ورجلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،... وأبناء ربيعة ينظرون لهما وما يفعل عدّاس بالنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال أحدهما للأخر: أما غلامك فقد أفسده محمد عليك فلما جاءهم عدّاس قالا له : ويلك ياعدّاس , مالك تقبل رأس هذا الرجل ويديه ورجليه ؟ فقال عدّاس : يا سيدي ما في الأرض شيء خير من هذا , لقد أخبرني بأمر مايعلمه إلاّ نبي , فقالا له : ويحك ياعدّاس ليصرفنك عن دينك و فأن دينك أحسن من دينه . ثُم أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،أنصرف من الطائف راجعاً إلى مكة حين يأس من خير ثقيف , ... حتى إذا كان بنخلة ( وادي ) قام في جوف الليل يصلى , فمرّ به نفر من الجن الذين ذكرهم الله تبارك وتعالي , وهما نفر من الجنّ من أهل ( نصيبين ) ومكانهما في ديار ربيعة , فاستمعوا له , فقصّ الله خبرهم عليه ( صلي الله عليه وسلم ) ،حيث قال تعالي: ( وإذ صرفنا إليك نفراً من الجنّ يستمعون القرآن .)... .إلى قوله تعالي(.... ويجركم من عذاب أليم),... وقال تعالي أيضا : ( قُل أُحيّ إلىّ أنه أستمع نفر من الجنّ ....) إلى آخر القصة ، .ثُم قدم رسول الله ( صلي الله عليه وسل ) ،مكة ، وقومه أشد ما كانوا عليه من خلافه والتشدد عليه ومحاربته . الي هنا اخوتي الكرام نتوقف علي امل ان نلتقي بكم في الجزء السادس من الفصل الرابع لنستمتع معا بدراسة شاملة لحادثة الاسراء والمعراج الي ذلك الوقت اقول لكم بارك الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:21 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل الرابع ...ج6 . الاخوة الاكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كُنا قد فهمنا في الجزء الخامس من الفصل الرابع كل الظروف التي مر بها الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ...حتي ضاقت عليه الارض بما رحُبت فجاءت تمهيدا لرحلة سماوية عظيمة ...لم يستأثر بها احد من خلقة سبحانه وتعالي ...الا حبيبه المصطفي صلي الله عليه وسلم .... وعليه سنبدأ بعون الله في هذا الجزء بسرد قصة الاسراء والمعراج علي لسان العلامة الشيخ محمد متولي الشعراوي في كتابه الاسراء والمعراج... فكالمعتاد نقول بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله قصّة الإسراء والمعراج قال الإمام العلاّمة : الشيخ محمد متولي الشعراوي : فلما توفى أبو طالب , في السنة العاشرة للبعثة أى قبل الهجرة بثلاثة سنين , نالت قريش من رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،... من الأذى ما لم تكن نالته منه قريش في حياة عمّه أبو طالب ,فخرج الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) إلى الطائف ,وهي مدينة في السعودية علي بُعد 20 كيلو متر من مكة المكرمة ....وهى من أقدم بلاد الحجاز , فذهب إليها ليلتمس من ثقيف النُصرة والمنعة بهم من قوة قريش .....ورجاء أن يقبلوا منه ماجاءهم به من الله سبحانه وتعالي إلاّ أنه لقي من سفهائهم أذى بالقول والفعل .. فوجه بصرة كما قلنا إلى السماء لتساعده على تحمل أعباء تبليغ الرسالة ,... لأنه أحتاج في هذا الوقت لمساعدة الله سبحانه وتعالي, بعدما لقي مالاقاه من عناء كل من قابلهم ليعرض نفسه عليهم , فالتجأ إلى حائط , واستغاث بالله أستغاثه المضطر حيث قال : ( اللهم إليك أشكوا ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يأرحم الراحمين .. أنت رب المستضعفين وأنت ربي .. إلى من تكلني .. إلى بعيد يتجهمني أم إلي عدو ملكته أمري .. إن لم يكن علىّ غضب فلا أبالي ..ولأكن عافيتك أوسع لي .. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلُح عليه أمر الدنيا والآخرة .. من أن تُنزل بي غضبك .. أو تحمل علىّ سخطك .. لك العُتبى حتى ترضى .. ولاحول ولا قوة إلا بك ) . فقد سمع الله سبحانه وتعالي ضراعة رسوله الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأرادت مشيئة الله أن يبين له جفاء الأرض .... ولكن لا يعنى ذالك إن السماء قد تخلت عنه , فالله سبحانه وتعالي سيعوضه عن جفاء الأرض بحفاوة السماء و سيعوضه عن جفاء عالم الناس , بعالم الملأ الأعلى .. وسيريه من آياته ومن قدرته ومن أسراره في كونه ما يعطيه طاقة وشحنة ..وأن الله سبحانه وتعالي الذي أراه هذه الآيات قادر على أن ينصره ولن يتخلى عنه , لأكن الله سبحانه وتعالى تركه للأسباب , أولاً ليجتهد فيها حتى يكون أسوة لأمته في ألاّ يدع الأسباب وتُرفع أيديهما الى السماء , حيث أحس النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،بالوحشة بعد وفاة الحبيبين خديجة العطوف وأبو طالب الشقيق .. فقال الله سبحانه وتعالي له بالفعل :أُنس الله تعالي أكبر من الفشل ورحمة ربك أعظم وحيطته أكرم وعنايته بك وبرسالتك هي التى ستبلغك أمرك وتحقق لك ما أردته للوصول إلي غايتك وهو المهيمن الرؤوف الرحيم .. لذالك كان الآسراء ,.... والله سبحانه وتعالي يضع الأمور بموازينها وفي أوقاتها وأجلها المعلوم ,... أذاً فقد كانت ليلة عظيمة الشأن وكان حدث الإسراء وحدث المعراج ..بعد الدعاء نتيجة لفقد النصير ونتيجة لفقد الحامي ونتيجة عدم توفيقه في البحث عن من يحميه .. فالله سبحانه وتعالي , شاء أن يجعل لرسوله ( صلي الله عليه وسلم ) ،هذه الرحلة العلوية , حتى يُثبت له تكريمه , وحتى يُثبت له أن الله سبحانه وتعالي عوضاً عليه عن كل مافقده وأن الملكوت الأعلى سيحتفي به حفاوة تمسح عنه كل عناء هذه المتاعب .. وسيعطيه شحنه قويه لتكون أداته الجديدة لمواجهة الصِعاب بأذن الله سبحانه وتعالي . حادثة الإسراء. قال أبن هشام نقلاً عن أبن إسحاق : كان من الحديث فيما بلغتي عن مسراه ( صلي الله عليه وسلم ) ، عن عبد الله بن مسعود ومعاوية أبن أبي سفيان وأُم هاني ( رضي الله عنها ) أنها قالت : مآُسري برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلاّ وهو في بيتي , حيث نام عندي تلك الليلة في بيتي حيث قال رسول الله وهو يحدث عن مسراه : ،بينا أنا نائم إذ جاءني جبريل ( عليه السلام ) فهمزني بقدمه , فجلست فلم أرى شيئاً , فعُدة إلى مضجعي , فجاءني الثانية فهمزتي بقدمه , فلم أرى شيئاً فعُدت إلى مضجعي ,.... فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه , فجلست فأخذني بعضدي , فخرج بي إلى باب المسجد .... , فإذا دابة بيضاء , بين البغل والحمار , بين فخذيه جناحان يحفز بهما رجليه , يضع يده في منتهى طرفه , فحملني عليه ,..... فلما دنوت منه لأركبه و شمشم ( نفر ) ،فوضع جبريل يده على رقبته ثُم قال له : إلا تستحي يابُراق مما تصنع , فو الله ماركبك عبد من عباد الله قبل مُحمّد , أكرم عليه منه . قال : فاستحيا حتى أرفضّ ( سال عرقه ) ثُم ثُبت لي حتى ركبته . فسار بي إلي بيت المقدس , حيث كان البراق يضع حافره في منتهي طرفه , فلمي وصلت , وجدت فيه إبراهيم الخليل وموسي وعيسي ( عليهم السلام ) , في نفر من الأنبياء قد جُمعوا لي , فصليت بهم .. , ثُم أُتيّ لي بثلاثة آنية ,.... إناء فيه لبن , وإناء فيه خمر , وإناء فيه ماء ,... فأخذت أنا الإناء الذي فيه اللبن فشربت منه , وتركت إناء الخمر وإناء الماء , فقال لي جبريل : هُديت إلي الفطرة , وهُديت أُمتك يامُحمّد , وحُرمت عليكم الخمر , لأنك لو شربت الخمر لَغوت أٌمتك , ولو شربت الماء لغرقت أُمتك ...... حادثة المعراج قال أبن إسحاق: عن أبي سعيد ألخدري ( رضي الله عنه ) ،أنه قال : سمعت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) يقول : فلما فرغت مما كان في بيت المقدس , أُتيّ لي بالمعراج ولم أري شيئاً قط أحسن منه ,.... وهو الذي يُمَدُّ إليه ميتكم إذا حضر , فأصعدني صاحبي جبريل ( عليه السلام ) فيه , حتى إنتهى بي إلى باب من أبواب السماء و يقال له : باب الحفظة ,... عليه ملك من الملائكة و يقال له إسماعيل , تحت يده إثناعشر ألف ملك وتحت كل ملك منهم أثنا عشر ملك , وما يعلم جنود ربِك إلاّهو ... , فلما دخل بي قال : من هذا ياجبريل ؟ قال جبريل : هذا مُحمّدْ , قال : أوقد بُعث ؟ قال : نعم , فدعا لي بالخير , ثُم تلقتني الملائكة حين دخلت إلى سماء الدنيا , فلم يلقني ملك إلاّ وهو ضاحكاً مستبشراً , يقول خيراً ثُم يدعو لى , حتى لقينى ملك من الملائكة , فقال مثل ماقالوا , ودعا بمثل ماد عوا به , إلاّ أنه لم يضحك , ولم أرى منه من البَشر مثل الذي رأيت منهم , فقال لي جبريل ( عليه السلام ) : أما أنه لو ضحِك الى أحد كان قبلك و أو كان ضاحكاً إلى أحد بعدك , لضحِك أليك , ولكنه لايضحك , هذا الملك هو خازن النار ,فقلت لجبريل ( عليه السلام )، وهو في المكان الذي وصِف لكم في القرآن { مُطاع ثَمّ أمين } , ألا تأمره أن يريني النار ؟.... فقال جبريل بلى , ياملك النار أرِ مُحمّدً النّار , فكشف عنها غطائها ففارت وارتفعت , حتى ظننت لتأخذني مما أرى , فقلت لجبريل : , ياجبريل مُره فليردها إلى مكانها , فأمره , فقال لها : أُحبي , فرجعت الى مكانها الذي خرجت منه , فما شبهت رجوعها إلاّ كوقوع الظلّ , حتى إذا دخلت من حيثُ خرجت , ردّ عليها غطاءها . ( السماء الدنيا ) قال أبو سعيد ألخدري في حديثه أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) قال : ( لمّا دخلت إلي السماء الدنيا رأيت بها رجلاً جالساً يُعرض عليه أرواح بني آدم , فيقول للأرواح الطيبة التى تُعرض عليه : روح طيبة , خرجت من جسد طيب , ويقول للأخرى إذا عُرضت عليه : أُف , ويعبس بوجهه ويقول : روح خبيثة خرجت من جسد خبيث , فقلت لجبريل : من هذا ياجبريل ؟ قال: هذا أبوك آدم , تُعرض عليه أرواح ذريته , فإذا مرت به روح المؤمن منهم سُرّ بها وقال : روح طيبة خرجت من جسد طيب , إذا مرت به روح الكافر منهم أفّفَ منها وكرهها وساءه ذالك وقال : روح خبيثة خرجت من جسد خبيث ( السماء الثانية ) ثُم أصعدني أخي جبريل ( عليه السلام ) إلي السماء الثانية , فإذا فيها أبناء الخالة : عيسى أبن مريم , ويحي بن زكريا .فقالا لي : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح .. ولقد رأيت عيسى كأنه رجل أبيض أحمر كأنه خرج من ديماس ( حمام ) ربوع الخلق سبط الرأس عريض الصدر حديد البصر . ( السماء الثالثة.) ثُم صعد بي ..... والحديث هنا لسيدنا محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى السماء الثالثة وفيها أخي يوسف ( عليه السلام ) وقد أعطى شطر الحُسن فرحب بي ودعا لي بالخير ( السماء الرابعة ) ثُم أصعدني جبريل إلي السماء الرابعة , فإذا فيها رجل فسألته من هو ؟ فقال جبريل : هذا النبي إدريس . ( السماء الخامسة ) ثُم أصعدني إلي مكاناً علياً في السماء الخامسة , فإذا فيها كهل أبيض الرأس واللحية عظيم العثنون ( اللحية ) , لم أرى أجمل منه , فقلت لأخي جبريل من هذا ؟ فقال جبريل : هذا المحبب في قومه , هذا هارون بن عمران ( عليه السلام ) . ( السماء السادسة ) ثُم أصعدني إلي السماء السادسة , فإذا فيها رجلُ ُ آدم طويل أقنى ( ماأرتفع أعلى أنفه )كأنه من رجال شنوءة , فقلت : من هذا ياجبريل ؟ فقال : هذا أخوك موسى بن عمران فسملت عليه ثُم دعا لي , فلما جاوزته بكى موسى فقيل له مايبكيك ؟ فقال : أبكى لأن غلاماً بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي. ( السماء السابعة ) ثُم أصعدني أخي جبريل إلي السماء السابعة و فإذا فيها كهل جالس على كرسي إلي باب البيت المعمور ,... وهذا البيت يدخله كل يوم سبعون ألف ملك كريم , لايرجعون فيه إلي يوم القيامة ,..... فلم أرى رجلاً أشبه بصاحبكم (يعني نفسه )ولاصا حبكم أشبه به منه , فقلت لجبريل من هذا بأخي جبريل ؟ فقال لي : هذا أبوك إبراهيم , فسلمت عليه وقال لي مرحباً بالابن البار الصالح والنبي الصالح ....أقريءأُمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة .. عذبة الماء وأنها قيعان وإن غراسها سبحان الله ..والحمد الله ... ولا إله إلا الله ..والله أكبر ... ) قال أبن مسعود ( رضي الله عنه ) عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : إن جبريل لم يصعد إلى سماء من السموات إلاّ قالوا له حين يستأذن في الصعود , من هذا ياجبريل ؟ فيقول : مُحمذدْ . فيقولون أوقد بُعث ؟ فيقول : نعم . فيقولون حيّا الله من أخ وصاحب !! . المرائي التى رآها النبي الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) بعد سدرة المنتهي قال العلامة الشعراوي: ثُم رُفع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) إلي سدرة المنتهى فإذا ثمرها مثل قلال هجر... ( والقلال جمع قُلة وهى إناء كالجرة والهجر هو أسم مدينة في البحرين مشهورة بالتمر وكثرته )... وإذ ورقها مثل آذان الفيلة وإذ هي يسير الراكب بالفنن ( الظل ) منها مئة عام .... ويستظل بالفنن ( الأغصان ) منها مئة راكب ... فلما غشيها من أمر الله سبحانه وتعالي ما غشيها تغيرت فما أحد من خلق الله سبحانه وتعالي ينعتها من حسنها . ثُم رُفع النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي مسوي سمع فيه صرير الأقلام ( أى أقلام القدر ) وغشي السدرة ما غشيها من فراش من ذهب .. ثم رأي النبي الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) جبريل ( عليه السلام ) على صورته التي خلقه الله سبحانه وتعالي عليها وله ستمائة جناح ... ورآه في حُلة من ياقوت قد ملأ ما بين السماء والأرض ، ورأى رفرفاً أخضر ( وهو الشجر الناعم المسترسل أو الرياض الخضراء ) وقد سد الأفق .. كما رأى نهرين ظاهرين .. ونهرين باطنين .. فسأل جبريل ( عليه السلام ) فقال له : ماهذان النهران ياجبريل ؟ فقال له جبريل أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فهما النيل والفرات ,... ومعنى الحديث أن أصلهما من الجنة ,.... ثُم أُدخل النبي الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) الجنة فإذا فيها جنابذ ( قباب ) من اللؤلؤ .. وإذا ترابها من المسك , فسمع في جانبها صوتاً خفياً .. فقال : ياجبريل ماهذا ..؟ فقال له جبريل : هذا بلال المؤذن .. لذا كان يقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( قد أفلح بلال فقد رأيت له كذا وكذا ) .. وعن أبن مسعود ( رضي الله علنه ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( لقيت إبراهيم عليه السلام في السماء السابعة قبل سدرة المنتهي, ليلة أُسري بي فقال : يامحمد أقرىء أُمتك مني السلام , وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة ..عذبة الماء وأنها قيعان وإن غراسها ..سبحان الله ..والحمد الله ...ولا إله إلا الله ..والله أكبر ) . ومرت برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، رائحة طيبة فقال : ( ما هذه الرائحة يأخي جبريل ..؟ ) فقال له : هذه ماشطة بنت فرعون وأولادها , حيث سقط منها مشطها من يدها فقالت : بسم الله .. فقالت لها بنت فرعون ..أبي ؟ فالت لها الماشطة : ربي وربك ورب أبيك ..فقالت لها : أولك رب غير أبي ..؟ قالت : نعم .. ربي وربك عز وجل .. فسمع فرعون ذالك وأمر بإحضارها فقال لها : ألك رب غيري ..؟ فقالت له : نعم ربي وربك الله عز وجل ... فأمر فرعون ببقرة من نحاس فأحميت ..ثُم أمر بالماشطه أن تلقى في النار .. فقالت له الماشطة : إن لي إليك حاجة ..فقال فرعون ماهي ..؟ فقالت له : أن تجمع عظامي وعظام أولادي في ثوب واحد ..وتدفننا ..فقال لها : ذالك لك لما لك علينا من نحق .. فأمر بهم فألقوا بين أيديها واحداً ..واحداً إلي أن أنتهي ذالك إلي صبي لها رضيع .. وكأنها تقاعست من اجله ..فقال لها طفلها الرضيع: يا أمي اقتحمي فأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة . ورأى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قصراً من ذهب ،فقال : ( لمن هذا القصر يأخي جبريل ..؟ ) ....
فقال جبريل ( عليه السلام ) : هذا لفتي من قريش ... فظن النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) انه له، فقال له: ( من هو ..؟ ) فقال له : لعمر بن الخطاب .. فكان ( صلي الله عليه وسلم ) يقول : ( لولا مأعلم من غيرتك ياعمر لدخلته ... )... فقال له عمر بن الخطاب : بأبي أنت وأمي يا رسول الله .. أعليك أغار...!!!! . ورأي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ... في رحلته تلك ،.... مالك خازن النار... فابتدأ النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ونظر إلي النار فإذا فيها قوم يأكلون الجيف فقال : ( من هؤلاء يا جبريل ..؟ ) فقال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ... ورأى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ورجلا أحمر أزرق جعداً شعثاً فقال: من هذا ياجبريل ..؟ فقال : هذا عاقر ناقة النبي صالح ( عليه السلام ) ... ورأى النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،الدجال وهو أقمر هجان ( أبيض ) إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب وكأن شعر رأسه أغصان شجرة ..... ومرّ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بقوم لهم أظفار من نحاس ، يخمشون بها وجوههم وصدورهم ، فقال : ( من هؤلاء ياجبريل ..؟ ) فقال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم .... ورأي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، رجالاً تقرض شفاههم بمقارض من نار .. فقال : ( من هؤلاء يأخي ياجبريل ..؟ ) فقال : هؤلاء الخطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون ..... ورأى الرسول الكريم (صلي الله عليه وسلم ) ، صورة أخرى وهى صور الزنا تلك الصورة البشعة .. حيث عرض الله سبحانه وتعالي عليه شيئاً منهم ، وهم قوم أمامهم لحم طيب فيتركون هذا اللحم الطيب ويذهبون إلي اللحم المنتن الخبيث الغير ناضج .. فسأل عن ذالك فقيل له : هذا الرجل يكون عنده المرأة الحلال فيتركها ويذهب إلى المرأة الحرام .. أو المرأة يكون عندها الرجل في الحلال فتدعه وتذهب إلي الرجل الحرام ... وقد عرض اله سبحانه وتعالي صورة ثوراً عظيماً قد خرج من جحره ويريد أن يرجع إلي جحره مرة أخرى فلا يستطيع فسأل الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم فقال : ( ما بال هذا خرج ولم يستطيع العودة ..؟ ) ... فقال له جبريل ( عليه السلام ) : هذا مثل الرجل يقول كلمته ثُم يحاول الرجوع عنها فلا يستطيع .... ثُم رأى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،رجلاً يحمل حملاً لايقدر عليه ومع ذالك يمد يده إلي شيء آخر ليضعه حملاً على نفسه .. فسأل عن ذالك فقيل له : هؤلاء هم الذين يحملون الأمانات ثُم يعجزون عن أدائها ومع ذالك يحبون أن يزيدوا على ظهورهم حملاً آخر وهم لايستطيعون..... ثُم رأى الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،قوماً يرضخون رؤؤسهم بالحجارة وكلما رُضخت عادت كما كانت ..فسأل : ( من هؤلاء يا جبريل ..؟ ) فقال له : هؤلاء هم الذين يتكاسلون عن الصلاة .... ثُم رأى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،رجالاً لهم بطون لم أرى مثلها قطُّ سبيل آل فرعون , يمرون عليهم كالإبل المهيومه ( العطشى ) حين يعرضون على النار , يطئونهم فلا يقدرون على أن يتحولوا من مكانهم ذالك .فسأل : ( من هؤلاء يا جبريل ...؟ ) فقال له :هؤلاء أكلة الربّا.... ثُم رأى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، نساء معلقات من بثديّهن فسأل عن ذالك : ( من هؤلاء النسوة ياجبريل ..؟ ) فقال له : هؤلاء اللاتي أُدخلن على الرجال من ليس من أولادهم... قال الشيخ العلامة الشعراوي : عن مسألة المرأى التى رآها النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في معراجه من حوادث وعقوبات لأمور في التشريع لم تُفرض بعد ...فقال: أما مسألة المرائي التى أُريها لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،والتي لم تكن قد شُرعت في الإسلام , لان تشريعها سيتأخر .. فالعلم عند الله سبحانه وتعالي في المسائل ليس مترتباً .. بأن يعلم شيئاً يقع أولاً ثُم بعد ذالك شيء يقع ثانيه...وإنما كل الكون بما كان ويكون معلوم الله سبحانه وتعالي دفعة واحدة وكأن الحق تبارك وتعالي أمده بنهايات هذه الأشياء حتى إذا ما استقبلت تكليفاً ..أقبل الناس عليها بشغف وبلهفة وبشوق .. لماذا..؟ لأنهم علموا مسبقاً ماذا يكون جزاء من يخالف منهج الله سبحانه وتعالي في هذه الأشياء .. فالأشياء ثابتة عند الله سبحانه وتعالي ..ولأكن العلم علمنا نحن الذى فيه الترتيب .. فنعلم تكليفاً ونعلم جزاءاً بعد ذالك .. ولكن علم الله سبحانه وتعالي في التكليف وعلم الله في الجزاء لاترتيب فيه أبداً بل كل شيء عند الله سبحانه وتعالي هو..هو.. فإذا كان الله تعالي قد عرض لنا صورة لشيء سيكلفنا به فيما بعد فلأن الواقع في الجزاء عنده هو هذا ولم يتغير ولم يتجدد فيه شيء آخر أبداً .. ولذالك يجب أن نفطن إلى أن الله سبحانه وتعالي حينما يتكلم عن أمر في المستقبل فهو يتكلم عنه لا بصفة الاستقبالية فصفة الاستقبالية يأخذها البشر بزمانهم فقط . أما بالنسبة للحق سبحانه وتعالي فلا استقبال ولا حال ولاماضى ولذالك تجد هذا واضحاً في قول الحق سبحانه وتعالي: ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه ) .. فلو أن هذا الكلام من عند غير الله سبحانه وتعالي لقلنا .. كيف يقول ( أتى ) وبعد ذالك يقول ( لا تستعجلوه) ..وهل تستعجل إلا ما لم يأت ...؟ لا ..فحين يقول له ( أتى ) في أمر مايأت أو سيأتي .. فكأنه آت لامحالة .. فلا زمن عند الله تعالي .. فكذالك هذه الأشياء وأن كانت ستأتي بعد ذالك .. والمخالفون سيأتون بعد ذالك .. إلا أن الله أعد لهم ذالك الجزاء وأن كان قبل أن يوجد التكليف ... اللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة دائمة بدوام مُلك الله نتوقف اخوتي الكرام في هذه النقطة وهي من النقاط المهمة في التاريخ الاسلامي وتاريخ السيرة النبوية وهي حادثة الاسراء والمعراج ولنحاول فهمها اكثر وبطريقة علمية تسهل كيفيتها وسيكون ذلك باأذن الله في الجزء السابع من الفصل الرابع ..... الي ذلك الوقت استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:23 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل الرابع ...ج7 . الاخوة الاكارم السلام علكيم ورحمة الله وبركاته نواصل في هذا الجزء السابع من الفصل الرابع مسيرة الاسراء والمعرج ...ولكن هذه المرة ستكون دراسة علمية بحته لتقريب فهم الكيفية في هذه هذه المعجزة والتي لم يسبق لها احد من العالمين وسيواصل العلامة المميز رحمة الله عليه تبيان التفسيرات العلمية لهذه الحادثة بأسلوبه المعروف الشيق .... نبدأ وكالعادة ب بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب هذه السيرة ... معجزة الإسراء والمعراج من الناحية العلمية واللغوية وبعد أن تم سرد حادثة الإسراء والمعراج من الناحية التاريخية والوقائع التي حدثت فيها .... والمرائي التي رآها النبي الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، و وجب أن نقف وقفات عديدة في هذه الحادثة لأنها أيضاً حملت معها أمور ماكانت لتحملها الحوادث الأخرى والتي مرّ بها الحبيب المصطفي( صلي الله عليه وسلم ) ، ولمقامها ونتائجها وأسبابها والجدل الدائر حولها وجب أن نقف وقفة مطولة قليلاً على هذا الحادث , ونحاول سبر أغوارها من جميع الجوانب , منها اللغوية والعلمية . والآيات التي رآها النبي الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ،ومحاولة تقريب هذا الحدث الفريد الذى لم يتسنى لاى مخلوق على وجه الأرض , وأيضاً محاولة الإجابة على الجدل الدائر في كيفية الإسراء والمعراج ... فهل كان بالروح فقط أو بالجسد والروح معاً , وكذالك رأى العلماء فيما حصل , ولأنها أيضاً تحمل رسائل عدة ورموزاً عديدة , ولأنها بُني على أساسها ركن مهم في الشريعة الإسلامية, وقد كان أفضل من سبر أغوار هذه الرحلة العظيمة وقراءة مابين سطورها و وبأسلوب علمي متفرد في المعالجة والتبسيط , في أبطال المحاولات التشكيكية في حدوثها وكذالك المقارنات والتأكيدات على صحتها . وهذا العلامة الإسلامي المرحوم : الشيخ محمد متولي الشعراوي , الذى أعطاه الله سبحانه وتعالي بصيرة ثاقبة في فهم الحدث بتفاصيله وكان مرجعه الأساسي , السيرة النبوية الشريفة وما صح من الأحاديث , ولكنه أضاف شروحات علمية وخواطر وتفسيرات قربت المسلم إلى مايريده الله سبحانه وتعالي من هذا الحدث الجلل, ... لذالك سوف أترك هذه الحادثة ( الإسراء والمعراج ) بالذات للعلامة الشعراوي ,..... مع العلم بأنه لم يأتي بسيرة بديلة أو جديدة أو بتأليف جديد , ولكن كل ما في الأمر , وضح بعض الجوانب وأكدها لتكون قريبة إلى الأذهان في هذا الزمان وبالطبع خواطره هذه مبنية على ماوجده في صحاح السيرة النبوية المشهورة من أبن هشام وأبن إسحاق وأبو الفداء وغيرهم , قد جاء ذالك في أحدى مؤلفاته عن الإسراء والمعراج والتي تم نشرها في دار الأهرام المصرية . حيث قال العلامة الشعراوي : إذا أخذنا عنصر الفعل ( وهو الشيء المؤثر في غيره ) من أى فاعل ( الذى قام بالفعل ) , فنجد أن عنصر الفعل في أى فاعل ملحوظ في ذات الفعل و فإذا قيل مثلاً : لقد خطب فلان .فنأخذ الخطبة بمعيار هذا الخطيب .. وإذا قيل حمل فلان أثقالاً ..نأخذ العملية الفعلية ..حمل الأثقال بقوة الذى قام بفعل الحمل , أذاً كل فعل من الأفعال ,يجب أن تقارن بفاعله هو , فلا نأنحذ الفعل من الفاعل ونعطى قانون غير الفاعل فكيف يكون ذالك ..؟ وحينما يقول الله سبحانه وتعالي : ( سبحان الذي أسرى ), أى أن الذي أسرى هوا لله سبحانه وتعالي .فالفعل واقع من الله سبحانه وتعالي .فلا يصح أن نؤاخذ الرسول الكــــــريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بفعل فعله الله سبحانه وتعالي به...... ومادام الله سبحانه وتعالي قد فعل الفعل ..فلماذا نستعجب على رسول لله( صلي الله عليه وسلم ) ، أن يقول لقد أُسرى بي ...... فالرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،لم يقُل ( أنا سريت ) حتى نرُد الرسول الكريم إلي قانون ونحاسبه بموجبه أو نقول له كما قال الكفار ( نحن نضرب إليها أكباد الإبل شهراً وتدعي أنك أتيتها في ليلة ),..... حتى الذي قال أنه آتاها ليلٍ بقدرته وحده ..! في الحقيقة لم يأتها , إنما أُتى به , والكفار يقولون : نحن نضرب إليها أكباد الإبل شهراً .. فالكفار يضربون أكباد الإبل كمقياس لهم فإن كانوا صادقين في المقارنة , والمفاضلة العقلية ويريدون أن يعجزوه .. كان يجب أن يقارنوا فعلاً بشرياً منهم بفعل بشري منه ( صلي الله عليه وسلم ) ،أما أن تقارنوا فعلاً بشرياً منكم بفعل لم يقُم به هو بل قام به الله سبحانه وتعالي , هنا المقارنة غير عادلة , لأنها تمت بفعل بشري وهو ضرب أكباد الإبل إليها شهراً وبفعل أنه أُسري به في ليلة , والذي قام بالإسراء ليس الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ببشريته , بل الله سبحانه وتعالي الذي قام بذالك , فمثلاً إن قلت لكم لقد صعدت بابني الرضيع قمة جبل ( الهيمالايا ) ،أيعقل أن يقول لي مجنون : كيف يصعد أبنك الرضيع قمة الجبل ..؟ طبعاً لايمكن أن يكون أحد بمثل هذا الجنون إن يقول لي ذالك , لأنه أن قالها فهو مُختل .. إنما الواجب أن يقول لي كيف صعدت أنت وليس الرضيع كيف صعد ..؟ , أقول بل بقوتي أنا وبقانوني أنا , أما أبني فهوا محمى ولم يستعمل أي قوة أو مجهود للمساعدة على تسلق الجبل , لان الذي يجادل في الاسراءيقول : إن الإسراء والمعراج لم يردوها إلي الله سبحانه وتعالي , إنما ردوها إلي محمد( صلي الله عليه وسلم ) ، ومن هنا كثُر المجادلون ,..... لأنهم يناقشون محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو بشري عن عمل لم يقُم به هو ....وكما قلت في المثال السابق من أن الفعل هو الصعود إلي قمة الجبل والفاعل أنا أما أبني فهو مفعول به, فلا يجوز أن يردوا الصعود إلي أبني الرضيع .. لأنه لا يستطيع بقوته وصغره ...أما الأمر الثاني وهو الزمن , فمن المعروف أن الذي يسري من مكان إلي مكان آخر في سيارة عادية .غير الذي يسري في طائرة أو صاروخ .. إذاً لابد أن ننسب الزمن إلي قوة الذي عمل الفعل, فما دامت المسألة من الله سبحانه وتعالي وهو الذي أسرى وسيدنا مُحمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو المُسري به . أى المصاحب والمحمول بقانونه البشري على قانون ربه سبحانه وتعالي ..فلا بد لنا أن نقيس المسافة وزمانها بنسبة القوة التي فعلت ذالك وهو الله سبحانه وتعالي, وكما يقولون في قانون الفيزياء , فالمسافة تتناسب مع القوة تناسباً عكسياً , فكلما زادة القوة قصُرت المسافة والقوة هنا هى قوة الله سبحانه وتعالي التي فعلت ... فنجد عندئذً أن النتيجة ...لازمن... ، فيأتي مثلاً شخص ويقول لك : مادام ليس هناك زمن فلماذا أخذ ليلة ..؟ نقول له : هناك فرق بين حدث في ذاته كنقلة ..وبين مرآي تعرض لها رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ، فحينما تعرض لمرآي ( شواهد وآيات ) رآها هو ببشريته وبقانونه .. فالمرأى التي تعرض لها هي التي احتاجت للزمن .. أما النقلة في ذاتها فلم تحتاج للزمن .. لأنها محمولة على قانون من سيتحكم في الزمن .. إذاً فالذين ناقشوا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، هم جماعة يعطون صورة من عقولهم في أنهم قارنوا مقارنة غير موضوعية ...وهناك أسئلة لازالت تطرح المقارنة بعد بشكل حديث ومعاصر .. وبعض الناس يقولون نفس هذا الكلام في عصرنا هذا . والأسئلة لابد لها من جواب , فالسؤال المطروح هو... كيف يذهب ..وكيف يعود .. وربما كان الإسراء بالروح فقط .. وربما كان بالجسد والروح معاً ..؟ فالجواب على ذالك هو : أن المسألة ليست حدثاً من مُحمّد( صلي الله عليه وسلم ) ،أذاً ..فاستبعدوا قوانين بشريتكم ...واستبعدوا قانون أرضيتكم .. وصعّدوا هذه المسألة بالنسبة لله عز وجل .. ونقول : ( 1 ) هل يقدر الله سبحانه وتعالي على هذه المسألة ..؟ أم لايقدر ..؟ ( 2 ) هل قوته سبحانه وتعالي تحتاج إلى زمن لهذا الأمر..؟ أم لاتحتاج ..؟ ولكي تعرفوا أن الحق سبحانه وتعالي قد هيئا للدين الإسلامي جنوداً حتى من الكفار .. وذالك ليعاونوا رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ، على نصر دينه .. فكيف ذالك ..؟ نقول .. لو لم يقف كّفار قريش من رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) موقفهم هذا ليقولوا له: ( أتدعي أنك أتيتها في ليلة .. ونحن نضرب إليها أكباد الإبل شهراً ) . .ربما قال قائل بعد ذالك ( لقد ضنوه مناماً ) والمنام لاينا قش فيه , فمثلاً أن قُلت أنى قد رأيت أنى قد سافرت إلى لندن هذه الليلة .. .فلا يمكن أن يناقشني أحد لان المسألة رؤية لاأكثر . إذاً من موقفهم هذا الذى وقفوه قديماً أمام رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،يبين ويؤكد على أنهم أدركوا أنها لم تكن ..لامناماً ولا روحا .. بل كانت بروحه وجسده . وإلّا لما صدر هذا الاعتراض ... وبذالك يتبين لنا أن الكافرين بتعنتهم وبجدلهم أمام رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد خدمونا خدمة كبيرة تبينت لنا بعد ذالك ..وهنا نقول : لو كانت رؤيا مناميه لما ناقش فيها أحد .. لان أى واحد يقص عليك رؤيا مناميه لا تناقشه في كيفية حدوث ذالك .لأن قانون المرأى فوق قانون المادة واليقظة .. وبما أنهم قد ناقشوا هذه المسألة .. ووقفوا هذه الوقفة فهم إذاً قد أدركوا أنها تمت يقضة وبالجسم والروح معاً .... ونقول أيضاً إذا كانت رؤيا مناميه فكيف تكون فتنة للناس ...؟ ومعني فتنة للناس .. هو أن بعضهم يصدقها وبعضهم يكذّبها . ولو كانت رؤيا مناميه ..فلا يمكن أن يناقش فيها أحد .. لاتصديقاً ولا تكذيبا....... وبعد ذالك نأتي بالحيثية في القرآن , حيث قال تعالي : ( سبحان الذي أسرى بعبده.) ولم يقُل ( برسوله ) ( أو بمحمد ) ... بل أتى بصفة العبودية لله سبحانه وتعالي .. لأن كل الديانات أتت لتصحح عبوديتها لله تعالي .. وكل رسول من الرسل .. يريد أن يكون قدوة لنا .. ولابد أن يكون أيضاً قدوة في العبودية , فالعبودية لمن..؟ وما العبودية بحد ذاتها إل كلمة مُرة صعبة . كلمة يمقتها الناس حقاً ولكن لماذا العبودية ممقوتة..؟ تكون ممقوتة حينما تكون من خلق لخلق ..لماذا..؟ لأن عبودية الخلق تعطي خير العبد لسيده .. فيمتص خيره حيث يأمره بأعمال قد لايطيقها أطلاقاً ... أما عبودية الخلق للحق سبحانه وتعالي , فهي تعطى صورة عكسية تماماً .. تعطى خير السيد للعبد وهذه الخيرات لاحدود لها .. العبودية هنا فيها شرف .. فكلما ازدادت العبودية كلما أزداد العطاء من الله سبحانه وتعالي.. أذاَ فحينما قال الله سبحانه وتعالي : ( سبحان الذي أسرى بعبده ...) فكلمة عبده هي الدليل القوى للذين يقولون أنه أسرى به بالروح دون الجسد... فكلمة العبد لاتُطلق إلا على الروح والجسد ..فمثلاَ.. هل يقال على الروح وحدها عبد..! فلا يمكن ذالك ... ولاحتى على الجسد وحده وإنما تُطلق على ( النفس ) حينما يوجد فيها المادة والروح . وقوله تعالي { من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى }... فبالطبع أن البيت الحرام هو أول بيت وضع للناس ونحن نعرف قصته وقصة سيدنا إبراهيم .. وما دام سيكون قبلتنا لأنه مكان الدعوة ومكان عمل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم) ، وأقامته ... فمن الطبيعي أن يكون ألاسرآء بدايته من المسجد الحرام ولكن إلى أين..؟ إلى المسجد الاقصي ، فقد كان المسجد الاقصي مسجداً وكلمة مسجد هو أسم مكان السجود وكلمة السجود جاءت في كل الرسالات ...والدليل على ذالك , أن الله سبحانه وتعالي قال: {يامريم أن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين .... يامريم إقنتى لربك وأسجدى وأركعي مع الراكعين}. .فإن كلمة ( المسجد ) لم تأتي مع الإسلام .. وإنما شاع ذكرها واستعمالها في هذه الأماكن مع الإسلام ..وإنما كل مكان يُسجد لله تعالي فيه يكون( مسجداً ) فكما قلنا أن المسجد الحرام هذا أول بيت وضِع للناس... ويأتي من يقول بعد ذالك : لماذا بالتحديد من المسجد الحرام الى المسجد الاقصي ...؟ نقول لأن الكعبة كانت قد أنطمرت كبيت من بيوت الله سبحانه وتعالي .. فلم يعد لها هذا المظهر وسميت بعد ذالك , بيت العرب ..وقد شوهت بالأصنام وأما بيت المقدس , فله قدسية مع موسي وعيسي , وأنبياء بني إسرائيل .. ورسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ، لم يُبعث لقومه فقط , ولم يخص برسالته العرب فقط , وإنما للناس كافة ... فإسراؤه من مكة إلى بيت المقدس ..كأنه أدخل بيت المقدس في مقدسات دينه .. وهذه العملية توضح بأن دينه مهيمن على كل البقع ... فأصبح بيت المقدس من مقدساتنا الإسلامية لان صار منتهى مسرى النبي الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، وبداية معراجه عليه الصلاة والسلام , ومن هنا نقول إن حادثة الإسراء هي حادثة أرضية وعنى أرضية . أولا ً: أنه كان هناك أناس في بيت المقدس . ثانياً : وإن هناك أناس قد ذهبوا إلى بيت المقدس . ثالثاً:وهناك أناس أيضاً قد رأوا بيت المقدس . رابعاً: وهناك أناس يعرفون الطريق إلى بيت المقدس . وهكذا بقيت المسألة هي الأعجاز في اختصار الزمن .. ولكن من الممكن أن يقام الدليل المادي على صدقه , فى هذا حينما قالوا ( صف لنا المسجد ) فوصفه لهم , وإن طلبهم لوصف المسجد من رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،هو شهادة منهم بأنهم يعلمون جيداً بأن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،لم يذهب إلى هناك قط في رحلاته .. ولو كانت عندهم شبهه في أنه قد ذهب .. لما سألوه أى سوأل في طلبهم وصف المسجد الاقصي ... والذين يسمعونه هم بذاتهم قوماً قد رأوا المسجد .. عندها وجدوا أن الوصف مطابقاً لما قال ..... ويأتي مشكك ويقول : ربما كان هناك إنسان حاذق قد وصف المسجد الاقصي للنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ورسول الله نقل وصف المسجد عنه ... ولكني أقول : لا وذالك لأن الأمر المادي أرتبط بتوقيت زمني يستحيل فيه أن يكون ذالك ..كيف..؟ إن الطرق الذي يعود منه ( صلي الله عليه وسلم ) إلى مكة .. قد حدثت فيه أحداث ، الأحداث قد رآها رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقد حدث بها للقوم .. حين رأى جماعة ومعهم جمل وصفه كذا, وتحدث إليهم عن كذا .وكذا.. وحين يقبلون عليكم اليوم أسألوهم عمّا حدث . إذاً فقد رأى أشياء قد رآها في طريق العودة , وبعد أيام يتربص القوم للقوافل التى ستحضر .. فيجدون الأمر كما قاله لهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،في الطريق ... وبذالك فقد أقام( صلي الله عليه وسلم ) ،الدليل في المكان فوصفه .. وفي الطريق فتكلم عن أمارات لم توجد إلأّ في الوقت الذي مرّ فيه .. وما هذا إلّ دليل على أنه صادق فيما يقول .. وما دام صادقاً فيما يقول ... فما هي إذاً مسألة الزمن هذه ..؟ حيث أن الله سبحانه وتعالي , قد خرق للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قانون الزمن ... فإذا أقتنعنا بأن الله سبحانه وتعالي قد خرق له القانون الزمني بالاستدلال عليه بالأدلة المادية التى نعرفها , والذي خرق له قانون المسافة فيما نعلم .. فهو قادر على أن يخرق له قانون العلو فيما لانعلم . وحينئذٍ يكون الإسراء كمقدمة لإيناس العقل البشري , حيث يصدق الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،في أخباره عن المعراج ... لان المسألة ستنتهي منها وإن الله سبحانه وتعالي قد خرق له قانون الزمن وقانون المسافة .. لأنه هو الفاعل وهو الحامل بقوته وبقدرته .. فيكون الذي فعل له ذالك فيما نعلم بالاستدلال من الوصف ومن الطريق .. قادر على أن يخرق له قانون السماء وقانون الجو وقانون الجاذبية وكل القوانين المرتبطة به . فكأمنا الإسراء كان مقدمة لتؤنس العقول البشرية بقبول حديث المعراج . وهنا نقف وقفة .. حيث أن القرآن الكريم حينما تعرض لحديث الإسراء .. تعرض له صراحة ..وحينما جاء المعراج .. تعرض له كما يقولون التزاما .. لأن الله سبحانه وتعالي لم يقُل: سبحان الذى عرج به من بيت المقدس إلى ( مثلاً) سدرة المُنتهي .. فلم يقُل ذالك .. إنما قال لنا أشياء تستلزم أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،قد صعد.... حيث قال تعالي : {والنجم إذا هوى * ماضلّ صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلاّ وحىُّ يوحى * علمه شديد القوى * ذو مِرّة فأستوي * وهو بالأفق الأعلى * ثُم دنا فتدلي فكان قاب قوسين أو أدني * فأوحى إلى عبده مأوحى * ماكذب الفؤاد مارأى * أفتمارونه على مايرى * ولقد رآه نزلة أُخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى* إذ يغشي السدرة مايغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى ...} فيجب أن نعلم بأن رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،قد صعد .. لكن لماذا لم يأتي بها أيضاً ..؟ قالوا أنا هذا من رحمة الله سبحانه وتعالي بخلقه .. الأمر الذي أمكن رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،أن يقيم الدليل المادي لسكان الأرض .. وقد أتى به صراحة حتى لاتعذر في تبليغه ... أما الأمر الذي قد تقف فيه العقول بعض الشيء , فقد تركه الله سبحانه وتعالي لمدى يقينك الإيماني أو مدى تسليمك بالمقدمة التى تلي النتيجة الأخرى .. لأنك أنت مادمت مؤمناً . .فستقول : ( مادام صنع الله به كذا..وكذا.. فيما أعلم, إذاً هو صنع به كذا..وكذا..فيما لا أعلم).. لأنه حين يكون قد خرق له القانون في المسافة الأرضية ( الزمن ) فيكون بالنتيجة قد خرق له القانون مرة أخرى .. فما المانع إذاً ما دامت صيغة القانون هي..هي.. أبكون خرق قانون السماء صعب على الله سبحانه وتعالي ..وما دام الله سبحانه وتعالي قد خرق القوانين و غير النواميس ...؟ وهل المعجزات التى أمدّ الله سبحانه وتعالي , رسله عليهم الصلاة والسلام , إلاّ خرق للنواميس الخاصة بالكون ... وخرق لقوانينه وخرق لحقائقه الثابتة ... وما دامت هي خرق .. إذاً فلا يستبعد أن يحدث لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،ما حدث له ... فالمعجزات هي عبارة عن خرق للقانون .. حيث يستطيع الله سبحانه وتعالي أن يجعل القانون لايعطى .. فمن هنا جاءت المعجزات ... فكل المعجزات التى حدثت للرسل السابقين هي عبارة عن خرق للنواميس .. فالمياه حينما ضربها موسي( عليه السلام ) بعصاه , تم خرق ناموس وقانون المياه ( قانون الاستتراق ) فأنقسم الماء إلى فلقتين .. وكذالك النار .. فمن طبيعتها الإحراق .. ولكن حينما ذهب الله سبحانه وتعالي بقانون الإحراق .. لم يحترق سيدنا إبراهيم ( عليه السلام ) حينما أُلقى فيها..... فالحق سبحانه وتعالي هو خارق للناموس متى شاء فيكون الذي آمن, بأن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد أُسرى به من مكة إلى بيت المقدس . وأستطاع أن يقيم الدليل المادي .. وإلاّ .. ففي المعراج مايؤكد من الذى صعد إلى السماء ليعطى أماراتها ... فمن يستطيع أن يسأل ويقول: صف لنا سدرة المنتهى ..؟ وصف لنا الطريق إليها ..؟ والحق سبحانه وتعالي رحمة بنا , جعل النص على ( الإسراء ) الذى يقام عليه الدليل المادي ( لأنه أرضى), بالنص الصريح ,وجعـــل ( المعراج ) بالالتزام ( لأنه سماوي ).... لذالك فأن العلماء قالوا : أم الذى يُكذِّب ( الإسراء ) يكون كافراً , لأنه صادق النص .. والذي يكذّب ( المعراج ) , لا يكون كافراً فحسب , بل فاسقاً ... لان الإسراء بالنص الصريح والمعراج بدلالة الالتزام ................ الي هنا اخوتي الكرام نتوقف قليلا علي امل ان نكمل هذه الدراسة المهمة والشيقة والعلمية لحادثة الاسراء وما تبعها من مراحل مهمة ...علي لسان العلامة الشعراوي وسيكون ذلك باذن الله تعالي في الفصل الرابع مع الجزء الثامن والاخير .... الي ذلك الحين دعواتكم هي ما اريد وصلي الله علي سيدنا وحبيبنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:24 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل الرابع ...ج الثامن والاخير ... . الاخوة الاكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نواصل في هذا الجزء الثامن والاخير من الفصل الرابع تكملة الدراسة المهة في حادثة الاسراء والمعراج وسنتعرض للمراحل التي مرّ بها المصطفي صلي الله عليه وسلم حتي وصل الي ما لم يصل اليه بشر .... قط..... فنبدأ بخير مانبتدئ به ... بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب هذه السيرة المباركة حيث تعرض الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لمراحل مهمة: المرحلة الأولي: كان الرسول الكريم بشراً .. وجبريل عليه السلام ,... يعرض عليه ( صلي الله عليه وسلم ) ، .... الأشياء ثُم يقول له : ماهذا ياجبريل ..؟ فيقول جبريل ( عليه السلام ) : هذا كذا..وكذا... المرحلة الثانية: فحينما صعد النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) إلى السماء , كان يرى المرائي ... فلا يستفهم من جبريل عنها ... حيث كان يسمع فيفهم ...... إذاً فقد تحول شيء في ذاتية مُحمّد ( صلى الله عليه وسلم ) ,... فأصبحت له ذاتية فاهمة بلا واسطة من جبريل ( عليه السلام ) ,وورائية بلا واسطة أحد ,.... ففي الأرض إراءة .... وأما في السماء , فقد رأى بالرؤية ...ثُم بعد ذالك نجد أنه بعد أن أنتقل إلي مرحلة يكون فيها ملائكياً , كالملائكة فيراهم ويتكلم معهم ويخاطبهم ويفهم مايقولون .... يأتي بعد ذالك في منطقة أخرى بعد سدرة المُنتهي , فينتهي حد جبريل ( عليه السلام )........ المرحلة الثالثة: يُزج برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ), في سبحات النور , ولم يكن جبريل معه ... وهذا دليل على أن مُحمّد( صلي الله عليه وسلم ) ,... قد ارتقى ارتقاء آخر ... ونُقل من ملائكية لاقدرة لها على ماوراء سدرة المُنتهي.. إلي شيء من الممكن أن يتحمل إلى ماوراء سدرة المُنتهي .. ودون مصاحبة جبريل ( عليه السلام )....إذاً ... أن سيدنا مُحمّد( صلي الله عليه وسلم ) ، كان بشراَ في الأرض مع جبريل ( عليه السلام), وبعد ذالك كانت له ملائكية مع الرُسل ومع جبريل في السماء ....وبعد ذالك كان له وضع آخر وأرتقي به عن الملائكية .. حتى أن جبريل نفسه يقول له : ( أنا لو تقدمت لاحترقت وأنت لو تقدمت لاخترقت)...! وقال أيضاً : ( يامُحمّد إذا كان العرش مشوق إليك ,... فكيف لا أكون خادم بين يديك)...!!! فبالفعل قدّم له مركبه الأول : ( البراق ) إلي بيت المقدس,.... ثُم المركب الثاني : ( وهو المعراج إلى سماء الدنيا) .... . ثُم المركب الثالث : ( وهو أجنحة الملائكة .. تنقله من سماء إلى سماء ) وهكذا إلي السماء السابعة ... ثُم المركب الرابع : ( وهو أجنحة جبريل عليه السلام.لنقله إلى سدرة المُنتهي ) . وهنا تخلف جبريل( عليه السلام )عند سدرة المنتهي ,لان مقامه أنتهي إلي هذه النقطة فلا يجب عليه تجاوز هذه النقطة ,.... فقال له الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، متسائلاَ عن السبب الذي يجعل جبريل كبير الملائكة يقف عند نقطه ويترك النبي( صلي الله عليه وسلم )وحده, فقال له يا جبريل : ( نحن الليلة أضيافك ... فكيف يتخلف المضيف عن ضيفه .. أههنا يترك الخليل خليله ...! ) . فقال له : يامُحمّد أنت ضيف كريم ... ومدعو القديم ..فلو تقدمتالآن بقدر أنملة لاحترقت , لقوله تعالي: ( ومامنا إلا له مقام معلوم )..... فقال له رسول الله( صلى الله عليه وسلم ): : ( يا جبريل ..إن كان ذالك كذالك ..ألك حاجة ..؟ ) .. فقال له : نعم !!! إذا أنتهي بك الأمر حيث لامُنتهي ... وقيل لك هاأنت .. فاذكرني عند ربك...! ثُم بعد ذالك زج به جبريل عليه السلام , زجة قوية فخرق سبعين ألف حجاب من نور .....حتى وصل بقدرة الله سبحانه وتعالي إلي الحضرة الإلهية فكان ماكان له.... فحُمل بهدية عظيمة إلي المؤمنين به وبرسالته , لتكون وسلة للقرب من الحضرة الإلهية , ... كما حصل مع الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ،.... وهذه الهدية هي . فرض الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج فمن الفروض المهمة , والتي جُعلت ركيزة من ركائز ألإسلام , وهي الصلاة , فلأهميتها ومقامها الرفيع عند الله سبحانه وتعالي, تم فرضها والأمر بأدائها مباشرتا من الله سبحانه وتعالي ,.... لنبيه الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ،.... فكيف كان ذالك ...؟ وما أهمية موسـي( عليه السلام ) ..؟ في جعل النبي( صلي الله عليه وسلم ), يراجع ربه حتى خُففت من خمسين صلاة إلي خمسة صلوات.....؟ ويقول العلامة محمد متولي الشعراوي: أما مسألة الصلاة , فهذا البحث والذي يجب أن نبحثه لنفهم كل خلفياتها , فقد حدثونا أن رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ، قد صليّ إماماً بالأنبياء في بيت المقدس,.. قبل أن يُعرج به إلى السموات العلىَ.... والصلاة فُرضت كما هو معلوم بعد العروج .. .فنقول لهم : نعم .. الصلاة بشكلها الإسلامي النهائي ..وحيث أن الصلاة موجودة مع كل رسول من الرُسل ... وعند أتباع كل رسول ..ولذالك أن الحق سبحانه وتعالي حينما يقول لإبراهيم : { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل* ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ..}... ويقول بعد ذالك : {وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود }.. إذاً هناك سجود وركوع , من يوم أن خلق الله الرسالة , ويوم أن خلق الله التكليف ... وأيضاً في سورة مريم , حيث قال تعالي : {يا.مريم اقنتي لربك واسجدي وأركعي مع الراكعين }.... وفي آية أخرى قال تعالي : { ربنا أني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عمد بيتك المحرم..*..ربنا ليقيموا الصلاة..}... فكأن فيه صلاة , ولكن ليس كالصلاة الإسلامية ، .. فالصلاة الإسلامية خاصيتها أنها جمعت ميزات ... كل صلوات الرُسل ... فصلاة الرُسل , كانت في بعض ألازمنه , غدوة.... وعشية....ركعتين في أو ل النهار وركعتين في آخر النهار ... وكان هناك شكل خاص في السجود والقيام وشكل خاص في الركوع, فلما جاءت صلاة الإسلام , أخذت كل ميزات الصلاة , ولم يأخذ رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، من الرُسل السابقين, العدد الذي فُرض على أُمة مُحمّد ( صلي الله عليه وسلم ) ، بذالك التوزيع الزمني , وهو خمسة أوقات في اليوم والليلة , ولذالك نجد أن موسي ( عليه السلام ) في حقيقة الأمر أنه أستكثر هذا , إذا كانت هناك صلاة ... ولكن الصلاة التى فُرضت هي صلاة الجامعة لكل مزايا الصلوات المتقدمة عند الرُسل السابقين ( عليهم الصلاة والسلام ) , وخاصتاً أنه لم توجد صلاة عندهم أسمها ( صلاة العشاء ) والتي جاءت فقط لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... فلقد كانت الصلاة بالنسبة للفرضية تختلف , عن كل الإحكام بأن فُرضت من الله مباشرة. ولعلمنا بأن الرئيس حينما يكتب إلي مرؤوسه كتاباً , فيكون أمراً عادياً , فإذا كان الأمر أهم , استدعاه عنده مباشرتا , وقال له أفعل كذا ...وأفعل كذا.... فهو لم يستدعه إلا لأن هذا أمر بالغ الأهمية , وأيضاً لأن رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ، جُعل له المعراج تكريماً لقربه من الحضرة الإلهية ... ومادام تكريماً لقربه من ربه ,... ومُحمّد ( صلي الله عليه وسلم ) ،مبعوث رحمة للعالمين جميعاً , وحرصه على أمته حرصاً شديداً , لم يشأ الله تعالي في مقام قربه منه .إلاّ أنه يرده بما يقرب المؤمنين , برسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ، من الله سبحانه وتعالي, فكانت الصلاة هدية القرب إلي المقرب ... وأما المعراج فقد كان تكريماً لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،لأنه كان قريباً من الله سبحانه وتعالي , فلم يستأثر رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،وحده بالتكريم مع أنه يحب أمته , ..لا.. فلابد أن يرجعه الله سبحانه وتعالي , بتحفة وبهدية إلي من يؤمن به .. لنكون وسيلة للقربى , ولذالك يقول الحق تبارك وتعالي: { وأسجد وأقترب} فكأنما السجود الذي هو أظهر مظاهر الخضوع في الصلاة , وهو الذي يقرب الإنسان إلي الله تعالي , ذالك القرب الذي إقتربه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،من ربه ، فكأنما الله سبحانه وتعالي حيا مُحمّد ( صلي الله عليه وسلم ) ،حين قربه منه في الملاء الأعلى بأن حمّله هدية وحمّله تحفة . يحملها إلي المؤمنين برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، لتكون لهم حظاً في القرب من الله , كما كان لرسول الله حظه في القرب منه وأيضاً , لأن الصلاة المفروضة من الحق سبحانه وتعالي , كما قلنا , ليس لها عمل ألا أن تقربك من الحضرة الإلهية , ولتوضيح معني أن تقربك من الحضرة الإلهية ... حيث أن ألإنسان هو صناعة الله سبحانه وتعالي , فالله سبحانه وتعالي هو صانعه , وهى صنعة تقف أمام مهندسها وصانعها , الذي صنعها. كل يوم خمسة مرات , فلا بد أن تكون على أوفي شيء من الضبط , وكما قلنا أن المهندس من البشر , حينما تهلك وتفسد الآلة , يصلحها بشيء مادي يصنعه لها فيضعه فيها فتصبح صالحة للاستعمال , ولكن الحق تبارك وتعالي , لأنه غيب , فهو يُصلح عبده الذي خلقه , حين يقف بين يديه في لحضه القرب هذه , بأمر غيبي أيضاً , وليس بعملية مادية , فتخرج من مقام ربك وأنت ترى كيف ارتحت , وكيف تبددت همومك , وكيف قويت طاقة الأيمان عندك, إذاً فالصلاة , هي التي تُعلم الإنسان كي يقبل على التكاليف , وإذا كان الإسلام قد بُني على خمس. ( 1 ) شهادة أن لا إله إلاّّ الله وأن مُحمّد رسول الله . ( 2 ) إقامة الصلاة. ( 3 ) إيتاء الزكاة. ( 4 ) صوم رمضان. ( 5 ) حج البيت لمن أستطاع إليه سبيلا, فنأتي لهذه ألأركان الخمسة . قد لا توجد هذه ألأركان إلاّ في بعض الناس, صحيح هي أركان الإسلام ولأكنها ليست أركان المسلم , بمعني إن المسلم قد يكون فقيراً فلا يؤدى الزكاة , فيسقط عنه فرض الزكاة , والمسلم قد يكون مريضاً أو مسافراً , فلا يصوم ويسقط عنه فرض الصيام لأجل مسمى , وقد لايستطيع الحج من عدم توفر الصحة أو الأمور المادية و فيسقط عنه فرض الحج ،إذاً هي أركان الإسلام , وليست أركان المسلم ,..... لهذا نجد أن المسلم يعتمد أولاً على الشهادة ثُم الصلاة بإقامتها , وعلى هذا فإن الركن الأساسي .... الذى لاينفك عن الإنسان المسلم أبداً . هي الشهادة والصلاة , والصلاة بإقامتها أيضاً لاتنفك عن المسلم أبداً حتى وهو في الحرب , أو هو مريض لايستطيع الجلوس , وإذا قيل لأنه يجب عليه أن يؤدى الصلاة حتى ولو بقلبه , إذا فلا عذر لها في السقوط أبداً , ولا مهرب ولا مفر منها ،.... فأنت مطلوب منك أن تشهد بأن لإله إلاّ الله وأن مُحمّد رسول الله مرة واحده في حياتك,..... وبعد ذالك قد تصوم ,.... وإذا كنت غير مستطيع للحج فلا تحج ,.... فما الذي بقى لك من أركان الإسلام لقد بقى لك الصلاة وهى الركن المكرر ,.... وهذا هو معني الحديث الشريف ( الصلاة عماد الدين ) وإذا نظرت إلى الصلاة وجدتها مع كونها لاتسقط , ففيها كل أركان الإسلام ,.... لأنك لابد في الصلاة أن تشهد أن لاإله إلاّ الله وأن مُحمّد رسول الله ,..... فالركن الأول مكرر فيها ,.... وأيضاً إيتاء الزكاة , فماهي الزكاة ..؟ فالزكاة هي شيء من المال يُعطى للمحتاجين, أى أن تضحي بشيء من مالك , والمال في حقيقة الأمر وفي عُرف الإسلام هو فرع من الوقت , لان العمل يحتاج الى الوقت , فكأنك ضحيت ببعض مالك الناتج من عملك , والناتج من استغلال وقتك , والصلاة لاتأخذ من المال , ولكن تأخذ من الوقت الذي يعمل فيه العمل الذي يأتي بالمال , فكأن الزكاة أخذت شيئاً من المال الناتج من العمل , والعمل الناتج عن الوقت , إلاّ أن الصلاة أُخذت من الوقت نفسه , من الأساس الأصيل, إذاً حينما نأخذ من الأربعة والعشرون ساعة , ساعة واحده للصلاة , نكون قد اقتطعنا جزء من الوقت فجعلناه للصلاة , كما تقتطع جزء من المال , إذاً فالزكاة اقتطاع من المال والمال ناشئ عن العمل , والعمل يحتاج إلي وقت , فالصلاة تقتطع من الوقت الأصلي والأساسي , فنلاحظ أن فيها زكاة أهم من المال, وهى زكاة الوقت , والذي يمنع الناس من كثير من الصلاة , هو أنهم يقولون إنها تحتاج إلى وقت , وهذا يعطلنا عن عملنا ومصالحنا , فيكون ردنا عليهم بأن نقول لهم : كما سمى الله سبحانه وتعالي نقصان المال من الزكاة هى زكاة , فهو لم يسمها نقصان , ولكن سماها زكاة ونماء , فيجب أن نستقبل أيضاً الوقت الضائع عندك في الصلاة , والذي تقول عليه ضائعاً, فاستقبالك ورضاك بالناقص الذي يخرج من مالك ,.... فهو ينميه ويزيده ولا ينقصه, فكذالك الوقت , إذا ضحيت منه ببعضه , وجعلته لله سبحانه وتعالي , وشحنت به شخصيتك , فإن البركة في بقية الوقت والتي ستعوضك على كل مامضى , كما أن الزكاة نماء , والرباء محق, والصلاة فيها أيضاً صوم ,... فما هو الصوم..؟ فالصوم هو الامساك عن شهوتي البطن والفرج ... في نهار رمضان ,..... ولكن في الصلاة هناك إمساك عن شهوتي البطن والفرج وعن الحركة والكلام وعن كل شيء,.... إذاً ففيها لون من ألوان الصيام ومتعلقاته في المنع أوسع وأشمل من متعلقات الصيام في رمضان وغيره ، وأيضاً فيها الحج إلي بيت الله من أستطاع إليه سبيلا, لأنك حينما تصلي تستقبل القبلة ,..... والقبلة هي الاتجاه نحو بيت الله الحرام ,.... فتتجه إليه , وتشعر به وتتحري عنه وتستحضر في نفسك وكأنك تصلي فعلياً في بيت الله الحرم , فنلاحظ أن الصلاة هي الركن الوحيد الذي لامجال لسقوطه مهما كان حال المسلم ,..... فنجد سبحان الله كل الأركان جاءت فيها كل الأركان من شهادة أن لاإله إلا الله وأن مُحمّد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ومن الزكاة فيها شيء أفيد من المال , بل الوقت الذي يأتي بالمال , ومن الصوم في الصلاة يفوق كل الصيام في رمضان , لأنك في الصيام تصوم فقط على شهوتي البطن والفرج والكلام الغير مباح والنظر.... أمّا الصيام في الصلاة فهو يشبه الصيام الملائكي ففيه الإمساك عن شهوتي البطن والفرج والكلام والنظر والالتفات والتحرك والنظر في غير موضع السجود والاستحضار والتركيز ,..... فبذا يكون صيامك في الصلاة أرقي لأنك واقف أمام الخالق فلابد أن تكون في كامل الأدب في التحكم في التصرفات التي تفسد الصلاة , فلا يغنى صيامك في الصلاة عن الصيام الفعلي في رمضان , لأنه ركن من أركان الإسلام , ولكنه يسقط عن المسلم الصيام في رمضان لأسباب صحية أو سفر , فيعوضه فيما بعد , واستحضار لبيت الله الحرام في كل وقت من الأوقات , فكأنك حججت بقلبك وإن عجزت عن الحج بنفسك....... أما عن دور سيدنا موسي ( عليه السلام ) في النصح للرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ... بمراجعة الله سبحانه وتعالي بإنقاص الصلاة . ويقول الإمام الشيخ العلامة الإسلامي : محمد متولي الشعراوي: أما عن دور سيدنا موسي( عليه السلام )في النصح للرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ،بمراجعة الله سبحانه وتعالي , للتخفيف عن المسلمين بإنقاص الصلاة....! هنا نريد أن ندخل في هذا الموضوع , وهو فرضية الصلاة , وفرضية الصلاة كانت بالمباشرة كما قلنا سابقاً وذالك لأهميتها , والرواية التي قالت لنا أن الله سبحانه وتعالي قد فرض علينا خمسين صلاة, وبعد ذالك ذهب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) إلي موسي , فقال له: أرجع إلي ربك وأسأله التخفيف, وتكرر ذالك حتى صارت خمساً , فهناك كلام أحب أن يلتفت إليه المسلمون جيداً , وهو أن كراهيتنا لليهود الملاعين يجب أن لاتنسحـــب إلي موسي ( عليه السلام ) , فيجب أن يُفهم هذا الكلام جيداً, فلا يدخل في نفوسنا شيئاً علــــى موسي( عليه السلام ),..... لان موسي ( عليه السلام ) رسول الله سبحانه وتعالي , وموسي هو من أولى العزم, وكونه يطلب من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) أن يرجع إلي ربه فيسأله التخفيف,.... هل في ذالك وصاية...؟ وماهي الوصاية..؟ وما نوع هذه الوصاية ..؟ فالوصاية تكون من الإنسان الذي يأتي ليفرض عليك أمور كثيرة , أما الوصاية التي تأتي بالتخفيف, ... هل توصف بأنها وصاية ..؟ لأنه يريد ( الموصي ) أن يخفف عني أمور يعلم هو أنني لا أطيقها, ولكن حينما يقول له موسي, أنا جربت الأمم قبلك, حيث لم يفرض الله سبحانه وتعالي على قوم موسي ( عليه السلام ) , ألاّ صلاتين ,... هما صلاة بالعشي , وصلاة بالغداة, ومع ذلك لم يقوموا بها , فموسي ( عليه السلام ) حينما يري أمة كان معها , ومع ذلك لم يقوموا بوقتين من الأوقات . فيقول لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ماقاله, فهذا دليل على أنه يحب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) , وأيضاً يحب أُمة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) , لذالك يريد ألأّ يعرضها لما تعرضت له أُمته , من أنها لم تستطيع , فهذه في الحقيقة ليست شهادة بأننا ضعفاء , وإنما موسي ( عليه السلام) يفترض أننا قد لانقوي على هذا., فلماذا..؟ لأنه جرب الأمم فلم تقوى , ومعنى جرب الأمم , أى قومه , فهذه في الحقيقة شهادة ضد أمته , وليست ضدنا نحن , لان معنى ذلك أنه عرف أن أُمته لم تستطيع ولم تقدر, فسحب الحكم علينا ,.... فما الذي جعله يسحبه علينا ..؟ لأنه يحبنا ويحب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) , وقد كان خائفاً علينا من أن لانستطيع أن نؤدي الصلاة , لذالك نصح الرسول الكريم , بطلب التخفيف, لأنه يعرف مسبقاً تجربته مع قومه الذين لم يستطيعوا , أداء الصلاة التي فُرضت عليهم , وقد كانت صلاتين فقط. فحين يكلفنا الله سبحانه وتعالي بتكليف, فبالطبيعي يكون لصالحنا , وعندما فرض الله سبحانه وتعالي خمسين صلاة وصيرها إلي خمس صلوات في اليوم والليلة , هل أنقص مايريد أعطائه من الثواب , أم ظل الثواب خمسين..؟ نقول لقد ظل الثواب خمسين , فالعطاء غير متناسب مع العمل, فتقرير العطاء من الله سبحانه وتعالي الخمسين وظل العطاء هو العطاء , وبعد ذالك خففت الوسيلة ..لا العطاء . فبعد أن كانت خمسين أصبحت خمسة, ولكن الثواب ظل كما هو , ثواب الخمسين صلاة , في صلاة فعلية وهى خمسة صلوات ..فسبحان الله الرؤوف بعباده , وبحبه لنبيه الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) , وتركه يراجعه كما يشاء , ويسأله عن مايرضيه وما يرضي أُمته...... نحمد الله اخوتي الكرام علي هذا الشرح الوافي والكافي لكل المراحل التي مرّ بها الحبيب في رحلته المباركة وندعوا الله سبحانه وتعالي ان يرحم هذا العلامة الذي بعلمه واسلوبه في شرح وتفصيل هذه الحادثة ونستمر مستعينا بالله في مواصلة رحلة السيرة الطيبة وسندخل في عرض الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم نفسه علي القبائل العربية طلبا للمنعة والنُصرة والذي ترتب عليها بعد ذلك هجرته المباركة للمدينة وسيكون ذلك بأذن الله تعالي في ... الجزء الاول من الفصل الخامس .... الي ذلك الحين ... اقول بارك الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:26 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل الخامس ...ج 1... . الاخوة الاكارم متتبعي هذه السيرة المباركة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد ان توقفنا قليلا عند حادثة الاسراء والمعراج وعرفنا مافيها من اعجاز علمي رباني حقيقي بالشواهد العلمية والتي اُختصت للحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ....دون سائر المخلوقات ...حتي الانبياء والرُسل سندخل في عرض الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم نفسه علي القبائل العربية طلبا للمنعة والنُصرة والذي ترتب عليها بعد ذلك هجرته المباركة للمدينة وسيكون ذلك بأذن الله تعالي في هذا ... الجزء الاول من الفصل الخامس .... ونبتدئ كالعتاد... بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب هذه السيرة العطرة عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل العربية وبدء مبايعتهم له تمهيداً للهجرة النبوية الشريفة للمدينة عرض النبي ( صلي الله عليه وسلم ) نفسه على القبائل العرب ثُم قدِم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، مكة , بعد أن عاد من عرض نفسه على قبائل في الطائف ,وقومه أشد ماكانوا عليه من خلافه وفراق دينه , ألاّ قليلاً مستضعفين ممن آمن به . فكان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،مستمر في عرض نفسه على القبائل والتي كانت تأتي في مواسم الحج, فكان يدعوهم الى الله سبحانه وتعالي , ويخبرهم أنه رسول ونبي مُرسل من الله سبحانه وتعالي , وكان يسألهم أن يصدقوه , ويمنعوه حتي يبين لهم الله مابعثه لهم . قال أبن إسحاق : حدثني حسين بن عبيد الله بن عباس قال : سمعت ربيعة بن عبّاد يحدثه أبي فقال له : إني لغلام شاب مع أبي , ... ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،... يقف على منازل القبائل من العرب فيقول : ( يأبني فلان , إني رسول الله إليكم , يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا, وأن تخلعوا ماتعبدون من دونه , من هذه الأنداد , وأن تؤمنوا بي وتصدقوا بي وتمنعوني , حتى أبين عن الله مابعثني به ) . قال : وكان خلفه رجل أحول وضيء , له غديرتان ( ضفائر ) , وعليه حُلة عدنية , فإذا فرغ النبي الكريم من قوله , قال ذلك الرجل : يأبني فلان , إن هذا الرجل إنما يدعوكم إلي أن تسلخوا اللات والعزّي , من أعناقكم , وحلفائكم من الجن من قبيلة بني مالك بن أقيش , إلي ماجاء به من البدعة والضلالة , فلا تطيعوه ولا تسمعوا له ومنه, قال: فقلت لأبي : من هذا الرجل الذي يتبعه ويردّ عليه مايقول...؟ قال: هذا عمّه أبو لهب ( عبد العُزي بن المطلب ) . ( 1 ) عرض الرسول ( صلي الله عليه وسلم) نفسه علي بني كلب قال أبن إسحاق : أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،قد أتي بني كلباً في منازلهم , إلي بطن من بطونهم يقال لهم : بنو عبد الله , فدعاهم إلي الله وعرض عليهم نفسه . حتى أنه ليقول لهم : ( يأبني عبد الله , إن الله عزّ وجل قد أحسن أسم أبيكم ,فلم يقبلوا منه ماجاء به وما عرضه عليهم ، من الهداية والدخول في الإسلام ) .... فأستهجنوا ما قاله لهم ، فبادروه بالرفض والاستهزاء ، فأنطلق الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، مجدداً يعرض نفسه ودينة على القبائل الأخرى .... ( 2 ) عرض الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) نفسه على بني حذيفة. قال أبن إسحاق : وحدثني بعض أصحابنا عن عبد الله بن كعب بن مالك : أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... أتي بني حنيفة ( وأسم حنيفة هو: أثال من الجيم ) , في منازلهم , فدعاهم إلي الله , وعرض نفسه عليهم , فلم يكن أحد من العرب أقبح عليه رداَ منهم . ( 3 ) عرض الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) نفسه على بني عامر ... . أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... قد أتى بني عامر بن صعصعة . فدعاهم إلي الله عزّ وجل , وعرض نفسه عليهم , فقال له رجل منهم يقال له ( بيحرة بن فراس ) : والله لو أني أخذت هذا الفتي من قريش , لأكلت به العرب , أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك , ثُم أظهرك الله على من خالفك , أيكون لنا الأمر من بعدك ..؟... فقال له رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : ( الأمر إلي الله , يضعه حيث يشاء ) , فقال له الرجل :أتجعل ظهورنا نحن العرب دونك , فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا ..فلا حاجة لنا في أمرك ... وبعد فترة رجعوا بنوا عامر إلي موطنهم فذهبوا لشيخ كبير لهم , كانت قد أدركته السن والمرض في أن يخرج معهم , فسألهم عن الإخبار , فقالوا له : جاءنا فتي من قريش من أحدى بني عبد المطلب , يزعم أنه نبي , يدونا إلي أن نمنعه ونقوم معه ونخرج به إلي بلادنا .. فوضع الشيخ يديه على رأسه حينما سمع منهم هذا الكلام , ثُم قال : يأبني عامر , هل لها من تلاقٍ, هل لذُناباها من مُطلب , والذي نفسي فلان بيده ,..... ماتقولها إسماعيلي ( أي مأدعى بها رجل من بني إسماعيل النبوة كاذباً ) قط وأنها لحق , فأين رأيكم عنكم ... فلما سمعوا القوم ماقال هذا الشيخ , ذهبوا وتركوه......... قال أبن إسحاق : فكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،يعرض نفسه على القبائل , كلما أجتمع له الناس في موسم الحج , وهو لايسمع بقادم إلي مكة حتى يأتيه ويعرض عليه الإسلام ........ ( 4 ) عرض النبي الكريم( صلي الله عليه وسلم ) نفسه على الأنصار وبدء انتشار الإسلام فيهم قال أبن هشام في سيرته نقلاً عن أبن إسحاق : فلما أراد الله سبحانه وتعالي إظهار دينه وإعزازاً لنبيه الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وإنجاز موعده له ، خرج رسول الله ( عليه أفضل التحية وأزكي السلام ) في الموسم الذي صادف فيه نفراً من الأنصار , فعرض نفسه عليهم ودعاهم إلي الدخول في ربقة الإيمان والإسلام ,..... وكان معتاداً إن يعرض نفسه ودينه على كل قادم إلي مكة , فينما هو في العقبة , لقيه رهط من سكان المدينة من الخزرج, قد أراد الله بهم خيراً , فقال لهم : ( من أنتم ..؟ ) فقالوا له : نفراً من الخزرج , فقال لهم: ( أمن موالي يهود ..؟ ) قالوا : نعم , قال لهم : ( أفلا تجلسون أكلمكم..؟ ) قالوا: بلي .فجلسوا معه فدعاهم إلي الله ، وعرض عليهم الإسلام , وتلي عليهم القرآن . وكان مما صنع بهم الله في الإسلام خيراً , أن اليهود كانوا معهم في بلادهم , وكانوا أهل كتاب وعلم , وكانوا أهل شرك وأوثان , وكانوا قد غزوهم في بلادهم , فكانوا إذا كان بينهم شيء , قالوا لهم : إن نبياً مبعوث ألان , قد أظل زمانه , لئن أتى لنتبعنه ونقتلكم مع قوم عاد وإرم . فلما كلم رسول الله ( صلي اله عليه وسلم ) , أولئك النفر من الخزرج ودعاهم إلي الله , قال بعضهم لبعض : ياقوم تعلمون والله أنه النبي الذي توعدّكم به يهود المدينة , فلا تسبقنكم إليه , فأراد الله بهم خيراً , فأجابوا النبي الكريم لما دعاهم إليه , بأن صدقوه وقبلوا منه ماعرض عليهم من الإسلام وقالوا له : إنا تركنا قومنا ولاقوم بينهم من العداوة والشر مابينهم , فعسي أن بجمعهم الله بك . فسنقدم عليهم وندعوهم إلي أمرك, ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الديّن , فأن يجمعهم الله عليه , فلا رجل أعز منك يارسول الله ... ثُم انصرفوا عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) , راجعين إلي بلادهم , وقد آمنوا وصدّقوا , وقد دخل الإسلام في قلبوهم . وعلموا علم اليقين بأن هذا النبي الكريم ... ( صلي الله عليه وسلم ) ,... هو بحق النبي المنتظر والذي سيكون في نظر اليهود الأنجاس , وسيلة من وسائل إرهابهم والسطو عليهم , والافتخار بما يؤول عليه مصير اليهود من قوة وشكيمة ورادعاً لكل من يحاول المسّ باليهود . ولكن الله سبحانه وتعالي أراد أن تكون العزّة لله وحده ولرسوله , وبذالك يكون الأنصار هم من أراد الله بهم خيراً وستكون السطوة الكاملة هي للإسلام وللدين الجديد..... فتواعدوا هؤلاء الرهط من الأنصار على ملاقاة النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،في العام المقبل في العقبة والنفر الذين ألتقي بهم النبي الكريم ... ( صلي الله عليه وسلم ) . فدعاهم إلي الإسلام , فأمنوا وصدّقوا وانطلقوا مبشرين إلي المدينة , .... على أمل اللقاء في العام القادم برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) , وقد زاد عددهم , وهم : من بني النجار ( وأسمه الأصلي هو تيم الله ) ومن بني مالك بن النجار ( أبن ثعلبة ) ومن بني عداس ( أسعد بن زرارة ) ومن بني حرام بن كعب ( عقبة بن عامر ) ومن بني سلمه بن سعد بن علي بن أسد .... ( قطنة بن عامر بن حديده ) ومن بني عوف ( عوف بن الحارثة ) ومن بني زريق بن عامر ( رافع بن مالك ) ومن بني عبيد بن عدي ( جابر بن عبد رِئاب ) ومن النساء : عفراء بنت عبيد بن ثعلبة. فلما قدموا المدينة إلي قومهم , ذكروا لهم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،ودعوهم إلي الإسلام , حتى فشاء فيهم , فلم يبقي دار من دور الأنصار , إلاّ وفيها ذكر من رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) . العقبة الأولــــــــــــــــي في العام الثاني عشر من البعثة قال أبن إسحاق : حتى إذا كان في العام المقبل ,.... وفي موسم الحج , وفد من الأنصار , جاءوا لمقابلة وللقاء النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في مكان يسمي بالعقبة . فبايعوا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( بيعة العقبة الأولي ) ..... وسميت بيعة النساء , وكان ذالك قبل أن تُفرض عليهم الحرب , وقد جاءوا من المدينة , وكانوا أيضاً من مختلف العائلات والقبائل, التى لها وزن في المدينة,... وقد كانوا إثني عشر رجلاً..... والرجال الذين حضروا بيعة العقبة الأولي أو بيعة النساء , هم: من بني النجار: ( 1 ) أسعد بن زرارة ( 2 ) عوف بن الحارث بن رفاعة ( 3 ) ومعاذ بن الحارث بن رفاعة. ومن بني زريق بن عامر : ( 1 ) رافع بن مالك بن العجلان بن عامر ( 2 ) ذكوان بن عبد قيس بن خلده . ومن بني عوف بن خزرج : ( 1 ) عبادة بن الصامت بن قيس ( 2 ) يزيد بن ثعلبة بن خزمة . ومن بني سالم بن عوف بن عمرو بن الخزرج : ( 1 ) العباس بن عبادة بن نظله ومن بني سلمه بن سعد بن علي: ( 1 ) عقبة بن عامر أبن نابي بن حرام ومن بني سواد بن غنم بن كعب : ( 1 ) قطبه بن عامر أبن حديده ومن بني إلاوس بن حارثة بن ثعلبة: ( 1 ) أبو الهيثم بن مالك ومن بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس: ( 1 ) عويم بن ساعده عهد النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) على مبايعي ( العقبة الأولي ) فقد حدثت هذه المبايعة في العام الثاني عشر من البعث , حيث قلبنا قد أتى وقدِم إلى موسم الحج رهط من الأنصار ,... وهم عشرة من الخزرج واثنان من الأوس ,... وقد كان من بينهم , كبار القوم مثل أسعد بن زرارة , وعوف بن الحارث , ومعاذ بن الحارث , ورافع أبن مالك , وقد كانوا قد أسلموا في العام السابق , ثُم ذكوان بن عبد قيس , وعبادة بن الصامت , حيث شهد هؤلاء , موسم الحج لهذا العام , ثُم عزموا على الاجتماع برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فلقوه بالعقبة , فبايعوه عندها بيعة النساء , وهى العقبة الأولي ,.... وفيها عاهدهم رسول الله ... ( صلي الله عليه وسلم ) ،على ألا يشركوا بالله شيئاً , وأن يتجنبوا السرقة , والزنا, وقتل الأولاد , والايأتوا ببهتان يفترينه بين أيديهم أرجلهم , والايعصوا النبي في معروف أبداً و قبل أن ينصرفوا, بعث معهم الصحابي الجليل ( مصعب أبن عمير ) بن هاشم بن عبد منـاف وأمره أن يقرئهم القرآن , ويعلمهم الإسلام,فمن هو هذا الرجل الجليل الذي جعله الرسول الكريم في أشرف مهمة وأنبل غاية , فمن هو هذا الذي أختاره النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... فمن هذا الذي بكي عليه النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بكاءً وذرف دموعاً غزيرة في يوم استشهاده في غزوة أُحد , إنه الصحابي الجليل( مصعب بن عمير ) .... والذي سماه رسولنا الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بمصعب الخير ,... لذالك وجب علينا أن نقف وقفة جليلة لنتابع مسيرة هذا الجليل , وماذا فعل ليكون أول سفراء النبي ( صلي الله عليه وسلم ) . أول سفراء النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) مُصعب أبن عمير ( مصعب الخير ) هذا رجل من أصحاب النبي الكريم (( صلي الله عليه وسلم ) ،ما أجمل أن نبدأ به, ونستفتح به الحديث عن فتيان قريش الذين سطروا الملاحم والعبر والمواقف الجليلة العظيمة , وقد كان منهم غُرة فتيان قريش , وأوفاهم بهاء , وجمالاً وشباباً ,... يصفه الرواة والمؤرخون شبابه بقولهم أنه ( كان أعطر أهل مكة )... حيث ولد في النعمة , وغُّذّي بها , وشبّ تحت خمائلها ... ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر من تدليل أبويه بمثل ماظفر به ( مصعب أبن عمير ) , ذالك الفتي الريان , المدلل المنعّم , حديث حِسان مكة , ولؤلؤة ندواتها ومجالسها , أيمكن أن يتحول إلي أسطورة من أساطير الأيمان والفداء ...؟ لقد سمع الفتى ذات يوم , مابدأ أهل مكة يسمعونه عن محمد الأمين ( صلي الله عليه وسلم ) ،الذي يقول أن الله واحد لاشريك له , وأنه أرسله الله سبحانه وتعالي إلي الناس كافة مبشراً ونذيراً , وداعياً إلي عبادة الله الواحد الأحد, وحين كانت مكة تتمسي وتُصبح ولا همّ لها ,.... ولا حديث يشغلها إلا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،ودينه الجديد , كان فتي قريش المدلل أكثر الناس استماعا لهذه الأحاديث , ذالك أنه كان من الرغم من صغر سنه كان قوم قريش يحرصون على أن يكون مصعب بن عمير زينة لمجالسهم على الرغم من صغر سنه , وذالك لما كان يتميز به مصعب من رجاحة عقل وجمال مظهره ,.... كانتا من أعظم خصاله ( رضي الله عنه ) ولقد سمع فيما سمع أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) , ومن آمن معه ,... يجتمعون بعيداً عن فضول قريش وأذاها ... هناك على الصفّا في دار ( الأرقم أبن أبي الأرقم ), فلم يطل به التردد , ولا التريث والانتظار , بل صحب نفسه ذات مساء إلى دار ( الأرقم أبن أبي الأرقم ) تسبقه أشواقه ورآه... ،هناك كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،يلتقي بأصحابه فيتلوا عليهم من القرآن الكريم , ويصلي معهم لله العلي العظيم...ولم يكد مصعب يأخذ مكانه ويستمع إلي الكلمات تنساب إلي قلبه من قلب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، متألقة على شفتيه , ثُم آخذه طريقها إلى الأسماع والأفئدة, حتى كان فؤاد ( أبن عمير) في تلك الأمسية ... ولقد كانت الغبطة تأخذ قلب مصعب من مكانه . حينما بسط الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،يمينه المباركة الحانية حتى لامست الصدر المتوهج, والفؤاد المتوثب , فكانت السكينة العميقة عُمق المحيط...وفي لمح البصر كان الفتي الذى آمن وأسلم يبدوا ومعه من الحكمة مايفوق ضِعف سنه وعمره , ومعه تصميم ما يغير سير الزمان...!!!! حيث كانت أُم مصعب ( خُناس بنت مالك ) تتمتع بقوة في شخصيتها , وكانت تُهاب إلى حد الرهبة ,... ولم يكن مصعب حينما أسلم ليحاذر أو يخاف على ظهر ألأرض قوة سوى أمه ( خُناس ) , .... فلو أن مكة بكل أصنافها وأشرافها وصحرائها , استحالت هولاء يقارعه ويصارعه , لاستخفّ به ( مصعب ) إلى حين, أما خصومة أُمه , فهذا هو الهول الذى لا يطاق...! ولقد فكر سريعاً , وقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضى الله أمراً, وظل يتردد على دار الأرقم أبن أبي الأرقم , ويجلس إلى رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،وهو قرير العين بإيمانه , وبتفاديه غضب أمه التى لاتعلم عن إسلامه شيئاً , ولأكن مكة , وفي تلك الأيام بالذات , لايخفي عليها أو فيها سر ,.... فعيون قريش وآذانها على كل طريق , ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمة اللاهبة , الواشية ... حيث أبصر به ( عثمان أبن طلحة ) وهو يدخل خفية إلى دار الأرقم أبن أبي الأرقم , ثُم رآه مرة أخرى وهو يصلي كصلاة مُحمد( صلي الله عليه وسلم ) ، فحس أنه قد تحصل على خبر كأنه كنز . فسابق ريح الصحراء وزوابعها , شاخصاً إلى أم مصعب أبن عمير , ليزف لها الخبر وما رأى من أبنها الذي تدلله ,... فكان الخبر وسيلة لطيران صوابها كلياً , فوقف مصعب أمام أمه , وعشيرته , وأشراف مكة المتجمعين حوله , يتلوا عليهم في يقين الحق وثباته, آيات من القرآن الذي يغسل به رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ، قلوبهم , ويملؤها به حكمة وشرفاً , وعدلاً وتُقى,.... فلما سمعت أمه ماقال , همت أن تُسكته بلطمة قوية على وجهه , ولأكن اليد التى امتدت كالسهم . ما لبثت أن استرخت وترنحت أمام النور الذي زاد وسامة وجهه وبهائه جلالاً يفرض الاحترام , وهدوءاَ يفرض الإقناع, ولكن , إذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب والأذى . فإن في مقدرتها أن تثار للآلهة التي هجرها بأسلوب آخر ,... وهكذا مضت إلي ركن قصي من أركان دارها ,... فحبسته فيه , وأحكمت عليه إغلاقها , وظل رهين محبسه ذاك , حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين إلى أرض الحبشة , فأحتال لنفسه حين سمع النبأ, وغافل أُمه وحراسه ,..... ومضى إلى أرض الحبشة مهاجراً أوّاباً ... ولسوف يمكث في أرض الحبشة مع إخوانه المهاجرين . ثُم يعود معهم إلى مكة , ثُم يهاجر إلى الحبشة للمرة الثانية مع ألأصحاب الذين يأمرهم الرسول الكريم... ( صلي الله عليه وسلم ) ،بالهجرة فيطيعون ,....... ولكن , سواء كان ( مصعب) بالحبشة أم في مكة , فإن تجربة إيمانه تمارس تفوقها فى كل مكان وفى كل زمان ,... ولقد فرغ من إعادة صياغة حياته على النسق الجديد الذي أعطاه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) نموذجه المختار , وأطمأن ( مصعب ) إلى أن حياته قد صارت جديرة بأن تقدم قرباناً لباريها الأعلى ,.... وخالقها العظيم وحدث أن خرج ( مصعب يوماً على قومه من المسلمين وهم جلوس حول الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فما أن بصروا به حتى حنوا رءوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم دمعاً شجياً , ذالك أنهم رأوه يرتدى جلباباً مرقعاً بالياً ,.... وعاودتهم صورته الأولى قبل إسلامه , حين كانت ثيابه كزهور الحديقة النضرة , وتألقاً وعطراً . فتملى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) مشهده بنظرات حكيمة , شاكرة , مُحبة ، وتألقت على شفتيه ابتسامته الجليلة وقال ( صلي الله عليه وسلم ) :لقد رأيت مُصعباً هذا , وما بمكة فتى أنعمُ عند أبويه منه , ثُم ترك ذالك كله حُباً لله ورسوله...! بعدها منعته أمه حين يئست من رِدته كل ماكانت تفيض عليه من نعمة , فأبت أن يأكل طعامها إنسان هجر الآلهة وحاقت به لعنتها , حتى لو يكون هذا الإنسان هو أبنها المدلل...! فلقد كانت آخر عهدها به حين حاولت حبسه مرة أخرى بعد رجوعه من الحبشة , فآلي على نفسه لئن هي فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه, وإنها لتعلم صدق عزمه إذا هَمّ وعزم فودعته باكية , وودعها باكياً , وكشفت لحظة الوداع عن إصرار عجيب على الكفر من جانب الأم وإصرار أكبر على الأيمان من جانب الأبن , فحينما قالت له وهي تخرجه من بيتها : أذهب لشأنك, لم أعد لك أُم .. فأقترب منها وقال: يأمُّه, إني لك ناصح , وعليك شفوق , فأشهدي انه لاإله إلا الله , وأن مُحمّداً رسول الله , فأجابت غاضبة مهتاجة : قسماً بالثواقب , لا أدخل في دينك , فيُزرى برأيي, ويضعف عقلي...! فخرج مصعب من النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثراً الشظف والفاقه , فأصبح الفتى المتأنق المتعطر , لايُرى إلاّ مرتدياً اخشن الثياب, يأكل يوماً ويجوع أياماً , ولكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة , والمتألقة بنور الله , كانت قد جعلت منه إنسان آخر يملأ الأعين إجلالاً , والأنفس روعة... وآنئذ ,... أختاره الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... لأعظم مهمة في حينها , وهى أن يكون سفيره إلى المدينة يُفقّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة , ويدخل غيرهم في دين الله القويم , ويُعِدُّ المدينة ليوم الهجرة العظيم... بالرغم من وجود أصحاب الرسول الكريم يؤمئذ من هم أكبر منه سناً وسبقا بالإسلام وأقربهم صلة ودم من الرسول العظيم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... ولكنه أختار ( مصعب بن عمير ) وكما سماه ( مصعب الخير ) , والرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،يعلم أنه يكل إليه بأخطر قضايا الساعة , ويلقي بين يديه بمصير الإسلام في المدينة التي ستكون دار الهجرة , ومنطلق الدعوة والدعاة , والمبشرين والغزاة, بعد حين من الزمان قريب... فحمل ( مصعب الخير ) الأمانة مستعيناً بما أنعم الله عليه من عقل راجح وخلق كريم , حيث غزا أفئدة أهل المدينة بزهده وترفعه وإخلاصه , فدخلوا في دين الله أفواجاً ،... حيث جاءهم في اليوم الذي بعثه فيه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وليس فيهم سوى أثنى عشر مسلماً هم الذين بايعوا النبي الكريم من قبلُ ( بيعة العقبة ), ولكنه لم يكد يتم بينهم بضعة أشهر حتى استجابوا لله وللرسول..... وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة , كان مسلمو المدينة يرسلون إلي مكة للقاء الرسول العظيم ( صلي الله عليه وسلم ) ،... وفداً منهم يمثلهم وينوب عنهم ,.... وكان عدد أعضائه سبعين مؤمناً ومؤمنة , كلهم جاءوا تحت راية وقيادة معلمهم ومبعوث نبيهم إليهم ( مصعب بن عمير ) . فلقد أثبت ( مصعب ) بكياسته وحسن بلائه أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،عرف كيف يختار . فلقد فهم ( مصعب ) رسالته تماماً ووقف عند حدودها , فعرف أنه داعية إلى الله , ومبشر بدينه الذي يدعوا الناس إلى الهدى, وإلى صراط الله المستقيم , وإنه كرسوله الذي آمن به , ليس عليه إلا البلاغ .. هناك دخل في ضيافة ( أسعد بن زرارة ) يغشيان معاً القبائل والبيوت والمجالس, تالياً على الناس ما معه من كتاب ربه , هاتفاً بينهم في رفق عظيم: ( إنما الله إلهُ واحد ) , فذات يوم فاجأه وهو بعض الناس ( أسيد بن حُضير ) وهو سيد بني عبد الاشهل بالمدينة , فاجأه شاهر حربته , يتوهج غضباً وحنقاً على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم , ويدعوهم إلى هجر آلهتهم , ويحدثهم عن إله واحد لم يعرفوه من قبل , ولم يألفوه من قبل , لان الذي يتصورونه أن آلهتهم معهم رابضة في مجاثمها , إذا أحتاجها أحدهم عرف مكانها وولى وجهه ساعياً إليها . فتكشف ضره وتلبي دعاءه , أما إله مُحمّد الذي يدعوهم إليه باسمه هذا السفير الوافد إليهم , فما أحد يعرف مكانه , ولا أحد يستطيع أن يراه ....!!!!! وما أن رأى المسلمون الذين كانوا يجلسون إلي ( مصعب ) , وهو متوشحاً سيفه, مليء بالغضب والتحفز ,.... فوجلوا جميعاً إلاّ ( مصعب بن عمير ) ظل ثابتاً , وديعاً , متهللا, فوقف (أيد بن حضير ) أمامه مهتاجاً , وقال وهو يخاطبه هو وأسعد بن زرارة : ماجاء بكما إلى حيّنا, تسفهان ضعفاءنا ..؟ اعتزلانا , إذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة ...! وفي مثل هدوء البحر وقوته , وفي مثل تهلل ضو الفجر ووداعته , انفرجت أسارير ( مصعب الخير ) فتحرك بالحديث الطيب لسانه فقال: أولاَ تجلس فتستمع..؟ فإن رضيت أمرنا قبلته , وإن كرهته كففنا عنك ماتكره, فلما سمع ( أسيد بن حضير ) هذا الكلام , وقد كان رجلاً حكيماً عاقلاً , وقد علم أن ( مصعب بن عمير) بذكائه وفطنته , يحتكم معه إلى ضميره , فيدعوه إلى أن يسمع , فقط لاغبر , فإن أقتنع , تركه لاقتناعه , وإن لم يقتنع ترك ( مصعب ) حيهم وعشيرتهم , وتحول إلى حي آخر وعشيرة أخرى غير ضّار ولامضارّ, فرد عليه وقال له : لقد أنصفت , وألقى حربته جانباً وجلس يصغي , فلم يكد ( مصعب يقرأ القرآن , ويفسر الدعوة التى جاء بها محمد بن عبد الله ( صلي الله عليه وسلم ) , حتى أخذت أسارير ( أسيد أبن حضير ) تبرق وتشرق وتتغير مع مواقع الكلام , وتكتسي بجماله وروعة مايسمع...فقال: ما أحسن هذا القول وأصدقه ..! كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين...؟؟؟ فأجابوه بتهليله رجّتْ الأرض رجاً , ثُم قال ( مصعب ): يطهر ثوبه وبدنه , ويشد أن لاإله إلا الله ) ,فغاب ( أسيد بن حضير ) عنهم قليل, ثُم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه , ووقف يعلن أنه يشهد أن لاإله إلا الله , وأن محمد رسول الله , فسرى الخبر كالضوء ,.... فجاء ( سعد بن معاذ ),.... فأصغى لمصعب وأقتنع وأسلم,... ثُم تلاه ( سعد بن عبادة) , فتمت بإسلامهم النعمة ,.... وأقبل أهل المدينة بعضهم على بعض يتساءلون : إذا كان أسيد بن حضير , وسعد بن عبادة , وسعد بن معاذ قد أسلموا , ففيم تخلفنا ..؟ هيا إلى ( مصعب بن عمير) رسول رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فلنؤمن معه , فأنهم يتحدثون أن الحق من بين ثناياه.....!!!!! فلقد نجح أول سفراء الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، نجاحاً منقطع النظير , نجاحا هو أهل له , وبه جدير .......!!!!! فتمضي الأيام والأعوام , ويهاجر الرسول الكريم وصحبه إلى المدينة , وتتلمظ قريش بأحقادها , وتعد العدة لمواصلة مطاردة النبي وصحبه ولعباد الله الصالحين, وتقوم غزوة (بدر),فيتلقون فيها كفار قريش, درس يفقدهم فيها بقية صوابهم, ويسعون إلى الثأر , فتجيء غزوة أُحد , فيعبئ فيها المسلمون أنفسهم , ويقف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،... وسط صفوفهم يتفرس الوجوه المؤمنة ليختار من يحمل رايته الشريفة في هذه المعركة , فيدعوا ( مصعب بن عمير ) ليحمل اللواء ,.... فتبدأ المعركة الرهيبة , ويحتدم القتال , ويخالف الرماة أوامر النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،في عدم ترك أماكنهم , حتى وإن انتصروا , لكن بعملهم هذا وهو ترك أوامر القائد الأعلى ( صلي الله عليه وسلم ) , فيفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل , فتعمل في المسلمين على حين غرة , السيوف الظالمة المشركة المجنونة وحينما رأى المشركون الفوضى والذعر يمزقان صفوف المسلمين . فركزوا حملتهم على النبي الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، فتنبها ( مصعب بن عمير ) لهذا الخطر الذي سيحيق بالرسول , فرع راية النبي الكريم ,..... وأخذ يصول ويجول وهو يطلق صوتاً وزئيراً كالأسد , فأنطلق يناوش المشركين ليحمي الرسول الكريم , ... فبينما هو على هذه الحال أخترق الصفوف فارس يقال له ( أبن قميئة ) فضرب يد (مصعب ) اليمني فقطعها ... , فأخذ الراية بيده اليمني وهو يقول : وما محمد إلا رسول قد خلت من بعده الرسل... , ثُم حمل عليه الثالثة بالرمح فقتله , فوقع ( مصعب بن عمير ) شهيداً.... ,وبعد أنتها المعركة المريرة , وجِد جثمان ( مصعب ) وهو مضرج بالدماء , وقد اخفي وجهه في التراب ,... كأنه خجلان إذ سقط شهيداً قبل أن يطمئن على حياة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) يقول خباب بن الإرث: فحينما أبصرناه لندفنه , لم نجد شيء يكفن فيه إلا نمرة , فكنّا إذا وضعناها على رأسه تعرت رجلاه وإذا وضعناها على رجليه أنكشف رأسه , فقال لنا رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) : ( أجعلوها مما يلي رأسه , واجعلوا على رجليه من نبات الإذخر ) .وقال عليه الصلاة والسلام : ( لقد رأيتك بمكة , ومابها أرق حُلة , ولا أحسن لمه منك , ثُم هاأنت شعِث الرأس في بُردة...؟؟؟ ) . فرحمك الله يا رسول رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،وحامل رايته ولوائه يوم أُحد.... هذا هو مصعب بن عمير الذي بعثه الرسول الكريم أول سفير له لنشر الدعوة في المدينة , فلقد حالفة التوفيق كثيراً , فلم يبقي بيت أو دار من دور الأنصار إلا وبها مسلمون . نتوقف اخوتي الكرام عند هذا الحد علي امل بأذن الله ان نتواصل في ... الجزء الثاني من الفصل الخامس ونتحدث عن احد البيعات التي كان لها الاثر الكبير في الهجرة النبوية الشريفة ومن انتشار الاسلام في ربوع يثرب..... الي ذلك الوقت اقول لكم بارك الله لي ولكم وجعل مانقوم به خالصا لوجهه الكريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:27 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل الخامس ...ج 2... الاخوة الاكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نواصل الجلوس الطيب محلقين علي مائدة السيرة العطرة المباركة للحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم .... فبعد ان عرفنا جميع المراحل التي اوصلتنا لبداية الهجرة النبوية الشريفة ... وجب علينا ان نعرف اهم هذه المراحل وهي ان نتحدث عن احد البيعات التي كان لها الاثر الكبير في الهجرة النبوية الشريفة ومن انتشار الاسلام في ربوع يثربوهي بيعة العقبة .... .بالاضافة للتحدث قبلها عن اول جمعة اُقميت بالمدينة
( يثرب ) ...... فنبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب هذه السيرة العطرة الطيبة أول جمعة أقيمت بالمدينة ( يثرب ) قال أبن إسحاق: حدثني محمد بن أبي إمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه أبي أُمامه عن عبد الرحمن بن كعب مالك انه قال : كنت أقود أبي, كعب بن مالك , حينما ذهب بصره, فكنت أقوده إلى صلاة الجمعة , فلما يسمع آذان الصلاة ,... صلي على أبي إمامة ( أسعد بن زرارة ) , فمكثت حيناً على ذالك . لا يسمع الأذان للجمعة إلا صلي على أبي إمامة ( سعد بن زرارة) , ودعا له وأستغفر , فقلت له : يأابت , مالك إّذا سمعت الآذان للجمعة دعيت واستغفرت لبي إمامة ( سعد بن زرارة ) ..؟ فقال: أي بُني , أنه كان أول من جمع بنا بالمدينة في هزم البيت من حرة بني بياضه , يقال لها ( نقيع الخضمات ) فقلت لأبي : وكم كنتم يؤمئذ..؟ قال: أربعون رجلاً. العقبة الثانية في العام الثالث عشر من البعثة قال أبن هشام: ولما كان الموسم التالي , أي في العام الثالث عشر من البعثة النبوية الشريفة, قَدِم إلى مكة , لفيف من الأنصار المسلمين , ومعهم سفير رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،مصعب أبن عمير , الرجل الذي ذهب مع أثنى عشر رجلاً . يعود اليوم ومعه لفيف منالمسلمين ,.... وذالك ليبايعوا النبي الكريم( صلي الله عليه وسلم ) مبايعة من أهم المبايعات التى تحققت في زمن بدء الرسالة ,لتكون المفتاح الذي يسمح بقدرة الله وبحفظة من انتقال الدعوة من مكان ضيق , إلي رحاب واسع من الحرية ألامان , بعد أن يهاجر إليها المصطفي( صلي الله عليه وسلم ) ،وقد جاءوا مع حجاج قومهم من الوثنيين .... فأتفق الأنصار على مقابلة النبي الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ،في الشِعب عند أسفل العقبة بمنى,.... وكانوا حينها خمسة وسبعون رجلاً وأمراتان وهما: من قبيلة ألاوس بن الحارثة: ( 1 ) أسيد بن حضير حيث أسلم قبل سعد بن معاذ على يد مصعب أبن عمير. جرح يوم أُحد , سبع جراحات , وثبت مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،حينما أنكشف عنه الناس ,.... ولم يحضر غزوة بدر . وقد كانت وفاته في شعبان سنة 20 هـ , وهو أحد النقباء ألاثني عشر. ( 2 ) أبو الهيثم بن التيهان ( مالك ). شهد بدر , وأُحد والمشاهد كلها , توفي في خلافة عمر بن الخطاب بالمدينة سنة 20هـ . ( 3 ) سلمه بن سلامة بن وقش بن عبد الاشهل. شهد بدر , والمشاهد كلها , وأستعمله عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) على اليمامة , وتوفي سنة 45هـ . ومن بني حارثة بن الحارث بن الخزرج ( 1 ) ظهير بن رافع بن عديّ. لم يشهد بدر, وشهد أُحد وما بعدها من المشاهد ( 2 ) أبو بُردة بن ينار. شهد بدر . ( 3 ) نهير بن الهيثم . ومن بني عمرو بن عوف. ( 1 ) سعد بن خيثمة بن الحارث. شهد بدر , فقُتل شهيداً , وقد كان أحد النقباء ألاثني عشر . ( 2 ) رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر. شهد بدر , وهو أحد النقباء ألاثني عشر. ( 3 ) عبد الله بن جبير بن النعمان. شهد بدر , وأُحد فقُتل شهيداً , وقد نصبه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )أميراً على الرماة, في غزوة أُحد. ( 4 ) معن بن عديّ بن الجد. شهد بدر , وأُحد والخندق وكل المشاهد مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقُتل يوم اليمامة شهيداً , في خلافة أبو بكر الصديق( رضي الله عنه ) . ( 5 ) عويم بن ساعده. شهد بدر, وأُحد , والخندق. ومن بني الخزرج بن حارثة ومن بني النجار. ( 1 ) تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج. شهد بدر , وأُحد والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) . مات في أرض الروم , غازياً في زمن معاوية بن أبي سفيان. ( 2 ) معاذ بن الحارثة بن رفاعة . شهد بدر , والخندق والمشاهد كلها. ( 3 ) عوف بن الحارث. شهد بدر , وقُتيل شهيداً , وهو الذي قتل أبا جهل بن هشام أبن المغيرة. ( 4 ) عمارة بن حرام بن لودان. شهد بدر وأُحد والخندق والمشاهد كلها , قُتل يوم اليمامة شهيداً , في خلافة أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) . ( 5 ) أسعد بن زرارة ( أبو أمامه ). أحد زعماء الأنصار , وقد كان جواداً كريماً , وهو أحد النقباء ألاثني عشر ., ومات قبل غزوة بدر ., ومسجد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) يُبنى. ( 6 ) رفاعة بن الحارث بن سواد. شهد بدر وأُحد والخندق والمشاهد كلها. ومن بني مبذول ( عامر بن مالك ) ( 1 ) سهل بن نبك بن النجار. شهد بدر. ومن بني عمرو أبن مالك بني النجار. ( 1 ) أوس بن الثابت بن المنذر بن حرام. شهد بدر. ( 2 ) أبو طلحة ( زيد ) بن سهل بن الأسود بن حرام. شهد بدر. ومن بني مازن بن النجار. ( 1 ) قيس بن صعصعة. شهد بدر وأُحد وقُتل يوم أُحد , وقد جعله رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،على السقاية. والسقاة , وهى المهنة أو العمل الذي يتطلب من عامله والمسؤل عنه , كل القوة والشجاعة ,التي تتطلبها , في التواجد في جميع أركان ومواقع المعركة والقتال , لسقي المجاهدين. ( 2 ) عمر بن غزية أبن عمرو بن ثعلبة. ومن بني الحارث بن الخزرج. ( 1 ) سعد بن الربيع بن عمرو . شهد بدر , وأُحد وقُتل فيها شهيداً , وقد كان أحد النقباء ألاثني عشر . ( 2 ) خارجة بن زيد أبن أبي هير بن مالك . شهد بدر , وأُحد وقُتل فيها شهيداً. ( 3 ) عبد الله بن رواحة شهد بدر , وأُحد والخندق , والمشاهد كلها مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقد كان مقرباً من الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى جاء يوم مؤتة . فأمره رسول الله (( صلي الله عليه وسلم ) ،أن يكون أميراً على الجيش , وحامل راية رسوله الكريم إن تم فقدها من القادة الكرام الذين قبلة في هذه الغزوة , فقُتل يوم مؤتة شهيداً ,... وقد كان أحد النقباء ألاثني عشر. ( 4 ) بشير بن سعد بن ثعلبة أبن خلاص. شهد بدر وأحد والخندق والمشاهد كلها, ويقال بأنه أول من بايع أبوبكر الصديق (رضي الله عنه) يوم السقيفة ،من الأنصار ،وقُتل مع خالد بن الوليد ،بعين التمر فى خلافة أبوبكر الصديق (رضي الله عنه) . (5 ) أبو النعمان بن بشير. شهد بدر . ( 6 ) عبد الله بن زيد بن ثعلبة . شهد بدر ,وهو الذى رأى كيفية الأذن للصلاة ,.... فجاء به إلى الرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فأمر به ، وتوفى فى المدينة سنة 32 هجرية . ( 7 ) خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو. شهد بدر و أُحد والخندق ، وقُتل يوم قريضة شهيداً ،حيث طُرحت عليه رحىَّ من حجر فشدخت رأسه شدخاً شديداً ، فقال رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) : ( إنه له لأجر شهيدين ) . ( 8 )عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة. وهو أصغر من يشهد العقبة ،ولم يشهد بدر ،ومات فى أيام معاوية. ومن بني بياضه بن عامر بن زريق. ( 1 ) زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان. شهد بدر والخندق و المشاهد كلها واستعمله رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، على حضر موت. ومات فى خلافه معاوية بن أبى سفيان. ( 2 ) فروة بن عمرو بن وذفة . شهد بدر . ( 3 ) خالد بن قيس بن مالك. شهد بدر . و من بني زريق بن عامر بن زريق. ( 1 ) رافع بن مالك بن العجلان . شهِد بدر وقُتل يوم أُحد شهيداً، وكان أحدى النقباء الاثنى عشر . ( 2 ) ذكوان بن عبد قيس بن خلدة. وهو من الأنصار الذين بقو فى مكة مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ثم هاجر إلى المدينة فكان يسمى ( من مهاجري الأنصار ، شِهد بدر وقُتل يوم أُحد شهيداً ) . ( 3 ) عبادة بن قيس بن عامر بن خلدة. شهد بدر . ( 4 ) الحارث بن قيس بن خلدة. شهد بدر . ومن بني سلحة ابن سعد . ( 1 ) البراء بن معرور بن صخر بن سنان . ويقال بأنه أول من ضرب على يد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فى بيعة العقبة ثم توفى بالمدينة. ( 2 ) بشر بن البراء بن معرور . شهد بدر وأُحد والخندق ،مات بخبير، من أكلة أكلها مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، من الشاة التى سُمَّ فيها. ( 3 ) سنان بن صيفى بن صخر . شهد بدر وقُتل يوم الخندق شهيداً. ( 4 ) الطفيل بن النعمان بن خنساء . شهد بدر وقُتل يوم الخندق شهيداً. ( 5 ) معقل بن النذر بن سرح أبن خناس. شهد بدر . ( 6 ) يزيد بن المنذر. شهد بدر . ( 7 ) مسعود بن يزيد بن سبيع . شهد بدر . ( 8 ) الضحاك بن الحارث . شهد بدر . ( 9 ) يزيد بن وام . شهد بدر . ( 10 ) جبار بن صخر بن أُمية . شهد بدر . ( 11 ) الطفيل بن مالك بن خنساء بن سنان . شهد بدر . ومن بني سعد أبن غنيم . ( 1 ) كعب أبن مالك بن أبي كعب. لم يشهد بدر ، وشهد أُحد ، والمشاهد كلها مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ماعدا تبوك، وتوفي في زمن معاوية أبن أبي سفيان سنة 50 هـ . ومن بني غنيم أبن سواد بن غنم . ( 1 ) ثعلبة أبن غنمة بن عدّي بن سواد ،شهد بدر ، وقتل في غزوة الخندق شهيدا. ( 2 ) عمرو أبن غنمة أبن عُدي شهد بدر . ( 3 ) عيسي أبن عامر بن عُدّي . شهد بدر . ( 4 ) عبد الله بن أنيس . ( 5 ) خالد بن عمرو بن عُدّي . ومن بني حرام بن كعب بن غنيم . ( 1 ) عبد الله بن عمرو بن حرام . شهد بدر ، وقُتل يوم أُحد شهيدا ، وهو أحد النقباء الأثني عشر . ( 2 ) جابر بن عبد الله بن عمرو ، وبعد ست وأربعون ذهب جابر بن عبد الله بن حرام ، ليزيل قبر أبيه وصاحبه عمرو بن الجموح إلى قبر آخر، بعد أن أصاب السيل الذي غطي أرض القبور ، بسبب عين من الماء أجراها هناك معاوية ، فوجدهما في قبرهما ، كأنهما نائمان ، فلم تأكل ألأرض منهما شيئاً ، فسبحان الله ( 3 ) معاذ بن عمرو بن الجموح، شهد بدر ، ومات في حلافة عثمان بن عفُّان ( رضي الله عنه ) ( 4 ) ثابت أبن الجذع ، شهد بدر ، وقُتل يوم الطائف. ( 5 ) عمير بن الحارث بن ثعلبة . شهد بدر . ( 6 ) خديج أبن سلامة بن أوس . ( 7 ) معاذ بن جبل بن عمرو . شهد بدر والمشاهد كلها مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... وهو الذي قال عنه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( أعلم أمتي بالحلال والحرام، معاذ بن جبل ) ، حيث سأله رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يوماً: ( كيف أصبحت يا معاذ ...؟ ) فقال له: أصبحت مؤمناً حقاً يا رسول الله ،فقال له رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : ( إن لكل حقٌ حقيقة ، فما حقيقة إيمانك ...؟ ) فقال له: ما أصبحت صباحاً قط ، إلاّ ظننت أني لاأمسي .. ولا أمسيت ُ إلاّ ظننت أني لا أصبح ... ولا خطوت خطوة إلاّ ظننت أني لا أتبعها غيرها.. وكأني أنظر إلى كل أُمة جاثية تُدعي إلى كتابها .. وكأني أرى أهل الجنة في الجنة ينعمون ، وأهل النار في النار يُعذبون .. فقال له رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )، عرفت فالزم ) ، وفي قول لعمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : لو كان معاذ بن جبل حياً ، ووليته ، ثُم قدمت على ربي وسألني من وليت على أُمة محمد.؟ لقلت : وليت عليهم معاذ بن جبل بعد أن سمعت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) يقول : ( معاذ بن جبل إمام العلماء يوم القيامة ) ،ومات بالشام بمدينة عمواس في عام الطاعون ، في خلافة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ). ومن بني عوف أبن الخزرج . ( 1 ) عبادة بن الصامت . شهد بدر ، وأُحد والمشاهد كلها مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو أحد النقباء ألاثني عشر. وهو الذي أمره الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) بالذهاب إلي معاوية بن أبيس سفيان ليكون مستشاره ، لأنه رأى فيه الزهد والورع والتقوى ، فأختلف مع معاوية بن أبي سفيان ، فرجع إلى المدينة ، فسأله عمر بن الخطاب : ما الذي جاء بك يا عبادة ..؟ فقصّ عليه ما حدث مع معاوية . قال له عمر : ارجع يا عبادة إلي مكانك ، فقبح الله أرضاً ليس فيها مثلك ، ثُم أرسل كتاب إلي معاوية قال فيه : لا إمرة لك علي عُبادة !!!! ( 2 ) العباس بن عبادة بن مضلة بن مالك . وهو أحد الأنصار الذين التحقوا برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) بمكة قبل الهجرة ، ثُم هاجروا معه إلى المدينة فسموا بعد ذالك بالمهاجرين الأنصار ، حيث شهد بدر ، وقُتل يوم أُحد شهيداً . ( 3 ) أبو عبد الرحمن بن يزيد بن ثعلبة ( 4 ) عمرو بن الحارث بن لُبدة. ومن بني سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج . ( 1 ) رفاعة بن عمرو بن زيد بن عمرو . شهد بدر . ( 2 ) عقبة بن وهب بن كلدة . شهد بدر ، وهو من الذين التحقوا برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، عندما كان في مكة ، ثُّم هاجروا معه إلي مكة ، فكانوا يسمون بالمهاجرين الأنصار . ( 3 ) سالم بن غنم بن عوف . شهد بدر . ومن بني ساعدة بن كعب . ( 1 ) سعد بن عبادة . وهو من أحدي النقباء ألاثني عشر ، وهو من الذين كانوا يقريهم رسول الله منه ، حيث كان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، رايته للمهاجرين ، لعلي بن أبي طالب ، وللأنصار لسعد بن عبادة، فشهد بدر ، وأُحد والمشاهد كلها مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وتوفي في عهد خلافة عمر بن الخطاب ، في أرض الشام في مدينة حوران ( 2 ) المنذر أبن عمرو بن خنيس. شهد بدر ، وأُحد وقُتل في غزوة بئر معونة ، وفي هذه الغزوة أمره رسول الله ( صلي الله عليه وسلم) أميراً ، وكان يقال له ( المعتق للموت ) وهو أحد النقباء ألاثني عشر . والنساء اللاتي حضرن في بيعة العقبة الثانية هن: من بني مازن بن النجار. ( 1 ) نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف ( أُم عمارة ) ، حيثُ شهدت الحرب مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وشهدت معها أختها ، وزوجها زيد بن عاصم بن كعب وأبناها : حبيب وعبد الله بن زيد ، حيث أُ خِذ أبنها حبيب رهينة عند الكذاب مسيلمة ، صاحب اليمامة ، فجعل يقول لحبيب : أتشهد إنّ محمد رسول الله ..؟ فيقول حبيب : نعم أشهد . ثُم يقول له : أتشهد أني رسول الله ..؟ فيقول حبيب : لا أسمع ، فجعل مسيلمة يقطعة عضواً عضواً ، حتى مات ، فكان إذا ذكر له رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يقول : نعم أشهد وإذا ذكر له غير ذالك ، يقول : لا أسمع،.......... فخرجت أمه نسيبة إلى اليمامة مع المسلمين ، فباشرت الحرب بنفسها ، حتى قُتل مسيلمة الكذاب ، ورجعت هي وبها اثنا عشر جرحاً ، بين طعنة برمح ، وضربة بسيف. ( 2 ) أُم منيع ( أ سماء بنت عمرو بن عُدىّ بن نابي ) . فهؤلاءِ هم الرجال والنساء الذين ، فتح الله عليهم بالإسلام ، فأتوا إلي مكة لملاقاة النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلما وصلوا هؤلاء إلى مكة ، فقرروا مواعدة النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فاجتمعوا به ليلاً في أوسط أيام التشريق بالعقبة ، فجاءهم النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم )، ومعه عمّه العباس ، وهو مشرك في ذاك الوقت ، إلاّ أنه أحب أن يستوثق منهم لأن أخيه ، فقال العباس : يا معشر الخزرج ، أن مُحمّدْ منّا حيثُ علمتم ، وقد منعناه من قومنا ، وهو في عز ومنعه في بلده ، وإنه قد أبى إلاّ الانحياز أليكم واللحاق بكم ، فإن كنتم تقفون عند ما دعوتموه إليه ، فتمنعونه ممن خالفه ، فأنتم وما تحملتم من ذالك وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه ، فمن ألان ، فدعوه ، فقالوا: فد سمعنا منك يا عباس ، فنريد أن نسمعك يا رسول الله ، فتكلم وخذ لنفسك ولربك ما أحببت ، فتكلم الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، فتلا عليهم القرآن ثُم قال : أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نسائكم وأولادكم . فوافقوه على ذالك ، ولكن كان رجلاً منهم وهو ( أبو الهيثم بن التيهان ) أعترض الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقال له : يا رسول الله إن بيننا وبين اليهود حبالاً وإنّا قاطعوها ، فهل عسيت أن نحن فعلنا ذالك ثُم أظهرك الله ، أن ترجع إلي قومك وتدعنا ..؟ فتبسم الرسول الكريم ، ابتسامة الرضاء ثُّم قال : ( بل الدم ..الدم .. والهدم الهدم ، أنا منكم وأنتم مني ، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم ،فاختاروا منكم إثني عشر نقيباً منكم يمثلون قومكم،)..... فأتفق معهم على ذالك ، فاختاروا تسعة من الخزرج وثلاثة من الاوس النقباء الأثني عشر فمن الخزرج: ( 1 ) ( أبو أمامة ) تيم الله بن ثعلبة بت عمرو بن الخزرج . ( 2 ) سعد بن الربيع بن عمرو. ( 3 ) عبادة بن الصامت بن قيس بن حرام ( 4 ) رافع بن مالك بن عجلان. ( 5 ) سعد بن عبادة ( 6 ) عبد الله بن عمرو بن حرام ( 7 ) المنذر بن خنيس بن حارثة. ( 8 ) البراء بن معرور بن صخر ( 9 ) عبد الله بن رواحة . ومن ألاوس: ( 1 ) أسيد بن حضير ( 2 ) سعد بن خيثمة. ( 3 ) رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر . فلما أجتمع النقباء الأثني عشر ،...... لبيعة النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم )، ذّكرهم العباس بن عبادة بن نضلة ألانصاري بما سبق أن تحدث به العباس بن عبد المطلب ، عّم الرسول الكريم (صلي الله عليه وسلم ) ، وكان ذالك تأكيداً للعهد والبيعة والذوذ عن الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، وافتدائه بالمال والروح، فقال لهم : يا معشر الخزرج ، هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل ..؟ قالوا : نعم ، قال : إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس ، فإن كنتم ترون إنكم إذا نهكت أموالمن مصيبة وأشرافكم قتلاً ، أسلمتموه ، فمن ألان فهو والله أن فعلتم ، فلكم خزي الدنيا والآخرة ، وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه أليه على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه ، فهو والله خير الدنيا والآخرة ، فقالوا : فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف ، فمالنا بذالك يا رسول الله إن نحن وفينا بذالك ..؟ فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ): ( لكم الجنة ،) قالوا: أبسط يدك لنبايعك، فبسط الرسول الكريم يده الشريفة فبايعوه ، ثُم تفرقوا إلى رحالهم ، وعادوا إلى يثرب ، فأظهروا الإسلام ، فأسلم بالمدينة كثير من سادات بني سلمة وأشرافهم ...... من ضمنهم عمرو بن الجموح ، وأسلم عدد كبير من قومه . وعُرفت هذه البيعة ببيعة العقبة الثانية ( ببيعة الحرب ) ، لأن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... بايعهم على حرب الأحمر والأسود ، ووعدهم الجنة ، التي وعد بها الله المؤمنين في قوله تعالي: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ، كلما رُزقوا منها من ثمرة رزقاً * قالوا هذا الذي رُزقنا من قبل * وأُتوا به متشابهاً * ولهم فيها أزواجٌ مطهرة * وهم فيها خالدون } .... وقوله تعالي: {الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق * والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية * ويدرءون بالحسنة السيئة * أولئك لهم عقبي الدار * جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذريا تهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب } . وقد حددت بيعة العقبة الثانية وضع النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بين أهل يثرب ، فقد اعتبرتهم واحداً منهم ، دمه كدمهم وحكمه كحكمهم ،وقضت أيضاً بخروج النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) من أهل مكة ، فانتقلت تبعية النبي بذالك من مكة إلى المدينة ( يثرب ) ولهذا السبب حرص المسلون على إخفاء أمر البيعة والتكتم عليها حتى لا علم قريش ، إذ أن حماية الاوس والخزرج للنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) لا تبدأ إلاّ بعد وصول النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) إلى يثرب ، زد على ذالك أن النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) لم بكم قد أُمر بعد بالقتال ،وكانت قريش قد اضطهدت ن آمن به حتى فُتنوا البعض عن دينهم ، ونفوا البعض الآخر عن بلادهم ، فمنهم من كان مفتوناً في دينه أو معذباً في أيديهم أو مهاجراً إلي الحبشة أو المدينة فراراً منهم ، فلما بغت عليه قريش وعتت على أتباعه بالتعذيب والنفي ،.... هيئا الله لهؤلاء المستضعفين دار للهجرة ، فراراً بدينهم الذي ارتضوه وحماية لهم وللنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم )........... نتوقف اخوتي الكرام عند هذه النقطة وهي بداية الهجرة النبوية الشريفة والتي ستكون ليثرب .... وفي الجزء الثالث من الفصل الخامس ستكون هناك مساحة مهمة نتحدث فيها عن الهجرة وكل مارافقها من احداث مهمة ... بأهمية رجالها واسودها وابطالها ... فالي ذلك الوقت استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه... بارك الله لي ولكم وجعل مانقوم به خالصا لوجهه الكريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:28 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل الخامس ...ج 3... الاخوة الاكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارحب بكم علي مائدة الاطايب التي لا مثيل لها فصاحبها الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم كنّا قد عرفنا في الجزء الثاني من الفصل الخامس استعدادات المسلمين للهجرة النبوية الشريفة الي مدينة الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ( يثرب ) وفي هذا الجزء سنتوقف علي ذكر الهجرة والظروف المحيطة بها ... وكالمعتاد نبتدئ سردنا ببسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب هذا السيرة ذكر الهجرة إلي المدينة المنورة ( يثرب ) فلما تهيأ للمسلمين دار هجرة ارتضاها الله سبحانه وتعالي لهم ، بعد مبايعة رهط من الأنصار للنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم )، على الإسلام والنصرة له ولأتباعه وفتحوا أبواب مدينتهم وبلدهم لهم ،.... أمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )، أصحابه من المهاجرين من قومه ، وممن معه بمكة من المسلمين ، بالخروج إلي المدينة والهجرة إليها ، واللحاق بإخوانهم الأنصار ،.. فقال لهم : إن الله سبحانه وتعالي قد جعل لكم إخواناً وداراً تأمنون بها ... فبدءو بالهجرة ،..... فخرجوا إرسالا بالخفية من قريش وعيون قريش ،فلقد فرحوا بهذا الأمر الذي حدث لهم ، وهو فتح الله عليهم بالخروج لمكان الذي يأمنون فيه لعبادتهم ولتوحيد الله سبحانه وتعالي ، أحراراً من طغيان قريش وجبروتها ،..... فكان هذا الفتح الرباني للانطلاق لعبادة الله سبحانه وتعالي في أرض بارك الله لأهلها فيما يفعلون ،... لأنهم تحملوا وسيتحملون أعباء العهد والميثاق بحماية رسولهم الكريم ( صلي الله عليه وسلم )،و وبحماية أتباعه من كل ما ينغص عليهم عبادتهم وتوحيدهم لله سبحانه وتعالي ، فكانت الهجرة منعطفاً مهماً في مسيرة الدعوة إلي الله سبحانه وتعالي ، وللانطلاق بالدين الجديد إلي أُفق أرحب وأوسع وفي جو يسوده الأيمان والطمأنينة وعلي دينهم ذكر أول المهاجرين إلي المدينة من أصحاب النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) قال أبن هشام نقلاً عن أبنت إسحاق : أن أول المهاجرين إلى المدينة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)من المهاجرين من قريش ، ومن بني مخزوم : ( أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن مخزوم ) ... ،حيث هاجر إلى المدينة قبل بيعة أصحاب العقبة بسنه وكان قد قدم على رسول الله(صلى الله عليه وسلم )في مكة، قادما من الحبشة ، فلما آذته قريش ، وبلغة إسلام من أسلم من الأنصار، خرج إلى المدينة مهاجراً . قال ابن إسحاق: حدثني أبى إسحاق بن يسار عن أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم ) قالت : لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل لي بعيره ثم حملني عليه ، وحمل معي ابني سلمة ، ثم خرج بي يقود بي البعير ، فلما رأته رجال بني المغيرة بن عبد الله بن مخزوم ، قاموا إليه فقالوا نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتك هذه ؟ علام نتركك تسير بها في البلاد؟ فقالت: فنزعوا خطام البعير من يده فأخذوني منه . قالت : وغضب عند ذلك بنو عبد الأسد ، وهبط إلى سلمة، فقالوا :لا والله ، لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا ، قالت : فتجاذبوا بني سلمة بينهم حتى جعلوا يده ، وأنطلق به بنو عبد الأسد ، وحبسني بنو المغيرة عندهم ، وأنطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة ، قالت : ففرق بيني وبين زوجي وبين أبني ، قالت فكنت أخرج كل غداة فاجلس بالأبطح فما أزال أبكي ، حتى أمسي سنة أو قريباً منها ، حتى مر بي رجل من بني عمي ، أخذني المغيرة ، فرأى ما بي فرحمني فقال لبني المغيرة :ألا تخرجون هذه المسكينة ! فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها قالت :فقالوا لي :الحقي بزوجك إن شئت ، قالت :و رد بنو عبد الأسد إلى عند ذلك أبني . قالت : فارتحلت ببعيري ، ثم أخذت ابني فوضعته في حجري ، ثم خرجت ، أريد زوجي بالمدينة ،قالت : وما معي أحد من خلق الله، أتبلغ بمن لقيت حتى أقدم على زوجي حتى إذا كنت بالتنعيم ، لقيت عثمان بن طلحة بن أبي طلحة ، من بني عبد الدار ،فقال لي : إلى أين يا بنت أبي أمية ؟ فقلت له أريد زوجي بالمدينة ، قال : أو ما معك أحد..........؟ قلت : لا والله إلا الله وبُنّي هذا،فقال: لا والله مالك من مُترك، فأخذ بخطام البعير ، فأنطلق معي يهوي بي ، فوالله ما صحبت رجلاً من العرب قط، أرى انه كان أكرم منه، وكان إذا بلغ المنزل أناخ بي ،ثم أستأخر عني ، حتى إذا نزلت إستأخر ببعيري ، فحط عنه ، ثم قيده في شجرة ثم تنحى عني إلى الشجرة ،فأضطجع تحتها ، فإذا دنا الذهاب ومتابعة السفر ، قام إلي بعيري فيقدمه لي ، ثُم يستأخر قليلاً بعيداً عنى ، ثُم يقول لي : اركبي ، فإذا ركبت واستويت على بعيري ، أتى فيأخذ بخطام بعيري ، فيقوده ، حتى ينزل بي ، فلم يزل يصنع ذالك حتى أقدمني إلي المدينة ، والتحقت بزوجي أبو سلمة ، فوالله مأعلم أهل بيت في الإسلام أصابهم ماصاب آل أبي سلمة ، وما رأيت صاحباً قط كان أكرم من عثمان بن طلحة . أما أول من هاجر إلي المدينة بعد أبي سلمة فكان عامر بن ربيعة ، ومعه زوجته ليلى بنت أبي حثمة بن غانم ، ثُمّ عبد الله بن جحش ، حيث هاجر بأهله وبأخيه عبد بن جحش، ثُم هاجر كل من : ( 1 ) منقذ بن نباته ( 2 ) سعيد بن رفيش ( 3 ) مُحرز بن نضلة ( 4 ) صفوان بن عمرو ( 5 ) ثقف بن عمرو ( 6 ) ربيعة بن رُكهم ( 7 ) عمرو بن محصن ( 8 ) يزيد بن رفيش قيس بن جابر ( 9 ) الزبير بن عبيد ( 10 ) تمام بن عبيد ( 11 )سطبرة بن عبيد ( 12 )محمد بن عبد الله بن جحش . وأما أول من هاجر من النساء: ( 1 ) زينب بنت جحش ( 2 ) أُم حبيب بنت جحش ( 3 ) جذام بنت جندل ( 4 )أُم قيس بنت نحصن ( 5 ) أُم حبيب بنت ثمامة ( 6 ) آمنة بنت رفيش ( 7 )سطبرة بنت منيم ( 8 ) حمنة بنت جحش . هجرة عمر بن الخطاب وقصة عيا ش معه قال أبن إسحاق : ثم خرج عمر بن الخطاب ، وعيا ش بن أبي ربيعة المخزومي ، حتى قدما المدينة ، فحدثني نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب عن عبد الله بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب ،قال :أقعدت ، لما أرادنا الهجر إلى المدينة . أنا وعياش أبن أبي ربيعة ، وهشام بن العاصي بن وائل السهمي التناضب من أضاة بني غفار ، فوق سرف وقلت : أينا لم يصبح عندها فقد حُبس ، فليمضي صاحباه .فقال :فأصبحت أنا وعياش أبن أبي ربيعة عند التناضب ، وحُبس عنا هشام ، وفُتن فأفتُتِن. بتغرير أبى جهل والحارث بعياش بن أبي ربيعة ، فلما قدمنا المدينة نزلنا في بني عمر بن عوف بقُباء ، وخرج أبو جهل بن هشام والحارث بن هشام إلى عياش بن أبي ربيعة ، وكان أبن عمهما وأخاهما لأمهما ، حتى قدما علينا المدينة ، ورسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،بمكة فكلماه وقالا إن أمك قد نذرت أن لا تلمس رأسها مشط حتى تراك ولا تستظل من شمس حتى تراك، فرق لها ، فقلت له : عياش ،إنه والله إن يريدك القوم إلا يفتنوك عن دينك فاحذرهم ، فوالله لو قد آذى أمك القملُ لاستمشطت ولو قد اشتد عليها حر مكة لاستظلت قال :فقال: أبر قسم أمي ، ولي هنالك مالٌ فأخذه . قال :فقلت : والله إنك لتعلم أني لمن أكثر قريش مالاً. فلك نصف مالي ولا تذهب معهما .قال:فأبى علي إلا أن يخرج معهما ، فلما أبى إلا ذلك ،قال :قلت له :أما إذ فعلت ما فعلت ، فخذ ناقتي هذه ،فإنها ناقة نجيبة ذلول،فلزم ظهرها ،فإن رأبك من القوم ريب فانج عليها ،فخرج عليها معهما حتى إذا كانوا في بعض الطريق، قال له أبو جهل:يا بن أخي ،والله لقد استغلظتُ بعيري هذا أفلا تعفيني على ناقتك هذه ؟ قال:بلى ، قال:فأناخ ، وأناخ ليتحول عليها ، فلما استووا بالأرض عدوُ عليه ،فأوثقاه، وربطاه ،ثم دخلا به مكة،ففتناه فافتتن . كتاب عمر إلى هاشم أبن العاصي حيث قال أبن إسحاق: حدثني نافع عن عبد الله بن عمر عن عمر ،في حديثه قال: فكنا نقول :ما الله بقابل ممن افتتن صرفا ً ولا عدلاً ولا توبة، قوم عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر لبلاء أصابهم ! قال:وكانوا يقولون ذلك لأنفسهم. فلما قدم رسول الله (صلى الله علبه وسلم)،أنزل الله تعالى فيهم ،وفي قولنا وقولهم لأنفسهم: { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم . وأنيبوا إلى ربكم وأسلمُوا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون.وأتبعوا أحسن ما أُنزل أليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون}. قال عمر بن الخطاب( رضي الله عنه ) :فكتبتها بيدي في صحيفة ، وبعثت بها إلى هاشم أبن العاصي ،قال : فقال هاشم أبن العاصي :فلما أتتني جعلت أقرؤها بذي الطوى، أصعد بها فيه وأصوب ولا أفهمها ،حتى قلت :اللهم فهمنيها،قال : فألقى الله تعالى في قلبي أنها إنما أُنزلت فينا ،وفيها كنا نقول لأنفسنا ،ويقال فينا . قال : فرجعت إلى بعيري ،فجلست عليه ،فلحقتُ برسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وهو بالمدينة خروج الوليد بن الوليد إلى مكة ي أمر عياش وهشام . حيث قال أبن هشام: فحدثني من أثق به : أن رسول الله( صلى الله عليه وسلم )قال وهو بالمدينة : ( من لي بعياش أبي ربيعة ،وهشام بن العاصي.. ؟ ) ...... ، فقال الوليد بن الوليد بن المغيرة : أنا لك يا رسول الله بهما،فخرج إلى مكة ، فقدمها مستخفياً ، فلقي امرأة تحمل طعام ،فقال لها: أين تريدين يا أمة الله ؟ قالت أريد هذين المحبوسين تعنيهما فتبعها حتى عرف موضعهما ،وكانا محبوسين في بيت لا سعف له ،فلما أمسى تسور عليها ،ثم أخذ مروة فوضعها تحت قيدهما ،ثم ضريهما بسيفه فقطعهما فكان يقال لسيفه ( ذو المروة ) لذالك ، ثم حملهما على بعيره وساق بهما ، وبينما هو في الطريق عثر فدُميت أصبعه ، فقال في ذالك شعراً : هل أنت إلاّ إصبع دميت ===== وفي سبيل الله ما لقيت ثُم قدِم بهما على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) المدينة . منازل المهاجرين بالمدينة( يثرب ) منازل عمر بن الخطاب وأخيه وأبناء سراقه وأبناء البكير وغيرهم قال أبن هشام نقلاً عن أبن إسحاق : حيث نزل عمر بن الخطاب( رضي الله عنه ) ، حين قَدِم المدينة ، ومن لحق به من أهله وقومه ، وأخوه زيد بن الخطاب ، وعمرو وعبد الله ، أبنا سراقه بن المعتمر ، وخنيس بن حُذافة السهمي، وكان صهره على أبنته حفصة بنت عمر ، فبنى عليها رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) فيما بعد، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وواقد أبن عبد الله التميمي ، حيث كان حليف لهم ، وخولىّ أبن أبي خولة ، ومالك أبن أبي خولة ، من حلفاء آل الخطاب ، وبنوا البكير هم: إياس بن البكير ، وعاقل بن البكير ، وعامر بن البكير ، وحلفائهم من بني سعد بن ليث ، فنزلوا على رفاعة أبن المنذر بن زنبر ، في بني عمرو بن عوف ، في قباء وقد كان منزل عياش أبن أبي ربيعة معه ، حين قدم إلى المدينة..... منزل طلحة أبن عبد الله بن عثمان وصهيب بن سنان قال أبن إسحاق: ثُمّ تتابع المهاجرون ، فنزل طلحة بن عبد الله بن عثمان ، وصهيب بن سنان ، على خبيب بن إساف ، وقد قيل بأن طلحة بن عبد الله قد نزل على أسعد بن زرارة، وأما عن صهيب بن سنان ، وما حدث له في مكة حينما سمع به كفّار قريش ، أنه ينوى الهجرة ، فقالوا له : ياصهيب لقد أتيتنا صعلوكاً فقيراً ، فكبُر مالك عندنا وبلغت الذي بلغت من الغنى ، ثُم تريد أن تخرج بمالك ونفسك ، فو الله لا يكون ذالك ..! فقال لهم صهيب : أرأيتم إن جعلت لكم مالي أتخلون سبيلي..؟
قالوا نعم ، قال: فإني جعلت لكم مالي ، فلما بلغ موقفه هذا من الكفار ، إلي رسول الله( صلي الله عليه وسلم )، قال:ربح صهيب.. ربح صهيب ...
منزل حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة وأبي مرثد وأبي كبشة قال أبن إسحاق: حين نزل حمرة بن عبد المطلب ، وزيد بن حارثة ، وأبو مرثد كنّاز بن حصن ، وأنيسة وأبو كبشة ، على كلثوم بن هدم شقيق عمرو بن عوف ، بقباء ، فنزل حمزة بن عبد المطلب على أسعد بن زرارة ، ونزل عبيد بن الحارث بن المطلب ، على عبد الله بن سلمة ، بقباء . منزل عبد الرحمن بن عوف ، والزبير بن العوام ، ومصعب بن عمير . قال أبن إسحاق: فنزل عبد الرحمن بن عوف في رجال من المهاجرين ، على سعد بن الربيع الخزرجى ، ونزل الزبير بن العوام ، وأبو سبرة بن أبي رهم ، على منذر بن محمد بن عقبة ، ونزل مصعب بن عمير ( مصعب الخير ) كما سماه النبي( صلي الله عليه وسلم ) ،على سعد بن معاذ أبن النعمان ، ونزل عتبة بن غزوان، على عباد بن بشر بن وقش. منزل عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ). قال أبن إسحاق: ونزل عثمان بن عفّان( رضي الله عنه) على أوس بن ثابت بن المنذر ( شقيق حسان بن ثابت ) في دار بني النجار , وكما يقال ، فقد نزل الاعزاب من المهاجرين ،أي الذين لم تكون لهم زوجات معهم،أو لم يتزوجوا بعد، على سعد بن خيثمة ، وذالك لأنه كان عزباً. فأقام النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم )، بمكة بعد أن اطمأن على أصحابه وعلى هجرتهم إلي المدينة ، أخذ ينتظر أن يؤُذن له في الهجرة ، فلم يتخلف معه بمكة أحد من المسلمين الذين أرادوا الهجرة ، إلا من حُبس أو أُفتتن في دينه ، إلاّ علي بن أبي طالب ، وأبو بكر الصديق ( رضي الله عنهما ) ، فقد كان أبو بكر الصديق كثيراً ما يستأذن رسول الله( صلي الله عليه وسلم )، في الهجرة ، فيقول له:لا تستعجل لعل الله يجعل لك صاحباً ........! فيطمع أبو بكر أن يكون هو المعني بالصحبة. تخطيط قريش لأغتال الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) قال أبن إسحاق: ولما رأت قريش أن رسول الله( صلي الله عليه وسلم )، قد صارت له شيعة وأصحاب من غيرهم بغير بلدهم مكة ، ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم ، عرفوا أنهم قد نزلوا داراً ، وأصابوا منهم منعة فحذروا خروج الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) إليهم ، وعرفوا أنه قد أجمع على حربهم إن أجتمع إليهم في هجرتهم، فاجتمعوا له في دار الندوة ( وهي دار قُصيّ بن كلاب التي كانت قريش لأتقطع أمر أو تقضيه إلاّ فيها )، يتشاورون فيها ما يصنعون في أمر رسول الله( صلي الله عليه وسلم )، حين خافوه، فلما أجمعوا أمرهم واستعدوا أن يدخلوا في دار الندوة للتشاور في هذا الأمر ، فاختاروا يوماً محدداً وهو يوم يسمي بيوم ( الزحمة ) ، فأعترضهم إبليس عليه أللعنة في هيئة شيخ من نجد، عليه بتلة ( كساء غليظ ) ، فوقف على باب الدار ، فلما رأوه واقفاً على بابها ، قالوا له : من الشيخ..؟ فقال لهم : من نجد ..... فلنفهم اخوتي الكرام لماذا قال ابليس قد اتيت من نجد .... ولم يقل من مكان آخر .....؟ قال من نجد بالذات ولم يقل من مكان آخر غير نجد، لأنهم قالوا وحددوا من قبل الاجتماع أن لا يتوسط ولا يشارك أي أحد في هذا الأمر أو هذا الميثاق أحد من أهل تُهامة ، لأن هواهم مع محمد، فلذالك تمثل لهم في صورة شيخ من نجد ) .... ، قد سمع بالذي تواعدتم له ، فحضر معكم ليسمع ما تقولون ، وعسي أن لا يعدمكم كمه رأياً ونصحاً ، فقالوا: أجل فأدخل وشاركنا الرأي ، فدخل لعنه الله ، وقد أجتمع فيها أشرافقريش من كلً من : من بني عبد شمس ومن بني عبد الدار بن قُصيّ ( 1 ) عتبة بن ربيعة . ( 1 ) النضر بن الحارث بن كلدة . ( 2 ) شيبة بن ربيعة ( 2 ) أبو البختري بن هشام . ( 3 ) أبو سفيان بن حرب ( 3 ) زمعة بن الأسود بن المطلب ( 4 ) حكيم بن حزام ومن بني نوفل بن عبد مناف . ( 1 ) طُعيمة بن عدي . ومن بني عبد الدار بن قصىِّ . ( 1 ) النضُر بن الحارث بن كَلدة . ( 2 ) جُبير بن مُطْعم . ( 3 ) الحارث بن عامر بن نوفل. ومن بني أسد بن عبد العزَّى ( 1 ) أبو التخترى بن هشام . ومن بني مخزوم . ( 1 ) أبو جهل بن هشام . ( 2 ) زمعة بن الأسود بن المطلب . ( 3 ) حكيم بن حزام . ومن بني سهم ( 1 ) نُبيه ومنبّه ابنا الحجّاج . ومن بني جُمَح ( 1 ) أمية بن خلف. ومن كان معهم وغيرهم ممن لا يعد من قريش . فقال بعضهم لبعض : إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم ، فإنا والله ما نأمنه على الوثوب علينا، فيمن قد أتبعه من غيرنا فأجمعوا فيه رأيَّا ، قال : فتشاورا ثم قال قائل منهم:أحبسوه في الحديد ،وأغلقوا عليه باباً ، ثم تربصّوا به ما أصاب أشباهَه من الشعراء الذين كانوا قبله زهيراً والناغبة ،ومن مضى منهم ،من هذا الموت، حتى يُصيبه ما أصابهم ،فقال الشيخ النجديّ: لا و الله ما هذا لكم برأي ، والله لئن حبستموه كما تقولون ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه ،فلأ و شكوا أن يثبوا عليكم ، فينزعوه من بين أيديكم، ثم يُكاثروكم به،حتى يغلبوكم على أمركم ، ما هذا لكم برأي،فانظروا في غيره فتشاوروا ،ثم قال قائل منهم: يُخرجه من بين أظهرنا، فننْفيه من بلادنا ، فإذا أُخرج عنا فو الله ما نُبا لي أين ذهب ،ولا حيث وقع ، إذا غاب عنّا وفزعنا منه ، فأصلحنا أمرنا وأُلْفتنا كما كانت ، فقال ( ابليس ) الشيخ النجديّ: لا واللهِ ما هذا لكم برأي ،ألم تروا حُسْن َ حديثه ، وحلاوة منطقه ، وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به ، والله لو فعلتم ذلك ما أمنتهم أن يحل حتى على العرب ، فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه ، ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم بهم في بلادكم، فيأخذ أمركم من أيديكم ،ثم يفعل بكم ما أراد، دبّروا فيه رأيا غير هذا ، قال قائل:أبو جهل بن هشام: والله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقتم عليه بعد ن قالوا: وما هو يا أبا الحكم؟. قال أبو جهل: أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتىً شاباً جلداً قوياً ،نسباً ( ذا نسب ) وسيطاً( متوسط في قومه ) ، ثُمّ نعطى كل فتى سيفاً صارماً ، ثُمّ يعمدوا إليه فيضربوه ضربةً رجلً واحداً فيقتلوه ، فنستريح منه ، وبذالك يتفرق دمه على القبائل جميعاً ،فلا يستطيعوا بنوا عبد مناف على حربهم وأخذ ثأر محمد ، فرضوا منّا بالعقل فعقلناه لهم ( الدية) ، فقال لهم الشيخ النجدي ( لعنه الله ) ، هذا القول الصحيح الذي قاله هذا الرجل ( أبوجهل )، والذي لا أري رأياً غيره ، فوافقوه القوم ، وتفرقوا على هذا الرأي وهم مجمعون عليه . فأتي جبريل( عليه السلام ) لرسول الله( صلي الله عليه وسلم ) فقال له لا تبت هذه الليلة فراشك الذي كنت تنام عليه . فلما كانت عتمة الليل اجتمعوا على باب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )، يرصدونه حتى ينام ، فيثبون عليه وثبة رجل واحد فينفذون ما جاءو لأجله ، فلما رأى الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم )،..... مكانهم ،قال لعلي بن أبي طالب: ( نِم على فراشي وتسجّ ببُردى الاخظر الحظرمي ، فنم فيه ، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم ) ، حيث كان النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) حينما ينام يتسجى ببرده ذاك إذا نام . فلما اجتمعوا الشباب المكلفون بالمهمة ، وكان فيهم أبو جهل ، وهم وقوف على بابه ، يحدثهم قبل تنفيذ المهمة فيقول لهم : أن محمد يزعم إنكم أن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم ، ثُم بُعثتم من بعد موتكم ، ثُمّ جُعلت لكم ناراً تُحرقون فيها ، فخرج عليهم رسول الله( صلي الله عليه وسلم )، فأخذ حفنه من تراب في يده ، ثُمّ قال مخاطباً الجمع المحتشد أمام بيته: ( ، نعم أنا أقول ذالك وأنت أحدهم) ....... ،فأخذ ينثر ذالك التراب على رؤسهم وهو يتلو هذه الآيات من سورة يس: { يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين ، على صراط مستقيم ، تنزيل العزيز الرحيم } إلي قوله تعالي : {فأغشيناهم فهم لا يبصرون} ،..... حتى فرغ رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) من قراءة هذه .... الآيات ، فلم يبقي منهم رجل إلاّ وقد وضع على رأسه تراباً ، وأنطلق لحاجته ، فأستيقظ رجلاً منهم ، فلما رأي الأمر ، سألهم أما ترون ما بكم ..؟ فوضع كل رجل منهم يده على رأسه ، فإذا عليها تراب ، ثُم جعلوا يتطلعون من فتحة في الباب فيرون علياً نائماً على فراش النبي الكريمصلي الله عليه وسلم )، ... متشجياً ببُردة الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، فيقولون والله إنّا هذا لمحمد نائماً عليه بُرده ، فلم يبرحوا مكانهم حتى أصبحوا ،فلما تحققوا من ذالك فوجدوا علي بن أبي طالب نائم في فراش النبي الكريم ، عندها عرفوا أن الذي يتربصون به لقتله. ما هو إلاّ رجلاً ذا أهمية بالغة ، الأمر الذي جعل قريش تستأجر وتغري شباب القبائل لاغتيال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )فقالوا: والله لقد صدقنا الذي حدثنا عنه . ما أُنزل من القرآن في تربص المشركين بالنبيَّ قال ابن هشام عن ابن إسحاق : وكان مما أنزل الله عزّ وجلّ من القرآن في ذلك اليوم ، وما كانوا أجمعوا لهُ : {وإذ يمكر بك الذين كفؤوا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون و يمكر الله والله خير الماكرين} وقوله تعالى : { أم يقولون شاعرٌ نتربص به رَيْبَ المنون . قل تربصوا فإني معكم من المتربصين } . قال أبو الذؤيب الهندلي : أمِنَ المنون وريبها تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع ُ ، وهذا البيت في قصيدة له . قال ابن إسحاق : وأذن الله تعالى لنبيِّه ( صلي الله عليه وسلم ) ،عند ذلك بالهجرة . طمع أبي بكر في أن يكون صاحب النبي في الهجرة وما أعد لذلك ..... وكان أبو بكر الصديِّق( رضي الله عنه )، رجلاً ذو مال ، فكان حين أستأذن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... فقال له رسول الله ( صلي الله عليه ويلم ): لا تستعجل لعل الله يجعل لك صاحباً..... ، فمن هذا القول ، طمِع أبوبكر الصديق في أن يكون هو نفسه ( أي الرسول الكريم ) . لأنه وضع في نفسه أن المراد بالصحبة هو نفسه، فكتم فرحته ولم يبدها فحد الله على هذه النعمة الجليلة في أن يكون صاحب رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،..... في هذه الرحلة ، وعلى اعتبار آخر خّمن فكان تخمينه صحيحاً ، فحسبها فلم يجد أحد لم يهاجر إلاّ هو والنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ).
فقرر أن تكون هذه الرحلة على نفقته الخاصّة من غير أن يساهم فيها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) فيها مادياً ، إكراماً للحبيب المصطفي( عليه الصلاة والسلام )، فبادر فوراً في الاستعداد لهذه الرحلة العظيمة مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )، فأبتاع راحلتين فأحتبسهما في داره ، يهتم يهما ويعلفهما إستعداداً لذالك ...... اللهم صل وسلم وبارك علي الحبيب المصطفي نتوقف اخوتي الكرام لبرهة من الوقت بعد ان عرفنا المخطط الذي اقترحه ابليس عليه اللعنة علي كفّار قريش ، وايضا مافهمناه من استعداد الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم للهجرة وسيكون ذلك بأذن الله تعالي في الجزء الرابع من الفصل الخامس الي ذلك الحين .... بارك الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:30 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل الخامس ...ج 4. الاخوة الافاضل الكرام ومُحبي مائدة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... بعد ان عرفنا المخطط الذي اقترحه ابليس عليه اللعنة علي كفّار قريش ، وايضا مافهمناه من استعداد الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم للهجرة.....والذي كان في الجزء الثالث من الفصل الخامس ندخل بأذن الله في هذا الجزء الرابع لبداية هجرة النبي الكريم صلي الله عليه وسلم للمدينة وماتبعه وما سبقه من احداث في خطوات بناء الدولة الاسلامية .... فنبتديء كالمعتاد ... بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله صاحب هذه السيرة وهذه الاحداث بدء هجرة النبي( صلى الله عليه وسلم ) إلى المدينة وابتدا بناء الدولة الإسلامية الجديدة فهذه احاديث هجرة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ( إلي المدينة المنورة ( يثرب ) وبعض الحوادث التي رافقت الهجرة النبوية الشريفة عن أُم المؤمنين عائشة( رضي الله عنها )أنها قالت : كان رسول الله( صلي الله عليه وسلم )، لايخطىء أن يأتي لبيت أبو بكر في احد طرفي النهار ، إما بكره وإما عشية ، حتى كان ذالك اليوم الذي أُذن لرسول الله( صلي الله عليه وسلم ) في الهجرة والخروج من مكة من ظهري قومه ، فقد أتانا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )بالهاجرة ، في ساعة كان لا يأتي فيها ...... فلما رآه أبو بكر ، قال : ما جاء برسول الله( صلي الله عليه وسلم ) في هذه الساعة ، إلاّ حدثٌ مهم ، فلما دخل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )، تأخر له أبي عن سريره . فجلس عليه رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ، وليس عند أبي بكر إلاّ أنا وأختي أسماء بنت أبو بكر ،.... فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) أخرج عني من عندك،) فقال أبو بكر : يا رسول الله إنما هما ابنتاي ، ماذاك..؟ فداك أبي وأُمي ..! فقال رسول الله( صلي الله عليه وسلم ): ( إنّا الله قد أذِنَ لي في الخروج والهجرة ) ... ، فقال أبو بكر الصديق : الصحبة يا رسول الله ،.... فقال الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ): ( الصحبة يأ ابابكر .. ) .... فلما سمع أبي ذالك وعرف بأنه سيصاحب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) فرح فرحاً شديداً ، فو الله ما شعرت قط ذالك اليوم أن أحداً يبكي من الفرح ، حتي رأيت أبا بكر الصديق يبكي يومئذ ، ثُم قال : يا نبي الله ، إن لي راحلتان كنت قد أعددتهما لهذا الأمر ، فأستأجر أبو بكر الصديق ،رجلاً من بني وائل بن بكر ، وأمه من بني سهم بن عمرو ، وقد كان مشركاً ، ليدلهما علي الطريق ، ليكون الدليل ، وهذا الرجل هو ( عبد الله بن أرقط ) ، فدع إليه راحلتهما ، فكانت عنده يرعاهما لميعادهما ولم يعلم احد بخروج و بهجرة النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم )، أحد ، حين خرج ،..... إلاّ علي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق وآل بيته ، أمّا علي فإن رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) قد أمره أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )الودائع التي كانت قريش تضعها عند رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) وتستأمنه عليها ،... وهذا كان أكبر دليل على اعترافهم بأمانته وصدقه ، فلم يكن أحد من الناس ، عنده وديعة وأمانه ، فيخاف عليها من الضياع ، إلاّ ووضعها عند الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لعلمهم بأمانته وصدقه...... قصة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) مع أبي بكر الصديق في الغار. فلما اجمع رسول الله(صلى الله عليه وسلم)على الخروج أتى أبا بكر بن أبي قُحافة ،فخرجا من خَوْخة لأبى بكر في ظهر بيته ، ثم عمدا إلى غار ( ثور ) ٍوهو في جبل بأسفل مكة . فدخلاه ،وأمر أبو بكر أبنه عبد الله بن أبي بكر أن يتسّمع لهما ما يقول الناس فيهما نهاره ،ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من الخبر ،وأمر عامرَ بن فُهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهاره ، ثم يُريحها عليهما ، يأيتهما إذا أمسى في الغار وكانت أسماء بنت أبى بكر تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يُصلحهما . قال أبن هشام : عن الحسن بن أبى الحسن البصري قال: انتهى رسولا الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر إلى الغار ليلاً ، فدخل أبو بكر رضي الله عنه قبل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلمس الغار لينظرا فيه سبع أو حّية ، يقي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بنفسه. فأقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ثلاثا ومعه أبو بكر ، وجعلت قريش فيه حين فقدوه مائة ناقة لمن يرده عليهم ،وكان عبد الله بن أبى بكر يكون في قريش معهم يسمع ما يا تمرون به وما يقولون في شأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) و أبى بكر ، ثم يأتيهما إذا أمسى فيخبر هما الخبر ، وكان عامر بن فُهيرة ،... مولي أبى بكر ( رضي الله عنه) ، يرعى في رُعْيان أهل مكة ، فإذا أمسى أراح عليهما غنم أبى بكر ،فاحِتلبا وذبِحا ، فإذا عبد الله بن أبى بكر غدا من عندهما إلى مكة ، اتبع عامر بن فُهيرة أثره بالغنم حتى يعفى عليه ، حتى إذا مضت الثلاث وسكن عنهما الناس ، أتاهما صاحبهما الذي استأجراه ببعَيريْهما وبعير له ،.... وأتبعتهما أسماء بنت أبى بكر ( رضي الله عنها ) بسُفْرتهما ، ونسيت أن تجعل لها عصاماً ، فلما ارتحلا ذهبت لتعلق السفرة فإذا ليس لها عصام ن فتحل نطاقها فتجعله عصاما ، ثم علقنهما به،فكان يقال لأسماء بنت أبى بكر : ذات النطاقين. فلما قرب أبو بكر ( رضي الله عنه) الراحلتين إلى رسولا الله (صلى الله عليه وسلم)، قدم له أفضلها ثم قال: أركب فداك أبى أمي،قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( أنى لا أركب بعيراً ليس لي ،) قال أبى بكر : فهي لك يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، قال: ( لا ولكن ما ألثمن الذي ابتعتها به ؟ ) قال: كذا وكذا ، قال( قد أخذتها به ) .... ،قال : هي لك يا رسول الله،فركب و أنطلقا، وأردف أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه) عامر بن فُهيرة مولاه خلفه ليخدمهما في الطريق . قالت أسماء بنت أبى بكر : فلما خرج رسولا الله (صلى الله عليه وسلم) و أبو بكر ( رضي الله عنه) أن تأتو من قريش ، فيهم أبو جهل بن هشام ، فو فضوا على باب أبى بكر ، فخرجت إليهم ، فقالوا : أين أبوك يا بنت أبى بكر ؟ فقلت : لا أدري والله أين أبى ؟ فرفع أبو جهل يده ، وكان فاحشاً خبيثاً ، فلطم خدّي لطمة طرح منها قُرطي ، ثم أنصرفوا ، فمكنا ثلاث ليال ،وما ندري أين وجه رسولا الله (صلى الله عليه وسلم) حتى أقبل رجل من الجنّ من أسفل مكة ، تيغنى بأبياتنا من شر غناء العرب ،وإن الناس ليتبعونه يسمعون صوته وما يرونه ، حتى خرج من أعلى مكة وهو يقول : جزى الله ربُّ الناس خير جَزائه=====رفيقين حلاَّ خيمتى امِ معبـدٍ همـا نزلا بالبَــر ثم تروّحِــــــــــا=====فأفلح من أمسـى رفيق مُحمـد ليهــن بني كعـب مكـان فتاتـهم=====ومـقـعدها للمؤمنـين بــمرصـــد فلما سمعنا قوله ، عرفنا حيث وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)وأن وجهه إلى المدينة ، وقد كانوا أربعة : رسول الله(صلى الله عليه وسلم) . وأبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ). . وعامر بن فُهيرة ( مولى أبو بكر ) وذلك ليقوم بخدمتهما . دليلهما عبد الله بن أرقط . قصة أم معبد مع رسولا الكريم (صلى الله عليه وسلم ) وأبو بكر الصديق( رضي الله عنه) قال أبن هشام : أم معبد بنت كعب وهى :عاتكة بنت خالد ، امرأة من بني كعب من خزاعة ، فيحكى إن رسول الله( صلى الله عليه وسلم )مر على خيمتها هو وأبو بكر ومولى أبو بكر عامر بن فُهيرة و دليلهما وكانت أم معبد برزة جلدة تختبئ بفناء القبة ، ثم تسقى وتُطعم ، فسألوها لحماً وتمراً يشترونه منها ، فلم يصيبوا عندها شيئاً ، ولكن القوم مرملين مسنين ، فنظر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى شاة يكسد الخيمة فقال: ( ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ ) قالت : شاة خلفها الجهد والضعف عن الغنم ، فقال: (هل بها من لبن ...؟ ) قالت :هي أجهد من أن تعطى لبناً .! فقال الرسول الكريم( صلى الله عليه وسلم ): ( أتأذنين لي أن أحلبها .؟ ) قالت بأبي أنت وأمي ! إن رأيت بها حلباً فأحلبها .... فدنى بها رسول الله( صلى الله عليه وسلم )فمسح بيده الشرفتين ضرعها ، فسمي الله تعالى ودعا لها في أصلاح شأنها ، ففاجت عليه ودّرت وأجترت ، ودعا بإناء كبير يكفيهم ، فحلب فيه حتى علاه لبنها ، ثم سقاها حتى رويت ، وسقى أصحابه أبو بكر وخادمهما ودليلهما وشرب رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) أخرهم حتى روى ثم صب فيه ثانيا حتى إمتلاء الإناء مرة أخرى بلبن وأعطاها إياه ،فتعجبت أم معبد لدرجت أنها لا تستطيع أن تلحق ببقية الغنم مع زوجها، وبادرني بالسؤال فقالت له لقد بارك الله في يدك فمن تكون أية الرجل الصالح؟ فقال لها النبي الكريم أنا رسول الله ) وعرفها بالدين الإسلامي.... ودعاها إليه فاستجابت وأسلمت وبايعها على الإسلام،ثم ارتحلوا عنها ،فما لبثت قليلا حتى عاد زوجها أبو معبد،يسوق أعنزاً عجافاً ، فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال لها:من أين لك هذا اللبن يا أم معبد ، والشاة عجفاء لا لبن فيها وليست بحلوب ..؟ قالت:لا والله ، إلا أنه مرّ بنا رجل مبارك من حله كذا وكذا ، فقال أبو معبد: صفيه يا أم معبد .. فوصفته له في الكلام طويل ، كله حق ،قال أبو معبد: هذا و الله صاحب قريش ، الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة . قالت أسماء بنت أبو بكر : فلما خرج رسول الله(صلى الله عيه وسلم) وخرج أبو بكر معه أحتمل أبو بكر ماله كله ، ومعه خمسة الآلف درهم ، فأنطلق بها معه ، فسأل جدي أبو قحافة وقد كان ضريراً وقال:يا أسماء لقد أخذ أبوك أبو بكر كل ماله ولم يترك لنا شيئاً ، فقالت أسماء : لا يا جدي ، فأخذت أحجار صغيرة ووضعتها في كيس ، تركتها في المكان الذي يعرفه جدها ، فذهبت إليه بهذا الكيس وقالت له: تحسس هنا في هذا الكيس ، فا المال لازال في مكانه في هذا الكيس ، وقد ترك لنا أبو بكر المال ،فقال :لابأس إذا كان ترك لكم هذا فقد أحسن ، فسكت الشيخ بهذا الأمر ، وفي الحقيقة لم يترك لنا شيئاً ، ولا لكني فعلت ذلك لانى أردت أن أسكت الشيخ بهذا. أي بمعني أردت أن أجعل الشيخ لا يراجع ولا يلوم أبنه أبو بكر الصديق في ، عدم تركه المال الذي يحتاجونه في فترة غيابه وهجرته ، فبذالك أراد أن يطمئن على حال أسرته وكيفية معيشتهم بدون مال ، ولاكن تدخلت أسماء بنت أبو بكر ، بأيمانها بما يفعله أبوها وبما أراد أن يهاجر لأجله ، ويضحي ويترك أسرته وأبيه من غير مال ، فأرادت أن تُقنع الشيخ ، بأن أبنه أبو بكر ، هاجر وترك لهم كل شيء، فعملت هذه الحيلة ونجحت ، في إقناعه بأن الامرو جيده ولا يهتم لما يصيبهم في غياب أبنه أبو بكر الصديق...................... أمر سُراقة وما حصل مع النبي الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) حين تتبعه في طريقه إلي الهجرة قال أبن إسحاق: عن سُراقة بن مالك بن جُعَم أنه قال: أنه لما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )من مكة مهاجراً إلى المدينة ، جعلت قريش فيه مائة ناقة لمن ردَّه عليهم ، فبينما أنا جالس في نادى قومي إذا أقبل رجل منا ، حتى وقف علينا ، فقال: والله لقد رأيت ركبة ثلاثة مّروا علىّ أنفاً، إني لأراهم محمداً وأصحابه، فأومأت إليه بعيني : أن اسكته ثم قلت إنما هم بنو فلان ، يبتغون خالة لهم ، فقال الرجل :نعم لعلهم كذالك ، ثُم سكت ، ثُم مكث قليلاً ، ثُم قُمت فدخلت بيتي ، ثُم أُمرت بفرسي ، فقيّد لي ببطن الوادي حتى لا يراني أحد ، وأُمرت بسلاحي ، فُأخرج لي من دُبر حجرتي، ثُم أخذت قداحي ، فأستسقمت بها ، فخرج السهم الذي أكرهه ( لا يضره ) قال: فأبيت إلاّ أن أتبعه ، فركبت في أثره ، فلما بدا لي القوم ، ويقصد هنا بالقوم هم الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) وصاحبه أبو بكر الصديق ودليليهما عبد الله بن أُريقط وخادمهم ، عثرت فرسي ، فذبت يداه في ألارض ، وسقطت عنه ، ثُم أنتزع يديه من ألأرض ، وتبعهما دخان كالإعصار ، فعرفت حين رأيت ذالك أنه قد مُنع مني ، وأنه سيظهر ، فناديت القوم بأعلى صوت فقلت: أنا سراقة بن جشعم ، أنظر وني أكلمكم ، فو الله لا أريكم مني ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه ،... فقال رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) لأبى بكر : ( قٌل له وما تبتغي منّا ،).... فقال أبو بكر ذالك ، فقلت : أتكتب لي كتاباً يكون آية بيني وبينك، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) أكتب له يأبا بكر ،) فكتب لي أبو بكر الصديق كتاباً في عظم أو في رقعة ، ثُمّ قال ألقاه إلي ، فأخذته وجعلته في كنانتي ثُم رجعت إلي مكة ، وأمسكت فلم أذكر شيئاً مما كان ، حتى إذا كان يوم فتح مكة على يد الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم )، وفرغ من حنين والطائف خرجت ، ومعي الكتاب، لألقي الرسول ( صلي الله عليه وسلم )،فلقيته بالجعرانة ، فدخلت في كتيبة الأنصار ، فعرفوني أني لستُ منهم ، فجعلوا يقارعونني بالرماح ويقولون : إليك .. إليك ماذا تريد ..؟ وقد كننت قد دنوت من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )، وهو على ناقته ، فو الله كأني أنظر إلي ساقه الشريفة في عرزة( ركاب السرج ) ، وكأنها جمّارة ، فرفعت يدي بالكتاب ، ثُم قُلت : يا رسول الله هذا كتابك إلىّ ، فأنا سراقة بن جشعم .... فقال رسول الله( صلي الله عليه وسلم ): ( هذا يوم وفاء وبِر ، أدنه ( دعوه يقترب )) فدنوت منه ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأسلمت ، ثُم ذكرت شيئاً أسأل رسول الله( صلي الله عليه وسلم )عنه ، فما أذكره إلاّ أني قُلت له : يا رسول الله ، الضالة من الإبل تغشى حياضي ( المكان المخصص لسقي الإبل بالماء ) ، وقد ملأتها لإبلي ، هل من ألأجر في أن أُسقيهما ..؟ فقال الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ( نعم ففي كل ذات كبد حرّى أجر ).... ،ثُمّ رجعت إلي قومي ، وبعدها فسقت ( أعطيت ) إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )صدقتي..... وعند رجوعي من اللحاق بالرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) وأصحابه، إلي مكة ، سألني أبا جهل حين رجعت من غير أن أُصيب ضالتهم وهي القبض على الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) وأصحابه ، فقالوا لي القوم : كيف ترجع من غير أن تصيب ضالتنا ، فقلت : هذا الذي حصل ولم أجدهم ، بعد أن لامني أبو جهل عن تقصيري في المهمة المُكلة إليّ.......! فقلت فيما بعد شعراً عن هذه الحادثة مخاطباً أبا جهل فيها : أبا الحكم والله لو كنت شاهداً=====لأمر جوادي إذ تسوخ قوامه علمت ولم تشكك بأن محمداً=====رسول ببرهان فمن ذا يقاومه عليك بكف القوم عنه فأنني=====أري أمره يوماً ستبدوا معالمه بأمر يود الناس فيه بأسرهم=====بأن جميع الناس طراً يسالمه فاستمرت رحلته( صلي الله عليه وسلم ) وهجرته المباركة الشريفة إلي المدينة ( يثرب ) ، فكانت بدايتها مليئة بالحذر والخوف من قريش في اللحاق بهم ، ولكن قدرة الله سبحانه وحفضه لرسوله الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، كانت هي الأساس في هذه الرحلة الشريفة ، علي اعتبار أن هجرته ( صلي الله عليه وسلم ) كانت لله و في سبيل لله . فبالتالي فإن حفض الله له ولأصحابه هي التي كان يعول عليها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلم تكن هجرته الشريفة ، سوي رحلة عظيمة تحمل حاضر و مستقبل الدعوة الإسلامية ، ففي المدينة والتي سميت فيما بعد ( بمدينة الرسول ) بعد أن كانت تسمي بيثرب..... وقد ذكر البخاري عن أبن الزبير : أن النبي الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، قد قابل وهو في طريق هجرته المباركة إلي المدينة ، الزبير بن العوام في ركب التجّار ، قافلين من رحلة تجارية من الشام ، فكسي الزبير بن العوام ، الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )، وأبو بكر الصديق ، ثياباً جديدة بيضاء ..... قدوم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) إلي المدينة المنورة ( يثرب ) فكانت هجرته( صلي الله عليه وسلم )إلي المدينة، وخروجه من مكة مهاجراً في سبيل الله سبحانه وتعالي ، يوم ألاحد ( 4 ) ربيع الأول . وكان وصوله( صلي الله عليه وسلم )ألي المدينة : يوم الاثنين ( 12 ) ربيع الأول ( ظهراً ) . والمدة التي إستغرقها الرسول الكريم في هجرته حتى وصوله إلي المدينة ( 19 ) يوم فنزل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وصحبه في علو المدينة ، في حي يقال له ( حي بنوا عمرو بن عوف )،من يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس ، فأسس خلال هذه الأيام المسجد الذي أُسس على التقوى وهو مسجد ( قباء ) ، .... فبذالك يكون هذا المسجد هو أول مسجد أسسه النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . ثُمّ أخرجه الله من أظهرهم يوم الجمعة ، فأدركت الجمعة في بني سالم بن عوف ، فصلاها في المسجد الذي في بطن وادي ( رانونا ء ) فكانت هذه أول جمعة صلاّها النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) بالمدينة فأتاه عتبان بن مالك ، وعبّاس بن عبادة بن نضلة ، في رجال من بني سالم أبن عوف فقالوا له : يا رسول الله أقِم عندنا في العدد والمدّة والمنعة . فقال النبي الكريم( صلي الله عليه وسلم ): ( خلوا سبيل ناقتي فإنها مأمورة ) فخلوا سبيلها ، فانطلقت حتى إذا وازنت دار بني بياضة ، تلقاه زياد بن لبيد ، وفروة بن عمرو ، في رجال من بني بياضة فقالوا له : هلّم إلينا يا رسول الله إلي العدد والعدّة والمنعة ، فقال : ( خلوا سبيلها فإنها مأمورة ) فخلوا سبيلها ، فانطلقت حتى إذا مرت بدار بني ساعدة ، إعترضه سعد بن عبادة ، والمنذر بن عمرو ، في رجال من بني ساعدة ، فقالوا : يا رسول الله هلّم إلينا في العدد والعدّة والمنعة ، فقال خلوا سبيلها فأنها مأمورة ) ..... فخلوا سبيلها ، فانطلقت حتى إذا وازنت كل حي من الأحياء استوقفها أهل الأحياء وقالوا له ، مثل ما قال كل حي مرت به الناقة ، فيقول لهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) : ( خلوا سبيلها فأنها مأمورة ) فيخلون سبيلها ،وكان المعترضين لناقة رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )، هم : سعد بن الربيع ( من الخزرج ) ، وخارجة بن زيد ، وعبد الله بن رواحة وسليط بن قيس وأبو سليط من بني ( النجار ) . حتى إذا أتت دار بني مالك بن النجار، بركت الناقة على باب مسجده( صلي الله عليه وسلم)،..... وهو يومئذ مربد ( المكان الذي يجفف فيه التمر ) ، وقد كان لغلامين يتيمين من بني النجار ، ثُم من بني مالك بن النجار ، وهما في حجر ( تحت رعاية ) مُعاذ بن عفراء، وأسمهما ( سهل وسهيل أبني عمرو )، فلما بركت الناقة ، ورسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،عليها ، لم ينزل ، وثبت وسارت غير بعيد ، ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم )واضع لها زمامها لا يثنية بها ، ثُم ألتفتت إلي خلفها ، فرجعت إلي مبركها أول مرة . فبركت فيه ثُم تحلحلت ( رزمت ووضعت جرانها ) . فنزل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )من عليها ، فأحتمل أبو أيوب خالد بن زيد ، رُجل رسول الله( صلي الله عليه وسلم )، فوضعه في بيته ، ونزل عليه الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم )، ثُمّ سأله عن المربد لمن هو..؟ فقال له معاذ أبن العفراء : هو يا رسول الله لسهل وسهيل أبنى عمرو ، وهما يتيمان لي ، وسأرضيهما منه ، فأتخذه مسجداً........ الأسس التي قامت عليها دولة الإسلام في المدينة المنورة أولاً : بناء المسجد الجامع بالمدينة. قال الدكتور : السيد عبد العزيز سالم ، الأستاذ المساعد بجامعة الأزهر الشريف ، وصاحب مؤلف تاريخ الدولة الإسلامية ،نقلاً عن سيرة أبنهشام وأبن إسحاق : فلم يكد رسول الله( صلي الله عليه وسلم )، يبتاع المربد من صاحبيه سهل وسهيل بن عمرو ، من بني مالك بن النجار ، حتى شرع في بناء مسجد للمسلمين ، فكان أطول جانب منه يصل إلي 100 ذراع والعرض 70 ذراع . وكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ينقل الحجارة بنفسه ، وأعانه أصحابه الكرام في حمل أحجاره ، حتى أُغبر صدره الشريف من تراب الأحجار ، ثُّم بنى منزل لعائشة ( رضي الله عنها ) ، يشرع بابه إلي المسجد ، وفيما بعد بني الرسول الكريم بيوتاً لزوجاته باللبن وسُقِفت بجذوع النخل والجريد ، وفتح في المسجد ثلاثة أبواب ، باب مؤخره ، وباب يقال له باب الرحمة أو باب عاتكة ، والباب الثالث كان يدخل منه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ..... باتجاه باب عائشة ( رضي الله عنها ) أما القِبلة فقد وجهها النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي بيت المقدس. بعد أن كان يُترك للمسلمين حرية اختيار قبلتهم في الصلاة في أول العهد ، بالرسالة ،وضل المسلمين منذ أن هاجر الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) إلي يثرب ( المدينة المنورة ) ، يولون وجوههم في الصلاة شطر بيت المقدس ، طوال ستة عشر شهراً كاملة ، ثُمّ حوِّلت القبلة إلي الكعبة قبل وقعة بدر ألكبري بشهرين ، عندما نزلت الآية الكريمهمن سورة البقرة : { قد نري تقلُبَ وجْهِك في السماء فلنولينّك قبلةً ترضاها* فولي وجهك شطر المسجد الحرام * وحيثُ ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ...}، فأمّا في ما يتعلق ببيوت أزواجه (صلي الله عليه وسلم ). فقد ذكر العلماء إن حجرات زوجاته ، لم تكن جزء من المسجد ، ولكن أبوابها كانت شارعة ( مفتوحة ) فيه، وكان مجموعها سبعة بيوت ، مبنية باللبن ، ومنخفضة السقف ، وقد أُضيفت كلها إلي المسجد بعد موت زوجاته( صلي الله عليه وسلم )، وفي اثنا بنيانه للمسجد، كان رسول الله( صلي الله عليه وسلم )، يقيم في بيت أبي أيوب ، إلي حين ألانتهاء من بناء المسجد وبيوته. قال أبن إسحاق: أن أبي أيوب قال : لمّا نزل علىّ رسول الله( صلي الله عليه وسلم )،.... في بيتي ، نزل( صلي الله عليه وسلم ) في السُفل ( الدور الأرضي ) ، وأنا أُم أيوب في العُلو ( الدور الأول ) فقل لرسول الله( صلي الله عليه وسلم ): يا رسول الله ، بأبي أنت وأُمي ، وأني لأكره وأُعظّم أن أكون فوقك وتكون تحتي ، فأظهر أنت وكن في العُلّو ، وننزل نحن في السُفل ،فقال رسول الله( صلي الله عليه وسلم ): ( يأبا أيوب إنّ أرفق بنا ولمن يغشانا أن نكون في سُفل البيت )..... فكان رسول الله( صلي الله عليه وسلم )، في سُفل البيت ، ونحن في علوّه . فحدث ذات مرة أن أنكسر لنا حُبّ ( وعاء لحمل الماء ) ، لنا فيه ماء ، فقمت أنا وأُم أيوب بقطيفة لنا ، ومالنا لِحاف غيرها ، ننشف بها الماء ، تخوفاً أن يقطر الماء على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )منه شيء فيؤذيه ، وكنّا نصنع له العشاء ، ثُم نبعث بع إليه ، فإذا ردّ علينا فضلة ( بقايا الطعام ) ، يممت أنا وأم أيوب من موضع يده الشريفة ، فأكلنا منه نبتغي بذالك البركة ، حتى بعثنا إليه ليلة ٍ بعشائه ، وقد جعلنا له بصلاً أو ثوماً ، فرده رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ولم أري ليده أثر ، فجئته فزعاً ، فقلت له : يا رسول الله ، بأبي أنت وأُمي ، لقد رددت عشاءك ولم أر فيه موضع يدك.وكنت إذ رددته علينا تيممتُ أنا وأم أيوب من موضع يدك الشريفة ، نبتغي بذالك فقال لنا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ): ( إني وجدت فيه ريحاً لهذه الشجرة ، وأنا رجل أُناجي ( يوحى إلىّ ) ، فأما أنتم فكلوه )..... فأكلناه ولم نضع له من تلك الشجرة بعد،وتلاحق المسلمون المهاجرون إلي رسول الله( صلي الله عليه وسلم )، فلم يبقي في مكة منهم أحد إلاّ مفتون أو محبوس ، فبقي رسول الله( صلي الله عليه وسلم )، بالمدينة منذ قدومه إليها في شهر ربيع الأول إلي شهر صفر من نفس السنة ، حتى يُبني له فيها مسجده ومساكنه، وأستجمع له إسلام هذا الحيّ من الأنصار ، فلم يبقي دار من دور الأنصار إلاّ أسلم أهلها ، إلاّ ما كان من بعض القبائل والتي لازالت بطيئة في استجابتها للأسلأم......... أول خطبة خطبها الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) بعد الانتهاء من بناء المسجد قال أبن هشام : قال رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ، بعد أن حمد الله وأثني عليه بما هو أهله ، ثُم قال : ( أمّا بعد أيها الناس ، فقدموا لأنفسكم ، تَعْلَّمُّنَ والله ليُصعقنّ أحدكم ، ثُمّ ليدعنّ غنمه ليس لها راعٍ ، ثُمّ ليقولنّ له ربه ، وليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه : ألم يأتك رسولي فبلغك، وآتيتك مالاً وأفضلت عليك ..؟ مما قدمت لنفسك ..؟ فلينُظرنّ يميناً وشمالاً فلا يري شيئاً ، ثُمّ لينظرنّ قدامه فلا يري غير جهنم ، فمن استطاع أن يقي وجهه من الناس ولو بِشقٍ من تمرة فليفعل ، ومن لم يجد فبكلمة طيبة ، فإن بها تُجري الحسنة عشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) خطبته ( الثانية ) ( صلي الله عليه وسلم ) في الناس فقال( صلي الله عليه وسلم ): إن الحمد الله أحمده وأستعينه ،نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لاشريك له ،إنّ أحسن الحديث ، كتاب الله تبارك وتعالي ، قد أفلح من زينّهُ الله في قلبه ، وأدخله في الإسلام بعد الكفر ، وأختاره على من سواه من أحاديث الناس ،.... إنه أحسن الحديث وأبلغه ، أحبّوا مأأحبّ الله، أحبوا الله من كل قلوبكم ، ولا تملوا كلام الله وذكره، ولاتقسُ عنه قلوبكم، فإنه من كلّ ما يخلق الله يختار ويصطفي ، قد سماه الله خيرته من الأعمال ومصطفا ه من العباد ، والصالح من الحديث ، ومن كلّ ماأُتي الناس الحلال والحرام ، فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، واتقوه حق تقاته ، واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم ، وتحابّوا بروح بينكم ، إنّ الله يغضب أن يُنكث عهده ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته................ اخوتي الكرام بارك الله لي ولكم في ما نعمل وجعله خالصاً لوجهه الكريم وفي موازين حسناتنا .... نتوقف هنا في هذه المرحلة المهمة من التاريخ الاسلامي وننطلق لنعرف اسس البناء الحضاري للدولة الاسلامية والتي بدءت بالمواخاة والصلح بين فئات المسلمين سوي من مهاجرين او انصار ... فالحب والاخاء هو اساس البناء في كل شيء..... وسيكون ذلك في الجزء الخامس من الفصل الخامس بأذن الله تعالي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:32 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل الخامس ...ج 5.
الاخوة الاكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كُنّا قد دخلنا في الجزء الماضي وهو الرابع من الفصل الخامس في تبيان الاسس التي قامت عليها دولة.....
لا اله الا الله محمد رسول الله...
في المدينة المنورة ....وكيف بدأت ببناء المسجد الجامع بالمدينة وما تبعه من احداث مهمة ... ونستكمل في هذا الجزء الخامس من الفصل الخامس..
بقية الاسس التي قامت عليها دولة الاسلام ....
ونبدأ كالمعتاد ببسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي صاحب هذه السيرة....
الأسس التي قامت عليها دولة الإسلام
في المدينة المنورة
أولاً : بناء المسجد الجامع بالمدينة.....وقد تم التطرق اليه
ثانياً : مواخاة النبي ( صلي الله عليه وسلم )
بين المهاجرين والأنصار
فكانت خطته( صلي الله عليه وسلم ) ، هي المواخاة بين المهاجرين والأنصار ......من جهة، وبين المهاجرين والمهاجرين
فهجرته إلي المدينة ( يثرب ) ، أصبح رئيساً لأحزاب غير متجانسة ، فعمل على توحيدها برباط الإسلام ، وبربط وإصلاح ما كان بين الاوس والخزرج .
فأزال من نفوسهم ما كان قد رسب فيها من الحضارة القديمة ، وهي خصومة كان يذكي نارها ويشعلها من حين لآخر ، هُم اليهود ، ثُم سمي الأنصار بالأنصار ، لأنهم نصروه وآزروه .
ثُم أتجه بعد ذالك إلي توحيد جماعة المهاجرين ، فآخى بين المهاجرين بعضهم لبعض .
ثُمّ ربط بينهم وبين الأنصار برباط المؤاخاة ، وهو ما كان يُعرف في الجاهلية باسم الحلف ، أي أنه آخى بينهم على الحق والمواساة ...
، حيث قال رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) وهو موجه كلامه للمهاجرين والأنصار :
( تآخوا في الله أخوين أخوين ) ثُم أخذ بيد علي بن أبي طالب ،
فقال: ( هذا أخي )....
ثُمّ تآخى حمزة أبن عبد المطلب ( عم النبي ) مع زيد بن حارثة .
وتآخي جعفر بن عبد المطلب ، وهو قد كان غائباً في الحبشة ،
مع معاذ بن جبل ،....
وتآخي أبو بكر الصديق مع خارجة بن زهير الانصارى .
وتآخي عمر بن الخطاب مع عتبان بن مالك الأنصاري.
وتآخي أبو عبيدة بن الجراح مع سعد بن معاذ .
وتآخي عبد الرحمن بن عوف وع سعد بن الربيع الخزرجى الأنصاري .
وتآخي الزبير بن العوام مع سلامة بن سلامة بن وقش الأنصاري
وتآخي عثمان بن عفان مع أوس بن ثابت بن المنذر .
كعب بن مالك الأنصاري .
وتآخي سعد بن زيد بن عمرو مع أُبى أبن كعب .
وتآخي مصعب بن عمير مع أبو أيوب خالد بن زيد.
وتآخي أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة مع عبّاد بن بشر بن وقش .
وتآخي عمار بن ياسر مع حذيفة بن اليمان .
وتآخي أبو ذر الغفاري مع المنذر بن عمرو .
وتآخي سلمان الفارسي وأبو الدرداء .
وتآخي عويمر بن ثعلبة مع بالحارث بن الخزرج .
وتآخي بلال بن رباح مع أبو رويحة عبد الله بن عبد الرحمن الخثعمي .
أما بالنسبة للموآخاة الرسمية وأقصد هنا بالرسمية
( المكتوبة بالنص الصريح ) ، فقد حددت هذه المواخاة بين المهاجرين والأنصار، وبين المهاجرين واليهود ، وبين اليهود والأنصار.
لان اليهود كانوا رفقاء سكن للأنصار وبعد ذالك للمهاجرين أيضاً ، في المدينة المنورة ، أو (يثرب) .
كما كانت تُسمي من قبل أن يهاجر إليها الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، بأول كتاب ومعاهدة بين المهاجرين والأنصار ر، فدعا فيه اليهود ، وعاهدهم ،وأقرهم على دينهم وشرط لهم وأشترط عليهم
فوضع ( عليه الصلاة والسلام ) لهم هذه الوثيقة أو الكتاب ، والذي يمثل بعرفناالحالي.....
( الدستور المنضم للحياة العامة في المدينة )،
أول كتاب (معاهدة) بين المهاجرين والأنصار
حيث قال الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) :
هذا الكتاب من مُحمّدْ النبي ...
أنهم أُمة واحدة من دون الناس ، المهاجرون من قريش على ربعتهم( أي الحالة التي جاء الإسلام وهم عليها )
( الديات الخاصة بهم )
وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين ، وبنو ساعدة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي
وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنوجُثعم على ربعتهم بتعاقلون معاقلهم الأولي .
وأن المؤمنين لا يتركون مفرحاً ، بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو تعقل .
( عظيمة )وأن المؤمنين بعض موالى بعض دون الناس ، وأنه من تبعنا من اليهود ، فأن له النصرة، والأسوة الحسنة ، غير مظلومين ولامتناصرين عليهم ، وإن سِلم المؤمنين واحدة ، لا يسالم مؤمن دون مؤمن ، في قتال في سبيل الله ،إلاّ على سواء وعدل بينهم ، وإن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضا ، وإن المؤمنين يوبىء بعضهم على بعض بما نال دمائهم في سبيل الله .......
( قتله بلا جناية) وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء ، فإن مردّهُ إلي الله عزّ وجل ، وإلي مُحَمد ( صلي الله عليه وسلم ) ......
( يهلك )( يظلم )( خاصته وأهل بيته )، وإنه لاينحجز على ثأرٍ جُرح ، وإنه من فتك فبنفسه فتك، وأهل بيته ، إلاّ من ظلم ، وإن الله على أبرّ هذا ، وإن على اليهود نفقتهم ، وإن على المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصرة على من حارب أهل هذه الصحيفة ، وإن بينهم النصح والنصيحة والبّر دون الإثم ، وإنه لاتجار حُرمة إلاّ بإذن أهلها ، وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو استجار يخاف فساده ، فأن مرده ألي الله عز وجل ، وإلي محمد، وإن الله على أتقي ما في هذه الصحيفة أبرّه ، وإنه لاتُحاد قريش ولا من نصرها وإن بينهم النصر على من دَهم يثرب، وإنهم إذا دعوا إلي صلح يصالحونه ويلبسونه ، فإنهم يصالحونه ويلبسونه ، وأنهم إذا دعو إلي مثل ذالك ، فإنه لهم على المؤمنين إلاّ من حارب في الدين ، على كل أُناس حصتهم من صابتهم الذي قبلهم ، وإن ليهود الاوس ، مواليهم وأنفسهم على مثل مالأهل هذه الصحيفة من البّر المحض من أهل هذه الصحيفة ، وإن البّر دون الإثم ، لا يكسب كاسب إلأ على نفسه ، وإن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبرّه ، وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم وآثم ، وإنه من خرج آمن ، ومن قعد آمن بالمدينة ، إلاّ من ظلم أو أثِمَ ،
وإن الله جار لمن برّ وأتق ومحمد ( صلي الله عليه وسلم )............
قال الدكتور السيد عبد العزيز سالم في بحثه في تاريخ الدولة الإسلامية
ستنتج من هذه الوثيقة الهامة والتي تعتبر دستورا ،
عدة أمور منها:
(1 ) أن الصحيفة تجاهلت نظام القبيلة الذي يفتت وحدة العرب ، وجعلت من المسلمين جميعاً مهاجرينهم وأنصارهم ومن تبعهم ممن لحق بهم وجاهد معهم ، حيث اعتبرتهم قوة واحده من ارتباطهم بالدين الإسلامي، دون احتمائهم في نظام قبلي .
( 2 ) وعلى الرغم من أن الصحيفة تجاهلت نظام القبيلة ، وأدمجت كل طوائف المدينة في الأمة الإسلامية إلاّ أن هذا الاندماج لم يتم إلاّ عن طريق القبيلة ، فكأن القبيلة قد دخلت الأمة بتنظيماتها ، حيث ألقى على كاهل القبيلة عبء دفع الديات القتلى وفديات الأسري على نفس النظام المتبع في العصر الجاهلي ، وكذالك أبقت الصحيفة على رابطة الولاء ، وما يترتب عليها من حقوق .
( 3 ) نضمت الصحيفة حق الأخذ بالثأر على نحو يجنب حرب داخلية ، فإذا اعتدى شخص ما على مؤمن بالقتل ، وجب على أقرباء الجاني أن يسلموا القاتل لمولى القتيل ، وبذالك تحول مبدأ الثأر بصفة عامة إلي مبدأ القصاص,
( الاقتصاص من القاتل فقط )
( 4 ) تركت الصحيفة لله ولرسوله ( صلي الله عليه وسلم ) أمر فض أي نزاع أو شجار يخاف فساده، والمغزى في ذالك واضح ، وهو تأكيد سلطة دينية عليا تهيمن على المدينة ، وتفصل في الخلافات منعاً لقيام إضطرابات في الداخل من جراء تعدد السلطات
( 5 ) أكدت الصحيفة تضامن المسلمين والمؤمنين ، وتماسكهم إمام أي خطر خارجي يهدد سلامة دولة الرسول
( صلي الله عليه وسلم ) في المدينة.
( 6 ) أوضحت الصحيفة موقف المسلمين من يهود المدينة ، فقد تركت لهم حرية الاعتقاد وفي مقابل ذالك ، ألزمت اليهود بموالاة المسلمين ، وعدم التآمر عليهم ، وفتحت الباب أمام الراغبين منهم في الانتماء إلي الأمة الإسلامية ، وفي مقابل تبعية اليهود للمسلمين ، يباح لليهود أن يحصلوا على نفقة اشتراكهم مع المسلمين في الحرب .
بعض الإحداث التي حدثت للإسلام والمسلمين
في الأشهر الأولى من الهجرة
( 1 ) ذكر تزويج النبي ( صلي الله عليه وسلم )
بعائشة بنت أبي بكر الصديق ( رضي الله عنهما )
فمن المعروف أن النبي( صلي الله عليه وسلم ) .
قد تزوج السيدة عائشة بنت أبي بكر( رضي الله عنها )، قبل الهجرة بعد وفاة السيدة الفاضلة ( خد يجة بنت خويلد )
( رضي الله عنها ) في مكة ...... وقد دخل بها بعد أن هاجر إلي المدينة ، بثمانية أشهر .
وهي أبنت تسع سنين، وتوفي عنها( صلي الله عليه وسلم )
وهي أبنة ثمانية عشرة سنة.
( 2 ) أول مولود ولِدَ بالمدينة من المهاجرين .
فكان أول مولود للمهاجرين بالمدينة هو ( عبد الله بن الزبير بن العوام ) ، وأمه هى (أسماء بنت أبي بكر الصديقرضي اله عنه) .
( 3 ) أول مولود ولِدَ بالمدينة من الأنصار .
أما أول مولود لأنصار بعد الهجرة النبوية هو
( النعمان بن بشير )
( 4 ) موت أبو أُمامه ( أسعد بن زرارة )
( 5 ) وفاة سعد بن زرارة .
وفي تلك الأشهر الأولي من الهجرة ، توفي أسعد بن زرارة ، فقال اليهود ومنافقي العرب : لو كان نبياً لم يمت صاحبه ،.....
. فقال النبي الكريم( صلي الله عليه وسلم ):
( بئس الميت أبو أُمامة ليهود ومنافقي العرب ، يقولون لو كان نبياً لم يمت صاحبه..!
ولا أملك لنفسي ولا لصاحبي من الله شيئاً ).
حيث اجتمعت بنو النجّار إلي رسول الله( صلي الله عليه وسلم )، وكان أسعد بن زرارة نقيبهم، فقالوا :
يا رسول الله ، إنّ هذا قد كان منّا حيثُ قد علمت ، فأجعل منا رجلاً مكانه يقيم من أمرنا ما كان يقيم ،.....
فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )لهم:
( أنتم أخوالي ، وأنا بما فيكم ، وأنا نقيبكم ) .
فكره رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن يخصّ بها بعظهم دون بعض ، فكان من فضل بني النجّار الذين يعدُّن على قومهم ، أن رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) نقيبهم .
موقف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )
من يهود المدينة
قال إبن إسحاق
فلما رأت اليهود ، ما يحصل لرسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،ولأصحابه ، من استقرار وترحيب من أهل المدينة المسلمين ، وحبهم للإسلام والمسلمين ، نصبت عند ذالك أحبار اليهود العداوة والبغضاء ، فكان بغياً وحسدا وضغناً ، لما خصّ به الله تعالي في أن تكون النبوة من العرب ، وليست منهم ، فقد كانوا يعلمون بان هناك نبي سيأتي ، فطمعوا أن يكون منهم ، على هذا الأساس ، جاهروا بالعداء والحقد ، وألتحق بهم رجال من الاوس والخزرج ، ممن كانوا على جاهليتهم ، فكانوا أهل نفاق على آبائهم من الشرك والتكذيب بالبعث ، إلاّ أن الإسلام قهرهم بظهوره واجتماع قومهم عليه ، فلم يكن لهم وسيلة لمحاربة الإسلام ، سواء الظهور بمظهر الإسلام واتخذوه جُنة ونافقوا في السر ، فكان هواهم مع اليهود ، لتكذيبهم النبي( صلي الله عليه وسلم)، وجحود هم الإسلام ، وكانت أحبار يهودهم الذين يسألون النبي الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ويشقون عليه بالإتيان بالشبهات ، ليلبسوا الحق بالباطل ، فكان القرآن الكريم ، ينزل فيهم فيما يسألون عنه ، إلاّ قليلاً من مسائل الحلال والحرام فقد كان المسلمون يسألون عنها .
والأعداء من اليهود المجاهرين... من بني النضير هم:
( 1 ) حُيي بن أخطب-----( 2 ) أبو ياسر بن أخطب
( 3 ) جُدي بن أخطب-----( 4 ) سلام بن مشكم
( 5 ) كنانة بن الربيع-----( 6 ) سلام أبن أبي الحُقيق
( 7 ) الربيع بن أبي الربيع بن الحُقيق--( 8 ) عمرو بن جحاش
( 9 ) ثعلب بن الاشرف-----( 10 ) الحجاج بن عمر
( 11 ) كردم أبن قيس .
ومن بني ثعلبة
( 1 ) عبد الله بن حُوريا الأعور ( عالم من علماء التوراة )
( 2 ) أبن صلُبا-----( 3) مخيريق
( وكان حبرهم الأعظم والمبجل عندهم في الرأي وعلم التوراة )
ومن بنو قينوقاع.
( 1 ) زيد بن اللصيت----( 2 ) سعد بن حنيف
( 3 ) محمود بن سيحان-----( 4 ) عزيز بن أبي عزيز
( 5 ) عبد الله بن صيف----- ( 6 ) سويد بن الحارث
( 7 ) رفاعة بن قيس-----( 8 ) فنحاص
( 9 ) أشيع-----( 10 ) نعمان بن أرضا
( 11 )بحرّي بن عمر-----( 12 ) شاس بن عدىّ
( 13 )شاس بن قيس-----( 14 ) زيد بن الحارث
( 15 ) النعمان بن عمرو-----( 16 ) سُكين أبن أبي سُكين
( 17 ) عُدىّ بن زيد-----( 18 ) النعمان أبن أبي أوفى
( 19 ) محمود أبن دحية-----( 20 ) مالك بن صيف
(21 ) كعب بن راشد-----( 22 ) عازر
( 23 ) رافع بن أبي رافع-----( 24 ) أزار أبن أبي أزار
( 25 ) رافع أبن حارثة-----( 26 ) رافع بن حُريملة
( 27 ) رافع أبن خارجة-----( 28 ) رفاعة أبن زيد بن التابوت( 29 ) مالك أبن عوف
( 30 ) عبد الله بن سلام بن الحارثة ( حبرهم)
ومن بني قريضة :
( 1 ) الزبير بن باطا بن وهب-----( 2 ) نافع أبن أبي ناف
( 3 ) غزال بن شمويل-----( 4 ) أبو نافع
( 5 ) عُدىّ بن زيد-----( 6 ) كعب أبن أيد
( 7 ) شمويل أبن زيد-----( 8 ) الحارث بن عوف
( 9 ) كردم أبن عيد-----( 10 ) أسامة بن حبيب
( 11 ) رافع بن رميلة-----( 12 ) جبل أبن أبي قشير
( 13 ) جبل بن عمرو بن سكينة-----( 14 ) التمام بن زيد
( 15 ) قردم بن طعب-----( 16 ) وهب بن زيد
( 17 ) وهب أبن يهوذا
ومن بني زريق :----- ومن بني حارثة:
( 1 ) لبيد بن أعصم-----( 1 ) كنانة بن صُوريا
ومن بني عمرو:-----ومن بني النجار:
( 1 ) قردم بن عمرو-----( 1 ) سلسلة بن رهام................
فهؤلاءِ هم أحبار اليهود ، وأهل الشرور والعداوة لرسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ،ولأصحابه .
وهم الذين يسألون النبي الكريم في شتى المسائل ، وحين يجيبهم القرآن الكريم على تسألهم ، تعنتوا وجحدوا ورفضوا ، إلاّ ما كان من مسائل الحلال والحرام فكان المسلمون هو الذين يسألون عنها .
فكانوا كل اليهود يسألون لأحداث الفتنة والشقاق والتشكيك ، ولكن القرآن كان يجيبهم بكل قوة ، على كل ما يسألون عنه ،
إلا ما كان من عبد الله بن سلام ومخيريق وهو من أحبار اليهود والمعترف بعلمهم وبقدرهم ومكانتهم في المجتمع اليهودي آنذاك ، فكانوا لا يسألون ، بل يستمعون للإجابات القرآنية ،فكانت وسيلتهم للأيمان والتصديق والاعتراف بأن النبي الكريم هو بذاته الذي وصفه لهم الله في توراتهم ، وأمرهم بأتباعه والتصديق بما جاء به من كلام...........
إسلام أحد أحبار اليهود ( عبد الله بن سلاّم )
قال أبن إسحاق:
وكان من حديث عبد الله بن سلاّم ، كما حدثني بعض أهله عنه وعن إسلامه ، حين أسلم، فقد كان حِبراً أعظم
( عالم بالتوراة وبتفسيرها ) أنه قال :
لمّا سمعت رسول الله( صلي الله عليه وسلم)، عرفت صفته وأسمه وزمانه الذي كنّا نترقب ونتوقف له ، فكنت ميسراً لذالك ، صامتاً عليه ، حتى قَدِمَ رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) المدينة ، فلما نزل بقباء ، في بني عمرو بن عوف ، أقبل رجل حتى أُخبر بقدومه ، وأنا فى رأس نخلة لي أعمل فيها ، وعمتي خالدة بنت الحارث ، تحت النخلة جالسة ، فلما سمعتُ بخبر قدوم النبي الكريم( صلي الله عليه وسلم )، كبرتُ ، فقالت لي عمتي :
حين سمعت تكبيري ، خيبك الله ، أو الله لو كنت سمعت بموسى أبن عمران قادماً مازت على ذالك ، فقلت لها
أي عمّة هو والله أخو موسي بن عمران ، وعلى دينه ، بُعث بما بُعث به .
فقالت :أي أبن أخي أهو النبي الذي كنّا نُخبرانه سيبعث مع نفس الساعة ، فقلت لها: نعم ، فقالت : فذاك أذاً وما تريد، ثُمّ خرجت إلي رسول الله(صلي الله عليه وسلم ) ،.فأسلمت ، ثُم رجعت إلي بيتي أمرتهم بألأسلام فأسلموا .
وقد كتمت إسلامي عن بني يهود ، ثُمّ جئت رسول الله
( صلي الله عليه وسلم) ، فقلت له : يا رسول الله إنّ يهود قومٌ بُهت ، وأنا أحب أن تدخلني في بعض بيوتك ، وتغيبُني عنهم ، ثُمّ تسألهم عني ، حتى يخبروك كيف أنا فيهم ، قبل أن يعلموا بإسلامي ، فأنهم أن علموا بإسلامي أهانوني وعابوني .
فأدخلني رسول الله( صلي الله عليه وسلم )في بعض بيوته ، فدخلوا عليه كالعادة وسألوه وكلموه ،فلما فرغوا ما جاؤ به لأجله، ثُمّ قال لهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ):
( أي رجل الحصين بن سلاّم فيكم..؟ )
فقالوا :
سيدنا وأبن سيدنا ، وحبرنا الأعظم وعالمنا ، ولأنقطع أي أمر حتى نستشيره، فلما فرغوا من قولهم ، خرجت عليهم ،...
فقلت لهم :
يا معشر يهود ، اتقوا الله وأقبلوا ما جاءكم به محمد ، فوج الله إنكم لتعلمون أنه لرسول الله ، تجدونه مكتوباً في كتابكم عندكم في التوراة باسمه وصفته، وإني أشهد أن ّ لا إله إلاّ الله وأشهد إن مُحمّدْ رسول الله ، وإني قد آمنت به وصدقته وعرفته .
فقالوا: كذبت ، ثُمّ وقعوا بي فقلت لرسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) :
ألم أُخبرك يا رسول الله ، أنهم قومُ بُهت، أهل غرور وكذب وفجور.ثُمّ أظهرت إسلامي وإسلام أهل بيتي ، وأسلمت عمتي خالدة أيضاً فحسُنَ إسلامها والحمد الله على ذالك...........
حديث اليهودي ( مخيريق )
قال أبن هشام نقلاً عن أبن إسحاق:
ومخيريق هذا يهودي ، أنه كان عالماً بالتوراة ، وكان رجلاً غنياً كثير المال ، وكان يعرف رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) باسمه وبصفته وبزمنه وبنيؤته ، فغلب عليه إلف دينه ، فلم يريد أن يتركه ، حتى جاءت غزوة أُحد وكان يوم أُحد في يوم السبت، فقال مخيريق :
يا معشر يهود ، والله إنكم لتعلمون إن نصر محمد عليكم لحقٌ ،فقالوا اليوم يوم سبت، فقال لهم : لاسبت لكم ، ثُمّ أخذ سلاحه .
فخرج حتى أتى رسول الله( صلي الله عليه وسلم )بأُحد ، وعَهِدَ إلي من وراءه من قومه وقال لهم :
إن قُتلتْ هذا اليوم ، فأموالي كلها لمحمد ، يصنع بها ما يشاء وما يريد بها ، فلما قاتل مخيريق حتى قُتل ،فكان رسول الله
( صلي الله عليه وسلم )يقول :
( مخيريق خير يهود ) .
فقبض رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) أمواله ، فقد كانت عامة صدقاته( صلي الله عليه وسلم )بالمدينة من أموال مخيريق.........
شهادة أٌم المؤمنين صفية بنت حُي بن أخطب ( رضي الله عنها )
عن بُهت اليهود
قال أبن إسحاق:
قالت صفية بنت حُي بن أخطب ( رضي الله عنها ) :
كنت أحبْ ولد أبي إليه وإلي عمّي أبي ياسر ، فكنت لم إلقهما مع ولد لهُما إلاّ أخذاني دونه ، فلما قَدِمَ الرسول( صلي الله عليه وسلم ) المدينة ، ونزل بقباء ، في بني عمرو بن عوف ، غدا عليه أبي حُيّ بن أخطب وعمّي أبو ياسر بن أخطب ، مقبلين عليه ، فلم يرجعاحتى كان غروب الشمس ، فأتيا كالين كسلا نين ساقطين من التعب ، يمشيانالهوينى، فخرجت أستقبلهما فهششت إليهما كما كنت أصنع ، فو الله ما ألتفت إلىّ واحداً منهم ، مع ما لهم من الهم والغم الذي يشعران به، فاقتربت منهما فسمعت عمّي أبو ياسر يقول لأبي: أهو ..هو...؟ قال : نعم والله ، قال : أتعرفه وتثبته..؟ قال: نعم ، قال: فما في نفسك منه..؟ قال: عداوته والله إلي الممات......!!!!!
بعض منافقي الأنصار واتصالهم بيهود المدينة
وبعض ما نزل فيهم من القرآن
قال أبن إسحاق:
وكان ممن أتصل بيهود المدينة من المنافقين من الاوس والخزرج ، والله أعلم، هُم:
من بني حبيب بن عمرو بن عوف:
( 1 ) حُلاس بن سويد بن الصامت وأخوة الحارث أبن سويد .
أعمالة :وكان ممن تخلف عن رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) في غزوة تبوك ، قال: لئن كان هذا الرجل صادقاً لنحن ثُمرَّ من الحَمُر ، فلما رُفع ذلك لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، أنكر حُلاس وحلف بالله والرسول أنه لم يقُلها ،فأنزل الله على رسوله الكريم :
{ ويحلفون بالله ما قالوا ، ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم ، وهَّموا بما لم ينالوا وما نقمُوا إلاَّ أن أغناهم الله ورسوله من فضله} .
ومن بني لوذان بن عمرو بن عوف :
( 2 ) ( نبتل بن الحارث) ، وهو الذى قال له رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) :
( من أحب أن ينظر إلى الشيطان ، فلينظر إلى نبتل أبن الحارث )
حيث كان جسيماً ذو شعر أسود متطاير ، أحمر العينين ، أسود الخدين ، حيث كان ياتى رسول الله( صلي الله عليه وسلم )ليتحدث معه ثم يخرج من عنده فينقل حديثه إلى المنافقين ، وهو الذى قال: محمد أُذن ، من حدثه شيئاً صدَّفه ، فأنزل الله فيه :
{ومنهم الذين يؤذون النبي ، ويقولون هو أُذن ، قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمِن للمؤمنين....}
ومن بني ضبيعة :
( أبو حبية بن الأزعر ) ، وكان ممن بنى مسجد ضرار وهما الذين قالوا:
لئن أتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ، ( و معتب) الذى قال يوم أحد:لو كان الأمر ماقُتلنا ها هنا ، فأنزل الله عزّ وجل
:{وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ، ظن الجاهلية ، يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قُتلنا ها هنا }.
وكان أشهر المنافقين :من بني عوف بن الخزرج :
( 3 ) ( عبد الله بن أبيّ سلول ) .
وكان رأس المنافقين ، وهو الذى قال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الاذل ، في غزوة المصطلق ،وفي قوله ذلك نزلت سورة المنافقين بأسرها ، وفيه وفي وديعة ( رجل من بن عوف ) ومالك ابن أبي قوفل وسويد و داعس وهما من رهط وأتباع عبد الله بن أبي بن سلول ، حيث كانوا يدسون إلى يهود
( بن نظير) حينما حاصرهم رسول الله
( صلي الله عليه وسلم )، أن اثبتوا فو الله لئن أخرجتم لنخرجن معكم و لا نطيع فيكم أحداً أبداً ، فأنزل الله سبحانه وتعالى على رسوله الكريم( صلي الله عليه وسلم ) :
{ الم تر إلى الذين نافقوا ، يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجهم لنخرجن معكم ولا نطيع منك أحداً أبداً ولئن قوتِلتم لننصرنكم و الله يشهد أنهم لكاذبون } .
من أسلم من أحبار اليهود ( نفاقاً )
من بني قينقاع:
( 1 ) سعد بن حنيف-----( 3 ) عثمان بن لأوفي بن عمرو
( 2 ) زيد بن أللصيت-----( 4 ) وزيد بن أللصيت ....
وهو الذي قال حين ضاعت ناقة رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) لو كان محمد نبياً يأتيه خبر السماء فكيف تضيع ناقته، فدلّ الله رسول الكريم صلي الله عليه وسلم ....على مكانها .
( 5 ) نعمان بن أوفي بن عمرو .........
ومن أشهر المنافقين من الاوس والخزرج
قال أبن إسحاق:
وكان ممن أنضاف إلي يهود من المنافقين من الاوس والخزرج ، والله أعلم ، فمن الاوس .
( 1 ) زوى بن الحارث بن عمرو بن الحارث
ومن بيني حبيب بن عمرو بن عوف :
( 2 ) جُلاّس بن سويد بن الصامت بن عمرو الاوسي ، وأخوه
( 3 ) الحارث بن سويد بن الصامت
من بني طبيب
( 4 ) بن عمرو بن عوف الاوسي :
وكان قد خرج مع المسلمين في يوم أُحد ، فقتل المجذر بن زياد البلوى وقيس بن زيد ، ثُمّ لَحِقَ بقريش ومنهم
من بني لوذان بن عمرو بن عوف
( 5 ) نبتل بن الحارثة .
وهو الذي قال عنه رسول الله( صلي الله عليه وسلم ):،
( من أحبّ أن ينظر إلي الشيطان ، فلينظر إلي نبتل بت الحارث ) وكان نبتل هذا ، يأتي إلي النبي( صلي الله عليه وسلم )، فيتحدث إليه فيسمع منه ، ثُمّ ينقل حديثه إلي المنافقين ، ومنهم .
( 6 ) ثعلبة بن حاطب .
( 7 ) معتب بن قشير .
الذي قال يوم أُحد :
لو كان لنا من الأمر شيء ماقتلنا ها هنا ، وهو الذي قال يوم الأحزاب :
كان محمد يعدنا أن نأكل كنور كسري وقيصر ، وأحدنا لايأمن أن يذهب إلي الغائط، ومنهم أيضاً مريع بن قيضي من بني حارثة بن الحارث بن الخزرج ،.....
وهو الذي قال لرسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ، حينما أجتاز من بستانه في طريقه لمقاتلة المشركين يوم أُحد ، حيثُ قال مريع بن قيضي لرسول الله( صلي الله عليه وسلم )،:
لا أحل لك يا محمد إن كنت نبياً أن تمر في حائطي ، ثمّ أخذ حفنة من تراب وقال : لو أني أعلم أني لا أصيب بها غيرك يا محمد لرميتك بها على وجهك .
فأبتدره أصحاب الرسول( صلي الله عليه وسلم )على مقولته ليقتلوه، فمنعهم الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) قائلاً لهم
( دعوه فهذا الاعمي ، أعمي القلب ، أعمي البصيرة،).....
ولكن سعد بن زيد من صحابة رسول الله( صلي الله عليه وسلم ).
ضربه بالقوس فشج وجهه.
( 8 ) أوس بن قيضي
( 9 ) أخوه وهو الذي خذل رسول الله( صلي الله عليه وسلم )، في يوم الخندق ، وأمتنع عن القتال ، بحجة أن بيوتهم عورة .
فأنزل الله سبحانه وتعالي فيه وفي غيره من المنافقين حيث قال الله تعالي فيهم ، وفاضحاً أمرهم لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم)...
في قرآن يُتلي إلي يوم القيامة .......
حيث قال تعالي :
{وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض* ما وعدنا الله ورسوله إلاّ غروراً وإذ قالت طائفة منهم يأهل يثرب لا مقام لكم فأرجعوا * ويستأذن فريق منهم النبي* يقولون أن بيوتنا عورة وماهي بعورة *إن يريدون إلاّ فرارا }،
ومن أشهر المنافقين أيضاً :
( 10 ) حاطب بن أُمية بن رافع .
وكان له ولد صادق الإسلام يقال له يزيد .
قد أُصيب يوم أُحد بجراح خطيرة ، فكان الناس يعودونه ، ويقولون له بشراك يا فتى بالجنة .
فجعل أبوه حاطب يقول : أجل جنة من حرمل ، والله لقد غررتم هذا المسكين من نفسه .
ومعي أن المنافقين قد اعتنقوا الإسلام نفاقاً ، وخذلوا النبي الكريم
( صلي الله عليه وسلم )في كثير من المواقف الحرجة .
فلم يشتركوا في غزوة أُحد وغزوة الأحزاب .
إلاّ أنهم لم يخونوا جيش المدينة كما فعل اليهود ، ولم يتصلوا بالعدو ويحرضوه على دخول المدينة ، بل أن جمهوراً منهم أشترك في القتال يوم أُحد وغيرها من الغزوات ، لا ذو ذا عن الإسلام ، وإنما حمية عن قومهم ودفاعاً عن بلدهم
( 11 ) بشير بن أُبيرق ، المعروف ب ( قزمان ).
، كما حدث عند اشتراك مع المسلمين في موقعة أُحد ، فقاتل قتالاً شديداً ، فقتل سبعة أو ستة من المشركين ، ثُمّ جُرح جراحات كثيرة بالغة ، فبشروه بالجنة وبالشهادة ، فقال :
بما تبشرون ، والله ما قاتلنا إلاّ على الاحساب والأنساب ، فقالوا :
بشرناك بالجنة ، فقال :
جنة من حرمل والله ما قاتلنا على جنة ولانار ، وإنما انطلقنا على أحسابنا وأنسابنا ، ثُمّ أخرج سيفه فأتكأ عليه حتى خرج من ظهره ولم تزل شوكة المنافقين قوية في المدينة ، بوجود اليهود ، ومناهضتهم للنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ولم تضعف شوكتهم وسطوتهم إلاّ بعد أن طّهر رسول الله( صلي الله عليه وسلم )مدينته من اليهود الأنجاس الذين أشعلوا نار النفاق في المدينة ، بتشكيكهم في الإسلام فكانت وسيلتهم هي التضامن مع المنافقين من الاوس والخزرج .
ومع علم النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم )بهؤلاءِ المنافقين بالاسم والصفة والشكل ،....
إلاّ أنه لم يسمح لأحد من أصحابه أن ينعتوا أحد المنافقين بالنفاق جهاراً وأمام الناس.
لأنه في اعتقاد الحبيب المصطفي (صلي الله عليه وسلم )أن من قال كلمة التوحيد وهى شهادة .....
ان لا اله الا الله محمد رسول الله.....
لا يحق لأحد أن يقول فيه كلام لا يليق ،....
لأنه أصبح مسلم بمجرد نطقه للشهادة ، فسواء أن قالها باعتقاد صحيح أو قالها نفاقاً فهو في النهاية مسلم .
مثال على ذالك ، حينما أخطأ عبد الله بن أُبي بن سلول في حق الرسول مرات عديدة ، حتى قفز رجل من المسلمين وقرر قتل عبيد الله بن أبي أبن سلول ، فقال له الحبيب المصطفي
( صلي الله عليه وسلم )،:
( لا يأخي كيف إذا سمعوا الناس فيقولون أن محمد يقتل أصحابه ،) .
فسبحان الله الذي علّم وأدّب الحبيب المصطفي وجعل منه الخُلق الكامل الذي يجب أن نتحرى أن نكون مثله ، فكيف بالله نفهم هذا الموقف ، كيف أن الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، يجعل من أحد أعتي رموز النفاق صاحباً ولا يسمح بقتله ، ويقول هو أخيكم ما دام قال لا إله إلاّ الله وأن محمد رسول الله .......
اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا وحبيبنا المصطفي
صلي الله عليه وسلم
نتوقف هنا اخوتي الكرام عند هذا الحد في سيرته العطرة....
وندخل ان شاء الله تعالي في الجزء السادس من الفصل الخامس....
في موضوع الصراع بين مكة والمدينة وبدء مرحلة
السرايا الاستطلاعية والغزوات..........
الي ذلك الحين اقول لكم بارك الله لي ولكم وجعل مانقوم به خالصاً لوجهه الكريم ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
| |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:33 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل الخامس ...ج 6...
الاخوة الاكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نواصل الجلوس لمائدة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم وندخل في مدخل الصراع بين مكة والمدينة وبدء مرحلة السرايا الاستطلاعية والغزوات ....والتي مهدت لبدء مرحلة الغزوات الكبري نبدء كالمعتاد ببسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب هذه السيرة العطرة ... قال الدكتور : عبد العزيز سالم أُستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب جامعة الإسكندرية ( 1 ) مرحلة السرايا الاستطلاعية فبعد أن هاجر النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم )، إلي يثرب ( المدينة ) ، وأسس فيها نواة الدولة العربية الإسلامية . كان على يقين من أن قريش لن تتركه يتقوى ليتغلب عليها فيما بعد ، أو على الأقل ليتحرش بقوافلها التجارية إلي الشام ذهاباً وإياباً ، ولهذا السبب ، أعتبر النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن قريش هي العدو الأول للمسلمين . حيث نصّ في الصحيفة التي جعلها دستوراً للمسلمين في المدينة ، ونظاماً للتعايش بين المسلمين وغير المسلمين، من اليهود وأتباعهم ، وأهل المدينة الذين لازالوا على وثنيتهم ،فكانت كما قلنا سابقاً تنص على تنظيم التعامل مع المسلمين فيما بينهم من المهاجرين والأنصار ، من جهة وبين المهاجرين واليهود من جهة أخري ، وبين المهاجرين والأنصار وبين أهل المدينة الذين بقوا على وثنيتهم ، وبين اليهود، ومن بنودها كانت تنص على تحريم التعامل مع قريش ، أو إجارتها أو نصرتها من أي غزو من أحد القبائل ، وتحريم إجارة مال قريش . وتطبيقاً لذالك ، بدأت مرحلة السرايا ، فكان يبعث السرايا لتعترض عير ( قوافل قريش ) ، في طريقها إلي الشام أو عند عودتها من الشام وقاصدة مكة ، دون أن تشتبك بعها في قتال أو تستولي علي قوافلها ، وكان السبب في تسيير النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لهذه السرايا . هو مجرد التظاهر بقوة المسلمين ومضايقة قريش ، وموادته للقبائل النازلة في طريق القوافل والتحالف معها ، بالإضافة تلقف أخبار قريش ليعلم المسلمون أن تحركات قريش معروفة سلفاً ولن يتفاجاؤ بأي أمر قد يحدث ، على حين غِرة........ وقد بلغت مجموع غزوات النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ( 27 ) غزوة ، ( 9 ) غزوات فقط اشترك في القتال فيها شخصياً ( 47 ) سرية ،..... بينما بلغ عدد السرايا التي بعثها وقيل ( 43 ) سرية ،...... وقد ذكر الواقدي في تاريخه أن أول سرية هي سرية عبيد بن الحارث. أول سرية استطلاعية بعثها النبي ( صلي الله عليه وسلم ) سرية عبيد بن الحارث فكانت هذه السرية بعد سبعة أشهر من الهجرة النبوية الشريفة . حيث عُقد فيها النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،الراية إلي حمزة بن عبد المطلب ، أن أول سرايا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،كانت سرية عبيد بن الحارث . وكانت قوامها ستين أو ثمانين راكباً من المهاجرين ، ليس بينهم أحد من الأنصار ، فساروا حتى بلغوا ماء الحجاز، فلقوا فيها جمعاً عظيماً من قريش ، فلم يكن بينهم قتال ، إلاّ أن سعد بن أبي وقاص قد رمى بسهم * فكان أول سهم رُمىَ به في الإسلام ، ثُم أنصرف القوم ، وقد كان على رأس قريش عكرمة بن أبي جهل. أمّا أول غزوة فهي ( غزوة الأبواء ) وقد تمت هذه الغزوة بعد ( 12 ) شهراً من مقدم النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي المدينة . وكان ذالك في شهر صفر فأستعمل على المدينة ( سعد بن عبادة ) . حيث خرج النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،حتى بلغ ودان وهى غزوة الأبواء . وتبعد عن المدينة ( 23 ) ميل . وكان يريد قريش وبني ضُمرة بن بكر ، ثُمّ رجع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي المدينة ولم يلقي كيداً ، فأقام بها بقية صفر وصدراً من شهر ربيع الأول وتعتبر هذه الغزوة هى أول غزوة غزاها النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم . سرية ( حمزة بن عبد المطلب ) إلي سيف البحر حيث بعث الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو في مقامه بالمدينة ، حمزة بن عبد المطلب بن هاشم ، إلي سيف البحر من ناحية المنطقة التي يقال لها ( العيص ) في ثلاثين راكباً من المهاجرين ، ليس فيهم أحد من الأنصار . فألتقو بأبي جهل بن هشام ، بذالك الساحل. في ثلاث مئة راكب من أهل مكة . فحاول الطرفان الهجوم على بعض للمناوشة ومن ثُمّ للقتال ، فحجز بينهم ( أي بين الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وبين أبو جهل بن هشام ) رجلاً من بني جُمح أسمه مجدي بن عمرو الجمحي، وكان موادعاً ( أي متفق على الموادعة وعدم القتال) بينه وبين قريش من ناحية وبينه وبين المسلمين من ناحية أُخرى ، فأنصرف بعض القوم عن الآخر ,,............. سرية سعد بن أبي وقاص فبعث النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بسعد بن أبي وقاص في ثمانين رهطاً من المهاجرين ، فخرج حتى بلغ مكان يقال له ( الخرار ) من أرض الحجاز ، ثُمّ رجع سعد ولم يلقى قتال أو كيداً من أحد غزوة بواط قال أبن إسحاق: ثُمّ غزا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،في شهر ربيع الأول يريد قريشاً . فأستعمل على المدينة،( السائب بن عثمان بن مضغون ) . فخرج حتى بلغ مكان يقال له ( بواط ) وهو جبل من جبال جهينة بقرب ينبع، ثُمّ رجع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي المدينة ، ولم يلقى كيداً ، فلبث بها ، حتى خرج في طلب كرز بن جابر الفهري ، الذي كان قد أغار على سرح المدينة ، ولاكنه لم يدركه ، فبقى فيها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بقية شهر ربيع الآخر وبعض جمادي الأول ............ غزوة العشيرة وهى ثاني غزوة غزاها النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) وحدثت هذه الغزوة في جمادي الآخر من الشهر ( 16 ) من الهجرة النبوية ، حيث استعمل على المدينة حين خروجه ( صلي الله عليه وسلم ) ،( أبا سلمة بن عبد الأسد ) ، وقد كان موقع هذه الغزوة من ناحية ينبع بين مكة والمدينة . وكان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،يسعى من ورائها اعتراض عير قريش ، وهى في طريقها إلي الشام ، فخرج يومئذ في ( 150 ) من أصحابه وقيل في ( 200 ) ، فأقام بالعشيرة ، في جمادي الأولى وليالي من جمادى الآخر ، فوادع ( اتفق ) خلالها بينه وبين مُدلج وحلفائهم من بني ضُمرة ، ثُمّ عاد إلي المدينة ، دون أن ينشب قتال بينه وبين القريشيين ، وفي هذه الغزوة كنّي علي بن أبي طالب بأبي تراب ، وكان ذالك وهم في العشيرة ، فخرج علي بن أبي طالب مع عمّار بن ياسر يتفقدون أهل العشيرة ، فوجدوهم يعملون عملاً في زراعتهم ، استعجبوا منه فقال علي بن أبي طالب لعمّار بن ياسر : هل لك أن تأتي لهؤلاء القوم فتنظر كيف يعملون ، فقال عمّار : إذا شئت ، فذهبا ينظران إلي ما يصنعان الناس ، حتى غشيهم النوم ، فذهبا إلي مكان مليء بالتراب ، فلما ناما ، جاءهما الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فأوقضهم ، وبدء ينادي لعلي :قُم يأبا تراب ،..... هذا رأي ، أما الرأي الآخر فيقول أن سبب تسمية علي بن أبي طالب بأبي تراب يرجع ، لأنه كان إذا حدث سوء تفاهم بينه وبين زوجته فاطمة بنت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وضع التراب على رأسه ، فأصبح الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،يعرف علي هل هو متراضي مع فاطمة أم غضبان عليها، وذالك بوجود التراب على رأسه ، فحينما يرى التراب على رأسه ، يعرف الرسول الكريم (صلي الله عليه وسلم ) ،أن علي غضبان على فاطمة ، فيناديه : ماذا حدث بينكم يأبا تراب .... غزوة سفوان ( وهى غزوة بدر الأولــــــي ) قال أبن إسحاق: ولم يقم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بالمدينة ، حين قَدِمَ من غزوة العشيرة ، إلاّ ليالي قلائل ، لا تبلغ العشر ، حتى أغار كُرز بن جابر الفهري ، على سرح ( مكان سرح الإبل والمواشي ) المدينة ، فخرج الرسول ( صلي الله عليه وسلم )، في طلبه وأستعمل على المدينة ( استخلف) على المدينة زيد بن حارثة ، ثُمّ خرج حتى وصل إلي وادي يقال له ( سفوان ) من ناحية آبار بدر ، وهى غزوة بدر الأولي . ثُمّ رجع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي المدينة، فأقام بها بقية جمادي الآخر ورجباً وشعبان . دخول السنة الثانية للهجرة النبوية وبدخول السنة الثانية من هجرة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،حدثت أشياء مهمة في التاريخ الأسلامى وللدين الاسمي الحنيف وللدعوة الإسلامية ، فقد حدث تحويل القبلة ، والتي كانت قبل هذه السنة متجهة إلي بيت المقدس . فرض صيام رمضان وفي هذه السنة فرض الله سبحانه وتعالي الصيام على أُمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ..... خبر الآذان ( ورؤية عبد الله بن زيد في الآذان ) فلما أطمأن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،بالمدينة ، واجتمع إليه إخوانه من المهاجرين ، وأجتمع من الأنصار، استحكم أمر الإسلام ، فقامت الصلاة ، وفُرضت الزكاة والصيام ، وقامت الحدود ، وفُرِضَ الحلال والحرام وتبؤ الإسلام بين أظهرهم ،..... وكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،حين قدِمَ إلي المدينة ، يجمع الناس إليه للصلاة لحين مواقيتها ، بغير دعوة ،.... فهمّ النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،حين قَدِم إلي المدينة ، أن يجعل بوقاً كبوق اليهود الذين يدعون به لصلاتهم ، ثُمّ كرهه، ثُمّ أمر بالناقوس ، فنُحِتَ ناقوساً ليضرب به للمسلمين للصلاة ، فبينا هُمْ على ذالك ، إذ رأى عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج ، النداء ( الآذان ) فأتى إلي النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقال له : يا رسول الله ، إنه طاف بي هذه الليلة طائف ، حيثُ مرّ رجلاً عليه ثوبان أخظران ، يحمل ناقوساً في يده ، فقلت له : يا عبد الله ، أتبيع هذا الناقوس ..؟ فقال: وما تصنع به ..؟ قلت له: ندعوا به إلي الصلاة ... فقال : أفلا أدلك على خير من ذالك .. قلت : وما هو ..؟ فقال: أن تقول: الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلاّ الله ... أشهد أن لا إله إلاّ الله ... أشهد أن مُحَمّدْ رسول الله ... أشهد أن مُحمّدْ رسول الله ... حي على الصلاة ... حي على الصلاة ...حي على الفلاح ... حي على الفلاح ... الله أكبر ... الله أكبر ... لا إله إلاّ الله فقال له رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : ( إنها لرؤيا حق ، إن شاء الله ، فقم مع بلال فألقها عليه ) ، فليؤذن بها ، فأنه أندي ( أنفذ ) صوتاً منك ) فلما أذن بها بلال ، وسمعها عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، وهو في بيته ، خرج إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وهو يجر ردائه وهو يقول : يا نبي الله ، والذي بعثك بالحق ، لقد رأيت مثل الذي رأي ، فقال له رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : ( فلله الحمد على ذالك ) ...... فأستمر الأمر في كيفية الآذان والنداء للصلاة ن على هذا المنوال ، إلي يومنا هذا ، وإلي أن يرث الله الأرض ومن عليها...... سرية عبد الله بن جحش المعروفة بسرية ( نخلة ) ونزول آية ( يسألونك عن الشهر الحرام ) وهى الغزوة التي بدء النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في التخطيط لها وهو في طريق رجوعه من غزوة بدر الأولي ( غزوة سفوان ) ، حيث بعث ( عبد الله بن جحش بن رئاب الأسدي فبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين ، ليس فيهم واحداً من الأنصار ، وكتب له كتاب وأمره أن لا ينظر على فحوى الكتاب ، حتى يسير مسيرة يومين ، ثُمّ ينظر فيه ، فيمضي قُدماً إلي ما يأمره به الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ولا يستكره من أصحابه أحد في الذهاب أو عدمه، وكان أصحاب عبد الله بن جحش من المهاجرين: ( 1 )عبد الله بن جحش .... ( وهو ألامير الذي كلفه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) الغزوة) ( 2 ) وعكاشة بن محصن-----(3 ) سهيل بن البيضاء ( 4 ) عتبة بن غزوان-----( 5 ) واقد بن عبد الله بن عبد مناف ( 6 ) سعد بن أبي وقاص-----( 7 ) أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ( 8 ) خالد أبن بُكير-----( 9 ) عامر بن ربيعة فلما سار عبد الله بن جحش يومين ، فتح الكتاب ، فنظر فيه ، فإذا فيه :إذا نظرت في كتابي هذا ، فأمضي حتى تنزل ( نخلة ) وهى بين مكة والطائف . فترصد بها عن قرب لتعلم لنا من أخبار قريش ، فلما نظر عبد الله بن جحش في الكتاب قال: سمعاً وطاعتاً لرسول الله ، ثُمّ قال لأصحابه : هذا ما أمرني به رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،أن أمضي إلي نخلة ، أرصد بها قريشاً حتى آتيه بخبرهم ، ونهانى أن أستكرهكم ، فمن كان يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق ، ومن كَرِه ذالك ، فليرجع ، فأما أنا فماضي لأمر رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) . فمضي ومضي معه أصحابه ولم يتخلف منهم أحد , حيث سلك عبد الله بن جحش ، على الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق موقع يقال له ( الفُرع ) ، أضلّ سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيراً لهما كان يتعقبانه . فتخلفا على عبد الله بن جحش ، في طلبه ، فمضي عبد اله بن جحش ، وبقية أصحابه حتى نزل بمكان يقال له ( نخلة ) ، فتربص هناك ينتظر عير قريش ، فلم يدم طويلاً حتى أطلت عير لقريش مارة بالنخلة ، وكانت تحمل زيتاً وزبيباً وإداماً وتجارة من تجارة قريش ،كان أميرها عمرو بن الحضرمي ، فلما رآهم القوم ، هابوهم وقد نزلوا قريباً منهم ، فخرج لهم عُكاشة بن محصن وكان قد حلق رأسه ، فلما رأوه قالوا : عُمّار ( أي مسافرون لقضاء ألعمره ) ، فلا بأس بهم . وتشاور القوم فيهم ، وذالك في أخر يوم من رجب فقال القوم : والله لئن دخلت هذه القافلة بعد هذه الليلة في الحُرم ، فليمتنعن منكم به ، ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام ، فردد القوم وهابوا الإقدام على قتلهم ، ثّمّ شجعوا أنفسهم عليهم وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم وأخذ مامعهم ، فرمي واقد بن عبد الله التميمي ، عمر بن الحضرمي بسهم فقتله ، وأُسِر عثمان بن عبد الله ، والحكم أبن كيسان ، وأُفلت منهم نوفل بن عبد الله ، فطاردوه فلم يستطيعوا اللحاق به فتركوه وأنتهت هذه الغزوة وأقلا عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير والأسيرين ، حتى قدموا على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بالمدينة ، فلما عَلِمْ بما حدث في هذه الغزوة قال لهم: ما أمرتكم بقتال في هذا الشهر الحرام ... فوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذالك شيئاً . فلما سمعوا ما قاله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وما كان تصرفه تجاه العير والأسيرين سُقط أيدي القوم ، وظنوا أنهم قد هلكوا ، وعنفهم إخوانهم من المسلمين الذين لم يخرجوا ، فيما صنعوا . فسمعت قريش بما حصل فقالت : قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام ، وسفكوا فيه الدم ، وأخذوا فيه الأموال ، وأسروا فيه الرجال ، فلما أكثروا الناس من ترديد ماقالته قريش وبما يعلمونه من قبل بأن لا قتال في الأشهر الحُرم وضاق بهم الأمر وشعروا أنهم ارتكبوا خطأ ، جاء الفرج من الله سبحانه وتعالي فأنزل آياته الكريم علي رسول النبي الامي ( صلي الله عليه وسلم ) ،حيث قال : {يسألونك عن الشهر الحرام قَتالٍ فيه * قٌل قِتالٌ فيه كبير وَصَدٌّ عن سبيل الله وكُفرٌ به والمسجد الحرام * وإخراج أهله منه أكبر عند الله * والفتنة أكبر من القتل ...} . أي أن كنتم قتلتم في الشهر الحرام ، فقد صدوكم عن سبيل الله ، مع الكفر به ، وعن المسجد الحرام ، وإخراجكم منه و أنتم أهله ، أكبر عند الله من قتل من قتلتم منهم ( والفتنة أكبر من القتل ) أي فقد كانوا يفتنوكم عن دينكم الذي ارتضيتم . وهذا عند الله أكبر من القتل . فلما نزلت هذه الآيات الكريمة ، وهذا الأمر في الدفاع عن أنفسكم ، وبعد أن فرج الله سبحانه وتعالي عن المسلمين ما كانوا فيه من الشفق ، فبادر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي قبض العير والأسيرين وتمّ توزيعها على المسلمين ، وبعثت قريش إليه في فداء عثمان بن عبد الله ، والحكم بن كيسان فقال لهم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : ( لاتفديكموهما حتى يُقدم صاحبانا إلينا ، فإنّا نخشاكم عليهما ، فإن قتلتموهما ، نقتل صاحيبيكما ) . فَقَدِما سعد بن أبي وقاص مع صاحبه عتبة بن غزوان ،فأما الحكم بن كيسان ، فأسلم فحسُنَ لإسلامه . وأقام عند رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،حتى قٌتِلَ يوم بئر معونة شهيداً ، وأمّا عثمان بن عبد الله ، فلحِقَ بمكة فمات بها كافراً ، فلما تجلى عن عبد الله بن جحش وأصحابه ما كانوا فيه من الضيق ، حين نزل القرآن ، فطمعوا في الآجر فقالوا: يا رسول الله : أنطمع أن تكون لنا غزوة نُعطى فيها أجر المجاهدين ...؟ فأنزل الله تبارك وتعالي : { إنّ الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله * أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم .. }،..... فحينما أحل الله الفيء ، فقسمه ، فجعل أربعة أخماس لمن أَفاءه الله وخُمساً إلي الله ورسوله ، فوقع على ماكان عبد الله بن جحش ، صنع في تلك العير ، .... أول الأمور التي حدثت للمسلمين وتعتبر هذه الغنيمة هي ( أول غنيمة غنمها المسلمون ) * * * وعمرو بن الحضرمي هو ( أول من قتله المسلمون ) * * * وعثمان بن عبد الله بن كيسان هو ( أول أسير للمسلمين ) * * * وقال أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) في غزوة عبد الله بن جحش ، حينما قالت أن محمد وأصحابه [/color]استحلوا ُ الشهر الحرام وسفكوا وقاتلوا فيه وسفكوا فيه الدماء ولم يحترموا حُرمة هذا الشهر فقال شعراً يرد فيه على كفار قريش على مقالتهم ذالك . فقال : تعدون قتيلاً في الحرام عظيمة-----وأعظم من لو يري الرشد راشد صدوكم عما يقول محمــــــدٌ-----وكفرٌ به والله براء وشاهــــــــد وإخراجكم كم كسجد الله وأهله-----لئلا يُرى لله في البيت ساجـــد سقينا من أبن الحضرمي رماحنا-----بنخلة لما أوقد الحرب وآمــر دَّما وأبن عبد الله بن عثمان بيننا-----ينازعهُ غِلٌ من القَّ عائــــــدُ وتعتبر سرية عبد الله بن جحش والمعروفة بسرية ( نخلة ) ، من أهم هذه السرايا على الإطلاق، لأنها مهدت لغزوة بدر ، وفتحت للمسلمين باب الجهاد ، وعلى هذا الأساس أصبح منطلق السياسة الإسلامية في تشريع الجهاد ....... ( 2 ) مرحلة الغزوات رأينا كيف كانت سرية نخلة ( سرية عبد الله بن جحش ) ، حداً فاصلاً بين المرحلة السلمية والمرحلة الحربية ، من العلاقات بين المدينة ومكة ،و بين القبائل العربية المتفرقة ، فقد أيقن النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بعد أن رأى محاولة مكة ، استثارة قبائل العرب عليه عقب سرية النخلة ، بأن سياسة حقن الدماء وسياسة التوسل بالسلم للوصول إلي النهاية المنشودة ، وهى دخول قريش في الإسلام ، أصبحت غير مجدية ، كما أن قريش أيقنت هي الآخري بالخطر التي تمثله الدولة الجديدة دولة رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،على تجارتها ما بين الشام ومكة . ولا ينبغي أن نغفل ما أحدثته سرية ( نخلة ) من ردود فعل قوية عن المكيين ، فعزموا على وضع حد لاعتراض المسمين لقوافلهم ، وأيضاً لا ننسي اليهود تتنبأ بقيام حرب ، وأسعدهم ذالك اعتقادا منهم بأن النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،والمسلمون من حوله ، لن يقووا على الصمود أمام جبابرة مكة وعنئذاً يصبح في إمكانهم استرداد مكانتهم القديمة في المدينة .... ولكن النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،لم ينسى موقفهم من المسلمين عقب سرية ( النخلة ) وتفاؤلهم بأسم القتيل وأسم القاتل ، فأذِنَ الله سبحانه وتعالي له بصرف القِبلة إلي الكعبة ذكر تحويل قبلة الصلاة إلي الكعبة، بعد أن كانت إلي بيت المقدس. ومع دخول السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة . حولت ( قِبْلة) الصلاة إلي الكعبة ، وقد كانت الصلاة في مكة بقبلتها الكعبة ، وبعد مقدمه ، ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي المدينة بثمانية عشر شهر إلي بيت المقدس ، وذالك يوم الثلاثاء في منتصف شهر شعبان ، فأستقبل القِبلة في صلاة الظهر ، وبلغ أهل مسجد قُباء ذالك فتحولوا إلي جهة الكعبة وهم في الصلاة .... فلا شك أن تحويل القِبلة إلي مكة ، له مغزى هاماً ، وكأنما أراد النبي أن يشعر أهل مكة بأهمية الكعبة بالنسبة للإسلام ، وإصراره على أن يعود إليها منتصراً في يوم قريب باعتبارها قبلة ألإسلام ، وفي نفس الوقت أراد أن تشعر اليهود في المدينة بنيته في أن يسود الإسلام بلاد العرب جميعاً وذالك باتخاذ قِبلة عربية يرتضيها عرب الجزيرة كلها باعتبار أن مكة كانت العاصمة الدينية للوثنية العربية ، فلا مانع في أن تكون مكة قِبلة العرب جميعاً في العصر الإسلامي ، ثُمّ أن اتخاذ قِبلة المسلمين نحو بيت المقدس لن يرضي غير غرور اليهود ، وكان النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،حريصاً على أن يعبر عن سياسته المستقبلية ، وهي سياسة ترمي إلي تحويل الجزيرة العربية إلي دولة عربية إسلامية ،...
مركزها السياسي ( المدينة ) ، ومركزها الروحي ( مكة ) ........ اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا وحبيبنا المصطفي صلي الله عليه وسلم نتوقف هنا اخوتي الكرام عند هذا الحد في سيرته العطرة.... وندخل ان شاء الله تعالي في الجزء الخامس من الفصل السابع في احداث اولي الغزوات الفعلية والتي كان لها شأن في التاريخ الاسلامي والصراع بين كفّار قريش والمسلمين ....وما حدث فيها من بطولات مميزة أظهرت القوة الحقيقية للمسلمني الذي أضطهدوا ... الي ذلك الحين اقول لكم بارك الله لي ولكم وجعل مانقوم به خالصاً لوجهه الكريم .... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:35 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل الخامس ...ج 7 الاخوة رواد مائدة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ندخل في هذا الفصل الخامس من الجزء السابع في احداث اولي الغزوات الفعلية والتي كان لها شأن في التاريخ الاسلامي والصراع بين كفّار قريش والمسلمين ....وما حدث فيها من بطولات مميزة أظهرت القوة الحقيقية للمسلمين الذي أضطهدوا ... فنبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله نبدأ بأيضاح وتبيان احدأ الامكنة التي كان لها شان كبير في سيرة الرسالة المحمدية ، من بداية دخول مرحلة الغزوات ضد كفار قريش واتباعهم ....وبئر بدر هو المكان الذي حدثت فيه اهم الغزوات والتي كان لها مقاماً ومكانة في قلوب المسلمين .....فوجب التعريف بالبئر بئر بدر( تاريخياً ) وهذا التعريف جاء في ( روض الأنف ، وشرح المواهب ، ومعجم البلدان ) أن : بدر هو أسم بئر حفرها رجل من غِفار، أسمه بدر وقيل ، هو بدر بن قريش بن يخلد الذي سميت قريش باسمه ، وقيل أن ( بدراً ) أسم رجل كانت له بدر ..... غزوة بدر الكبــــــــرى ففي هذا الخِضم وفي ظل هذه الأمور والمستجدات وفتح الله علي المسلمين بالدفاع عن أنفسهم وفي الجهاد في سبيل الله ، وشعورهم بالظلم الذي لحق بهم من قريش حينما طردتهم وأجبرتهم على الانتشار إما إلى الحبشة ، وأخيراً إلي المدينة ، وتركهم بلدهم ( مكة ) ، وبعد السرايا التى كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،يرسلها أو يخرج بها بنفسه ، وأراد أن يظهر لقريش كم هو جاد في استفزازها عن طريق تجارتها ، لان الله سبحانه وتعالي قد استحل له ذالك ، ولتأكيد عزمه الصارم الصادق ، على أن يقف من قريش موقفاً صارماً قوياً ، فلا يسمح لها بتمرير تجارتها عبر أراضي المدينة ،...... وإذا كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،..... قد وصل يوم غزوة ( ذي العشيرة ) متأخراً ، فلم يدرك عير قريش وهي في طريها إلي الشام ، فقد حرص هذه المرة أن بترصدها حين عودتها ، وهى محملة بالتجارة الشامية ، فلما تحين انصراف العير راجعة من الشام وفيها أموال كثيرة إلي مكة . ندب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أصحابه لاعتراض العير . وبعث بعينين من عيون المسلمين ، هما طلحة بن عبيد الله وسعد بن زيد ، يتحسسان خبر العير القادمة من الشام ،.... وكان ذالك قبل أن يخرج ( صلي الله عليه وسلم ) ، من المدينة بعشر ليال ، ثُمّ خرج في : ( يوم الاثنين )، ( 8 رمضان للسنة الثانية للهجرة ) وكان عددهم -----( 319 ) رجلاً منهم-----( 86 ) رجلاً من المهاجرين وقيل-----( 83 ) رجلاً من ألاوس و ------ ( 61 ) رجلاً من الخزرج ( 2 ) فارسان اثنان فقط ( فرس للمقداد بن عمرو ) ، ( فرس للزبير بن العوام ) ( 70 ) فكانت أبل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، سبعون بعيراً . ( 1 ) وجعل النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، صاحب اللواء إلي ( مصعب بن عمير ) ( 2 ) أمّا راياته ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( فهما رايتان سوداوان ) فكانت راية المهاجرين مع ( علي بن أبي طالب ) وكان أسمها العقاب أمّا راية الأنصار فكانت مع ( سعد بن معاذ ) المسؤل عن السقايا ( قيس بن أبي صعصعة ، من بني النجار ) فأعتقبوها . فكان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وعلي بن أبي طالب ، ومرثد بن أبي مرثد ، يتعقبون بعيراً ،.... وكان حمزة ، زيد بن حارثة ، وأبو كبشة ، وأنسة مولي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يتعقبون بعيراً ،..وأبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب ، وعبد الرحمن بن عوف يتعقبون بعيراً .. و تخلف من المسلمين عدد كبير . لم يلمهم النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،لأن المسلمون لم يخرجوا على قتال ، وإنما خرجوا لاعتراض العير . ونلاحظ أن الأنصار ، قد اشتركوا في هذه الغزوة لأول مرة ، ....... ويرجع السبب في عدم اشتراكهم في السرايا السابقة ،.... إلي أنهم قد اشترطوا على أنفسهم يوم بيعة العقبة ألكبري أن يحموا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،مادام في المدينة . ولم يشترطوا على أنفسهم أن يقاتلوا معه خارج حدود مدينتهم ، ثُمّ أن موقفهم كان يختلف اختلافا كبيراً عن موقف المهاجرين ، فإن المهاجرين يحق لهم القتال ، لأنهم أخرجوا من ديارهم رغماً عنهم عندما أشتد غضب واضطهاد أهل مكة لهم ، فهم في حالة حرب بينهم وبين أهل مكة ، أمّا الأنصار فقد التزموا وتعهدوا بنصرة النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إذا دهمه بالمدينة خطر من عدوه ، ....... فهم اشترطوا عليه عندما بايعوه بالعقبة قائلين :
يا رسول الله إنّا براء من دمك ، حتى تصل إلي ديارنا ، فإذا وصلت إلينا ، فأنت في ذمتنا ، نمنعك ما نمنع منع أبنائنا ونساءنا .......غير أن الوضع أختلف بالنسبة لغزوة بدر . فقد ذكروا أن سعد بن معاذ ، كان قد خرج معتمراً قبل بدر ، فنزل على أُمية بن خلف ، فأتاه أبو جهل وعنّفه على إنزاله له عنده ، فهدده سعد بن معاذ باعتراض عيرهم عندما ترجع وتمر بأرض المدينة ، ولم يتردد سعد بن معاذ في الخروج مع النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي بدر ....... فوصلت الأخبار إلي أبو سفيا ن بن حرب حين دنا من الحجاز ، من أن هناك تحركات للمسلمين ، وأن محمد قد أستنفر المسلمين لاعتراض العير ، فقرر أبو سفيان وقد كان على رأس هذه العير القادمة من الشام للتجارة بأموال قريش أن يبلغ مكة ويستنفرهم إلي أموالهم ويخبرهم أن محمد قد تعرض لها ،...... فأرسل رجل يقال له (ضمضم بن عمرو الغفاري ) ، ليقوم بمهمة الإبلاغ والتحذير ،..... فلما سمعت قريش البلاغ الصادر من رئيس قافلتهم ( أبو سفيان بن حرب ) من أن المسلمين قد خرجوا طالبين القافلة وما تحمل . فقررت قريش الخروج بعدتها وعتادها للدفاع عن العير ، من ناحية من ناحية أُخرى القضاء على محمد وأصحابه فقد أجمعوا على المسير ، وتجهزوا سراعاً ، لم يتخلف من أشرافهم أحد سوي أبو لهب الذي بعث مكانه ( العاص بن هشام بن المغيرة) ، فأقبلت قريش بعددها وعدتها وعديدها . بين الستمائة والألف ، فنزلت بالعدوة القصوى من الوادي . ( الجهة التى تقابل الشمس في عيونهم ) .... ولكن أبو سفيان قد أستطاع أن يصل إلى مكة عن طريق غير الطريق المألوفة ، فأخذ بجهة الساحل وارك بدراً على يساره ، وبالتالي قد أفلح في النجاة بأموال قريش وبقافلتهم . فأرسل لحظة وصوله إلي مكة ، رسولٌ إلي قريش ينهاهم عن المضي إلي بدر لمحاربة المسلمين، فإذا كان خروجهم بقصد حماية القافلة والرجال وألا موال ، فأن هذه القافلة ورجالها وأموالها قد وصلت سالمة ، وبالتالي لم يعد هناك من مبرر للحرب والخروج إليه . ولكن أبو جهل بن هشام أبى أن يعود قبل أن يَرِدْ بدر ، حتى تسمع بهم العرب فيهابونهم فعبّر عن ذالك بقوله : والله لا نرجع حتى نَرِدْ بدر اً فنقيم عليه ثلاثاً فننحر الجزر ، ونُطعم الطعام ، ونسقي الخمر ، وتعزف علينا القيان ، وتسمع بنا العرب ، وبمسيرنا ، وجمعنا ، ...فلا يزالون يهابوننا أبداً بعدها .. ،فلم تستجب قريش لنداء أبو سفيان في العدول عن هذه الحملة . أمّا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،... فقد خرج في ليالي مضت من شهر رمضان .... يوم الاثنين للسنة الثانية للهجرة (أي بعد ثمانية عشر شهراً من الهجرة ) . فأستعمل على المدينة ( عمر بن مكتوم ) وأسمه الأصلي عبد الله بن مكتوم ، على الصلاة بالناس وأبا لبابة على المدينة . ثُمّ واصل النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،مسيرته إلي آبار بدر ، وعندما قارب علي الوصول ، وصله خبر عن قريش أنها أتت لتمنع عيرها ، فأستشار الناس ، وأخبرهم عن قريش ،.... فقام أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) فقال وأحسن ، ثُمّ قام عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) فقال وأحسن ، ثُمّ قام المقداد بن عمر وتحدث وقال مقولته المشهورة :
( يا رسول الله ، أمضِ لما أمرك الله به ، فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى ، أذهب أنت وربك فقاتِل ، إنّا هاهنا قاعدون ، ولكن نقول لك أذهب أنت وربك فقاتلا إنّا معكم مقاتلون ،..... فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلي مبرك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه ) ......فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،خيراً ودعا له به ، ثُمّ قال : ( أشيروا عليا أيها الناس ) ، وإنما يريد أخذ رأي الأنصار ، وذالك أنهم حين وعدوه وبايعوه بالعقبة ، قالوا له : يا رسول الله : إنّا براء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا ، فإذا وصلت إلينا ، فأنت في ذمتنا ، نمنعك مما نمنع منه أبنائنا ونسائنا ، فقد كان الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ،يتخوف ألا تكون الأنصار ترى عليها نصرته ممن دهمه من عدو بالمدينة ، وليس عليهم أن يسيروا إلي العدو خارج المدينة ،.... فلذالك أخذ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،يحاول أخذ رأي والاستشارة ألانصار في ذالك . فقفز له سعد بن معاذ ( زعيم الأنصار ) وقال له : والله لكأنك تريدنا يا رسول الله فقال النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ( نعم ) ، فقال سعد بن معاذ : لقد آمنا بك يا رسول الله وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذالك عهودنا ومواثيقنا ، والسمع والطاعة لك يا رسول الله ، فأمضي يا رسول الله لما أردت فنحن معك ، فو الذي بعثك بالحق ، لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ، وما تخلف منا رجل واحد ، وما نكره أ تلقى بنا عدُّنا غداً ، وإنّا لصُ[ُر في الحرب ، صُدُق في اللقاء ، لعل الله يريك منا ما تقر به عينيك ، فسر بنا على بركة الله فلما سَمِع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، هذا الكلام من سعد بن معاذ ، سُرّ وفرح برأي الأنصار على لسان زعيمهم سعد بن معاذ ، وقال : ( سيروا وابشروا فإن الله تعالي قد وعدني احدي الطائفتين ، والله لكأني أنظر إلي مصارع القوم ) ..... فتفرقوا على هذا الرأي وهو مجابهة كفار قريش وقتالهم ، فأرتحل النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ..... هو وأصحابه ونزل قريباً من بئر بدر ، وبعث لعلي بن أبي طالب والزبير أبن العوام وسعد بن أبي وقاص ، في نفر من الصحابة إلي ماء بدر يلتمسون الأخبار من قريش ،..... فأصابوا غلامين من قريش فأتوا بهما للنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فسألهم عن منازل قريش ، فأجابا بأنهم نزلوا وراء الكثيب المعروف ( العقنقل ) بالعدوة القصوي ، ثُم سألهم عن عددهم ، فما أستطاعا أن يحددوا العدد وعندئذ سألهم عن مقدار ما ينحرون من الإبل يومياً فأجابا بأن الذبائح تتراوح بين تسعة وعشرة من الإبل . فأدرك الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... أن العدد يتراوح بين ( 900 ) و( 1000 ) رجل . ثُمّ أخبراه بأن أشراف مكة وزعمائها خرجوا لهذا الأمر ومنهم : عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وحكيم بن حزام ، ونوفل بن خويلد ، وزمعة بن الأسود ، وأبو جهل بن هشام ، وأُمية بن خلف ، ونبيه ومنبه أبناء الحجاج . فلقي النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) على هذه الأخبار قائلاً لأصحابه : ( هذه مكة قد ألقت عليكم أفلاذ أكبادها ) . فكان موقف المسلمين حرجاً ، فقد علموا بأن مكة بأسرها وبزعمائها وعددها وعدتها أتت للقتال ، وهم خرجوا في قِلة ، إذ لايمكن للنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأصحابه الرجوع عن هذا الأمر ، لأنهم اعتبروا أن الرجوع عن هذا الأمر هو ضعف وأستكانه وبالتالي وسوف يطمعون فيهم كل من اليهود والمنافقين ، ومع ذالك قرر المسلمون من المهاجرين والأنصار الوقوف في صفاً واحداً وأجمعوا على خوض المعركة مهما كانت نتيجة ذلك ،..... فأطمانت نفس رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،لهذه الروح العالية وتفاءل خيراً. ثُمّ ، فأستشار أصحابه في أي مكان تكون الأفضلية فيه للنزول ، فأخذ بمشورة الحباب بن المنذر بن الجموح ، والذي كان على معرفة كاملة وواسعة بالوضع وبالمكان الذي سوف ينزل فيه المسلمون . فأمر بنزول المسلمون قرب مياه بدر ويبنوا حوضاً على البئر الذي نزلوا عليه ، ويملا بالماء وبذالك يضمنون لأنفسهم السيطرة على مياه بدر والتحكم فيها وحرمان قريش منها وأقترح سعد بن معاذ على الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ) ،أن يُبني له عريش ليكون مقر قيادة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ويكون هذا العريش مشرف على أرض المعركة ، وتمّا الاستعداد على ذالك. أمّا بالنسبة لقريش فقد ارتحلت حين أصبحت فأقبلت بخيلائها وفخرها ، واستعدوا للقتال ،...... وأرسلوا رجلاً منهم يتسقط الأخبار عن عدد المسلمين ، فجاء إليهم وأبلغهم أنهم ( ثلاثة مائة رجل يزيدون قليلاً وينقصون قليلاً ) . ولكني قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا ، فهم قوم ليس معهم مِنعة ولا ملجأ إلاّ سيوفهم ، ووالله مأارى أن يُقتل رجلاً منهم حتى يقتلوا رجلاً منكم ، ثُمّ حذر قومه وأصحابه من عاقبة الحرب. عندها قد أثرت كلماته في نفوس الكثيرين الذين جزعوا من مقاتلة المسلمين حتى لا يقتل هؤلاء أكثرهم ،.... فتقدم رجل وهو ( حكيم بن حزام ) إلي عتبة بن ربيعة ، كبير قريش ، .... ودعاه إلي الرجوع بالناس ونبذ الحرب ، فوقف عتبة بن ربيعة بين الناس خطيباً ، وقال: يا معشر قريش ، إنكم والله لن يعجبكم حيث لا يزال الرجل ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه ، قتل أبن عمه أو أبن خاله أو رجلاً من عشيرته ، فأرجعوا وخلوا بين محمد وبين سائر العرب ، .. فإن أصابوه فذاك الذي أردتم وإن كان غير ذالك ألفاكم ولم تُعرضوا منه ما تريدون. فلما سمِع أبو جهل مقالة عتبة بن ربيعة ، إمتللأ غضباً وأقسم ألا ترجع قريش ، حتى يحكم الله بينهما وبين محمد ، ثُمّ عمد إلي المناداة بطلب الثأر ، حتى تلبي قريش النداء ، فتصبح الحرب أمراً محتوماً ولا يملك الراغبون في العودة إلي مكة إلا القتال ،.... فبعث إلي عامر الحضرمي ( شقيق قتيل قريش في سرية النخلة) ، وحرضه على طلب الثأر لمقتل أخيه ، فبدأ يصرخ ويولول ويقول الثأر.... الثأر ... وكان ذالك بأمر من أبو جهل الذي كان يريد الحرب أما بالنسبة للمسلمين .. فقد صفّهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أصحابه قبل أن تنزل قريش ، ودفع رايته إلي مصعب بن عمير ( راية المهاجرين ) ودفع براية ( الأنصار ) إلي سعد بن عبادة . ثُم:ّ وقف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،مستقبلاً المغرب ، وجعل الشمس خلفه ، أما قريش فاستقبلوا الشمس ،... فنزل الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ،بالعدوة الشمالية ، بينما نزلت قريش بالعدوة القبلية ، ثُمّ دعا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ربه فنزل عليه جبريل ( عليه السلام ) بهذه الآية الكريمة ، حيث قال تعالي : {إذ تستغيثون ربكم فأستجاب لكم أني مُمْدكم بألف من الملائكة مردفين}،
وكان مع المسلمين ثلاثة ألوية . إحداها لواء المهاجرين ويحمله مصعب بن عمير . والثاني لواء الأنصار ويحمله سعد بن عباده . ولواء الخزرج ويحمله الحباب بن المنذر .
ثُمّ خطب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فيهم قائلاً : أما بعد ....... فأني أحثكم على ما أحثكم الله عليه وأنهاكم عما نهاكم الله عليه . فإن الله عظيم شأنه . يأمر بالحق ، ويحب الصدق ، ويعطي على خير أهله ( على منازلهم عنده به يذكرون وبه يتفاضلون ). وإنكم قد أصبحتم بمنزل الحق . لا يقبل الله فيه من احد إلاّ ما أبتغي به وجهه . وإن الصبر في مواطن البأس مما يفرج الله به الهمّ وينجي به من الغمّ . وتدركون به النجاة في الآخرة . فيكم نبي الله يحذركم ويأمركم ، فأستحيو اليوم أن يطلّع الله عز وجل على شيء من أمركم ، يمقتكم عليه ، فإن الله يقول : ( لمقتُ الله أكبر من مقتكم أنفسكم ). أنظروا إلي الذين أمركم به كتابه . وأمركم من آياته وأعزكم بعد ذلة ، فأستمسكوا به ، يرضي ربكم عنكم وأبلوا ربكم في هذه المواطن أمراً ، تستوجبوا الذي وعدكم به من رحمته ومغفرته ، فإن وعده حق ، وقوله حق وصدق ، وعقابه شديد . وإنما أنا وأنتم بالله الحي القيوم ، إليه الجأ نا ظهورنا وبه أعتصمنا ، وعليه توكلنا وإليه المصير ، يغفر الله لي وللمسلمين ........ اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا وحبيبنا المصطفي صلي الله عليه وسلم نتوقف هنا اخوتي الكرام عند هذا الحد في سيرته العطرة.... وندخل ان شاء الله تعالي في الفصل السادس الجزء الاول في احداث وبطولات اولي الغزوات الفعلية والتي غيرت مجري التاريخ وكانت بداية للنهاية لكفار قريش وبدء انتشار الدعوة الاسلامية ... الي ذلك الحين اقول لكم بارك الله لي ولكم وجعل مانقوم به خالصاً لوجهه الكريم .... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:36 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السادس ...ج1 الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحبا بكم مرة اخري في ضيافة مائدة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم وكُنّا قد تحدثنا في الجزء السابع من الفصل الخامس الماضي علي استعدادات المسلمين لغزوة بدر وما كان فيها من احداث مهمة من الطرفين المسلم والكافر.... ونبدأ في هذا الجزء الاول من الفصل السادس ، في احداث غزوة بدر الكبري ..وماصاحبها من مواقف وبطولات عظيمة ... فنبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب هذه السيرة العطرة بدء وقعة بدر الكبرى قال أبن هشام :
حيث بدأت الموقعة في ( 17 من رمضان ) من يوم الجمعة . بمناوشات بسيطة ، إذ اندفع الأسود بن عبد الأسود المخزومي من بين صفوف أهل مكة ، وكان شرساً سيء الخُلق ، فقال : أُعاهد الله ، لا أشربن من حوضهم أولا أهدمنه أو لا أموتن دونه ، فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب وتبارز معه.... فتلي الأسود من حمزة ضربة بالسيف قطعت رجله ، ثُم حاول الأسود بعدما وقع على الأرض أن يزحف نحو بئر بدر ليشرب ويهدم مُبِراً بقسمه ، فعاجله حمزة بن عبد المطلب بضربة ٌ أُخري أجهزة عليه ، ثُم نزل من قريش ثلاثة فرسان وهم : ( 1 ) عتبة بن ربيعة ( 2 ) شيبة بن ربيعة ( 3 ) الوليد بن المغيرة فطلبوا المبارزة الفردية ، وكانت هذه من عادات وطبيعة العرب والعجم قديماً، ففي الحروب تبدأ بالمبارزة الفردية ، ثُمّ بعد ذالك يتم الألتحام الجيوش مع بعض وتبدأ المعركة ، فلما خرجوا الرجال من قريش طلباً للمبارزة الفردية ،خرج لهم ثلاثة من فتيان الأنصار وهم : ( 1 ) عوف بن الحارث ( 2 ) معوّذ بن الحارث ( 3 ) عبد الله بن رواحة فلما رآهم عتبة بن ربيعة ، أعترض على خروجهم ، وسألهم : من أنتم ..؟ فقالوا : نحن رهط من الأنصار ، فقال عتبة بن ربيعة : أكفاء كرام ، إنما نحن نريد قومنا ، مالنا بكم من حاجة ، ثُمّ نادي قائلاً : يا محمد أُخرِج إلينا أكفاءنا من قومنا . فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : ( قٌم يا عبيدة بن الحارث وقُم يا حمزة بن عبد المطلب وقُم يا علي بن أبي طالب ) ، ..... فلما قاموا ودنوا منهم ، بادرهم المشركين بالسوأل من أنتم ..؟ فقال : حمزة : حمزة ، وقال علي بن أبي طالب : علي ، وقال عبيد بن الحارث : عبيدة . فقالوا : أكفاء كرام .. فبارز كلاً من ( حمزة بن عبد المطلب *** شيبة بن ربيعة ) فسقط شيبة مجندل من ضربة خاطفة من حمزة ،..... وبارز ( علي بن أبي طالب *** الوليد بن ربيعة ) فلم يمهله علي طويلاً حتى جندله بضربة ساحقة ،..... وبارز ( عبيدة بن الحارثة *** عتبة بن ربيعة ).. ( وكان من أسن القوم ) ، فتبادلا الضرب ، فضربة بضربة ، حتى أقعِدا عتبة بن ربيعة من جراحه، فلم يٌقم معها ، فحملا عليه علي وحمزة على عتبة فضرباه ضربة أردته قتيلاً ، وأحتملا عبيد بن الحارث إلي العلاج ، ثُمّ تزاحف الناس ، ودنا بعضهم من بعض ،.... وقد أمر رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،أصحابه أن لا يحملوا حتى يأمرهم ، فقال لهم : ( إن أكتنفتم القوم فأنضحوهم عنكم بالنبل )ثُمّ بدء رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،في إعداد الجيش وتنضيمه، ثُمّ عاد إلي عريشه الذي بُنيَ له مع أبو بكر الصديق ،... ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،يناشد ربه ويقوا : اللهم أُهلك هذه العصابة ،وأبو بكر الصديق يقول له : يا نبي الله بعض مناشدتك ربك ، فإن الله مُنجز لك ما وعدك ، ثُمّ خفق رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،إي نام نوماً خفيفاً في العريش ، ثُمّ أنتبه وقال: أبشر يا أبا بكر ، أتاك نصر الله ، فهذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثنايا النقع (الغبار ) ،... ثُمّ خرج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،من العريش ، وبدء يحرض المسلمين وهو يقول : ( والذي نفس محمد بيده لا يقاتلنهم اليوم رجل فيُقتل صابراً محتسباً ، مقبلاً غير مدبر ، إلاّ أدخله الله الجنة ) ... فسمعه عمير بن الحمام وفي يده تمرات يأكلهن ، فقال : فما بيني وبين أن أدخل الجنة إلاّ أن يقتلني هؤلاءِ ، ثُمّ قذف التمرات من يده وأنطلق يجاهد ويقاتل حتي قُتل . أول قتيل من المسلمين في معركة بدر الكبرى فكان أول قتيل في معركة بدر هو ( مُهجع ، مول عمر بن الخطاب ) ،حيث رُميَ بسهم فقتله فكان أول قتيل من المسلمين .... رمي الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) لكفار قريش بالحصباء ثُمّ أخذ الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،وهو في عز المعمعة ، حفنة من الحصباء فأستقبل به كفار قريش ، فقذفها على وجوههم وهو يقول : ( شاهت الوجوه ) ثُمّ نفخهم بها ثُمّ قال لأصحابه : ( شدّوا عليهم )....... نهي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) قتل من خرج مُستكره ورغماً عنه للقتال فحدث أن النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،قال لأصحابه : ( إني قد عرفت أن رجالاً من بني هاشم وغيرهم قد خرجوا كرهاً ، لا حاجة لهم بقتالنا ، فمن لقيَ منكم أحداً من بني هاشم فلا يقتله ، ومن لقيَ أبا البحتري بن هشام فلا يقتله ومن لقيَ العباس بن أبي المطلب ، فلا يقتله فإنه أُخرج مستكره ) ....فقال أبو حذيفة أنقتل آبائنا وأبناءنا وإخواننا وعشيرتنا ونترك العباس بن عبد المطلب ...! والله لئن لقيته لأقتلنه ولأمتعن السيف بدمه ، فلما سمع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،مقالة أبو حنيفة قال لعمر بن الخطاب : ( يا أبا حفص ( وهذه المرة الأولي التي ينادي فيها عمر بن الخطاب بلقب أبا حفص ...) أيُضرب عمّ رسول الله بالسيف ...؟ ) .فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا الرجل ، فوالله لقد نافق ، وكان أبو حذيفه يقول فيما بعد : ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قُلت يومئذ ، ولاأزال منها خائفاً ونادماً على قولها ، إلاّ أن تُكَفِيرُها الشهادة ، فقُتِلَ يوم اليمامة شهيداً. أما عن نهيه عن قتل أبو البحتري ، ذالك لأنه كان من أكفّ القوم في مكة وكان يكفُ الاذي عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وكان لا يؤذيه ، ولا يبلغه شيء يكرهه ، وكان ممن قام بنقض الصحيفة المُذلة التي كتبتها قريش لتحاصر بني هاشم ، فلما بدءت المعركة لقيه المجذر بن زياد ( حليف الأنصار ) ، فقال له يأبا البحتري لقد أوصانا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بعدم قتلك واقتيادك أسيراً ، ولكن أبا البحتري كان مع زميل له قد أتي من مكة للقتال مع بعض ، فكره أن يأمن هو على نفسه ويترك زميله يُقتل ، فقال البحتري : لا يكون ذالك أبداً يا مجذر ، فكيف نقول عني نساء قريش من أني تركت زميلي للهلاك ، فأصر على القتال فتقاتل مع المجذر حتى قُتِل ، فجاء المٌجذر لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقال له لقد جاهدت لكي أُحضره أسيراً ، ولكنه رفض وقاتلني حتي قتلته.... شهود الملائكة وهي تقاتل في معركة بدر قال أبن إسحاق : حدثني عبد الله بن أبي بكر عن أبن عباس أنه قال : حدثني رجل من غفار أنه قال:أقبلت أنا أبن عمّي لي حتى صعدنا في جبال يُشرف بنا على بدر ، ونحن مشركان ، ننتظر الوقعة على من تكون الدائرة والغلبة ، فننهب مع من ينهب ، فبينما نحن في الجبل ، إذ دنت منّا سحابة ، فسمعنا فيها صمصمة الخيل ، فسمعت قائلاً يقول : أقدم حيزوم ( أسم فرس جبريل عليه السلام ) ،..... فأما أبن عمي فأنكشف قناع قلبه فمات على الفور ، وأما أنا فقد كابدت حتى كدت أن أهلك ، ثُمّ تماسكت ..... وقال لي أسيد بن مالك بن ربيعة ، وكان قد شَهِد بدر ، قال بعد أن ذهب بصره ، لو كنت اليوم ببدر ومعي بصري ، لاأريتكم الشِعب التي خرجت منها الملائكة ، لاأشُك فيها ولا أُماري ، وعن رجل من بني مازن بن النجار عن أبي داود المازني ، وكان قد شَهِد بدر قال: أني لأتبع رجلاً من المشركين يوم بدر لأضربه بسيفي ، فوقع رأسه قبل أن أصل إليه بسيفي ، فعرفت أنه قد قتله غيري .. وكانت سمات الملائكة يوم بدر ( عمائم بيضاء ) قد أرسلوها على ظهورهم ، ويوم حنين (عمائم حمراء ) ،.... وعن أن هشام عن بعض أهل العلم : أن علي بن أبي طالب قال : العمائم هى تيجان العرب ، وكانت سِمات الملائكة يوم بدر ( العلامات ) ، عمامات بيضاء ، قد أرخوها على ظهورهم ، إلاّ جبريل ( عليه السلام ) فكانت عليه عمامة صفراء مواقف شجاعة لأبطال معركة بدر من المسلمين
( 1 )( معاذ بن عمرو بن الجموح ) . قال معاذ بن عمرو بن الجموح وهو يصف ما حدث في معركة بدر ، فلما سمعت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،يقول : ( ألتمسوا أبي جهل في القتلي ( تأكدوا من قتله )) ، فخرجت وجعلت أبحث عن أبي جهل ، فسمعت صوت حشرجة قوى ، فوضعت هذا الصوت أمامي وجعلته هدفي في البحث عن مصدره ، فلما وصلت وجدت عدو الله أبو جهل فحملت عليه فضربته بسيفي فقطعت قدمه من نصف الساق ، فو الله ماشبهتها حين طاحت ، إلاّ بالنواة التمر تطيح من تحت المرضخة ( التي يدقُ بها النوي للعلف )،.... فضربني أبنه عكرمة بن أبي جهل على عاتقي فطرح يدي ، فتعلقت يدي بجلدة من جنبي ، فأعياني القتال ، فلما آذتني وضعت عليها قدمي ثُمّ تمطيت بها عليها حتى طرحتها وفصلتها من جسمي ، ثُمّ مرّ بأبي جهل معوذ بن عفراء فضربه حتي أقعده مرة أُخري ، ثُمّ مرّ عليه عبد الله بن مسعود ، فوضع برجله على عنقه وأحتز رأسه ،... فذهب به إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فلما رآه حمد الله وأثني عليه على تساقط رؤس الكفار واقتراب النصر عليهم واندحار فلولهم وعنهجيتهم وغرورهم وجبروتهم وظلمهم للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،حينما كان في مكة وظلمهم للمسلمين الضعفاء لم يفعلوا لهم شيئٌٌ إلاّ أنهم قالوا ربنا الله الواحد الأحد ........
( 2 ) قصة سيف ( عكاشة بن مُحصن ) . قال أبن إسحاق : في معركة بدر الكبرى ، حينما بدء القتال وأشتد الوطيس وألتحم الفريقان ، المسلم الموحد والكافر الجاحد . أنتفض الأبطال المسلمون فقاتلوا قتالاً شديداً وقوياً أرهب الأعداء ، وكان من بينهم مسلم صحابي يقال له ( عكاشة بن محصن ). قاتل حتي أنقطع سيفه في يده ،.... فأتي إلي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فطلب سيفاً ، فأعطاه الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... (جذلاً ) ( جذر شجرة جاف ). وقال له : ( قاتل بهذا ياعُكاشة ) فأخذه عُكاشة بن محصن ولم يستغرب الأمر في هذا الذي أعطاه له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ليقاتل به، فهزّه . فسبحان الله عاد سيفاً في يده طويل القامة شديد المتن ، أبيض الحديدة ، فقاتل به حتى فتح الله على المسلمين ، فسمي هذه السيف ( العوّن ) ، فشهد به المشاهد كلها مع الرسول الكريم (صلي الله عليه وسلم ) ،حتى قٌتل في حرب الردّة شهيداً . وعكاشة هذا ، هو الذي قال لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، حين قال : ( يدخل الجنة سبعون ألف من أُمتي على صورة القمر ليلة البدر) ، فقال عكاشة بن مُحصن : يا رسول الله ، أدعوا الله لي في أن أكون منهم. فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) : ( أنت معهم ) .. وقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،في حق عُكاشة بن مُحصن (منّا خير فارس في العرب وهو ( عُكاشة بن مُحصن )) .....( 3 ) أصغر شهيد في معركة بدر . وهو عمر بن أبي وقاص وهو أيضاً شقيق سعد بن أبي وقاص ، وكان عمره ( 16 ) سنة . فذُكر أهل العلم بأن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،قد منعه من الاشتراك في معركة بدر وذالك لصغر سنه . فبدأ يبكي ويستجدي النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ليشارك مع إخوانه في هذه الغزوة ، وتحت هذا الإصرار الغريب من هذا الشبل اليافع والذي أراد أن يكون من ضمن الكوكبة المُختارة ، أذِن له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،في ألاشتراك في القتال ، فأنطلق هذا الشبل يقاتل حتى سقط شهيداً فكان قاتله هو العاص بن سعيد ,......... معركة بدر الكبرى وألأنتصار العظيم الذي حدث فلما رأت قريش ، ما أ نتهى إليه أمر زعماء وجهابذة الكفر من قريش مثل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة . أصرّت على المحاولة مرة ثانية والرجوع إلي المعركة وحسمها ، فرماهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بالحصباء وقال: ( شاهت الوجوه ، أللهم أرعب قلوبهم وزلزل أقدامهم ) . فأنهزم المشركون هزيمة نكراء ، وعمدوا إلي الفرار لا يلوون على شيء ، والمسلمون يقتلون ويأسرون فلولهم الهاربة . ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،في العريش مع أبو بكر الصديق ،وسعد بن معاذ ، قائم على باب الرسول العريش متوشحاً سيفه في نفر من الأنصار ، يحرسون رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) . فقُتيل من صناديد و سادات وفرسان قريش ،.... قرابة سبعون رجلاً وأُسِر منهم سبعون رجلاً . وعن عائشة ( رضي الله عنها ) أنها قالت : لما أنتهت المعركة ، أمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بالقتلى ، أن يطُرِحوا في القليب ، فطُرِحوا فيه إلا ما كان من أُمية بن خلف ، فأنه أنتفخ في درعه فملئها ، فذهبوا ليحركوه ، فتزايل ( تفرق ) لحمه ، فأقروه على حاله ، ثُمّ غيبوه وألقوا عليه التراب والحجارة ، فلما ألقاهم في القليب ، فطُرِحوا فيه. فوقف عليهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقال : ( يأهل القليب ، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً ..؟ فأني وجدت ما وعدني به ربي حقاً ) . فقال له أصحابه وقد استغربوا بأن الرسول يكلم موتى ، ولا يكلم أحياء ، وبالتالي وجب التفسير من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . عن هذا الأمر ، لان من طبع العرب الأوائل لا يقبلون أي أمر إلا بالحجة الدامغة ، وهذا يدل على مدى وعى المسلمين الأوائل وعدم قبولهم بأي أمر حتى يعرفوا ما المغزى من حدوث هذا الأمر أو ذاك ،... بالإضافة فهم في موقع التشريع لنا وبالتالي فلا بد من أن يسألوا عن أي شيء يحدث عندهم ، لمساعدتنا نحن في فهم ما يحدث ، لان الله سبحانه وتعالي أراد بهم أن يكونوا هم الأصل في كل شيء ، وهم الإجابة عن أي تسائل قد يحدث: يا رسول الله أتكلم قوماً موتى .!!. فقال لهم : ( لقد علموا أن ما وعدهم ربهم حقاً ، ثُمّ قال : مأنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوا ) فمن هنا قد تعلمنا من سؤالهم ، بأن للقبر حياة خاصة ، فالميت يستطيع أن يسمع لمن حوله ، لأنه في مرحلة السمع والعلم بالشيء ، أما مرحلة الرد على ما يسمع ، فقد أنتهت في الدنيا ، أما السمع والكلام والرد في القبر تسمى حياة ( البرزخ ) . وهى حياة خاصة فالله وحده فقط يعلم قوانينها وما يحدث فيها ، إلا أن القرآن الكريم قد أوضح لنا وأعلمنا بأن هناك حياة في القبر وفيها تساؤل وسؤال وإجابة وحساب وعقاب وجزاء .................أ سماء من حضر بدر من المسلمين قال أبن إسحاق : وهذه تسمية من شَهِد بدر من المهاجرين المسلمين من قريش . من بني عبد معبد المطلب : ( 1 ) محمد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ( 2 ) حمزة بن عبد المطلب---( 3 ) زيد بن حارثة ( 4 ) علي بن أبي طالب-( 5 ) أبو كبشة ( مولي رسول الله ) ( 6 ) أنسة ( الحبشي ) مولي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) (7 ) أبو مرثد كنّاز بن حصن---( 8 ) مرثد أبن أبي مرثد ( 9 ) عبيدة بن الحارث بن المطلب--( 10 ) الطفيل بن الحارث ( 11 ) الحصين بن الحارث---( 12 ) عوف أبن أثاثة ومن بني عبد شمس بن عبد مناف( 1 ) عثمان بن عفان . وكان قد تخلف بالمدينة ولم يحضر غزوة بدر ، وكان ذالك بأمر من رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،بالبقاء في المدينة بجانب زوجته رقية ،لأنها كانت مريضة ، فضرب له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بسهمه ، فقال عثمان: وأجري يا رسول الله ، فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) : وأجرك .... ( 2 ) أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة-( 3 ) سالم ( مولي أبو حذيفة ) ( 4 ) عبد الله بن جحش---( 5 ) عكاشة بن مُحصن ( 6 ) شجاع بن وهب بن ربيعة---( 7 ) عقبة بن وهب ( 8 ) يزيد بن رفيش بن رئاب---( 9 ) أبو سنان بن مُحصن ( 10 ) سنان بن أبي سنان بن محصن--( 11 ) محرز بن نضلة ( 12 ) ربيعة بن أكتم ومن بني أسد ( 1 ) الزبير بن العوام---( 2 ) حاطب بن أبي بلتعة ( 3 ) سعد ( مولي حاطب بن بلتعة ) ومن بني زُهرة بن كلاب ( 1 ) عبد الرحمن بن عوف---( 2 ) سعد بن أبي وقاص ( 3 ) مالك بن أٌهيب---( 4 ) عمير بن أبي وقاص ( 5 ) المقداد بن عمرو بن ثعلبة-( 6 ) عبد الله بن مسعود بن الحارث ( 7 ) مسعود بن ربيع بن عمرو-( 8 ) ذو الشمالين بن عبد عمرو ( 9 ) خباب بن الأرث . ومن بني عُدىّ وحلفائهم . ( 1 ) عمر بن الخطاب---( 2 ) زيد بن الخطاب مهيجع ( مول عمر بن الخطاب )---(3 ) ثقيف بن عمرو ( 4 ) مالك بن عمرو ( 5 ) مُدلج بن عمرو ( 6 ) أبو مخشي . ومن بني نوفل ( 1 ) عتية بن غزوان---( 2 ) خباب ( مولي عتبة بن غزوان ) ومن بني عبد الدار ( 1 ) مصعب بن عمير---( 2 ) سويبط بن سعد ومن بني ثيم ( 1 ) أبو بكر الصديق--( 2 ) بلال بن رباح ( مولي أبوبكر الصديق ) ( 3 ) عامر بن فهيرة---( 4 ) طلحة بن عبيد الله بن عثمان ( 5 ) صهيب بن سنان . ومن بني مخزوم . ( 1 ) أبو سلمة بن عبد الأسد---( 2 ) شماس بن عثمان بن الشريد ( 3 ) عمر بن سراقة---( 4 ) الأرقم بن أبي الأرقم ( 5 ) عمّار بن ياسر---( 6 ) معتب بن عوف بن عامر
( 7 ) عبد الله بن سراقة---( 8 ) وأقد بن عبد الله بن عبد مناف ( 9 ) خولى بن أبي خَولى---( 10 ) مالك بن أبي خولي ( 11 ) عامر بن ربيعة---( 12 ) عامر بن البكير ( 13 ) عاقل بن البكير---( 14 ) الياس بن ا لبكير ( 15 ) سعيد بن زيد بن عمرو ومن بني سهم . ( 1 ) خُنيس بن حُذافة . ومن بني الحارث. ( 1 ) أبو عبيدة بن الجراح---( 2 ) عمرو بن الحارث ( 3 ) سهيل بن وهب بن ربيعة---( 4 ) صفوان بن وهب بن ربيعة ( 5 ) عمر بن أبي السرح . ومن بني جُمح .ومن حلفائهم . ( 1 )عثمان بن مضغون بن حبيب---( 2 ) السائب بن عثمان ( 3 ) قدامة بن مضغون---( 4 ) عبد الله بن مضغون ( 5 ) معمر بن الحارث . ومن بني عامر ( 1 ) أبو سبرة أبن أبي رُهم-( 2 ) عبد الله بن مخرمة بن عبد العُزىّ ( 3 ) عبد الله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس . ( وهو أبن سهيل بن عمرو ) فلما جاؤ قريش لمحاربة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،في بدر . جاء مع أبيه سهيل بن عمرو ، فلما وصلوا إلي موقع المعركة ، فرّ عبد الله بن سهيل إلي صفوف المسلمين ، فألتحق بجيش المسلمين فحارب معهم ومع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . ( 4 ) عمير بن عوف ( مولى سهيل بن عمر ) ( 5 ) سعد بن خولة . أمّا الذين ضرب لهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بالسهم وبالثواب . ( 1 ) عثمان بن عفان تخلف عن غزوة بدر . فبقى بالمدينة لان زوجته رقية بنت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،كانت مريضة مرضاً شديداً ، أمره الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بالبقاء بقربها ، وبالفعل فقد كانت مريضة ، فلما منّ الله سبحانه وتعالي على المسلمين النصر في معركة بدر ، رجع رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي المدينة ، فوجد أبنته رقية قد توفيت في غيابه في وهو في غزوة بدر ........ ( 2 ) سعيد بن زيد بن عمرو في الفترة التي جرت فيها معركة بدر الكبرى وأنتصر فيها المسلمون على قريش ،كان سعيد بن زيد في الشام ، فلما رجع من الشام ورجع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي المدينة ، كلمه ، فضرب له سهم ، فقال: أجري ، فقال : ( وأجرك ) ..... ( 3 ) طلحة بن عبد الله بن عثمان , وحصل مع طلحة بن عبد الله بن عثمان ، مثل ما جري لسعيد بن زيد بن عمرو ، في الشام ، فلما رجع كلم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فضرب له بسهم ، وبالأجر........ قال أبن إسحاق : تجمع من شَهِد بدراً من المهاجرين ومن ضرب له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بسهم وأجره ،... تقريباً ثلاثة وثمانون رجلاً ... أسماء من حضر بدر من والأنصار ومن ألأنصار الذين حضروا وشهدوا بدراً وهم: من بني عبد الاشهل ( من الأوس ) ( 1 ) سعد بن معاذ بن النعمان---( 2 ) ا لحارث بن أوس بن معاذ ( 3 ) الحارث أبن أنس بن رافع---( 4 ) عمرو بن معاذ بن النعمان . ومن بني عبيد بن كعب ( 1 ) سعد بن زيد بن مالك---( 2 ) عباد بن بشر بن وقش ( 3 ) سلمة بن ثابت بن وقش---( 4 ) رافع بن يزيد بن كُرز ( 5 ) الحارث بن حزمة بن عُدى---( 6 ) محمد بن مسلمة أبن خالد ( 7 ) أبو الهيثم بن النبهان---( 8 ) عبيد بن التيهان ( 9 ) عبد الله بن سهل---( 10 ) عتيك بن التيهان . من بني أُمية بن زيد بن مالك . ( 1 ) مبشر بن عبد المنذر---( 2 ) رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر ( 3 ) سعد بن عبيد بن النعمان---( 4 ) عويم بن ساعدة ( 5 ) رافع بن عنجرة---( 6 ) عبيد بن أبي عبيد ( 7 ) ثعلبة بن حاطب ---( 8 ) الحارث بن حاطب ( 9 ) أبو لبابة بن عبد المنذر . ومن بني ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الاوس : ( 1 ) قتادة بن النعمان أبن زيد بن عامر ( 2 ) عبيد بن أوس بن مالك ومن بني عبد أبن رزاح: ( 1 ) نصر بن الحارث بن عبد---( 2 ) مُعتب أبن عبد ( 3 ) عبد الله بن طارق ومن بني الحارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو : ( 1 ) مسعود بن سعد بن عامر---( 2 ) أبو عبس بن جبر ( 3 ) أبو بردة بن النيار . ومن بني عمرو بن عوف : ( 1 ) عاصم بن ثابت---( 2 ) مُعتب بن قشير ( 3 ) قيس بن الاقلح---( 4 ) أبو مليل بن الأزعر ( 5 ) عمر بن معبد---( 6 ) سهل أبن حُنيف ( 7 ) الحارث بن حاطب---( 8 ) أبو لبابة بن عبد المنذر . ومن بني عبيد وحلفائهم ( 1 ) أنيس بن قتادة بن ربيعة---( 2 ) مُعن بن عُدى بن الجد ( 3 ) ثابت أبن أقرم---( 4 ) عبد الله بن سلمة ( 5 ) زيد بن أسلم ---( 6 ) عاصم بن عدىّ ( 7 ) ربعي بن رافع بن زيد . ومن بني ثعلبة بن عمرو بن عوف : ( 1 ) عبد الله بن جبير---( 2 ) عاصم بن القيس ( 3 ) أبو ضياح بن ثابت---( 4 ) أبو حنّة بن ثابت ( 5 ) سالم بن عمير بن ثابت---( 6 ) الحارث بن النعمان ( 7 ) خّوات بن جبير ( وهو الذي لم يحضر معركة بدر ، فضرب له رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بسهم مع الاجر والثواب ) . ومن بني جعجعي بن كلفة بن عوف : ( 1 ) منذر بن محمد أبن عقبة---( 2 ) أبو عقيل بن عبد الله لن ثعلبةومن بني غنم بن سُلم بم أمرىء القيس ( 1 ) سعد أبن خيثمة---( 2 ) منذر بن قُدامة ( 3 ) مالك أبن قُدامة بن عرفجة---( 4 ) الحارث بن عرفجة ( 5 ) تيم ( مولي سعد أبن خيثمة أبن الحارث ) ومن بني معاوية بن مالك بن عوف : ( 1 ) جبر بن عُتيك---( 2 ) مالك أبن نُميلة ( 3 ) النعمان بن عصر . ومن شهد بدر من الأنصار ( الخزوج ) :من بني أمرؤ القيس : ( 1 ) خارجة بن زيد---( 2 ) سعد بن الربي ( 3 ) عبد الله بن رواحة---( 4 ) خلاد بن سويد ومن بني زيد بم مالك ( 1 ) بشير بن سعد بن ثعلبة---( 2 ) سمّاك بن سعيد بن ثعلبة ومن بني عُدى بن كعب بن الخزرج . ( 1 ) سبيع بن قيس بن عائشة---( 2 ) عبد بن قيس بن عائشة ( 3 ) عبد الله بن عبس . ومن بني أحمر بن حارثة بن ثعلبة : ( 1 ) يزيد بن الحارث بن قيس بن مالك . ومن بني جُشم : ( 1 ) خُبيب بن أساف بن عتبة---( 2 ) عبد الله بن زيد بن ثعلبة ( 3 ) حُريث بن زيد بن ثعلبة---( 4 ) سفيان بن بِشر . ومن بني جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزوج : ( 1 ) تميم بن يعار بن قيس---( 2 ) عبد الله بن عمير بن حارثة ( 3 ) زيد أبن المُزين---( 4 ) عبد الله بن عرفطة ومن بني الأبجر ( بنو خُدرة بن عوف بن الحارث ): ( 1 ) عبد الله بن ربيع بن قيس . ومن بني عوف بني الخزوج : ( 1 ) سالم بن غنم---( 3 ) أوس بن خولة بن عبد الله ( 2 ) عبد الله بن عبد الله بن أُبى أبن مالك ( سلول ) ومن بني جزء بن عدي بن مالك : ( 1 ) زيد بن وديعة أبن عمرو---( 2 ) عقبة بن وهب بن كلدة ( 3 ) رفاعة بن عمرو بن زيد---( 4 ) عامر بن سلمة بن عامر ( 5 ) أبو حُميضة معبد بن عباد---( 6 ) عامر بن البكير . ومن بني سالم بن عوف بن عمرو بن الخزرج : ( 1 ) نوفل بن عبد الله بن نضلة . ومن بني أصرم بن فهر بن ثعلبة : ( 1 ) معاذ بن أصرم بن فهر---( 2 ) أوس بن الصامت . ومن بني دعد بن فهر بن ثعلبة : ( 1 ) النعمان بن مالك بن ثعلبة . ومن بني قريوش بن غنم بن أُمية بن لوذان : ( 1 ) ثابت بن هزال--( 2 ) مالك بن الدُخثم بن مرضخة ( من بني مرضخة ) ومن بني لوذان بن سالم : ( 1 ) ربيع بن الياس بن عمرو ---( 2 ) ورقة بن الياس ( 3 ) عمرو بن الياس---.( 4 ) عبادة بن الخشخاش ( 5 ) نحاب بن ثعلبة---( 6 ) عبد الله بن ثعلبة ( 7 ) عتبة بن ربيعة بن خالد بن معاوية-( 8 ) قسميل ابن فاران . ومن بني ساعدة بن كعب بن المخزوم : ( 1 ) أبو دجانة سِماك بن خرشة--( 2 ) المنذر بن عمر و بن خنيس ومن بني البدي بن عامر بن عوف بن حارثة : ( 1 ) أبو أسيد مالك بن ربيعة بن البدّي ( 2 ) مالك بم مسعود . ومن بني طريف بن الخزرج : ( 1 ) عبد ربه بن حقّ بن أوس--( 2 ) كعب بن حمار بن ثعلبة ( 3 ) ضمرة أبن عمرو---( 4 )زياد بن عمرو ( 5 ) بسبس بن عمرو---( 6 ) عبد الله بن عامر . ومن بني جُشم بن الخزرج : ( 1 ) خراش بن الصمة بن عمرو-( 2 ) الحباب بن المنذر بن الجموح (3) عمير بن الحمام بن الجموح( 4 ) تميم (مولى خراش بن الصمة ) (5) عبد الله بن عمرو بن حرام--( 6 ) معاذ بن عمرو بن الجموح ( 7 ) معوذ بن عمر بن الجموح ( 8 ) خلاّد بن عمرو بن الجموح بن زيد ( 9 ) عقبة بن عامر بن نابي---(10 ) حبيب بن اسود ( 11 ) ثابت بن ثعلبة ( 12 ) عمير بن الحارث بن ثعلبة ( 13 ) بشير بن البراء بن معرور ( 14 ) الطفيل بن مالك بن الخنساء ( 15 ) سنان بن صيفي أبن صخر ( 16 ) الطفيل بن النعمان بن الخنساء ( 17 ) عبدالله بن الجد بن قيس-( 18 ) عتبة أبن عبد الله بن صخر ( 19 ) جبار بن صخر بن أُمية---( 20 ) خارجة بن حُمير ( 21 ) عبد الله بن حُمير ومن بني خُناس بن سنان بن عبيد : ( 1 ) يزيد بن المنذر بن سرح بن خُناس ( 2 ) معقل بن المنذر بن سرح ( 3 ) عبد الله بن النعمان---( 4 ) الضحاك بن حارثة ( 5 ) سواد بن زريق---( 6 ) معبد بن قيس ( 7 ) عبد الله بن قيس بن صخر بن حرام بن ربيعة ومن بني النعمان بن سنان : ( 1 ) عبد الله بن عبد مناف بن النعمان( 2 ) جابر بن عبد الله بن رئاب ( 3 ) خُليدة بم قيس بن النعمان---( 4 ) النعمان بن سنان ومن بني سواد بن غنم بن كعب : ( 1) أبو المنذر ( يزيد ) بن عامر بن حديدة ( 2 ) سليم بن عمرو بن حديدة ( 3 ) قطبة بن عامر بن حديدة-( 4 ) عنترة مولي ( سليم بن عمرو ) ومن بني عُدي بن نابي : ( 1 ) عبس بن عامر بن عُدي---( 2 ) ثعلبة بن غنمة ( 3 ) كعب بن عمرو بن عباد--( 4 ) سهل بن قيس بن أبي كعب ( 5 ) عمرو بن طلق بن زيد---( 6 ) معاذ بن جبل ومن بني زُريق عامر بن زُريق : ( 1 ) قيس بن مُحصن بن خالد---( 2 ) الحارث بن قيس بن خالد ( 3 ) جبير بن أرياس---( 4 ) سعد بن عثمان بن خِلدة ( 5 ) عقب بن عثمان بن خِلدة---( 6 ) ذكوان بن عبد قيس ( 7 ) مسعود بن خِلدة---( 8 ) عباد بن قيس . ومن بني خَالدة بن عامر بن زريق : ( 1 ) أسعد بن يزيد بن الفاكه---( 2 ) الفاكه بن بشير بن الفاكه ( 3 ) معاذ بن ماعيص---( 4 ) مسعود بن ماعيص ( 5 ) عائذ بن ماعيص بن قيس . ومن بني العجلان : ( 1 ) رفاعة بن رافع أبن العجلان--( 2 ) خلاد بن رافع بن مالك ( 3 ) عبيد بن زيد ومن بني بياضة بن عامربن زريق : ( 1 ) زياد بن لبيد بن ثعلبة---( 2 ) وفروة بن عمرو ( 3 ) خالد بن قيس بن العجلان--( 4 ) رُجيلة بن ثعلبة أبن خالد ( 5 ) عطية بن ويرة---( 6 ) خُليفة بن عدي ومن بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك : ( 1 ) رافع بن المُعلّى بن لوذان ومن بني النجار ( تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج ) : ( 1 ) أبو أيوب خالد بن زيد . ومن بني عُسيرة بن عبد عوف : ( 1 ) ثابت بن خالد بن النعمان ابن الخنساء . ومن بني عمرو بن عوف بن غنم : ( 1 ) عمارة بن حزم---( 2 ) سراقة بن كعب بن عبد العُزي . ومن بني زيد بن ثعلبة بن غنم : ( 1 ) حارثة بن النعمان بن زيد---( 2 ) سليم بن قيس بن فهد ( 3 ) مسعود بن أوس بن زيد ( 4 ) رافع بن كارت بن مالك بن غنم ( 5 ) أبو خزيمة أوس ومن بني عائذ بن ثعلبة بن غنم : ( 1 ) سهيل بن رافع---( 2 ) وعُدىّ بن الزغباء . ومن بني سواد بم مالك بن غنم : ( 1 ) عوف بن الحارث لن سواد--( 2 ) معوذ بن الحارث بن سواد ( 3 ) معاذ بن سواد---( 4 ) النعمان بن عمرو بن رفاعة ( 5 ) عامر بن مخلد بن الحارث---( 6 ) عُصيمة ( 7 ) وديعة بن عمرو---( 8 ) ثابت بن عمرو بن زيد ( 9 ) أبا الحمراء ( مولي الحارث عفراء ) . ومن بني عامر بن مالك : ( 1 ) ثعلبة بن عمرو بن محصن--( 2 ) سهل بن عتيك بن عمرو ( 3 ) الحارث لن الصُمة ومن بني عمرو بن مالك : ( 1 ) أُبي بن كعب بن قيس---( 2 ) أنس بن معاذ . ومن بني عُدىّ بن عمرو : ( 1 ) أوس بن ثابت بن عمرو ( 2 ) أبو شيح أُبىّ بن ثابت ( زيد بن سهل بن ألاسود ) ومن بني عُدى بن النجار : ( 1 ) حارثة بن سراقة---( 2 ) عمرو بن ثعلبة ( 3 ) سليط بن قيس بن عمرو---( 4 ) أسيدة بن عمرو ( 5 ) عمرو أبو خارجة---( 6 ) ثابت بن خنساء بن عمرو ( 7 ) عامر بن أُمية أبن زيد---( 8 ) محرز بن عامر بن مالك ( 9 ) سواد أبن غزيّة بن أُهيب ومن بني حرام بن جُندب : ( 1 ) أبو زيد قيس بن سكن---( 2 ) أبو الأعور بن الحارث ( 3 ) سليم بن ملحان---( 4 ) حرام بن ملحان . ومن بني مازن بن النجار : ( 1 ) قيس بن صعصعة---( 2 ) عبد الله بن كعب ( 3 ) عُصيمة ( من بني خزيمة ) ومن بني خنساء أبن مبذول : ( 1 ) أبو داود عمير أبن عامر بن مالك ( 2 ) سراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء ومن بني ثعلبة بن مازن بن النجار : ( 1 ) قيس بن مُخلد بن ثعلبة بن صخر . ومن بني دينار بن النجار : ( 1 ) النعمان بن عبد عمرو ( 2 ) الضحاك بن عمرو ( 3 ) سلمة بن الحارث بن ثعلبة--( 5 ) سعد بن سهيل . ( 4 ) جابر بن خالد بن عبد الأشهل ومن بني قيس بن مالك بن كعب : ( 1 ) كعب أبن زيد بن قيس---( 2 ) بُجير بن أبي بُجير . قال أبن إسحاق : وبذالك يكون جميع من شهِد بدر من الخزرج ( مائة وسبعون رجلاً ) ومن الأوس ( إحد وستون) رجلاً ، فجميع من شهِد بدر من المسلمين من المهاجرين والأنصار ( ثلاثة مائة وأربعة عشر ) رجلاً . أمّا الذين أكرمهم الله بالشهادة من المسلمين يوم بدر ( 1 ) عبيد بن الحارث--( 2 ) ذو الشمالين أبن عبد عمرو بن نضلة ( 3 ) عاقل أبن البكير--( 4 ) مُهخع ( ممولي لعمر بن الخطاب ) ( 5 ) صفوان بن البيضاء---( 6 ) سعد أبن خيثمة ( 7 ) حارثة أبن سراقة بن الحارث--( 8 ) مُبشر أبن عبد منذر ( 9 ) يزيد أبن الحارث---( 10 ) عُمير أبن حمام ( 11 ) عوف بن الحارث بن رفاعة( 12 ) معوذ بن الحارث بن رفاعة ( 13 ) عمير بن أبي وقاص---( 14 ) رافع بن المُعليّ ومن قُتل من المشرك ين في بدر ، ومن شرفهم الله بقتلهم . ( 1 ) حنضلة بن أبي سفيان---( قتله ) زيد بن حارثة . ( 2 ) عامر بن الحضرمي---( قتله ) عمار بن ياسر . ( 3 ) الحارث بن الحضرمي---( قتله ) النعمان بن عمر . ( 4 ) عمير أبن أبي عمير---( قتله ) سالم ( مولي أبي حذيفة ) . ( 5 ) عبيدة أبن سعد ( قتله ) الزبير أبن العوام ) . ( 6 ) العاص بن سعيد---( قتله ) علي بم أبي طالب . ( 7 ) عقبة أبن معيط---( قتله ) عاصم أبن ثابت . ( 8 ) عتبة أبن ربيعة---( قتله ) عبيد أبن الحارث بن المطلب. ( 9 ) شيبة بن ربيعة---( قتله ) حمزة بن عبد المطلب . ( 10 ) الوليد أبن عتبة---( قتله ) علي بن أبي طالب . ( 11 ) عامر بن عبد الله---( قتله ) علي بن أبي طالب . ( 12 ) الحارث أبن عامر---( قتله ) خبيب أبن أسفاف . ( 13 ) طعيمة بن عُديّ---( قتله ) علي بن أبي طالب . ( 14 ) زمعة بن الأسود ( قتله ) ثابت بن الجذع + حمزة + علي بن أبي طالب . ( 15 ) الحارث بن زمعة---( قتله ) عمار بن ياسر . ( 16 ) عقيل بن الأسود بن المطلب-( قتله ) حمزة + علي بن أبي طالب ( 17 ) نوفل بن خويلد بن أسد---( قتله ) علي بن أبي طالب ( 18 ) النضر بن الحارث---( قتله ) علي بن أبي طالب ( 19 ) زيد بن مليص---( قتله ) بلال بن رباح . ( 20 ) عمير بن عثمان بن عمرو ( قتله ) علي بن أبي طالب + عبد الرحمن بن عوف ( 21 ) عثمان بن مالك ( قتله ) صهيب بن سنان . ( 22 ) عمرو أبن هشام ( أبوجهل ). ضربه معاذ بن عمرو فقطع رجله فرد عليه أبن أبو جهل عكرمة ، فضرب معاذ أبن عمرو بضربة فقطع يده ، فأعاقته في مواصلة القتال ، فوضعها تحت أحد أقدامه وسحبها بقوة حتى إجتزها من مكانها وواصل القتال ، ثُمّ باغث أحد المسلمين وهو معوذ أن عفراء ، أبو جهل بضربة حتى أقعدته ثُم تركه مُقعد وبه رمق ، فأنقض عليه عبد الله بن مسعود وأجتز رأسه . وكان اهتمام هؤلاءِ الرجال بقتل أبو جهل . جاء بتوصية من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،حينما لأمرهم بتفقد ألقتلي والتماس أبو جهل والعاص بن هشام ، فذهب عبد الله بن مسعود برأس أبو جهل ووضعه بين يدي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فلما رآه حمد الله تعالي علي مصرع هذا الطاغية ( 23 ) العاص بن هشام -( قتله ) عمر بن الخطاب + يزيد بن عبد الله ( 24 ) أبو مسا فع الآشهري---( قتله ) أبو دجانة . ( 25 ) مسعود بن أُمية---( قتله ) حمزة بن عبد المطلب . ( 26 ) أبو قيس بن الوليد بن المغيرة---( قتله ) حمزة بن المطلب . ( 27 ) أبو قيس بن الفاكه---( قتله ) علي بن أبي طالب . ( 28 ) رفاعة بن أبن أبي رفاعة---( قتله ) سعد أبن الربيع . ( 29 ) المنذر بن أبي رفاعة---( قتله ) مُعن بن عُدي . ( 30 ) عبد الله بن المنذر---( قتله ) علي بن أبي طالب . ( 31 ) السائب أبن أبي السائب---( قتله ) الزبير أبن العوام . ( 32 ) الأسود أبن عبد الأسود---( قتله ) حمزة بن عبد المطلب . ( 33 ) حاجب أبن السائب---( قتله ) علي بن أبي طالب . ( 34 ) عويمر بن السائب---( قتله ) النعمان بن مالك . ( 35 ) عمرو بن سفيان---( قتله ) يزيد أبن رفيش . ( 36 ) جابر أبن سفيان---( قتله ) أبو بُردة بن النيّار . ( 37 ) منبه أبن الحجاج---( قتله ) أبو اليسر الأنصاري . ( 38 ) العاص أبن منبه---( قتله ) علي أبن أبي طالب . ( 39 ) نبيه أبن الحجاج ( قتله ) حمزة بن أب عبد المطلب + سعد أبن أبي وقاص . ( 40 ) أبو العاص بن قيس---( قتله ) علي أبن أبي طالب . ( 41 ) أبو البُحتري---( قتله ) المجذر بن زياد بن نوفل . ( 42 ) عاصم أبن عوف بن ضيرة ---( قتله ) أبو اليسر . ( 43 ) أُمية بن خلف ---( قتله ) معاذ أبن عفراء + خارجة بن زيد + بلال أبن رباح . ( 44 ) علي أبن أُمية أبن خلف ---( قتله ) عمار بن ياسر . ( 45 ) أوس أبن مغيره ---( قتله ) علي بن أبي طالب . ( 46 ) معاوية بن عامر----( قتله ) علي بن أبي طالب + عكاشة بن محصن . ( 47 ) معبد أب وهب---( قتله ) خال أبن البكير. ( 48 ) يزيد أبن عبد الله---( قتله ) أحد المسلمين . ( 49 ) وهيب أبن حارثة---( قتله ) أحد المسلمين . ( 50 ) عامر أبن زيد---( قتله ) أحد المسلمين . ( 51 ) عقبة أبن زيد---( قتله ) أحد المسلمين . ( 52 ) عمير ( مولي عقبة بن زيد )---( قتله ) أحد المسلمين . ( 53 ) نبيه أبن زيد بن مُلص---( قتله ) أحد المسلمين . ( 54 ) عبيد أبن سليط ---( قتله ) أحد المسلمين . ( 55 ) مالك أبن عبد الله بن جدعان---( قتله ) أحد المسلمين . ( 56 ) عمر بن عبد الله بن جدعان---( قتله ) أحد المسلمين . ( 57 ) حذيفة بن أبي حذيفة---( قتله ) سعد أبن أ[ي وقاص . ( 58 ) هشام بن أبي حذيفة ---( قتله ) صهيب أبن سنان . ( 59 ) زهير بن أبي رفاعة---( قتله ) أبو أسيد مالك بن ربيعة . ( 60 ) السائب بن أبي رفاعة---( قتله ) عبد الرحمن ببن عوف . ( 61 ) عائذ بن السائب بن عويمر---( قتله ) حمزة بن عبد المطلب . ( 62 ) عمير ( أحد موالي كفار قريش )---( قتله ) أحد المسلمين . ( 63 ) سبرة بن مالك---( قتله ) أحد المسلمين ( 64 ) الحارث بن منبه بن الحجاج---( قتله ) صهيب أبن سنان . ( 65 ) عامر أبن عوف---( قتله ) عبد الله بن سلمة العجلاني ( 66 ) خيّار ( حليف لبني مخزوم )---( قتله ) أحد المسلمين . ( 67 ) زيد ( حليف لبني عبد الدار )---( قتله ) المقداد بن عمرو . ( 68 ) رجال بني عمرو أبن تيم---( قتله ) عمار بن ياسر . ( 69 ) حرملة بن عمرو---( قتله ) خارجة بن زيد . ( 70 ) أحد أبناء عمير أبن أبي عمير---( قتله ) أحد المسلمين . هذا ما أورده وأكمله أبن هشام ، في العدد الذي قال به أبن إسحاق ، فأبن إسحاق ذكر فقط ( ستون ) قتيل من قريش ، بينما أبن هشام صحح ذالك وقال قتلي قريش في معركة بدر ( سبعون قتيل ) ....... الهم صل وسلم وبارك علي حبيبنا وقُرة اعيننا محمد صلي الله عليه وسلم الي هنا اخوتي نتوقف لبعض البعض الوقت ولنواصل باذن الله تعالي تكملة ماحدث في غزوة بدر الكبري ومن انتصار ساحق للحق وسنواصل في الجزء الثاني من الفصل السادس القادم ، ذكر اسري معركة بدر من المشركين وبعض الاحداث المرافقة للاسري الي ذلك الوقت اقول لكم بارك الله لي ولكم وجعل مانقوم به خالصاً لوجهه الكريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
| |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:37 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السادس ...ج2 الاخوة الاكارم أحييكم بتحية اهل الجنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نستهل إخوتي هذا الجزء الثاني من الفصل السادس من سيرة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم... باستكمال مابداناه...في التحدث علي اهم الغزوات في التاريخ الإسلامي وهي غزوة بدر الكبرى ....وقد أوضحنا حيثياتها وما سبابها وكذلك نتيجتها التي اراد الله ان تكون ...وهي النصر المؤزر للإسلام والمسلمين علي جحافل الكفر والطغيان السائد في ذلك الوقت في مكة وما يحيط بها وقد تم حصر المشتركين فيها سوي من اسود الإسلام او من أقزام الكفار ونأتي في هذا الجزء لنبين الأسري من كفار قريش ... وكيفية تعامل النبي صلي الله عليه وسلم معهم ...وكيفية افتدا أنفسهم واهم الأسري وتاريخهم ... فنبدأ كالمعتاد ودائما ببسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب السيرة العطرة اللهم صل وسلم وبارك عليه أسرى بدر من كفار قريش .........قال أبن هشام نقلاً عن أبن إسحاق : أما أسرى بدر من كفار قريش فهم: ( 1 ) عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب . وقد أسلم عقيل عام الحديبية وقد حسُنَ إسلامه. فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يوماً : ( يا أبا زيد ، إني أُحبك حبين ، حباً لقرابتك منى ، وحباً لما أعلم من حُب عمى إياك ).... وقد سكن واستقر عقيل بن ابي طالب بن عبد المطلب .... البصرة فيما بعد ومات بالشام في خلافة معاوية بن أبي سفيان . ( 2 ) نوفل بن الحارث بن عبد المطلب . حيث أسلم نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، وهو في الأسر ، وهاجر ولحِق بإخوانه المسلمين و بالرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقال له النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،حينما وقع في الأسر : ( أفدي نفسك يا نوفل ) فقال له : ليس لي مال أفدي نفسي به ، فقال له النبي الكريم ..... ( صلي الله عليه وسلم ) ( أفدي نفسك بأرماحك التى بجدة ) .. فقال نوفل للحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ، وهو مستغرب كيف عرف بأمر ارماحه واين يخبئها : والله ما علم أحد بأرماحي إلاّ الله ، وإني أشهد أن لا إله ألا الله وأن محمد رسول الله ، وقد جاهد وخرج مقاتلاً وقد ثبُت مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،يوم حنين، .... حيث أعان المسلمين في غزوة حنين عند الخروج إليها بدعم المسلمين بثلاثة آلاف رمح . فقال النبي ( صلي الله عليه وسلم ) : ( كأني أنظر إلي أرماحك هذه تقصف ظهور المشركين ).... وقد مات نوفل بالمدينة سنة خمسة عشر للهجرة ،.... وقد صلي عليه الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) . ( 3 ) السائب بن عبد بن يزيد بن هشام . ( 4 ) نعمان بن عمرو بن علقمة بن المطلب . ( 5 ) عمرو بن أبي سفيان بن حرب . حيث كان عمرو بن أبي سفيان ، أسيراً في يد الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،من أسرى بدر، وقد أسره علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، فقيل لأبي سفيان ، أفدي أبنك ، فقال : أيجمع علىّ محمد دمى ومالي ، قتلوا حنظلة وأفدي عمرواً ...! دعوه في أيديهم ، يمسكوه ما بدأ لهم ، فبينما هو محبوس عند الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بالمدينة ، إذ خرج سعد بن النعمان بن أكاَّل ، معتمراً ومعه إمراة له ، وقد كان شيخاً مسلماً ، في غنم له بالنقيع ( موضع في داخل المدينة ) ، فخرج من هناك معتمراً ولا يخشي الذي سيُصُنع به إذا ذهب إلى مكة معتمراً ، ولم يظن أنه سيُحبس في مكة ، لأنه جاء معتمراً وليس معتدياً ،... فمن عادات قريش أنه كان لها عهد لكل من أراد المجيء لقضاء العمرة أو الحج ، بأن لا يعترضونه ولا يمسونه بسوء حتى يرجع من حيث أتى ، ولكن أبو سفيان أعتدي على سعد بن النعمان وحبسه في مكة ، طالباً فديته بابنه عمرو بن أبي سفيان الأسير عند المسلمين ، فلما سمعوا بنوا عمرو بن عوف ( وهم أهل سعد بن النعمان ) ،... ذهبوا إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فأخبروه خبره وسألوه أن يعطيهم عمرو بن أبي سفيان فدية لسعد بن العمان ،.... ففعل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فبعثوا به إلي أبي سفيان ، فخلى سبيل سعد بن النعمان ورجع إلي المدينة ( 6 ) الحارث بن أبي وجزة ( 7 ) أبو العاص بن الربيع بن عبد شمس زوج زينب ابنة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ( 8 ) أبو العاص بن نوفل بن عبد شمس ( 9 ) أبو ردينة بن أبي عمرو . ( 10 ) عمرو بن الأزرق ( 11 ) عقبة بن عبد الحارث الحضرمي . ( 12 ) عدىّ بن الخيار بن عدى بن نوفل . ( 13 ) عثمان بن عبد شمس . ( 14 ) أبو ثور ( حليف بني عبد شمس ) ( 15 ) أبو عزيز بن عمير بن هاشم . ( 16 ) الأسود بن عامر ( 17 ) السائب بن أبي حبيش . ( 18 ) الحويرث بن عبّاد بن عثمان ( 19 ) خالد بن هشام بن المغيرة . ( 20 ) أُمية بن أبي حذيفة بن المغيرة ( 21 ) الوليد بن الوليد بن المغيرة . ( 22 ) عثمان بن عبد الله بن المغيرة---( 23 ) صيفي بن أبي رفاعة . ( 24 ) أبو المنذر أبن أبي رفاعة --( 25 ) أبو عطاء عبد الله بن أُبىّ . ( 26 ) السائب بن عابد بن عبد الله ---( 27 ) المطلب بن حنطب . ( 28 ) خالد بن الأعلم ..... وهو يعتبر أول من فرّ من أرض المعركة في بدر وهو القائل : ولسنا على الأدبار كلوُمنا=====ولكُنْ على أقدامنا يقطرُ الدّمُ ( 29 ) أبو وداعة بن صُنبرة . ويعتبر هذا الأسير أول من أُفتديَ من الأسر ، وقد افتداه أبنه المطلب بن أبي وداعة . ( 30 ) فروة بن قيس بن عُدى --( 31 ) حنظلة بن قبيسة بن حذافة ( 32 ) عبد الله بن أُبى بن خلف ( 33 ) أبو عزة عمرو بن عبد بن عثمان . ( 34 ) الفاكه ( مولي أُمية بن خلف ) . ( 35 ) سهيل بن عمرو . حيث أسلم فيما بعد ، وكان مشهور بالخطابة ، فقد كان خطيباً مفوهاً . ولما كان مشركاً كثيراً ما هجى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فلما وقع في الأسر ، وكان الذي أسره عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، فلما رآه في الأسر هجم عليه ليقتله لِما رأى منه من تقَول في الاسلأم وفي نبيه...... فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) : ( لا تقتله يا عمر ، عسى أن ترى منه أمراً يسُرك )... وبالفعل ، فا الموقف كان بعد وفاة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،حيثُ أرتد الناس ففهما منهم بأن الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد مات فبالتالي انتهى الدين بوفاته ، فانتشرت ظاهرة الردة ،....فحاربها الخليفة أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) . فوقف سهيل بن عمرو في مكة خطيباً يرشد الناس ويعلمهم بأن الإسلام باقٍ إلي يوم القيامة ولا ينتهي بنهاية ووفاة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فأستشعر الناس من قول سهيل بن عمرو ، .... واستغفروا الله وثبُت إيمانهم وتوقفت الردة . فلما سمع به عمر بن الخطاب وما فعل سهيل . ابتسم ابتسامة المؤمن وقال: صدق رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،حينما قال لي سترى منه ما يسُرك يا عمر . ( 36 ) عبد بن زمعة بن قيس ( 37 ) عبد الرحمن بن مسنوه ( 38 ) الطفيل بن أبي قُنيع ( 39 ) عتبة بن عمرو بن حمدم ( 40 ) عتبة ( حليف بني فهر ) ( 41 ) عقيل بن عمرو . ( 42 ) خالد بن أسير بن أبي العيص ( 43 ) تيم بن عمرو . ( 44 ) أبو العريض يسّار ( مولى العاص بن أُمية ) ( 45 ) نبهان ( مولي لهم ) ( 46 ) عبد الله بن حميد بن زهير .
( 47 ) عُقيل ( حليف لبني عبد الدار) ( 48 ) مسافع بن عياض بن صخر . ( 49 ) جابر بن الزبير ( 50 ) قيس بن السائب . ( 51 ) عمرو بن أبي خلف ( 52 ) أبو رهم بن عبد الله . ( 53 ) أحد موالي أمية بن خلف ( 54 ) أحد موالي أُمية بن خلف ( 56 ) أبو رافع ( أحد مواليهم ) ( 57 ) أسلم ( مولي نبيه بن الحجاج ) ( 58 ) حبيب بن جابر---( 59 ) السائب بن مالك . ( 60 ) شافع ( حليف لبني عامر )-( 61 ) شفيع ( حليف لبني عامر ). ( 62 ) وهب بن عمير . أمّا الأسرى الذين أُطلقوا من غير فداء قال أبن إسحاق : فكان من سُمي لنا من الأسرى ممن مُنّ عليهم بغير فداء : ( 1 ) أبو العاص بن الربيع بن عبد العُزى بن عبد شمس . فمن هذا الأسير الذي منّ عليه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،... بالحرية والإفراج وإطلاق السراح بدون دية ..؟ فأبو العاص بن الربيع بن عبد العُزى بن عبد شمس هو من رجال قريش ومن سكان مكة المعدودين الذين عُرِفوا بالأمانة والصدق . مما جعله موضع ثقة قريش به ، فأصبحت تضع أموالها وتجارتها بين يديه ليتاجر فيها وهم على ثقة من الربح الوفير والخير الكثير ، فأصبح ذو مالٍ وأمانة وتجارة ،وكانت أمه هالة بنت خويلد . فبالتالي أصبحت السيدة الفاضلة خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها ) خالته، و بإعجابها بأبو العاص بن الربيع أبن أختها . سألت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بعدما علِمت من أبو العاص أنه يريد زينب زوجة له ، أن يزوجه أبنته زينب ، وكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، لا يخالفها ذالك ، لأنه كان يعرف مدي رجاحة عقلها وحكمتها ، وكان ذالك قبل أن ينزل عليه الوحي ، فوافق على زواجه من أبنته زينب. أمّا أبنته رقية فقد زوجها لعتبة بن أبي لهب ،... وأُم كلثوم زوجها لعتيبة بن أبي لهب ،.... وأما فاطمة فقد تزوجها علي بن أبي طالب فيما بعد ،.... وقد كانت السيدة خديجة ( رضي الله عنها ) تحب أبو العاص زوج أبنتها زينب وتعده بمثابة ولدها ، فلما أكرم الله رسوله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بالنبؤة والرسالة ، آمنت به السيدة الفاضلة خديجة ( رضي الله عنها ) وصدقته هي وبناته زينب وأُم كلثوم ورقية وفاطمة ، وشهِدنَ أن ما جاء به وهو الحق ، ودِنّ بدينه . أمّا أزواجهن فقد ثبتوا على دينهم الذي ارتضوه ، وهو البقاء على دين الجاهلية ، فأخذت قريش هذه المسألة واتخذتها وسيلة ضغط على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... فسعت إلي تطليق بنات الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،من أزواجهن ، حيث قالوا : إنكم قد فرّغتم محمد من همّه ، فردوا عليه بناته ليزداد همّه ، فاستغلوه بهنّ عنّا ، فمشوا إلي أبي العاص بن الربيع ، وقالوا له : فارق صاحبتك ( زوجتك زينب ) ، ونحن نزوجك أي امرأة من قريش تريد، فقال : لا والله إني لا أُفارق صاحبتي ، وما أَحب لي بأمرأتى إمراى أُخرى من قريش ،... فرفض التطليق والانصياع لأفكار ومأرب قريش في اتخاذهم هذه الوسيلة للضغط وإهانة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،في بناته ، .... فكان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يثني على أبو العاص ويعده من خير صهر على فعلته هذه ، وعلى سلوكه الذي يعرفه سابقاً ، ثُمّ مشوا إلي عتبة بن أبي لهب ، فطلبوا منه أن يطلق رقية بنت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقالوا له : طلق بنت مُحمّدْ ونحن نُنكحك إي إمراة من قريش شئت ، فقال : إن زوجتموني بنت إبان بن سعيد بن العاص ، فارقتها ، فزوجوه بنت سعيد بن العاص . ففارق رقية بنت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ولم يكن قد دخل بها بعد، فأخرجها الله سبحاه وتعالي من يده كرامة لها وهواناً له ، فأبدلها الله بخير منه ، حيث بني عليها عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) . ثُمّ ذهبوا إلي عتبة بن أبي لهب ، فطلبوا منه تطليق أُم كلثوم بنت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... ففعل كما فعل أخوه عتيبة ، فألم ذالك الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،... فدعا على عتيبة أن يسلط عليه كلب من كلابه ، فأفترسه الأسد من بين أصحابه وهم نيّام حوله ليحرسونه ....... وأمّا عتبة ومعتب أبناء أبي لهب فقد أسلموا فيما بعد ولهم عقب ( أبناء ) ، وكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، لا يحل بمكة ولا يُحرم ، مغلوبا على أمره ، وكان الإسلام قد فرق بين المسلمات المتزوجات من مشركين حتى يُسلم أزواجهنّ ،... فتم التفريق بين زينب بنت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، حين أسلمت وبين زوجها أبو العاص بن الربيع ، إلاّ أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،كان لا يقدر أن يفرق بينهما . فأقامت زينب مع زوجها وهو على شركه في مكة ، حتى هاجر النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي المدينة ، فلما سارت قريش إلي بدر لملاقاة المسلمين ، سار معهم أبو العاص بن الربيع ، فانكسرت شوكة قريش وقع فى الأسر الكثير ومن بينهم أبو العاص بن الربيع ، فكان مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في المدينة ...... وعن عائشة ( رضي الله عنها ) أنها قالت : لمّا بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،في فداء زوجها أبو العاص بن الربيع . بمال وبعثت فيه بقلادة لها كانت قد أهدتها لها أٌمها خديجة ( رضي الله عنها ) حين تزوجت من أبو العاص بن الربيع ولكنها فضلت أن تعطي كل شيء لفداء زوجها،..... فلما رأى رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،القلادة ، عرف أنها من أبنته زينب ، فرقّ لها رقاً شديداً وقال : ( إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا ) . فقالوا : نعم يا رسول الله ، فأطلقوا سراح زوجها أبو العاص بن الربيع ، .... فأشترط عليه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إن فُك أسره ، أن يخلي سبيل زينب ويلحقها إليه ، فوافق أبو العاص بن الربيع ، على ما أتفق عليه مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فعاهده على ذالك .وأنطلق إلي مكة حُراً ، وبعث معه زيد بن حارثة ورجل من الأنصار ، وقالا لهما الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ( كونا ببطن ( يلجج ) وهى تيعد مسافة ( ثمانية أميال ) من مكة ، حتى تمر بكم زينب ، فصحباها حتى تأتيانى بها ) . فخرجا حتى وصلا إلي المكان المحدد المُتفق عليه مع أبو العاص بن الربيع ،.... وكان ذالك بعد شهر من موقعة بدر الكبرى ،... فلما وصل أبو العاص بن الربيع إلي مكة ، كان عند وعده للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقال لزوجته زينب ، الحقي بأبيك ، فخرجت زينب تتجهز لهذه الرحلة ، فقالت زينب وهى تتحدث : بينما أنا أتجهز بمكة للحاق بأبي ، لقيتني هند بنت عُتبة ، فقالت لي : يا بنت مُحَمّدْ ، ألم يبلغك إنك تريدين اللحاق بأبيك ، فقلت : ما أردت ذالك ، فقالت هند : أي ابنة عمىّ ، لا تفعلي إن كانت لكِ حاجة بمتاع مما يُرفق بكِ في سفرك ، أو بمال تتبلغين به إلي أبيك ، فإن عندي حاجتك ، فلا تخجلي منىّ فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال ... . ثُمّ ذهبا ، فقلت : والله ما أراها قالت ذالك ، إلاّ لتفعل ، ولكني خِفتها فأنكرت أني أريد الخروج لأبي . فلما فرغت زينب بنت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،من جهازها قَدّم لها ( حموها ) كنانة بن الربيع شقيق زوجها أبو العاص بن الربيع ، بعيراً . فركبته وأخذ قوسه وكنانته ، ثُمّ خرج بها نهاراً يقود بها وهى في هودج لها ، فلما سمعت بها قريش أنها تريد اللحاق بأبيها ، خرجت في طلبها مجموعات من الرجال ، حتى وصلت بمكان يقال له بذي طوى فكان أول من وصل إليها من رجال قريش ،.... هبّار بن ألاسود بن المطلب أبن أسد وصاحبه الفهري . فروّعها الهبّار برمحه وهى في هودجها ، وكانت حاملاً ، فلما رُعِتْ من أفعال هبّار ، سقطت من هودجها على صخرة ، فسقط حملها ، فبرّك حموها كنانة بن الربيع ، البعير ثُمّ نثر كنانته فوقها ثُمّ قال : والله لا يدنوا منها رجل إلاّ وضعت فيه سهماً . فتراجعوا عنه من كان يطاردها، حتى وصل أبو سفيان في عدد من رجال قريش حتى وقف عليه وقال له : كف كنانتك عنّا حتى نكلمك ، فكف ، فأقبل أبو سفيان حتى وقف عليه فقال له : يا كنانة إنك لم تُصِبْ وقد خرجت بالمرأة جهارا نهاراً وعلى رؤؤس الناس ، فإن في ذالك عن ذل ومهانة لنا في مصيبتنا التي كانت في بدر ، وإن خرجت بها جهارا فسيُحسب لنا من ذالك ضعف ووهن ، ولعمري مالنا بحبسها عن أبيها من حاجة ، وما لنا في ذالك الاحتفاض بابنة مُحمّدْ طلباً للثأر، ولكن ارجع بالمرأة ، حتى إذا هدأت الاصوات ، وتحدث الناس أنه رددناها ومنعناها با ألالتحاق بأبيها ، فأسري بها ليلاً وألحقها بأبيها . وبالفعل أقامت زينب ليالي في مكة حتى هدأت الاصوات ، ثُمّ خرج بها كنانة بن الربيع ، حتى أسلمها إلي زيد بن حارثة وصاحبة . فقدِمَ بها إلي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،في المدينة . فقال كنانة بن الربيع في أمر زينب حين ردّها إلي أبيها واستهجانه لهبّار وما فعل بزينب: عجبت لهبّار وأوباش قومــــــه===يريدون إخفارى ببنت محمدّ ولست أُبالي ما حييت عديد هم===وما استجمعت قبضاً يدى بالمهَّند . وعن أبي هريرة أنه قال : بعث رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،بسرية ن سراياه وأنا فيها ، فقال لنا : ( إن ظفرتم بهبّار بن الأسود وصاحبة نافع بن قيس الذين سبقا إلي زينب حين خروجها من مكة وما فعلاه بها ، فحرقوهما بالنار ) . فلما كان الغد بعث الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،قائلاً: ( كنت قد أمرتكم بتحريق هذين الرجلين ، ثُمّ رأيت أنه لا ينبغي لأحد أن يُعذب بالنار إلاّ الله ، فإذا لقيتهما فاقتلوهما ) ....... إسلام أبو العاص بن الربيع قال أبن إسحاق : وأقام أبو العاص بن الربيع بمكة. وأقامت زينب عند أبيها رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،في المدينة ، حيث فرق بينها الإسلام ، حتى إذا كان قبل فتح مكة ، خرج أبو العاص بن الربيع تاجراً للشام ، وكان رجلاً مأموناً وذو ثقة كبيرة من قريش الأمر الذي جعل قريش يطمأنون على أموالهم وتجارتهم وهى عند أبو العاص بن الربيع ، فلما فرغ من تجارته بالشام رجع قافلاً إلي مكة ، فلقيته سرية من سرايا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،في طريق عودته ، فأصابوها كلها بما تحمل وأعجزهم أبو العاص بن الربيع هرباً فتركوه يهرب ورجعوا إلي المدينة بالأموال التي أصابوها من قافلة أبو العاص بن الربيع ، حتى كان في جنح الليل أقبل أبو العاص بن الربيع متسللً ودخل على زينب بنت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فأستجار بها وطالباً لماله ، فأجارته على نفسه وعلى ماله ، فلما خرج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي صلاة الصبح ، وكبّر وكبّر الناس ورائه ، صرخت زينب من سقيفة الصلاة الخاصة بالنساء الملحقة بالمسجد وقالت : أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع علي نفسه، فلما سلّم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،من الصلاة وسلم الناس خلفة ، أقبل على الناس فقال لهم : أيها الناس هل سمعتم ما سمعت ، قالوا : نعم يا رسول الله . فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) : إما والذي نفس مُحَمّدْ بيده ، ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتم ، وإنه يجير على المسلمين أدناهم ،ثُمّ أنصرف ، فدخل على أبنته زينب فقال لها : ( أي بُنية أكرمى مثواه ، ولا يخلُصنّ إليك فإنك لا تحلين له ) .. ثُمّ بعد ذالك بعث النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي السرية التي أصابت مال أبو العاص بن الربيع ، فقال لهم : إنّ هذا الرجل منّا حيثُ علمتم ، وقد أصبتم له مالاً ، فإن تُحسنوا وتردوا عليه الذي له ، فإنّا نُحب ذالك ، وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم به ، فأنتم أحقُ به ، فقالوا : يا رسول الله بل نرده إليه ، فردوا إليه ماله كله لا يفقد منه شيئاً ، ثُم أحتمل ماله كله إلي مكة ، فلما وصل إلي مكة أدىّ إلي كل ذي مال من قريش ماله ، ومن كان قد جعل له بضاعة ثُم قال : يا معشر قريش هل بقى لأحد منكم عندي من مال لم يأخذه ..؟ فقالوا : لا فجزاك الله خيراً ، فقد وجدناك وفياً كريماً ،... فقال أشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمد عبده ورسوله ، والله ما منعني من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم ، فلما أداها الله إليكم وفرغت منها أسلمت، ثُمّ خرج حتى وصل إلي المدينة حتى لقي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأكد إسلامه على يدي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فردّ عليه زوجته زينب على النكاح الأول ..... وهكذا تم جمع هذه الأسرة الكريمة من جديد تحت سقف الإسلام ، وقد كان أبي العاص بن الربيع مشهورا بأمانته ، فيقال أنه حينما قَدِم من الشام ومعه أموال المشركين ، وتعرض لسرية الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قيل له : هل لك أن تسلم وتأخذ هذه الأموال ، فإنها أموال المشركين ...؟ فقال لهم أبو العاص بن الربيع : بئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي التي أُتمنتُ عليها .....! ( 2 ) المطلب بن حنطب وهو المطلب بن حنطب أبن الحارث بن عبيدة بن عمر بن مخزوم ، وكان تابعاً لأحد بني الحارث بن الخزرج ، فتُرِك في الأسر ولم يهتموا لأمره ، حتى خلّوا سبيله ، ثُمّ لحق بقومه ، وقد أسره خالد بن زيد . ( 3 ) صيفي بن أبي رفاعة بن عابد وهو صبفي بن أبي رفاعة بت عابد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ، حيث تُرِك ولم يُلتَفتْ إليه من قِبل أصحابه ، فتم إخلاء سبيله ، على أن يرجع إلي قومه ويُحظر فدائه ، فذهب ولم يرجع ، فقال فيه حسان بن ثابت : وما كان صيفي ليُوفىّ ذِمةً===== قفا ثعلب أعيا ببعض المواردِ ( 4 ) أبو عزة عمرو بن عبد الله وهو أبو عزة عمرو بن عبد الله بن عثمان بن أُهيب بن جُمح ، وقد كان محتاجاً فقيراً ، وقد كانت له بنات ،.... فكلم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقال له : يا رسول الله ، لقد عرفت مالي من مال، وإن لذو حاجة وعيال ،.... فأمنن علىّ فمنّ عليه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) .... ،وأخذ عليه وعد ألاّ يظاهر عليه أحد ( يعاون ) ... فقال أبو عزة في ذالك يمدح الرسول الكريم ويذكر فضله ( صلي الله عليه وسلم ) ،عليه .في قومه.. من مبلغ عنى الرسول محمـــــــــد اً=====بأنك حق والمليك حميد وأنت إمرو تدعوا إلي الحق والهدى=====عليك من الله العظيم شهيد فإن حاربت لمُحــــــــــــــــــــــــاربُ=====شقي ومن سالمته لسعيد وكن إذا ذُكرت بدراً وأهلــــــــــــــه=====تأوَّب ما بي حسرة وقعود قال أبن هشام نقلاً عن أبن إسحاق : وقد كانت قيمة فداء المشركين يومئذ ( أربعة آلاف درهم للرجل ) إلي ( ألف درهم ) إلي من لا شيء له ،.... فمنّ عليه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأطلق سراحه ...... أول من رأى ( إبليس ) عليه أللعنه وما نزل فيه من القرآن قال أبن إسحاق : وقد كان عمير بن وهب أو الحارث بن هشام ، وقد ذكر لي أحدهما ، وهو الذي رأى ( إبليس ) لعنه الله ، حين نكص على عقبيه يوم بدر فقال له : أين ..أين .. يا سراقة ،..... فأنزل الله سبحانه وتعالي : {وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وأني جار لكم } ،.... فترك استدراج إبليس لهم وتشبهه بسراقة بن مالك لهم ، .... ويقول تعالي :{ فلما تراءت الفئتان} ، حيث نظر عدو الله إلي جنود الله من الملائكة ، قد أيّد الله بهم رسوله الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،والمؤمنين على عدوهم : { نكص على عقبيه وقال إني برىء منكم إني أرى ما لاترون } ،... فقد ورد أن المشركون كانوا يرون إبليس لعنه الله في كل منزل من منازلهم، وكان يأتيهم في صورة سراقة بن مالك بن غنم ،... وكانوا لا ينكرون ذالك ، حتى كان يوم بدر ، حين إلتقي الجمعان ، فنكص على عقبيه ، فكانوا ينادون عليه ..أين ..أين ...ياسراقة ....!! ولما انقضى القتال أمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بسحب قتلى قريش إلي القليب ، فقُذفوا فيه ،.... وأقام الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بعرصة بدر ثلاث ليال ،... ثُمّ واصل سيره حتى وصل إلي ( الصفراء ) راجعاً من بدر ...فنزلت سورة الأنفال . فقسم الغنائم ( الأنفال ) على السواء بين المسلمين ، فأمر علي بن أبي طالب بضرب النضر بن الحارث ،.... وكان هذا الرجل من أشد الناس على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،عندما كان في مكة ، وكان إذا تلا النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،القرآن الكريم ، يقول ما يأتيكم محمد إلاّ بأساطير الأولين ، ثُمّ أمرر بضرب عنق عُقبة بن أبي معيط ، ثُمّ بعث برجلين مُبشرين بالنصر والفتح العظيم . فبعث زيد بن حارثة إلي أهل السافلة ( ألاحياء المنخفض من المدينة ) والثاني عبد الله بن رواحة الأنصارى إلي أهل العالية ( الأحياء المرتفعة من المدينة ) ، مبشرين بالنصر ،.... فجعل عبد الله بن رواحة ينادي على راحلته بالبُشرى ، وأخذ يمر على دور الأنصار بالعالية داراً والصبيان ينادون خلفه ومعه ، لقد قُتل أبو جهل الفاسق ،... أمّا زيد بن حارثة فقد قَدِم على راحلة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،( القصواء ) مبشراً أهل السافلة بالنصر على قريش ، وهو يقول لقد قُتل عتبة وشيبة أبناء ربيعة وقُتل أبن الحجاج وأبو جهل ، وأُسر سهيل أبن عمرو ، فجعل الناس لا يصدقون ذالك ، وأحذ المنافقون واليهود يشيعون أن مُحَمد قد هُزم وإنه قُتل هو وأصحابه ، وأن زيداً إنما جاء على راحلته دليل على مقتله ، فأقبل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فأستقبلته الناس واستبشروا بقدومه وبنصره فأخذوا يهنؤنه بالنصر ،..... فقال مسلمة بن سلامة بن وقش : ما الذي تهنئوننا به ..؟ فو الله ما قتلنا إلاّ عجائز صلعاً ، وكان يريد من ذالك تحقير مشركى قريش الذين قُتلوا ،..... فتبسم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقال له : ( يأبن أخي أُلئك الملأ لو رأيتهم لهبتهم ، ولو أمروك لأطعتهم ، ولو رأيت فعالك مع فعالهم لأحتقرتها ) ..... ، وقد كانت مدة غيابه ( صلي الله عليه وسلم ) ،..... تسعة عشر يوماً ، وفي مدة غيابه توفيت أبنته رقية زوجة عثمان بن عفان ( رضي الله عنهما ) ، وكان قد أمر عثمان بالبقاء في المدينة ليعتني بزوجته رقية ، فقد كانت مريضة مرضاً شديداً ،.... وقد حسبه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )، في غنائم معركة بدر وبأجر المجاهدين الذين حضروا القتال نتائج غزوة بدر الكبرى ..... فكان من نتائج غزوة بدر الكبرى ،.... ( 1 ) أنها عززت مكانة النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،في المدينة ، وأعلت كلمة الله وكلمة الأسلام ، فدخل على إثرها كثير من مشركى قريش إلي الأسلام منهم أبو العاص بن الربيع ، وعمير بن وهب ، حيث كان يُلقب بشيطان قريش ، ..... فكان ممن بَرِع في أذى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأصحابه ويلقون منه عناء وهو بمكة ، ولما أسلم عمير بن وهب عاد إلي مكة وأخذ يدعوا إلي الأسلام ، فأسلم على يديه أُناس كثيرة . ( 2 ) ومن نتائج غزوة بدر أيضاً ، أنها أضعفت شوكة اليهود والمنافقين حتى لم يبقي يهودي ولا منافق في المدينة إلاّ وقد قلّ كبريائه ، ( 3 )بالإضافة إلي ذالك فقد كسب المسلمون من انتصارهم في بدر تجربة جديدة ، فبفضلها وضِعتْ قواعد ثابتة لتوزيع الغنائم والأنفال ،... فنزلت سورة الأنفال توضح ذالك ..... ( 4 ) وتم تنضيم فداء الأسرى ، فقد جعل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فداء الرجل ما بين ألف درهم وأربعة آلاف درهم ، إلاّ من لا شيء عنده فمنّ عليه النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بإطلاق سراحه بدون فدية.... اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا وحبينا وقُرة اعيننا الي هنا اخوتي الكرام نتوقف قليلاً ...ونأخذ من عبق سيرته الطيبة وعد باللقاء مجدداً في الجزء الثالث من الفصل السادس ... لنتحدث علي بقية الغزوات التي حدثت بعد غزوة بدر ... الي ذلك الحين اقول لكم ..بارك الله لي ولكم وجعل مانقوم به خالصاً لوجهه الكريم ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:38 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السادس ...ج3
الاخوة الافاضل رواد مائدة السيرة النبوية الطيبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كُنا قد تحدثنا عن احد الغزوات التي كان لها الأثر الطيب في قلوب المسلمين لما فيها من انتصار علي الكفار وهمجيتهم...فكانت بفضل الله سبحانه وتعالي دعماً لحبيبه المصطفي صلي الله عليه وسلم وللمسلمين ليذوقوا طعم الفوز المادي الملموس علي الكفار...فكان انتصارهم الساحق والذي محق عُصبة الكفار وتساقطت رؤسهم أمام هول الضربات الربانية وعرفنا ماحوته من بطولات ومواقف ودروس في كيفية التعامل مع الأسري...وكيفية شكر الله سبحانه وتعالي علي نعمه... نأتي باذن الله تعالي لنواصل بقية الغزوات التي حدثت بعد غزوة بدر الكبري في هذا الجزء الثالث من الفصل السادس... فنبدأ ونقول بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله غزوة السويق وقد أتت هذه الغزوة في ذي الحجة من نفس السنة التى حدثت فيها غزوة بدر . قال أبن هشام : فبعد انتهاء غزوة بدر وما حصل فيها من كارثة على قريش بأبادة صناديدها وفرسانها على يد المسلمين ، ورجوع أبو سفيان بقافلته سالماً إلي مكة ، وبعد أن نصح قريش بعدم الحرب على المسمين فرفضوا ذالك وقرروا خوض هذه الحرب فاعتبروها بمثابة نزهة لهم بعد القضاء على المسلمين ،...... ولكن الله سبحانه وتعالي أراد أن يبين أن الانتصار لا يأتي بتكافؤ الجيوش وبعتادها ولا بتنضيمها وتدريبها ،.... ولكن يأتي بالأيمان ويأتي بقدر ما يحمل كل جيش من الأيمان والعزيمة والإصرار على الحق والمدافعة على الرسالة الشيء الكثير ، فكانت وقعة بدر التى جاءت لقريش بالطامة الكبرى والخسارة الجمّة والتي راح ضحيتها كبار صناديد قريش وفرسانها ،..... فلما رأى أبو سفيان كل هذا ، أقسم أن لا يمس الطيب ولا ماء من جنابة !!! حتى يغزو مُحَمّدْ ( صلي الله عليه وسلم ) ، فخرج فى مائتين راكب من قريش ، ليبَرّ بقسمة وبيمينه ،....... فسلك النجدية حتى نزل بصدر قناة إلي جبل يقال له ( تيب ) من المدينة ،.... ثُمّ خرج عندما هبط الليل متسللً إلي داخل المدينة ، حتى أتى بنى النظير إلي زعيمها حُيي بن أخطب ، فضرب عليه بابه ، فأبى أن يفتح له بابه فخافه ، ثُم أتى إلي سلام بن مشكم ، وهو سيد بني النضير في زمانه ذلك ،..... فكان صاحب كنزهم ،فضرب عليه بابه ، فأستأذن عليه فأدخله ووضع له الطعام والشراب وأعلمه بأسرار المدينة ، ثُمّ خرج في عقب ليلته حتى وصل إلي أصحابه خارج المدينة ، فبعث رجالاً من قريش إلي المدينة ، فأتوا ناحية من نواحى المدينة يقال لها (المُويض ) ، فحرقوا جزء من نخلها ، ووجدوا بها رجلاً من الأنصار وحليفا له في حرث لهما ، فقتلوهما ، ثُمّ انصرفوا راجعين إلي خارج المدينة ، فعلِم بهم الناس فخرج رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في أثرهم وأستعمل على المدينة ( أبو لبابة ) بشير بن المنذر ،.... فلحِق بالمعتدين حتى وصل إلي مكان يقال له ( قرقرة الكدر ) وهو موضع قريب من المدينة ، فوجدوا زادهم وأحمالهم قد تُركت ورائهم وكأنهم هاربون من أمر قد يلحق بهم فتركوا أكثر ما تركوا ورائهم طعامهم وهو (السويق) فهم المسلمون على ما تركوا فوجدوا سويقاً كثيراً فحملوه معهم فسميت هذه الغزوة بغزوة ( السويق ) ، فقال بعض المسلمون لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،عندما رجعوا إلي المدينة: أتطمع لنا أن تكون هذه غزوة ..؟ فقال : نعم ....... غزوة ذي أمـــــر وقد جاءت هذه الغزوة في أواخر ذي الحجة ، من السنة الثانية للهجرة ، وحدثت انه لما رجع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،من غزوة السويق ، حيث أقام بالمدينة بقية شهر ذي الحجة ، ثُمّ خرج في غزوة يريد بها تأديب غطفان ، وهي غزوة ( ذي أَمَرَ ) ، فأستعمل على المدينة عثمان بن عفان ( رضي الله عنه )، فأقام بنجد شهر صفر كله ثُمّ رجع إلي المدينة ولم يلقى كيداً من غطفان ، فلبث بها شهر ربيع الأول كله ، ثُمّ خرج إلي غزوة أُخرى هي ( غزوالفرع ) غزوة الفرع ( وهى قرية قرب المدينة ) وفي هذه الغزوة أراد الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قريشاً فأستعمل على المدينة ليصلي بالناس عبد الله أبن مكتوم ،... فخرج حتى وصل بحران ( موقع بالحجاز ) ، فأقام بها شهر ربيع الآخر وجمادي الأول ، ثُمّ رجع إلي المدينة ولم يلقى كيداً من قريش . إلتفات الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) إلي يهود المدينة ومكائدهم وحدوث غزوة بني قينقاع فبعد رجوع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،من غزوة الفرع . جمع يهود بني قينقاع ، بسوق لهم يقال له ( سوق بني قينقاع ) ثُمّ قال لهم: ( يا معشر اليهود ، أحذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة ، وأسلموا ، فإنكم قد عرفتم إني نبي مُرسل ، تجدونه ذالك في كتابكم ، وعهد الله عليكم ) فقالوا : يا محمد ايِنّكَ ترى إنّا قومك ، فلا يغرنّك أنك لقيت قوماً لا علم لهم بالحرب ، فأصبت منهم فرصة ، فإنّا والله لئن حاربناك لتعلمُنّ أنّا نحن الناس . فجاء الرد الإلهي على لسان القرآن الكريم رداً عليهم وعلى غرورهم حيث قال تعالي: { قٌل للذين كفروا ستُغْلَبون وتُحْشرون إلي جهنم وبئس المهاد * قد كان لَكُمْ آية في فئتين إلتَقَتا} ،..... أي أصحاب بدر من أصحاب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقريش : { فِئة تُقاتل في سبيل الله وأُخرى كافِرة * يرونَهُمْ مِثْليهِمْ رأى العين * والله يؤيد بِنَصْره من يشاء * إنَّ في ذلِكْ لعِبْرة لأُلي الأبْصار ...} . وكانوا معشر يهود بني قينقاع أول من نقض العهد الذي بينهم ..... وبين الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . وكان أمر بدء نقضهم للميثاق ، أن إمراة من العرب قَدِمتْ بتجارة لها فباعتها بسوق بني قينقاع ، فبعدما انتهت من تجارتها ، جلست إلي صائغ في السوق لتبتاع منه بعض الأساور ، فجعلوا يحاولون النيل منها بكشف عورتها ، فأبت ، فعمد الصائغ الذي تجلس عنده ، إلي ربط طرف ثوبها على عاتقها حتى إذا انتصبت واقفة انكشفت عورتها ، فلما قامت انكشفت سوءتها . فضحكوا بها ، فصاحت ، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان الصائغ يهودياً ، فشدّت اليهود على المسلم فقتلته. فأستصرخ أُهل المسلم المسلمين على اليهود ، فغضب المسلمون ، فوقع الشر بينهم وبين يهود بني قينقاع ، ..... فحاصرهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،حتى نزلوا على حكمه ، فقام إليه عبد الله بن أُبىّ بن سلول ، حينما أمكن الله سبحانه وتعالي رسوله الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،منهم وأصبحوا تحت سيطرته وقال له : يا محمد أحسن في موالىَّ ( الذين هم تحت رعايتي ) حيث كانوا يهود الخزرج حلفاء لعبد الله بن سلول ،.... فأبطأ عليه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فعاود عبد الله بن سلول وقال له : يا محمد أحسن في موالىّ ،.... فأعرض عنه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فغضب عبد الله بن سلول ، فأدخل يده في جيب درع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) . فقال له رداً على فعلته هذه : ( أرسلني ) ، وغضب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، غضباً شديداً حتى رأوا لوجهه ظُلاّ ثُمّ قال : ( ويحك يا عبد الله أرسلني ) . فردّ عليه المنافق : لا والله لا أرسلك حتى تُحسن في موالىّ وهم : أربعمائة حاسر ( محارب ليس له درع ) وثلاثمائة دارع ( محارب له درع) ، قد منعوني من الأحمر والأسود ، عقدهم فى غداة واحدة ، أنى والله امرؤ أخشى الدوائر ، فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : ( هُم لك..) واستعمل فى محاصرته ليهود بنو قينقاع على المدينة ... بشير ابن عبد المنذر ، وقد حاصرهم مدة ( خمسة عشر ليلة )، فنزلت آيات من سورة المائدة فى حق عبد الله بن أُبى بن سلول ، فلما حارب بنو قينقاع الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ،تكفل بأمر اليهود ، وقام دونهم ، فمشى عبادة على بن الصامت إلى رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقد كان مشترك فى الحلف مع اليهود فخلعهم وتبرأ منهم وتركهم وذهب إلي إلى رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وتبرا إلى الله عز وجل ،والى رسول الله( صلي الله عليه وسلم) من حلفهم ، حيث قال : يا رسول الله ،أتولى الله ورسوله( صلي الله عليه وسلم ) ،والمؤمنين وأبرأ من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم ، حيث قال الله سبحانه وتعالي في عبد الله أبن أُبي بن سلول ، حيث قال تعالي : { يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض * ومن يتولهم منكم فأنه منهم * إن الله لا يهدي القوم الظالمين * فترى الذين في قلوبهم مرض} .. والمقصود هنا عبد الله بن أُبى بن سلول ويقول الله سبحانه وتعالي أيضاً : { يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة * فعسي الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده * فيصبحوا على ما أسرُّوا في أنفسهم نادمين } . . سرية زيد حارثة إلي القَرَدةِ قال أبن إسحاق : وهذه السرية التي بعث فيها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، زيد بن حارثة والتي أصاب فيها عير قريش ، وكان فيها أبو سفيان بن حرب في موقعة القَرَدة وهى ( عين ماء في نجد ) ،و كان خبرها أن قريشاً خافوا من أن يجري لهم ما جرى لقافلتهم القادمة من وإلي الشام من أن يحدث لها ما حدث في غزوة بدر ومن السرايا التي كان يبعث بها النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،لمراقبة قوافلهم واعتراضها وقد كان هدف هذه السرايا في معضمها ، بسط السيطرة الشبه كاملة على طرق القوافل ، لتعلم قريش وبقية القبائل بأن هناك قوة جديدة في المنطقة ، يجب أن يعمل لها حساب وقيمة ، ولإظهار مدي قوة المسلمين ،و لمنع أي محاولة أو التفكير بالاقتراب من معقل المسلمين في المدينة ،فكان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،... يخرج كثيراً بالسرايا أو يبعث من يختار إلي ملاقاة القوافل ، وأحياناً إلي بعض القبائل إمّا لتأديبها من أمر قد فعلته مع المسلمين ،... فقرر أبو سفيان أن يسلك طرق أخرى ،....... تكون في مأمن من سرايا الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، فسلكوا طريق ( العراف) في قافلة تجارية يرافقها تجار مكة ومعهم أبو سفيان بن حرب ، وكانت هذه القافلة محملة بالفضة ، وقد كانت الفضة من أعظم تجارتهم ، فاستأجروا رجلاً من بني بكر بن وائل يقال له ( فران بن حيّان ) يدلهم على الطريق ،.... فوصل الخبر إلي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فبعث سرية بقيادة ( زيد بن حارثة ) ، لتعترضهم فلقيهم على ذالك الماء ، فأصاب تلك العير وما فيها ، ولاذ الرجال بالهرب ، فَقدِمَ بها على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) .. غزوة أُحــــــــــــــــد قال أبن هشام : وفي أعقاب الإصابة البالغة التي أصابت كبرياء قريش ، في مقتل رجالها وساداتها في غزوة بدر ، وبعدما كانوا من زعماء مكة ، أصبحوا من سكان القليب ( المكان الذي دفنت فيه جيفهم النتنة ) . وحيث رجعت قلوبهم بعد تلك الموقعة ، هاربة يائسة حزينة محملة بأذيال الخيبة ، بعد انكسار شوكتهم ، وتحدث القبائل عن هزيمة قريش النكراء على يد فئة قليلة ليس لها قوة ولا عنفوان ولا عتاد ولا عُدة ، سوى قوة لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ، فكان الله بجانبهم يدعمهم بقوته وبرحمته وبعزته وبجنوده فكان النصر العظيم .
فقررت قريش حينما عاد أبو سفيان بن حرب بقافلته المشئومة على قريش ، خائباً إلي مكة . فقرر كلاً من عبد الله بن أبي ربيعة ، وعكرمة بن أبي جهل ، وصفوان بن أمية ، وممن أُصيب آبائهم أبنائهم وإخوانهم يوم بدر ، أن يكلموا أبو سفيان ويقرروا معه ما العمل ، لرد كبريائهم وشرفهم الذي دُنس في بدر فاجتمعوا إليه وقالوا : يا معشر قريش إنّا محمداً قد وتركم وقتل خياركم ، فاجعلوا مال هذه القافلة عوناً لنا على حربه ، فلعلنا ندرك منه ثأرنا ممن أصاب منّا . فوافقوا على ذالك ،.... فبدأو بالاستعداد لهذه الحرب التى أرادوها . فجمعوا أحابيش قوافلهم ومن أطاعهم من قبائل غطفان وتِهامة . وقد كلفوا رجل يقال له أبو عزة بن عمرو بن عبيد الله الجمحي ، وهذا الرجل قد منّ عليه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بالعفو عندما كان أسيراً . فكلفوه وقالوا له : يأبا عزة إنك إمرؤ شاعر ، فأعنا بلسانك فأخرج معنا لتدعمنا وتدعم الجيش وتحرضه على القتال بصوتك وشِعرك ، فقال لهم : أن محمد قد منّ علىّ بفك أسرى ، فلا أظاهر عليه أحد ، ولكن مع إصرارهم خرج معهم لما يريدون ،... ثُمّ إتخذوا رجلً آخر يقال له ( مسافع بن عبد مناف ) ليقوم بتحريض قبائل مالك بن كنانة ، .... ويدعوهم إلي قتال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فاستعدوا لهذه الحرب وجمعوا لها حتى الغلمان الأحابيش . فأحضر جبير من مُطعم غلامه الأسود الذي يقال له ( وحشي ) ، وقد كان وحشي هذا من أبرع من يقذف بالحربة كما تفعل الأحباش ، فقال له : أخرج مع الناس لتقتل حمزة ، فإن فعلت ، فقد أخذت بثأرى في مقتل عمّى طعيمة بن عدىّ ، فأنت عتيق . وكذالك سمعت به هند بنت عتبة زوجة أبو سفيان بن حرب ، فجاءته وقالت له مثل ما قاله جبير بن مطعم ، فأنت عتيق ، إن رميت حمزة برمحك وقتلته . فعندما قررت قريش الحرب على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأعدت العدة لذالك ،.... أرسل العباس بن عبد المطلب برسول إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي المدينة ليعلمه ماذا تريد قريش أن تفعل وساعة خروجهم قاصدين المدينة . استعداد قريش وخروجهم لهذه الغزوة فاستعدت قريش بعدتها وعتادها وبرجالها ونسائها ، وبغلمانها وأحابيشها ، ومن تابعيهم من بني كنانة وأهل تِهامة ، وتعهدوا ألاّ يفروا من أرض المعركة. فخرج أبو سفيان بن حرب ، وهو قائد الناس ، حتى النساء خرجن لهذه الغزوة ، فكانت المرة الأولى التى يخرج فيها النساء للحرب . فخرج أبو سفيان بن حرب بزوجته هند بنت عتبة بن ربيعة . وخرج عكرمة بن أبي جهل بأم حكيم بنت الحارث بن هشام . وخرج الحارث بن هشام بفاطمة بنت الوليد بن المغيرة . وخرج صفوان أبن أمية ببرة بنت مسعود وهى ( أُم عبد الله بن صفوان ) وخرج عمرو بن العاص بزوجته ريطة بنت مُنبه .... وهى ( أُم عبد الله بن عمرو ) ،.... وخرج طلحة بن أبي طلحة بسلافة بنت سعد بن شهيد . وخرجت خُناس بنت مالك مع أبنها أبي عزيز أبن عمير ( وهى أُم مصعب بن عمير ) ، ..... وخرجت عُمرة بنت علقمة . فحملن هؤلاءِ النسوة الدفوف ليحرضن الرجال على القتال ، ويُثرنَ حقدهم وحماسهم بالبكاء على قتلى بدر، وتذكيرهم بقتلاهم ليزداد الحنق والحقد والرغبة في القتل والأخذ بثأرهم ، بالإضافة إلي محاولة النساء لمنع الرجال من الفرار من أرض المعركة . فتفنن النساء بكل وسائل التحريض من بكاء وعويل وضرب بالدفوف ، أمّا في ما يخص قائدتهم ودليلهم فكانت هند بنت عتبة ،... فكان لها رأى آخر . فقد بلغ بها الحقد على حمزة قاتل أبيها وأخيها أن لاحظت أن في مكة عبد حبشي بارع في رمي الرمح ونادراً مايُخطىء هدفه ،... وهو ( وحشي أبن شرحبيل ) فوجدته عند جبير بن مُطعم خادماً له ، وكان جبير قد كلمه في نفس الموضوع وهو قتل حمزة ليأخذ بثأر عمه ، ويجزيه بالعتق إن أفلح في مهمته ، فجاءته هند وأكدت عليه ذالك بجزائه بالمال والعتق أن أخذ لها بثأرها من حمزة ، فكانت كلما تمر عليه ، تهيجه وتقول له : ويها أبا دسمة ( فقد كان يُلقب بكنية أبا دسمة ) ، أشفي وأستشفِ . فأقبلوا حتى نزلوا بجبل ببطن السبخة ، وقد كانت عدتهم : ( ثلاثة آلاف رجل ) . و( سبعمائة دارع ) ( الذي له درع يحميه ) . و( ومعهم مائتا فرس ). و( قائد هذا الجيش هو سفيان بن حرب ومعه زوجته وبعض النساء . وقد وصل عدد النساء إلي ( خمسة عشر امرأة ) . بألأضافة إلي ( مائة مقاتل ) من قبيلة ثقيف . فكان خروج قريش في شوال سنة ثلاثة للهجرة . فنزلوا بقرب أُحد في مكان يقال له ( ذا الخليفة ) مقابل للمدينة ، وكان وصولهم يوم ( الأربعاء لأربعة ليالي مضت من شوال ) .
استشارة النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) أصحابه في شأن خروجهم للقتال
قال أبن هشام : فلما سمع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،والمسلمون خروج قريش ووصولهم ونزولهم حيث نزلوا قال : ( أنى قد رأيت والله خيراً ، رأيت بقراً ، ثُمّ رأيت في ذبابة سيفي تلماً ، ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة ، فأولتها المدينة ). ثُمّ قال : ( فأن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا ، فإن أقاموا أقاموا بِشرِ مقام وإن هم دخلوا علينا المدينة قاتلناهم فيها ) . وكان رأى ( المنافق ) عبد الله بن أُبي بن سلول ،... مع رأي النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،يري في ذالك رأيه ، وألاّ يخرج إليهم. فكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،يكره الخروج ،... فقال رجال من المسلمين ممن أكرمهم الله بالشهادة في أُحد ، وممن كان قد فاتته غزوة بدر : يا رسول الله ، أخرج بنا إلي أعدائنا ، حتى لا يرون إنّا قد جَبُنّا عنهم ( خِفنا منهم ) وضعِفنا لملاقاتهم .... فقال عبد الله بن أُبي بن سلول : يا رسول الله ، أقم بالمدينة ولا تخرج إليهم فوالله ما خرجنا منها أبداً إلي عدونا قط ، إلاّ قد أصاب منّا ، ولا دخل علينا إلاّ أصبنا منه ، فدعهم يا رسول الله ، فإن أقاموا بشرِ محبس ، وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجوههم ، ورمتهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم ، وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا . فلم يزل الناس برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، من الذين كان أمرهم حُب لقاء العدو خارج المدينة ، ..... حتى دخل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلبس لامته وأخذ سيفه ، فكان ذالك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة ، ومن صلاة الجنازة لرجل من الأنصار يقال له ( مالك أبن عمرو ) من بني النجار ، ثُمّ خرج عليهم . في نفس الوقت دخل الندم للناس الذين أشاروا على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بالخروج لهم ، فما رأوه خارجاً لهم لابس لامته وسيفه قالوا فيما بينهم : لقد إستكرهنا رسول الله في الخروج ، ولم يكن لنا الحق في ذالك ،.. فقالوا له : يا رسول الله لقد أستكرهناك ولم يكن لنا الحق في ذالك ، فإن شئت فأقعد صليّ الله عليك ، فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : ( ما ينبغي لنبيّ إذا لبس لامته أن يضعها حتى يُقاتل ) . فبذالك حزم الرسول الكريم أمره وقرر الخروج للقتال . فخرج في ( ألف من أصحابه ) . وأستعمل على المدينة عبد الله أبن مكتوم . واصل سيره حتى وصل ما بين اُحد والمدينة ،... أنسحب عنه عبد الله بن أُبي بن سلول في ثُلث الناس ، وقال : أطاعهم محمد وعصاني ، وهو أنه لما أظهر رأيه في عدم الخروج من المدينة .....وأستشار الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أصحابه فأشاروا عليه بالخروج ، أخذ برأي أصحابه وأهمل رأي عبد الله بن أُبي بن سلول ، فأضمر عبد الله ذالك في نفسه ،...... فأنسحب في ثُلث الناس وقال ما قال في ذالك اليوم ،.... فرجع بمن أتبعه من قومه من أهل النفاق والريب معه إلي المدينة . فأتبعهم عبد الله بن حرام وهو يقل لهم : يا قوم أُذكركم الله ألاّ تخذلوا قوموكم ونبيكم فأرجعوا ، فقالوا له : لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم ولكنا لا ندرى أنه يكون قتال ، فلما إستعصوا عليه وأبوا إلاّ الانصراف عنهم ، قال لهم : أبعدكم الله ..أعداء الله ... فسيغني الله عنكم نبيهُ ،..... فبقى مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) . ( سبعمائة رجل ) فيهم ( مائة وستون دارع ) ، ولم يكن معهم من الخيل سوى فرسين ، واحده مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، والأخرى مع أبي بُردة . ثُمّ مضي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... حتى سلك طريق مختصر في حرة بني حارثة فذب فرسه بذنبه ، فأصاب كلاّب سيف فأستله ، فقال لصاحب السيف : أغمد سيفك ، فأني أرى السيوف ستُسل اليوم ،.... وكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،... يحب الفأل ولا يعتاف ( يتطير ) ، ثُمّ قال لأصحابه : ( هل هناك رجل يستطيع أن يخرج بنا على القوم ( قريش ) من كتَبْ ( قريب) عن طريق لا يمر بنا عليهم ...؟) . فقال أبو خيثمة ( أخو بنى حارثة بن الحارث ) : أنا يا رسول الله ، فنقذ به في ما بين حرة بني الحارثة وبين أموالهم ( أملاكهم ) حتى سلك في أملاك لمريبع بن قيضي ، وكان رجلاً منافقاً ضعيف البصر ، فلما سَمِع حسيس رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ومن معه من المسلمين ، قام بحثُ التراب في وجوههم وهو يقول : أن كنت رسول الله فأني لا أُحل لك أن تدخل حائطي ، ثُم أخذ حفنة من التراب وقال : والله لو أنى أعلم أني لا أُصيب بها سواك يا محمد لضربت بها وجهك ، فأبتدره القوم ليقتلوه ، فقال لهم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : ( لا تقتلوه فهذا الأعمى أعمى القلب وأعمى البصيرة ) . ولكن قبل أن يقول لهم لا تقتلوه قفز إليه سعد بن زيد ، فضربه بالقوس حتى شجّ رأسه ..... من أجازهم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) وهم في سن الخامسة عشر قال أبن إسحاق : ولقد أجاز ( سَمِح ) رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،لمجموعة من الفتيان وهم أبناء خمسة عشر ، في ألأشتراك في القتال في هذه الغزوة ، وهم : ( 1 ) سَمُرة بن جُندب الفزاري=====( 2 ) رافع بن خديج وهما أبناء خمسة عشر سنة ، وقد كان قد ردّهما ، فقيل له : يا رسول الله فأن رافعاً يرمي بالنبل جيداً ، فأجازه ، فلما أجاز رافع قيل له : يا رسول الله فإنّ سمرة بن جُندب يصرع رافعاً ، فأجازه هو الآخر . أمّا الذين قد ردّهم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وهم : ( 1 ) أسامة أبن زيد بن حارثة===( 2 ) عبد الله بن عمر بن الخطاب ( 3 ) زيد بن ثابت=====( 4 ) البرّاء بن عازب ( 5 ) عمر بن مخزوم=====( 6 ) أُسيد بن ظهير . فبعد أن ردّهم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،... في الأشتراك في القتال في غزوة أُحد ، أجازهم في غزوة الخندق ، وهم أبناء خمسة عشر سنة ...... نزوله( صلي الله عليه وسلم )بالشِعب وتعبئته للقتالفمضي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،حتى نزل الشِعب من جبل أُحد ، في عدوة الوادي إلي الجبل ، فجعل ظهره وعسكره إلي الجبل : وقال لهم : ( لا يقاتلنّا أحد منكم حتى نأمره بالقتال ) ،.... ثُمّ جعل على سفح الجبل ( خمسون رجلاً ) من الرُماة المَهَرَه ، وجعل عليهم ( عبد الله بن جبير ) أميراً عليهم ،..... وكانت علامة عبد الله بن جبير ، ( ثياب بيضاء ) يلبسها ،.... فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،..... لأمير الرُماة عبد الله بن جبير : ( أنضح الخيل عنّا بالنبل ، ولا يأتونا من خلفنا ، إن كانت لنا أو علينا ، فأثبت مكانك ، ولا نؤتين من قِبلك) .... ، ثُم لَبِس الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،درعين إحداهما على الآخر ، ودفع بلواء المعركة إلي مصعب الخير ( مُصعب بن عمير ) ، وكان شِعار المسلمين في هذه الغزوة وشِعار رسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أمِتْ ... أمِتْ .أ سلوب أبو سفيان وزوجته هند في تعبئة قريش وتحريضهم في مواجهة المسلمين قال إبن إسحاق : فقد بلغ كما قلنا أن عدة قريش من الرجال وصل إلي : ( ثلاثة ألآف رجل ) ، و( مائتا فرس ) . فكانت فكرة أو خِطّة أبو سفيان بن حرب في ترتيب الموقع القتالي ووضع الجيش ،كالأتي : فقد جنب المائتا فرس ،على ميمنة الجيش ،... فأسند قيادتها للقائد الفذ ( خالد بن الوليد) ،.... وجعل قيادة ميسرة الجيش لعكرمة بن أبي جهل . أما الجيش فقد جعله في الوسط مقابل جيش المسلمين ، هذا من ناحية أسلوبه في وضع خطة الحرب ،... أما أسلوبه التحريضي النفسي فقد بدءه بالقول لأصحاب اللواء من بني عبد الدّار فقال لهم: يابني عبد الدار ، إنكم قد وليتُم لواءنا يوم بدر ، فأصابنا ما قد رأيتم ، إنما يؤتى الناس من قِبل راياتهم ، إذا زالت زلوا ، فأمّا أن تكفونا لواءنا ، وأمّا أن تُخلّوا بيننا وبينه فنكفيكموه ، فلما قال أبو سفيان قولته تلك همّوا به وتواعدوه بالحرص الشديد على النصر وترك مسئولية الراية والقيادة له فقالوا : نحن نُسلم إليك لواءنا ، وستعلم غداً إذا ألتقينا كيف نصنع ..! وكان هذا الرد هو الذي يريده أبو سفيان ،.... أمّا التحريض الثاني لجيش قريش فقد جاء هذه المرة من امرأة وهي هند بنت عتبة بن ربيعة ،..... وهى زوجة أبو سفيان بن حرب ، وأُخت الوليد بن عتبة الذي أسلم من بداية نزول الوحي على الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأُخت حذيفة أبن عتبة ، وهى ابنة عتبة بن ربيعة الذي جندله المسلمون يوم بدر ، وهى التي عمّها شيبة بن ربيعة ، الذي حجز لنفسه مكان في القليب مع صناديد قريش في يوم بدر ، وهى التي فتحت أبواب العويل والبكاء والحزن في مكة بعد أن إنهزم كفّار قريش في غزوة بدر ،... فحرصت أن تشارك هى وبعض النسوة من قريش ،فبلغ عددهم ( الخمسة عشر إمرأة ) ،فأخذن الدفوف ليحمسنّ الرجال في المعركة ، ويبكين موتاهم في بدر ليشحذنّ همم الرجال وليذكرنهم بقتلى بدر ليزداد الحقد وعدم الفرار من أرض المعركة ،فكانت هند تصيح في وسط الرجال وتقول : ويها بني عبد الدّار===ويها حُماة الأدبار===ضرباً بكل بتّار وإن تُقبلوا نعــــانق===ونفرش النمارق===أو تدبروا نفــــــارق فراق غير وامق
بدء المعركـــــــــــــــــــــة وقد بدأت معركة بدر من صباح يوم ( السبت سبعة شوال للسنة الثالثة للهجرة النبوية ) فأقتتل الناس فكثُر الصياح والعويل وأشتد البأس . فقاتل المسلمون قتالاً شديداً وأستبسل الرجال في تسطير ملاحم بطولية عظيمة ، فأبلوا بلاءً حسناً حتى لاح لهم النصر ، ففر جيش قريش مذعوراً من هول ما رأى ، وكان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،قد أوصى الرُماة وقد كان عددهم ( خمسون رامٍ ) ، الذين ترصدوا للعدو فوق الجبل لحماية ظهر المسلمين ، قال لهم : ( إن رأيتمونا انهزمنا فألزموا أماكنكم وإن رأيتمونا ننتصر فألزموا أماكنكم لا تبرحوها قط ) . وقد كلف بذالك قائدهم ( عبد الله بن جبير ) ، فلما أنتصر المسلمون إنتصاراً ساحقاً وفرت فلول المشركين ، أبهر الانتصار الرماة المكلفون بحماية ظهور المسلمون ، فنزلوا وتركوا أماكنهم ، وخالفوا وصايا النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في عدم ترك أماكنهم ، فصرخ فيهم قائدهم عبد الله بن جبير قائلاً لهم : لا تبرحوا أماكنكم وأرجعوا ولا تعصوا أمر رسول الله ..... وفي هذه اللحظة انكشف ظهر المسلمين . فاشتعلت المعركة من جديد ، فظهر جيش خالد بن الوليد الذي وضعه أبو سفيان في ميمنة الجيش وأمره بعدم المشاركة في بدء المعركة ، حتى يرى ما تؤل عليه الحال ، فلما رأت قريش أن الحال أصبح في غير صالحها ،وإنهم انهزموا وفرّ جيشهم ،.... تدخل خالد مع جيشه من ناحية اليمين وعكرمة من ناحية اليسار وأنقضوا على المسلمين ، لأنهم رأو أن الرُماة من فوق الجبل قد نزلوا ، وبذالك انكشف لهم ظهر المسلمين فأحاطوا بهم ، إحاطة السوار بالمعصم ، وهنا تغيرة أجواء المعركة وأصبح التقتيل في المسلمين كثير، فبدء التاريخ الإسلامي يسطر بطولات ومواقف خارقة لأصحاب الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،..... في هذه الغزوة من فنون القتال والتضحية والفداء والشجاعة والأيمان الرباني القوي الذي جعل من صفوة الرجال من أبطال أُحد ، أن معلمين لكل من أراد أن يتعلم كيف يُحب الأسلام ويحب رسوله الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فبدء القائد العظيم والنبي الرحيم يسطر مع أصحابه أروع الملاحم العظيمة في الصبر وفي فنون القتال وتحمل الآلام ، وما معركة أُحد إلاّ مواقف وبطولات وانتصارات وشهداء ووجوه لها الحق أن تظهر بين طيات التاريخ الإسلامي مُشعة منيرة ، فقاتلت واستشهدت وكُتب لها الجنة بإذن الله ، .... فمن خلال الحديث عن بطولات الصحابة الكرام نستطيع أن نُلم بحيثيات المعركة وما حدث فيها ، فنبدأ بحامل الراية المحمدية في هذه الغزوة : وهو ( مٌصعب أبن عمير ) ..... مُصعب أبن عمير ( مُصعب الخير ) حينما رأي مُصعب أبن عمير الفوضى والذعر يمزقان صفوف المسلمين ، ركز كفار قريش في حملتهم على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، لينالوا منه ، فأدرك مُصعب أبن عمير والصحابة ، أن الخطر القادم والمتجه نحو الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، هو هدف المشركين ، فشدّوا في القتال والنظر والألتفات نحو مكان... النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ليطمأنوا على سلامته ، فكان من ضمنهم مُصعب أبن عمير حامل اللواء ، فكان يقاتل بيد ويحمل لواء الإسلام بيد أُخرى ، فجال مُصعب في القتال ، .... فترصد به فارس قريش والذي تهابه الرجال ( أبن قميئة ) ، فهجم على مُصعب فضربة على يده اليمني فقطعها ، فأخذ اللواء بيده اليسرى وهو يزمجر ويقول : وما محمد إلاّ رسول قد خلت من قبلهِ الرُّسل ... فباغثه ( أبن قميئة ) فضربه على اليد الأخُرى حاملة اللواء فقطعها ، فحنى على اللواء وضمّه إلي صدره بعضديه ، وهو يقول : وما محمد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرُّسل .... ثُمّ حمل عليه مرة أُخرى بالرمح فأنفذه في صدره فوقع مُصعب أبن عمير ، وسقط اللواء ،فأعطى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،اللواء لعلي أبن أبي طالب ، فلمّا قُتل مُصعب أبن عمير رجع ( أبن قميئة ) إلي قريش وقال لهم : لقد قتلت مُحمّدْ ، عندها خرج حامل لواء المشركين ( أبو سعد أبن أبي طلحة ) وقال لعلي بن أبي طالب حامل لواء الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) : هل لك يا أبا القُصّم في المبارزة الفردية ..؟ فقال له علي بن أبي طالب : نعم ، فبرزوا لبعضهم فتقاتلا ، فضربه علي بضربة قاسمة فصرعه ، ثّم انصرف عنه ولم يجهز عليه ، فقالوا له ألصحابه لماذا لم تُجهز عليه ..؟ فقال علي لهم : لقد استقبلني بعورته...!! ، ثُمّ خرج ( أبا سعد أبن أبي طلحة ) ، فنادى : من يبارزني ، فلم يخرج إليه أحد فقال : يا أصحاب مُحمد ، لقد زعمتم أن قتلاكم في الجنة وإن قتلانا في النار ، كذبتم واللات ، لو تعلمون ذلك حقاً لخرج إلىّ بعضكم ، فخرج إليه علي بن أبي طالب فضربة فقتله.. أبو دُجانة بن حرثه ( من بني ساعدة ) وأستمر القتال فأخذ رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يحرض أصحابه ويأخذ بيدهم في الصبر والمثابرة وبدأ يخاطب أصحابه ، : ( من يأخذ هذا السيف بحقه..؟ ) .... فقام إليه رجال من الصحابة ليأخذوه فأمسكه عليهم ، ومنهم الصحابي الجليل الزبير أبن العوام ، فأمسكه عنه ولم يعطه إياه ، فقام إليه أبو دُجانة ( سِماك بن حرثة ) ، فقال له : وما حقه يا رسول الله ..؟ فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ): ( أن تضرب به العدو حتى ينحني ) فقال أبو دُجانه أنا أخذه يا رسول الله بحقه ، فأعطاه إياه ، وكان أبو دُجانه رجلاً شجاعاً يختال عند الحرب ليرهب عدوه ،... ومشهوراً أيضاً حينما يدخل ميدان المعركة يكشف عن صدره ويربط رأسه بعصابة حمراء، فكانوا أصحابه يعلمون إذا فعل ذالك ، فا لأمرين إمّا أن يقتل عدوه أو يُقتل ، فأخذ السيف ولبس عصابته الحمراء ودخل إلي ميدان المعركة وهو يمشي يتبختر ، ليُظهر قوته ويستهزأ بخصمه . فلمحه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقال : ( إن هذه المشية يبغضها الله ، إلاّ في هذا الموطن) والحديث هنا للزبير أبن العوام حيث قال : لقد وجدت في نفسي حين سألت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، السيف ، فمنعنيه وأعطاه لأبي دُجانه ، فقلت : أنا أبن صفيه عمّة رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأنا من قريش ولقد قُمت إليه لأخذه منه فأعطاه لأبي دُجانه . والله لأنظرنّ ما يصنع به ، لأعرف مقام هذا الرجل عند الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لدرجة أنه أعطاه سيفه ورغب به عني ، فأتبعته ، فأخرج أبو دُجانه عصابته الحمراء فلبسها ودخل المعركة وهو يقول : أنا الذي عاهدني خليلي=====ونحن بالسفح لدى النخيل ألاّ أقوم الدهر في الكّيُّول=====أضرب بسيف الله والرسول فجعل لا يلقي أحد إلاّ قتله ، وكان من المشركين رجلاً لا يدع جريحاً إلاّ أجهز عليه ، فجعل كل واحد منهما يدنوا من صاحبه ،... فدعوت الله أن يجمع بين أبو دُجانه ، فأتقاها بدرعه ، فردّ عليه أبو دُجانه بضربه ساحقه فقتله ، ثُمّ رأيته قد حمل السيف على مفرق رأس هند بنت عتبة وهو لا يعلم أنها امرأة ، ثُمّ عدل السيف عنها ، فلما رأته ولولت وصاحت ، فذهب عنها ،وقال أبو دُجانه فيما بعد : لقد أكرمت سيف رسول الله أن يقتل امرأة .... استشهاد حمزة أبن عبد المطلب فقاتل حمزة بن عبد المطلب قتالاً شديداً فكان كالأسد الهائج ،فأخذ يصول ويجول يقطع رقاب المشركين. فرأى من بعيد رجلاً يحمل لواء المشركين وهو ( أرطأة بن شرحبيل بن هشام) وكان رجلاً شرساً أخذ سيفه في المسلمين قتلاً ،فحمل عليه حمزة وضربه فأرداه مجندلاً ،... ثُمّ مرّ به سباع بن عبد العُزىّ وكان يكنى بأبي نيار ، فقال له حمزة : هلُمّ إلىّ يأبن مقطعة البظور ،.... ( لأن أمه كانت مشهورة بختان النساء في مكة ) ، فهجم عليه حمزة فقتله ، فلمّا فرغ من سباع بن عبد العُزىّ وألتفت لغيره من المشركين ، باغثه ( وحشي بن شرحبيل ) بحربه ماكرة فوقعت في ثنيته ( مابين أسفل البطن إلي العانة ) فسقط شهيدا . والحديث هنا لوحشي بن شرحبيل وهو غلام لجبير بن مُطعم ،حينما سُئل عن كيفية مقتل حمزة فقال : كنت غلام لجبير أبن مُطعم ، وكان عمّ جبير هو ( طعيمة بن عدّى ) ، وكان قد أصيب يوم بدر ، فلمّا سارت قريش إلي أحد لملاقاة النبي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ،قال لي جبير أن قتلت حمزة بن عبد المطلب قاتل عمّي ،.... بحربتك هذه ، فسوف أُعتقك وأعطيك مالا فبالإضافة لقول هند بنت عُتبة حينما سمعت بأني بارع في رمي الحربة وإنً إصابتي بها لا تخطيء ، أغرتني أيضاً بالعتق وبالمال إن قتلت حمزة بن عبد المطلب قاتل أبيها وعمّها وأخيها،..... فخرجت مع الناس ، وكنت رجلاً حبشياً أقذف بالحربة قذف الحبشة قلما أُخطىء بها هدفي ، فلما التقى الناس وبدء القتال تربصت بحمزة بن عبد المطلب وأحاول أن أجد مكان ملائم لقذفه بالحربة ، ..... ثّمّ رأيته في عرض الناس مثل الجمل الاورق ( الذي لونه بين البني والأسود ) يهد الناس بسيفه هداً ، وما يقوم له شيء ، فو الله إني لأتهيأ له أريده وأستتر منه بشجر أو حجر ليدنوا مني ،.... إذ سبقني إليه سباع بن عبد العُزىّ ، فلما ضربه حمزة فأرداه قتيلاً وألتفت لغيره هززت رمحي حتى رضيت عنه وقذفته في اتجاهه فوقع بين ثنيته فسقط ، وقبل سقوطه نظر في اتجاه مصدر الحربة ، فنظر إلىّ وهو يكابد السقوط بنظرات لا أزال أذكرها ، فغلبته الضربة وسقط وتركته حتى مات ، ثُمّ أتيته فيما بعد وأخذت حربتي ، ثُمّ رجعت إلي المعسكر ، فقعدت فيه ، ولم يكن لي بغيره حاجة ، وإنما فعلت ما فعلت لكي أُعتق ، فلما انتهت المعركة ، أمرتني هند بنت عُتبة في أن أُمزق أحشائه وأُخرج لها كبده ، ففعلت ما أمرتني به ، فتناولت كبده ولاكتها فوجدتها غير مستساغة فلفضتها ، فلما وصلنا إلي مكة أعطتني المال وأعتقتني ، ثُمّ أقمت في مكة . حتى إذا فتح الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، مكة هربت إلي الطائف خوفاً منه أن يقتلني في عمّه حمزة ، فمكثت بها ، فلما خرج وفد من الطائف إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،ليعلنوا إسلامهم ، فقالوا لي: لما لا تخرج معنا إنه والله لا يقتل أحداً من الناس دخل دينه وتشهد بشهادته ، فخرجت معهم حتى قَدِمت على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلم يراني إلاّ وأنا واقف على رأسه أتشهد بشهادة الحق ، فلما رأنى قال : ( أوحشيٌّ أنت ..؟ ) . قلت له : نعم يا رسول الله ، فقال لي : ( أقعد فحدثني كيف قتلت حمزة ) فحدثته الحديث كله ، فلما فرغت من حديثي قال : ( ويحك ..غيب عني وجهك فلا أُرينك ) . فكنت أتحاشي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى في الطريق خوفاً من أن يراني ، فلما خرج المسلمون إلي حرب مسيلمة الكذاب ، خرجت معهم وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة .... فهززتها حتى رضيت عنها وقذفتها ، فوقعت فيه ثُمّ شدّ عليه الأنصاري فضربه بالسيف فقتله ، فلا أعلم من الذي قتله أنا أم هو .فإن كنت الذي قتلت ، فقد والله قتلت خير الناس بعد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقد قتلت شرّ الناس ( مسيلمة الكذاب ) ، وقد وصل حقد هند بنت عُتبة على حمزة بن عبد المطلب وعلى المسلمين ، أن مثّلت هى وصاحباتها بقتلى المسلمين . فجدعن الآذان والأنوف واتخذن منها ( خلاخيل في أرجلهنّ ) ،.. ونزعت خلاخيلها وقلائدها وقِرطها وأعطتها إلي وحشي ، ثُمّ علت على صخرة مشرفة على المسلمين وقالت : نحن جزيناكم بيوم بـــــــــدر===والحرب بعد الحرب ذات سُعر ما كان عن عُتبة لي من صبر===ولا أخي وعمّي وبكري شفيت نفسي وقضيت نذري===شفيت وحشيّ غليل صدري فشكر وحشيٍّ على عمـــــري====حتى تَرمَّ أعظمي في قبري وعندما سُئل أبو سفيان بن حرب عن تمثيلهم بالمسلمين ، قال : لم أُرده ولم آمر بذالك ولم أنهي عنه ....! استشهاد حنظلة بن أبي عامر ( غِسل الملا ئكـــــــة ) ومن الملاحم البطولية لصحابة رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، قصة رجل لم يمنعه زواجه الحديث وهنائه في بيت الزوجية من أن يهبُ للقتال في سبيل الله بشغف المُحب وبرغبة العاشق . فحينما التقي جيش المسلمين وجيش الكفر وحدث ما حدث ، برز من بين الأبطال المسلمين ومقاتل وفدائي من بين الصفوف ،... وهو ( حنظلة بن أبي عامر ) حيث شدّ على قائد جيش المشركين أبو سفيان أبن حرب ، فأستعلاه ( أقتنص من أبو سفيان فرصة ليقتله ) ، فجاءت ضربة من الخلف على ظهر ( حنظلة بن أبي عامر ) عندما رآه شداد بن الأسود وهو قد علا أبا سفيان فباغثه بضربة من خلفه فقتلته ،فلما رأى رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، هذا المشهد البطولي من هذا الرجل قال: ( إن صاحبكم هذا ( يعني حنظلة بن أبي عامر ) الآن تغسله الملائكة ) فعندما رجعوا سألوا زوجته وقالوا لها إن زوجك قد رآه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو تغسله الملائكة في أرض المعركة عندما أستشهد فتعجبنا في ذالك ، فقالت لهم : لقد خرج إلي القتال وهو جُنب ...!!! الرجل الذي دخل الجنة ولم يصلي قط قال أبن هشام : هو أُصيرم ( عمرو بن ثابت ) ، من بني عبد الأشهل ، حيث كان في قومه يأبى الإسلام ولا يريده لهم ، فلما كان يوم أُحد وخرج الناس مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فتح الله صدره وقلبه للإسلام ، فأسلم ثُمّ أخذ سيفه ولحِق بقومه ، فعدا حتى دخل في عرض الناس ، فقاتل حتى أثبتته الجراح ، فجاءه رجل من أهله من بني عبد الأشهل فوجده في المعركة مُثخن بالجراح ، فأستغرب وقال له : ماذا أتى بك يا عمرو بن ثابت ونحن نعلم بأنك مُنكر للأسلام ، أحدب على قومك ، أم رغبة في الإسلام ..؟ فقال له : بل رغبة في الإسلام ، فقد آمنت بالله وبرسوله وأسلمت ، ثُمّ أخذت سيفي فغزوت مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقاتلت حتى أصابني ما أصابني ، ثُمّ لبِث قليلاً مع جراحه يصارعها بصبر وثبات وعزيمة مؤمن ، حتى مات بين أيديهم ، فلما ذكروا ذالك لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وما فعله عمرو بن ثابت وكيف كان سلوكه ..؟ وكيف أصبح...؟ وكيف قاتل...؟ وكيف قُتل...؟ فقال لهم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( هو من أهل الجنّة ) ..... الشيخوخة والسن ليست سبب كافٍ في البُعد عن طلب الشهادة قال أبن إسحاق : لمّا خرج رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... إلي أُحد ، كلّف ( حُسيل بن جابر ( اليمان ) أبو حذيفة بن اليمان ، وثابت بن وقش ، في البقاء في الآطام مع النساء والصبيان ، فقد كانا شيخان كبيران في السن ، فلما ذهب المسلمون للقتال ، قال أحدهما لصاحبه : لا أبا لك ، ما ننتظر..؟ فو الله ما بقىَ لواحد منّا من العمر إلا أقل القليل ، ... إنما نحن هامة ( طائر قليل الحركة وكثير الصياح ) . أفلا نأخذ أسيافنا ثُمّ نلحق برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأصحابه لعل الله يرزقنا الشهادة مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأصحابه ، ثُمّ أخذا أسيافهم ولحِقَ بجيش المسلمين حتى دخلا في وسط الناس وقاتلا ولم يعلم بهم أحد من المسلمين بمقدمهم ، فأمّا ثابت بن وقش فقد قتله المشركون ، وأمّا حُسيل بن جابر ، فقد أختلف فيه المسلمون بأسيافهم فقتلوه وهم لا يعرفونه . فلمّا رآه الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان ،.... صاح وقال : أبي .. أبي ..! فألتفت إليه المسلمون وقالوا له : والله ما عرفناه ، فبالفعل قد صدقوا ، فقال لهم حذيفة يغفر لكم الله وهو أرحم الراحمين ، فأراد الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أن يعطي ديته لابنه حذيفة بن اليمان ، فقال حذيفة : لقد تصدقت بديته على المسلمين ، فزاد موقفه وتصرفه هذا عند رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،خيراً . فسبحان الله لقد أرادا الشهادة فنالوها بطيب خاطر بالرغم من إعطائهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، الأذن في البقاء مع النساء والصبيان لكِبر سنهما ، ولكن الروح الطيبة التي كانا يتمتعان بها ، جعلت من الشهادة أقصي غاياتهم ....... استشهاد عمرو بن الجموح وقولته ( اللهم لا تردني إلي المدينة ) وعمر بن الجموح هذا ، هو من الرجال الأنصار الذين كانت لهم مواقف رائعة في بدايات الإسلام ، وقد كان أعرج ، وكان له أربعة أولاد كالأسود ، يشهدون المشاهد والغزوات مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،حتى جاءت غزوة أحد ، طلب من أولاده أن يشترك في القتال في هذه الغزوة ، فرفضوا وقالوا له : يا أبانا لقد أعطاك الله ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،رخصة في البقاء وعدم القتال بسبب عرجتك ، فلم يستطيع أن يصبر على ذالك فذهب ليحاول مرة أُخرى مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )،وليشتكى له من أولاده ، فقال له : يا رسول الله إن أولادي يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك، فو الله إني لأرجو أن أطأ بعرجتى هذه في الجنة.... فقال له رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ): ( أمّا أنت فقد عذرك الله ، فلا جهاد عليك )، وقال لبنيه : ( ما عليكم فأتركوه لعل الله أن يرزقه الشهادة ) ، فخرج معهم وقاتل حتى قُتل يوم أحد، وبعد إنتهاء المعركة ، وضعوه بنوه على بعير ليعودوا به إلي المدينة ، فرفض البعير الاتجاه ناحية المدينة وأتجه إلي غيرها ، فردُّه مره أُخرى إلي المدينة فرفض الانصياع لهم ، فتذكروا قول أبيهم حينما خرج للقتال : اللهم لا تردني أليها ( المدينة ) ، فدفنوه في مصرعه في موقعة أُحد استشهاد زياد أبن السكن وفي خِضم المعركة وحينما غشي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، القوم قال :من رجل يشري نفسه ..؟ فقام رجل يقال له ( زياد بن السكن ) هو ونفر من الأنصار ، فقاتلوا دون رسول الله وحماية للنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقاتلوا حتى سقط منهم رجل ثُمّ الآخر ثُمّ الآخر دون رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى كان آخرهم زياد بن السكن ، فقاتل قتالاً شديداً ، فتلقى الضربات تلو الضربات حتى أثبتته جراحه ،.... فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،للمحيطين به : ( أدنوا زياد مني ) فأدنوه منه ، فوسده قدمه ، حتى لفض أنفاسه ، فمات زياد بن السكن وخده على قدم النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فهنيئاً له من شهادة . وهنيئاً له من أخر لمسة لمسها جسده وهى قدم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم) ...... أُم عماره ومشاركتها القتال والذوذ عن الرسول الكريم ( صلي الله عيه وسلم ) ومن سجل الأبطال خرجت بطلة ، نعم بطلة مسلمة ، خرجت مع المسلمين تداوي الجراح وتسقي العطشى ، فلما رأت ما حدث للمسلمين وللرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وكيف رأت أصحاب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يتسابقون لحمايته والموت دونه ، فما كان منها أن تركت ما جاءت لأجله وأخذت سيف وراحت تقاتل وتحمى رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فمرة بالسيف ومرة أُخرى بالقوس ، حتى كثرت عليها الجراح والضربات ، فتلقت ضربه من أحد المشركين وهو أبن قميئة على عاتقها فأحدث فيه جرحاً عميقا ً ، فكانت وهى تُحدث عن ما حدث لها من أبن قميئة أنها قالت : فتعرضت لأبن قميئة وضربته ولاكن كان يلبس عليه درعين ...... ما لقيه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) يوم أُحد قال أبن هشام : فلما نزل الرُماة من على الجبل وأنكشف ظهر المسلمين ، فأصاب منهم العدو ، فكان يوم بلاء وتمحيص ، أكرم الله فيه من أكرم من المسلمين بالشهادة ، حتى وصل العدو الغادر إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فأُصيب بالحجارة حتى وقع على شِقه ، فأُصيبت رباعيته وشُج وجهه الكريم وجُرحت شفتاه . وكان الذي أصابه في وجهه هو ( عتبة بن أبي وقاص ) ، فجعل الدم يسيل على وجهه ، فقام مالك بن سنان ( أبو سعيد الخدري ) بمص الدم عن وجه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ثُمّ أزدراه ، فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( من لمس دمه دمي لم تصبه النار ) فجعل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يمسح الدم من على وجهه ويقول: ( كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلي ربهم )... فأنزل اله سبحانه وتعالي قوله : { ليس لك من الأمر شيء * أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون.....} ،.... فلما انتهي النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي فم الشَعبْ ، خرج عليٌُ أبن أبي طالب حتى ملأ درقته ماء بهرام ( الحجر القريب من مجري الماء ) ، فجاء به لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ليشرب منه ، فوجد له ريحاً ، فعافه لم يشرب منهم ، وغسل منه وجهه الكريم من الدم وصبّ على رأسه ، وهو يقول : ( أشتد غضب الله على من دمىّ وجه نبيه ..) والذي قد أصاب وجه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،هو ( عتبة بن أبي وقاص ) ، وقد حرص الصحابي سعد أبن أبي وقاص على قتل عتبه بن أبي وقاص وقال : والله ما حرصت على قتل رجل قط ، كحرصي على قتل عتبة بن أبي وقاص ،... ولقد كفاني رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) في قوله : أشتد غضب الله على من أدمّى وجه نبيه .... ما كان من أمر أمين ألأمّة ( أبو عبيده بن الجراح ) مع رسول الله ( صلي الله عيه وسلم ) عندما أُصيبي ووقع في الحفرة وإن الذي أصاب رسول الله في جبهته هو عبد الله بن شهاب الزهري وإن أبن قميئة جرحه في وجنته ، فدخلت حلقتان من حلق المغف | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:39 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السادس ...ج4 الاخوة الافاضل رواد مائدة السيرة النبوية العطرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نواصل في هذا الجزء الرابع من الفصل السادس استكمال بطولات ومواقف الافذاذ الذين لم يتركوا سطر في التاريخ المجيد الا ووضوعوا فيه بسالتهم وشجاعتهم ... وخير ما نبتدئ به بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله خروج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) في أثر كفّار قريش في اليوم الثاني لغزوة اُحد قال أبن إسحاق : وعندما وصل ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي المدينة ووصل إلي بيته أهله ، ناول سيفه لأبنته فاطمة وقال لها : ( أغسلي سيفي هذا من دمه ، فو الله لقد صدقني اليوم )... ثُمّ ناولها على بن أبي طالب سيفه أيضاً وقال لها : وهذا ايضاً ، فو الله لقد صدقني اليوم ،..... فقال النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) : ( لئن كنت صدقت في القتال ، فلقد صدق معك سهل بن حنيف وأبو دُجانة ).. فهذه إشارة من الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،على أن كل المسلمين قاتلوا قتالاً شديداً وبالتحديد سهل بن حنيف ... وأبو دُجانه الذي أشترى سيف رسول الله ( صلي الله عليوسلم) وقاتل به قتالاً عظيماً مما جعل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،يذكره بخير ... فلمّا كان الغد من يوم الأحد لستة عشر ليلة مضت من شوال . أذن مؤذن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،في الناس ، يطلب العدو ، فأذن مؤذنه أن لا يخرج معنا أحد إلاّ الذي حضر معنا يومنا بالأمس في أُحد ،..... فكلمه جابر بن عبد الله بن حرام ، فقال له : يا رسول الله ، إن أبي خلفني على أخوات لي سبع ، وقال لي : يا بُني إنه لا ينبغى لي ولا لك أن تترك هؤلاِ النسوة ، لا رجل فيهما ولست بالذي أُترك بالجهاد مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،على نفسي فتخلف وأبقى مع إخوتك ، فتخلفت عليهن ، فأذِن له بالخروج معهم .وكان خروج رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ترهيباً للعدو وليبلغهم أنه خرج في طلبهم ، ليضنوا به قوة ، وأن الذي أصابهم لو يوهنهم على عدوهم ،....... فخرج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،حتى وصل إلي مكان يقال له ( حمراء الأسد ) ، وهى تبعد عن المدينة ثمانية أميال. فأستعمل على المدينة خلال غيابه عمر أبن أبي مكتوم ، ولقد علِم المسلمون أن أبو سفيان بن حرب لما أنصرف يوم أُحد أراد الرجوع إلي المدينة ، ليستأصل بقية المسلمون ، فقال لهم صفوان بن أُمية بن خلف: لا تفعلوا فأن القوم قد غضِبوا ، وقد خشينا أن يكون له قتال غير الذي كان في أُحد ، فأرجعوا ،..... فرجعوا إلي مكة فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو بمكانه بحمراء الأسد حين بلغه أنهم يريدون ولقد همّوا بالرجعة إلي المدينة : ( والذي نفسي بيده ، لقد سُومِتْ ( أي جُعلت له علامة ليُعرف أنها من الله ) لهم الحجارة ، لو اجتمعوا بها لكانوا كأمس الذاهب ) ... ثُمّ أخذ في طريقه إلي المدينة ، أسرى قريش في غزوة أُحد ، وهو ( معاوية بن المغيرة) جد عبد الملك بن مروان ، وأبا عزة الجمصي ، الذي أسره في بدر ومنّ عليه وأطلق سراحه ، ثُمّ عاد إلي أُحد فأسره مرة أُخرى ،..... فأمر الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ) ،بضرب عُنقه ، قائلاً : ( والله لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول : خدعت محمد اً مرتين ) فأمر الزبير بن العوام بقتله فضرب عنقه ، ثُمّ أشترك زيد بن حارثة وعمّار بن ياسر في قتل معاوية بن المغيرة ، بعد حمراء الأسد ...... ذكر من أكرمه الله بالشهادة من المهاجرين والأنصار بأُحدقال ابن إسحاق: وقد أستشهد من المسلمين يوم أُحد من المهاجرين والأنصار: ( 1 ) حمزة بن عبد المطلب ابن هاشم ، حيث قتله وحشي ( غلام جير بن مُطعم ) ( 2 ) عبد الله بن جحش==( 3 ) مصعب بن عمير فقد قتله ( الملعون قميئة الليثى ) ( 4 ) شماس بن عثمان==( 5 ) عمرو بن معاذ بن النعمان ( 6 ) الحارث بن أنسى بن رافع==( 7 ) رافاعة بن وقش ( 8 ) سلمة بن ثابت بن وقش==( 9 ) عمرو بن ثابت بن وقش ( 10) صيفي بن قيظي===(11) الحارث بن أوس بن معاذ (12) أُنيس بن قتادة===(13 ) حنظلة بن أبى عامر بن صيفي وهو الذي غسلته الملائكة ( قتله شداد بن الأسود) (14) عمرو بن قيس====(15) حبيب بن زيد (16)إياس بن أوس بن عتيك==( 17 ) ثابت بن عمرو بن زيد (18)عبيد بن اليتهان====( 19) عبد الله بن سلحة ( 20 ) قيس بن عمرو بن قيس==(21)عبد الله بن جبير ( أمير الرماة على جبل أُحد ) (22)خيثمة أبو سعد ابن خيثمة==(23) سُبيع بن حاطب (24) يزيد بن خاطب==( 25) أبو حية(ابن عمرو بن ثابت ( 26) عباد بن سهل===(27)ابو هُبيرة بن الحارث (28) عامر بن مُخلد===(29)عمرو بن مُطرف (30)سعد بن الربيع بن عمرو==(31)مالك بن سنان بن عُبيد (32)خارجة بن زيد===(33)عتبة بن ربيع بن رافع (34) قيس مُخلد===(35) نعمان بن عبد عمرو (36 )سُليم بن الحارث===( 37)سعيد بن سُويد بن قيس (38) كيسان ( مولى لهم )===(39) أوس بن الأرقم (40) ثقف بن فروة===( 41 )ثعلبة بن سعد بن مالك (42)المجذر بن زياد=(43)ابو أيمن (مولى عمرو بن الجموح ) ( 44)عمرو بن الجموح==(45)خلاد ابن عمرو بن الجموح ( 46 ) رفاعة بن عمرو=( 47) ابو سفيان ابن الحارث بن قيس ( 48 ) حُسيل بن جابر ( وهو أبو حذيفة بن اليمان ، أصابه المسلمون فى معركة ولا يدرون من هو ، فتصدق حذيفة بديته على من أصابه ) . (49)أنس بن النضر بن ضمضم ( عم أنس بن مالك خادم رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) ) (50) ضَمرة (حليف لهم)=(51) عبد الله بن عمرو بن وهب (52)نوفل بن عبد الله==(53)عبد الله بن عمرو بن حرام (54)عبادة بن الحسحاس==(55) عمارة بن زياد بن السكن (56) سهل بن قيس==( 57 ) عبد الله بن عمرو بن حرام (58)سُليم بن حديدة==(59) نعمان بن مالك بن ثعلبة (60 ) عنترة (مولى سُلم)==( 61 ) حباب بن قيضي ( 62 ) سليم بن حديدة==(63)اوس بن ثابت بن المنذر ( 64 ) ذكوان بن عبد قيس==( 65 ) عبيد بن المُحلىّ . فهذا العدد الذي أورده إبن أسحاق وهو خمسة وستون شهيد ، أمّا أبن هشام فقد أكمل على السبعين شهيد ، وهم : ( 66 ) مالك أبن نُميلة===( 67 ) عبد الله بن جُثم ( 68 ) مالك أبن إياس==( 69 ) إياس أبن عُدىّ ( 70 ) عمرو أبن الياس مصير قتلى المسلمين في غزوة أُحد قال أبن إسحاق : سُئِل الرسول الكريم (صلي الله عليه وسلم )، ما مصير قتلى أحد عند الله . ..؟ فقال : ( لمّ أُصيب إخوانكم بأحد ، جعل الله أرواحهم فى أجواف طير خُضْر ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها ، و تأوي إلى قناديل من ذهب ، فى ظل العرش ، فلما وجدوا طيب مشربهم و مأكلهم و حُسن مقيلهم ، قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله بنا ، لئلا يزهدوا فى الجهاد ، ولا يهابون عددهم، فقال الله تعالى: فأنا أبلغهم عنكم ،.. فأنزل الله تعالى على رسول الكريم (صلي الله عليه وسلم ) : { ولا تحسبنّ الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون* فرحين بما أتاهم الله من فضله * ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم إلاّ خوف عليهم ولا هم يحزنون } . وعندما سِئل عبد الله بن مسعود ، الرسول الكريم (صلي الله عليه وسلم ) عن هذه الآيات ، فقال: ( إنه لما أصيب إخوانكم بأُحد جعل الله أرواحهم فى أجواف طير خُضْر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها ، و تأوي إلى قناديل من ذهب ، فى ظل العرش ،فيطلع الله عز وجل عليهم إطلاعه فيقول: يا عبادي ما تشتهون فأويدكم ....؟ فيقولون: ربنا لا فوق ما أعطيتنا الجنة تأكل منها حيث فيقولون: ربنا لا فرق ما أعطيتنا ،الجنة نأكل منها حيث شئنا ، إلا أنا نُحب أن تُرَدْ أرواحنا فى أجسادنا ،ثم نُرَدْ إلى الدنيا ، فنقاتل فيك ، حتى نُقتل مرة أخرى ). وقال يوماً رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) لجابر بن عبد الله: ( ألا أُبشرك يا جابر....؟ ) قال:بلى يا نبي الله ، قال: ( إن أباك حيث أُصيب يوم أُحد أحياه الله عزّ وجل ، ثم قال له: ما تحب يا عبد الله بن عمرو أن أفعل لك بك ....؟ قال: اى رب، أحب أن تردني إلى الدنيا فأقاتل فيك ،فأُقتل مرة أخرى ) فقال رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) : ( والذي نفسي بيده ، ما من مؤمن يفارق الدنيا يُحبّ أن يرجع إليها ساعة من نهار ، وإن له الدنيا وما فيها إلا الشهيد ، فإنه يحب أن يُرَدّ إلى الدنيا ، فيُقاتل فى سبيل الله ، فيُقتل مرة أخرى ) ...... أمّا قتلى المشركين يوم أُحد قال أبن أسحاق : وقد قُتل من المشركين يوم أُحد ، من قريش أصحاب اللواء هم : ( 1 ) عبد الله بن عبد العُزىّ ( طلحة بن أبي طلحة ) قتله علي بن أبي طالب ( 2 ) أبو سعيد بن أبي طلحة== قتله حمزة بن عبد المطلب ( 3 ) عثمان بن أبي طلحة==قتله سعد بن أبي وقاص ( 4 ) مسافع أبن طلحة==قتله عاصم بن ثابت ( 5 )الجلاس بن طلحة==قتله عاصم بن ثابت ( 6 ) كلاب بن طلحة== قتله قُزمان ( حليف لبني ظفر ) ( 7 ) الحارث بن طلحة== قتله قُزمان ( حليف لبني ظفر ) ( 8 ) أرطأة بن عبد شرحبيل== قتله حمزة بن عبد المطلب ( 9 ) أبو يزيد بن عمير== قتله قُزمان ( حليف لبني ظفر ) ( 10 ) حوّاب ( غلام حبشي لأبوزيد بن عمير== قتله قُزمان ( حليف لبني ظفر ) ( 11 ) القاسط بن شريح بن هاشم==قتله قُزمان ( حليف لبني ظفر ) ( 12 ) عبد الله بن حُميد==قتله علي بن أبي طالب ( 13 ) أبو الحكم بن الأخنس==قتله علي بن أبي طالب ( 14 ) سباع بن عبد العُزىّ== قتله حمزة بن عبد المطلب ( 15 ) هشام بن أبي أُمية بن المغيرة= قتله قُزمان ( حليف لبني ظفر ) ( 16 ) الوليد بن العاص بن هشام=قتله قُزمان ( حليف لبني ظفر ) ( 17 ) أبو أُميّة بن أبي حذيفة== قتله علي بن أبي طالب ( 18 ) خالد بن الأعلم==قتله قُزمان ( حليف لبني ظفر ) ( 19 )عمرو بن عبد الله بن عُمير ،.. الذي منّ رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،بفك أسره عندما كان أسيراً يوم بدر ،.... فأُسر في أُحد فأمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بقتله . ( 20 ) أُبى بن خلف بن وهب==قتله الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( 21 ) عبيد بن جابر==قتله قُزمان ( حليف لبني ظفر ) ( 22 ) شيبة بن مالك==قتله قُزمان ( حليف لبني ظفر ) . فكان جميع من قُتلوا يوم أُحد من المشركين إثنان وعشرون رجلاً
مصير قُزمان ( حليف بني ظفر ) الذي قاتل في غزوة أُحد مع المسلمين قال أبن أسحاق : حدثني عاصم بن عمر بن قتادة أنه قال : كان فينا رجل غريب لا ندري ممن هو ،... يقال له قُزمان ، وكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم) ،يقول إذا ذكروا له قُزمان ( إنه من أهل النار ...! ) حتى كان يوم أُحد ، فقد قاتل قتالاً شديداً فقتل لوحده ثماينة أو عشرة من المشركين ، وكان ذا بأس ، فكثُرت عليه الجراح ، فأقعدته ، فحملوه إلي دار بني ظفر ، فجاءه رجال من المسلمين يعودونه ويقولون له : والله لقد أبليت اليوم بلاً عظيماً يا قُزمان ، فأبشر ، فقال قُزمان : بماذا أبشر ..!!؟ فو الله ما قاتلت إلاّ عن أحساب قومي ، ولولا ذلك ما قاتلت ُ ، فتركوه ، فلمّا إشتدّ به مرضه من جراحه ، أخذ سهماً من كنانته فقتل به نفسه ،...... فلهذا السبب قال فيه النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إنه من أهل النّار ، وقد صدق رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ذكرى يوم الرجيع وقد حدث هذا اليوم في السنة الثالثة للهجرة . وقد حدث هذا اليوم بعد أن قَدِم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من غزوة أُحد ، فقَدِم عليه وفد قبيلتي عضل والقارة ، من بني خزيمة بن مُدركة ، فقالوا له يا رسول الله : إنّ فينا إسلاماً ، فأبعث معنا نفراً من أصحابك يفقهوننا في الدين ، ويُقرِئوننا القرآن ، ويعلموننا شرائع الإسلام ، فبعث الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،معهم نفراً من أصحابه وهم: ( 1 ) مُرثد أبن أبي مُرثد( 2 ) خالد بن البكير ألليثي ( 3 ) خبيب بن عُدى( 4 ) عاصم بن ثابت ( 5 ) زيد بن الدثنة بن معاوية ( 6 ) عبد الله بن طارق وقد أمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،مرثد أبن أبي مرثد أميراً على أصحابه ،..... فخرج القوم الذين جاءوا إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،طلباً لوفداً يعلمهم ويفقههم ،مع وفد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،حتى وصلوا إلي مكان يقال له الرجيع ( ماء بهُذيل ناحية الحجاز ) ما بين مكة وعسفان ، فغدروا بأصحاب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فأستنصر الوفد بقبيلة هذيلاً ، فلم يهتم القوم بهم وهم في رحالهم ، فهجموا عليهم وفي أيديهم السيوف وقالوا لهم : إنّا والله ما نريد قتلكم ، ولكنّا نُريد أن نصيب بكم شيئاً من أهل مكة ، ولكم عهد الله وميثاقه أن لا نقتلكم ، فقال أمير وفد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،مرثد أبن أبي مرثد : و الله لا نقبل من مُشرك عهداً ولا عقداً أبداً ، فسحبوا سيوفهم وتقاتلوا مع الغادرين ، وكان عاصم بن ثابت ، يُكنىّ بأبي سليمان ، فقاتل حتى قٌتل هو وصاحباه ، فلما قٌتِل عاصم أرادت هُذيل أخذ رأسه ، ليبيعوه لأمراة في مكة يقال لها ( سُلافة بنت سعد بن شُهيد ) ، وهذه قد نذرت حين أُصيب أبنيها ( مسافع والجلاس بن طلحة ) على يد عاصم بن ثابت ، في معركة أُحد ، وقالت : لئن قدرت على رأس عاصم بن ثابت لأشربنّ في قِحفِهِ الخمر ، فلما قُتِل إلتفت حول رأسه الدبابير والنحل ، فلم يستطع أحد أن يقترب منه ، فتركوه وقالوا نعود إليه مساءً يكون قد ذهب عليه ما يحيط به ، فأرسل الله سبحانه وتعالى وادياً فأحتمل عاصم بن ثابت فذهب به ، فلما جاءوه مساءً ليأخذوه لم يجدوه ، وكان عاصم بن ثابت ، قد أعطى الله عهداً أن لا يمسه مٌشرك ولا يمس مُشرك أبداً خوفاً من نجاسته ، فكان عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) يقول حيث بلغه أن الدبابير والنحل قد منعته منهم : يحفظ الله العبد المؤمن ، ..... وأمّا زيد بن الدثنه وخُبيب بن عُدى وعبد الله بن طارق فقد سلموا أنفسهم ، ووقعوا في الأسر ، فتمّ أسرهم وساقوهم إلي مكة ، وفي الطريق حلّ عبد الله بن طارق القيد من يديه وأستأ خر عن القوم ، فعلموا به ، فرموه بالحجارة حتى قتلوه ،... أمّا خبيب بن عدى وزيد بن الدثنة ، فساقوهم إلي مكة ، فباعوهم ، فأشترى حجير بن أبي إهاب التميمي ، خُبيباً بن عدى ، ليقتله بأبيه ،..... وأمّا زيد بن الدثنة ، فأبتاعه صفوان بن أُمية ليقتله بأبيه أُمية بن خلف ، فأخذه وأخرجه من الحرم ليقتلوه ،.... فأجتمع رهط من قريش لمشاهدة قتله وكان معهم أبو سفيان بن حرب ، فلمّا قَدِم لُيُقتل قال له أبو سفيان : نُنشِدك بالله يا زيد ، أتحب محمداً عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه ، وتترك أنت إلي أهلك ..؟ فقال زيد : والله ما أُحب أن محمد الآن في مكانه الذي هو فيه تُصيبه شوكه تؤذيه ، وإني جالس في أهلي ، فقال أبو سفيان بن حرب : والله ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد لمحمداً ، ثُم قتله نسطاس . مقتل خبيب بن عدى أما خبيب بن عدّى . فعندما أخذوه الغادرون أسيراً وذهبوا به إلي مكة ليبيعوه ، فاشتراه حجير بن أبي إهاب التميمي ( أحد حلفاء بني نوفل ) لعقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل . وكان أبو إهاب أخو الحارث بن عامر لأمه ، فأخذه ليقتله بأبيه ، فحُبس في بيت حجير بن أبي إهاب ، والحديث هنا لمولاة حجير بن إهاب ( ماوية ) وكانت قد أسلمت فيما بعد فقالت : كان خبيب بن عدىّ عندي ، محبوس في بيتي ، فأطلعت عليه يوماً ، فرأيت شيئاً عجيباً ، لم أرى بمثله ولا بصفته شيء ، فقد رأيت عنده وبين يديه قِطفاً من عنب مثل رأس الرجل ، وإنه ليأكل منه ، وما أعلم أن في هذه الأرض عنباً يؤكل ، وعندما حضر موعد قتله قال لي : أبعثي لي بجريده أتطهر بها للقتل ، فأعطيت غلاماً من ألحى الموس ( سكين حاد) وقلت للغلام : أدخل بهذا على المسجون الذي في بيتي ، فلما ذهب الغلام بالسكين ، قلت في نفسي ماذا فعلت ..؟ والله ماهو إلا أن يأخذ لنفسه ثأراً بقتل الغلام ، فيكون رجل برجل ، فلما وصل الغلام إلي خبيب بن عدىّ ، أعطاه السكين فأخذها خبيب من الغلام وقال له : لعمرك ما خافت أُمك غدري حين بعثتك بهذه الحديدة إلىّ ، ثمّ خلى سبيله ، ولمّا جاء اليوم المعود لقتله ، خرجوا بخبيب بن عدىّ ، حتى جاءوا به إلي التنعيم ليصلبوه ، فقال لهم : إن رأيتم أن تدعوني حتى أركع ركعتين فافعلوا ، فقالوا : دونك فأركع ، فركع خبيب ركعتين أتمهما وأحسنهما ، ثُمّ أقبل على القوم فقال لهم : أما والله لولا أن تظنوا إني إنما طوّلت الصلاة جزعاً من الموت ، لاستكثرت من الصلاة، ثُمّ رفعوه على خشبة ، فلما أوثقوه ، قال : الله إنا قد بلغنّا رسالة رسولك ، فلاغه الغداة ما يُصنع بنا ، ثُمّ قال : اللهم أحصهم عدداً وأقتلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً ، ثُم باشروا بقتله فقتلوه ....... وبدعوة خبيب بن عدىّ ، أنه حدث في زمن الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، عندما كُلف سعيد بن عامر الجمحي أميراً على الشام ، فأشتهر بأنه كانت تأتيه غشية وهو جالس مع قومه ، فلما زار الخليفة عمر بن الخطاب الشام ، أبلغوه بما يحدث لسعيد بن عامر ، فسأله الخليفة قائلاً له : ماهذا الذي يصيبك ..؟فقال : والله يأمير المؤمنين ما بي من بأس ، ولكني كنت قد حضرت مقتل خبيب بن عدىّ وأنا بمكة أيام الجاهلية ، ولقد سمعته إثناء قتله يدعوا على من قتله ، فو الله يأمير المؤمنين ما خطرت على بالى وعلى قلبي ، وأنا في مجلس قط إلاّ غُشي علىّ ، فأحتسبها عمر بن الحطاب ( رضي الله عنه ) على سعيد بأنها تقوى وخير ، أمّ الذين اجتمعوا لقتل خبيب بن عدىّ حين قٌتل هم : ( 1 ) عكرمة بن أبي جهل ( 2 ) سعيد بن عبد الله بن أبي قيس ( 3 ) أمية بن أبي عتبة ( 4 ) الأخنس بت شريق الثقفي ( 5 ) عبيد بم حكيم بن أمية .......... حديث بئر معونة وقد حدث موقعة بئر معونة في شهر صفر للسنة الرابعة للهجرة النبوية الشريفة . قال أبن هشام : فأقام الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بالمدينة بقية شهر شوال وذو القعدة وذ الحجة ومحرم . ثُمّ بعث أصحاب معونة في صفر ، أي بعد أربعة أشهر من موقعة أُحد ، حيث قَدِم أبو عامر بن مالك بن جعفر ( ملاعب الأسنة ) ، وسمي بملاعب الأسنة ، لقوله وهو يخاطب أخاه وهو من فرسان فزارة ، حيث كان يتبع أثر أبو براء بعد أن فرّ منه في حرب كانت بين قيس وتميم حين قال : فررت وأسلمت أبن أُمِكَ عامداً==يلاعب أطراف الوشيج المزعزع إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،بالمدينة ، فعرض عليه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،الإسلام ودعاه إليه ، فلم يُسلم ولم يبتعد عن الإسلام وقال : يا محمد ، لو بعثت رجالاً من أصحابك إلي أهل نجد ، فيدعونهم إلي أمرك وما جئت به ، وإني لرجوت أن يستجيبوا لك فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) : ( إني أخشي عليهم أهل نجد ) فقال أبو براء : أنا لهم جار ، فأبعثهم ليدعوا الناس إلي أمرك . فبعث الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي المنذر بن عمرو ( المٌعتق من الموت ) أي المُسرع ولُقب بذالك لأنه أسرع إلي الشهادة ، ليكون على رأس أربعين رجلاً من أصحابه ( صلي الله عليه وسلم ) ،من خيار المسلمين ومنهم : ( 1 ) الحارث بن الصٌمّة===( 2 ) حرام بن ملحان ( 3 ) عزوة بن أسماء أبن الصلت=( 4 ) نافع بن بُديل الخز اعي ( 5 ) عامر بن فهيرة ( مول أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ) في رجال من أخيار المسلمين ، فبلغ عددهم قرابة أربعين رجلاً ، إلي أهل نجد لدعوتهم إلي الإسلام وإتباع هديه . فساروا حتى نزلوا بئر معونة وهى عبارة عن أرض بين بني عامر وبين حرّة بني سليم . فلمّا نزلوا ، بعث وفد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،بكتاب يحمله حرام بن مِلحان إلي عدو الله عامر بن الطفيل ، فلمّا أتاه كتاب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،جُنّ وهجم على حامل الكتاب حرام بن مِلحان فقتله ، ثُمّ دعا بنو عامر ليقتلوا وفد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فردوا عليهم بنو عامر وقالوا لعامر بن الطفيل : لن ننقض العهد الذي بيننا وبين محمد ،.... فأستصرخ عامر بن الطفيل قبائل بني سليم وهو قبائل عقبة ورعيل وذكوان ، فأجابوه إلي ذالك ، فخرجوا حتى وصلوا إلي وفد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) . فأحاطوا بهم في رحالهم ، فلمّا رأوهم اخذوا سيوفهم ، ثُمّ قاتلوهم حتى قُتلوا من عند آخر هم ، إلا كعب بن زيد ، فقد تركوه وبه رمق ، فعاش حتى قٌتل يوم الخندق وكان من ضمن وفد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) . عمرو بن أُمية الضمّري ورجل من الأنصار من بني عوف وهو المنذر بن محمد بن عقبة ، فلم يعلما بما حدث للقوم من غدر ، إلا الطير وهى تحوم على العسكر . فقالا : والله إن لهذه الطيور لشأناً ، فأقبلا لينظرا ، فإذا بالقوم في دمائهم ، وإذا الخيل التى أصابتهم واقفة . فقال الانصارى لعمرو بن أٌمية : ما ترى ..؟ قال : أرى أن نلحق برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فنخبره الخبر ، فقال الانصارى : لكنى ما كنت لأرغب بنفسي عن موطن قٌتل فيه المنذر بن عمرو ، وما كنت لتخبرني عنه الرجال ، فأخذ سيفه وهجم عليهم وقاتلهم حتى قٌتل ، وأخذوا عمرو بن أٌمية أسيراً . فلما أخبرهم أنه من مُضر ، أطلقه عامر بن الطفيل وجز ناصيته وأعتقه عن رقبة زعِم أنها على أُمه ، فخرج عمرو بن أُمية حتى كان بمكان يقال له القرقرة ، فأقبل رجلان من بني عامر ، حتى نزلا معه في ظل هو فيه ، وكان مع العامريين عقداً وحلفاً وجوار مع الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ،لم يعلم به عمرو بن أُمية ، وكان قد سألهم ممن أنتما ..؟ فقالا له : نحن من بني عامر ، فأمهلهما حتى ناما ، فعدا عليهم فقتلهما ، وهو يرى أنه بفعلته هذه أنه قد أصاب منهم ثأر أصحابه . فلما قَدِم إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فأخبره الخبر ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( لقد قتلت قتيلين فلسوف أعطى ديتهما ..!! ثُم قال : هذا عمل أبي البرآء وقد كنت كارهاً متخوفاً ) فلما سمع أبو البراء ما قاله عنه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،شقّ عليه إخفاء عمل عامر بن الطفيل وما فعله بأصحاب محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ،بسببه وبجواره ، وكان ممن أصيب عامر بن فهيرة ، فحينما قتله عامر بن الطفيل قال: فحينما قتلته رُفع مابين السماء والأرض ، حتى رأيت السماء من دونه ، فأمره كان عجباً ......!!!!! وكان ممن أسلم بعد هذا الاعتداء على وفد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،رجل يقال له ( جبّار ) كان حاضراً موقعة بئر معونة ، فكان يقول بعدما أسلم : إن مما دعاني إلى الإسلام ، إني طعنت رجلاً منهم يومئذ بالرمح بين كتفيه فنضرت إلي سنان الرمح حينما خرج من صدره ، فسمعته يقول : فُزت والله ...!!! فقلت في نفسي : ما فاز ..؟ فقد حيرتني الإجابة على هذا السؤال ، حتى سألت عليه وعن قوله ، فقالوا لي ، أنها الشهادة ، فقلت : فاز لعمرو الله ، فأردت الدخول في هذا الدين العظيم لكي أفوز كما فاز الذي قبلي .. .. شعر حسان بن ثابت في تحريض أبناء أبو البراء على قتل عدو الله عامر بن الطفيل فكان مقتل عدو الله عامر أبن الطفيل ،سببه تحريض حسّان بن ثابت في شعر قاله يدعوا به أبناء أبو البراء ،في قتل عامر بن الطفيل الذي أساء ألي أبيهم أبوالبراء في قتله لأصحاب الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،على الرغم من إجارته لهم فقال : بني أُم البنين ألم يرعكـــم====وأنتم من ذوائب أهل مجد تهكم عامر بأبي البـــــراء====ليُخفره وما خطأً كعمــــــد ألا أبلغ ربيعة ذا المساعي====فما أُحدثت في الحرتان بعدى أبوك أبو الحروب أبو براء====وخالك ما قد حكم بنُ سعد فلما سمع ربيعة أبن أبو البراء بن مالك ، ما قاله حسان في شأنهم ، حمل على عدو الله عامر بن الطفيل ، فطعنه بالرمح فوقع الرمح في فخذه ،.... فأخطأ مقتله فوقع من على فرسه وقال: أهذا عمل أبو البراء ، إن مُت فدمى لعمى فلا يٌتبعن به ، وإن أعيش فسأرى فيما أٌتى إليّ ، ثُم مات بعد ذالك من جراء جراحه خروج النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم )إلي بنبي النضير يستعينهم في دية قتل بني عامر وبداية غزوتهم وحصارهم وإجلائهم من المدينة قال أبن هشام : ثُم خرج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي بني النضير يستعينهم في دية بني عامر الذين قتله عمرو بن أُمية خطأً . لأنهم كانوا على عهد وجوار الني الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وبين بني النضير ، فلما ذهب إليهم قالوا له : نعم يأابا القاسم نعينك على ما أُصيبت مما استعنت به عليه ، ثُم خلا بعضهم ببعض فقالوا : إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه ،فهذه فرصتكم في القضاء عليه واغتياله ، فهل يتطوع رجل منكم ليقوم بذالك فيصعد أعلى هذا البيت فيلقى عليه صخرة فيُرِحُنا منه ...؟ . وفي هذه اللحضة كان الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) جالس إلي جنب جدار من بيوتهم مع بعض أصحابه أبو بكر وعمر وعلي ( رضوان الله تعالي عليهم ) ، فأُنتدب لهذا الأمر الشنيع رجل يقال له عمرو بن جحاش بن كعب ، فقال عندما عُرض عليه القيام بهذا الأمر : نعم أنا لذالك ، فصعد الجدار وأستعد بالصخرة ،ولكن العناية الإلهية بالحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،أعلمته بما أراد القوم به من غدر ، فقام مسرعاً وخرج راجعاً إلي المدينة ، فلمّا فشلت خطتهم ، قاموا بطلبه ، فسألوا رجلاً مقبلاً من المدينة ، فسألوه عنه فقال : رأيته داخل المدينة ، فأقبل أصحاب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،حتى انتهوا إليه فأخبروه مما كانت اليهود أرادت الغدر به ، فأمر بالتهيؤ لحربهم والسير إليهم ، فأستعمل على المدينة عمرو بن مكتوم ، ثُمّ سار بالناس حتى نزل بهم ، وكان ذالك في شهر ربيع الأول ، فحاصرهم داخل حصونهم مدة ( ستة ليالٍ ) . وفي هذه الليلي نزلت آيات تحريم الخمر ، فتحصنوا بحصونهم ،فأمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،لقطع النخيل وحرقها ، فنادوه من أعلى حصونهم : أن يا محمد ، قد كنت تنهى عن الفساد وتعيب على من يصنعه ، فما مال قطع النخيل وتحريقها ..؟ ثُمّ تدخل رجال من بني عوف بن الخزرج ومنهم عدوا الله عبد الله بن أُبىّ بن سلول ووديعة ومالك بن قوفل وسويد وداحس، فبعثوا ليهود بني النظير أن أثبتوا وتمنعوا ، فإنّا لا نُسلمكم ، وإن قوتلتم قاتلنا معكم ، وإن أُخرجتم خرجنا معكم ،...
فتربصوا على ذالك حتى تنتصروا ، فلم يستطيعوا الصبر وقذف في قلوبهم الرعب ،..... فسألوا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،أن يُجليهم ويكف عن دمائهم ، على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلاّ السلاح والدروع ، فوافق الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فتم إجلائهم عن المدينة ، فاحتملوا من أموالهم ماأستطاعت الإبل أن تحمل ، فكان الرجل منهم يهدم بيته ليأخذ عتبة بيته ويضعها على ظهر بعيره ، فخرجوا إلي خيبر ومنهم من خرج إلي الشام ، فكان من سار معهم من أشرافهم إلي خيبر ، سلاّم بن الحقيق ، وكنانة بن الربيع وحيى بن أخطب . وتركوا أموالهم لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فكانت له خاصّة ، يضعها حيث يشاء ، فقسمها على المهاجرين الأولين دون الأنصار ، إلا أن سهل بن حنيف وأبا دُجانة سِماك بن خرشة ذكروا فقرهم ، فأعطاهما الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،من أموال اليهود . وفي هذه الغزوة لم يُسلم أحد من اليهود إلاّ رجلان منهم وهم يامين بن عُمير وأبوكعب بن عمرو بن جحاش وأبو سعد بن وهب ، فقد أسلما خوفاً على أموالهم ، ..... وقد قيل بأن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،قال ليامن بن عمير وأبو كعب بن جحاش ألم تدري ما لقيت من عمّك وما همّ به من شأنى..؟ ) وعمر بن جحاش هذا الذي أنتدبته اليهود على أن يصعد إلي أعلى الجدار ليلقى الصخرة على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فجعل يامين بن عمير جعلاً ( ثمناً ) لمن يقتل له عمرو بن جحاش ، فتمّ قتله ...... ما نزل في يهود بني النضير من القرآن الكريم ففي يهود بني النضير الذين استمرت محاصرتهم قرابة ستة ليال ونزولهم لمطلب النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فتم إجلائهم من المدينة ، فنزلت فيهم بالتحديد سورة الحشر بأسرها ، يُذكر فيها ما أصابهم الله به من نقمته وما سلط عليهم به رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،وما عمل فيهم به فقال تعالي : { هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر * ما ظننتم أن يخرجوا * وطنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله * فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا * وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين * فاعتبروا يأولى الأبصار * ولولا أن كُتب عليهم الجلاء * لعذبهم في الدنيا * ولهم في الآخرة عذاب النار * ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها * فبأذن الله * وليخزي الفاسقين .....} ومن هنا قد وضح الله سبحانه وتعالي ، ما فعله رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،من فضح حيلهم بأنها من الله سبحانه وتعالي ولم يكن فساداً ، ولكن كان نقمة من الله عليهم ..... غزوة ذات الرقاع في السنة الرابعة للهجرة قال أبن هشام : فبعد غزوة بني النظير والعودة منها . أقام النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،في المدينة شهر ربيع الآخر وبعض من شهر جمادي الأول . ثُمّ خرج غازياً متجهاً لنجد يريد مُحارب وبني ثعلبة ، من قبيلة غطفان ، وأستعمل على المدينة عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) حتى نزل مكان يقال له ( نجلا ) وهو موضع من أرض غطفان ، فسميت هذه الغزوة بغزوة ( ذات الرقاع ) ، لأن المسلمين رقعوا فيها راياتهم ، ويقال أيضاً بأنها سُميت كذالك بذات الرقاع نسبة لأسم شجرة في ذالك الموضع أسمها ذات الرقاع . فلما وصلت سرية الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) إلي ذات الرقاع ، لقيَ بها جمعاً عظيماً من غطفان ،فتقارب الناس ولم يحدث بينهم حرب وقد خاف الناس بعضهم بعضاً........مما جعل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،يصلي بالناس صلاة الخوف . ثُمّ انصرف الناس ، وكانت صلاته ( صلي الله عليه وسلم ) ،بالناس صلاة الخوف ، فكانت ركعتين ثُمّ سلّم ، وكانت هناك طائفة مقبلة على الحرب تنتظر ، ثُمّ جاءوا فصلي بهم ركعتين أُخريين ثُمّ سلّم .... صفة الصلاة التى صلاها النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) وقد تحدث من حضر الصلاة فقال : لقد صفّنا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فركع بنا جميعاً ، ثُمّ سجد وسجد الصف الأول ، فلما رفعنا سجد الذين يلونهم بأنفسهم ، ثُمّ تأخر الصف الأول ، وتقدم الصف الأخر حتى قاموا مقامهم ، ثُمّ ركع النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بهم جميعاً ، ثُمّ سجد كل واحد منهما بأنفسهم سجدتين ... بعض الحوادث التى حدثت في غزوة ذات الرقاع( 1 ) غورث وما همّا به لقتل النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) : فقد قيل أن رجلاً من بني مُحارب يقال له ( غورث ) ، قال لقومه من بني غطفان ومن بني مُحارب : ألا أقتل لكم محمد اً...؟ فقالوا له : بلى ، وكيف تقتله ..؟ فقال لهم : أفتك به ، فقالوا له أفعل ما بدا لك ، فذهب لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فوجده جالساً وسيفه في حجره ، فقال له:يا محمد أنظر إلي سيفك هذا ، فقال النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) : ( نعم ) ..... ولقد كان سيفه ( صلي الله عليه وسلم ) ،مُحلى بالفضة ، فأخذه غورث ( أستله ) ثُمّ أخذ يهزه ويهم به ، ثُمّ قال : يا محمد أما تخافني ..؟ فقال: ( لا وما أخاف منك ) قال : أما تخافني وفي يدي السيف ..؟ فقال له : ( لا فالله يمنعني منك ) فخجل غورث من نفسه وقام بإرجاع السيف لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فنزل الله آيات كريمة على رسوله ( صلي الله عليه وسلم ) ،حيث قال تعالي : { يأيها الذين آمنوا أذكروا نعمة الله عليكم * إذ همّ قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم * فكف أيديهم عنكم * واتقوا الله * وعلى الله فليتوكل المؤمنون ... } ( 2 ) قصة جابر بن عبد الله وجمله مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : فقد تحدث جابر أبن عبد الله بنفسه عن ما حدث له مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،يوم خروجه معه إلى غزوة ذات الرقاع ، في قصة بيعه الجمل لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،حيث قال: خرجت يوماً مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي غزوة ذات الرقاع ، على جمل لي كان ضعيفاً وبطيء، فلمّا تأخرت عن مسير القوم ، ولاحظ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) تأخري في المسير ، رجع إلىّ وقال لي: ( مالك يا جابر ..؟ ) . فقلت له : يا رسول الله لقد أبطأني جملي هذا ، فقال لي : ( أنخه يا جابر ) فأنخته وأناخ رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،ناقته وقال لي... ( أعطني هذه العصا من يدك ، أو أقطع لي عصا من شجرة ) فقلت ما أمرنى به ، فأخذ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) العصا فنخس بها الجمل عدة نخسات ، ثُمّ قال لي : ( أركب ) فركبت ، فخرج الجمل مسرعاً حتى سابق ناقة الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، من كثرة مسيره وسرعته ، وعندما اقتربت منه قال لي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( أتبيعني جملك هذا يا جابر ..؟ ) فقلت له : يا رسول الله بل أهبك إياه فقال لي : ( لا ولكن بعنيه ) فقلت : فثمنه يا رسول الله ،فقال : ( أخذه منك بدرهم ) فقلت : لا .. فزدنى يا رسول الله ، فقال بدرهمين ) قلت: له لا زدنى يا رسول الله ، فقال ثلاثة دراهم ) فقلت لا ، وأستمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يزيد في ثمنه ، حتى وصل ثمنه إلي الأوقية ، فقلت : رضيت يا رسول الله ، فهل رضيت أنت ..؟ قال : ( نعم ) فقلت هو لك . فقال: ( لقد أخذته ) ثُمّ تجاذب معي الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) الحديث ،فسألني : ( يا جابر ، هل تزوجت بعد ..؟ ) فقلت : نعم يا رسول الله فقال : ( أثيباً أم بِكراً ..؟ ) قلت: بل ثيباً ، فقال : ( أفلا جارية بكراً تُلاعبها وتلاعبك ..! ) فقلت : يا رسول الله إن لي أب قد أُصيب يوم بدر وترك لي سبع بنات ، فلمّا أردت الزواج ، نكحت امرأة جامعة تجمع رؤوسهن وتقوم على خدمتهن ، فقال لي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( أصبت إن شاء الله ،.... أما لو وصلنا صراراً ( موضع على بُعد ثلاثة أميال من المدينة ) أمرنا بجزورفنُحرت وأقمنا عليها يومنا ذاك ، وسمعت بنا زوجتك فنفضت نمارقها لك ) فقلت : والله يالرسول الله ، مالنا من نمارق ، فقال : (إنها ستكون إن شاء الله فإن أنت قدمت فأعمل عملاً كيساً ) فلمّا جئنا صراراً أمر الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ،بالجزور فذبحت وأقمنا عليها ذاك اليوم ،.... فلمّا أمسي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،دخل بيته ، ودخلت بيتي ، فحدثت زوجتي الحديث الذي دار بيني وبين الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقالت : فدونك لتكمل ما بدأته مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فمّا أصبحت أخذت برأس جملي وذهبت به حتى أنخته على باب مسجد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وعندما خرج من المسجد سأل : ( ما هذا..؟ ) فقالوا له : يا رسول الله هذا جمل جاء به جابر أبن عبد الله ، فقال : ( فأين جابر ..؟ ) فدُعيت فأتيت مسرعاً ، فقال لي : ( يأبن أخي خذ جملك فهو لك ) ثُمّ دعا بلالً فقال له : ( فأذهب بجابر وأعطه أُقية ) .... فذهبت مع بلالً فأعطاني أُوقية وزاد عليها ، فو الله مازال ينموا هذا المال عندي ويُرى مكانه في بيتي ( أصلحت منه من شأن بيتي ، فاشتريت نمارق وكل ما أحتاجه ) ..... ،فهذه قصة جملي مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ( 3 ) أمر عمّار بن ياسر وأبن بشر في حراسة الجيش . وعن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال : خرجنا مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،في غزوة ذات الرقاع ، فأصاب رجل إمراة رجل من المشركين ، فلمّا انصرف رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،قافلاً إلي المدينة ، أتى زوجها ، وكان غائباً عندما أصيبت زوجته ،.... فلمّا أُخبر الخبر ، حلف أن لا ينتهي حتى يهرق في أصحاب رسول الله ( صلي الله وسلم ) دماً ،.... فخرج يتبع أثر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلمّا نزل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، منزلاً قال: ) من رجلاً يحرسنا في ليلتنا هذه ..؟ ) فأنتدب رجل من الأنصار ، فقال: نحن يا رسول الله ، فقال ( فكونا بفم الشعب من الوادي ) وكانا هذان الرجلان هما عمّار بن ياسر وعبّاد بن بِشر ، فلمّا خرج الرجلان للحراسة إلي فم الشعب ،.... قال الأنصاري عباد بن بِشر : يا عمار فلنقسم الليل ، فأي الليل تحب أن أكفيكه ( أحرسه ) أوله أو أخره ..؟ فقال عمّار: أوله . فنام عمّار وترك عبّاد للحراسة في أول الليل ، فقام عبّاد بن بِشر فتوضأ وقام يصلي ، فبينما هو في الصلاة ، إذ ظهر الرجل الذي من قريش مع قوسه ورمي به رمية فجاءت في ظهر عباد بن بِشر وهو قائم يصلي ، فنزعه من جسمه وأستمر يصلي ، فجاءه الرمح الثاني فأصابه ، فنزعه من جسمه مرة أُخرى وأستمر في الصلاة ، فجاءه الرمح الثالث فنزعه وركع وسجد ، ثُمّ نادي صاحبه عمّار بن ياسر وقال له : لقد أُصبت يا عمّار ، فوثب عمّار ولحِق بالرجل ، ولكنه هرب ، فرجع لصاحبه عباد بن بِر وقال له : سبحان الله .!! أفلا أيقضتني أول ما رماك بالسهم ..؟ فقال عبّاد بن بِر : لقد كنت في سورة أقرأها ، فلم أُحب أن أقطعها حتى أُنهيها ، فلمّا تابع علىّ الرمي ، ركعت فلم أستطيع النهوض ، فو الله لولا أن أُضيع مكاناً أمرني رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،بحراسته لقطع السهم نفسي قبل أن أقطع السورة حتى أُنهيها ........ [/color غزوة بدر الآخرة في شهر شعبان للسنة الرابعة للهجرة النبوية الشريفة قال أبن هشام : خرج رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،لميعاد أبو سفيان بن حرب ، في شهر شعبان إلي آبار بدر لملاقاته كما وعده من قبل . فأستعمل على المدينة عبد الله بن أُبى بن سلول . فأقام رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،في بدر ثمانية ليلٍ ينتظر أبا سفيان ، فخرج أبو سفيان مع جيشه لملاقاة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،حتى وصل إلي الظهران ، ثُمّ بدا له في الرجوع إلي مكة ، فقال لقومه: يا معشر قريش ، إنه لا يصلحكم إلاّ عام خصيب ترعون فيه الشجر وتشربون فيه اللبن وإن عامكم هذا عامٌ جدب ، وإني راجع ، فأرجعوا ، فرجع الناس ، فسماهم أهل مكة جيش السويق ، لأنها كانت زادهم الوحيد في هذا العام ...... غزوة دومة الجندل وقد حدثت في شهر ربيع الأول سنة خمسة للهجرة النبوية الشريفة قال أبن هشام : ثُمّ أنصرف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي المدينة قادماً من غزوة بدر الآخرة ، فأقام في المدينة أشهراً حتى مضي ذو الحجة . ثُمّ غزى غزوة دومة الجندل ، فأستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري ، ثُمّ رجع إلي المدينة ، ولوم يلقى كيداً ، فأقام فيها بقية سنته تلك . غزوة الخندق والتي حدثت في السنة الخامسة للهجرة النبوية الشريفة قال أبن هشام : والتحدث عن غزوة الخندق يتأتى بمعرفة الأسباب التى أدت إليها فمن أسبابها أن نفراً من يهود المدينة ومن زعمائهم ومنهم سلاّم أبن الحُقيق وحُيى أبن أخطب وكنانة أبن أبي الحُقيق وهوذة أبن قيس الوائلي وأبو عمّار الوائلي ، في نفر من يهود بني النضير ونفر من وائل وهم الذين حزبوا الأحزاب على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فخرجوا حتى قَدِموا على قريش بمكة . فدعوهم إلي حرب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقالوا : يا معشر قريش نحن سنكون معكم عليه ، حتى نستأصله ، فقالت قريش : يا معشر يهود ، إنكم أهل الكتاب الأول وأهل العلم ، وأنتم علمتم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد ، فنسألكم أفديننا خير أم دينه .. ؟ فقالوا ببُهت : بل دينكم خير من دينه !!! وأنتم أولى بالحق منه ، فأنزل الله سبحانه وتعالي على نبيه الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،حيث قال تعالي: { ألم ترى إلي الذين أُتوا نصيباً من الكتاب * يؤمنون بالجبت والطاغوت * ويقولون للذين كفروا هؤلاءِ أهدى من الذين آمنوا سبيلا * أُولئك الذين لعنهم الله * ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا ....} إلي قوله تعالي: { أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله * فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم مُلكاً عظيماً * فمنهم من آمن ومنهم من صد عنه * وكفي بجهنم سعيراً ........}. فلما قالوا لقريش ما قالوا ، سُرت قريش لقول اليهود بخصوص دينهم و لما دعوهم إليه ،..... وهو حرب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فتعاهدوا على ذالك ، واستمرت رحلت اليهود لتحزيب العرب للحرب ، فذهبت إلي غطفان وقيس عيلان ففعلوا ما فعلت قريش معهم ، فتعاهدوا على حرب الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ،فخرجت قريش بدورها واستجمعت قوتها بقيادة أبو سفيان أبن حرب ، وخرجت غطفان وقائدها عيينة أبن حصن والحارث أبن عوف في بنى مُرة ومسعود بن رُخيلة من بني أشجع ، فكانت حصيلة قوة قريش من أهل مكة ومن كل ظال ومن له مصلحة في تدمير الإسلام والمسلمين ، فكان قرابة أربعة وعشرون ألفاً مقاتل تحت راية أبو سفيان أبن حرب . استعداد النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) لحرب قريش وأتباعها من اليهود فلما سمع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بما أجمعت عليه قريش وحلفائها من حربه ، أستشار أصحابه في الطريقة المُثلي لحماية المدينة من قريش وتكون درعاً قوياً ، من هجوم قريش وغطفان من خارج المدينة واليهود من داخل المدينة من وراء صفوف المسلمين ، فيكون بذالك وقوع المسلمين بين فكي رحى فقريش وأتباعها من الخارج في جيش عرمرم ، واليهود من الداخل بخبثهم وخداعهم ، فحينما رأى المسلمون أنفسهم في موقف عصيب ، جمع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أصحابه ليشاورهم في الأمر ... ففي البداية من الطبيعي أجمع كل المسلمون على الدفاع والقتال ،فالمواجهة والقتال يعرفونه جيداً ، أمّا الدفاع والتحصن فكيف يتحصنوا مقابل جيش قريش ، هنالك تقدم رجل طويل الساقين وغزير الشعر ..... وهو الذي كان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،يحبه حباً عظيماً ويكن له أحتراماً كبيراً حتى قال عنه في احدي المرات وهو بين أصحابه وبين آل بيته الشريفة ( سلمان منّا آل البيت ) .... هذا هو الرجل الذي وقف فوق هضبة عالية والمسلمون ينضرون ماذا يفعل ، وهو يتفحص الموقع ، وبنضرة فاحصة على المدينة وكيفية حمايتها ، فلاحظ أنها تقع بين الجبال والصخور العالية والمحيطة بها من كل جانب إلاّ أنه وجد أن هناك فجوة واسعة ومهيأة يستطيع الجيش أن يقتحمها ويدخل إلي المدينة بسهولة ، فلمعت بذهنه الوقاد فكرة واقتراح ، .... أنطلق بها إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقدم له الاقتراح وهو ( حفر الخندق ) .... وكانت هذه الخدعة غير معروفة ومألوفة عند العرب ، وهى عبارة عن حفر خندق يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة ، وبذالك تسلم المدينة من اقتحامها من قِبل قريش وجيشها العرمرم. فأخذ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) برأي سلمان الفارسي ، فباشر المسلمون بحفر الخندق ، فعمل فيه ورغّب المسلمون في الأجر وعمل المسلمون معه ، فمنهم فئة دأب على العمل بجد واجتهاد مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأصحابه الكرام ، ففي الوقت التى ظهرت فيه القلوب المؤمنة الصابرة المحتسبة المجاهدة ، فظهرت القلوب المنافقة إثناء الحفر ... فبدأُو يتململون ويتحججون بالتعب والضعف وعلى عدم قدرتهم على المواصلة في الحفر مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . فأخذوا يتسللون إلي بيوتهم بغير علم النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وكانت حجتهم هى قضاء الحاجة البشرية ، ففي الوقت نفسه يمل المسلون الآخرين بجد واجتهاد وحينما تأتيهم الحاجة لقضائها يستأذنون الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وعندما ينتهون يرجعون مسرعين وكأن أمراً ما قد فاتهم ، فأنزل الله سبحانه وتعالي فيهم وفي غيرهم حيث قال تعالي : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله * وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه * إن الذين يستأذنوك أُلئك الذين يؤمنون بالله ورسوله ، فإذا استأذنوك لبعض شأنهم * فأذن لمن شئت منهم * وأستغفر لهم * إن الله غفور رحيم ...}. ظهور بعض المعجزات إثناء حفر الخندق قال أبن هشام : فكان من حفر الخندق أحاديث بلغتي، فيها من الله سبحانه وتعالي عبرة في تصديق رسوله الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وتحقيق لنبؤته ومنها : ( 1 ) الكدية ( الحجر الكبير ) فحينما بدء المسلمون بحفر الخندق ، أصدموا بكدية ( حجر كبير ) في طريق حفرهم للخندق ، فلم يستطيعوا تجاوزها ، فعملوا بمعاولهم وفؤوسهم فلم يستطيعوا ثنيها وتهشيمها . فاشتكوا ذلك لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فدعاء بإناء من ماء فتفل فيه ، ثُمّ دعا بما شاء الله أن يدعوا به ، ثُمّ نضح ذلك الماء على تلك الصخرة ( الكدية ) ، فتهاوت كأنها لم تكن صخرة من قبل ، فأصبحت كالكثيب ( الرمل ) ، وقال من كان حاضراً هذه الحادثة في حفر الخندق : فو الذي بعثه بالحق نبياً ، لانهالت ( تفتت ) حتى عادت بالرمل ، لا تردُ فأساً ولا مسحاة . ( 2 ) البركة في تمر أبن بِشر حيث حدث أن ابنة بشير بن سعد ، أٌخت النعمان أبن بشير ، أنها قالت : دعتني أمي عمرة بنت رواحة ، في إحدى أيام حفر الخندق ، فأعطتني حفنة من تمر ، ثُمّ قالت لي : أي بٌنية أذهبي إلي أبيك وخالك عبد الله بن رواحة بغذائهما ، فأخذتها ، فانطلقت بها إليهم ، فمررت بالرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأنا ألتمس أبي وخالي ، فقال لي حين مررت به في الطريق : ( تعالي يا بُنية ، ما هذا الذي معك ..؟ ) فقلت: يا رسول الله هذا تمر ، بعثتني به أُمي إلي أبي بشير بن سعد وخالي عبد الله بن رواحة ، يتغذيانه فقال لي : ( هاتيه )،فصببته في كفىّ رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فما ملأهما ، ثُمّ أمر بثوب فبُسط له ، ثُمّ طرح التمر فوقه ثُمّ قال لأحد الموجودين بجانبه : ( أصرخ في أهل الخندق ، أن هلُمّ إلي الغذاء ) فأجتمع أهل الخندق عليه ، فجعلوا يأكلون منه ، وجعل التمر يزيد ، حتى أصدر أهل الخندق عنه ، وأنه ليسقط من أطراف الثوب من كثرته ، فسبحان الله ..... ( 3 ) البركة في طعام جابر أبن عبد الله حيث قال جابر أبن عبد الله : عملنا مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،في الخندق ، فكانت عندي شُويهه ( شاة ) ليس بالسمينة ، فقلت لزوجتي ، والله لو صنعناها لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فرحبت بذالك ، فذبحت تلك الشاة ، وطحنت لنا شيئاً من شعير ، فصنعت لنا به خُبزاً ، فشويناها ، فإذا أمسينا رجعنا | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:40 pm | |
| الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوتي مُحبي سيرة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم بعد ان عرفنا وعرّفنا الاحبة بما حصل في غزوة الخندق وما تبعها من احداث نواصل في هذا الجزء الخامس من الفصل السادس بقية سرد الغزوات التي اتت بعد غزوة الخندق .... بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله غزوة بني قريظـــــــة والتي حدثت في السنة الخامسة للهجرة النبوية الشريفة قال أبن هشام : فلما أصبح الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،انصرف عن الخندق راجعاً إلي المدينة ، وكان دخوله يوم الأربعاء ، لسبعة أيام مقيت من ذي القعدة للسنة الخامسة للهجرة النبوية الشريفة ، ووضعا السلاح ، إذاناً بأنتها القتال مع قريش ومن يلوذ بهم من غطفان ،. فلما كان الظهر من نفس اليوم ، والنبي في المدينة ، أتى ( جبريل عليه السلام ) ، للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،معتمراً بعمامة من إ ستبرق ( نوع من الديباج الغليظ ) ، وجاء راكباً بغلة عليها سرج من قطيفة من ديباج . فقال لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ): أوقد وضعت السلاح يا رسول الله..؟ فقال : نعم ، فقال جبريل( عليه السلام ) : فما وضعت الملائكة السلاح بعد ، وما رجعت ألان إلا من طلب القوم .. وإن الله عز وجل يأمرك يا مُحمد بالمسير إلي بني قريظة ، فأني عامد إليهم فمُزلزل بهم ، . أمر النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،مؤذناً ، فأذن بالناس : من كان سامعاً مطيعاً فلا يصلين العصر إلا ببني قريظة . وكان قد أستعمل على المدينة عمرو بن أبي مكتوم . وقدم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، رايته إلي علي بن أبي طالب ،. فاستُقبلت راية الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ببني قريظة بالسب والشتم ، فلما سمع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ذلك منهم قال لهم : ( يا أخوان القِردة ، هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته ..؟ ) فقالوا : يا أبا القاسم ما كنت يوماً جهولاً ، فهذا كان اعتراف منهم بأن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،لم يكن يوماً جهولاً ، ويعلمون ذلك في كتبهم ويصدقون بأنه هو النبي الخاتم للأنبياء ، ولكن تعنتهم وكفرهم بكتبهم وحقدهم عليه ، جعلهم لا يصدقونه حتى وإن جاء مكتوب في كتبهم ، وبالفعل فقد جاء في كتبهم ذلك ولكن هؤلاء هم اليهود ، كفر وتعنت وجهل ..... مشاركة جبريل ( عليه السلام )في هذه الغزوة ففي الطريق إلي بني قريظة ، مرّ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بموقع قرب المدينة يقال له ( الصوريين ) ، فسأل أهلها : ( هل مرّ بكم أحد ...؟ ) وكأنه يعلم من مرّ أنفاً ، فقالوا له : يا رسول الله ، لقد مرّ بنا دحية الكلبي ، على بغلة بيضاء عليها رِحاله ، عليها قطيفة من ديباج ...!! فقال الرسول الكريم : ( ذلك أخي جبريل ( عليه السلام ) ، بُعث إلي بني قريظة يزلزل بهم حصونهم ، ويقذف في قلوبهم الرعب ) . فتكون بذلك هذه أحدى المشاركات الفعلية لجبريل ( عليه السلام ) في الحرب ، وكثيراً ما كان يفعل بأمر من الله سبحانه وتعالي.... نزوله ( صلي الله عليه وسلم ) وابتداء حصاره لبني قريظة وتأجيل صلاة العصر فلما وصل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،لبني قريظة بعد صلاة العشاء الآخر ، ولم يصلوا العصر من ذلك اليوم ، لقوله ( صلي الله عليه وسلم ) ، لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة ، فشغلهم مالم يكن لهم منه بُد في حربهم ، فأبو أن يصلّوا ، فلما وصلوا ، صلّوا العصر ببني قريظة بعد صلاة العشاء الآخر ، فما عابهم الله سبحانه وتعالي بذلك في كتابه ولا عنفهم به رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) . فبدء الحصار على بني قريظة ، حتى أستمر خمسة وعشرون ليلة حتى أجهدهم الحصار وقذف الله في قلوبهم الرعب .... مبادرة كعب أبن أسد إقناع اليهود بالاستسلام فلما طال الحصار على اليهود ، فأجهدهم وأرعبهم الحصار ، وتوقع الأسوأ إن طال الحصار ، فكان حيىّ بن أخطب وهو أحد زعمائهم حيث دخل مع بني قريظة في حصونهم ، حين رجعت عنهم قريش وغطفان . فلما أيقنوا بأن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،غير منصرف عنهم حتى يناجزهم ، فبادر كعب أبن أسد فقال لهم : يا معشر يهود ، لقد نزل بكم من الأمر ما ترون ، وإني عارض عليكم خلالها ثلاثاً ، فخذوا أيها شئتم ، فقالوا: وما هي ..؟ قال : نتبع هذا الرجل ونصدقه ، فو الله لقد تبين لكم أنه النبي المنتظر المُرسل ، وإنه هو الذي تجدونه في كتابكم ، فبذلك تأمنون على دمائكم وأموالكم وأبنائكم ونسائكم . فقالوا له : لا نفارق حكم التوراة أبداً ولا نستبدل به غيره ، قال: فإذا أبيتم على هذه ، فهلم فلنقتل أبنائنا ونساءنا ثُمّ نخرج إلي محمد ، فإن نُهلك ولم نترك وراءنا نسلاً نخشى عليه ، وإن نظهر فلعمري لنجدن النساء والأبناء ، فقالوا: نقتل هؤلاء المساكين ..!! فما خير العيش بعدهم ...؟ فقال إن أبيتم هذه ، فإن الليلة ليلة سبت ، وإنه عسى محمد وأصحابه قد أمنونا في هذه الليلة ، فأنزلوا بنا إليهم لعلنا نُصيب محمد وأصحابه على حين غِرة ، فقالوا : تُفسد علينا سبتنا ، وتُحدث فيه مالم يُحدث قبلنا ، غلاّ ما كان من قبلنا فأحدثوا فيه ، فأصابهم مالم يخفَ عليك من المسخ....! فقال لهم كعب بن أسد وقد يأس منهم : ما بات الرجل منكم منذ ولدته أُمه ليلة واحدة من الدهر حازماً ...!!! طلب اليهود من الرسول الكريم ( صلي اله عليه وسلم ) إرسال أبا لبابة إليهم لاستشارته في الاستسلام قال أبن هشام : فلما أصاب اليهود مما أصابهم من الحصار ، والتوعد من المسلمين بطردهم وفعل فيهم ما كانوا يستحقون . ارتعبوا وخافوا أكثر ماهم فيه من الخوف والرعب ، فبعثوا في طلب أبا لُبابة وهو أبو لُبابة بن عبد المنذر الأنصاري. وهو أحد النقباء ألاثني عشر ،ليستشيروه في أمر الاستسلام للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ليكون رسولهم إلي النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) متحدثاً باسمهم ، فلما وصل إليهم قام إليه رجال اليهود يستغيثونه وأجهشت النساء بالعويل والبكاء والصبيان يبكون في وجهه . فكان ذلك لاستدرار عطف أبا لبابة عليهم ،فقالوا له : يا أبا لبابة أترى أن ننزل على حكم محمد ، فقال لهم : نعم ،ثُمّ وضع يده فأشار بها إلي حلقه ، وكان يقصد الذبح لهم جميعاً . وكان تصرف أبا لبابة هذا ، نابع من أنه عَلِم من الرسول الكريم عليه ( صلي الله عليه وسلم ) ،عندما حُصروا بني النضير حتى أشرفوا على الهلاك ، فبعثوا بشاس بن قيس ، فكلمه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أن ينزلوا على ما نزل بنو النضير من ترك أموالهم والحلقة والخروج بالنساء والذراري وحملت الإبل إلا الحلقة ، فأبي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقال شاس بن قيس : تحقن دماءنا وتسلم لنا النساء والذراري ، ولا حاجة لنا فيما حملت الإبل ، فأبي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،ذلك على أن ينزلوا على حكمه ، ففهم أبا لُبابة من قول الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،لهم بالنزول على حكمه ، إنه أراد قتلهم ، فتصرف على هذا الأساس وأشار بيده على حلقه ، ثُمّ استدرك وقال فيما بعد . فو الله مازالت قدماى من مكانهما حتى عرفت إني خُنت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،ثُمّ أنطلق أبا لُبابة على وجهه ، ولم يأتي إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،حتى أرتبط في أحدى أعمدة المسجد ، وقال لا أبرح مكاني هذا حتى يتوب الله علىّ مما صنعت وعاهد الله على ذلك أن لا أطأ بني قريظة أبداً ولا أُرى في بلد خنت فيه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ..... فلما بلغ رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،خبر أبا لُبابة ، بعد أن أفتقده قال: ( أما أنه لو جاءني لاستغفرت له ، فأما إذا قد فعل ما فعل ، فما أنا بالذي أُطلِقٌهٌ من مكانه حتى يتوب الله عليه ) أستمر أبا لُبابة مرتبط بسارية المسجد ستة ليال ، فكانت إمراته في كل وقت من أوقات الصلاة تأتى فتحله من وثاقه للصلاة ، ثُمّ يعود فيربط نفسه بالجذع ، حتى أتت توبته حيث نزلت على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وهو في بيت أُم سلمة . والحديث هنا لأُم سلمة ( رضي الله عنها ) أنها قالت : سمعت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، من السحر وهو يضحك ، فقلت له : مما تضحك يا رسول الله ...؟ أضحك الله سِنك ، فقال لها : ( تيب ( تاب ) على أبا لُبابة ) فقلت له : أفلا أُبشره يا رسول الله ..؟ قال : ( إن شئت ) فقمت إليه من حجرتي وكان ذلك قبل أن يُفرض علينا الحجاب . فقلت له : يا أبا لُبابة أبشر فقد تاب الله عليك ، فثار الناس ليطلقوه ، فقال لهم : لا والله حتى يكون رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،هو الذي يُطلقني بيده ، فمرّ به الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأطلقه ، وآية توبته هى : { وآخرون اعترفوا بذنوبهم * خلطلوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً * عسى اللهُ أن يتوب الله عليهم * إن الله غفور رحيم ... }. الرجل الذي نجّاه الله بوفائه ورفضه الغدر برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) قال أبن هشام : يقال بأن عمرو بن السعدي ، وهو الذي رفض أن يدخل مع يهود بنو قريظة في غدرهم برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) . فحدث أنه مرّ على محمد بن مسلمة الحرس الذي كلفه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بالحراسة فأعترضه ، فلما رآه قال له : من أنت ..؟ فقال له : عمرو أبن السعدي ، وكان محمد بن مسلمة يعلم ما فعله عمرو أبن السعدي بوفائه بالعهد الذي قطعه مع النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وفي رفضه الدخول مع يهود بني قريظة في الغدر برسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ، : أللهم لا تحرمني إقالة عثرات الكرام ، ثُمّ خلى سبيله وتركه يذهب فخرج على وجهه حتى أتى باب مسجد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بالمدينة تلك الليلة ثُمّ ذهب ، فلم يدرى أين توجه من الأرض إلي يومنا هذا . فذكر محمد بن مسلمة ذلك لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال : ( ذاك رجل نجاه الله بوفائه ) ..... نزول يهود بني قريظة على حكم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) وتحكيم سعد أبن معاذ فيهم فلما أصبحوا اليهود على ما حدث وحصل لهم ن حصار وجوع . لم يبقي أمامهم إلاّ النزول على حكم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فجاءو الاوس وقالوا لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ): يا رسول الله إن يهود بني قريظة كانوا من موالينا دون الخزرج ، وقد فعلت في موالي إخواننا بالأمس ما فعلت ، عندما أستلم بنو قينقاع وكانوا حلفاء للخزرج ، فتشفع فيهم عبد الله بن أٌبي بن سلول عند رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فوهبهم إليه ، فلما كلمه الاوس ، قال لهم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( ألا ترضون يا معشر الاوس أن يحكم فيكم سعد بن مُعاذ ) . فقالوا : فذاك إلي سعد أبن معاذ ، وكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد جعل سعد أبن معاذ ، بعدما أُصيب ، في خيمة قريبه من المسجد ، ليتمكن من رؤيته وإعادته وهو مريض ، فوضعه في خيمة إسعاف الجرحى ، تحت مسؤولية إمراة من بني أسلم ، يقال لها ( رُفيدة ) ، كانت مسؤله عن عيادة الجرحى. فلمّا حكّمه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ليكون حكم بينه وبين يهود بني قريظة ، فوافقوا قومه على حكمه ، ووافق اليهود على حكم سعد أبن معاذ . فحملوا الحكم على ظهر حمار وجعلوا له وسادة من صوف ، وكان سعد أبن مُعاذ رجلاً جسيماً جميلاً ، ثُمّ أقبلوا معه إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهم يقولون : يا أبا عمرو أحسن في مواليك يهود بني قريظة ، فأن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، إنما ولاك ذلك لتُحسن إليهم وفيهم ، فلما أكثروا عليه قال: لقد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم ، فرجع من كان معه من قومه إلي دار بني الاشهل ، فنقلوا لبني قريظة ما قال سعد بن معاذ فيهم قبل أن يصل إليهم سعد ، فلما وصل سعد إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وإلي المسلمين ، قال لهم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : ( قوموا إلي سيدكم ) ....!!!!! فقاموا إليه ، فقالوا : يا أبا عمرو أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد ولاك أمر واليكم اليهود لتحكم فيهم ، فقال سعد بن معاذ : عليكم بذلك عهد الله وميثاقه ، أم الحكم فيهم لما حكمت ، فقالوا : نعم ، فقال وعلى من هاهنا ، وهو يقصد الناحية التي فيها رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو مُعرض عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) إجلالاً وتقديراً له ، فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( نعم .. ) فقال سعد بن مُعاذ : فأني أحكم فيهم أن تُقتل الرجال وتُقسم الأموال وتُسبي الذراري والنساء ...... فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة ( سموات ) ) فأستجاب الله سبحانه وتعالي لسعد بن مُعاذ ، حينما جُرح وطلب من الله سبحانه وتعالي وقال : اللهم أن كنت قد أبقيت من حرب قريش شيئاً ، فأبقني لها ، فأني لا قوم أحبُ إلىّ أن أجاهدهم من قوم قد آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه من أرضه ، وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فأجعل ما أصابني اليوم طريقاً للشهادة ، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة .... وهكذا لم يمت سعد أبن معاذ ، حتى شُفىَ صدره وأنتقم من بني قريظة ، فكان جُرح سعد أبن مُعاذ يزداد خطراً كل يوم ، بل كل ساعة ، وذات يوم ذهب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،لعيادة كالمعتاد فوجده في لحظاته الأخيرة ، فأخذ برأسه ووضعه في حجره وأبتهل إلي الله قائلاً : ( اللهم أن سعد قد جاهد في سبيلك ، وصدّق رسولك وقضي الذي عليه فتقبل روحه بخير ما تقبلت به روحاً ... ) . فهطلت كلمات رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) هذه على روح سعد أبن معاذ برداً وسلاماً ، فمات متأثراً بجراحه بعد شعر من إصابته ، في عمر( السابع والثلاثين ) ، فكانت مدة إسلامه ستة سنوات ، كلها خدمة وجهاد في سيل الله وقال أبن إسحاق : فلما أنقضى شأن بني قُريظة ، انفجر الجُرح الذي في ذراع سعد أبن مُعاذ فنزف كثيراً حتى سبب في استشهاده ، فمات شهيداً كما يحب أن يكون ، وعند وفاته جاء جبريل ( عليه السلام ) إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، حين توفي سعد أبن مُعاذ ، من جوف الليل معتمراً عمامته المصنوعة من إستبرق ، فقال له : يا محمد من هذا الميت الذي فُتحت له أبواب السموات ، وأهتز له العرش .....؟!!! ( ومعني اهتزاز العرش هو الاستبشار روحه الطاهرة ) . فقام رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، سريعاً يجر ثوبه ، إلي سعد أبن مُعاذ ، فوجده قد مات ، وقد كان سعد أبن مٌعاذ رجلاً بادناً جسيماً ، ولقد تحدثوا من حظروا جنازته : ما حملنا من جنازة أخف منه . فبلغ ذلك رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقال : ( أن له حملة غيركم ، والذي نفسي بيده ، لقد استبشرت الملائكة بروح سعد أبن مُعاذ. ). وعن جابر أبن عبد الله أنه قال : عندما دُفن سعد أبن مُعاذ ونحن مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، سبح رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فسبح الناس معه ، ثُمّ كبر فكبّر الناس معه ، فقالوا : يا رسول الله لِما سبحت ...؟ فقال : لقد تضايق على العبد الصالح قبره ، حتى فرجّه الله عنه ، وفي حديث عن عائشة ( رضي الله عنها ) أنها قالت : قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( أن للقبر لضمّه ، ولو كان أحد ناجياً منها لكان سعد أبن مُعاذ .....) .... تنفيذ حكم الله ورسوله على يهود بني قريظة فأمر رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،بهم فاستنزلوا ، وحبسوهم بالمدينة في دار لبنت الحارث يقال لها ( كيسة بنت الحارث بن كريز بن عبد شمس ) وكانت تحت مسيلمة الكذاب ، ثُمّ خلف عليها عبد الله بن كريز ، وهى من بني النجار ،... ثُمّ خرج رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي سوق المدينة ، التي هي فيها اليوم ، فأمر بحفر خنادق فيها ، ثُمّ بعث إليهم ، فضربت أعناقهم في تلك الخنادق ، حيث يُخرج بهم إليه أرسالاً ( طائفة بعد طائفة ) وفيهم عدو الله حيى أبن أخطب وكعب بن أسد رأس القوم ، وقد بلغ عددهم مابين ( الست مائة ) و( ألثمان مئة ) ،فلما اجتمعوا قالوا لكعب بن أسد ، وهم يُذهب بهم أرسالاً إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، : يا كعب ما تراه يُصنع فينا ..؟ فقال لهم : أفي كل موطن لا تعقلون ..؟ الا ترون الداع لا ينزع ، وإنه من ذهب به منكم لا يرجع ..؟ هو والله القتل !!! فلم يزل بهم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،على ذلك ، حتى فرغ منهم ، ثُمّ أُتىَ بعدو الله حُيى بن أخطب وله حُلة له تُضرب إلي الحُمرة ، قد شقها عليه من كل ناحية ، ومربوطة يداه إلي عنقه ، فلما نظر إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال : والله ما لمت نفسي في عداوتك ولكنه من يخذل الله يُخذل ، ثُمّ أقبل على الناس وقال : أيها الناس أنه لا يأس من أمر الله ، كتاب وقدره وملحمة كتبها الذي على بني إسرائيل ، ثُمّ جلس فضُربت عنقه ، أما النساء فلم تُقتل إلاّ أمراة واحدة ...... ذالك لأن كل نساء اليهود أصبحن سبايا للمسلمين ، هُنّا وأولادهن ، بالإضافة لما كانوا يملكون ، أمّا التي قُتلت فلأنها قتلت أحد المسلمين ، فرمت عليه رحا فقتلته ، وهو خلاد بن سويد .. والحديث هنا لعائشة أُم المؤمنين ( رضي الله عنها ) أنها قالت : والله لم يُقتل من نسائهم إلاّ أمراة واحدة ، ووالله إنها لعندي تتحدث معي وتضحك وتنقلب ظهراً وبطناً من الضحك ، ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يقتل رجالها في السوق ، إذ هتف هاتف بأسمها : أين فلانة ، فقالت : أنا والله فقلت لها : ويلك مالك ..؟ فقالت : أُقتل ، فقلت : ولما ..؟ قالت : لحدث أحدثته ، فأنطُلق بها ، فضُربت عنقها وهى زوجة الحسن القرظي ، وهى التي طرحت ( الرحا ، على خلاّد بن سويد ) فقتلته ، فوالله ما أنسى عجباً منها ، طيب نفسها وكثرة ضحكها وقد عرفت أنها ستُقتل ....... تقسيم غنائم وفيء بني قريظة بعد أبادتهم قال أبن إسحاق : ثُمّ أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بعد إنتها الغزوة ، جمع أموال بني قريظة ونسائهم وأبنائهم ، وقام بتقسيمها على المسلمين ... وقد حدد القسمة في ذلك اليوم . لتكون سهمان للخيل وسهمان للراجل . وأخرج منها الخُمس ، فكان للفارس ثلاثة أسهم . للفرس سهمان ولفارسه سهم . وللراجل ، من ليس له فرس ، سهم . وكانت الخيل يوم قُريظة ستة وثلاثون فرساً ، وكان أول فيء وقعت فيه السهمان ، وأخرج منها الخُمس . فأصبحت هذه سُنة ( صلي الله عليه وسلم ) ، في تقسيم المغانم ، ثُمّ بعث رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، سعد أبن زيد الأنصاري ، أخا بني هبد الاشهل بسبايا من سبايا بني قُريظة إلي نجد ، فأبتاع لهم بها خيلاً وسلاحاً ، إلاّ سبية واحدة وأسمها ريحانة ، فقد اصطفاها النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لنفسه ......... شأن ريحانة بنت عمرو بن جنانة مع النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) فكانت المرأة الوحيدة من نساء يهود بني قُريظة . التي اصطفاها النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لنفسه . وهى ( ريحانة بني عمرو بن جُنانة ) . أحدي نساء بني عمرو بن قريظة ، فكانت عند رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى توفي عنها وهى في مُلكه ،الذي ارتضته لنفسها . وقد كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،قد عرض عليها أن يتزوجها ويضرب عليها الحجاب ، فقالت : يا رسول الله بل تتركني في مُلكك ، فهو أخف علىّ وعليك ، فتركها ، وقد كانت حين سباها ، قد تعصّت بالإسلام ، وأبت إلاّ اليهودية . فقام رسول الله باعتزالها ، ووجد في نفسه لذلك من أمرها ، ولم يجبرها على شيء تكرهه . وفي أحد الأيام ، بينما هو جالس مع أصحابه ، إذ سمع وقع نعلين خلفه ، فقال : ( إن هذان النعلين لأبن سمية ، يبشرني بإسلام ريحانة ) ... وبالفعل فقد صدقت نبؤته ( صلي الله عليه وسلم )... فقد جاءه ليبلغه بإسلام رحيانة حيث قال له: يا رسول الله ، لقد أسلمت ريحانة ، فسرّه ذلك وسُعد بإسلامها ....... شهداء المسلمين يوم الخنـــــــــــدق قال أبن هشام : وقد أستشهد يوم الخندق من المسلمين : ( 1 ) سعد أبن معاذ ===== ( 2 ) عبد الله بن سهل ( 3 ) الطفيل أبن النعمان===== ( 4 ) ثعلبة أبن غنيمة ( 5 ) كعب أبن زيد . وشهداء المسلمين يوم بني قريظة ( 1 ) خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو وهو الذي طرحت عليه ‘إمراة من بني يهود ، زوجة حسان بن قريظة ، وهي المرأة الوحيدة التي قُتلت من اليهود . ( 2 ) أبو سنان بن مُحض . أمّا قتلى المشركين ( 1 ) منبه بن عثمان بن عبيد===== ( 2 ) نوفل بن عبد الله بن المُغيرة ( 3 ) عمرو أبن عبد وُدّ . إسلام عمرو بن العاص وخالد أبن الوليد قال أبن هشام : أمّا ما كان من أمر عمرو بن العاص ، عندما أسلم فقد قال بنفسه: لمّا انصرفنا مع الأحزاب الذين اشتركوا في غزوة الخندق ، جمعت رجالاً من قريش ، كانوا يرون رأيي ، ويسمعون منىّ ، فقلت لهم : تعلمون والله إني أرى أمر محمد يعلوا علواً كبيراً منكراً ، وأني قد رأيت أمراً ، فماذا ترون فيه ..؟ قالوا : وماذا رأيت ..؟ فقلت : رأيت أن نلحق بالنجاشي لنكون عنده ، فأن ظهر محمد على قومنا كنّا عند النجاشي ، فأنّا نكون تحت يدي النجاشي ، أحبُ إلينا من أن نكون تحت يدي محمد ، وإن ظهر قومنا ، فمن قد عرفوا ، فيأتينا منهم إلاّ خيراً ، فقالوا : إن هذا الرأي ، فقلت : اجمعوا لنا ما نهدية إلي النجاشي ، فأنه كان يُحب أن يُهدي إليه من أرضنا ( الجلود ) ، فجمعنا له جلوداً كثيرة ، ثُمّ خرجنا حتى قَدمنا عليه ، فو الله إنّا لعنده ، إذا جاءه عمرو أبن أُمية الضُمري ، رسولاً للنجاشي من رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ليكلمه بخصوص جعفر أبن عبد المطلب وأصحابه ، فدخل عمرو بن أُمية على النجاشي ثُمّ خرج من عنده ، فقلت لأصحابي : هذا عمرو بن أُمية الضُمري ، فلوا إذا دخلت على النجاشي وسألته أن يعطيني إياه لأضرب عنقه ، فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجرأت منها ، حيث قتلت رسول رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فدخلت على النجاشي ، فسجدت له كما كنت أصنع ، فقال لي : مرحباً يا صديقي عمرو ، أأهديت إليّ من بلادك شيئاً ..؟ . فقلت له : نعم أيها الملك ، قد أهديت إليك جلوداً كثيرة كما تحب ، ثُمّ قربت الجلود إليه ، فأعجبته واشتهاها ، ثُمّ قُلت له : أيها الملك ، إني قد رأيت رجلاً خرج من عندك لتوه ، وكان يقصد ( عمرو أبن أُمية الضُمري ) وهو رسول رجل عدو لنا ، فسلمه لي لأقتله ، فأنه أصاب من أشرافنا وأخيارنا . فقال النجاشي وقد بدء عليه الغضب ورفع يده فضرب بها أنفه دليل على الغضب الشديد من قولي له ذلك ، فأحببت لو انشقت الأرض وبلعتني على أن أقول له ذلك الكلام ، ثُمّ قلت له : أيها الملك لو أعلم بأن كلامي ذلك تكرهه لما قلته لك ولما سألتك ، فردّ علىّ : ياصديقى أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر ( الوحي ) الذي كان يأتي لموسي أبن عمران ، لتقتله...!!!! فقلت أيها الملك : أهو كذلك هو...؟ فقال : ويحك يا عمرو أطعني وأتبعه ، فأنه والله لعلى الحق ، وليظهرنّ على من خالفه ، كما ظهر موسى على فرعون وجنوده ، فقلت : أفتبايعني له على الإسلام ..؟ قال : نعم ، فبسط يده فبايعته على الإسلام ، ثُمّ خرجت لأصحابي وقد حال رأي عمّا كان عليه ، وكتمت إسلامي ، ثُمّ خرجت عامداً إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلقيت خالد أبن الوليد ، وكان ذلك قبل الفتح وهو مُقبل من مكة ، فقلت له : أين يا أبا سليمان ...؟ فقال : والله لهذا استقام وتبين الطريق ، وإن الرجل لنبيّ صادق ، أذهب يا عمرو وأسلم فحتى متى ..؟ فقلت له : والله ما جئت إلاّ لأسلم ، فقدمنا المدينة على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فتقدم خالد أبن الوليد فأسلم وبايع ، ثُمّ دنوت فقلت : يا رسول الله ، إني أُبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( يا عمرو بايع فإنّ الإسلام يجُب ما كان قبله ، وإن الهجرة تجُب ما كان قبلها ) فبايعته ثُمّ انصرفت وهكذا أتم الله على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وعلى المسلمين فتح بني قريظة في ذي القعدة وصدر من ذي الحجة والحمد الله .... غزوة بني لحيان قال أبن هشام: ثُمّ أقام الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بالمدينة ، في ذا الحجة ومحرم وصفر وشهري ربيع الأول والثاني وخرج في حمادي الأول على رأس ستة أشهر ن غزوة بني قريظة ، قاصداً قبيلة بين لحيان. يطالب بأصحاب الرّجيع ، خُبيب أبن عدىّ وأصحابه ، فأظهر أشاع أن يريد الشام ، وذلك ليصيب من بني لحيان على حين غِرة . وأستعمل على المدينة عمرو أبن مكتوم ، فسلك على غراب ( جبل ن ناحية المدينة ) ، على الطريق إلي الشام ، ثُمّ على محيص ثُمّ عجل المسير سريعاً حتى نزل على عُران وهى منازل بين لحيان وغُران هو وادٍ بين أنج وعسفان ، إلي بلد يقال لها ( ساية ) فوجدهم قد تحذروا واجتمعوا على رؤؤس الجبال ، فلما نزلها رسول لله ( صلي الله عليه وسلم) ،وأخطأهم على ما أراد من إتيانهم على حين غِرة وقال : ( لوأنا هبطنا عُسفان لرأى أهل مكة أنا قد جيئنا مكة ) فخرج في مئتى راكب ن أصحابه حتى نزل عسفان ، ثُمّ بعث فارسين من أصحابه حتى بلغا كُراع الغميم ( موضع بناحية الحجاز ) ثُمّ كدّ وراح رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، عائداً ، وكان جابر أبن عبد الله يقول : سمعت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يقول حينما رجع من غزوة بني لحيان : ( آيبون ، تائبون أن شاء الله لربنا حامدون ، أعوذوا بالله من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال ) . غزوة ذي قردَ فلما قَدِمَ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي المدينة قادماً من غزوة لحيان ، فلم يبقي في المدينة الاّ ليالي قليلة ، حتى أغار عُيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري ، في خيل من غطفان ، على لِقاح لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بموضع من ناحية الشام ،وكان فيها رجل من بني غَفار وإمراة له يحرسان أبل الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) . فقتلوا الرجل وأخذوا المراة مع أبل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، والرجل هو أبن أبي ذر والمراة اسمها ليلي ، فكان أول من عَلِم بهذه الغارة ، هو سلمة بن عمرو بن الاكوع ، حيث ذهب يريد الغابة متوشحاً قوسه ونبله ، ومعه غلام لطلحة بن عبد الله ومعه فرس يقوده ، حتى وصل إلي المكان ، فصعد على ثنية الوداع ، فنظر إلي بعض خيولهم ، فأشرف في ناحية ( سلع ) فصرخ : وأصباحاه ،ثُمّ خرج يشتد في آثار القوم حتى يلحق بهم ،فجعل يردهم بالنبل ويقول إذا رمى : خذها وأنا أبن الاكوع ، فاليوم يوم الرُضّع .. فبلغ ذلك الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، صياح الرجل ، فصرخ بالمدينة : الفزاع .. الفزاع ، فتزاحمت الخيول واجتمعت إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم) ، فكان أول من وصل من الفرسان إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،هو المقداد بن الأسود ،وكان أول فارس وقف على الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، بعد المقداد بن الأسود هو عباد بن بشر بن وقش ، وسعد أبن زيد ، وأسد بن حظير ، وعكاشة بن مُحصن ، ومحرز بن نضلة ، وأبو قتادة الحارث بن الربعي ، وأبو عياش ( عبيدة بن زيد بن الصامت ) ، فلما اجتمعوا إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، أمّر عليهم سعد أبن زيد ، فقال له : ( أخرج في طلب القوم ، حتى ألحقك بالناس ) ... فأستعمل على المدينة عمرو بن مكتوم ، فنظر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فوجد فرس يمطتيها أبي عياش معاذ بن ماعيص ، فقال له : ( لو أعطيت فرسك هذا لأحد أغرس منك ) . فقال له : يا رسول الله أنا أفرس الناس ، ثُمّ ضرب الفرس فانطلقت به قليلاً حتى طرحته بالأرض ، فتعجب من قول رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) له ، أعطي فرسك لما هو أفرس منك ، وأنا أقول أنا أفرس الناس ، فأخذها رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأعطاها لأحد الفرسان الاخرين ، فكان أول فارس لحق بالقوم هو محرز بن نضلة ، فلما أدركهم فوقف لهم بين أيديهم ، ثُمّ قال : قفوا يا معشر بني اللّكعية ، حتى يلحق بكم من ورائكم من أدباركم من المهاجرين والأنصار ، فأغتاضوا لقوله فحمل عليه أحدهم فقتله ، فلما تلاحق المسلمون بأرض المعركة ، دار بينهم قتال ، وأنتصر المسلمون ، وتمّ استرجاع المرأة والرجل الذي من غفار مع بعض السرح ( الإبل التي أغاروا عليها ) فوصل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى نزل بجبل ( بذي قَرَدْ ).... وتلاحق الناس وأقام عليه يوماً وليلة ، فقال له سلمة أبن الاكوع : يا رسول الله ، لو سرحتني في مئة رجل لأستنقذت بقية الإبل ، وآخذ بأعناق القوم ..؟ فقال له رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( إنهم الآن يشربون في غطفان ( أي أنهم قد وصلوا إلي ديارهم ) . ثُمّ أقبلت المرأة الغفارية التي أُنقذت ، على ناقة رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،حتى وصلت إليه فأخبرته بخبر ها فلما فرغت قالت : يا رسول الله إني قد نذرت لله أن أنحرها إن نجاني الله عليها ، فقال لها بعد أن تبسم لقولها : ( بئس ما أجزيتها أن حملك الله عليها ، ونجّاك بها ثُمّ تنحرينها ...!! إنه لا نذر في معصية الله ولا نذر فيما لا تملكين ، إنما هي ناقة من إبلي ، فأرجعي إلي أهلك على بركة الله ) ..... تقسيم ما أفاء الله به عليهم في هذه الغزوة فقسم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،الفيء على أصحابه ، فجعل في كل مائة رجل جزوراً ، فأقام عليها، ثُمّ رجع إلي المدينة ...... شهداء غزوة ذي قَرَد من المسلمين فقد استشهد ثلاثة من المسلمين في غزوة ذي قَرَد وهم : ( 1 ) أبن أبي ذر ( الذي كان على إبل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ) ( 2 ) محرز أبن نضلة . ( 3 ) وقاص بن محرز المدلجي قتلى المشركين أما قتلي المشركين في هذه الغزوة. هم:
( 1 ) حبيب بن عُيينة بن مُحصن ( 2 ) الحارث بن الربع ( 3 ) عمرو بن أُبار ( 4 ) أُبار أسماء أفراس المسلمين التي شاركت في غزوة ذي قَرد أما الأفراس التي شاركت في هذه الغزوة فهم كالأتي : ( 1 ) لاقق --------فرس سعد بن زيد ( 2 ) بعزجة ------فرس المقداد أبن الأسود ( 3 ) ذو اللمّة------فرس عكاشة أبن مُحصن ( 4 ) لمّاع-----فرس عبّاد أبن بِشر ( 5 ) حزوة------فرس أبي قتادة ( 6 ) مسنون------فرس أسيد بن حظير ( 7 ) حُلوة------ فرس أبي الياس غزوة بني المصطلق قال أبن هشام : فأقام الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بالمدينة ، بعد أن رجع من غزوة ذي قَرِد ، بعض من حمادي الآخر ورجباً ، ثُمّ غزا بني المطلق ، وهم من بني خُزاعة ، وكان ذلك في شعبان للسنة السادسة للهجرة النبوية الشريفة ، وأستعمل على المدينة أبو ذر الغفاري ... وبخصوص تاريخ الغزوة ، فقد أُختلف فيه فمنهم من يقول ، حدثت هذه الغزوة في السنة الخامسة للهجرة النبوية الشريفة ، أمّا أبن هشام وأبن إسحاق فقد ذكرها ، أنها وقعت في السنة السادسة للهجرة ..... أسباب غزوة بني المصطلق ما وكان من أسباب حدوث هذه الغزوة ، أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بلغة أن بني المصطلق يجتمعون له. وكان قائدهم الحارث بن أبي ضرار وهو أبو ( جويرية بنت الحارث ) زوجة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فيما بعد ، فلما سَمِعَ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ذلك منهم ، خرج إليهم ، حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له ( المُريسيع ) ، من ناحية الساحل ، فتزاحف الناس وأقتتلوا ، فتم إنتصار المسلمين على بني المصطلق ، فقُتل من قٌتل منهم ، وأخذ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أموالهم ونسائهم ........ شِعار المسلمين يوم غزوة بني المصطلق وكان شِعار النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، والمسلمين يوم بني المصطلق : يا منصور ...يا منصور .... أمِتْ ...... أمِتْ ... شهداء المسلمين يوم بني المصطلق وقد أُصيب من المسلمين رجل يقال له ( هشام بن حُبابة ) ، فقد أُصيب خطأً ، حيث أصابه رجل من الأنصار من رهط عبادة بن الصامت . أمّا قتلي المشركين وقد أُصيب من بني المصطلق ، يومئذ أُناس كثير ، ومنهم رجل يقال له مالكاً وأبنه ، فقد قتلهما على بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، وقُتل فارس من فرسانهم يقال له ( أُحيمر ) فقد قتله عبد الرحمن بن عوف .... ما حدث من أمر عبد الله بن أبىّ بن سلول في غزوة بني المصطلق فلما ورد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،من ذلك الماء ووردت الناس معه ، تقدم أجير لعمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، يقال له جهجاه بن مسعود ، وهو يقود فرسه ، متجهاُ إلي الماء فازدحم مع سنان بن وبر ، أحد حلفاء الخزرج فاقتتلا ، فصرح الجهمي : يا معشر الأنصار ، وصرخ جهجاه : يا معشر المهاجرين ، فغضب المنافق عبد الله بن أُبىّ بن سلول ومعه رهط من قومه وقال : أوقد فعلوها المهاجرين ..؟ نعم ، لقد نافرونا وكاثرونا في بلادنا ، فو الله ماأعدّنا جلابيب قريش ( الذين أسلموا من قريش ) ، إلاّ كما قال الأول : سمّن كلبك يأكلك..! أما والله لئن رجعنا إلي المدينة ليخُرجنّ الأعز منها الاذل ، ثمّ أقبل على من حضر معه من قومه ، وقال لهم: هذا ما فعلتم بأنفسكم ، أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالهم ، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوّلوا إلي غير داركم ، فسمع زيد بن أرقن ، وقد كان غلاماً حدثاً كان حاضراً معهم سامعاً ما قال عبد الله بن أُبىّ بن سلول ، فأنسلّ من بينهم ، ثُمّ مشي مسرعاً إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأخبره بما قال أبن سلول ، وكان عند رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،عمر بن الحطاب ( رضي الله عنه ) ، فغضب وقال : يا رسول الله مُر به عبّاد بن بِشر فليقتله ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ): فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ...!! لا ولكن أذن بالرحيل والعودة إلي المدينة وكان ذالك في ساعة لم يكن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يرتحل فيها ، فأرتحل الناس ، فلمّا سمع عبد الله بن سلول ، أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،قد عَلِم بما قال ، مشي إليه ، فحلف له بأغلظ الأيمان أنه لم يقل ذلك الكلام ، وإن هذا الكلام صدر من غلام ( زيد بن الأرقم ) وهو صغير في السن ولا يفهم شيئاً ولا يؤخذ بكلامه ، فقال من حضر رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،من الأنصار : يا رسول الله ، عسى أن يكون الغلام قد أوهم في حديثه ، ولوم يحفظ ما قال الرجل ، وكان هذا دفاعاً عن أبن سلول ، فسار النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلقيه أُسيد بن حضير ، فحياه بتحية النبوة ، وسلّم عليه ثُمّ قال :
يا نبي الله ، والله لقد رُحت في ساعة مُنكرة ، ما كُنت تروح فيها ، فقال له رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : ( أما وصلك وبلغك ما قال صاحبكم ..؟ ) فقال : وأي صاحب ..؟ فقال: ( أبن سلول ) فقال : وما قال..؟ فقال : ( زعم أنه إن رجع إلي المدينة لُخرجن الأعز منها الاذل ) فقال: فأنت يا رسول الله والله تُخرجه منها إن شئت ، هو والله الذليل وأنت العزيز ، يا رسول الله أرفق به ، فو الله لقد جاءنا الله بك ، وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه ، فأنه ليرى أنك سلبته مُلكاً ... وفي إثناء سيره ( صلي الله عليه وسلم ) ، هبت ريح شديدة آذتهم وتخوفوها ، فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : ( لا تخافوها ، فأنما هبت لموت عظيم من عظماء الكفّار ..) فلما قدموا إلي المدينة ، وجدوا رفاعة بن زيد أحد رجال بن قينقاع وكان عظيماً من عظمائهم مات في ذالك اليوم .. فنزلت سورة ذكر الله فيها المنافقين وعلى رأسهم عبد الله بن أُبىّ بن سلول ومن كان على مثل أمره ، فلما نزلت أخذ رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بأذن زيد بن أرقم ، ثُمّ قال له: ( هذا الذي أوفي لله بأذنه ...) فبلغ ذلك الامر إلي( عبد الله ) أبن عبد الله أُبىّ بن سلول ، وماكان من أمر أبيه فقال لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،يا رسول الله أنه قد بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أُبى ّ بن سلول فيما بلغك عنه ، فأن كنت لابدّ فاعلاً فمُرني به ، فأنا أحمل إليك رأسه ، فو الله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبرّ بوالده منّى ، وإني أخشي أن تأمر به غيري لتقتله ، فلا تدعني نفسي أنظر إلي قاتل عبد الله بن أُبىّ ، يمشي في الناس ، فأقتله رجلاً مؤمناً برجل كافر ، فأدخل النار ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ( بل ترفق به وتحسن صحبته ما بقى معنا.. ) . فكان عبد الله بن أُبى بن سلول إذا أحدث أمراً عاتبه قومه ولاموه وعنفوه ...... أمر سبايا وأموال بني المصطلق وما حدث لجويرية بنت الحارث وكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد أصاب من بني المصطلق ، سبياً كثيراً وأموال وفىُّ كثير ، فقسمّه بين المسلمين ، وكان من ضمن من أُصيب من السبايا من بني المصطلق ( جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار ) ، فلما قسّم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، السبايا بين المسلمين ، وقعت جويرية بنت الحارث في سهم لثابت بن قيس الشمّاس ، فكاتبته جويرية على نفسها ، وكانت جويرية إمراة حلوة المعشر وجميلة ، لا يراها أحد إلاّ أخذت بنفسه ، فأتت لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، تستعينه في كتابها ، والحديث هنا للسيدة عائشة ( رضي الله عنها ) أنها قالت : فو الله ماهو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها ،( أي استغربت من مجيئها ) وعرفت أنه سيرى ( صلي الله عليه وسلم) ، منها ما رأيت ، فدخلت عليه وقالت له : يا رسول الله ، أنا جويرية بنت الحارث بن ضرار ، سيد قومه وقد أصابني من البلاء مالم يخف عليك ، فوقعت أسيرة لثابت بن قيس الشماس ، فكاتبته على نفسي ، فهل لك أن أستعينك على كتابتي ، فقال( فهل لك في خير من ذلك ..؟) فقالت : وما هو يا رسول الله ..؟ فقال لها( أقضي عنك كتابك وأتزوجك ) ، فقالت : نعم يا رسول الله ، قال( قد فعلت ) ، فخرج الخبر للناس أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،قد تزوج من جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار ، فقال الناس : أصهار رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ..!! يجب أن نترك كل سبايا أصهاره وأموالهم ، فلقد أُعتق بزواجها من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، مئة من أهل بيت بني المصطلق ، فما أعلم إمراة كانت أعظم على قومها بركة منها ..... إسلام الحارث بن ضرار ( أبو جويرية بنت الحارث ) بعدما قَبِل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقبلت السيدة جويرية بنت الحارث في الزواج من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بعدما أنصرف من غزوة بني المصطلق ومعه جويرية بنت الحارث ، فأودعها لأحد الصحابة للمحافظة عليها ، فلما قَدِم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي المدينة ، أقبل أبوها وهو الحارث بن أبي ضرار بفداء لأبنته جويرية ، فلما كان بالعقيق نظر إلي التي جاء بها لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،لفداء أبنته ، فأعجبه من كل الإبل ، بعيرين ، فغيبهما عن بقية الإبل في شِعب من شِعاب العقيق، ثُمّ أتى إلي النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقال له : يا محمد ، أصبتم أبنتي ، وهذا فدائها ، فقال له النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: فأين البعيرين اللذان غيبتهما بالعقيق في شِعب كذا وكذا ..؟ ) فقال له الحارث : أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمد رسول الله ، فو الله ما أطلع على ذلك إلاّ الله ، فأسلم الحارث وأسلم معه أبنائه وناس من قومه ، وأرسل إلي البعيرين ، فجاء يهما ، فدفع الإبل إلي النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ودُفعت له أبنته جويرية بنت الحارث ، فأسلمت ، وحسُن إسلامها ، فخطبها النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي أبيها ، فتزوجها أياها وأصدقها أربعمائة درهم ، ثمّ أقبل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، من سفره ، وكانت معه عائشة في سفره في غزوة بني المصطلق ، ففي رحلة العودة هذه حدث أمر لعائشة ( رضي الله عنها ) وهو خبر الإفك ، عفاها الله منه.......... الله صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم تسلمينا كثيراً الي هنا اخوتي الكرام نتوقف قليلاً علي امل اللقاء مجدداً باذن الله لمواصلة سرد سيرة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ونتوقف في خبر الافك الظالم الذي مس امنا عائشة وبرأها الله سبحانه وتعالي في عليائه ....... الي ذلك الحين اقول لكم بارك الله لي ولكم وجعل مانقوم به خالصاً لوجهه الكريم وفي ميزان حسناتنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
| |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:41 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السادس ...ج6 الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد ان عرفنا وتعرفنا علي بعض الغزوات والتي كانت اخرها غزوة بني المصطلق وامر سبايا واموال بني المصطلق وما حدث لجويرية بنت الحارث نأتي في هذه الجزء السادس من الفصل السادس لامر من الأمور المهمة والتي كان لها شأن عظيم في التأريخ الاسلامي وفي السيرة النبوية الطاهرة والتي استخدمها اعداء الاسلام في محاربته وجر وراءه من في قلوبهم مرض فأتخذوا حديث اللإفك والبهتان والكذب علي الفاضلة الشريفة السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) وسيلة من وسائلهم الرخيصة في محاربة آل بيت الحبيب المطصفي صلي الله عليه وسلم ...... ففي هذا الجزء سيتم سرد الوقائح الحقيقة وما كان فيها في هذا الامر مع الدخول في موضوع الصٌلح بين المسلمين وقريش وماتبعه من احداث ونبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي اشرف من حملت به امرأة ذكر حديث الإفك وبدء مرحلة الصُلح بين المسلمين وقريش حديث الإفك في غزوة بني المصطلق سنة ستة للهجرة والحديث هنا للسيدة الفاضلة عائشة ( رضي الله عنها ) حيث قالت: كان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،معتاداً أذا خرج للسفر ، أقرع ( عمل القُرعة ) على من تخرج معه من نسائه ، فأيتهنّ خرج سهمُها ، خرج بها معه ، فلمّا كانت غزوة بني المصطلق ، أقرع بين نسائه ، كما كان يصنع ، فخرج سهمي عليهّن معه ،.... فخرج رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وكانت النساء ... اذ ذاك يأكلنّ العُلق ( ما بقي من الغذاء أو العشاء ) ، وكنت إذا رحلت رُحل لي بعيري ( جُهز لي ) أرحل في هودجي ، ثُمّ يأتي القوم الذين يُرحلون لي بعيري ويحملونني ، فيأخذون بأسفل الهودج ، فيرفعونه ويضعونه على ظهر البعير ، فيشدونه بحباله ، ثُمّ يأخذون برأس البعير فينطلقون به ،..... فلمّا فرغ رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،من سفره ذلك ، وجّه الناس للعودة إلي المدينة ، حتى إذا كان قرب المدينة ، نزل منزلاً ، فبات فيه بعض الليل ، ثُمّ أذّن في الناس بالرحيل ، فأرتحل الناس ، ففي إثناء ذلك خرجت لقضاء حاجتي ، وكان في عنقي عِقدٌ لي فيه خرز من ظفار ، فلمّا فرغت من حاجتي إنسلّ من عنقي ولا أدري ، فلمّا رجعت إلي الرّحل ، ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده ، وقد أخذ الناس في الرحيل ،..... فرجعت إلي مكان قضاء حاجتي للبحث عنه ، فوجدته ، في نفس الفترة جاء الرجال المختصون في الترحيل ، فأخذوا الهودج وهم يضنون إني فيه ، كما كنت أصنع فاعقلوه وشدوه على البعير ، ولم يشكّوا أني ليست فيه ، ثُمّ أخذوا برأس البعير فانطلقوا به ، فرجعت إلي المعسكر ، فلم أجد فيه لا داعٍ ولا مجيب ، فقد أنطلق الناس ، عندها تلففتُ بجلبابي ثُمّ أضجعت في مكاني ، ..... لأني أعرف أنه لو افتقدوني لرجعوا إليّ ، فو الله إني مضجعة إذ مرّ بي صفوان أبن المعطل الأسلمي ، وكان قد تخلف لبعض حاجته فلم يمشي مع الناس إثناء رحيلهم ، فرأى سوادي فأقبل حتى وقف علىّ ،وقد كان يراني قبل أن يُضرب علينا الحجاب ، فلمّا رآني وأنا متلففة في ثيابي ، قال : إنّا لله وإنّ له راجعون ضعينة رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ثُمّ قال : ما خلّفك يرحمك الله ...؟ .... فلم أكلمه ، ثُمّ قرّب البعير وقال لي : اركبي ، وأستأ خر عنّى حتى ركبت ، وأخذ برأس البعير فأنطلق سريعاً ليلحق بالناس ، فو الله ما أدركنا الناس ، وما أُفتقدت حتى أصبحت ، ونزل الناس فلمّا أطمأنوا ، طلع الرجل ليقود بي ، فمن هنا قال أهل الإفك ما قالوا ، فأرتعج المعسكر ، ووالله ما أعلم بشيء من ذلك ، ثُمّ قَدِمنا المدينة ، فلم ألبث أن أشتكيت شكوى شديدة ، ولا يبلغني من ذلك شيء ،..... ثُمّ انتهي الحديث إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي أبويّ ، فلم يذكروا لي منه قليلاً ولا كثيراً ، إلاّ إني قد أنكرت من رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،بعض لطفه ورحمته بي عندما أشتكى ، فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك ،...... فأنكرت واستغربت ذلك منه ، حيث كان إذا دخل علىّ وعندي أُمي وهي ( أُم رومان ، وأسمها زينب بنت دُهمان من بني فِراس بن تميم ) أعرض عنى وقال : ( كيف أنتم..؟ )، فلا يزيد على ذلك ، حتى وجدت في نفسي ، فقلت له حينما رأيت ما رأيت من جفاه مني: يا رسول الله ، لو أذنت لي فانتقلت إلي أُمي فمرضتني ..؟ فقال : ( لا عليك ) ، فانتقلت إلي أُمي ، ولا أعلم بشيء مما كان ، حتى شُفيت من وجعي بعد بضع وعشرون ليلة ، وكنّا قوماً عرباً لا نتخذ في بيوتنا هذه الكُنُف ( أماكن خاصة لقضاء الحاجة ) التي تتخذها الأعاجم ، لأننا كنّا نعافها ونكرهها ، إنما كنّا نذهب في فُسح المدينة ، وإنما كانت النساء يخرجنّ كل ليلة لقضاء حوائجهن ، فخرجت في ليلة لبعض حاجتي ومعي أُم مُصطح بنت أبي رهم أبن المطلب أبن عبد مُناف ،...... وكانت أُمها أبنت صخر بن عامر ،...... وهى خالة أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه) ووالله إنها لمشي حتى تعثرت فوقعت فقالت : تَعِس مسطح( وأسمه عوف ) ، فقلت لها والله لبئس ما قلتي في حق رجل من المهاجرين ، وقد شَهِد بدر ، فقالت : أو ما بلغك الخبر يا بنت أبو بكر ، فقلت : وما الخبر ..؟ فأخبرتني بالذي كان قول أهل الإفك ، فقلت : أو قد كان هذا ..؟ فقالت : نعم والله لقد كان ، فو الله ما قدرت أن أقضي حاجتي ورجعت ، فو الله مازلت أبكي حتى ضننت أن البكاء سيصدع كبدي ، وعندما وصلت قلت لأمي : يغفر لك الله ، لقد تحدث الناس بما تحدثوا به ، ولم تذكري لي شيء مما قالوا ، فقالت : أي بُنية هوني عليك الشأن ، فو الله مثل ما كانت إمراة حسناء عند رجل يحبها ولها ضرائر ، ألاّ كَثُرت وكثُر الناس عليها .... ثُمّ قام الرسول الكريم : ( صلي الله عليه وسلم ) ، في الناس خطيباً ، ولا أعلم بذلك ، فحمد الله وأثني عليه ، ثُمّ قال : ( أيها الناس ، ما بال رجال يؤذنني في أهلي ، ويقولون عليهم غير الصدق ، والله ما علمي منهم إلاّ خيراً ، ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلاّ خيراً ، وما يدخل بيتاً من بيوتي إلاّ هو معي ) . وكان حديث الإثم عند عبد الله بن أٌبىّ بن سلول ، في رجال من الخزرج مع الذي قال مسطح وحمنة بنت جحش ، وذلك أن أختها زينب بنت جحش كانت عند رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ولم تكن من نسائه إلاّ إمراة تناصبني في المنزل عنده غيرها ، فأمّا زينب فعصمها الله تعالي بدينها ، فلم تقل إلاّ خيراً ، وأمّا حمنة بنت جحش فأشاعت من ذلك ما أشاعت تُضادي لأختها ، فسقط ذلك ، فلمّا قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، تلك المقالة ، قال أسيد بن خضير : يا رسول الله إذ يكونوا من الاوس نكفيكهم ، وإن يكونوا من إخواننا من الخزرج فمُرنا بأمرك ، فو الله إنهم لأهل أن تُضرب أعناقهم ، فقام سعد أبن عبادة ، وكان قبل ذلك يُري رجلاً صالحاً ، فقال : فهذا لعمر الله لا نضرب أعناقهم ، أما والله ماقلت هذه المقالة ، إلاّ أنك قد عرفت أنهم من الخزرج ولو كانوا من قومك ماقلت ذلك ، حتى كاد يكون بين الاوس والخزرج شراً ، ونزل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... فدخل علىّ ، ثُمّ دعا علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) وأسامة بن زيد ، فأستشار هما في هذا الأمر، فأما أسامة بن زيد فأثني علىّ خيراً وقال : أهلك يا رسول الله ولا تعلم منهم إلاّ خيراً وهذا الكذب والبُهت والباطل الذي أُتهمت به ، وأمّا علي فأنه قال: يا رسول الله إن النساء كثير وأنك قادر على أن تستخلف غيرها ( تتزوج بأخرى ) ولكن أسأل جاريتها ( بُريرة ) ، فستصدقُك الخبر ، فدعا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم) ، ( بُريرة ) يسألها ، فقام إليها على بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) فضربها ضرباً شديداً وهو يقول لها : أصدقي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقالت بُريرة : والله ما أعلم إلاّ خيراً ، وما كنت أُعيب على عائشة شيئاً ، إلاّ إني كنت أعجن عجيني ، فآمرها أن تحفظه فتنام عليه ، فتأتي الشاة فتأكله ، فلمّا سمع منها رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،.. ما قالت ، قام ودخل علىّ وقال: ( يا عائشة ، إنه قد كان ما قد بلغك من قول الناس ، فأتقي الله ، وإن كنت قد ارتكبت سؤاً مما يقول الناس ، فتوبي إلي الله ، فأنه يقبل التوبة عن عباده ) فو الله ماهو إلاّ أن قال لي ذلك ،حتى أرتفع دمعي ، ما اُحس منه شيئاً ، فانتظرت أبوىّ أن يُجيبا عني رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فلم يتكلما ، ووالله لأنا كنت أحقر على نفسي وأصغر شأناً من أن ينزل الله فىّ قُرآناً يُقرأ في المساجد ويُصلى به ، ولكني قد كنت أرجوا أن يري رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في نومه شيئاً يُكذب ما سمعه عني ، ليعلم إني بريئة مما يقولون ، فلمّا رأيت أبواي لا يتكلمان بشيء يدافعان به علىّ قلت لهما: الا تُجيبان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ...؟ فقالا : والله ما ندري بماذا نجيب ، فو الله لا أعلم شيئاً كبيراً قد دخل على آل أبو بكر الصديق مثلما دخل عليهم ما حصل لي ، فلم يبقي لي إلاّ أن أستعبرت وبكيت بكاءً مُراً وقلت : والله لا أتوب إلي الله مما ذكرت أبداً ، والله يعلم أني بريئة منه لأقولنّ ما لم يكن ، ولئن أنا أنكرت ما يقولون لا تصدقونني ، ثُمّ أستحضر في ذهني أسم النبي يعقوب ( عليه السلام ) ، فقلت : سأقول ما قال أبو يوسف لأخوة يوسف ( صبراً جميلاً والله المستعان على ما تصفون ) ، فو الله ما برح رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، مكانه حتى تغشّاه من الله ما كان يتغشّاه ، فسُجيّ بثوبه ووضعت له وسادة من أدم تحت رأسه ، فأمّا أنا حينما رأيت من ذلك ما رأيت ، فو الله ما فزعت ولا باليت ، لاني أعرف بأني بريئة ، وأن الله سبحانه وتعالي غير ظالمي ،.... أمّا أبواى فقد كانا في حال من الرُعب الشديد ، مخافة أن يأتي تأكيد لحصول الأمر ، ثُمّ نهض رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فجلس وأنه لينحدر منه العرق كالفضة في يوم شاتٍ ، فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول : ( أبشري يا عائشة ، فقد أنزل الله سبحانه وتعالي براءتك ) ، ثُمّ تلا الآيات الكريمة حيث قال تعالي :{ أن الذين جاءوا بالإفك عُصبة منكم * لا تحسبوه شراً لكم * بل هو خيراً لكم * لكل إمرىء منهم ما أكتسب من الأثم والذين تولي كُبره منهم له عذاب عظيم .) ...... وكان ذلك في عبد الله بن أُبي بن سلول ، ثُمّ قال تعالي : ( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنين والمؤمنات بأنفسهم خيراُ ... } ، أي أنهم قالوا كما قال أبو أيوب وزوجته عندما سمعوا حديث الإفك ،عندما قالت له زوجته أُم أيوب : يا أبا أيوب ، ألا تسمع ما يقوله الناس في حق عائشة ..؟ فقال أبا أيوب خالد بن زيد : نعم ، وذلك الكذب ، أكنت يا أُم أيوب فاعلة ...؟ فقالت : لا والله ما كنتُ لأفعله ، فقال لها أبا أيوب : فعائشة والله خيرُ منك ....؟ فسبحان الله فكأن أبا أيوب قال أن فعلت زوجتي الفاحشة ، فلن تفعلها عائشة !!! فمن هنا نزلت في آل بيت أبا أيوب هذه الآيات لتكرمّه على حُب آل بيت الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ).. ثُمّ قال تعالي :{ إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواههم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم .}...... فلما نزلت هذه الآيات الكريمة ،...... لتبرئة السيدة الفاضلة عائشة ( رضي الله عنها )،قال أبوها أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) : والله لا أُنفق على من أشاع الخبر وكان يعني سطيح ، شيئاً مما كنت أنفقه عليه فيما سبق ، ... بعد الذي أشاعه وقال ما قال على أُم المؤمنين السيدة الفاضلة عائشة ( رضي الله عنها ) ..... فنزلت آيات كريمة على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، حيث قال تعالي: { ولا يأتل أُولوا الفضل منكم والسيعة أن يؤتوا أُلي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا * الا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ... } ،..... فقال أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) : بلي والله إني لأُحب أن يغفر الله لي ، .... فرجّع إلي سطيح نفقته التي كان ينفق بها عليه ........ أبيات شعرية لحسّان بن ثابت يعتذر فيها لما قاله في حق عائشة مُهذبه قد طيب الله خيمـها وطهرها من كل سوء وباطل فأن كنت قد قلت هو الذي قد زعمتم فلا رفعت سوطي إليّ أناملي وكيف وودي ما حييتُ ونصـــــــرتي لآ رسول الله زين المحافلِ أمر الحديبية وآخر السنة السادسة للهجرة قال أبن هشام : ثُمّ أقام الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بالمدينة ، شهر رمضان وشوال ، ثّمّ خرج في ذي القعدة معتمراً ، يريد العُمرة ولا يريد حرباً ولا قتال ..... فأستعمل على المدينة ( نُمياة بن عبد الله الليثي ) ، فأستنفر العرب ومن حول المدينة من أهل البوادي من الأعراب، ليخرجوا معه ، خشية من قريش أن يعترضوه طالبين الحرب ، أو يصدوه عن زيارة البيت الحرام ، فخرج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بمن معه من المهاجرين والأنصار في عدد يتراوح مابين ( الألف وخمسمائة ، الألف وستمائة ) ليس معهم سلاح إلاّ السيوف في أغمادها ، حاملاً معه الهدى والذي بلغ عدده قرابة سبعمائة بُدنة وصول الخبر إلي قريش
عن سير النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) فلما خرج النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى إذا كان بعُسفان ( منطقة بين الجحفة ومكة ) ، لقيه بشر أبن سُفيان لكعبي فقال له : يا رسول الله إن قريش قد سمعت بمسيرك فخرجوا معهم العوذ المطافيل ( الإبل الحديثة الولادة ) ،.... والمطافيل ( الإبل ومعها أولادها ) ، وقد لبسوا جلود النمور ، وقد نزلوا بذي طُوى ( موضع قرب مكة ) ، يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم أبداً ، ومعهم خالد بن الوليد في خيلهم قد قدموا بها إلي كُراع النعيم ( موقع بين مكة والمدينة ) ،.... فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : ( يا ويح قريش ، لقد أكلتهم الحرب ، ماذا عليهم لو خلّوا بيني وبين سائر العرب ، فأن هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا ، وإن أظهرني الله عليهم ، دخلوا إلي الإسلام وافرين ، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة ، فما تظن قريش ، فو الله لا أزال أُجاهد على الذي بعثني الله به ، حتى يُظهره الله أو تنفرد هذه السالفة... ( وهم السولالف من الشعر التى في صفحة الوجه )) ثُم قال : ( من رجل يخرج بنا على طريق غير طريقهم التي هُم بها.؟ ) . فتقدم رجل من قبيلة أسلم فقال له : أنا يا رسول الله ، فسلك بهم طريقاً وعراً كثير الحجارة بين الشيعاب ، فلما خرجوا منه ، وقد شقّ ذلك على المسلمين ، ثُمّ أفضوا إلي طريق سهلة عند مفترق الوادي ،..... فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ): ( قولوا نستغفر الله ونتوب إليه )... فقالوا ذلك ، وقال لهم : والله إنها للحِطّه ( الكلمة التي قالتها بنوا إسرائيل ، معناها ، اللهم حُط علينا ذنوبنا ... )..... التي عُرضت على بني إسرائيل ، فلم يقولوها ) ثُمّ أمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقال : ( اسلكوا ذات اليمين بين ظهري الحُمص على ثنية مهبط الحديبية من أسفل مكة ) ، فسلك الجيش ذلك الطريق ، فلمّا رأت جيش قريش غُبار جيش المسلمين ،هُلعوا وارتعبوا ، رجعوا راكضين إلي قريش ، ثُمّ خرج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بالناس حتى سلك في ثنية المُرار ( قرب الحديبية ) ،..... عندها بركت ناقته ( صلي الله عليه وسلم ) فقيل عنها بأنها خلأت ( تعبت من المسير ) ، ولا تستطيع المضي قُدماً في المسير فأصبحت تمشي بغير هُدى ، فقال : ( ما خلأت وما هو لها بخُلق ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة ، لا تدعوني قريش اليوم إلي خِطة يسألونني فيها صِلة الرحم إلاّ أعطيتهم إياها )........ ثُمّ قال للناس : ( أنزلوا ) ، فقيل له : يا رسول الله وما بالوادي ماء ننزل عليه ( أي لا توجد فيها أبار مياه )،عندها أخرج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، رمح من كنانته وأعطاه لرجل من أصحابه ( ناجية بن جُندب أبن عمير ) ، و هو سائق بُدن ( أغنام) الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فنزل به في قليب ( بئر ) ، فغرزه في جوفه ، فجاش ( أرتفع ) بالماء الكثير ، حتى ضرب الناس عنه أماكن لشُرب الإبل ، ...... فلما أطمأن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأطمأن الناس معه ، عندها بدأت قريش في إرسال الرُسل لمعرفة ما يدور في أفكار النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأصحابه ، وعن أسباب خروجهم في هذا العدد الكبير ، بالإضافة إلي محاولة تهديده ، وثنيه عن ما جاء لأجله رُسل قريش التي بعثت بها للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) قال أبن هشام : فأرسلت قريش عدد من الرُسل للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لمعرفة وجهته ولتحذره من المسير لمكة ، فأرسلت : ( 1 ) بُديل بن ورقاء الخُزاعي وهو رجل مع رجال من بني خُزاعة ، فقالوا لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ): ماذا جاء بك ..؟ فقال لهم : ( لم آت أُريد حرباً وإنما أتيت زائراً للبيت ومُعظماً لحرمته )... فرجعوا إلي قريش وقالوا لهم : يا معشر قريش ، إنكم تعلمون أن محمداً لم يأت لقتال وإنما جاء زائراً للبيت الحرام ، فقالوا : وإن يكن جاء ولا يريد قتالاً ، فو الله لا يدخلها علينا عنوة أبداً ، ولا تتحدث بذلك عنّا العرب ....... ( 2 ) مُكرز بن حفص بن الأخفيف. وبعثت قريش إحدى رجالها ، وهو مُكرز بن حفص بن الأخفيف ،رسولاً إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ليستعلم منه ما الذي جاء به ، فلمّا رآه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال: ( هذا الرجل غادر ... !! ) . فلمّا وصل قال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، مثل ما قاله للرسول الذي قبله ، بأنه جاء زائراً ومُعظماً للبيت الحرام ولم يأتي لحرب أو قتال ، فرجع مُكرز إلي قريش وقال لهم ما سمعه من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ....... ( 3 ) الحُليس بن علقمة أبن زيّان . فأستمرت قريش في بعث الرُسل للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لثنيه لما جاء لأجله ، فأرسلت هذه المرة الحُليس بن علقمة ، وقد كان يومئذ سيد الأحابيش ، وهو أحد رجال بني الحارثة ، فلمّا وصل ورآه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال: ( أن هذا الرجل من قوم يتألهون ( يتعبدون ويعضمون الآلهة ) ، فابعثوا الهدي في وجهه حتى يراه ) . فلمّا رأى الهدي يسيل عليه من الوادي في قلائده وقد أكل أوباره من طول الحبس في محله ، رجع إلي قريش ولم يصل إلي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إعظاماً لما رأى ، فقال لهم : لم يأت محمد لحرب ولا لقتال ، فخلوا بين هذا الرجل وما جاء لأجله ، فقالوا له : أجلس فأنما أنت إعرابي لا يعلم بشيء . فغضب الحُليس عند ذلك وقال : يا معشر قريش والله ما على هذا حالفناكم ، ولا على هذا عاقدناكم ، أيصُد عن بيت الله من جاء مُعظماً له ....!!! والذي نفس الحُليس بيده لتُخلُّنّ بين محمد وبين ما جاء له ، أو لأنفرنّ بالأحابيش نفرة رجل واحد . فقالوا له : مه .. مه .. كفّ عنّا يا حُليس حتى نأخذ لأنفسنا ما ترضى به ..... ( 4 ) عروة بن مسعود الثقفي . ثُمّ بعثت قريش إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،... بعروة بن مسعود الثقفي ، فقال لقريش : يا معشر قريش إني قد رأيت ما يليق منكم من بعثتموه إلي محمد إذا جاءكم من التجنيف وسوء اللفظ ، وقد عرفتم أنكم والد وأنا ولد ، وقد سمعت بالذي نابكم ، فجمعت من أطاعني من قومي ، ثُمّ جئتكم حتى عاونتكم بنفسي ، فقالوا له : صدقت وما أنت عندنا بمتهم ، فخرج عروة بن مسعود الثقفي ، حتى أتى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... وجلس بين يديه وقال له : يا محمد أجمعت أوشاب الناس ( الأخلاط ) ، ثُمّ جئت بهم إلي أهلك وقبيلتك لتكزها بهم ...؟ ، إنها قريش قد خرجت معها العوذ المطافيل وقد لبسوا جلود النمور ، يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عنوة أبداً وأيم الله ، لكأني بهؤلاء قد أنكشفوا عنك غداً . وكان أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ..... بجانب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) فقال: أنحن ننكشف عنه يا عُباد اللات ...؟ فقال عروة بت مسعود : من هذا يا محمد ..؟ فقال هذا أبن قُحافة ) ،فأخذ عروة بن مسعود بلحية الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو يحدثه ، فقال له أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) : أكفف يدك يا عروة عن لحية رسول الله ، قبل أن لا تصل إليك ، فرد عليه المغيرة بن شعبة : ويحك ... ما أفضّك وأغلظك ...! فتبسم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال عروة بن مسعود : من هذا يا محمد ..؟ فقال له : ( هذا أخيك المُغيرة بن شعبة ) ، ثّمّ كلمه وحاوره فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ): ( أننا لم نأت لحرب ولا لقتال بل أتينا لزيارة البيت ولتعظيمه ) ... وفي خلال هذه الفترة التي بقي فيها ... عروة بن مسعود ، بين المسلمين . حضر بعض سلوكيات أصحاب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، مع رسولهم ،ومدى أدبهم في التعامل معه وحبهم العظيم له والتبرك بكل ما يمت للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . فرأى ولاحظ أموراً منها أن ( صلي الله عليه وسلم ) ، لا يتوضأ إلاّ أبتدروا وضوءه ، ولا بصق بُصاقاً إلاّ أبتدروه، ولا يسقط من شعره شيء إلاّ أخذوه. فرجع إلي قريش وهو مبهوت بما رأى ،.... وعرف من أن هؤلاءِ القوم ( المسلمين ) أمرهم غريب وغير طبيعي ، في تعاملهم مع قائدهم ورسولهم ونبيهم محمد وحبهم له بطريقة غير معهودة ، تُبين مدي تشبثهم به والذوذ عنه ، وإلتصاقهم به ، فذهب مُسرعاً إلي قريش ،ينبههم ويصف لهم ما رآه وما سمعه ، فقال لهم : يا معشر قريش ، إني قد أتيت كِسرى في مُلكه وقيصر في مُلكه ، وإني والله ما رأيت ملكاً في قوم قط ، مثل محمد في أصحابه، ولقد رأيت قوماً لا يُسلمونه لشيء أبداً ، فهذا رأيي فيه ..... فأعملوا رأيكم فيه ... رُسل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) إلي قريش ( 1 ) خِراش بن أٌمية الخُزاعي . فبعد رُسل قريش للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )،قرر النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إرسال رُسل لقريش ليتم توضيح ما أراده ، فأرسل خِراش بن أُمية الخُزاعي إلي قريش بمكة ، وحمله على بعير يقال له ( الثعلب ) ، ليبلغ أشراف مكة عنه وما جاء له ، فلمّا وصل خِراش إلي مكة ، هجموا عليه قريش وعقروا بعيره وهو عليه ، وأرادوا قتله ، فمنعتهم الأحابيش ، فخلوا سبيله ، حتى أتى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . ( 2 ) عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ثُمّ دعا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وقال له : سأرسلك إلي قريش لتعلمهم مبتغاي ، فقال له عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : يا رسول الله إني أخاف قريش على نفسي ، وليس بمكة من بني عدىّ يمنعني منهم ، وقد عرفت قريش عداوتي لها وغلظتي عليها ، ولكني أدلك على رجل أعز بها مني ، وهو عثمان بن عفّان فهو أصلح مني لهذه المهمة ........ ( 3 ) عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) . عندها دعا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) ، وأرسله إلي قريش ليبلغهم بمراده ، وبأنه لم يأتي لحرب أو قتال ، وإنما جاء زائراً لهذا البيت ومُعظم له ولحرمته ، فخرج عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) ، متوجهاً إلي مكة ، فلقيه أبّان بن العاص ، عندما دخل مكة ، فحمله بين يديه ، ثُمّ أجاره وحماه حتى بلّغ رسالة رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،إليهم ، فأنطلق عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) ،.... حتى أتى أبا سفيان بن حرب وعظماء قريش ، فبلّغهم عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ما أرسله به ، فقالوا له : يا عثمان إن شئت أن تطوف بالبيت فطّف ، فقال : ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقررت قريش عند هذا التحدي أن تحبس عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) وتمنعه من الرجوع إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ..... فلمّا تأخر عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) ، في الرجوع للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) وصل للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، خبر كاذب بأن عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) قد قُتل ، قال : ( لا نبرح مكاننا ، حتى نناجز القوم ) ..... بيعة الرضوان( بيعة الشجرة ) فلما بلغ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، خبراً بأن عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) قد قتلته قريش ، دعا الناس إلي البيعة ، وقد سميت هذه البيعة ( ببيعة الرضوان ) ، والتي تمت تحت الشجرة ، فتمت المبايعة ، فبايع الناس الرسول الكريم .... ( صلي الله عليه وسلم ) ، ولم يتخلف أحد من المسلمين ، إلاّ الجد بن قيس ، بعدها وصل خبراً لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، مفاده أن عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) لم يُقتل . فكان أول من بايع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في بيعة الرضوان ( الشجرة ) هو أبو سنان الاسدي ( وهب بن مُحصن ) ، وقد بايع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) ، فضرب بإحدى يديه على الأخرى ....... أمر الهُدنة بين الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) وسُهيل أبن عمرو قال أين هشام : فبد أن حصلت مراسلات بين قريش والرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . وما دار بينهم ، قررت قريش أن تبعث هذه المرة مفوضاً لهم ، وهو سُهيل أبن عمرو ، إلي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقالوا له : يا سُهيل أذهب إلي محمداً فصالحه ، ولا يكن في صُلحه إلا أن يرجع عنّا هذا العام ، فو الله لا تُحدث عنّا العرب أنه دخلها علينا عُنوة أبداً .... فذهب سُهيل أبن عمرو إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وعندما وصل رآه النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقال : ( قد أراد القوم الصُلح حين بعثوا هذا الرجل ) .... فوصل سُهيل وتحدث وتفاوض مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ثُمّ جري بينهم الصُلح . وعندما جُهز الأمر ليتم كتابته وتوثيقه في كتاب . وثب عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، لما عَلِمَ فحوى وثيقة المصالحة ،وشعر بأن هناك أمر في المعاهدة فيه ظُلم للمسلمين وإهانة لهم ، وهو إرجاع وعدم استقبال أي مسلم قد أسلم وأراد الالتحاق بالمسلمين في المدينة ، إلي مكة ،في الوقت نفسه يُسمح لأي مرتد يريد اللألتحاق بالمشركين بمكة . فأتى أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) وقال له : يا أبا بكر أليس محمداً برسول الله ..؟ فقال أبو بكر ( رضي الله عنه ) : نعم . فقال : أولسنا بالمسلمين ..؟ فقال : نعم ، قال : أوليس هم بالمشركين ..؟ فقال : نعم ، فقال : فلما نُعطي الدنيّة في ديننا ..؟ فقال له أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) : يا عمر ألزم أمره ....! ثُمّ أتى لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقال له : يا رسول الله ألست برسول الله ..؟ قال : ( بلى ) .....قال : ألسنا بمسلمين ..؟ قال : ( بلى )، قال : أوليس هم بمشركين ..؟ قال : ( بلى ) قال : فلما نُعطي الدنيّة في ديننا ..؟ فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ):: ( أنا عبد الله ورسوله ، لن أُخالف أمره ولن يُضيعني ) ...!! وبعد أن تمت المراسلات ، التي دارت بين الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) وبين قريش ، والتي تخللتها نقاشات وتبريرات ، للوصول إلي صيغة توفيقية ، تكون منفذ للصُلح ، وإيقاف المنازعات والحروب ، وجعلها هُدنة لإراحة الفريقين . فأيقن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بأن هذا الصُلح سيكون فُرصة قيمة جداً للمسلمين ، وللإسلام ، فوافق عليها ،وتمت تحريرها والعمل بها فور كتابتها .... اللهم صل وسلم وبارك علي الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم صلاة دائمة بدوام مُلك الله اخوتي الاكارم نتوقف قليلاً هنا في هذا الجزء علي امر ان نواصل تكملة مادار بين الرسول صلي الله عليه وسلم وبين قريش في امر الهدنة واقرار وثيقة الصلح والتي سُمتيت فيما بعد بصلح الحديبية..... وسيكون هذا التبيان والسرد لهذه الوثيقة في الجزء السابع من الفصل السادس .... الي ذلك الحين اقول بارك الله لي ولكم وجعل مانقوم به خالصا لوجهه الكريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:42 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السادس ...ج7 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد ان تم ذكر وسرد مادار بين الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وكفار قريش في امر الهدنة والصلح لكلا الفريقين حيث وصلوا الي صيغة اساسية ومهمة تكون الاساس في اصدار وثيقة تحفظ حقوق الطرفين وشروطهم وهي وثيقة صلح الحديبية وناتي في هذا الجزء السابع من الفصل السادس لنتوقف قليلاً علي هذه الوثيقة التي كان لها الاثر في الدعوة الاسلامية وما كان لها من فوائد خدمت الدعوة قبل ان تخدم كفار قريش ...... وكا المعتاد نبتديء بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله وثيقة الصلح ( صُلح الحديبية ) وما جاء فيها ثُمّ دعا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) وقال له : أكتب: ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، فقال سُهيل أبن عمرو : لا أعرف هذا ، ولكن أكتب بأسمك اللهم . فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ): ( أكتب بأ سمك اللهم ) ، فكتبها علي ، ثُمّ قال: ( أكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وسُهيل أبن عمرو ) ، فقال سهيل أبن عمرو : لو شهدت بأنك رسول الله لِمَ أُقاتلك ، ولكن أكتب أسمك وأسم أبيك ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ( أكتب ..... هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله وسُهيل بن عمرو) وقد تمّ التوافق في هذا الصُلح على هذه البنود ، وهي : ( 1 ) اصطلحوا على وضع الحرب عن الناس (عشر سنين ) يأمن فيهن الناس ويكف يعظهم عن بعض .... ( 2 ) على أنه من أتى محمداً من قريش بغير إذن وليّهُ ردّهُ عليهم ، ومن جاء قريشاً ممن مع محمداً لم يُردّوه عليه .... ( 3 ) وإن بيننا عيبة مكفوفة ( لا نُبدي العداوة حتى في الصدور ) ... ( 4 ) وإن لا أسلال ولا أغلال ( السرقة والخيانة)... ( 5 ) وإنه من أحبّ أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه ، ومن أراد الدخول في عقد قريش وعهدهم دخل فيه... ( 6 ) وأنك يا محمد ترجع عنّا عامك هذا ، فلا تدخل علينا مكة .... ( 7 ) وأنه أذا كان في العام القابل ( القادم ) ، خرجنا عنك فتدخلها بأصحابك ، فأقمت فيها ثلاثاً ، معك سلاح الراكب ، .... والسيوف في أغمادها ، لا تدخلها بغيرها .... الرجال الذين شهِدوا على الصُلح بين المسلمين والمُشركين فلمّا فرغ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من كتابة وثيقة الصُلح ، أشهد على الصُلح رجالاً من المسلمين ورجالاً من المشركين فأمّا من كان من المسلمين فهم : ( 1 ) أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ( 3 ) علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ( 2 ) عمر بن الخطّاب ( رضي الله عنه ) ( 4 ) عبد الرحمن بن عوف ( رضي الله عنه) وأمّا من المشركين فكانوا : ( 1 ) عبد الله بن سُهيل بن عمرو====( 2 ) سعد أبن أبي وقاص ( 3 ) محمود بن سلمة=====( 4 ) مِكرز بن حفص صلاة النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ونحر هديه وتحليق رأسه وكان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أثناء ذلك يُصلي وهو مُحرم ، فلمّا فرغ من الصًلح ، قام إلي هديه فنحره . ثُمّ جلس فحلّق رأسه وكان الذي حلّقه ( خِراس بن أُمية بن الفضل الخُزاعي ) ، فلمّا رأى الناس أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد نحر وحلّق ، تواثبوا ينحرون ويُحلقون رؤؤسهم .... فعندما رأى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، الناس منهم من حلّق ومنهم من قصّر قال: ( يرحم الله المُحلقين ) :فقالوا: والمُقصرين يا رسول الله ...؟ فقال: ( يرحم الله المُحلقين) ، فقالوا : والمُقصرين يا رسول الله ..؟ قال: ( والمقصّرين ) ، فقالوا : يا رسول الله فلِما ظاهرت الترحيم للمُحلقين دون المُقصرين ...؟ فقال ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( لم يشكّوا ) .... ما نزل من القُرآن الكريم في بيعة الرضوان ( الشجرة ) ثُمّ أنصرف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، راجعاً إلي المدينة ، بعدما تمت مبايعة المسلمين له ، في السمع والطاعة ، وبعد أن منّ الله سبحانه وتعالي عليه ، بالصلح الذي حصل بينه وبين مُشركي قريش . فقد أُعتبر من المكاسب الجليلة للمسلمين ، ليبدأ بذلك بناء الدولة الإسلامية وإرسال الرُسل للدعوة ونشر الدين القويم في أرجاء الجزيرة وإراحة الناس من ويلات الحرب بينهم وبين قريش ليأمن بعضهم بعض . ولو مؤقتاً ، فقد نزلت الرحمة والتأييد الإلهي من الله سبحانه وتعالي في آياته الكريمة من سورة الفتح ، حيث قال تعالي : { إنّا فتحنا لك فتحاً مُبيناً * ليغفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَمَ من ذَنْبكَ وما تأخَرَ * وَ لِيَتِمَّ نعمَتَهُ عَلَيَكَ وَيَهدِكَ صِراطاً مُستَقِماً .....} . أمّا بخصوص البيعة التي بايع فيها المسلمون الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... تحت الشجرة والتي سُميت ببيعة ( الرضوان ) ، فقد أنزل الله سبحانه وتعالي فيها قوله تعالي: {أن الّذيِنَ يُبَايَعُنَك إنّمَا يُبَايَعُونَ اللهُ * يَد اللهُ فَوَقَ أيدِهم * فَمَنْ نَكَثَ فإنمّا يَنْكث على نَفْسِهِ وَمَنْ أوفَى بمَا عَاهَدَهُ عَلَيهِ فَسَيؤُتِهِ أجْراً عَظِمَاً ....... } ثُمّ قال تعالي : { لَقَدْ رَضَيَ اللهُ عن المؤمِنِنَ إذ يُبَايعُونَكَ تَحتَ الشَجَرَةَ * فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبَهُمْ * فأنْزَلَ السَكِنََة عَلَيَهُمْ وَأثَابَهُمْ فَتَحاً قَرِبَاً وَمَغَانِمْ كَثِيرَة يأخُذُنَها * وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِمَاً .......... } ما جري عليه أمر المُستضعفين ....بعد الصُلح فقد حصلت بعض الحوادث لبعض المستضعفين من الذين أسلموا وهُم في مكة ،إثناء عقد الهُدنة بين قريش والرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وكيف انطبقت عليهم احدي بنود الأتفاقيه التي أُبرمت ، وكيف إلتزم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ببنودها بنداً بنداً ، ليعلمنا معني أن يلتزم المؤمن بما يعاهد عليه ، حتى وإن كان ضد نفسه ، فطالما عاهد وأتفق ، فلا مناص من أن يلتزم بما أُتفق عليه ، فمن ضمن هؤلاِ الناس : ( 1 ) أبو جندل بن سُهيل أبن عمرو . فأبو جندل وهو أبن سُهيل أبن عمرو . وكان قد أسلم وأرتضي بالأسلام ديناً ومنهجاً ، وتحديداً إثناء كتابة الصُلح وثيقة ، بين الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وبين أبيه سُهيل أبن عمرو ، ممثل قريش في هذا الصُلح . حيثُ جاء أبو جندل هارباً يريد الألتحاق بالرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وهو مُكبل بالأغلال ، ليلتحق بالمسلمين ، فرأه أبوه سُهيل أبن عمرو ، فأخذه من تلابيبه وضربه على وجهه بقوة ، وجرّه أليه ليرُدهُ إلي قريش . وألتفت إلي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقال له : يا مُحمد ، قد تمت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا ، وبالتالي فهو يسري عليه شرطنا في تسليمه إلينا ويحق علينا تنفيذ بنود الاتفاق ، فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( صدقت ..! ) ، فأخذه سُهيل أبن عمرو يجره من تلابيبه ليُرده إلي قريش ، فما كان من أبنه جندل إلاّ أن صرخ وقال : يا معشر المسلمين أأرُدُّ إلي المشركين ليفتنوني في ديني ...؟ فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ): ( أصبر يا أبا جندل وأحتسب ، فأن الله جاعل لك ولمن معك من المُستضعفين فرجاً ومخرجاً ، إنّا قد عقدنا بيننا وبين القوم صُلحاً ، وأعطيناهم على ذلك ، وأعطونا عهد الله ، وإنّا لا نغدر بهم ) ( 2 ) أبو بصير ( عتبة بن أسد أبن جارية ) وهذا الرجل كان قد قَدِما من مكة بعد أن حُبس فيها ومُنع من أن يلتحق بالمسلمين ، إلي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . فلمّا علموا به أهله ، أنه قد التحق بالمسلمين . كتب فيه أزهر بن عوف والأخنس بن شريق الثقفي ، كتاباً إلي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) ، مع أحد رجالهم ومعه مولي لهم ، وذلك ليتم توصيل طلبهم بتسليم أبو بصير إليهم ، وأخذه إلي مكة معهم . بموجب اتفاق الصُلح الذي تم بين الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقريش ،..... فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... لأبو بصير ( يا أبا بصير إنّا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت ، ولا يصلُح لنا في ديننا الغدرُ ، وإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً ، فأنطلق إلي قومك ، فأن الله سبحانه وتعالي سيجعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً ) ..... فأنطلق أبو بصير برفقة الرجلين ، الذين أتوا بكتاب تسليمه إليهم ، حتى وصلا إلي مكان يقال له ( ذي حويلفه ) ( قرية صغيرة تبعد ستة أميال عن المدينة ) . فجلس أبو بصير مع مرافقية المشركان ، فقال لهم وقد نظر إلي سيف أحدهما : أصارم سيفك هذا يا أخا بني عامر..؟ . فقال له : نعم ، فقال: أتسمح لي أن أنظر إليه ..؟ . فقال : نعم . فأستلم أبو بصير السيف ، ثُمّ هجم عليه فقتله ، فهرب المولى وخرج سريعاً قبل أن يصل إليه أبو بصير ليقتله . حتى أتى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو جالس بين أصحابه ، فلما رآه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال : إنّا هذا الرجل قد رأى فزعاً ... ثُمّ قال له : ويحك .... مالك ...؟ . فقال : لقد قتل صاحبكم صاحبي ، وبعد لحظات ظهر أبو بصير عتبة بن أُسيد متوشحاً بالسيف ، حتى وقف على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقال له: يا رسول الله ، لقد وفت ذمتُك ، وأدي الله عنك ، أسلمتني بيد القوم ، وقد أمتنعت بديني أن أُفتن فيه ، فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( ويل أُمه ، مسعر حرب لو كان معه رجال ....!!! ) . ثُمّ خرج أبو بصير عتبة بن أُسيد ، حتى نزل العيص على ساحل البحر ، بطريق قريش الذي كانوا يأخذونها إلي الشام . فبلغ قول الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، له : ( ويل أمه مسعر حرب لو كان معه رجال ) ، إلي المسلمين الذين أُحتبسوا في مكة ، فأنطلقوا إلي أبو بصير حتى اجتمعوا إليه ، حتى وصل عددهم إلي سبعين رجلاً . فقرروا أن يظيقوا على قريش ، بأن يقتلوا كل قريشي من مكة ، ولا قافلة لقريش إلاّ أخذوها وقطعوا طريقها . وبالفعل حصل ذلك ، حتى وصل الأمر إلي قريش وضاقت ذرعاً بأبو بصير وجماعته . فكتبت قريش إلي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، تستجديه وتسأله بالأرحام أن يقبلهم ويأويهم عنده بالمدينة ليكفوا شرهم عليهم ، وأنهم ( أي قريش ) ليس لهم بهم حاجة . فسبحان الله ، صدق الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عندما قال له ولأصحابه الذين رُدُّوا إلي أهليهم من قريش في مكة ، تنفيذاً لاتفاقية الصُلح ، أصبروا لعل الله يجعل لكم مخرجاً . فقد جعل لهم الله مخرجاً ، بدون أن تُمس بنود الاتفاقية ، لأنها أتت برغبة قريش نفسها ، فطلبت إيوائهم ، فآواهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقدِموا إلي المدينة واستقرت أحوالهم ...... أمّا بالنسبة للنساء المهاجرات بعد عقد الهدنة والصلح بين قريش والرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقد قَدِما على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، طلباً للهجرة إلي الله وإلي الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) . أبى الله أن يُرددْن إلي المشركين ، إذا هنّ أمتحنّ بمحبة الإسلام . فعرفوا إنما هم قد جئن رغبة في الإسلام ، فأمر برد صدقاتهن إليهم إن أُحتبس عنهم ، فأمسك الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، النساء وردّ الرجال ........ توجيه الرُسل للدعوة إلي الإسلام في داخل الجزيرة العربية وخارجها قال الدكتور عبد العزيز سالم الأستاذ المساعد في الأزهر الشريف وصاحب كتاب تاريخ الدولة الإسلامية : فا بالرغم من عِظم شروط صُلح الحديبية وصعوبتها على المسلمين ، فقد أعتبر النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، هذا الأمر فتحاً ونصراً . فقد كسب بهذا الصُلح مكاسب سياسية مهمة منها : ( 1 ) فقد أصبح من حقه أن يدخل إلي مكة في العام القادم معتمراً بدون أن يتعرضوا له ولأصحابه . ( 2 ) كما أُتيح له أن يضم إلي جانبه كثيراً من قبائل العرب وفي ذلك تدعيم لموقفه ، حيث أصبح حر الحركة في التصرف ، وهذا يعتبر إضعاف لموقف قريش . ( 3 ) زد على ذلك أنه بفضل فترة الهدنة والسلم الطويل، والتي حددها الصُلح ( بعشرة سنين ) ، يمكنّه خلالها من تطهير جناحه الشمالي وأن يقضي نهائياً على قوة اليهود في جزيرة العرب ،بطردهم والعمل على حربهم وتأديبهم ، وبذلك يأمن من مؤامراتهم ودسائسهم . ( 4 ) وبهذا الصُلح يكون بأمكان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أن يُكمل حصار مكة تماماً من الجهة الشمالية .... ( 5 ) فبعد أن عقد النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، مع قريش ،صُلح الحديبية ، أتجه إلي اصطناع سياسة خارجية ترمي إلي نشر الدين الإسلامي الحنيف ، في مجالات تمتد خارج دولته في المدينة ، على نطاق الجزيرة العربية ، بل على نطاق أبعد من ذلك فأرسل الرُسل إلي الملوك يدعوهم إلي الإسلام . فصدق الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في رؤيته البعيدة ، وفهمه لأبعاد وفوائد الصُلح ، فكان له ما أراد ...... رُسول رسول الله صلي الله عليه وسلم الي الملوك والأمراء خارج الجزيرة العربية لدعوتهم للاسلام .... فكتب إليهم كُتباً مختومة بخاتمه . فأرسل ( ستة ) من الرُسل في يوم واحد وكان ذلك في مُحرم للسنة السابعة للهجرة النبوية الشريفة ، فكان أول رسول وجهه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي النجاشي ملك الحبشة هو: ( 1 ) عمر أبن أُمية الضُمري ( إلي ملك الحبشة ) حيث أرسله الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بكتابين إلي ( النجاشي ملك الحبشة ) ، ففي أول كتاب ، يدعوه إلي الإسلام ، ويتلوا عليه القُرآن ، والكتاب الثاني ، يطلب فيه منه أن يبعث إليه بمن قبله من المسلمين . ويختار من يرضي عنه ليزوجه ( أُم حبيبة بنت أبو سفيان أبن حرب ) ، فلما وصل للنجاشي الرسول مع الكتابين . أخذ كتاب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) فوضعه بين عينيه ونزل من على سريره وجلس على الأرض ، تواضعاً ، ثُمّ منّ الله عليه بالإسلام وأسلم وشهد شهادة الحق ،..... وكتب إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بإجابته وتصديقه وإسلامه على يد جعفر بن عبد المطلب ، ثُمّ قام بتزويج حبيبة بنت أبو سفيان أبن حرب للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ،وأصدقها النجاشي ( أربعمائة دينار ذهباً ) ، وأرسلها مع الذين أرسلهم من المسلمين في السفينتين .... ( 2 ) دحية بن خليفة الكلبي ( هرقل قيصر الروم ) وأرسل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، رسوله دحية بن خليفة الكلبي إلي هرقل قيصر الروم ، يدعوه فيه للإسلام . وكتب معه كتاباً وأمره أن يدفعه إلي عظيم بصري ليرسله بدوره إلي قيصر ، فلمّا وصل الكتاب لهرقل وقرأه وفهم معناه وما يدعوه إليه ، فكتب ردّه على كتاب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، جاء فيه : إلي أحمد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، الذي بشّر به عيسي ، من قيصر ملك الروم ، أنه جاءني كتابك مع رسولك ، وإني أشهد أنك رسول الله ، نجدك عندنا في الإنجيل ، بشّرنا بك عيسي بن مريم ، وإني دعوت الروم أن يؤمنوا بك ، فأبوا ولو أطاعوني لكان خيراً لهم ، ولوددت أني عندك فأخدمك واغسل قدميك .!!!
( 3 ) عبد الله بن حُذافة السهمي ( كسرى ملك فارس ) حيث أرسله الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي كسرى . يدعوه إلي الإسلام ،وأرسل معه كتاباً ، فلمّا طالع كسرى كتاب النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، مزّقه ،.... فبلغ ذلك النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ما فعل كسرى ملك فارس ، فقال: ( اللهم مزق مُلكه ) ..... فبعث كسرى بدوره إلي باذان عامله في اليمن وقال له : أبعث لهذا الرجل الذي في الحجاز ، وأطلب منه أن يسير إليّ . فبعث باذان للنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أثنين من رجاله ، أحدهما يقال له ( خرخسره ) ، وكتب معهما كتاباً من كسرى ملك الروم يأمر فيه النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... بالمسير إلي كسرى . فدخلا على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فحلقا لحاهما وشواربهما ، فكره النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، النظر إليهما ، فسألهما من فعل بكما ذلك . فقالا: ربنا أمرنا بذلك ( وكانوا يقصدون كسرى ) ، فقال لهما : ( لكن ربي أمرني أن أعُف اللحية وأقص الشارب ) ،... فأعلماه بما جاءؤ لأجله . وقالا له : أن فعلت كتب فيك باذان إلي كسرى وإن أبيت فهو يُهلكك .... فأخر النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، الرد عليهما إلي يوم الغد . فأتاه الخبر من السماء ،من أن الله قد سلط على كسرى إبنه ( شيرويه ) فقتله وأنتزع منه المُلك ، ..... وعندما أتى الغد ، دعاهما الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقال لهما : ( أن الله قد سلط على كسرى إبنه ( شيرويه ) فقتله ، وأن ديني وسلطاني سيبلغ ما يبلغ كسرى ، فقولا لباذان أسلم تسلم ) فرفع رُسل باذان اليمن ، وأخبراه بذلك ، فوردت كتابات ( مراسلات ) بين باذان اليمن وشيروية ، يعلمه بمقتل أبيه كسرى . ويأمره بعدم التعرض للنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . فلما عَلِم باذان بهذا الأمر الصادر من شيرويه ملك الروم الجديد ، أسلم وأسلم معه الكثير من أهل اليمن ومن فارس . ... ( 4 ) حاطب بن أبي بلتعة اللخمي إلي المقوقس نائب هرقل على مصر ) وأرسل النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، حاطب بن أبي بلتعة اللخمي ، إلي المقوقس نائب هرقل على مصر ، يدعوه إلي الإسلام ، فردّ عليه المقوقس بكتاب جاء فيه : قد علمت لأن نبياً قد بقي ، وكنت أضنه سيخرج من الشام . لذلك فقد أكرمت رسولك وبعثت معه إليك بجاريتين لهما مكان في القبط العظيم ، وقد اهديت إليك كسوة وبغلة تركبها ،فقبل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، هديته ، وتزوج أحدى الجاريتين وهى أُم المؤمنين ( مارية القبطية ) . حيث ولدت له ( إبراهيم ) ...... ( 5 ) شُجاع بن وهب الأسدي ( إلي أمير غسّان ) وأرسل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، شُجاع بن وهب الأسدي ، إلي الحارث بن أبي شُمر الغساني ، أمير غسّان ن يدعوه إلي الإسلام ، فلمّا وصله الكتاب . رماه وقال : من ينزع مني مُلكي ...؟ انا سائر إليه ولو كان باليمن جئته ، ثُمّ كتب كتاب إلي كسرى يستأذنه في الخروج لمحاربة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فردّ عليه كسرى بالرفض ينهاه عن ذلك .! فلمّا علم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بما فعل أمير الغساسنة قال: ( باد مُلكه ) ...... ( 6 ) سُليط بن عمرو العامري ( إلي أمير اليمامة ) وأرسل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، سليط بن عمرو العامرى ، إلي هوذه بن علي الحنفي ، أمير اليمامة ، يدعوه إلي الإسلام ، فردّ عليه قائلاً: إن جعل لي الأمر من بعده سرت إليه وأسلمت ونصرته ن وإلاّ قصدت حربه . فقال النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( لا ولا كرامة .. اللهم أكيفينيه ) ...... ( 7 ) الحارث بن عمير الأزدي ( إلي صاحب بصرى ) وبعث الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أيضاً الحارث بن عمير الأزدي ، بكتاب إلي صاحب بصرى ، فلمّا نزل مؤته وهى قرية من قرى البلقاء ، أعترضه شرحبيل بن عمرو الغسّاني أحد أمراء الغساسنة ، فأوثقه وقتله . وبذلك لم يُقتل لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، رسولاً غير الحارث بن عمير الأزدي ، وكان قتل هذا الرسول سبباً في البعثة التي أرسلها إلي مؤتة ...... ( 8 ) عمرو بن العاص ( إلي القبائل العربية ) فأرسل رسلاً آخرين إلي سائر قبائل العرب في الجزيرة العربية يدعوهم إلي الإسلام ، فأرسل ( عمرً بن العاص ) إلي جييفر وعبد إبني إلي الازدريين أميري البحرين يدعوهما إلي الإسلام ، فصدقا به وآمنا وأسلما ، ( 9 ) العلاء بن الحضرمي ( إلي أمير البحرين ) وأرسل ( العلاء بن الحضرمي ) ألي المنذر بن ساوى ، أمير البحرين ، يدعوه إلي الإسلام ، فأسلم المنذر ، وأرسل إلي أقيال اليمن كتاباً يدعوهم فيها إلي الإسلام ، من بينهم الحارث بن عبد كلال وشريح بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال ونعمان بن ذي يزن ومعاقر وهمذان وإلي كندة وإلي بني عمرو بن حمير وإلي جبلة بن الايهم ملك غسان وإلي أساقفة نجران وكهنتهم وإلي أمراء ذي مرحب بحضرموت وإلي قبائل بني قنان بن يزيد الحارثيين وإلي طيىء وإلي جذام وإلي بني زرعة وبني الربعة من جهينة وإلي بني سليم وإلي غيرهم من القبائل العربية والغير العربية ......... قال الدكتور عبد العزيز سالم : واستمرت رسل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،في الطواف على الأمارات والقبائل والمدن والبلدان وأستمر إرسالهم حتى وصل العام . ( الثامن للهجرة النبوية الشريفة ) . وتعتبر رسائل النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي أمراء القبائل والملوك المجاورين للبلاد العربية . نقطة تحول هامة في سياسة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، الخارجية وقد نجحت هذه السياسة ، وبذلك مهدت لتوحيد النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لسائر أنحاء بلاد العرب ، وحدث ذلك في عام الوفود ....... فبذلك نستنتج أن الصُلح كان خيراً وبركة على النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ولم يكن في ظاهره يوضح ذلك ، ولكن كان الظاهر يبين لبعض المسلمين بأنهم ظُلموا في إحدى فقرات الصُلح . والتي كانت تختص بعدم استقبال ولا إيواء كل مسلم أسلم وهو في مكة ،حتى يوافق وليّه على رحيله . ولكن في حقيقة الأمر فقد جعلة هذا الصُلح ، حر ينتقل حيثما يريد ، وبمرأى من قريش ومن سمعهم ، لنشر الرسالة العظيمة التى كلفه بها الله سبحانه وتعالي ،وبترتيب صفوفه والنظر للرسالة الخالدة بمنظار آخر. وهو الدعوة ، بالإضافة الاتفات لليهود وتصفية حسابات المسلمين معهم ، والحرص على عدم تلقى الطعنات منهم في الظهر في المستقبل ، وبهذا فقد نجح بأمتياز ...... اللهم صلي وسلم عليه وعلي آله وصحبه وسلم تسليماً كثراً الاخوة الاكارم نتوقف هنا عند هذا القدر ونواصل بأذن الله تعالي في الجزء الثامن والاخير من الفصل السادس لنتحدث عن مسيرة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم لغزوة خيبر والتي حدثت في السنة السابعة للهجرة النبوية فالي ذلك الوقت استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه نفعني الله وياكم بالقرآن الكريم واجارني الله واياكم من خزيه وعذابه الاليم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:43 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السادس ...ج8 الاخوة الاكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نواصل اخوتي الكرام في الجزء الثامن والاخير من الفصل السادس لنتحدث عن مسيرة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم لغزوة خيبر والتي حدثت في السنة السابعة للهجرة النبوية فنبتديء كالمعتاد ببسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب هذه السيرة العطرة.... ذكر المسير إلي خيبر في محرم للسنة السابعة للهجرة النبوية الشريفة قال أبن هشام : فبعد أن عاد الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، من إنجاز النصر في صُلح الحديبية أقام بالمدينة . في ذا الحجة وبعض من مُحرم ، ثُمّ خرج في بقية مُحرم إلي خيبر ، وأستعمل على المدينة في غيابه ( نُميلة بن عبد الله ألليثي ) . ودفع الراية ( لعلي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) . أما شعارهم في غزوة خيبر هو ( يا منصور ... يا منصور .. أمِتْ .... أمِتْ ) .... وقد كان عددهم ( إلف وستمائة ) راجل واركب ..... وسلك الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ومن معه من المسلمين ، في طريقه إلي حصون اليهود في خيبر ، على جبل يقال له ( عِصر ) ( وهو بين المدينة ووادي الفرع ) ، فبني له فيه مسجداً . ثُمّ إلي ( الصهباء ) ( وهي قرب خيبر) ، ثُمّ أقبل ( صلي الله عليه وسلم ) ، بجيشه حتى نزل بوادٍ بقال له ( الرجيع ) .فنزل فيه ما بين حصون خيبر وغطفان ، ليحول بينهم وبين المدد لأهل خيبر إثناء حصارهم ، لأنهم كانوا على حلف مع يهود خيبر . دعاء الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) عندما أشرف على خيبر وعندما أشرف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على خيبر قال لأصحابه : ( قفوا ) .... وبدأ يدعوا الله فيهم ويقول : ( اللهم رب السموات وما أظللن ... ورب الأرضين وما أقللن ... ورب الشياطين وما أضللّن .... ورب الرياح وما أَذرين .... فإنّ نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها ، ونعوذ بك من شرّها وشرّ أهلها وشرّ ما فيها ) ...... ثُمّ يقول : ( أقدموا بأسم الله ) ..... وكان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يقول هذا الدعاء في كل قرية يدخلها ، وكان إذا غزا قوماً لم يد خل عليهم بليل ( في الليل ) ، حتى يصبحوا ، فإن سمع أذانا أمسك ، وإن لم يسمع أذاناً أغار ... فعندما نزل خيبر ليلاً ، بات ، حتى أصبح لم يسمع أذاناً ، فيركب ويركب معه المسلمون ويغيرون ، ثُمّ يقول : ( الله أكبر .... خَريت خيبر .... إنا أذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المُنذرين ).. ما قاله الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) لأبن الأكوع ودعائه له واستشهاده قال أبن إسحاق : وحدث أن قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو في سفره إلي غزوة خيبر ، ( لعامر بن الاكوع ) : ( أنزل يا أبن الاكوع ، فخذ لنا من هناتك ( أشعارك وأرتجازك وحداءك لأبل ) .. فنزل عامر بن الاكوع يرتجز شعراً لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال : والله لولا اللهُ ما أهتدينا====ولا تصدقنا ولا صلّينا فأنزل سكينة عليــــــــنا=====وثبت الأقدام أن لاقينا فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( يرحمك الله ) ... فقال عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : فقد وجبت هذه الدعوة ، فأستشهد أبن الاكوع يوم خيبر. فلمّا سمعت غطفان بقدوم ونزول الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قرب خيبر ، جمعوا له رجالهم ليتحدوا مع يهود خيبر عليه . فلمّا ساروا مسافة غير بعيدة ، سمعوا هرج ومرج وأصوات قادمة بين أهاليهم وأموالهم ، فضنوا أن القوم قد باغثوهم . فرجعوا على أعقابهم ، فأقاموا بين أهليهم ، وخلّوا بين الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وبين يهود خيبر .. ففتح الله سبحانه وتعالي على رسوله الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ففتح حصونهم حصناً حصناً وأخذ أموالهم مالاً مالاً .... فكان أول حصن فُتح هو حصن ( ناعم ) ... ثُمّ حصن ( القموص ) وهو حصن بني أبي الحُقيق ،... فأصاب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،منهم سبايا وأموال فكان ممن سباهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( صفيه بنت حُيّ بن أخطب ) ،وهى التى ستكون زوجته بعد ذلك .. فقد كانت عند رجل يقال له ( كنانة بن الرّبيع ) . وقد كانت معها في السبي إثنان من بنات عمّها ، فأصطفي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لنفسه ( صفيه ) . وانتشرت السبايا بين المسلمين من يهود خيبر ، ثُمّ أكل المسلمون في هذه الغزوة لحوم الحمير الأهلية .. فقام الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فيهم ، فنهي الناس عن أشياء قد حدثت في هذه الغزوة ،فأراد تبيينها وتوضيحها والنهي عنها ، فأصبحت فيما بعد من أساسيات التشريعات الفقهية المهمة والنافذة في الشريعة الإسلامية ....... الأشياء التي نهى عنها النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) يوم خيبر قال أبن هشام نقلاً عن أبن إسحاق : حيث قام الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في الناس في غزوة خيبر ناهياً المسلمين عن أشياء ، وهذه الأشياء ، أُستحدث وقوعها ، لأن من أساسيات التشريع الإسلامي ، وقواعده الفقهية ، تأتي تواتراً ( أي عند حدوث الأمر ) ، فيري الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، رأيه فيه ، فإما يُنزل الله سبحانه وتعالي فيه قرآناً بالموافقة أو النهي ، وإمّا يقول فيه الرسول الكريم قولاً ، فعندما حدثت في هذه الغزوة بعض الأمور والممارسات الخاطئة ، والتي تمّ حدوثها عن جهل ، أو عن سلوك كان مباح في الجاهلية ، فوجب تصحيحه في الإسلام ، فصحح الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، هذه الممارسات والأمور والعادات فأصبحت فيما بعد من أساسيات التشريع الإسلامي وهي: ( 1 ) أكل لحوم الحمير . ( 2 ) أتيان الحبالى ( الحوامل من النساء ) من السبايا . حيث قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: (لا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر ، أن يسقي ماؤه زرع غيره . ولا يحل لأمرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصيب امرأة من السبي ، حتى يستبرئها ) . ( 3 ) أكل كل ذي ناب من السباع . ( 4 ) وعن بيع المغانم ( اى التى يتم الحصول عليها من الحروب والغزوات ) حتى تُقسم . حيث قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ...... في هذا الأمر : ( ولا يحل لأمرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنمة ، حتى يقسم ) . ( ولا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الأخر أن يركب دابة من فيء المسلمين ، حتى إذا أعجفها ) . ( ولا أن يلبس ثوباً من فيء المسلمين حتى إذا أحلقه ردّه فيه ) .... ( 5 ) النهي عن بيع أو شراء تبر الذهب ( الذهب الخام ) بالذهب العين ( المصقول ) . ( 6 ) وعن تبر الفضة ( الفضة الخام ) بالنقود العينية . حيث قال : ( ابتاعوا تبر الذهب بالورق العين ( النقود ) وتبر الفضة بالذهب العين ) ...... مشاركة النساء المسلمات في غزوة خيبر قال أبن إسحاق : وقد شَهِد خيبر مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، نساء من نساء المسلمين ، والحديث هنا لأمراة من بني النجار ، كانت قد شهدت خيبر ، فقالت : أتيت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في نسوة من بني غِفار ، فقلنا له : يا رسول الله ، قد أردنا أن نخرج معك إلي وجهتك هذه إلي خيبر ، فنداوى الجرحى ، ونعين المسلمين بما أستطعنا ، فقال : ( على بركة الله ) ، فخرجنا معه وقد كنت جارية صغيرة لم يبلغ أوان حلمي ، فأردفنى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على حقيبة رُحله ( ركبت خلفه فوق ناقته ) ، فو الله ، عندما نزل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي صلاة الصبح وأناخ الناقة ، فنزلت منها ، فإذا بها دم منّى ، وكانت أول حيضة حِضتها ، فأستحييت من أن أخبره ، فبقيت مُلتصقة بالناقة وبالمكان الذي كنت أركبه . فلمّا رآني ورأى ما بي ورأى الدم قال : ( مالك ..؟ لعلك نفستي ( حضتي ) ) . فقلت : نعم ، فقال : ( فأصلحي من نفسك ، ثُمّ خذي إناءً فأطرحي فيه ملحا ، ثُمّ أغسلي به ما أصاب الحقيبة (موضع ركوبها على الناقة ) من الدم ثُمّ عودي لمركبك ...!!! ) . فلمّا فتح رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ، خيبر ، جعل لنا نحن النسوة المشاركات في الغزوة ، من الفيء ، فأخذ قلادة بيده الشريفة وعلقها في عُنقي ، فو الله لم تفارقني أبداً ،...!!! . حتى وصل بهذه المرأة أن أوصت ، إن وافتها المنية ( الموت ) ، أن تُدفن معها في القبر حينما تموت ، لحبها للحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، وبالفعل تمّ لها ذلك !! قال أبن إسحاق : فلمّا فتح الله سبحانه وتعالي على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في خيبر فأفتتح حصونها حِصناً .. حِصناً ، وحاز على أموالهم ، هربوا يهودها وتحصنوا بحصنهم ( الوطيح ) .و ( السُّلالم ) ....وكان أخر حصونهم إفتتاحاً من قِبل المسلمين . فحاصرهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهم في حصونهم هذه .( بضعة عشر ليلة ) . حتى إذا أيقنوا بالهلاك ،وعرفوا أن لا مفر من التنازل والخضوع ، سألوه أن ينفيهم وأن يحقن دمائهم . وكان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد حاز أموالهم كلها ، فلمّا سمِع بهم أهل ( فدك ) قد صنعوا ما صنعوا لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، سألونه أن يسيرهم وأن يحقن دمائهم ، على أن يخلوّا له أموالهم ... ففعل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) .... ما حدث ليهود خيبر بعد أن استسلموا للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) قال أبن إسحاق : فعندما فتح الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، حصون اليهود في خيبر ، حِصناً .. حِصناً ، حتى خافوا على أنفسهم ، فطالبوا بتسريحهم وعدم هدر دمهم ، فوافق النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على ذلك بشرط ترك أموالهم وأرزاقهم ، فكان له ما أراد ، ثُمّ جرى أمراً آخر وهو مقاسمتهم ثمار خيبر ، فوافقوا على ذلك ، فانضموا لهم في الاستسلام... للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يهود ( فدك ) و ( وادي القرى ) ( تيماء ) ، وكانت خيبر مما أفأ الله عز وجل به على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فخمسها له والباقي قُسمت بين المسلمين ، ثُمّ نزل من نزل من أهلها على الجلاء بعد القتال ، فدعاهم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقال لهم : أن شئتم دفعت لكم هذه الأموال على أن تعملوها وتكون ثمارها بيننا وبينكم .. وأقرّكم ما أقرّ كم الله ...؟ فقبلوا ،ووافقوا على ذلك ، فكانوا على ذلك يعملونها ( يتاجرون فيها ) وكان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) يبعث عبد الله بن رواحة فيقسم ثمار خيبر ، بينهم وبين بعض بالعدل ، فلمّا توفي النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أقرّها بعده أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) وعاملهم بالمعاملة التى عاملهم بها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى توفي أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، ثُمّ أقرّها بعده عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) في السنوات الأولي من ولايته ، ثُمّ بلغ لعمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال في مرضه الذي قُبض فيه : ( لا يجتمعنّ بجزيرة العرب دينان ...! ) ،..... فقرر الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) أن يجلى اليهود من أرض الجزيرة العربية ، فأرسل إلي يهود خيبر وقال لهم : لقد أذِن الله سبحانه وتعالي في جلائكم ، فقد بلغني أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، .... ( لا يجتمع في أرض الجزيرة دينان ..! ) ، فما كان من اليهود إلاّ أن تجهزوا للجلاء ، فأجلى عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) من لم يكن عنده عهد من رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وبذلك تمّ جلائهم من أرض الجزيرة والحمد الله ... رجوع الرسول ( صلي الله عليه وسلم )إلي المدينة بعد غزوة خيبر فلما فرغ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من غزوة خيبر ويهودها ، أنصرف راجعاً إلي المدينة ، وفي طريقه مرّ بوادي القرى ، فحاصر أهله ليالي ،وكان سكانه أيضاً من اليهود ، فحاصرهم ،... فلما علموا بما صنع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بيهود بخيبر ،ما آلت عليه حالهم وأحوالهم من مذلة ، وما ذاقوا من ويلات أيام الحصار ، من غير أن يحققوا أي أمر من جراء إحتمائهم بالحصون ، وأيضاً بما سمعوه من أن قبائل فدك وتيماء ، هم أيضاً نزلوا على مطالب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، واستسلموا له طائعين لما يريد ، في وسط هذا الأمر وهذه الحالة من الرعب والخوف ، دبّ القلق والخوف على مصيرهم وعاشوا ليالي من الرعب ، فبدء صبرهم بالنفاذ ، وعقولهم بالجمود ، فهكذا هُم اليهود ،طلبوا حياة الخضوع والمهانة على المقاومة والقتال ، ... فلم يُطل على اليهود صبر الحصار فطلبوا من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، الخضوع والاستسلام له ، مثل ما حدث ليهود ( فدك ) و ( تيماء ) ، ثُم أنصرف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عائداً إلي المدينة شهداء المسلمين في غزوة خيبر
وقد أستشهد من المسلمين ، في غزوة فتح خيبر وحصار اليهود ، تقريباً ( عشرون شهيد ) وهم: ( 1 ) ربيعة بن أكتم بن بكير====( 2 ) ثقف أبن عمرو ( 3 ) عبد الله بن الهويب=====( 4 ) رفاعة بن مسروح ( 5 ) محمود بن مسلمة=====( 6 ) الحارث بن حاطب ( 7 ) أبو جناح بن مُرة بن سراقه==( 8 ) أنيف بن حبيب ( 9 ) ثابت بن أثلة=====( 10 ) فضيل بن النعمان ( 11 ) أوس بن قتادة=====( 12 ) أوس بن القائد ( 13 ) طلحة بن يحي=====( 14 ) الاسود الراعي ( 15 ) مسعود بن ربيعة=====( 16 ) عامر بن الاكوع ( 17 ) عبد الله بن الهويب===== ( 18 ) عمارة بن عقبة ( 19 ) مسعود بن سعد بن قيس بن زريق ( 20 ) بشر أبن ثابت ، وقد أستشهد بشر بن ثابت ، من أُكله أكلها من الشاة المسمومة التى قدمتها ( زينب ) زوجة اليهودي سلاّم بن مشكم ، في هذه الغزوة . فمات على أثرها ( بشر بن ثابت شهيداً ) . وأمهل الله سبحانه وتعالي رسوله الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي حين انتهاء تبليغ رسالته ، ليحضي بشرف الشهادة ن فكان له ما أراد أمر الشاة المسمومة التي قدمتها إمراة سلاّم بن مشكم للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) قال أبن إسحاق: فلمّا أطمأن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من فتح خيبر ، وأدانت اليهود له بالطاعة ، وبعد ما فعل فيهم ما فعل ، وكان من عادة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أنه يقبل الهدية ويرفض الصدقة . فأستغلت اليهودية ( إمراة سلاّم بن مشكم ) هذا الأمر ، وجهزت شاة مسمومة ، وسألت ،..... ما أفضل قطعة من الشاة يحبها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقيل لها ، انه يحب في الشاة ( الذراع ) . فأكثرت السم في الذراع ،ثُمّ وزعت السُم في بقية الشاة وقدمتها له ، لتغتاله بهذه الوسيلة الوضيعة من وسائل اليهود الأنجاس ، ولكنها لم تعلم بأن الله سبحانه وتعالي ، حينما أرسله بهذه الرسالة ، ضمن له الرعاية والحفظ . ثُمّ جاءت بها ،وكانت قد شوتها وجهزتها ، ووضعت فيها بيد يهودية غادرة ، كل ما تسطيع من حقد وكُره ممزوجة بالسُم الزعاف ،ولا عجب فهؤلاءِ هم اليهود ..!! فلما وضعتها بين يدي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، تناول ذراع الشاة ، فلاك منها مُضغة ، فلم يستسيغها فلفضها . وكان معه ( بشير بن البراء بن معرور ) ، فأكل منها هو أيضاً فأستساغ اللحم وبلعة ، فمات بشير بن البراء من أكلته هذه مسموماً . فقال النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( لقد نطق الذراع وأخبرني بأنه مسموم ...! ) !!! ثُمّ دعا المراة وهي زوجة سلام بن مشكم وأسمها ( زينب ) وسألها لماذا فعلت ذلك ..؟ فلما جاءته اعترفت بما فعلت ، فقال لها : ( ما حملك على فعل ذلك ...؟ ) فقالت : بلغت من قومي ما يخفي عنك وما فعلت فيهم ، فقلت أن كان نبياً فسيُخبر وسيعلم ماذا صنعت .... فلما سمعها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، تجاوز عنها وأطلق سراحها ، وقد قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في مرضه الذي توفي فيه لأم بشر بن براء بن معرور ،: ( يا أُم بشير إن هذا الأوان وجدت فيه انقطاع ابهري ( احدي أوردة القلب ) من الأكلة التي أكلت منها مع أخوك بشير بن براء ..... فسبحان الله العظيم ،أعطي لرسوله الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، شرف الشهادة وأجر وثواب الشهداء ، فمات الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، شهيداً مع ما أكرمه الله سبحانه وتعالي من النبوة بعض المواقف البطولية لصحابة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) فحدثت بعض المواقف الشجاعة البطولية لصحابة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في غزوة خيبر . فكان أبطالها من المسلمين العظماء ، الذين آمنوا بالإسلام ديناً ، وبالحبيب المصطفي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، نبياً ورسولاً وهادياً إلي طريق الحق ، وبشيراً لهم بالصلاح والخير والفوز بالجنة ، ونذيراً لهم من عذاب الله الشديد . فتمحص إيمانهم العظيم ، وتقولبت قلوبهم على حُب هذا النبي العظيم ، والذود عنه والمحافظة عليه ، من أن تمُسه أيدي باغية ، فكانوا حوارييه في السِلم ، وحُراسه الأبطال في الحرب ، ودروعه البشرية التي تتحطم عندها ضربات الغدر والخيانة ، فتسابقوا للشهادة في سبيل الله ، ويكون ذلك ، بحماية الإسلام والمسلمين ، وبالذود عن سيد البشرية وهاديها ، الحبيب المصطفي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، ليس بأجسادهم فقط ولكن بأيمانهم القوى الذي جعلهم آية من آيات المؤمن الحق ، ودروس مستفادة . لنعرف نحن في هذا الزمن ، كيف كانت تضحياتهم وإيثارهم على أنفسهم في الجهاد ، وبذل كل مستطاع ليكونوا من الاائل ، الذين يرضي عنهم ربُ العزة ويرضي عنهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . وبالفعل فقد رضي الله عنهم ورسوله ، فهؤلاء بعض الأفذاذ ،فهذه عينة فقط ، وليس كلهم ، فلوا أحصينا بطولاتهم وشجاعتهم وحرصهم على مرضات الله عزّ وجل ومرضاة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . لملأنا أوراق وأوراق فأصبحت مجلدات ، ولكن نكتفي بهذا القدر من أشهر بطولاتهم ومواقفهم العظيمة ، لنعرف من هم الذين كانوا يرافقون ويحرسون النبي العظيم ( صلي الله عليه وسلم ) ....... ( 1 ) حراسة أبا أيوب للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) في ليلة دخوله على أُم المؤمنين صفية ( رضي الله عنها ) قال أبن إسحاق : فلما أفتتح الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، خيبر ، بحصونها المنيعة ، أفتتح أحداها وهو حِصن ( أبن أبي الحُقيق ) . فأسر من أسر وسبا من سبا من نسائهم ، فكانت من ضمن السبايا ، أبنت حُيي بن أخطب ( صفية ) ، ومعها مرأة أُخرى . فمرّ بهما بلال بن رباح ، على قتيلين من اليهود ، فلما رأتهم المرأة التى مع صفية ، صاحت وخافت وبدأت تحث التراب على رأسها . فلما رآها النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهى تفعل ما تفعل من أمور جاهلية و بأمور لم تعجبه قال : ( أبعدوا عنى هذه الشيطانة .......!!! ) . ونظر إلي صفية فوجدها عاقلة مُتزنة ، فألقى عليها رداءه واصطفاها لنفسه ، فعرف المسلمون ما كان يرمي إليه تصرف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . وأنه اصطفاها وأختارها لنفسه ، ثُمّ قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،لبلال بن رباح حينما فعل ما فعل في إخافة النساء ، عندما مرّ بهن على قتلاهم: ( أنُزعت منك الرحمة يا بلال ، حيث تمر بامرأتين على قتلى رجالهما ......؟ ) . وكانت صفية ( رضي الله عنها ) ، قد رأت في المنام ، في ليلة عُرسها بكنانة بن الربيع بن أبي الحُقيق ، أن قمراً قد وقع في حجرها ، فعرضت رؤياها على زوجها كنانة ، فقال لها : مما هذا ‘لاّ إنك تُمنين ( تتمنين الزواج ) ملك الحجاز مُحمداً . ثُمّ أغتاض منها ومن حلمها ، فلطمها ، لطمة على وجهها فأخظرت عينها من أثر اللطمة . فعندما رآها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) سألها: ( من فعل بك هذا ...؟ ) ، فحكت له القصة كلها . فطلبها زوجة لنفسه ، فوافقت على ذلك ثُمّ قامت أُم سليم ( أُم أنس بن مالك ) ) فأصلحت من شأنها وجملتها ، ثُمّ وُضِعت في قبة ، قد نُصبت لها وللرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في ليلة عُرسه ودخوله بها . فقام ( أبا أيوب خالد بن زيد ) ، تلقائياً ، وبدون أن يأمره الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أو يأمره أحد ، بحراسته ، وقد توشح سيفه ووقف بجانب القُبة يحرسها ويطوف بها طوال الليل ، مخافة أن يُمس الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بسوء ،وأستمر على هذا الحال حتى أصبح الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . فلما رأى مكانه الذي بات فيه يحرسه ، قُرب القُبة التي بُنيت له ( صلي الله عليه وسلم ) ، مع زوجته الفاضلة ( صفية ) ، في ليلتهما الأولي وما يفعله أبا أيوب. قال: ( مالك يا أبا أيوب ....؟ ) . فقال أبا أيوب : يا رسول الله خِفت عليك من هذه المرأة ، فهي حديثة العهد بأهلها ..!! فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ): ( اللهم أحفظ أبا أيوب كما بات يحفظني . ... ) . ( 2 ) على بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) قال أبن إسحاق : فعندما إستعص فتح بعض الحصون على المسلمين . بعث الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) أبا بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، وأعطاه رايته البيضاء ، وأمره بالتوجه لبعض حصون خيبر ليفتحها ، فذهب أبو بكر وقاتل حتى تعِب ولم يفتحها فرجع . فبعث عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، فقاتل هو أيضاً حتى تعِب ولم يفتح أي حِصن ، فرجع . فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( لأعطينّ الراية غداً لرجل يُحب الله ورسوله ، يفتح الله على يديه ، ليس بفرار ) ... فدعا علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) وهو أرمد ، فتفل في عينه ثُمّ قال له: ( خُذ الراية فأمضي بها حتى يفتح الله عليك ).. فخرج علي وهو هائم بها ويهرول وبعض أصحابه من ورائه ، حتى وصل فركّز رايته على حجر تحت جدار الحِصن ، فأطلع عليه يهودي من رأس الحِصن ، فقال له : من أنت ..؟ فقال: أنا علي بن أبي طالب ، فقال اليهودي: علوتم وما أنزل الله على موسى ، ثُمّ نزل لملاقاة علي بن أب طالب ، مع بعض اليهود ، فتقاتلوا ، فضرب رجل من اليهود علي بن أبي طالب بضربة حتى وقع الترس من يده . فتناول باباً !!!! كان بجانب الحِصن فترّس به عن نفسه . وهذه إحد المواقف التي حُسبت لعلي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، في قوته وصلابته الغير طبيعية التي عُرف بها ، وكان يعلمها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . فلم يزل يقاتل وهو في يده ذلك الباب ، حتى فتح الله عليه ودخل الحِصن ، ثُمّ ألقاه من يده . فقال من كان حاضر هذا الأمر : ففزعنا جماعة لنقلب الباب ونضعة بجانب السور ، فلم نستطيع تحريكه من ثِقله فسبحان الله ...!!!!! ( 3 ) أبو اليسر ( كعب أبن عمرو ) والحديث هنا لأبو اليسر ( كعب أبن عمرو ) وهو يروي ما حدث له فقال: والله إنّا كُنّا مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في حِصار خيبر ذات عشية ، إذ أقبلت غنم لرجل من يهود خيبر ، تريد الدخول للحصن ، ونحن مُحاصرونهم ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( من رجل يُطعمنا من هذه الغنم ..؟ ) . فقلت : أنا يا رسول الله ، فقال : ( أفعل ) ، فخرجت أشتد كذكر النعام في الجري ، فأدركت الغنم وقد دخلت الحِصن ، فأخذت شاتين من أُخراها ، فاحتضنتهما بين يدي كي لا يهرباُ ، ورجعت مسرعاً . فنظر إليّ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقال: ( اللهم أمتعنا به ) ... فلما وصلت فرحوا المسلمون وذبحوهم وأكلوهم .. فكان أبو اليسر حين يحدث بهذا الحديث يبكي ويقول : لقد أُمتعوا بي ، وطال عمري حتي حضرت كل الصحابة ،... ولعمري حتى كنت آخر أصحاب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) هلاكاً ...!!! ( 4 ) الاسود الراعي ( من أهل خيبر ) ومن حديث الاسود الراعي أنه قال : أتيت إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو محاصر لبعض حصون خيبر ، وكان معي غنم لأحد اليهود ، أعمل أجيراً عنده ، فقلت : يا رسول الله أعرض عليّ الإسلام ، فعرضه علىّ ، فأسلمت ، فقلت لرسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ، يا رسول الله إني كنت أجيراً لصاحب هذه الغنم ، وهي أمانه عندي ، فكيف أصنع بها وأنا أريد إرجاعها لصاحبها ..؟ فقال لي : ( أضرب في وجوهها ، فأنها سترجع إلي ربها ،( صاحبها ) . فأخذت حفنة من الحصى فرميتها به على وجوهها وقلت لها : إرجعي إلي صاحبك ، فو الله لا أصحبك أبداً ، فخرجت الأغنام مُجتمعة كأن سائقاً يسوقها ، حتى دخلت الحِصن . ثُمّ ذهب الاسود الراعي وأخذ سيفاً وخرج يقاتل مع المسلمين ، فأصابه حجر فقتله ، وما صلي لله فرضُُ قط . فأُتي به للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،... فوُضِع خلفه وسُجي بشملة كانت عليه ، .... فألتفت إليه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ومعه نفر من المسلمين من أصحابه ، ثُمّ أعرض عنه بسرعة ، وكأن هناك أمراً لا يحق للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن يراه ..!! فقالوا : يا رسول الله لِمَ أعرضت عنه ..؟ فقال : ( أن معه ألان زوجتيه من الحور العين ..!! فهذا هو جزاء الشهيد إذا أُصيب ، تدلت له زوجتاه من الحور العين ينفضان التراب على وجهه ويقولان : تَرِب الله من تَرِب وجهك وقتل الله من قتلك ) ... ( 5 ) الحجاج بن علّاط الاسلمي فلما فُتحت خيبر وحصونها ، للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، جاءه رجل من المسلمين يقال له ( الحجاج بن علاط الأسلمي ) ، قال له : يا رسول الله ، إن لي بمكة مالاً عند صاحبتي ( أُم شيبة ) بنت أبي طلحة ، ولي أيضاً مال متفرق عند تجّار أهل مكة . فأذن لي أن أذهب لأحصل على مالي ، لأن هذا حال كل المهاجرين ، الذين هاجروا فِراراً بدينهم ، فقد تركوا كل ما غالي ونفيس في وطنهم الأُم ( مكة ) ، وكان الحجاج بن علاّط الأسلمي ، من الذين أسلموا ولم تعلم بهم قريش ولا كُفّارها ، فأستغل هذه الميزة وأراد تحصيل أمواله التي بقيت في مكة تحت أيديهم ، فتوصل لفكرة مفادها الذهاب إلي مكة لتحصيل أمواله بدون أن يتعرضوا له ، فطلب الإذن ، فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( لك الأذن ) . فقال له : أنه لا بد لي يا رسول الله أن أقول ( أي أن أطعن فيك ) . فقال له : ( قُل ما تريد ) ، فقال الحجاج: فخرجت حتى إذا قدمت مكة ، وجدت رجالاً من قريش قرب مكة ، يتسمعون أخبار المسلمين ، ويسألون عن أمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، حيث بلغهم أنه سار إلي خيبر ، وقد عرفوا أنها قرية بالحجاز ، وفيها أخبار التجّار القادمين من وإلي مكة ، فلما رأوني قالوا : الحجاج بن علاّط ، ولم يكونوا قد علموا أني أسلمت ، عنده الخبر اليقين ، فقالوا لي : أخبرنا يا أبا محمد ، فإنه قد بلغنا أن القاطع ( وهو الاسم الذي كانوا يطلقونه على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ) ،قد سار إلي خيبر . وهي بلد اليهود وريف الحجاز ، فقلت لهم: قد بلغني ذلك وعندي من الخبر ما يسُركم ، فمشوا قرب ناقتي وهُم ملتصقون بها ويقولون : إيه يا حجاج، فقلت لهم : هُزم هزيمة نكراء لم تسمعوا بمثلها هزيمة قط ، حيث قٌتل أصحابه قتلاً لم تسمعوا به وأُسر محمد أسراً ، وقالوا لا نقتله حتى نبعث به إلي أهل مكة ، فيقتلوه مما كان قد أصاب من رجالهم ، فقالوا وصاحوا بمكة : قد جاءكم الخبر يا أهل مكة ، بأن محمد يُستعجل إليكم لتقتلوه بين أظهركم ( أمام أعينكم ) ، فقلت لهم : أعينوني على جمع مالي بمكة من غُرمائي ومن التجّار ، فأني أريد أن أقدم خيبر ، فأصيب من محمد وأصحابه المنهزمون قبل أن يسبقني التجار إلي هناك ، فقاموا وجمعوا لي مالي بسرعة لم أكن أتوقعها ، ... فلما سمع العباس بن عبد المطلب الخبر ، أقبل علىّ ، حتى وقف علىّ وقال لي : ما هذا الخبر الذي جئت به ..؟ فقلت له : وهل عندك مكان للسّر ..؟ فقال : نعم ، فقلت له : لاقني بعد قليل حتى أجمع مالي وسوف أُخبرك ، فجاءني العباس ، فقلت له سأخبرك بخبر لا تذيعة إلاّ بعد ثلاثة أيام حتى أبتعد على مكة ، فقال :نعم ، فقلت له : فأني والله لقد تركت أبن أخيك محمد عروسا على صفية بنت ملك خيبر ، ولقد افتتح خيبر وأستخرج ما فيها ، وصارت له ولأصحابه .فقال العباس : ما تقول يا حجاج ..؟ فقلت له : نعم والله ولقد أسلمت والحمد الله ، وما جئت هنا إلاّ لأجمع مالي من تجّار قريش وأعود . فإذا مرت ثلاثة أيام من ألان تحدث بما تشاء . فأنتظر العباس مدة ثلاثة أيام حتى انقضت ، فجاء في اليوم الرابع وقد لبس أحسن ثيابه وتعطر وذهب يطوف بالكعبة الشريفة ، فلما رأوه قريش قالوا له: والله يا أبا الفضل ، هذا والله التجلد لعزُ المصيبة ، قال : كلا والله الذي حلفتم به ، لقد أفتتح محمد خيبر ، وتُرك عروساً على بنت ملكهم ، وأحرزوا أموالهم وما فيها ، وأصبحت له ولأصحابه ، فقالوا: من جاءك بهذا الخبر ..؟ فقال لهم : الذي جاءكم بما جاءكم به ، ولقد دخل عليكم الحجاج بن علاّط وهو مُسلم ، فأخذ ماله وأنطلق ليلحق بمحمد وأصحابه فيكون معهم ، فقالوا : يا لعباد الله لقد إنفلت عدو الله منّا .... ولم يلبثوا أياماً حتى جاءهم الخبر عن أنتصار الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وانهزام يهود خيبر .. قدوم جعفر بن أبي طالب من الحبشة مع بقية المهاجرين قال أبن هشام :ففي اليوم الذي فتح الله به على رسوله الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،من إفتتحاح خيبر وانتصاره على يهودها ، قَدِم جعفر بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فلما رآه فرح الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فرحاً شديداً ، وأحتضنه وقبّله بين عينيه وقال: ( ما أدري أنا .... أُسرّ بفتح خيبر .... أم بقدوم جعفر ) ..... ولقد أتي جعفر بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) مع إمرأته ( أسماء بنت عُميس ) ولقد ولِد له هناك في الحبشة ... أبنه عبد الله بن جعفر . وكان من أقام بأرض الحبشة من أصحاب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... حتى بعث فيهم إلي النجاشي رسوله ( عمرو بن أُمية الضُمري ) ، فأرسلهم النجاشي في سفينتين ، فقدِم بهم عليه ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو بخيبر بعد الحديبية ، وكان ذلك في السنة السابعة للهجرة النبوية الشريفة وهم : ( 1 ) جعفر بن أبي طالب---( 2 ) خالد بن سعيد بن العاص بن أُمية ومعه زوجته ( أسماء بنت عميس )--ومعه زوجته ( أمينة بنت خلف ) ( 3 ) عمر بن سعيد بن العاص- وزوجته ( فاطمة بنت صفوان ) ( 4 ) مالك بن ربيعة بن قيس ومعه زوجته ( عَمرة بنت السعدي ) ( 5 ) سعيد بن خالد----( 6 ) معيقب بن أبي فاطمة ( 7 ) عامر بن أبي وقاص----( 8 ) عتبة بن مسعود ( 9 ) الحارث بن خالد----( 10 ) عثمان بن ربيعة ( 11 ) محمية بن الجراء----( 12 ) أبو موسي الأشعري ( 13 ) الأسود بن نوفل----( 14 ) جهم بن قيس ( 15 ) عمرو بن جهم أبن قيس----( 16 ) خزيمة بن جهم ( 17 ) معمر بن عبد الله بن نضلة ( 18 ) أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس ( 19 ) الحارث بن عبد قيس ..... أمّا أولاد المهاجرين الذين رجعوا مع أهلهم فمنهم من ولِد في الحبشة ، ومنهم من ولِد في مكة ثم هاجر مع أهله وهم : ( 1 ) عبد الله بن جعفر بن أبي طالب--( وقد ولِد في الحبشة ) ( 2 ) أمة بنت خالد----( وقد ولِدت في الحبشة ) ( 3 ) سعيد بن خالد بن سعيد----( ولِد في مكة ) ... فكان مجمل الذين رجعوا مُحملين في السفينتين من الحبشة ، الذين بعث بهم النجاشي للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . ( ثمانية عشر رجل وأربعة نساء وثلاثة أطفال ) .... وكان هؤلاء ممن هاجر إلي أرض الحبشة ، وقَدِم في السفينتين التين بعث يهما النجاشي للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، تعتبر الدفعة الأخيرة من المهاجرين ، فقد سبقتهما الدفعة الأولي والتي وصلت بعد غزوة بدر .... أمّا من هلك من المهاجرين في الحبشة هم: ( 1 ) عبد الله بن جحش ( زوج أُم حبيبة بنت أبو سفيان ) ، فقد تنصّر ومات وهو على دين النصارى ... ( 2 ) عمرو بن أُمية بن الحارث ---( 3 ) حاطب بن الحارث ( 4 ) حطّاب بن الحارث----( 5 ) عروة بن عبد العًزىّ ( 6 ) عُدى بن نضلة ...... أما من هلك من أبناء المهاجرين في الحبشة ( 1 ) موسي أبن الحارث بن خالد ...... أمّا من هاجر من النساء إلي أرض الحبشة ومن عاد منهن ومن هلك هناك ( 1 ) رقية بنت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( 2 ) أُم حبيبة بنت أبو سفيان ومعها أبنتها حبيبة ، حيث خرجت بها من مكة ورجعت بها معها . ( 3 ) أُم سلمة بنت أبن أُمية حيث قَدِمت بأبنتها من أبى سلمة ، فقد ولدتها في الحبشة . ( 4 ) ريطة بنت الحارث بن جُبيلة حيث هلكت بالطريق ، وكان لها بنتان ولدتهما هنالك في الحبشة وهم عائشة بنت الحارث وزينب بنت الحارث ،وأخوهن موسي بن الحارث ، فهلكوا جميعاً وذلك من مشاء شربوه في الطريق ..... ( 5 ) رملة بنت أبي عوف بن خيرة --( 6 ) ليلي بنت أبي حثمة بن غانم ( 7 ) سؤدة بنت زُمعة---( 8 ) سهلة بنت سُهيل أبن عمرو ( 9 ) المجللِ بن سهيل بن عمرو --( 10 ) عُمرة بنت السّعدي بن وقدان ( 11 ) أُم كلثوم بنت سهيل أبن عمرو--( 12 ) أسماء بنت عميس ( 13 ) فاطمة بنت صفوان أبن أُمية--( 14 ) فكيهة بنت يسّار ( 15 ) بركة بنت يسّار --( 16 ) حسنة ( أُم شرحبيل بن حسنة ) أمّا من ولِدَ من أبناء المهاجرين بأرض الحبشة أمّا من ولِدَ من أبناء وبنات المهاجرين بالحبشة هُم : ( 1 ) محمد بن أبي حذيفة—( 2 ) أمَة بنت خالد بن سعيد ( 3 ) سعيد بن خالد بن سعيد--( 4 ) زينب بنت أبي سلمة بن الاسدي ( 5 ) عبد الله بن المطلب بن أزهر --( 6 ) موسي بن الحارث بن خالد ( 7 ) عائشة بن الحارث بن خالد -( 8 ) فاطمة بنت الحارث بن خالد ( 9 ) زينب بنت الحارث بن خالد--( 10 ) عبد الله بن جعفر بن عبد المطلب فكان مُجمل من ولِدوا هناك في أرض الحبشة . من البنات ( خمسة بنات ) . أما الذكور( خمسة ذكور ) .......... اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا وحبينا المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم .... الي هنا الاخوة الاكارم نكون قد انهينا الجزء السادس بفصله الثامن وسنواصل التحلق حول مائدة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم وسنذكر ماحدث في عُمرة القضاء... وكيف دخلها النبي صلي الله عليه وسلم لقضاء العُمرة ودخوله مكه بعد سنين من منع الكفار له ولأصحابه بزيارتها.... وحدوث غزوة مؤتة ونقض صلح الحديبية وسيكون ذلك بداية مرحلة جديدة في الدعوة الاسلامية كانت احدي المفاصل التي مهدت لفتح مكة .. وهذا سيتم في الجزء الاول من الفصل السابع باذن الله تعالي الي ذلك الحين اقول لكم بارك الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
| |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:45 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السابع...ج1 الاخوة الاكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك .... بعد ان تحدثنا واستعرضنا مع بعض ما دار في غزوة خيبر ومواقف الصحابة الابرا ر في تلك الغزوة وايضا عن رجوع المهاجرين من الحبشة .... وسنواصل التحلق حول مائدة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم وسنذكر ماحدث في عُمرة القضاء... وكيف دخلها النبي صلي الله عليه وسلم لقضاء العُمرة ودخوله مكه بعد سنين من منع الكفار له ولأصحابه بزيارتها.... وحدوث غزوة مؤتة ونقض صلح الحديبية وسيكون ذلك بداية مرحلة جديدة في الدعوة الاسلامية كانت احدي المفاصل التي مهدت لفتح مكة .. وهذا سيتم في هذا الجزء الاول.... من الفصل السابع باذن الله تعالي وكالمعتاد نبتديء بخير ما يستهل به بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله عُمرة القضاء والتي حدثت في ذي القعدة للسنة السابعة للهجرة النبوية الشريفة قال أبن إسحاق : فلمّا رجع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي المدينة . أقام بها ( ثمانية أشهر) عائداً من غزوة خيبر. وهم شهري ربيع الأول والثاني وجمادي الأول والآخر ورجب وشعبان ورمضان وشوال ، ثُمّ خرج في ذي القعدة . وهو الشهر الذي صدّه فيه المشركون معتمراً عمرة القضاء ، مكان عمرته التي صدّوه فيه ، .... وقد خرج مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في هذه العًمرة ، نفس المسلمين الذين صُدّوا معه في عُمرته الأولي . وقد كانت عدتهم ( ألفان رجل ) من غير الأطفال والنساء ... فلمّا سمع به أهل مكة ، خرجوا من مكة وتركوا للمسلمين مكة لأقامة عمرتهم ، فتحدثت قريش فيما بينهم أن محمد وأصحابه في عُسرة وجهد وشدة ، فلما دخلوا المسلمون المعتمرين إلي مكة لأداء العُمرة ، وقفوا لهم قريش عند دار الندوة لينظروا إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأصحابه كيف يعانون من شدة الأجهاد والتعب .. فلما دخل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أدخل ردائه تحت عضده ( كتفه ) وأخرج عضده اليمني ثُم قال: ( رحم الله إمرءاً أراهم اليوم من نفسه قوة ) ،..... وكان يقصد من قوله ذلك ، أن كفار قريش قالوا: لقد أُجهد محمد وأصحابه وتعبوا وضعِفوا وهُزلوا ،فلم تعد بهم قوة ، فأراد النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من عمله الذي عمله في كشف عضده ، ليريهم أنهم مازالوا أقوياء وأن لهم عضلات مفتولة ...!!! ثُمّ أستلم الركن ، وخرج يهرول ويهرول معه المسلمون ، حتى إذا واراه البيت منهم ، وأستلم الركن اليماني مشي حتى يستلم الركن الأسود ، ثُمّ يهرول كذلك ثلاثة ، أطواف ، ومشي سائرها ، فكان أبن عباس ( رضي الله عنه ) يقول: كان الناس يظنون أن هذا الأمر ليس لهم ، وذلك أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إنما صنعها لهذا الحىّ من قريش للذي بلغ عنهم ، حتى إذا حج حجة الوداع لزم ما فعل فيهذه العًمرة. فأستمرت هذه السنة إلي يومنا هذا. وقد قال عبد الله بن رواحة ، وهو آخذ بخطام ( مكان قيادة الناقة ) ناقة رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، عندما دخل معتمراً ، فقال شِعراً يزهو به على الكفّار : خلّوا بني الكُفّار عن سبيلـــــه==== خَلّوا فكل الخير في رسوله يارب إني مؤمن بقيلهِ ( قوله )====أعرف حقّ الله في قَبُوله نحن قتلناكم على تأويلـــــــــــه====كما قتلناكم على تنزيله ضرباً يُزيل الهمام عن مقتلــــه====ويُذهل الخليل عن خليله ..... طلب قريش من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) مغادرة مكة .. قال أبن إسحاق: فأقام الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأصحابه بمكة ثلاثة أيام . فتضايقت قريش من استمرار الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بالبقاء بمكة فأرسلت رجل من قريش يقال له حويطب بن عبد العُزىّ ، في نفر من قريش . فى ختام اليوم الثالث ، فوكلت قريش حويطب هذا ، بأخراج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... وأصحابه من مكة فقالوا له : إنه قد إنقضي أجلك ، فأخرج عنّا . فقال لهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( وما عليكم لو تركتموني فأعرس بينكم .... ( أقمت عُرسي على ميمونة ) ، بين أظهركم ، وصنعنا لكم طعاما فحضرتموه...؟ ) فقالوا له : لا حاجة لنا بطعامك ، فأخرج عنّا ..!! فخرج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وخلّف أبا رافع مولاه على ميمونة . حتى أتاه بها على سرف ( موقع قرب التنعيم ) ، فبنى بها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، هنالك ،... ثُمّ انصرف إلي المدينة في ذي الحجة ... زواجة ( صلي الله عليه وسلم ) على ميمونة ( رضي الله عنها ) عن أبن عبّاس ( رضي الله عنه ) أنه قال : أمّا عن خبر زواجه ( صلي الله عليه وسلم ) ، من السيدة الفاضلة ميمونة ( رضي الله عنها ) ، كان في سفرة لأداء عُمرة القضاء ، وقد كان مُحرم بمكة . وكان الذي زوّجه أياها عمّهُ العباس بن عبد المطلب ، حيث دخل بها بعد أن قضي عُمرة القضاء . وبالتحديد كان خارج مكة ، في مكان يقال له سرف ( وهو مكان قرب التنعيم ) ، حيث أصدقها العباس بن عبد المطلب عن أبن أخيه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( أربعمائة دينار ) ووكل أمرها وأمر شأنها إلي أختها أُم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب ، فأصلحت من شأنها وزيّنتها ..... ما نزل من القرآن الكريم في عُمرة القضاء فأنزل الله عزّ وجل آياته الكريمة على الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، حيث قال تعالي: ( لَقَدْ صَدَقَ اللّهُ رَسُولَهُ الرُّؤيا بالحقَّ * لَتَدخُلُنَّ المَسجد الحَرَام إن شَاء الله آمِنِن مُحَلِقِين رْؤُسَكُمْ ومقَصِرين لا تخَافُون * فعَلِمَ مالم تَعْلَمُوا * فَجَعَل مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتَحاً قَرِيباً ....... ) غزوة مؤته والتي حدثت في جُمادي الأول للسنة الثامنة للهجرة النبوية الشريفة قال أبن إسحاق : فأقام الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في المدينة ، بعد أن رجع من عُمرة القضاء ، ( بقية شهر ذي الحجة ومحرم وصفر وشهري ربيع الأول والآخر ) ثُم في جمادى الأول للسنة الثامنة للهجرة النبوية الشريفة ، بعث بعثة لغزوة مؤته ، لمحاربة الروم في أرض الشام... وقد سميت هذه الغزوة بغزوة مؤته وذلك لأسم القرية الصغيرة ، في أرض البلقاء من الشام التي وقعت فيها الغزوة . وسُميت أيضاً بغزوة ( جيش الأمراء ) وذلك لكثرة جيش المسلمين فيها أُمراء غزوة مؤته وقد أختار الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أُمراء لقيادة الجيش المسلم ، المتجه للشام ، من خيرة الصحابة الكرام المقربين منه ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقد حدد المهام كاملة لكل قائد ،ورتّبهم ، حتى في عملية تولي القيادة بعد أن يستشهد أي قائد منهم ، فسبحان الله ،فقد رتّبهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ترتيباً ربانياً ، وبدرجات استشهادهم . وكان ذلك ليصرف الناس عن التفكير في أمر القائد الذي سوف يكون بعد أن يستشهد قائده ، فأوضح الأمر ورتّبه ، بحيث يعرف كل قائد ما يتوجب عليه فعله بعد أن يُستشهد الذي قبلة ، ثُمّ ترك الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أمر اختيار القائد الأخير للمسلمين ، فكأنه كان يعلم ، وبالفعل كان يعلم ، بأن القواد الثلاثة سوف يُقتلون ، فأمر بألتزام الخلافة بين القواد الثلاثة ثُمّ أمر باختيار الأخير من قِبل المسلمين ، وذلك لعلمه بانتهاء الحرب وانسحاب المسلمين من أرض المعركة ... والأمراء هم : ( 1 ) زيد بن حارثة ( أميراً على الجيش ) ( 2 ) جعفر بن أبى طالب ( مساعد أمير الجيش ) ( 3 ) عبد الله بن رواحة ( مساعد مساعد أمير الجيش ) وعندما أختار الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، هؤلاءِ الأبطال قال لهم : ( زيد بن حارثة أميراً على الجيش ، فإن أُصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس ، فإن أُصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس ، فإن قُتل عبد الله بن رواحة ، فليتربص المسلمون برجل من بينهم يجعلونه عليهم ) .... عِدة جيش المسلمين في غزوة مؤته وقد كانت عِدة جيش المسلمين الذين تهيؤا للخروج في هذه الغزوة . ( ثلاثة الآف رجل ). مقابل جيش الروم العرمرم والذي بلغ تقريباً ( مائة ألف رجل ) ..... تجهيز جيش المسلمين وتهيؤه للخروج وتوديع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) لهم فتجهز الناس ، ثُمّ تهيئوا للخروج ، فلمّا حضر وقت خروجهم ، ودع الناس أُمراء رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وسلموا عليهم ، وعندما سلّم الناس على أحد اُلأمراء وهو عبد الله بن رواحة ، أنفجر باكياً ..!! فقالوا له : ما يبكيك يا عبد الله ..؟ فقال لهم : اما والله مابي حُب الدنيا ولا صبابة بكم ، ... ولكني سمعتُ رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يقرأ آية من كتاب الله عزّ وجل ، يذكر فيها النار ، حيث قال تعالي : ( وإن منْكُم إلاّ واردها كان على ربك حتماً مقضياً ....... ) فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود ، فقال له المسلمون : صحبكم الله ودفع عنكم وردكُمْ إلينا صالحين ، فقال عبد الله بن رواحة في ذلك شعراً : لكنني أسأل الرحمن مغفـــــــرةً===وضربة ذات فرغٍ تقذف الزّبدا أو طعنة بيدي حيران مجهـــزةً===بحربة تُنفذ إلاحشاء والكبدا حتى يقال إذا مرًوا على صدئى===أرشده الله من غازٍ وقد رشدا وعندما جاء عبد الله بن رواحة للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لتوديعه قال له : فثيت الله ما آتاك من حســنٍ== تثبيت موسى ونصراً كالذي نُصروا إني تفرست فيك الخير نأمله=== اللّه يعلم إني ثابت البصرِ أنت الرسول فمن تًحرم نوافله==والوجه منه فقد أزوى به القدر ثُمّ خرج القوم للقتال ، وخرج معهم الرسول الكريم.. ( صلي الله عليه وسلم ) ، ليودعهم .. ثُمّ مضوا حتى نزلوا مكان يقال له ( معان ) من أرض الشام . فبلغ الناس أن هرقل قد نزل في مكان يقال له ( مآب ) من أرض البلقاء ، في جيش عرمرم عِدته ( مئة ألف من الروم ) . وأنظم إليهم من قبائل: ( لخم ) ، و( جذام ) ، و ( القين ) ، و ( بهراء ). فلما بلغ ذلك للمسلمين ، أقاموا على المكان الذي نزلوا فيه ( معان ) ، ليلتين يفكرون في أمرهم وقالوا : يجب أن نكتب للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فنخبره بعدد عدونا وعِدتهم ، فأمّا أن يمُدنا بالرجال وإمّا يأمرنا بأمره ، فبالتالي نمضي لما أراد ..... فقفز عبد الله بن رواحة في الناس ، وقال لهم :
يا قوم والله أن التي تكرهون للتي خرجتُمْ تطلبون الشهادة ، وما نقاتل الناس بعدد ولا عُدة ولا قوة ولا كثرة ، بل نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به ، فأنطلِقوا فإنما هي إحدي الحسنيين ، إمّا الظهور وإمّا الشهادة ، فقال الناس : قد والله صدق عبد الله بن رواحة ، فمضى الناس وهم متحمسون لملاقاة عدوهم برغم كُثرته ، ..... حتى كانوا على تخوم ( الحدود الفاصلة ) في البلقاء . فلقيتهم جموع من جيش هرقل من الروم والعرب الموالية للروم ، بقرية يقال لها ( مشارف ) ، فدنى الجيش الرومي ، فأنحاز المسلمون ، إلي قرية يقال لها ( مؤته ) فألتقي الناس عندها ، فتعبأ المسلمون ونظموا جيشهم واستعدوا للمواجهة ، فجعلوا على ميمنتهم رجلاً من عُذرة من بني قتادة ، وعلى ميسرتهم رجلاً من الأنصار وهو ( عُبابة بن مالك ) ... وبعد أن نظم المسملون أنفسهم ، بد أو بالقتال ، فقاتلوا قتالاً شديداً ، فقاتل ( زيد بن حارثة ) . وكان هو الذي حمل الراية التي كلفه بها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى قُتل شهيداً برمية من سهم رومي أردته قتيلاً .... فلمّا رأى جعفر بن عبد المطلب ما حدث لزيد بن حارثة . وعَلِم أنه أُستشهد ، قفز في ناحيته فأخذ الراية فقاتل بها قتالاً ظروساً ، .... وهو على فرسه التى كان يقال لها ( الشقراء ) ، فعندما أستلم الراية نزل من على فرسه الشقراء وعقرها ثُمّ قاتل بيد تحمل الراية والأخرى تحمل السيف وهو يزمجر شِعراً ويقول : يا حبذا الجنّة واقترابهــــا===طيبةً وبارداً شرابُها والروم رومُ قد دنا عذابها===كافرة بعيدة أنسابها وأستمر في القتال . حتى جاءته ضربة قطعت يده اليمنى ، فأخذ الراية بيده اليسرى ، وأستمر يقاتل فقُطِعتْ اليد التى تحمل الراية ، فأحتضنها بعضديه وصمد محافضاً على الراية من أن تسقط من بين عضديه ، وهو الذي أمره الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،... بحملها إذا أُستشهد زيد بن حارثة ن فكان حريصاً حِرص المؤمن المجاهد المُحب لله ولرسول ، حتى جاءته ضربة عجلت باستشهاده وقد أُستشهد وهو أبن ( ثلاثة وثلاثين سنة ) . وعندما قٌتل جعفر أنبأ العليم الخبير رسوله الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بموت جعفر ، فذهب إلي بيت جعفر ، وأحتضن أبنائه فشممهم وقبلهم وذرفت عيناه دمعاً لموته .... وقد قال الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) فيما بعد : ( لقد رأيت جعفر بن عبد المطلب في الجنّة ، وله جناحان مٌضرجان بالدماء ... ومصبوغ القواد يم ....... !!! ) . فسميَ جعفر بن عبد المطلب ( رضي الله عنه ) ( بعد ذلك بجعفر الطيّار) ....... فلمّا قُتل جعفر الطيّار ( جعفر بن عبد المطلب ) . ( أستلم الراية من بعده عبد الله بن رواحة ) ، ثُمّ تقدم بها وهو على فرسه يقاتل ويذود عن راية الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فجعل يقاتل ويزمجر ، وهنا يقال بأنه تردد قليلاً ، ثُمّ أنطلق وهو يقول : أقسمت يا نفس لتنزلنَّــــــهُ===لتنزلنِ أو لَتُكُرِهنّــــــــــَه إن أجلب الناسُ وَشدّوا الرَّنة===مالى أراك تكرهين الجنة قد طال ما قد كنت مطمئنـــــه===هل أنت إلاّ نُطفة في شنــــة ثُمّ تقدم وقاتل قتالاً مريراً ، حتى تعرض لضربة قاسمة أردته قتيلاً . فأخذ الراية من بعده أحد المسلمين وهو ( ثابت أبن أقرم ) ، فلمّا أخذها قال : يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل منكم ليحمل الراية ، فقالوا له أنت يا ثابت ، فقال : ما أنا بفاعل ،...! فأصطلح وأتفقوا على قائد عظيم لا يُشقْ له غبار فأستلمها وهو القائد الفذ ( خالد بن الوليد ) . فلمّا أخذ الراية ، أستبسل في القتال وأستبسل معه المسلمين ، فقرر أن ينحاش بالمسلمين ، ( ينسحب وأنحاز بهم ) لأنه رأي أن الأنسحاب في هذه الحالة... وهذا الوضع مهم وضروري لمصلحة جيش المسلمين . فهذا القائد الفذ نفذ ما تمليه عليه خبرته العسكرية وذكائه العسكري القتالي . ولاحقاً قال الخبراء الذين يهتمون بالشأن العسكري ، إن الأنسحاب في وقته وفي حالته يعتبر إنتصاراً ، لحقنه دماء جيشه . فقرر ( خالد بن الوليد ) الأنسحاب بالجيش ، محا فظتاً عليه وعلى سلامته ، ثُمّ أنحاز عنه الروم حتى أنصرف الناس . تنبؤ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) بما حدث مع المسلمين والروم في غزوة مؤتة قال أبن إسحاق : ولمّا أصيب القوم ، قال الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ،وهو يوصف المشهد للمسلمين في المدينة ، وكأنه أمامه فقال : ( أخذ الراية زيد بن حارثة ، فقاتل بها حتى قُتل شهيداً ، ثُمّ أخذ الراية من بعده جعفر بن عبد المطلب ، فقاتل بها حتى قُتل شهيداً ، ثُمّ صمت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،... حتى تغيرت وجوه الأنصار ، وظنوا أنه قد كان في عبد الله بن رواحة بعض ما يكرهون ...!!! .... ، ثُم قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( ثُمّ أخذها عبد الله بن رواحة وقاتل بها حتى قُتل شهيداً .... ولقد رُفيعوا إلي الجنّة فيما يرى النائم ، وهم على سرر من ذهب ، فرأيت في سرير عبد الله بن رواحة إزوراراً ( ميولاً ) عن سُرر صاحبيه ، فقلت : عمّ هذا ..؟ ( لماذا سريره مائل ) فقيل لي : مضى أصحابه وتردد عبد الله بن رواحة بعض التردد ثُمّ أنطلق يقاتل ) ........ وهكذا أستطاع خالد بن الوليد أن يتحاشى ويحافظ على تماسك جيش المسلمين وأستطاع أن ينسحب بالجيش خارج المعركة ،والرجوع إلى المدينة بدون خسائر كبيرة فأستطاع القائد الفذ ( خالد بن الوليد ) أن ينسحب بالجيش المسلم ، بعد أن علِم أن هناك اختلاف في العدد والعًدة بين المسلمين والروم ، فأراد أن يحقن دماء المسلمين ويرجع بهم ،وبالفعل رجع بهم ، وهذه من صفات القائد الحكيم الواقعي الذي يحرص على قرأة المعركة ما له وما عليه ... فحتى القواد والخبراء العسكريون في هذا العصر كما قلنا ، يعلمون أن من أحسن القرارات الوقتية والضرورية في وقت الأزمة والمقصود ، في وقت أن يعلم القائد بأن لا مجال للمحاولة أو الرجوع للقتال ، لعلمه المُسبق بأنه لا مناص من الانسحاب وعدم الاستمرار ، فيجب عليه أن يظهر براعته في مجال آخر ، وهو كيفية الانسحاب لحق دماء جيشه في أقل خسائر ممكنة .... فلمّا دنوا من حول المدينة، .... تلقاهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ومعه المسلمون ، وتلقتهم الصبيان يشتدون عليهم ويصيحون فيهم ويقولون : يا فُرار يا فُرار ، فررتم في سبيل الله ، .... قال لهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( ليسوا بالفُرار ولكنهم الكُرار إن شاء الله تعالى ) ..... شهداء غزوة مؤته أمّا شهداء هذه الغزوة فهم ( أثنى عشر شهيداً ) وهم : ( 1 ) جعفر بن عبد المطلب --( 2 ) زيد بن حارثة ( 3 ) مسعود بن الأسود بن حارثة--( 4 ) وقب بن سعد بن حارثة ( 5 ) عبد الله بن رواحة--( 6 ) عبّاد بن قيس ( 7 ) الحارث بن النعمان بن أساف-( 8 ) سراقة بن عمرو بن الخنساء ( 9 ) أبو كليب عمرو بن زيد--( 10 ) جابر عمرو بن زيد ( 11 ) عمرو بن سعد بن الحارث بن عبّاد( 12 ) عامر بن سعد بن الحارث ما تم إستخلاصه من ما حدث في غزوة مؤتة والدروس المستفادة فمن الدروس المستفادة والمستخلصة من الأحداث والهزيمة العسكرية ، في غزوة مؤته .... أولاً : كان ذلك أول اشتباك جريء بين المسلمين وبين الغساسنة والروم ، وتأتى أهميته في أنه أول تجربة حربية تجتاز بها الدولة العربية الإسلامية الجديدة ،خارج حدودها وتكون على مستوى دولي ... وبالرغم من هزيمة الجيش المسلم في غزوة مؤته . إلا أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )... أعتبرها جولة تعقبها جولات .. ثانياً : كانت موقعة مؤته إختباراً لقوة المسلمين.. ثالثاً : أُعتبرت هذه الغزوة ، فرصة للجيش الإسلامي للاحتكاك الدولي ، في شمال الجزيرة العربية ، فأدى ذلك لنتائج أدبية خطيرة منها: ( 1 ) فتحت المجال أمام القبائل العربية الضاربة في الشمال ، للدخول في الإسلام . ( 2 ) عندما استنتجت قريش بأن هزيمة مؤته أثبتت ضعف سلطان المسلمين ، وخُيل لقريش أن هذه الهزيمة بداية لسلسلة هزائم ، وبالتالي يمكن لقريش أن تفعل ما تريد بالمسلمين بدون أن تخاف . لتسترد كرامتها وهيبتها أما م المسلمين ،التي ضاعت منهم ، وكرامتها التي هُدرت ، فرأت أن هزيمة المسلمين في غزوة مؤتة ، وحالة المسلمين النفسية بعد هزيمتهم ( كما يعتقدون ) فرصة سانحة للعبث بالمسلمين وفرض ما يتمنونه عليهم ، إستناداً للحالة العامة للمسلمين فأرادت العبث بأول شيء يربطهم بالمسلمين ، ... لأن العبث به وإلغائه يعتبر باباً يمكن لهم الولوج منه لزيادة النكبات والضغط على المسلمين . ويكون ذلك باستغلال هذه الفرص . وفي اعتقادها بأنها ستكون فرصة ، بعد هذه الهزيمة من قِبل الروم والغساسنة ، في إلغاء ونقض صُلح الحديبية ، لتكون الحالة العامة مواتية لأي أمر يريدونه ... فعزمت قريش على إعادة الأمور إلي مثل ما كانت عليه بينها وبين المسلمين ، قبل صُلح الحديبية ، وكان ذلك بنقض هذا الصُلح ...!!! فكيف تمّ لها ذلك ..؟ ولكنها لا تعلم بأن نقض الحلف ( الصُلح ) قد يترتب عليه عكس ما كانت ،تصبوا إليه ، وأيضاً سيكون فاتحة عظيمة للإسلام والمسلمين ، وهو فتح مكة ، وستكون نهاية للكفر والكافرين ....... نقض صُلح الحديبية وما ترتب عليه أمَا بدايات نقص الصُلح ، الذي بين المسلمين وبين قريش ،والذي سُميَ بصُلح الحديبية . حيث تمت أساسيات هذا الصُلح ،.... ليس بين قريش والرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقط ولكن بين المتحالفين كلاً في صف من أختار للتحالف معه . من القبائل التى انضمت لحلف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، والقبائل المتحالفة لاحقاً مع قريش ، فكانت هذه التحالفات التى تمت كالأتي: ( 1 ) فقبيلة خُزاعة دخلت في عهد ( حلف ) الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بمؤمنها وكافرها ، وهذا التحالف كان له جذور قديمة بين خُزاعة بين عبد المطلب . ( 2 ) أمّا قبيلة بنو عبد مناة وبنو بكر ، فالتحقوا بعقد ( حلف ) مع قريش ، وكان له أيضاً أساس وجذور قديمة ، وقد كانت بين القبيلتين .... بنو خُزاعة الذين دخلوا في عهد ( حلف ) مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . ( 3 ) وبنوا عبد مناة وبنو بكر الذين دخلوا في عهد قريش ، ثارات وحروب قديمة ،وهذه الثارات هي اعتداء قبيلة خُزاعة على لأحد حليف بنو بكر ، فقتلوه وسلبوا ماله ، فثارت بنو بكر على أحد رجال بنى خُزاعة فقتلوه. ولمّا ظهر الإسلام وأشتعل الناس به ، وجاء الصُلح بادرت خُزاعة ودخلت في حلف مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بعد صُلح الحديبية ودخلت بنو بكر وبنو عبد مناة في حلف مع قريش ... فأستغل بنو بكر الحلف التى بين خُزاعة والمسلمين وحالة الصُلح التى بينهم ، فأرادوا إدراك ثأرهم القديم من بني خُزاعة . فخرج رجل من بنى بكر يقال له ( نوفل بن معاوية ) من بنى بكر ، ليأخذ ثأر بنو بكر من خُزاعة . فوجد هم على ماء لهم يقال له ( الوتير ) بأسفل مكة ، فاقتتلوا ، فاستغلت قريش هذا الأمر فمدت بنوا بكر بن عبد مناة بالسلاح ، بل أشترك نفر من قريش في هذا الاعتداء . فدخلت بنو خُزاعة في الحرم لتحتمي به ، فدخلوا عليهم بنو بكر وقتلوهم ..!! فكان هذا الاعتداء الذي قامت به بنو بكر بن عبد مناة وبتأييد ومشاركة من قريش بالسلاح والشباب ،... نقضاً صريحاً للحلف ( صُلح الحديبية ) ،بين قريش ومن معها وبين الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ). فخرج أحد رجال بنو خُزاعة وهو ( عمر بن سالم الخُزاعي) ، حتى وصل إلي المدينة وذهب إلي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،يستغيث به مما أصاب قبيلته بنو خُزاعة ، على يد بنو بكر وقريش . فوعدهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بالنصر. أمّا ما حدث لقريش ، بعد اعتداء حليفتها قبيلة بنوا بكر وبمشاركة منهم على قبيلة خُزاعة والتي هى حليفة للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . فقد تنبهت للأمر وندمت على ما قدمته من عون لبوا بكر . فأدرك شيوخها أنه لا بُد من عمل شيء لأنقاض الصُلح وتمديده ، وذلك لاعتبارات مهمة ، .. تجعلهم في حالة ( اللا حرب ) مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، تمكنهم من العيش ولو مبدئياً بسلام مع المسلمين ، فأرادوا أن يفعلوا شيئاً ، فقرروا إيفاد أعقلهم وهو أبو سفيان ليتحدث بأسمهم ، وأيضاً ليعتذر عن ما بدر منهم في إنقاض الصُلح ...... فأوفدوا أبا سفيان بن حرب ، حتى وصل إلي الدينة . فدخل على إبنته أُم حبيبة زوجة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فدعته للجلوس . فلمّا رأته يريد أن يجلس على الفراش الذي يجلس عليه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أوقفته ومنعته من الجلوس عليه فسحبت من تحته الفراش وطوته ، .... فحزّ ذلك في نفس أبو سفيان وقال لها: أي بُنية ، ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش ، أم رغبتي به عني ..؟ فقالت له وبلسان مؤمن مُحب ووفي لزوجها ( صلي الله عليه وسلم ) ، : بل هذا فِراش النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأنت رجل مُشرك نجس .!! ولم أُحب أن تجلس عليه ... فقال لها : والله لقد أصابك يا بُنية بعدي شرّ ... ثُمّ خرج حتى أتى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فكلّمه ، فلم يرد عليه شيئاً . ثُمّ ذهب إلي أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) فكلّمه أن يكلم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلم يرد عليه شيئاً . فذهب إلي عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، فكلمّه واستجداه أن يكلم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في تمديد الصُلح وتجديده والصفح عن ما فعلته بنوا بكر وبمشاركة منهم بالمال والرجال في الاعتداء على خُزاعة ، فقال له عمر : أأنا أشفع لكم إلي رسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،..!! فو الله لو لم أجد إلا الذّر لجاهدتكم به ، فخرج إلي على بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) فدخل على فاطمة ( رضي الله عنها ) فقال لها ولعلي : يا علي إنك أكثر الناس بي رحماً وإني جئت لحاجة أريد أن أقضيها ، فأسمح لي عند الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال له : لا أستطيع أن أُكلمه في أمر قد عزم عليه ..! فألتفت أبو سفيان إلي فاطمة بن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقال لها : يا بنت محمد اشفعي بابنك الحسن عن أبيك ، فرفضت ذلك ... فعندما خاب مسعاه من أن يحصل على تأكيد الصًلح وتمديده وقبول الاعتذار عن ما بدر من قريش وبنو بكر على خُزاعة . فنلاحظ أن من البديهي لدي كل عاقل أن يفهم من مثل هذه الحالة التي وصل إليها أبو سفيان بن حرب ، ... وهو هنا يتكلم بأسم قريش ، من ضِعف ومذلّة ، ويفعل ما يستلزم من تذلل وإنكسار للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ولأصحابه . فلماذا يفعل ذلك ...؟ هل الأمر يستحق هذا التذلل والأستجداء ...؟ نعم يفعل ذلك من كانت حالته في خطر ، فكيف يأتي الخطر ...؟ يأتي الخطر النابع من الضِعف وعدم الثقة بالنفس والتشكيك بكل ما يمُتْ بالعقل . ولعلمه بمقدار قوة المسلمين ، إن أرادوا مهاجمتهم ، .... لأنهم يعلمون أن فترة الهدنة إستفاد منها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . رجع إلي قريش خالي الوفاض ، ... فأخبرهم بما حصل له ، .... وكيف توسل إلي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وإلي أصحابه ، في أن يؤكدوا الصُلح ويمدون مُدته ، فرفضوا ذلك ، وقال لهم أيضا : كأن المسلمون يعدون لأمر ما ، ولكن ما هو ..؟ لا أدري ... لا أدري .....!!!! اللهم صل وسلم وبارك علي حبينا وسيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسلمياً كثيراً .... الي هنا اخوتي الكرام نتوقف قليلاً علي امل ان نلتقي مرة اخري لنواصل تجهيز الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) للمسلمين لفتح مكة فتح الله لي ولكم واكرمنا ببركة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم.... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:46 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السابع ..ج2 الاخوة الاكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك .... ندخل في هذا الجزء الثاني من الفصل السابع الاستعداد والدخول لفتح مكة فنبتديء ببسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب السيرة تجهيز الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) للمسلمين لفتح مكة وكان ذلك في العاشر من رمضان( للسنة الثامنة للهجرة ) قال أبن هشام : فلمّا نقضت قريش وحلفائها الصُلح الذي أُبرم بين الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،...... وبين قريش والذي سميّ بصُلح ( الحديبية ) . وبعد أن تورطت قريش في هذا النقض وندمت ، وحاول زعيمها أبو سفيان بن حرب إصلاح وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، ولكنه قُبل بالرفض والممانعة من قِبل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، والمسلمون . فعبد أن تطور هذا الأمر إلي هذا الحد ، عزم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بأنها هذه المشاكل ..... والحروب بينه وبين قريش إلي الأبد ، وكان ذلك بالسير لفتح مكة نهائياً وجعلها تابعة للمسلمين دون كفّار قريش . على هذا الأساس عزم النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على السير إلي مكة لفتحها وتحقيق امله وأمل المهاجرين الذي راودهم كثيراً ، في العودة إلي الموطن الأصلي ... فأمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بأعداد جيشاً كثيفاً من أهل المدينة لم تشهد الحجاز مثيلاً له من قبل ،.... وكانت عِدته كالأتي : عشرة الآف رجل ، وقد تشكل هذا الجيش من مختلف قبائل العرب فمن بني سليم ( ألف رجل ) ومن بني مُزين ( ألف رجل ) ومن بني غِفار ( أربعمائة رجل ) ومن بني قيس وأسد وتميم وبقية القبائل العربية ومن الأنصار ومن المهاجرين ، أُستكمل بقية الجيش ،.... حتى أصبح قوامه ( عشرة الآف رجل ) ...... أمّا شِعار المسلمين يوم فتح مكة ، فكانا شِعارين أحداهما للمهاجرين والأخر للأنصار ، وكان كالأتي : شِعار المهاجرين وهو ( يا بني عبد الرحمن ) وشِعار الأنصار ( الأوس والخزرج ) وهو ( يا بني عبد الله ، ويا بني عبيد الله ) .... وأستخلف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على المدينة ( أبا رهم كلثوم بن حصين ) فأمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أهله بالتهيؤ والتجهيز. وفي إثناء ذلك دخل أبوبكر الصديق ( رضي الله عنه ) على أبنته عائشة ( رضي الله عنها ) ..... وهي تحرك بعض جهاز الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فتعجب من أمرها وسألها : أي بُنية أأمركم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أن تجهزوه ..؟ فقالت له : نعم ، فقال لها وكان مراده أن يستفهم منها : فأين ترينه يريد ..؟ فقالت : لا والله ما أدري ،ففي ذلك الوقت أبلغ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،الناس وأعلمهم بأني سائر إلي مكة ، فاتحاً ، وأمرهم بالجِدّ والتهيؤ ، وقال لهم : ( خذوا العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها ( أي نأتيها بغته بدون علمهم ) ) . وبالفعل تمّا له ما أراد من كتمان ، إلاّ أنه كانت هناك محاولة لأعلام قريش بما يرمي إليه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ولكنها بائت بالفشل .. محاولة حاطب بن أبي بلتعة إخبار قريش بقدوم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) إليهم وقد حدث هذا الأمر إثناء عزم واستعداد الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،للمسير نحو مكة ،.... فكتب رجل يقال له ( حاطب بن أبي بلتعة ) كتاباً إلي قريش يُخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،من أمر السير إليهم ، ثُمّ أعطاه لأمرأة يقال لها ( سارة ) وهي مولاة لبني عبد المطلب ، وأمرها بتوصيلها وإبلاغ قريش بهذه الرسالة ، وأغراها بالمال والنفقة لهذه الرحلة ، فأخذت هذه المرأة الرسالة ووضعتها في رأسها ، ثُمّ ظفرت عليها قرونها تأكيداً لإخفائها عن الأنظار ، ثُمّ خرجت بها . ولكن الله سبحان وتعالي حارس نبيه وحامية من الشرور والمفاسد والفتن ، فأتي الخبر من السماء للنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يخبره بخبر ( حاطب بن أبي بلتعة ) وما فعل ، عندها بعث الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، علي بن أبي طالب والزبير بن العواّم ( رضي الله عنهما ) لإفشال هذه الخطة ، فقال لهم : ( أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بن أبي بلتعة بكتاب لقريش يحذرهم فيه منّا ) .... فخرج الصحابيان الجليلان حتى أدركا المرأة في مكان يقال له ( الحليقة ) ، فأمراها بالتوقف والنزول من على راحلتها ،فأعترضت ولكن أمام إصرارهما رضخت ونزلت ، فلمّا نزلت قاما بتفتيش رحلها فلم يجدا فيه شيئاً ، فقال لها علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) : إني أحلف بالله ما كُذِّب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وما كُذِبنا ولئن أخرجت هذا الكتاب ، أو لنكشفنك ، فلمّا رأت أنه يعني ما يقول قالت : أعرِض وجهك عني ، فأعرض وجهه عنها فحلت ضفيرتها وأستخرجت الكتاب من شعرها ، فدفعته إليهم ، فأتي بالكتاب للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأُمر بحاطب بن أبي بلتعة أن يحضر ، فلمّا حضر ، قال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ( يا حاطب ما حملك على هذا ..؟ ) فقال : يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله والرسول ، وما غيرت ولا بدلت ، ولكن كنت إمراً ليس لي قوم لا من أهل ولا من عشيرة ، وكان لي اهلي وولدي عندهم محتجزين ، فأردت أن أُقدم لهم هذا الصنيع .! فغضب عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وقال : دعني يا رسول الله أن أضرب عنق هذا الرجل ، فأنه قد نافق ، فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( وما يدريك يا عمر ، لعل الله قد إطلع إلي أصحاب بدر فقال لهم : أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) ...... خروج النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ومسيرته لفتح مكة ثُمّ مضي النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،في مسيرته المظفرة لفتح مكة ، فنزل بمكان يقال له ( الظهران ) ،... وقد عُميت الأخبار عن قريش ، فلم يأتهم أي خبر عن نوايا ومراد الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ..... فاحتارت قريش عن ماذا يخطط ، فلم يسكن بالهم أو يطمأنوا عن هدوء أخبار المسلمين ، فبدأو يحاولون تحسس الأخبار ،.... فكانت هذه المهمة قد أُكلت لزعيمها معاوية بن أبي سفيان ليقوم هو بنفسه بتحسس الأخبار ،.... فخرج ومعه حكيم بن حزم وبُديل أبن ورقاء يتحسسون الأخبار ، فقبل أن نأتي على حديث هؤلاءِ الثلاثة الذين خرجوا ليتسقطوا الأخبار ، ..... وجب أن نقف وقفة تخص هذه المرة عمّ النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) العباس بن عبد المطلب ، وما حدث في أسلامة ......؟ ثُمّ نعود لأبي سفيان ورفاقه ..... هجرة العباس بن عبد المطلب وإلتحاقه بالنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ففي الوقت الذي سار فيه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،والمسلمون لفتح مكة ، قرر العباس بن عبد المطلب ، الأجهار بإسلامه ، ومعنى الأجهار بإسلامه أنه أسلم وفضلّ البقاء في مكة كاتم إسلامه ، لغاية مهمة تجعله يبقي في مكة ، وكانت هذه الغاية هي لغرض سقاية الحجاج ، وقد كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، راضٍ عنه... فقرر العباس أن يلتحق بالرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ليضمن أجر الهجرة والفتح ، .... لأنه كان يعلم بنوايا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بمراده لفتح مكة ، فأراد أن يلتحق به مهاجراً ومشاركاً في الفتح ،.... فكان له ما أراد ...... محاولة أبو سفيان بن حرب الدخول على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) وإسلامه..... وقد كان من أمر أبو سفيان بن حرب وعبد الله بن أبي أُميّة أبن المغيرة ، أرادا الدخول على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقد لقيا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، .... بمكان يقال له ( العُقاب ) فيما بين مكة والمدينة . فوصلا إلي خيمة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأرادا الدخول عليه فمنعتهم أُم المؤمنين أُم سلمة ( رضي الله عنها ) ، وأرادت أن تستأذن لهم من النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فدلت عليه وقالت له : يا رسول الله ، إن أبن عمّك وأبن عمتك وصهرك ، يريدان الدخول عليك ، فقال لها: ( لا حاجة لي بهما ، فأبن عمّي فقد هتك عِرضي ، وأمّا أبن عمتي وصهري فقد قالا لي بمكة ما قالا ) .... فلمّا نقلت أم سلمة ( رضي الله عنها ) ما قاله عنهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال أبو سفيان بن حرب : والله ليأذننّ لي أو لاأخذنّ بيدي بُني هذا ثُم لنذهبنّ في الأرض حتى نموت عطشاً وجوعاً ، .... فبلغ كلامه هذا لمسامع النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فرقّا لهما وأذِن لهما بالدخول عليه ، فلمّا دخلا عليه ، .... فحدثهما قليلاً ثُم أسلاما .... والحديث هنا للعباس بن عبد المطلب ، يحكي كيف كان إسلام أبو سفيان بن حرب ، حدث كالاتي حيث قال : فعندما نزل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) بالظهران ، عندما ألتحق به العباس وكان راكباً بغلة الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ،قال : وأصباحاه على قريش ....!! والله لئن دخل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه ، إنه لهلاك قريش إلي آخر الدهر ، وأستمر العباس بالحديث ا فقال : فبعد أن قلت ما قلت جلست على بغلة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأسرعت بها حتى جئت الأراك فقلت : لعلة أجد بعض الحطّابه أو صاحب لبن أو ذا حاجة يأتي مكة ، فيخبرهم بمكان ونية النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فيخرجوا إليه فيستأمنوه ، قبل أن يدخل عليهم عنوة . فو الله إني لأسير على البغلة حتى سمعت كلام أبو سفيان حرب وبُديل بن ورقاء ، وهما يتراجعان وأبو سفيان يقول : ما رأيت كا الليلة نيراناً قط ولا عسكر ..!! فقال بُديل :هذه والله خُزاعة ، قد حمّشها الحرب ، فقال أبو سفيان : خُزاعة أذل وأقل من تكون هذه نيرانها وعسكرها ، فعرفت صوته فقلت : يا أبا حنظلة ، فسمعني أبو سفيان وقال: أبو الفضل..؟ فقلت : نعم ، فقال : مالك..؟ فداك أبي وأمي ، فقلت ويحك أبا سفيان ، هذا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في الناس ، وأن وأصباحاه قريش والله ..! فقال : وما الحيلة في رأيك يا أبا الفضل ..؟ فداك أبي وأمي ، فقلت : والله لئن ظفر بك النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، ليظربنّ عنقك ، فأركب في عجز هذه البغلة ، حتى آتي بك الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ،فأستأمنه عليك ، فركب على عجز البغلة ورجع صاحباه ، وذهبت به في اتجاه خيمة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) فكلما مررنا بنار من نيران المسلمين ، قالوا لي : من هذا ..؟ وعندما يروا بغلة النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، قالوا: هذا عمّ النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى مررنا بنا عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، فلما رآنا قال : هذا عم الرسول( صلي الله عليه وسلم ) ، وخلفه عدوا الله أبو سفيان بن حرب ، فذهب مسرعاً للرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، فسبقته أنا وأبو سفيان ونحن راكبان على البغلة ، حتى دخلت على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قبل أن يصل عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، وقلت : يا رسول الله هذا أبو سفيان بن حرب وقد أجرته ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( أذهب به يا عبّاس إلى رُحلك ، فإذا أصبحت فأتني به ).... فلمّا أصبحت ، بعد أن بات أبا سفيان بن حرب ، عندي في رُحلي ، أتيت به على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،... فلمّا رآه قال له : ( ويحك يا ابا سفيان ، ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلاّ الله ..؟ ) فردّ عليه وقال: بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك !!! والله لقد ظننت أني لو كان مع الله إله غيره لقد أغني عني شيئاً بعد ، فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم إني رسول الله ...؟ )... فقال : أمّا هذه والله فإنّ في النفس منها حتى الآن شيئاً ، فقال له العباس : ويحك أسلم وأشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمد رسول الله ، قبل أن تُضرب عنقك ، فقال : أشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمد رسول الله ، فقال العباس : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر ، فأجعل له شيئاً ، فقال: ( نعم ، فمن دخل دار أبا سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ) .... .فلمّا أنصرف أبا سفيان ، قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، للعباس : ( يا عبّاس أحبسه بمضيق الوادي عند رأس الجبل ، حتى تمرّ به جنود الله ليراها )، وأكمل العباس الحديث وقال : فلمّا حبسته على رأس الجبل ، مرت به القبائل على راياتها ، فكلما مرت قبيلة قال : يا عباس من هذه ..؟ فأقول : قبيلة سليم ، فيقول ما لي ولسليم ، ثُمّ أذا مرت قبيلة مُزينة ، فيقول : ما لي ولمُزينة ، حتى مرت القبائل كلها ، وهو يقول مالي ولهذه ..... وكان قصد الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من ذلك في جعل أبا سفيان في مكان عالٍ ليري من الجيش المسلم ، ليُعلمه بمدي قوة المسلمين ولزرع في قلوب قريش الرهبة والخوف، وبالفعل فعندما رجع أبا سفيان بن حرب إلي مكة قال لقومه : يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم فيما لا قِبل لكم به ، وقال : من دخل دار أبا سفيان فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، فتفرق الناس ألي بيوتهم فأغلقوا أبوابهم عن أنفسهم ... وصول الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) لمكة المكرمة فاتحاً وتنسيق طُرق وأبواب الدخول فلمّا وصل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وسار باتجاه مكة ، وصل إلي مكان يقال له ( ذي الطوي ) فوقف على راحلته معتجراً بِشقة بُرد ( ثياب من اليمن لونها أحمر ) وواضعاً على رأسه على هيئة الركوع ، تواضعاً لله سبحانه وتعالي حينما رآي ما أكرمه الله به من الفتح والانتصار على قوى الشر ... وقد حدد الطريقة لدخول المسلمين إلي مكة ، بأن وضع قادة الجيوش كا الأتي : ( 1 ) الزبير بن العوام ، يدخل بالناس من كُرى . ( 2 ) وسعد بن عبادة ، أن يدخل بالناس من كداء ( جبل بأعلى مكة ) . ثُمّ بدّل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،... سعد بن عبادة من على إمرة الناس ، بعلي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، لأنه سمع سعد بن عبادة يقول : اليوم يوم الملحمة ، فاليوم تُستحل الحُرمة ، فخاف أن يتصرف سعد بفضاضة وبالقتل ، فبدّله بعلي ... ( 3 ) وأمر خالد بن الوليد أن يدخل بالمسلمين من الليط ( بأسفل مكة من الجهة اليمني ) . ( 4 ) وعبيدة بن الجراح ، أن يدخل بالناس من مكان يقال له ( أذافر ) بأعلى مكة . وكان شعار المسلمين يوم فتح مكة وحنين والطائف هو شعار المهاجرين ( يا بني عبد الرحمن ) وشعار الخزرج ( يا بني عبد الله ) وشعار الأوس ( يا بني عبيد الله ) ... أسماء من أمر النبي بقتلهم حتى وإن دخلوا داخل الكعبة وقد أمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بعدم القتال ، إلاّ أن تعرضوا للقتل ، وقد أمر نفر من المشركين سمّاهم بالاسم ، بقتلهم حتى وإن تعلقوا بأستار الكعبة وهم : ( 1 ) عبد الله بن سعد ( 2 ) الحويرث أبن نُقيذ بن وهب ( 3 ) سارة مولاة لبني عبد المطلب . ( 4 ) عكرمة بن أبي جهل . أمّا قصة هؤلاِ ،..... ولماذا أمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بضرب أعناقهم حتى وإن وجدوا تحت أستار الكعبة ،فهي كا الأتي : ( 1 ) عبد الله بن سعد . أمّا عبد الله بن سعد ، كان قد أسلم وأرتدّ مُشركاً عائداً إلي قريش ، ففر إلي عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) ، وكان أخوه في الرضاعة ، فأجاره ، وغيبه عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) حتى لا يراه، وعندما فتح الله على رسوله الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بفتح مكة ، جاء به عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ليعفوا عنه بعد أن سمع عن هدر دمه. فما كان من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلاّ أن صمت طويلاً ولم يجبه ، وكان قصد الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن يقوم أحد المسملين بضرب عنق عبد الله بن سعد ، قبل أن يعطيه الأمان ، ولكن لم يفهم أحد من المسلمين مقصد النبي( صلي الله عليه وسلم ) ،من صمته ، عندها قال : ( نعم ) ... فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله هلا أومأت إليّ بإشارة لأقتله ، فقال: ( إن النبي لا يقتل باالأشارة ) ..... ( 2 ) الحويرث أبن نُقيذ بن وهب بن عبد الله قُصيّ . فقد كان يؤذي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بمكة ، وقصته أنه هو الذي قتل الأنصاري الذي قًتل أخاه خطأً ، وفراره إلي قريش مُشركاً ،فأهدر دمه ،.... فقتله علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) . ( 3 ) سارة مولاة لبني عبد المطلب . فقد كانت ممن يؤذي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو بمكة ، فقُتلت في زمن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) . ( 4 ) عكرمة بن أبي جهل . فقد كان من ألد أعداء الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فعندما أُهدر دمه فرّ إلي اليمن بامرأته أُم حكيم بنت الحارث ، فاستأمنت له عند رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأمنه ، فرجعت إلي اليمن وأعلمته بعفوا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عنه ، ففرح ورجع معها ، وأشهر إسلامه ....... دخول الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) مكة وما أوصى به أمّا ما حدث حينما دخل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي مكة ، ومنّا الله عليه بهذا الفتح العظيم ، خرج حتى جاء البيت ، فطاف به سبعاً على راحلته ، ثُمّ أستلم الركن بمحجن كان يمسكه بيده ، فلمّا قضي طوافه ، دعا عثمان بن طلحة ، فأخذ منه مفتاح الكعبة ، ففُتحت له ، فدخلها ، فوجد في جوفها تمثال حمامة مصنوع من العيدان ، فقام بكسرها بيده ثُمّ طرحها ، ووجد في داخلها أصناماً مصنوعة ومشدودة بالرصاص ، فجعل يسقطها بقضيب كان في يده ويقول :
( جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) .... ثُمّ وقف على باب الكعبة وقد تجمع الناس في المسجد وقال : ( لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ، ألا كل مأثرة ( أحد الخصال المحمودة ) أو دم أو مال يُدّعى ، فهو تحت قدمي ، إلاّ سدانة البيت وسقاية الحاج ..... ألا وقتيل الخطأ شبه العمد بالسوط والعصي ، ففيه الدية مغلظة ، مائة من الإبل ، أربعون منها في بطون أولادها .... يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظُمها بالآباء ، الناس من آدم ، وآدم من تراب ، حيث قال تعالي : ( يأيُها النّاسُ إنَما خَلَقَنَكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وأُنثَى وَجَعَلَنَكُمْ شُعُوباً وقَبَائِلْ لِتَعَارَفُوا إنَّ أكَرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقَاكُمْ ......... ) يا معشر قريش ، ما ترون إني فاعل فيمن ..؟ فقالوا وهم مشدودين بأبصارهم ناحيته خوفاً من القصاص وطمعاً في العفو ، وكانوا يعلمون أنه من حقه أن ينتقم منهم لما لاقاه منهم من حرب وتعذيب وإهانه وطرد فقالوا له وهم يرجون خيراً وطمعاً بصوت واحد : خيراً أخ كريم وأبن أخ كريم ... فقال لهم نبي الرحمة ( صلي الله عليه وسلم ) : (اذهبوا فأنتم الطلقاء ....!! ) وبعد أن أنهى كلامه لقريش ،.... جلس فأتاه علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) وفي يده مفتاح الكعبة وقال له يا رسول الله أجعل لنا الحجابة مع السقاية صلي الله عليك ، فقال له الرسول الكريم البار الوفي لأهله وبلده ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( أين عثمان أبن طلحة ..؟) فدعي له ، فلمّا حضر عثمان ، قال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) : ( هاك المفتاح يا عثمان ، فاليوم يوم بِر ووفاء ) .......... تخوف الأنصار من بقاء الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في مكة وعدم العودة معهم إلي المدينة قال أبن هشام : عندما أفتتح الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، مكة ودخلها ، قام على الصفا يدعو الله ، وقد أُحدقت أعين المسلمين من هذا المشهد العظيم بعد الانتصار والفتح ، وإلتفّ حوله الأنصار ، فقالوا فيما بينهم : أترون رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،إذ فتح الله عليه أرضه وبلده يقيم بها ويرحل عنّا ويتركنا ...؟ ، فلمّا فرغ الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،من دعائه ، إلتفت إليهم وقال لهم : ( ماذا قلتم ..؟ ) فقالوا له : لا شيء يا رسول الله ، فقال لهم : ( بل قُلتم ) فقالوا له : نعم يا رسول الله لقد قلنا قد فتح الله عليه بلده ووطنه أتراه يقيم فيها ويتركنا ..؟ فقال لهم وبكل الوفاء والحب الذي يكنه لهم : ( معاذ الله ..!! المحيا محياكم والممات مماتكم ) ... بعض الحوادث التي حدثت عند فتح مكة هناك بعض الأمور التي حدثت عندما فتح الله على سيدنا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) في فتح مكة ، وجب أن نذكرها هنا لأهميتها وهي : ( 1 ) أ ول قتيل من جانب المسلمين . بلغني أن أول قتيل وداه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ( دفع ديته ) ، هو جُندب بن الأكوع ،حيث قتلته قبيلة بنو كعب،وهي أحد القبائل المواليه للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )، فدفع ديته لأهله مائة ناقة . ( 1 ) أمره ( صلي الله عليه وسلم ) ، بطمس صور الملائكة . فعندما دخل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) مكة ، فدخل البيت ، فرأى فيه صور تُشبّه وتصوّر الملائكة وغيرهم تمّ رسمها وتمثيلها ، فرأى إبراهيم ( عليه السلام ) مصوراً وفي يده الأزلام يستقسم بها ، فقال : ( قاتلهم الله !!!! جعلوا شيخنا يستقسم بالأزلام !!! ما شأن إبراهيم والازلام ) ...... قال تعالي: ( ما كَانَ إبْرَهِمْ يَهودياً وَلاَ نَصْرانيّاً ولَكِنْ كَانَ حَنيِفَاً مُسْلِماً وما كَانَ مِنْ المُشْرِكين..) ( 2 ) صلاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، داخل الكعبة . وحدث أيضاً عندما دخل إلي داخل الكعبة ، وكان معه بلال بن رباح ( رضي الله عنه ) فصليّ النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ثمّ خرج وتخلف بلال ، فدخل عبد الله بن عمر على بلال فسأله أين صلىّ النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ....؟ ونلاحظ هنا بأنه لم يسأله كم صلىّ بل سأله أين صلىّ ..؟ فكان عبد الله بن عمر إذا دخل داخل الكعبة جعل الباب قِبل ظهره حتى يكون بينه وبين الجدار قدر ثلاثة أذرع ، ثُمّ يصلي ، هكذا عرف الموضع من بلال ......( 3 ) سبب إسلام عِتاب والحارث بن هشام . فعندما دخل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،... مكة عام الفتح ومعه بلال بن رباح ( رضي الله عنه ) وأمره بأن يصعد إلي أعلى الكعبة ليؤذن ، وكان أبو سفيان بن حرب وعِتاب بن أسيد بن الحارث ، جلوساً بفناء الكعبة ، قال عتِاب بن أسيد : لقد أكرم أسيد ألاّ يكون سمِع هذا فيسمع منه ما يغيضه ، فقال الحارث بن هشام : أما والله لو أعلم أنه مُحق لأتبعته ، فقال أبو سفيان : لا أقول شيئاً لو تكلمت لأخبِرتْ عني هذه الحصى ، ففي هذا الأثناء خرج عليهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال لهم : ( لقد علمتُ الذي قُلتم ، ثُمّ ذكر ذلك لهم ) فقال الحارث وعِتاب : نشهد أنك رسول الله ، فو الله ما أطلع على هذا أحد كان معنا ، فنقول أخبرك .. ( 4 ) أسلام عبّاس بن مردا س . وحدث أن أسلام عباس بن مرداس ، ... أنه كان لأبيه مرداس وثن ( صنم ) يعبده ، وهو حجر كان يقال له ( خِمار ) ، فلمّا حضرت منية ( موت ) مرداس أوصى أبنه العباس وقال له: أي بُني أعبد خِمار فإنه ينفعك ويضرك ، فوافق على ذلك ، ومضى عبّاس إلي حال سبيله ،... وذات يوم دخل عبّاس بن مرداس على الوثن خِمار ، فسبحان الله لقد سمع من جوف الصنم خِمار صوتاُ ومنادياً يقول بلسان عربي فصيح : قُل للقبائل من سليم كلــــــها....أودى خِمار وعاش أهل المسجدِ إن الذي ورث النبوة والهُــدى.....بعد أبن مريم من قريش مهتدي أودي خِمار وكان يُعبد مــــرة.....قبل الكتاب إلي النبي مُحمدِ فعندما سمع العباس بن مرداس هذا الصوت ، قام فوراً بحرق الوثن خِمار ولحِق بالرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) وأسلم ....... ( 5 ) إسلام فضالة بن عمير ( الذي أراد قتل النبي ( صلي الله عليه وسلم ) . إن فضالة بن عُمير بن الُمَّلوح الليثي ، أراد قتل النبي ( صلي الله عليه وسلم ) وهو يطوف بالبيت عام الفتح ، فلما دنا منه ، قال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ): أفضالة أنت ...؟ فقال : نعم ، فضالة يا رسول الله ، فقال له: ( بماذا كنت تحدث نفسك ...؟ ) . فقال : لا شيء ، فقد كنت أذكر الله ....! فضحك النبي ( صلي الله عليه وسلم )،ثم قال له : ( أستغفر الله ) ، ثم وضع يده على صدره ، فسكن قلبه ، فكان فضالة يقول: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خَلقِ الله شيء أحبُ إلىَّ منه ، فرجعت إلى أهلي فمررت بامرأة كنت أتحدث إليها ، فقالت : هَلُمَّ إلى الحديث ، فقلت : لها : لا .... وقال فصالة في ذلك شِعراً : قالت هَلُّمَّ إلى الحديث قلت لا.....يأبى عليــك الله و الإســـلام لو ما رأيت محمداً وقبيلـــهُ.....بالفتح يوم تكــسر الأصنـــام لرأيتِ دين الله أضحى بينّـــَا.....والشرك يغشى وجهه الإظلام ملاحظة : أقام الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بعد فتح مكة ، يقصّر الصلاة مدة خمسة عشر ليلة ، وقد فُتحت مكة لعشر ليالٍ بقين من شهر رمضان ( عشرون من رمضان ) ...... للسنة الثامنة للهجرة ........ اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً نتوقف هنا ...بعد ان ولجنا في قصة فتح مكة وما حدث فيها ندخل في الجزء الثالث من الفصل الثامن .... في تبيان وشرح احد الوسائل والطرق لنشر الاسلام خارج مكة في بعث السرايا حول الكعبة لدعوة القبائل للاسلام..... الي ذلك الحين اقول بارك الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
| |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:47 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السابع ..ج3 الاخوة الاكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك .... ندخل في الجزء الثالث من الفصل الثامن .... في تبيان وشرح احد الوسائل والطرق لنشر الاسلام خارج مكة في بعث السرايا حول الكعبة لدعوة القبائل للاسلام..... فنبتديء ببسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي صاحب السيرة بدء مرحلة جديدة في الدعوة للإسلام بعد فتح مكة وبعثة النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) للسرايا حول الكعبة وخارجها لدعوة القبائل للإسلام ( 1 ) مسيرة خالد بن الوليد إلي بني حذيفة فبعد أن أستقر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأنتهي من فتح مكة . سيّر عدد من السرايا فيما حول الكعبة ، وقد كلفها بمهمة واحدة لا غير ، وهي الدعوة إلي الله سبحانه وتعالي ، ولم يأمرهم بالقتال ، فكان ممن بعث في هذه السرايا ، خالد بن الوليد ، فأمره بالتوجه بالسير إلي أسفل تُهامة ن داعياً إلي الله سبحانه وتعالي ، ولم يبعثه مقاتلاّ ، وكان ممن رافقه في هذه البعثة قبائل من العرب وهي قبيلة بني سليم بن منصور ، وبني مُدلج بن مُرة ، فأخطأ الذين كانوا مع خالد عندما رأوا بني خزيمة بن عامر بن عبد مناف بن كنانة ، أخذوا السلاح وأرادوا مقاتلتهم ، فقال لهم خالد : ضعوا السلاح فأن الناس قد أسلموا .... والذي حدث أن رجلاً من بني خزيمة يقال له ( جحدم ) قال لقومه: ويلكم يا بني خزيمة ...!!! إنه خالد والله ...!! وما بعد وضع السلاح إلاّ الوقوع في الأسر ، وما بعد الأسر إلاّ ضرب الأعناق ، فو الله لا أضع سلاحي أبداً ، فقالوا له قومه من بني خزيمة : يا جُحدم أتريد أن تسفك دماءنا ..؟ إن الناس قد أسلموا ووضعوا السلاح ووضعت الحرب أوزارها وأمِن الناس ، فأنزع سلاحك مثلنا ، وأفعل كما قال خالد ..... فلما وضعوا السلاح أمر بهم خالد فكُتفوا ، فقُتلوا بعد ذلك ، وقد قال من حضر هذا الأمر وقد شارك فيه : والله ما قاتلت حتى سمعت أمر عبد الله بن حُذافة السهمي وقد أمر بالقتال ، وقال لي : إن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد أمرك أن تقاتلهم لامتناعهم عن الإسلام .. فلمّا سمع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بما حصل في سرية خالد من قتل ، رفع يديه إلي السماء وقال : ( اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ) . فأرسل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) بفدية من قتِلوا من بني خزيمة بن عامر .... ولازالت هذه القضية تُثار من حين إلي أخر ، عندما يتم ذكر خالد بن الوليد والبطولات التي عزز بها الإسلام والمسلمين ، ويكفي خالد أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،قد بعثه بعد هذه الحادثة مرراً ولم يُفقد خالد ثقة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، نهائياً ، فلكل جواد كبوة ، والله أعلم ( 2 ) مسيرة خالد بن الوليد لهدم الصنم ( العُزىّ ) وهذا يؤكد مدي صفح النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على خالد بن الوليد ، وأعتبر إن ما حدث من خالد ما هو إلاّ خطأ في التأويل والاجتهاد ، فأرسله في مهمة جديدة لهدم الصنم ( العُزىّ ).... وكان هذا الصنم بمكان يقال له ( نخلة ) وكانت في بيت يعظمه أهل قريش وكِنانة ومُضر كلها ، وقد كانت بني شيبان من بني سليم ، من أهم سدنتها وحجابها ( الذين يقومون على خدمتها ) ، فلما سمع خادمها وصاحبها الأسلمي بمسيرة خالد بن الوليد إليها لهدمها ، قام وعلّق سيفه في عنق الصنم ( العُزىّ ) وشده بحبل وقال لها شعراّ :أ يا عُزَّ شُدي شِدّة لا شَوَى لها====على خالدٍ ألقي القِناع وَشَمرى يا عُزَّ إن لم تقتلي المرء خالداً====فيؤتى بأثم عاجل أو تنصّرى فلمّا وصل خالد إلي ( نخلة ) موطن الصنم ( العُزىّ ) قام بهدمه وتطهير نخلة من رجسه ، ثّم قفل راجعاً إلي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) .... غزوة( حنين ) وقد كانت في السنة التى فُتحت فيها مكة قال أبن هشام نقلاً عن أبن إسحاق : فلمّا سمعت قبيلة هوازن برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وما فتح الله عليه بفتح مكة ، وما حدث من تطور في أسلوب الدعوة وانتشارها ، وخوفهم من أن يصيبهم ما أصاب غيرهم من القبائل من إستسلام للدعوة الجديدة . قام رئيسهم ( مالك من عوف النصّري ) فجمع هوازن وثقيف كلها ومعهم قبائل نصر وجُثم وسعد بن بكر ومن بني هلال ،فجمع أموالهم ونسائهم وأبنائهم وكل ما يمتلكون ، وكان قصده من ذلك أن يحاول ويمنع أي تراجع قد يحدث إثناء مواجهته للرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، وكان من ضمن الجمع الذي جمعه ، رجل طاعن في السن ويُعتقد أنه من عقلائهم وهو ( دريد أبن الصٌمّة ) ، فسأله فقال له : يا مالك أتحمل معك الأموال والنساء والأبناء لملاقاة محمد ...!! فأنه سيكون يوم ليس ككل الأيام ، فقال له مالك بن عوف : لقد فعلت ذلك وسقت الأموال والنساء والأولاد ، ليكونوا خلف كل رجل منهم ، ليعلموا لماذا يقاتلون وتكون حافزاً لهم في الاستمرار في القتال ، وبذلك فلا يتراجعون ، فقال له: لا ينفعك ذلك سوى رجل بسيفه ورمحه ... محاولة مالك بن عوف إرسال عيون من رجاله الاستطلاع وما حصل لهم من لقاءهم بالملائكة الكرام ثُمّ أنطلق مالك بن عوف للناس الذين جمعهم وقال لهم : أيها الناس إذا رأيتموهم فأكسروا جفون سيوفكم ثُمّ شدّوا شِدة رجل واحد فبذلك تنتصرون عليهم .... وفي هذه الأثناء قرر مالك أبن عوف إرسال عيوناً من رجاله ليستطلعوا حال المسلمين ، ولمعرفة عددهم وعُدتهم وقوتهم ومواطن ضعفهم ، وبالفعل تمّ أرسال مجموعة من رجاله ليقوموا بهذه المهمة ، وبعد أن قاموا بها ، رجعوا إليه وقد تفرقت أوصالهم رعباً وهلعاً ، فأستقبلهم مالك بن عوف وهو يسألهم ويقول : مالكم وما شأنكم ...؟ فقالوا له : رأينا رجالاً بيضاً على خيل بُلق ، فو الله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى معرفة النبي ( صلي الله عليه وسلم ) بما يخطط له مالك بن عوف وإرساله لعبد الله أبن أبي حدرد الأسلمي عين عليهم فلمّا سمع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ما حدث لعيون مالك بن عوف ، ومحاولتهم تتبع أخبار المسلمين . فأرسل عبد الله أبن أبي حدرد الأسلمي إلي مكان تجمع هوازن ، وأمره أن يدخل في الناس ، فيقيم فيهم حتى يعلم علمهم وما يخططون له ، ثُمّ يأتيه بخبرهم . فأنطلق أبن أبي حدرد ، فدخل عليهم وأقام فيهم ، حتى سمع وعلم ما يخططون له من استعداد للحرب ، ثُمّ أقبل راجعاً حتى أتى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأخبره الخبر ..... فدعا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،..... عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، وأخبره الخبر ، فقال له عمر : يا رسول الله لقد كذب عبد الله بن حدرد ، فليس من المعقول تواجد هذا الجيش العرمرم ، لأن عمر أعمل عقله السياسي واجتهاده ، وليس حباً في تكذيب عبد الله بن حدرد وقدّر أنه ليس معقولاً وغير قابل للتصديق وجود هذا العدد الهائل من الجيش الكافر ، لأعتبار أن معضم الجزيرة قد دانت بالإسلام ، وعقدت اتفاقيات صلح وحسن جوار مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فردّ عليه عبد الله بن أبي حدرد : إن كذبتني فربما كذبت بالحق يا عمر ، فقد كذبت من هو خير مني ، فقال عمر : أسمعت يا رسول الله ما قاله حدرد ..؟ فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( لقد كنت ضالاً فهداك الله يا عمر ) .... فلما أجمع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، السير إلي هوازن للقاؤهم ومحاربتهم ، ذُكر له أن صفوان أبن أٌمية بن خلف ، يملك أدرعاً وسلاحاً له ، فأرسل له وهو يومئذ مُشرك ، فقال له : ( يا أبن أُمية أعرنا سلاحك هذا نلقى فيه عدونا غداً ) ... فقال له صفوان : أغصباً يا محمد ..؟ فقال له : ( بل عارية ومضمونة حتى نؤديها إليك ) ، فقال : لا بأس ، فأسلمه مئة درع بما يكفيها من سلاح ، ثُمّ خرج المسلمون ومعهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لقتال هوازن وكانت عدة المسلمين. ( ألفان من أهل مكة مع عشرة الآف من أصحابه الذين خرجوا لفتح مكة ، فكانوا أثني عشر ألفاً ) .... وأستعمل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،... عتاب بن أسيد أبن أبي العيص أميراً على مكة ، على من تبقى من الناس ...... بدء معركة حنين بين الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) وبين هوازن عن أبن إسحاق :عن جابر بن عبد الله ، وقد حضر العركة أنه قال : لمّا استقبلنا وادي حنين انحدرنا في وادٍ من أودية تُهامة ، وقد كان هذا الوادي واسعاً جداً ومنحدر انحدارا شديداً ، فبقينا في الوادي ننتظر الصباح ، فأستغلت هوازن بزوغ الخيوط الأولى من الصبح وشدة علينا شدة رجل واحد ، فدب الذعر في صفوف المسلمين ، وانهزموا وفروا لا يكلم أحداً أحد ،.... وأنحاز الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ذات اليمين وذات الشمال ثُم قال موجهاً كلامه للمسلين الفارين المنهزمين : أين أيها الناس ..؟ هَلُمّوا إليَّ أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله ....... فثبُت معه رجال من المهاجرين والأنصار وهُم : ( 1 ) أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ( 2 ) عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ( 3 ) علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) ( 4 ) العباس بن عبد المطلب ( 5 ) أبو سفيان بن الحارث وأبنه ( 6 ) الفضل بن العباس ( 7 ) ربيعة بن الحارث ( 8 ) أسامة بن زيد ( 9 ) أيمن بن أُم أيمنفلمّا رأى العباس بن عبد المطلب ما حصل للناس ، من فزع وفرار أمام هوازن ، والرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،مُمسك بزمام بغلته ويصيح فيهم أن يرجعوا ويثبتوا ، .... قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، للعباس : ( أصرخ فيهم يا عبّاس .. أصرخ يا عبّاس .. يا معشر الأنصار .. يا معشر أصحاب الشُمّرة ) .... فأجابوه وقالوا في صوتٍ واحد : لبيك لبيك ، ثُمّ رجعوا مما كانوا فيه ، وألتحقوا بالرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فوصل عدد الراجعين بعد أن فروا ( مائة رجل ) ، فأقتتلوا ، وكانت الدعوة أول ما كانت للأنصار ثُمّ للخزرج ، فعادوا وكانوا صُبراً في الحرب ، فأشرف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على المعركة وقال : ( الآن حمى الوطيس ) .... فانقلبت الهزيمة إلي نصراً للمسلمين بأذن الله سبحانه وتعالي ، وبذلك أنتصر المسلمون على هوازن في هذه الموقعة فا لله الحمد والمِنّة ..... شهداء المسلمين يوم ( حنين ) وبعد أن منّ الله سبحانه وتعالي على الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، والمسلمين بالنصر ، سقط شهداء من طرف المسلمين وقتلى من طرف المشركين ، أمّا الشهداء فهم : ( 1 ) أيمن بن عُبيد ( 2 ) يزيد أبن زُمعة ( 3 ) سُراقة بن الحارث ( 4 ) أبو عامر الأشعر وقد تحصل المسلمون في هذه الغزوة على كثير من السبايا والأموال ، فبعد أن جُمعت السبايا والأموال ،أمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،مسعود بن عمرو الغفاري بحجبها بمكان يقال له ( الجعرانة ) ويكون المسؤل عنها أمامه إلي حين تقسيمها وتوزيعها ... أمّا قتل المشركين فلمّا انهزم مشركوا هوازن من أهل ( حنين ) وأمكن منهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وعمل فيهم السيف ، حيث قُدرت خسائرهم فقُتل منهم : ( سبعون رجلاً ) مع حامل رايتهم ( ذي الخمار ) ..........بعض الحوادث المهمة التي حدثت في غزوة حنينفمن الطبيعي فقد حدثت بعض الأمور من بطولات ومواقف ، يبغي لنا أن نكون على دراية بها في هذه الغزوة ، لأهميتها .... ( 1 ) ) نزول لآيات كريمة يوم حنين حيث نزلت آيات كريمة في غزوة حنين ، حيث قال تعالي : ( لَقَدْ نَصَرَكُمْ اللّهُ في مَوَطِنْ كَثِرة وَيَومْ حُنين إذْ أعْجبَتَكُمْ كَثَرَتَكُمْ . إلي قوله تعالي : ( وذلك جزاء الكافرين ......) ( 2 ) مشاركة ونُصرة الملائكة في غزوة حنين قال أبن إسحاق عن جبير بن مُطعم انه قال : لقد رأيت قبل هزيمة القوم والناس يقتتلون ، شيء مثل الكساء الأسود ، كان قد أقبل من السماء حتى سقط بيننا وبين القوم ، فنظرت فإذا نمل أسود متفرق وقد ملأ الوادي ، فلم أشُك في أنهم الملائكة ، ثُمّ لم يكن حتى انهزمت قبيلة هوازن وأحلافها ، فتيقنت أن الملائكة ساهمت في نصرنا ...... ( 3 ) عجز شيبة بن عثمان عن إغتيال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) حيث ورد أن شيبة بن عثمان قال عند وقوع غزوة حنين : الآن أدرك ثأري من محمد ، حيث كان أبوه عثمان بن أبي طلحة ، قد قٌتل يوم أُحد وبالتالي قال : سأقتل محمد في هذا اليوم ، فعندما قرر تنفيذ فعلته ، ذهب شيبة وقد فشلت مهمته ... فسؤل لماذا رجعت ولم تفعل شيء ، فقال : عندما ذهبت لأتحين الفرصة لأقتل محمد ، قابلني شيء حتى تغشي فؤادي ، فلم أُطيق ذالك وعلمت أنه ممنوعٌ مني ...!!! ( 4 ) فرار حامل راية الأحلاف من هوازن وكانت راية الأحلاف مع قارب بن الأسود ، فلمّا أنهزم الناس ، أسند رايته إلي شجرة ، وهرب هو وبنوا عمه ، فهربوا ولم يٌتل منهم أحد ، إلاّ رجلين .... فلما سمع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال : ( قُتل اليوم سيد شباب ثقيف وهو ( الجُلاّح ) ...... ( 5 ) شأن بِجاد والشيماء أُخت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، حيث حدث أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال : إن قدرتم على بِجاد فلا تقتلوه ، فلمّا ظفروا به المسلمين ساقوه للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،..... وساقوا معه الشيماء بنت الحارث بن عبد العًزىّ ، أخت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من الرضاعة ،... فقالت للمسلين الذين قد ظفروا بها .... تعلمون والله إني لأخت صاحبكم من الرضاعة ، فلم يصدقوها ، حتى أتوا بها إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلمّا وصلت قالت : يا رسول الله إني أختك من الرضاعة ، فقال لها : ( وما علامة ذلك ..؟ ) ، فقالت : هى عضّة عضضتني إياها وأنت على ظهري متوركة بك ( محمول على ظهري ومربوط كي لا تقع ) ،.... فعرف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أنها صادقة ، فقام وبسط لها عباءته وأجلسها عليها. فهذا هو الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، المُحب لآل بيته ومُحب لقرابته حتى وان كانت بعيدة ، فهو عليه الصلاة والسلام يعلمنا في كل يوم ، حتى وهو في أرض المعركة ، كيف نحب إخواننا في الله وفي الدم ،.. وقال لها: ( إن أحببت فأبقي معي مُحبّة مُكرمه وإن أحببت أن أُمتعك وترجعي إلي قومك فعلت )، فقالت له : بل تمتعني وتردني إلي قومي ، ففعلت ،... فمتعها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأعطاها غلام اسمه مكحول وجارية ، فسُرّت بهذه العطايا والمعاملة الحسنة من أخوها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وانصرفت ....... ( 6 ) شماتة أبو سفيان بن حرب ورد أن أبو سفيان بن حرب ، حين فرّ الناس في أول المعركة ، قال : لا تنتهي هزيمته دون البحر ( أي سوف يُهزم ويُلقىَ في البحر ) ... وقال رجل آخر كان حاضراً : الا قد بَطُلَ السحر اليوم ، فردّ عليه صفوان أبن أُمية : أسكت فضّ الله فاك ، فو الله لأن يكون رجلُُ من قريش رباً لي ( يحكمني ) خير لي من أن يكون لي من هوازن رباً لي . ( 7 ) نهي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) عن قتل الضعفاء وقد نهى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عن قتل الضعفاء ، وكان ذلك عندما مرّ بامرأة كان قد قتلها خالد بن الوليد ، والناس مزدحمون عليها ، فقال: (ما هذا ..؟ ) فقالوا له : امرأة قتلها خالد بن الوليد ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لبعض من كان معه : ( أدرك خالداً وقل له إن رسول الله ينهاك أن تقتل وليداً أو امرأة أو أجير غزوة الطائف في السنة الثامنة للهجرة وإرجاء الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) توزيع غنائم غزوة حنين ولقد عمل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على إرجاء توزيع الغنائم التي حصلوا عليها المسلمون في غزوة ( حنين ) ، بعد انتصارهم الساحق على هوازن وأحلافها ، إلي حين عودته من غزوة الطائف ، فقد عزم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن يمضي من حنين مباشرتاً إلي الطائف ، دون أن يعرّج على مكة ، حتى يفتحها ، وكان أهل الطائف قد استعدوا للحصار ، بعد أن سمعوا بقدوم المسلمون إليهم ، فرمموا حصونهم وجمعوا فيها كل ما يستطيعون من تموين وحاجيات ، فسلك الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في طريقه من الجعرانة إلي الطائف ، فمرّ على نخلة اليمانية ثُمّ على قرن ثُمّ على المليح ثُمّ على بحرة الرغاء ، وكل هذه المواقع تقع في نواحي الطائف ، وقد أستطاع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وهو في طريقه للطائف أن يهدم حصناً ببحرة الرغاء وكانت لمالك بن عوف وأُطماً لرجل من ثقيف ، فلما وصل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي الطائف رمتهم ثقيف بالحجارة والنبال ، فأُصيب بالنبال رجال من المسلمين ، فنصب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، منجنيقاً على حصنهم ورماهم به ، ثُمّ دخل نفر من المسلمون تحت هيكل صٌنع من جلد البقر وزحفوا به حتى وصلوا إلي سور الطائف ، فتنبهت ثقيف لهذا الأمر وقذفتهم بسكك من حديد مُحماة ، فأحرقت الهيكل وأُصيب من كان تحتها من المسلمين بنبال الرُماة ، وأستمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بحصار الطائف مدة ( خمسة عشر ليلة ) ثُمّ رحل عنها إلي الجعرانة حيث رد إلي هوازن سباياهم وأبنائهم ، ثُمّ قسّم الأموال بين المسلمين ثُمّ عطي من نصيبه ( الخمس ) للمؤلفة قلوبهم لكل من أبو سفيان بن حرب وأبنه معاوية وحكم بن حزام بن خويلد والحارث بن الحارث بن كلده والحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي ، ويعد أن أنهي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،... التزاماته بتوزيع غنائم غزوة حنين وانتهاء حصار الطائف ، أعتمر من الجعرانة إلي مكة ،ثُمّ رجع إلي المدينة بعد أن أستعمل على مكة ( عتاب بن أسيد ) ، فأقام الحج بالمسلمين في تلك السنة .... ملاحظة : ويعتبر عتباب بن أسيد أول أمير أقام الحج في الإسلام فدخل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، للمدينة في اليوم ( الرابع والعشرين من ذي القعدة للسنة الثامنة للهجرة ) . أمّا بخصوص بنو ثقيف في الطائف ، فقد يأسوا من طول الحصار الذي فُرض عليهم من قِبل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ونظراً أيضاً لقلة إمكانياتهم في الاستمرار في الصمود قياساً إلي إمكانيات المسلمين ، فقد بُث فيهم ذلك الكثير من الرعب والخرف من أن يرجع إليهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إليهم مرة ثانية لحصارهم وقتالهم أن لزم الأمر ، فقرروا أن يبعثوا إليه بوفد لعقد الصُلح بينهم وبين النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وبالفعل فقد أرسلوا وفداً يرأسه رجل منهم يقال له ( عبد يا ليل بن عمير ) ، فصالحهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على أن يسلموا ويقرهم على ما في أيديهم من الأموال ، وقد حصل ذلك ..شهداء المسلمين يوم ( الطائف ) وقد أُستشهِد من المسلمين يوم حِصار الطائف ، إثني عشر رجلاً وهم : ( 1 ) سعيد بن سعيد بن العاص بن أٌمية ( 2 ) عرفطة بن جناب ( 3 ) عبد الله بن أبي بكر بن الصديق ( رضي الله عنه ) ،... فقد أُصيب بسهم ،فعانى منه كثيراً ، فمات منه بالمدينة بعد وفاة الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( 4 ) عبد الله بن أبي أُمية بن المغيرة ( 5 ) عبد الله بن عامر بن ربيعة ( 6 ) السائب بن الحارث بن قيس ( 7 ) عبد الله بن الحارث ( 8 ) جُليحة بن عبد الله ( 9 ) ثابت بن الجذع ( 10 ) الحارث بن سهيل ( 11 ) المنذر بن عبد الله ( 12 ) رُقيم بن ثابت بن ثعلبة فكانت حصيلة قتلي المسلمين بالطائف ، ( أثني عشر شهيد ) ، فكانوا سبعة رجال من قريش .... وأربعة من الأنصار ورجل من بني ليث ......... بعض الأحداث المهمة التي حدثت في ( غزوة الطائف ) ( 1 ) أول من رمى المشركين بالمننجنيق وكان أول من رمى بالمنجنيق وأستعمل هذا السلاح من المسلمين في الإسلام في حروبهم هو الحبيب المصطفي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، حيث رمى مُشركي الطائف به ( 2 ) رؤيته ( صلي الله عليه وسلم ) ، التي رآها في غزوة الطائف قال أبن إسحاق : ورد إن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال لأبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) في إثناء حصار ثقيف : ( يا أبا بكر ، إني رأيت أنّي أٌهديت لي قده مملوءة زُبداً ، فنقرها ديك ، فهُرق ( سكب ) ما فيها ) ...... فقال له أبو الصديق ( رضي الله عنه ) : ما أضن أن تُدرك منهم في يومك هذا ما تريد ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( وأنا لا أري ذلك ) .... ( 3 ) أسباب ارتحال المسلمين بعد حِصار ثقيف . فقد ذُكر أن خويلة بنت حكيم السلمية ،... وهي إمرأة عثمان أنها قالت : يا رسول الله ، أعطني إن فتح الله عليك الطائف ، حُلي بادية بنت غيلان أبن مضغون أو حلي الفارعة بنت عقيل ، فقد كانتا من أحلي نساء ثقيف ...!!!! فقال لها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( وإن كان لم يؤذن لي في ثقيف يا خويلة ) ، فخرجت خويلة لعمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ونقلت له كل ما دار بينها وبين الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وما سمعته منه ، فذهب عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) مسرعاً لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقال له : أهل ما قالته خويلة بنت حكيم صحيح ..؟ فقال له : ( نعم يا عمر لم يؤذن لي في ثقيف ) ... فقال عمر : وهل أٌأذن بالرحيل ..؟ فقال : ( نعم ) ، فأذن عمر ( رضي الله عنه ) بالرحيل .... فرحلوا عن ثقيف ....... ( 4 ) عُمرة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ثم خرج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،من الجعرانة معتمراً وأمر ببقايا الفئ من السبايا والأموال ،فحُبست بناحية الظهران فلما فرغ من عمرته انصرف راجعاً للمدينة.... وأستخلف على مكة عتاب بن أسيد ، وخلف مُعاد بن جبل لتفقيه الناس فى مكة ويعلمهم القرآن . وكانت عمرته ( صلي الله عليه وسلم ) فى ذي القعدة . ( 5 ) أمر الشاعر كعب بن زُهير وقصيدته التي هجاء ومدح فيها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلما قَدِم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأنتهائه من غزوة حنين والطائف ، إلى مكة معتمراً ، أستغل بجير بن زهير بن أبى سلمة ( شقيق زهير ) ، وجود النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بمكة ، وكتب إلى أخيه كعب بن زهير أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) قائلاَ له : قتل رجالاً بمكة مما كانوا يهجونه ويسبونه ويؤذونه ، لأن العدو الشريف ، يقاتل عدوه بالسيوف وبالصرع ، ولا يقاتله بالسبّ والشتم ، فبذالك كان خطر الشعراء ولسانهم من أقوى الأسلحة ، فواجب تصفيتهم ، مهم جداً ، بالإضافة ، لذالك سبّه الاذع لشخص الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقام بتصفيتهم كلهم ولم يفلت منهم من شعراء قريش إلاَّ ابن الزبعرى وهبيرة بن أبى وهب ،... فقد هربوا فى كل وجه ... فأنصحك يا أخي كعب إن كانت لك فى نفسك حاجة وترغب في أن يكون لك في هذه الدنيا نصيب ، من غير أن تكون مُطارداً ومُباحُ دمك ... فألتحق برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأنه لا يقتل أحداً جاءه مسلماً وتائباً ، وإن أنت لم تفعل ، فأنج إلي محل ينجيك منه من الأرض ، لأنك لم تترك فيه شيء قد ترجع عنه من هجاءك إياه ... فردّ عليه أخيه زُهير أبن أبي سُلمة بهذه الأبيات : مَن مُبلغ عني بُجير رســـــالة===فهل لك فيما قلت بالحيف هل لكا شرِبت مع المأمون كأساً رَوية===فأنهلك المأمون فيها وعلّكا وخالفت أسباب الهُدى وتبعتـــه===على أي شيء وعيب غيرك دلّكا على خُلقُ لم تُلفِ أٌماً ولا وأبـــا===عليه ولم يُدرك عليه أخالكا فإن أنت لم تفعل فلستُ بآســـف===ولا قائلِ إمّا عثرت لمّا لكا فبعث بُجير برسالة أخرى إلي كعب راداً فيها على شِعره فقال: من مُبلغ كعباً فهل لك في التي===تلوم عليها باطلاً وهي أضرمُ إلي الله لااللات والعُزى وحده===فتنجوا إذا كان النجاة وتسلم لدي يوم لا ينجو وليس بمفلتٍ===من الناس إلاّ طاهر القلب مُسلمُ فدينُ زهير وهو لا شيء دينه===ودين أبي سُلمى علىّ محرّمُ فلمّا بلغ كعبً كتاب أخيه بُجير ، ضاقت به الأرض ، وأشفق على نفسه ، وأرجف به من كان في حيّه من عدوه ، فقالوا : هو مقتول لا محالة ..فلمّا لم يجد شيء بًداً ، قال: قصيدته التي يمدح فيها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . حيث ذكر فيها خوفه وإرجافه وإيمانه ، ثُمّ خرج حتى أتى إلي المدينة ، فنزل على رجل كانت بينه وبينه معرفه ، وهذا الرجل يقال له ( جُهينة ) ، فلمّا جاء الغداة ،
ذهب به إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو في المسجد عند صلاة الصبح . فصلى جُهينة مع النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ثُمّ أشار لكعب بن زهير أن يأتي لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال له : قٌم يا كعب فهذا رسول الله فأستأمنه ، فقام كعب بن زهير لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى جلس أمامه ، وكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، لا يعرف زهير بن أبي سُلمة شخصياً ، ولكن كان يعرف شِعره ، فقال الرجل المُصاحب لكعب : يا رسول الله هذا كعب بن زهير أتاك تائباً مُسلماً معتذراً ، فهل أنت قابل منه ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( نعم ) .. فقبل توبته وإسلامه ، فعبّر كعب بن زهير على سعادته وفرحته بإسلامه وبلقاء الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بأن يمدحه بقصيدة ، عوضاً عن التي هجاه فيها من قبل فأسمعه القصيدة ، وقد قال في مطلعها أبيات يتغزل فيها بأمرأة وإسمها سعاد ، وهذه كانت عادات وحالات الشعراء ، حينما يمدحون أحد ، يأتون بأبيات غزل في مطلعها وبالوصف ، وقد ألقاها أمام الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في المسجد حيث قال: بانت سعاد فقلبي اليوم متبولً**** مُتيم إثرها لم يُفدَ مكحولُ وما سعاد غداة البين إذ رحلوا****أغّنّ غضيضُ الطّرفِ ملحُول هيفاء مقبلةً عجزاء مُدبــــــرةً****لا يشتكي قِصر منها ولا طُولُ تجلوا عوارض ذي ظلم إذا إبتس***متْ كأنه مُنهل بالراح معسُولُ وحينما سمع من الناس أنه مقتول لا محالة ، إن ظفر به الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) قال : تسعي الغُواة جنابيها وقولهــم****إنك يا أبن سُلمي لمقتـــــــولُ فقلت خلوا سبيلي لا أبالكــــــم****فكل ما قدّر الرحمنُ مفعــــولُ كلُ أبن أُنثى وإن طالت سلامته****يوماً على آلة حدباء محمُــولُ نُبئت أن رسول الله أوعدنـــــي****والعفو عند رسول الله مأمـــول فهل هداك الذي أعطاك نافلـــة****القرآن فيها مواعيظ وتفصـــيلُ لا تأخذ ني بأقوال الوشاة ولــم****أُذنت ولو كثُرت فيّ الأقاويلُ فلهوا أخوف عندي إذا أكلمـــهُ****وقيل إنك منسوبُ ومسئولُ من ضيغم ( الأسد ) بضراء الأرض مخدره**في بطن عشرغيلُ دُونهُ غيلُ يغدوا فيلحم ضرغامين عيشهما***لحم من الناس معفورً خَراديلُ إذا يساور قِرناً لا يحلّ لــه****أن يترك القِرن إلاّ وهو مفلولٌ منهُ تظلُ سِباع الجو نافــــــــــرةً****ولا تمشي بواديه الأراجيــــلُ ولا يزالُ بواديه أخو ثِقــــــــــةٍ****مُضرج البزّ والدُّورسان مأكـولُ إن الرسول لنورٌ يُستضا ء بــــهِ****مُهند من سُيوفِ الله مسلـولُ إلي آخر القصيدة ، والتي كانت بشهادة عباقرة اللغة والشعر من أروع قصائد المدح ، فلمّا سمع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، هذه القصيدة ، أعجبته وأثني عليه وقال له : ( هلا أثنيت على الأنصار أيضاً فأنهم أهل لذلك ) .... بعد أن أثني على المهاجرين في آخر القصيدة ... فأثني على الأنصار أيضاَ ...... ويقال بأنه أهداه بُردته ، فبذلك سُميت هذه القصيدة بالبُردة ..................................... في الجزء الرابع القادم من الفصل السابع نتوقف عند غزوة تبوك وما دار فيها من احداث مهمة ..... الي ذلك الحين اقول بارك الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
| |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:49 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السابع ..ج4 الاخوة الاكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... نواصل اخوتي الكرام في هذا الجزء الرابع من الفصل السابع...... التطرق لغزوة تبوك وماحدث فيها من احداث تهم التأريخ الاسلامي...... والتي تعتبر من اخر الغزوات التي غزاها النبي صلي الله عليه وسلم بنفسه شخصياً ....وماتبعها من احداث صقلت قلوب وأفئدة اصحابه والتي اتي وقتها في فصل صعب فيه التحرك من لهيب الصحراء وشظفها... عليه نبدأ كالعادة ببسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي اشرف مخلوق تُذكر سيرته .... غزوة تبوك والتي حدثت في رجب سنة ( تسع ) للهجرة النبوية الشريفة وتوحيد الجزيرة العربية تعتبر غزوة تبوك وما يليها من شمال الحجاز ، مثل ( أيلة ) و( وأذرح ) و( مقتا ) و ( الجرباء ) . من آخر الغزوات التي غزاها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بنفسه . ( ففي رجب من العام التاسع للهجرة النبوية الشريفة ) ،عزم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على تجهيز جيش بقيادته لغزو المناطق الشمالية الواقعة على تخوم الدولة العربية الجديدة ، فأذن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لغزو الروم . وأتفق أن إستنفاره جاء في أوان وظروف الحر الشديد ، وفي عام جذب وقلة موارد ومياه ، فالناس في هذا الوقت يفضلون المُقام في بساتينهم لجني ثمارهم والتمتع بظلالها ، ويكرهون الخروج لأي أمر في هذا الوقت من الزمان . فعرف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بهذه المعطيات الأسباب التي تستدعي الناس للتملص من الخروج للغزو ،... فأراد أن يوضح أمر هذه الغزوة واتجاهها وأسباب الخروج لها ، ولإيضاح المسافة المطلوب قطعها للوصول للمكان المتواجد فيه جيش العدو ،.... فقد أراد بهذا التوضيح أن تكون الرؤية واضحة جلية . وكانت من عادته ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن لا يفصح للمسلمين عن الاتجاه أو المكان المراد الذهاب إليه ، وذلك من دواعي الكتمان والسريّة والمحافظة على وضع السبق والمباغتة . إلاّ في هذه الغزوة ، فقد أعلم الناس إلي أين المسير ، وذلك لبُعد المسافة ومشقة السير وكثرة العدو ، ليتأهب الناس لذلك ويستعدوا ، فأمر الناس بالجهاز وأخبرهم أنه يريد الروم في هذه الغزوة ، ولمّا انتهي الاستعداد والتجهيز ، وأمرهم بالاستعداد ، وخصّ أهل الغنى وميسوري الحال على المساهمة في نفقة هذه الغزوة ويكون في سبيل الله ، فاستجاب أهل الغنى ، فتحملوا جانب من نفقات هذه الغزوة واحتسبوها لله سبحانه وتعالي ، وكان على رأس هؤلاء ألميسوري الحال . عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه) ، فقد أنفق من ماله مالم ينفقه أحد مثله ، فجهز جيش العُسرة هذا إلي تبوك وقد أنفق ألف دينار في هذا الأمر . مما جعل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يقول في حق عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) قولاً يجعل السامع من ميسوري الحال لو كان في مكان عثمان ، حيث قال : ( اللهم أرض عن عثمان فأني عنه راضٍ ) .. وأستعمل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على المدينة في غيابه.....( محمد بن مسلمة الأنصاري ) ، وأستخلف على آل بيته أبن عمّه علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) ،.... وأمره بالأقامه فيهم ، فقالوا المنافقون ما خلفه إلاّ تخفيفاً عنه وخوفاً عليه من أن يلقى مصيره في هذه الغزوة ،.... فسمع علي بن أبي طالب هذا الكلام ، فأخذ سلاحه وخرج مُسرعاً لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال له : ( ما أتى بك يا علي ، كنت قد أمرتك بالبقاء ..؟ ) فقال علي : يا نبي الله لقد زعم المنافقون أنك تركتني لتخفف عني ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ): ( كذبوا ، ولكن خلفتك لما تركت من ورائي ، فأرجع فاخلفني في أهلي وأهلك ، أفلا ترضي يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنه لا نبي بعدي ) ...... فرجع علي وأستمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في سيره لغزوة تبوك ، فلمّا وصل إليها ، لم يلقي بها كيداً ، فصالحه أهلها على الجزية أقام فيهم ( عشرون ليلة ) ، أتاه أليها وهو بها ( يخنة بن رؤية ) صاحب أيلة ، فصالحة على أن يؤدي على كل حالم ( بالغ ) بأرضه ( دينار ) في السنة ، فبلغ ذلك ( ثلاثمائة دينار ) وأشترط عليهم أن يقروا من يمر بهم من المسلمين ( أي لا يصدوهم ويقومون بمساعدتهم في كل ما يحتاجون إليه ) وكتب لهم كتاب في ذلك قال فيه : بسم الله الرحمن الرحيم هذه أمنة من الله ومحمد النبي رسول الله ليُحنة أبن رُوّية وأهل ( إيلة ) ، سفنهم وسيّارتهم في البحر والبر : لهم في ذمة الله وذمة محمد النبي ومن كان معهم من أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر فيمن أحدث منهم حدثاً ، فأنه لا يحول ماله دُون نفسه وإنه طيب لمن أخذه من الناس ، وأنه لا محل أن يُمنعوا ماء يتردونه ولا طريقاً يُريدونه من بر أو بحر ...... كما قدم عليه وهو في تبوك أهل ( أذرج ) فصالحهم على ( مائة دينار ) في كل شهر رجب ، كما قدم عليه أهل ( الجرباء ) ، فصالحهم على الجزية وكتب لهم كتاب جاء فيه : بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لأهل ( جرباء ) ، أنهم لآمنون بأمان الله وآمان محمد النبي ، وأن عليهم ( مائة دينار ) في كل رجب ، وافيه طيبة والله كفيل عليهم .... كما جاءه أهل مقني وهم من اليهود فصالحوا النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وكتب إليهم كتاب صُلح فقال فيه : سلم أنتم ، فأنه أُنزل علىّ أنكم راجعون قريتكم ، فإذا جاءكم كتابي هذا ، فأنكم لآمنون ولكم ذِمة الله وذِمة رسوله ، فإن رسول الله قد غفر لكم ذنوبكم وكل دم أتبعتم به، لا شريك لكم في قريتكم ، إلاّ رسول الله أو رسول رسول الله، وإنه لا ظُلم عليكم ولا عدوان ، وإن رسول الله يجيركم مما يجير منه نفسه ، فأن لرسول الله برّكم ورقيكم والكراع والحلقة ، إلاّ ما عفا عنه رسول الله أو رسول رسول الله وإن عليكم بعد ذلك ( ربع ما أُخرجت نخيلكم) و ( ربع ما حوته عرككم ) و ( ربع ما أغتزلت نسائكم ) ، وإنكم قد برئتم بعد ذلك ، ورفعكم رسول الله عن كل جزية وسخرة ، فأن سمعتم وأطعتم فعلى رسول الله أن يكرّم كريمكم ويعفوا عن مُسيئكم ومن أتمّر في بني حبيبة وأهل مقنا من المسلمين خيراً ، فهو خير له ومن أطلعهم بشر فهو شر له ، ليس عليكم أمير إلاّ من أنفسكم أو من أهل بيت رسول الله. ثُمّ إنصرف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عائداً إلي المدينة ، بعد أن قضي في تبوك ( عشرون ليلة ) لم يتجاوزها ، فا بحمد الله ومنّته على رسولنا الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقد إنتصر على من أراد غزوهم بالرعب ، فصالحهم على ما يريد المتصر ورجع إلي المدينة ، في شهر رمضان للسنة التاسعة للهجرة ....... بعض أهم الأحداث التي وقعت إستعداداً وإثناء غزوة تبوك فمن الأحداث المهمة التي حدثت ، في فترة الاستعداد لهذه الغزوة وأيضاً إثنائها ، والتي رأينا أنه من المهم ذكرها ، لنحيط علماً بكل الظروف التي رافقت غزوة تبوك من أحداث . ( 1 ) إحراق بيت سويلم ( اليهودي ) قال أبن إسحاق: بلغ رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن إُناساً من المنافقين يجتمعون في بيت سويلم اليهودي. في مكان يقال له ( جاسوم ) يثبطون همم الناس عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في غزوة تبوك ، وينشرون الذعر والخوف بينهم . فبعث لهم طلحة بن عبيد الله في نفر من أصحابه وأمره أن يحرق عليهم بيت سويلم . ففعل طلحة ذلك ، فتفرقوا وهربوا ومنهم من أنكسرت رجله إثناء هربه ، فبذلك سحق الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، الجبهة الداخلية الفاسدة ..... ( 2 ) شأن البكائين وفي هذه الغزوة ، حدث أن جاء نفر من الأنصار وغيرهم وهم : ( 1 ) سالم بن عمير . ( 2 ) وعلبة بن زيد . ( 3 ) وأبو ليلي عبد الرحمن بن كعب . ( 4 ) وعمرو بن حُمام بن الجموح . ( 5 ) وعبد الله بن المغفل المُزني . ( 6 ) وهُرميُّ بن عبد الله . ( 7 ) وعرياض بن سامرية الفزاري . وكانوا هؤلاء من أهل الحاجة ، فذهبوا لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، طالبين إن يحملهم معه إلي غزوة تبوك ، فقال لهم : ( لا أجد ما أحملكم عليه ) .. فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع ، حزناً ألاّ يجدوا ما ينفقون ولم يجدوا ما يتقووا به على الخروج مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لهذه الغزوة ...... (3 ) ضياع ناقة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ثُمّ أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، سار حتى إذا كان ببعض الطريق ، ضلّت ناقته ، فخرج أصحابه في طلبها ، وعند الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، رجل من اصحابه يقال له ( عُمارة بن حزم ) . وكان في رُحله رجل يقال له ( زيد بن اللصيت ) القينقاعي ، وكان منافقاً ، بين النفاق ، فقال عُمارة بن اللصيت عندما سمع بضياع ناقة رسول ( صلي الله عليه وسلم ) ،: أليس محمد يزعم أنه نبيّ ويخبركم خبر السماء ، وهو لا يدري أين ناقته ...؟ فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لأصحابه وعُمارة عنده : ( لقد قال رجلاً هذا محمد يزعم أنه نبيّ ويخبركم خبر السماء ولا يعلم أين ناقته ، وإن والله ما أعلم إلاّ ما علمّني الله ، فقد دلني عليها وهي في هذا الوادي في شِعب كذا وكذا وكانت قد حبستها شجرة بزمامها فانطلقوا حتى تأتوني بها ) . فذهبوا فجاءوا بها ، فرجع عُمارة بن حُزام لرُحله ، فقال : والله لعجب من شيء حدثنا به الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أنفاً ، عن مقالة قالها أحدهم ، فأخبره الله بها وهي كذا وكذا ... فقال رجل كان في رُحل عُمارة وقد سمع ما قاله أبن اللصيت : نعم يا عمارة لقد قالها والله زيد بن اللصيت قبل أن تأتي ، فذهب عُمارة لرُحله فأخذ بتلابيب زيد بن اللصيت وقال له وهو يصيح : يا معشر المسلمين إن في رُحلي رجل منافق ، فو الله لا تصحبني بعد هذا اليوم أبداً ، فطرده شر طرده ..... ( 4 ) شأن أبي ذر الغفاري ففي إثناء سير الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لغزوة تبوك ، وفي الظروف الصعبة والعُسرة الشديدة . يتخلف عنه الرجل فيقول : ( هذا فلان ويكون فلان ) . ويقول : ( إن كان فيه خيراً فسيلحقه الله بكم وإن كان غير ذلك فقد أراحكم الله منه ) حتى قيل له : يا رسول الله قد تخلف أبو ذر الغفاري وأبطأ بعيره في السير ، فقال : ( دعوه فأن يك فيه خيراً فسيلحقه الله بكم ) ... وكان أبو ذر قد تمهل في السير ، خوفاً على بعيره ، فأبطأ به ، فلمّا يأس منه أوقفه وأخذ متاعه ووضعه على رأسه ، ثُمّ خرج يطلب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ماشياً على قدميه ، فلمّا نظر ناظر من المسلمين قال : يا رسول الله إن هذا الرجل الذي أراه من بعيد يمشي وحده ، فقال : ( كُن أبا ذر ) ... فلمّا أقترب من المسلمين ، كبروا وقالوا نعم يا رسول الله إنه أبا ذر ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويُبعث يوم القيامة ووحده ) ..... وبالفعل فقد مات وحده في زمن عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) ، عندما نفيه إلي مكان يقال له ( الربذه ) وهو موقع قرب المدينة ، ولم يكن معه أحد إلاّ امرأته وغلامه ، فعندما شارف على الموت ، أوصي زوجته وغلامه وقال لهم : عندما أموت أُغسّل وأُكفّن واحملوني على قارعة الطريق ، حتى يمر بكم احد فقولوا له هذا أبو ذر الغفاري صاحب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأعينوني على دفنه . فمرّ بهم الصحابي الجليل ( عبد الله بن مسعود ) مع رهط من المسلمين من أهل العراق ، فوقفوا على قارعة الطريق وسألوا لمن هذا الجثمان المُلقي على قارعة الطريق ..؟ فقال لهم خادمه : هذا جثمان أبو ذر الغفاري صاحب رسول الله ، فأعينوني على دفنه فأنفجر عبد الله بن مسعود باكياً وهو يقول : صدق رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، عندما قال : ( رحم الله أبو ذر يمشي وحده ويموت وحده ويُبعث يوم القيامة وحده ) ..... ( 5 ) وفاة ذي البجادين وقيام الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بدفنه عن عبد الله بن مسعود انه قال : قمت في جوف الليل ، وأنا مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في غزوة تبوك ، فرأيت شُعلة من نار في ناحية العسكر ، فأتبعتها أنظر إليها . فإذا برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب ( رضي الله عنهما ) ، وإذا عبد الله المُزني ( ذي البجادين ) قد مات ، وإذا قد حفروا له قبره ، ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، واقف في الحُفرة وأبو بكر وعمر يدليانه إليه وهو يقول : ( أدنيا لي أخاكما ) .... فدلياه إليله ، فلمّا هيأه لشِقه قال : ( اللهم إني قد أمسيت راضياً عنه ، فأرض عنه ) ... فقلت والحديث هنا لعبد الله بن مسعود : يا ليتني كنت صاحب هذا الحفرة ...! أمّا سبب تسميته بذي البجادين ، ذلك لأنه كان ينازع إلي الإسلام ، فيمنعه قومه من ذلك ، ويضيقون عليه ، حتى تركوه في بِجاد ليس له غيره ( كساء غليظ وخشن ) ، فهرب منهم لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ). فلمّا كان قريباً منه شقّ بجاده باثنين فأتزر بواحد وأشتمل الآخر ثُمّ أتى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأسلم امامه ، فسميّ ( ذا البجادين ) على فعلته بثوبه .... ( 6 ) أمر مسجد ( ضِرار ) عندما تجهز الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، للخروج لغزوة تبوك ، جاءه أصحاب مسجد ضِرار إليه ، فقالوا له : يا رسول الله إنّا قد بنينا مسجداً لذي الحاجة والعلة والليلة المطيرة والليلة الشاتية ، وإنّا نحب إن تأتينا فتُصلي لنا فيه . فقال لهم وهو في طريقه لغزوة تبوك : ( إني على جناح سفر وحال شُغل ، ولو قد قدمنا إن شاء الله لأتيناكم فصلينا لكم فيه ). وعندما رجع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من تبوك ، ذُكر له أمر مسجد ضِرار ، فدعا مالك بن الدُخثم ومعه أبن عديّ وقال لهم : (أنطلقوا إلي هذا المسجد الظالم أهله ، فأهدماه وحرقاه ) ... فخرجوا مسرعين ، حتى أتيا إلي أبنا بني سالم بن عوف ، وهم الرهط ورجال مالك أبن الدُخثم ، فقال مالك : انتظروا حتى نخرج إليكم بشهاب نار ، فأخذ شهاب نار من سعف النخيل وتوجه به إلي المسجد وفيه أهله ( الذين بنو المسجد ) فحرقاه وهدماه وتفرقوا عنه ،وكان الذين بنوا هذا المسجد : أثني عشر رجلاً وقد نزل في هذا المسجد الذي بنوه أصحابه ليفتنوا فيه المسلمين ، قرآناً حيث قال تعالي : ( وَالَذِينَ إتَّخَذُوا مَسْجِدَاً ضِراراً وكُفراً وتفْرِقاً بينَ المؤمنين..... ) ( 7 ) حديث الأسير ( أُكيدر ) ثُمّ أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، دعا خالد أبن الوليد ، فبعثه إلي . ( أُكيدر بن عبد الملك ) وهو رجل من كِنده ، كان ملكاً عليها وكان نصرانياً . فقال له : ( أذهب أليه وستجده يصيد البقر ) ... فخرج خالد بن الوليد ، حتى إذا وصل قريب من حِصن أُكيدر وفي وقت من الليل مقمر ، فرآه هو ومعه امرأته على سطح حِصنه ، ثُمّ رأى قطيع من البقر قريب من باب الحِصن يحك قرونه على باب الحِصن ، فتنبه أُكيدر لهذا الأمر فقالت زوجته : هل رأيت مثل هذا قط ..؟ فقال لها : لا والله ، فقالت : فيمن تُترك هذه بدون مرعي ..؟ فقال أُكيدر : لا أحد ، ثُمّ أمر مرافقيه فأعدو له فرسه وسلاحه ومعه أهل بيته وفيهم أخ له يقال له ( حسّان ) فركب وركبوا وخرجوا معه ليطاردوا البقر . فتلقتهم خيل المسلمين فأخذته وقُتل أخاه ، وأُخذ أُكيدر أسيراً وهو واضع تاج على رأسه مُزين بالذهب والياقوت ومُحلى بالديباج ، فأخذه خالد بن الوليد أسيراً وبعث بتاجه للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قبل قدومه إليه ، فعندما وصل تاج وقُباء أُكيدر للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ورأوه المسلمون ، وبدأو يلمسونه بأيديهم ويتعجبون من جماله وإتقان صُنعه ، قال لهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : أتعجبون من هذا ...؟ فو الذي نفسي بيده لمناديل سعد بن مُعاذ في الجنّة أحسن من هذا ...!! . فلمّا قدم خالد بن الوليد على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،ومعه أسيره أُكيدر ، أخلي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، سبيله وصالحه على الجزية ، ثُمّ أرجعه إلي قريته . وقال رجل من طي يقال له ( بُجير بن بُجيره ) حينما تذكر قول الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لخالد بن الوليد : ( بأنك ستجده يصيد البقر ) ، يقول : نتعجب من البقر كيف أرغمت أُكيدر على الخروج من حِصنه ليكون هو وحاشيته في متناول خالد بن الوليد وقال: تبارك سائق البقرات أنّـــي=====رأيت الله يهدي كل هادي فمن يك حائراً عن ذي بتولِ=====فإنّا قد أُمرنا بالجِهاد وقد أعلن ( أُكيدر إسلامه ) وكتب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، كتاباً له ولأهل دومة الجندل جاء فيه : هذا كتاب من محمد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، لأُكيدر ، حيث أصاب إلي الإسلام وخلع الأنداد والأصنام ولأهل دومة الجندل ، إنّا لنا الضاحية من الضحل والبور والمعامي وإغفال الأرض ( الأرض المتروكة ) والحلقة والسلاح والحافر ، والحِصن لكم الضامنة من النخيل والمعين من المغمور ، لا تعدل سارحتكم ولا تعد ناردتكم ولا يحظر عليكم الثلث ، تقيمون الصلاة لوقتها وتؤتون الزكاة بحقها عليكم بذلك عهد الله والميثاق لكم فيه الصدق والوفاء ، شهِد الله ومن حظر من المسلمين فتنازل ( أُكيدر ) بمحض إرادته للمسلمين عن ( ألف بعير ) وثمانمأة رأس وأربعمائة درع وأربعمائة رمح .......... ( 8 ) تخلف نفر من المسلمين عن غزوة تبوك وتخلف نفر من المسلمين ، عن غزوة تبوك . عندما قرر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، الخروج ، وكان تخلفهم من غير عذر شرعي ومن غير شك ولا ارتياب ومنهم : ( أ ) كعب بن مالك بن أبي كعب ( ب ) مُرارة بن الربيع ( ج ) هلال بن أٌمية ( د ) أبن خيثمة وكانوا والحق يقال من أهل الصدق ولا يُتهمون في إسلامهم ، ولكن لحظة ضعف أصابتهم . ( د ) فأبو خيثمة رجع إلي بيته بعد خروج النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي تبوك فوجد زوجتيه قد جهزتا له الماء البارد والأكل والفراش وكل ما يحتاجه لراحته . فلمّا نظر إليهم وقد لبسوا حُلل جميلة وتعطروا وهم ينتظرونه ليجلس إليهم قال : رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في الشمس والريح والحر وأبو خيثمة في ظِل بارد وطعام مهيأ وإمراة حسناء وفي مقام مُقيم ... ما هذا بالأنصاف ...!! والله لا أدخل عريش واحده منكما حتى ألحق برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ). فهُيأ له الزاد وأرتحل ، ثُمّ خرج في طلب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى أدركه ، حين نزل تبوك . وعندما شارف أبو خيثمة على تبوك قال لمرافقه ( عمير بن وهب ) : أن لي ذنب عظيم ارتكبته ، فسأذهب لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلمّا وصل إليه ، قال الناس : هذا راكب مُقبل ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( كُن أبا خيثمة ) ... فقالوا : نعم يا رسول الله هو والله أبا خيثمة ، ثُم اخبر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، خبره فقال له : ( أولي لك ( كدت تهلك ) ثُم دعا له بخير ) ... فعندما رجع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من غزوة تبوك ، عائداً لمدينة ، وكان قد تخلف عنه في غزوة تبوك رهط من المنافقين . بالإضافة للثلاثة المسلمين الذين تخلفوا من دون أن يساورهم الشك ، بل لحظة ضعف استولت عليهم ، فقد أمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أصحابه وقال لهم : ( لا تكلمُنّ أحداً منهم من هؤلاء الثلاثة ) . أمّا الباقين الآخرين من المنافقين ، فقد أتوه فجعلوا يحلفون له ويعتذرون .... فصفح عنهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ). ولم يعذرهم الله ولا رسوله ،أمّا النفر الثلاثة فقد أعتزلهم المسلمون ولم يكلموهم ، امتثالا لأمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ...... ولنترك قصة هؤلاء الثلاثة : ( أ ) كعب بن مالك بن أبي كعب . ( ب ) مرارة بن الربيع . ( ج ) هلال بن أُمية ..... وهذه قصتهم : وهو كعب أبن مالك ، وهو يرويها لأصحابه فقال : والله ما تخلفت عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في غزوة غزاها قط ، غير إني كنت قد تخلفت عنه في غزوة بدر ، حيث كانت غزوة بدر والتي لم يعاتب الله فيها من تخلف عنها ، وذلك أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، عندما خرج إليها ، لم يخرج مقاتلاً لقتال ، وإنما خرج لملاقاة وإعتراض عير قريش ، حتى جمع الله بينه وبين عدوّه على غير ميعاد ، وقد شهدت مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أُحد والعقبة ، وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في غزوة تبوك أني لم أكن قط أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة . ووالله ما اجتمعت لي راحلتان قط حتى اجتمعتا في تلك الغزوة ، أي لم تكن عندي حُجة للتخلف ، وكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، قلما يريد غزوة يغزوها إلاّ ورأى غيرها ( يحسب ظروفها إن كانت مواتيه لغزوها ) ، حتى كانت غزوة تبوك ، فقد غزاها في حرّ شديد وأستقبل سفر طويل وعسير وبعيد ، مع عدو ذو عتاد وعُدة كثيرة . فمن هنا أراد الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، توضيح الوجهه وأعلم الناس بأن السفر سيكون شاق وعسير في وسائل النقل والتموين ، وعندما سار لهذه الغزوة ، جعلت أغدوا وأقول سأغزو معه ، وأترك الاستعداد والتهيؤ لها يوم غد ، وسألحق بهم ، فيأتي الغد فأقول سأذهب بعد غد ، حتى طال بي الأمر وأنا أقول لا بأس سألحق وهكذا ، حتى سار الناس ولم أستطع اللحاق بهم . فبقيت وتخلفت ، ويا ليتني فعلت ولم أتخلف ، فخرجت أتجول في المدينة لأرى من تخلف مثلي عن هذه الغزوة ، لم أرى إلاّ المنافقين البين نفاقهم ، أو الذين عذرهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لمرضهم أو لكبر سنهم ، أو الذين لا يملكون ما ينفقونه في هذة الغزوة .. ولقد قيل لي بأن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد افتقدني وهو في تبوك فسأل وقال : ( ما فعل كعب أبن مالك ..؟ ) . فقالوا له : لقد عجبه الظل الظليل والنظر إلي عطفيه ..! فرد عليه معاذ أبن جبل : بئس ما قلت عن مالك ..!! فو الله يا رسول الله ما علمنا منه إلاّ خيراً ، فسكت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ...... فلمّا بلغني أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد قفل راجعاً إلي المدينة من غزوة تبوك ، حضرني خبري ، فجعلت أتذكر الكذب وأقول : بما أخرج من هذه الورطة التي ورط فيها نفسي وأيضاً من سخط الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، غداً ....؟ فلمّا أقترب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وشارف على الوصول ، عرفت حينها أني لا أنجو منه إلاّ بالصدق ، فأجمعت نفسي أن أُصدّقه وأقول إلاّ الصدق ، وعندما صبّح الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في المدينة ، وكان من عادته أنه إذا قدِم من سفر ، بدء بالمسجد ، فركع فيه ركعتين ، ثُمّ يجلس للناس . فلمّا فعل ذلك ، جاءه المخلفون فجعلوا يحلفون له ويعتذرون ، وكانوا بضعة وثمانون رجلاً ، فيقبل منهم علانيتهم وأيمانهم وستغفر له ، ويترك سرائرهم ومصداقيتهم لله سبحانه وتعالي ، حتى جئت إليه ، فسلمت عليه ، فتبسم تبسم المغُضب ، ثُم قال : ( تعالى ) .. فجلست إليه بين يديه ، فقال لي : ( ما خلّفك يا كعب ألم تكن ابتعت ظهرك ( اشتريت دابة ترتحل عليها ) ...؟ ) .... فقلت : إني يا رسول الله والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر ولقد أُعطيت جدلاّ ( قدرة على الجدال والإقناع ) . ولكن و الله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديثاً كَذِباً لترضينّ عني ، وليوشِكنّ الله أن يُشخِطك عني ( يلومك ) ولئن حدثتك حديثاً صِدقاً تجد علىّ فيه ( تحز في نفسك كيف فعلت ذلك ) وإني لأرجو عُقباي من الله فيه ،...... ولا والله ما كان لي عُذر ، ووالله ما كنت قط أقوى ولا أيسر منىّ حين تخلفت عنك .... الله اكبر يااخوتي يالكرام هذا هو الصدق بعينه والحب بعينه والرضي بعينه والمصداقية في القول والعمل بعينها.... فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقد لمس صِدقه : ( أمّا هذا فقد صدقت فيه ، فقُم حتى يقضي الله فيك ) .... فقمت وخرج معي رجال من بني سلمة ، فقالوا لي : والله ما علمناك كنت أذنبت ذنباً قبل هذا ولقد عجزت أن تأتي بعُذر لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، مثل ما أعتذر الآخرون من الذين تخلفوا ، فلقد كان كافيك إستغفار الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لك ، فقلت لهم : هل لقي أحد مثل ما لقيت ..؟ فقالوا لي :نعم ،.... رجلان قالا مثل مقالتك ، وقيل لهما مثل ما قيل لك فقلت من هما ..؟ فقالا لي : هما مُرارة أبن الربيع وهلال بن أبي أُمية الواقفي . فأمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) ، الناس وأصحابه بعدم التكلم مع هؤلاِ الثلاثة ، فاجتنبتنا الناس ، وتغيروا لنا ، حتى تنكرت لي نفسي والأرض فما هي بالأرض التي كنت أعرف ، فلبثت على ذلك ( خمسين ليلة ) ، فأمّا صاحباى فاستكانا وقعدا في بيوتهما ، وأمّا أنا فكنت أخرج وأشهد الصلاة مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأطوف في الأسواق ، ولا يكلمني أحد ، وأتي لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأسلم عليه .... ، وهو في مجلسه بين أصحابه ، فأقول في نفسي : هل ردّ علىّ السلام أم لا ..؟ ثُمّ أُصلي بقربه ، فأسترقه النظر ، فإذا أقبلت عليه بالنظر ، لا ينظر إليّ وإذا أشحت وجهي عنه أحسست بأنه ينظر إليّ ، حتى طال ذلك علىّ من جفوة المسلمين . فمشيت حتى علوت جدار أبي قتادة وهو أبن عمي وأحب الناس إليّ ، فسلمت عليه ، فو الله ما يردّ علىّ السلام ، فقلت له : يا أبا قتادة أُنشدك الله هل تعلم أني أحب الله ورسوله ..؟ فسكت ، فعدت فناشدته ، فسكت عني ، فناشدته فقال : الله ورسوله أعلم . ففاضت عيناى بالدمع ووثبت فعلوت الحائط ثُمّ غدوت إلي السوق . فينما أنا أمشي بالسوق إذا رجل نبطي ( أعجمي ) يسأل عني .... ويقول من يدُلّني على كعب أبن مالك ..؟ فأشارت الناس إليه بأني هنا في السوق ، حتى جاءني فدفع لي كتاب من ملك غسّان مكتوب في قطعة من حرير فإذا فيه : ( أمّا بعد فأنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله في دار هوان ولا مذلّة ، فألحق بنا نُكرمك ونواسيك ...) . فقلت هذا والله من البلاء أيضاً ، فأخذت الكتاب وأحرقته ،... ولقد كال بي الأمر حتى مرت ( أربعون ليلة من الخمسين ) . وإذا رسول رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يأتيني فقال لي : أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يأمرك أن تعتزل امرأتك ولا تقربها ، أنا وأصحابي ، فقلت لامرأتي : ألحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر ما هو قاضِ ، وفعل أصحابي مثل ما فعلت أنا . إلاّ أن امرأة هلال بن أُمية ذهبت لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فاستأذنته في أن تبقي مع هلال بن أُمية ، لتخدمه لأنه كان كبير في السن فقال لها : ( أخدمية ولكن لا تقتربي منه ) .... فقالت : هو شيخ كبير ..! فلمّا سمعوا آل بيت كعب أبن مالك ، ما حصل لأمراة هلال أبن أٌمية ، فقالوا له : لو ذهبت امرأتك تستأذن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لتبقى معك لتخدمك ، فقال لهم : معاذ الله أن أذهب لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، لأستأذن لأمراتى ، فكيف سيقول الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ..؟ وهو يعلم بأني صغير وشاب وليس كهلاً ... فرفضت الذهاب ، ومرّ بي الحال بعد ذلك عشرة ليلٍ أُخرى ، فكمُل لنا خمسون ليلة من حيث نهى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، الكلام معنا ، ثُمّ صليت الصبح وهو الصبح الخمسين ليلة ، على ظهر بيت من بيوتنا ، على الحال التي ذكر الله منّا ، فقد ضاقت الأرض بما رحبت وضاقت علينا أنفسنا . وبينما أنا في هذا الحال إذ سمعت منادياً ينادي ويقول : يا كعب .. يا كعب أبشر ، فخررت ساجداً وعرفت أنه قد جاء الفرج .. فقد أذن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، الناس بتوبة الله علينا ، حين صلىّ الفجر ، فذهبت الناس يبشروننا فلما وصل المبشرون لي نزعت ثوبي فكسوتهما به ، فو الله ما أملك يومئذ غيرهما . وأستعرت ثوبين فلبستهما ثُمّ انطلقت للقاء الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
فتلقتني الناس يبشرونني بالتوبة ، ويقولون : ليهنك توبة الله عليك ، حتى دخلت المسجد ، ورسول الله جالس بين أصحابه ، فقام إلىّ طلحة بن عبد الله فحياني وهنأني ، ووالله ما قام إليّ رجل من المهاجرين غيره ، فلمّا سلمت على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،قال لي ووجهه لمشرق بالفرح والسرور : ( أبشر بخير يوم مرّ عليك منذ ولدتك أُمك ) .. فقلت : أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله سبحانه وتعالي ..؟ فقال : ( بل من عند الله ) ... وكان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أستبشر ، أصبح وجهه كقطعة من قمر متوهج ، فلما جلست إليه قلت : يا رسول الله إن من توبتي على الله عزّ وجل أن أنخلع من مالي ، صدقة إلي الله عزّ وجل وإلي رسوله الكريم ، فقال : ( أمسك عليك بعض مالك ، فهو خير لك ) . فقلت : إني ممسك بسهمي الذي بخيبر ... يا رسول الله إن الله قد نجّاني بالصدق وإن من توبتي إلي الله أن لا أُحدث إلاّ صدقاً ما حييت ، ولقد أنزل الله سبحانه وتعالي آيات كريمة تخصنا وتخص الذين تخلفوا عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يوم تبوك حيث قال تعالي : ( لَقدْ تَابَ اللّهُ عَلَى النّبيَّ والمُهَاجِرِينَ و الأنْصار الّذيِنَ إتّبَعُوه في سَاعة العُسْرة من بعدِ ما كَان يُزيغ قُلوبُ فريقٍ منهُمْ * ثُمّ تَابَ عَلَيَهمْ إنّهُ بِهُمْ رءوفٌ رَحِيم * وعلى الثلاثة الّذِينَ خُلِفوا ..... إلي قوله تعالي : وكُنوا مع الصادقين ..... ) إستسلام ثقيف وكتاب رسول الله ( صلي الله عليه ولم ) إليهم حيث يروى أن تثقيف لمّا انصرف عنها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقبل أن يصل إلي المدينة قادماً من تبوك في رمضان ، بعروة بن مسعود ، وهو من ثقيف ، حتى أدركه قبل أن يصل إلي المدينة ، فأسلم وسالمه أن يرجع إلي قومه بالإسلام ، فلمّا أسلموا ، أرسل لهم عثمان بن أبي العاص أميرا عليهم وقال له : يا عثمان تجاوز في الصلاة ، أقرر الناس بأضعفهم ، فإن فيهم الكبير والصغير وذو الحاجة .... ثُمّ كتب لهم كتاب جاء فيه : بسم الله الرحمن الرحيم من محمد النبي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي المؤمنين إن عِضاءوج ( شجرة لها شوك في الطائف ) ، وصيده لا يعضد ( يُقطع ) من وُجد يفعل شيئاً من ذلك فإنه يُجلد وتُنزع ثيابه ، فإن تعدى ذلك ، فإنه يؤخذ فيبلغ به النبي محمد ، وإن هذا أمر النبي محمد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وكتب خالد بن سعيد بأمر الرسول محمد بن عبد الله ، فلا يتعداه أحد ، فيظلم نفسه فيما أمر به محمد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) . وفي هذا الكتاب يسالمهم ، ويأمرهم بالمحافظة على الصلاة ، ويأمرهم أيضاً بالمحافظة على عدم قطع الأشجار ، ومن يفعل ذلك أحد منهم ، فسيعاقب وتُنزع ثيابه ، وقد كتب هذا الكتاب خالد بن سعيد بأمر من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ....... حج أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) بالناس سنة تسعة للهجرة وقصة إعلان البراءة وفي السنة ( التاسعة للهجرة النبوية الشريفة ) ، جاء موسم الحج ، فعهِد الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،هذا الموسم لأبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، ليتولى إمارة الحج لهذا العام لأهميته ، وأرسل معه على بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) . وكان ذلك في السنة التاسعة للهجرة النبوية الشريفة ، وكان إرسال علي بن أبي طالب ، ليس نقصاً في مقدرة الصديّق ، ولكن كان يعد لأمر في غاية الأهمية وهو إعلان بيان خطير يسمى بيان البراءة ، والتي تضمنتها سورة من سور القرآن الكريم وهي سورة التوبة ،فا لأهمية هذا الأمر ،فوض الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) مهمة قراءتها على مشهد من جميع الحجاج بمكة . وفي هذا البيان ، نبذ كل العهود التى كانت قد قطعها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، مع القبائل التي وادعها والتي لم تدخل الإسلام . وإلغاء كل عقد أبرمه معها ، وأمهل هذه القبائل مدة أربعة أشهر ، لإشهار إسلامها والدخول في هذه الدولة العربية الإسلامية الجديدة ، وإلاّ أُعتبروا خارجين على نظامها ووجب على المسلمين محاربتهم . وجاء في البيان أن مكة أصبحت بحرمها ، إسلامية بعد أن بُرئت الكعبة من الأصنام وإن الحج أصبح يجري على الطريقة الإسلامية وأنه لا يجوز لغير المُسلم أن يحج ويقرب من المسجد الحرام . أمّا بخصوص المنافقين فينذرهم بالعقاب ، وتبدأ السورة المذكورة بذكر براءة صادرة من الله ورسوله إلي المعاهدين من المشركين ، ومعني هذا أن الله سبحانه وتعالي بريء من المشركين وأنه لا عهود بينهم وبين الدولة الإسلامية ، ..... وهو بذلك يمهلهم فرصة ( لأربعة أشهر ) للدخول في ربقة الإسلام وبالتالي في الدولة الإسلامية ، وإلاّ أُعتبروا خارجين عن نظام هذه الدولة الحديثة . الدولة التي أصبح لها مفهوم جديد ودستور جديد ، وبالتالي يجب على كل من أراد الانتماء لهذه الدولة الالتزام بها وبنظامها ، وبالتالي إن رفضوا الانصياع لأوامر الله سبحانه وتعالي على لسان نبية الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،..... وجب على المسلمين محاربتهم وقتالهم ، حتى تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السُفلى ، وفي هذا أمر إلهي يبين أنه آن للاسلام أن يكون له شريعة خاصّة به ومنهج يسير عليه ، وأيضاً حدد الله سبحانه وتعالي ...... عن طريق رسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن من صفات الدولة القوية أن تحكم في سلامة أراضيها ، فأصبحت مكة تابعة كلياً للدولة الإسلامية والنُسك التي تجري على أرضها إسلامية صِرفة .... حيث يقول سبحانه وتعالي في سورة التوبة : ( براءة من الله ورسولَهُ إلَى الّذيِنَ عَاهدُتمْ مِنَ المُشركيِنَ * فَسِحُوا فيِ الأرضَ أربَعَةَ أشهُرٍ وأعْلَمُوا أنَكُمْ غَيرَ معجزي الله وأن الله مُخزي الكَافِرينَ * وأذان من الله ورسوله إلي الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله * فأن تُبتم فهو نخير لَكُمْ وإن توليتم فأعلموا أنكم غير مُعجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم * إلاّ الّذِينَ عاهدتُمْ من المُشركين ثُمّ لم ينقٌصوكُمْ شيئاً ولم يُظاهروا عليكُمْ أحداً فأتموا إليهم وخذوهم واحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد ............. ) إلي آخر السورة ..... ووفقاً لهذا البيان المعروف ببراءة الله ورسوله ،تتضح لنا عِدة أمور ونقاط مهمة فقد بينت أن موقف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، مع الوثنيين كان يختلف في حالتين : ( 1 ) المشركون الذين كفروا وكانوا يرتبطون معه بعهود سابقة ، تنص على مدة معينة محددة ، فوجب أن تتم المدة المقررة في العهد الذي أُبرم ... ( 2 ) ويُحرّم على هؤلاْء المُشركين دخول المسجد الحرام والحج مع المسلمين . ( 3 ) أمّا فيما يتعلق بالنصارى واليهود ، فعليهم أن يعلنوا خضوعهم للدولة الإسلامية ، ويكون بدفع الجزية عن يد وهم صاغرون ، لقاء حمايتهم وعيشهم في هذه الدولة .. ( 4 ) أمّا المنافقون ممن عاهدهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ولم يستقيموا وأبت قلوبهم أن تتقبل الإسلام ، فعليهم أن يطهروا أنفسهم من النفاق ويتوبوا إلي الله ويقيموا الصلاة فإن نكثوا أيمانهم فهم كفرة ويحل قتالهًمْ ... وكان بينا براءة بمثابة إنذار وجهه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي المشركين في موسم الحج ، وهو الموسم الذي يجتمع فيه كل ممثلي القبائل العربية في بلاد العرب ، وبالتالي من ضمن أهداف هذا البيان ، ضم جميع القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية إلي الدولة الإسلامية ، وعلى هذا النحو ، بدأت وفود القبائل العربية تصل تباعاً بد فترة قصيرة من سماع هذا البيان العظيم ، معلنة خضوعها للاسلام ودخولها في طاعة الدولة الإسلامية . فتوالت الوفود لتعلن الولاء والطاعة لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وكان ذلك في أواخر السنة ( التاسعة للهجرة النبوية الشريفة ) .. فسميت هذه السنة سنة الوفود التي توافدت على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو في المدينة المنورة ، وهذا دليل على أن تواصل الوفود وتقديم الولاء ، عادتاً لا يكون إلاّ للقوي ، فلا تقدم الولاء والطاعة للضعيف ، فلمّا علمت القبائل العربية قوة هذه الدولة ، قررت الولاء لها لعلمها أن لا مجال لمحاولة قتالها ، ولأقتنا عها بهذا الدين الجديد ...... عام الوفود في السنة التاسعة للهجرة النبوية الشريفة ونزول سورة الفتح قال أبن إسحاق : فلمّا أفتتح الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، مكة ، وفرغ من غزوة تبوك ، وأسلمت ثقيف وبايعت ، تهافتت عليه وفود العرب من كل وجع ، وعندما كانت العرب تتربص باالأسلام أمر هذا الحي من قريش وأمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وذلك أن قريشاً كانوا غمام وقادة الناس وهاديهم ، وأهل بيت الحرام ، وقادة العرب في ذلك الوقت لا ينكرون عليهم ذلك ، لانحدارهم من ولد إسماعيل أبن إبراهيم ( عليهما السلام ) . وكانت قريش هي التي نصبت لحرب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وخلافه ، فلمّا أُفتتحت مكة ودأنت له قريش ، فدوخها الإسلام ، وعرفت العرب أنه لا طاقة لهم بحرب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ولا عداوته ، فدخلوا في دين الله أفواجاً ، كما قال تعالي في سورة النصر ، حيث قال تعالي : ( إذا جَاءَ نَصْرُ اللهِ والفَتحُ وَرَأيت َ النّاسَ يدْخلُونَ في دِينِ اللهِ أفواجاً * فَسَبِحْ بِحمدِ رَبِكَ وأَ سْتَغْفِرَهُ إِنّهُ كَانَ توّاباً ...... ) فمن خلال هذا النصر المبين ، وقوة شوكة الإسلام ، لم يبقي للقبائل العربية إلاّ أن تقدم فروض الولاء والطاعة لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وللإسلام ، فبدأت الوفود بالتقاطر على المدينة ، لمبايعة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهم: ( 1 ) وفد من أشراف بني تميم . وكان يقودهم ( عطارد أبن حاجب بن زُرارة ) و( الاقرع أبن حابس ) و ( الزبرقان بن بدر التميمي ) و ( عمر بن الايهم ) و ( الحباب بن يزيد ) . وعندما وصلوا للمدينة دجلوا عل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو في المسجد ، فصاحوا به وينادونه بصوت عالي من وراء حجراته ، فخرج إليهم ، فقالوا له : يا محمد جئناك نفاخرك ، فأذن لشاعرنا وخطيبنا . فقال لهم : ( قد أذنت لخطيبكم فليقل ) ... فقام عطارد بن حاجب فقال : الحمد الله الذي له علينا الفضل والمن ، وهو أهله الذي جعلنا ملوكاً ووهب لنا أموالاً عِظاماً نفعل بها بالمعروف ، وجعلنا أعز أهل المشرق وأكثرها عدداً وأيسره عُدة.. إلي آخر خطبته ، ثُمّ جلس ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،لثابت بن قيس الشمّاس : ( قُمْ فأجب الرجل في خطبته ) ، فقال ثابت بن قيس فقال : الحمد الله الذي السموات والأرض خلقه ، قضي فيهم أمره ، ووسع كرسيه عليهما ، ولم يك شيء قط إلاّ من فضله ، ثُمّ كان من قُدرته أن جعلنا ملوكاً وأصطفي من خير خلقه رسولاً ، أكرمه نسباً وأصدقه حديثاً وأفضله حسباً ، فأنزل عليه كتابه وأَتمنه على خلقه ، فكان خير ة الله من العالمين ، ثُمّ دعا الناس إلي الأيمان به ،..... فآمنت برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، المهاجرون من قومه وذوي رحمه أكرم الناس حسباً وأحسن الناس وجوهاً وخير الناس فِعالاً ، ثُمّ هاهنا نحن الأنصار فأجبناه فأصبحنا أنصاره ووزراه ، نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله ، فمن لآمن مُنع منّا ماله ودمه ، ومن كفر جاهدناه في الله أبداً ، وكان قتله علينا يسيراً ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فلما فرغ خطيبهم وخطيب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال الأقرع بن حابس ، وهو من ضمن وفد بني تميم : إن هذا الرجل المؤتى له ، لخطيبهم أخطب من خطيبنا ولشاعره أشعر من شاعرنا ولأصواتهم أحلى من أصواتنا ، ونحن نُشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمد رسول الله ، فأكرمهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بعدما أسلموا وأختصهم بجوائز وهدايا لفصاحتهم ولقولهم ( 2 ) وفد بنو سعد أبن بكر وبعثت بنوا سعد أبن بكر ، إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، رجلاً منهم يقال له ( ضِمام بن ثعلبة ) ، فقدِم عليه وهو في المسجد ، فأناخ بعيره على باب المسجد ثُمّ عقله ، ودخل المسجد ، ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، جالس بين أصحابه ، وكان ضِمام رجل أشعث الشعر ذا غديرتين ( ضفيرة ) ،..... فأقبل حتى وقف على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال: أين أبن عبد المطلب ..؟ فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( نعم أنا أبن عبد المطلب ) ، فقال : أمحمد أنت ..؟ فقال: ( نعم ) ، فقال : يا أبن عبد المطلب ، إني سائلك ومُغلظ عليك في المسألة ، فلا تجِدنّ في نفسك ( لا تغظب ) فقال: ( سل ما بدا لك ) ، فقال : أُنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من كان بعدك ، آلله بعثك إلينا رسولاً ..؟ فقال : ( اللهم نعم ) ، فقال له : أُنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من سيكون بعدك ، آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده ولا نُشرك به شيئاً وأن ننخلع هذه الأنداد التي كان آباؤنا يعبدونها معه ...؟ فقال( اللهم نعم ) ، فقال: أُنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من سيكون بعدك ، آلله أمرك أن نُصلي هذه الصلوات الخمس ..؟ فقال: ( اللهم نعم ) ..... فقال: أُنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من سيكون بعدك آلله آمرنا بالصلاة والصيام والزكاة .... وأخذ يعدد فرائض الإسلام ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يقول: ( اللهم نعم ) .... فعندما أكمل أسئلته قال: اشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمد رسول الله ، وسأُؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عليه ، ثُمّ لا أزيد ولا أُنقص من ذلك شيء ... ثُمّ أنصرف إلي بعيره راجعاً ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( إن صدق ذو الغديرتين ، دخل الجنّة ) ... ثُمّ دخل ( ضِمام ) على قومه ، فأجتمعوا إليه فكان أول ما تكلم به أن قال : بَِئِستْ اللات والعُزىّ ، فقالوا : ما هذا يا ضُمام ، إتقِ البرص وإتقِ الجذام وأتقِ الجنون يا ضُمام ،فقال: ويلكم إنهما لا يضران ولا ينفعان أحد ، إن الله قد بعث رسولاً وأنزل عليه كتاباً إستنقذكم به مما كنتم فيه ، وإني أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمد رسول الله ، وقد جئتكم به مما كنتم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه ، فتمت ببركة هذا الرجل أن أسلم كل رجال قومه ولم يبقي لا صغيراً ولا كبيراً إلاّ دخل بفضل هذا الرجل إلي الإسلام ، فكان عبد الله بن عباس : ما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضِمام بن ثعلبة ...... ( 3 ) وفد بني عبد قيس حيث قَدِمَ ( الجارود بن عمر بن حسن بن عبد قيس ) ..... وكان نصرانياً ،موفداً إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فلمّا انتهي إليه ، كلمه فعرض عليه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، الإسلام ودعاه إليه ورغبه فيه ، فقال يا محمد إني قد كنت علىّ ديناً، وإني تارك ديني لدينك ، أفتضمن لي ديني ..؟ فقال له : ( نعم أنا ضامن أن قد هداك الله إلي ما هو خير منه ) ، فأسلم وأسلم أصحابه معه.... ( 4 ) وفد بني حنيفة ومعهم مسليمة الكذاب وقدم على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وفد بني حنيفة وفيهم مسيلمة أبن حبيب الحنفي الكذاب ، حيث خلفوه في رحالهم لحرسه ، فلمّا أسلموا ، ذكروا مكان مسيلمة للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،حيث تركوه حارساً على متاعهم ، فلما أسلموا ، أكرمهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأعطاهم العطايا ، وجعل لمسيلمة نصيب مما أخذوا ، فلما انتهوا إلي ديارهم ،..... ارتدوا على أدبارهم ، فأستغل مسيلمة هذا الأمر ، وأدعي النبوة ، فوضع عنهم الصلوات والزكاة ، وأحل لهم الخمر والزنا ، وأستمر على هذا الحال ، .... حتى زمن الخليفة أبو بكر ( رضي الله عنه ) ، فحُرِب وقُتل لعنه الله وأنتهت الرِدة في زمن أبو بكر ( رضي الله عنه ) وقد قال أبو سعيد الخدري : سمعت رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو يخطب في الناس على منبره ، وهو يقول : ( أيها الناس إني قد رأيت ليلة القدر ، ثُمّ أُنسيتها ( وقت هذه الليلة وتاريخها ) ورأيت في ذراعي سوارين من ذهب ، فكرهتهما فنفخت عليهما فطارا ، فأولتها هذين الكذابين ، صاحب اليمن ( الأسود العنسي ) وصاحب اليمامة ( مسيلمة الكذاب ) ، وأنه لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالاً ، كلهم يدّعون النبوّة ) ......... ( 5 ) وفد ( فروة بن هسيك المُرادي ) وكان قد قدم بن هيسك المُرادي مفارقاً وتاركاً لملوك كِنده ومباعداً لهم ، إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وعندما وصل قال له الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( يا فروة هل ساءك ما أصاب قومك يوم الردم ( معركة بين همدان وقبيلة مُراد ) فقال: يا رسول الله من ذا يصيب قومه مثل ما أصاب قومي يوم الردم، فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( أما إن ذلك لم يزد قومك في الإسلام إلاّ خيراً وأجراً ) ، ثُمّ أسلم هو وقومه ، وأستعمله ( عينه أميراً ) الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على مُراد وذُسر ومُذجح كلها ، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص ، .... على الصدقات ، فكان معه حتى توفي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ... ( 6 ) وفد بني زُبيدة حيث قَدِم على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وفداً برأسة عمر بن معد يكرب ، في أُناس من بني زيد ، فأسلم وأسلموا ، فأقام عمر في قومه ، ثُمّ بعد إرتد هو وقومه بعد وفاة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ...!!! ( 7 ) وفد طيء وقَدِم وفد طيء على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وفيهم زيد الخيل ، وهو سيدهم ، فلما انتهوا إليه وكلموه ، أسلموا وحسُن إسلامهم وقد أُعجب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بيد الخيل ، حتى سمّاه زيد الخير ...... ( 8 ) وفد كندة وكان قد قَدِم على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وفداً من كندة يضم الأشعث بن قيس ومعه ثمانون راكباً ، فدخلوا على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وهو في المسجد ، وقد أرتدوا الحرير والديباج ، ف | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:50 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السابع ..ج5 الاخوة الاعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتقبل الله صيامنا وكافة اعمالنا الصالحة ......... كنا قد سردنا في الجزء الرابع من الفصل السابع ماحدث في غزوة تبوك وقصة الذين تخلفوا وتاب الله عليهم وبعض مواقف اصحاب رسول الله في تلك الغزوة نصل الي هذا الجزء الخامس من الفصل السابع ونتحلق حول مائدة السيرة لنكمل معرفة ارسال زيد بن حارثة لأحد الغزوات للروم.....وايضا ماحدث في حجة الوداع ... وابتدأ الفصل الاخير من حياة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم بظهور شكوته من المرض وما دار فيها من احداث مهمة ..... وكالمعتاد ودائما نقول ونبتديء حديثنا بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي اشرف مخلوق حجة الوداع في آواخر( السنة العاشرة للهجرة النبوية الشريفة ) وخطبة عرفة قال أبن إسحاق : فلمّا دخل على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،العام ذو القعدة ، تجهز للحج وأمر الناس الاستعداد بالجهاز له ، وكان ذلك لخمس ليالٍ بقين من ذى القعدة ،.... فاستعمل على المدينة( أبا دُجانة الساعدي ) ،... فحج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في هذا العام ، فأرى للناس مناسكهم وأعلمهم بسُنن حجهم ، وخطب في الناس خطبته التي بيّن فيها مابيّن ، فحمد الله واثني عليه حيث قال : ( في خطبة الوداع ) أيها الناس : اسمعوا قولي ، فأني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً ، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلي أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ، وقد بلغت ، فمن كانت عنده أمانة فليؤدَّها إلي من أتمنه عليها ، وإن كل ربا موضوع ، ولكن لكم رءوس أموالكم ، لا تظلون ولا تُظلمون ، قضى الله أنه لا ربا ، وإن ربا العبّاس بن عبد المطلب موضوع كله ، وأن كل دم كان في الجاهلية موضوع ، وأن أول دماءكم أضع دمُ هُذيل ، فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية أما بعد أيها الناس : فإن الشيطان قد يئس من أن يُعبد بأرضكم هذه أبداً ، ولكنه إن يُطع فيما سوى ذلك ، فقد رضي به مما تُحقرون من أعمالكم ، فاحذروا على دينكم . أيها الناس : إن النسيء زيادة في الكفر يُضَلُّ به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرم الله ، فيحلوا ما حرم الله ، ويحرموا ما أحل الله ، وإن الزمان قد أستدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض ، وإن عدة الشهور عند الله أثناء عشر شهراً ، منها أربعة حُرم ، ثلاثة متوالية ورجب مُضر (أي رجب الذي يأتي بين حمادي الثاني وبين شعبان ، وليس رجب ربيعة الذي تسميه رمضان ، فقد كانت تحرمه ..) ، أما بعد أيها الناس : فإن لكم على نسائكم حقاً ، ولهُنّ عليكم حقاً ، لكم عليهن أن لا يوطئن فُرشكم احداً تكرهونه ، وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهنّ في المضاجع وتضربوهنّ ضرباً غير مُبرح ، فأن انتهين فلهن رزقهنّ وكُسوتهُنّ بالمعروف وأستوصوا بالنساء خيراً ، فأنهُنّ عِندكم عوان ( أسيرات ) ، لا يملكن لأنفُسِهِنّ شيئاً ، وإنكم إنما أخذتموهُنّ بأمانة الله وأستحللتم فروجهُنّ بكلمات الله ، فاعقلوا أيها الناس قولي فإني قد بلغت ، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تُضلوا أبداً ، أمراً بننا كتاب الله وسنة نبيه ) . أيها الناس : ( اسمعوا قولي واعقلوه ، تعلمون أن كل مسلم أخ للمسلم ، وإن المسلمين إخوة ، فلا يحل لإمرءي من أخيه إلاّ ما أعطاه عن طيب نفس منه ، فلا تضمن أنفسكم ، اللهم هل بلغت ..؟ ) ، فقالت الناس : اللهم نعم ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، :اللهم أشهد ... ثُمّ نادى ربيعة بن أُمية بن نخلف ، وكان جهوري الصوت ، فقال له : ( قُل يا ربيعة وأسمع الناس ، قُل أيها الناس إن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،يقول : هل تدرون إي شهر هذا ..؟ ) فيقول لهم ، فيقولون الشهر الحرام ... فيقول : ( قُل لهم أن الله قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلي أن تلقوا ربكم كحرمة بلدكم هذا ، قُل أيها الناس إن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) )،يقول : ( هل تدرون أي بلد هذا ..؟ ) ، فيقولون : البلد الحرام ، فيقول : ( قُل لهم أن الله قد حرم عليكم دمائكم وأموالكم إلي أن تلقوا ربكم كحرمة بلدكم هذا ) ، ثُمّ يقول : ( قًل أيها الناس إن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،يقول : هل تدرون أي يوم هذا.؟ ) ، فيقولون : يوم الحج الأكبر ، فيقول : ( قٌل لهم : إن الله قد حرّم عليكم دمائكم وأموالكم إلي أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا ) .... وعن عمر بن خارجة أنه قال : كنت واقفاً بعرفة بجانب ناقة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فسمعته يقول : أيها الناس ، إن الله قد أدى إلي كل ذي حق حقه ، وأنه لا يجوز وصيّة لوارث ، والولد للفراش ، وللعاهر الحجر ، ومن أدّعى إلي غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يُقبل منه صرفاً ولا عدلاً ... وقد بين الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،تعاليم ونُسك الحج ، فبدأ بعرفة حيث قال: (هذا الموقف ، للجبل الذي عليه ، وكل عرفة موقف ) ، وعن المزدلفة قال : ( كل مُزدلفة موقف ) ، ثُمّ لمّا نحر بالمنحر بمني قال: ( هذا المنحر وكل مني منحر ) ... فقضي الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، الحج وقد أراهم مناسكهم وأعلمهم ما فرض الله عليهم من حجّهم من الموقف ورمي الجمار ، وطواف بالبيت ، وما أحل لهم من حجّهم ، وما حُرّم عليهم ، فكانت حجة البلاغ وحجة الوداع هذه ، وتأتي أهميتها في أنها أصبحت المرجع لكافة المسلمين ، في كل شيء ، في المعاملات وفي الخطوات الواجب إتباعها في الحج ، لذلك أصبحت من أهم الأحداث التي حصلت للمسلمين ، فقد بيّن فيها كل ما يحتاجه المسلم ، في حجه وفي النُسك الواجب إتباعها ، للوصول للحج الكامل الذي يرضي عنه الله سبحانه وتعالي ورسوله الكريم و( صلي الله عليه وسلم ) ، ذلك أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، لم يحج بعدها ...... بعث أسامة بن زيد بن حارثة ( إلي أرض فلسطين ) وهي آخر بعوث الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال أبن إسحاق : وبعث الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في السنة العاشرة للهجرة النبوية الشريفة ، إسامة بن زيد بن حارثة ، إلي الشام ، وأمره أن يؤطىء الخيل بمشارف البلقاء والروم ، من ل أرض فلسطين ،فتجهز الناس وأسل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، معه المهاجرون الأوائل ، ولكن عندما أشتكي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من مرضه الذي توفي فيه ، استبطأ الناس ( أجّلوا ) وقعدوا ينتظرون ماذا سيحل بالرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلمّا سمع بهم ، وهو في وجعه وبأنهم يقوا ينتظرون الخروج مع أسامة بن زيد ، إلي أرض فلسطين ، خرج إليهم وهو عاصباً رأسه حتى جلس على المنبر ، وقد قالت الناس في أمر أسامة بن زيد ، أنه صغير السن وحدث وهناك من هم أكبر منه من المهاجرين والأنصار ، ولهم القدرة والخبرة في قيادة الجيش . فصعد النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،المنبر وقال لهم بعد أن حمد الله وأثني عليه بما هو أهل له ، ثُمّ قال: ( أيها الناس ، أنفذوا بعثة أُسامة ، ... فلعمري لئن قُلتم في إمارته ( تكليفه بقيادة الجيش ) فقد قُلتم في إمارة أبيه من قبل ، وإن أسامة لخليق ( يستحق) الأمارة ، وإن كان أبوه لخليقاً لها ) .... ثُمّ نزل من على المنبر ، فأسرعوا الناس في تجهيز الجيش وأعداده للخروج ، وأستمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،في وجعه ، فخرج أسامة وخرج الجيش معه ، حتى نزلوا في موقع يقال له ( الجُرف ) يبعد عن المدينة مقدار فرسخ . فضرب عسكره ، واجتمعت له الناس للخروج معه ، وعندما سمعوا أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، تقُل مرضه ، قرر أسامة والناس معه أن ينتظروا ما الله قاضٍ في رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى يطمأن الناس من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بخير وأنه قد أجتاز مرضه ، فقد كانت قلوب الناس الذين همّوا بالخروج مع أسامة بن زيد ، في هذه الغزوة إلي أرض فلسطين ، معلقة بالحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، وما سيحدث له... ابتداء شكوى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ورد عن أبن إسحاق أنه قال : فينما الناس على ذلك الحال من الانتظار والخوف على ما يصير أليه حال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أُبتدىء يشكوا من مرضه الذي قُبض فيه ، وكان ذلك في ليالٍ بقين من صفر ، أو في أول شهر ربيع الأول ، فكان أول ما أُبتدىء به من ذلك فيما ذُكر لي ، أنه خرج إلي بقيع الغرقد ، من جوف الليل ، فأستغفر لهم ثُمّ رجع إلي أهله ، فلمّا أصبح أُبتدىء من يومه ذلك في شكواه من المرض ، وعن أبي مويهبة ... ( مولي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أنه قال: بعثني الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) ، من جوف الليل فقال لي : ( يا أبا مويهبة إني قد أُمرت أن أستغفر لأهل البقيع الغرقد ، فأنطلق معي ) ... فانطلقت معه ، فلمّا وقف بين أظهرهم قال : ( السلام عليكم يا أهل المقابر ، ليهنىء لكم ما أصبحتم به مما أصبح الناس فيه ، أقبلت الفتن كقطع الليل المُظلم ، يتبع آخرها أولها ، الآخر أشر من الأول ، يا أبا مويهبة إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدينا والخلد ، ثُمّ الجنة ، فخُيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة ) ... فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فخذ مفاتيح خزائن الدينا والخلد فيها ثُمّ الجنة ، فقال لي : ( لا والله يا أبا مويهبة ، لقد اخترت لقاء ربي والجنة ) .... ثُم أستغفر لأهل البقيع ثُمّ أنصرف ، فبدأ برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، الوجع الذي قُبض فيه ..... تمريضه في بيت السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) عن عائشة ( رض الله عنها ) أنها قالت : رجع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من البقيع ، فوجدني وأنا أتألم من صداع في رأسي ، وأنا أقول : و رأساه ، فقال لي : ( بل أنا والله يا عائشة ورأساه ، وما ضرك يا عائشة لو مُتِ قبلي ، فقمت عليك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك )......؟ فقلت : والله لكأني بك ، لو فعلت ذلك ،.... لقد رجعت إلي بيتي فأعرست ( تزوجت امرأة أخرى ) فيه ببعض نسائك ، فتبسم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ... ( هذه هي الزوجة المسلمة المحُبة لزوجها ، والحريصة عليه وعلي صحته ونفسيته وتعبه وهو في أشد حالات المرض والسقم ، فتبدأ بإدخال البسمة عليه وإشعاره بالبهجة وتهوين الأمر عليه ....... فهذه السيدة الفاضلة العظيمة أُم المؤمنين ، وهي تمازح النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ولا عجب حينما قال عنها إنها من أحب زوجاته إلي قلبه بعد ... السيدة خديجة ( رضي الله عنها )).... وتستمر السيدة عائشة ( رضي الله عنها )، وتقول: وأستمر به وجعه وأخذ يدور على نسائه ، حتى إشتد عليه وجعه وغلبه على نفسه ، وهو في بيت ميمونة ، فدعا نساءه فأستأذنهن في أن يُمرّض في بيتي ، فأذنوا له ، وزوجاته الآتي استأذن منهن ليُمرّض عند عائشة ( رضي الله عنها )، هُنّ: ( 1 ) سودة بنت زُمعة ( رضي الله عنها ) ( 2 ) زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية ( رضي الله عنها ) ( 3 ) أُم سلمة بنت أبي أُمية بن المغيرة المخزومية ( رضي الله عنها ) ( 4 ) حفصة بنت عمر بن الخطاب ( رضي الله عنهما ) ( 5 ) أُم حبيبة ( رملة ) بنت أبي سفيان بن حرب ( رضي الله عنها ) ( 6 ) جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية ( رضي الله عنها ) ( 7 ) صفية بنت حُيى بن أخطب ( رضي الله عنها ) ( 8 ) ميمونة بنت الحارث ( رضي الله عنها ) ( 9 ) زينب بنت خزيمة بن الحارث ( أُم المساكين ) ( رضي الله عنها ) وسوف يتم ذكرهن بالتفصيل لاحقاً إن شاء الله تعالي ....... والحديث هنا لعائشة ( رضي الله عنها ) ، حيث قالت : فخرج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يمشي بين رجلين من أهله أحدهما : ( 1 ) الفضل بن العباس ( 2 ) علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) فأسندوه ،وقد أشتد به وجعه ، وقال لهم رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،: أهرقوا علىّ سبع قرب من آبار شتىّ ، حتى أخرج على الناس فأعهد إليهم ...... فأقعدناه في إناء كان يغتسل فيه ، وكان لحفصة بنت عمر بن الخطاب ( رضي الله عنهما ) ثُمّ صببنا عليه الماء ، حتى طفق يقول : ( حسبكم .... حسبكم) ..... كلمة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، واختصاص أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) بالذكر ثُمّ خرج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عاصباً رأسه حتى جلس على المنبر ، ثُمّ بدأ بالكلام ، وأول ما تكلم به انه صلي على أصحاب أُحد ، وأستغفر لهم ، فأكثر الصلاة عليهم ثُمّ قال: ( إنّ عبداً من عباد الله ، خيّره الله بين الدنيا وبين ما عنده ، فأختار ما عند الله ) ففهمها أبو بكر ( رضي الله عنه ) وعرف أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، سيلتحق بالرفيق الأعلى ،فتألم لهذا الأمر وشعر بأن الحبيب المصطفي سيلاقى ربه ، وسيتركهم لهذه الدنيا الفانية ،فما كان منه إلاّ أن بكى وقال وهو ينظر للحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، : بل نحن نفديك بأنفسنا وأبنائنا ....!!! فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( على رسلك يا أبا بكر .... أنظروا هذه الأبواب ، النافذة على المسجد ، فسدُّوها ، إلاّ بيت أبي بكر ، فأني لا أعلم احداً كان أفضل في الصُحبة عندي يداً منه ، وأني لو كنت متخذاً من العباد خليلاً ، لأتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن صُحبة وإخاء إيمان حتى يجمع الله بيننا عنده ....يا معشر المهاجرين ، استوصوا بالأنصار خيراً ، فإن الناس يزيدون ، وإن الأنصار على هيئتها لاتزيد ، وإنهم كانوا موضع ثقتي وسرّي ، التي آويت إليها ، فأحسنوا إلي مُحسنهم وتجاوزوا عن مُسيئهم ) .... ولمّا إشتدا المرض برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال في حق أبو بكر الصديق( رضي الله عنه ) : ( مُروُا أبا بكر فليصل بالناس ) ، فقالت عائشة ( رضي الله عنها ) : يا نبي الله إن أبا بكر رجل رقيق ، وضعيف الصوت وكثير البكاء إذا قرأ القرآن ، فردّ علىّ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقال: ( مُروه فليصل بالناس ) .... فكررت ما قلته سابقاً من أن أبو بكر ضعيف الصوت وكثير البكاء ورقيق ، فقال : ( إنكن كصويحبات يوسف ، فمروه فليصلِ بالناس ) ...فقلت: فو الله ما قلت ذلك عن أبي بكر ، إلاّ إني كنت أُحب أن يُصرف ذلك عن أبي بكر .... ، فعرفت أن الناس لا يحبون رجلاً قام مقام الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وإن الناس سيتشاءمون به في كل حدث كان ، فكنت أُحب أن يٌصرف ذلك عن أبي بكر ... ثُمّ خرج إلي الناس وهم يصلون ، فرفع الستر وفتح الباب وقام على بابي ، فكاد المسلمون يفتتنون في صلاتهم ، برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، حين رأوه ، فقد فرحوا به ، فأشار إليهم أن أثبتوا على صلاتكم ... وما رأيت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) أحسن هيئة من تلك الساعة ، ثُمّ رجع وأنصرف الناس وهم فرحون ويرون أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،قد بُرىء من وجعه . وحدث أيضاً في أحد الصلوات ، أنه سمع تكبير عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) في الصلاة ، فقال: ( أين أبو بكر ...؟ يأبى الله ذلك والمسلمون ) ....!! فقال عمر ( رضي الله عنه ) : إن أُستخلف أبا بكر ، فقد أُستخلف من هو خير مني ، وإن أتركهم فقد تركهم من هو خير مني .... وحدث أن خرج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) يوم الاثنين عاصباً رأسه من شِدة الصداع ، إلي صلاة الصُبح . وأبو بكر ( رضي الله عنه ) يصلي بالناس ، فلمّا خرج إليهم ، فرح الناس ، فعرف أبو بكر أن الناس لا تفعل ذلك إلاّ لرؤيتهم لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فنكص عن مُصلاه ( تزحزح ) قليلاً ليترك المجال للحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، ليُكمل الصلاة .... فرفع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... يده الكريمة ووضعها على ظهر أبوبكر وقال له : ( صلِّ بالناس ...!!! ) ..... ثُمّ جلس عن يمين أبو بكر فصلىّ قاعداً من شِدة المرض ، فلمّا فرغ من صلاته رجع إلي بيته ... فهل يكفي أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، شرفاً وإكراماً ورضيً ، أكثر من أن يصلي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ورائه من دون خلق الله ..........!!!!!!!!! وفي قول لعبد الله بن زُمعه بن الأسود أنه قال: فلمّا ثقُل المرض برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأنا عنده في نفر من المسلمين فقال له بلال ( رضي الله عنه ) : الصلاة يا رسول الله ، فقال له : ( مروا من يصلي بالناس) .. فخرجت ، والحديث هنا لعبد الله بن زُمعة ، فإذا عمر بالناس ، وكان أبو بكر غائباً ، فقلت: قُم يا عمر فصلّى بالناس ، فقام عمر ، فلمّا كبّر ، سمعه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وكان صوته جهورياً ، قال: ( فأين أبو بكر ...؟ يأبى الله ذلك والمسلمون ... يأبى الله ذلك والمسلمون ) .....فبعثوا لأبي بكر ، فجاء ، وبعد أن صلىّ عمر بالناس قال لي: ويحك ماذا صنعت بي ...؟ يأبن زُمعة ، والله ما ضننت حين أمرتني أن أُصل بالناس ، إلاّ أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد أمرك بذلك ...!!! ولولا ذلك ما صليت بالناس.... فقلت له : والله ما تقدمت للصلاة ، فقلت له : والله ما أمرني رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بذلك ، ولكني لم أر أبو بكر ، ورأيتك أحق من حضر للصلاة بالناس فأمرتك ..... وبهذا المقام الرفيع الذي يتمتع به الصحابي الجليل أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، وهذا القُرب المُميز من حضرة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،لهو من أقوي الأدلة التي تُشير إلي أن هذا المقام الرفيع لم يأتي إعتباطاً ، أو مجاملتاً له ، بل أتى من ثمرة الأيمان الخالص بالله وبتصديقه لصاحبه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى لُقب بالصدِّيق ، ويكفيه أيضاً أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،قد قال في حقه: ( لو وزِن إيمان أبي بكر ، ووزن إيمان الأمة ، لرجحت كفة أبي بكر ...!!! ) . فهل بعد ذلك مجال للذين يشككون في مقام هذا الصحابي الجليل ، ويشككون في بقية الصحابة الكرام ، فهم بالفعل كما قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عن أصحابه: ( هم كالنجوم ) ..... اليوم الذي قُبض الله فيه النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) أنه قال: أنه لمّا كان يوم الأثنين ، الذي قُبض فيه رسوله الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قرّب رأسه من باب المسجد ، ورفع صوته قائلاً: ( أيها الناس ، سُعرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل المُظلم ، وإني والله ما تمسَّكون علىّ بشيء ، إني لم أُحِلَّ إلاّ ما أحله القُرآن ولم أُحرم إلاّ ما حرّمه القُرآن ) .. ثُمّ فرغ من كلامه . فأبتهج أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) واطمأنا عندما رأى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو يحدث الناس ،فأستأذن منه للخروج لأهله ، وكان قبل ذلك لا يفارق الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وهو في حالته تلك ، فلمّا اطمأنا لحاله قال له : يا نبي الله إني أراك قد أصبحت بنعمة من الله وفضل كما تُحب ، واليوم يوم بنت خارجة ، آفأتيها ......؟ فقال له : ( نعم ) .. ثُمّ دخل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وخرج أبو بكر لأهله ، والحديث هنا لعائشة ( رضي الله عنها ) حيث قالت : رجع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في ذلك اليوم ، حين دخل من المسجد ، فأضطجع في حِجري . فدخل علىّ رجل من آل أبي بكر ( أخوها محمد ) وفي يده سواك أخضر يستاك به ، فنظر إليه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في يده نظراً عرفت منه أنه يريده ، فقلت : يا رسول الله أتحب هذا السواك ...؟ فقال نعم ) ،.... فأخذته فمضغته له حتى لينتّهُ ، ثُمّ أعطيته أياه ، فأستاك به كأشد ما رأيته يستن بسواك قط ، ثُمّ وضعه جانباً ، فكان أخر عهد الرسول بهذه الدنيا ، هو ريقي الذي مضغت به السواك ، ثُمّ أحسست بأن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يثقل في حِجري ، فتفحصت وجهه الكريم ، فإذا بصره قد شَخَصَ وهو يقول ( بل الرفيق الأعلى من الجنة ) ..... فقلت: خُيرت فاخترت والذي بعثك بالحق ، وأسلم روحه الطاهرة لخالقها وصانعها ، فصلي الله عليك يا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) في حين تجمع الناس والصحابة الكرام منتظرين أخبار الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، في خارج المسجد قلقين على صحته ، وقد علموا أنه يعاني من مرضه فكانوا ينتظرون من يخرج إليهم ليخبرهم ، كيف حال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) خروج علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) بعد وفاة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وبينما هم كذلك ، فُتح باب بيت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وخرج منه الصحابي الجليل علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ، حيث قال أبن إسحاق نقلاً عن عبد الله بن عباس أنه قال: خرج يومئذ علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، على الناس وقد تجمعوا خارج البيت ، من عند رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال له الناس : يا أبا الحسن ، كيف أصبح رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،.....؟ فقال: أصبح بحمد الله بارئاً ، فأخذ العباس بيد علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) وقال له : يا علي والله أنت عبد العصا بعد ثلاث ، أحلف بالله لقد عرفت الموت في وجه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،كما كنت أعرف الموت في وجوه بني عبد المطلب ، فأنطلق بنا لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،لنعرف ما الأمر ، فدخلوا عليه فوجدوه قد فارق الحياة وأسلم روحه للخالق سبحانه وتعالي ... موقف عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) عند سماعه بوفاق الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، فعندما توفي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،... خرج عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وهو يصيح ويقول: أن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد توفيّ وأن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،والله ما مات ، لكنه ذهب إلي ربه كما ذهب موسي بن عمران ( عليه السلام ) ، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ، ثُمّ رجع إليهم ، ووالله ليرجعنّ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) ، كما رجع موسي ( عليه السلام ) ، فليُقطِعنّ أيدي رجال زعموا أن الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، قد مات ، موقف أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) عند سماعه بوفاة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأقبل أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، حيث كان خارج المدينة ، فلمّا وصل إلي باب المسجد ، سمع الخبر ، ووجد عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) يُكلم الناس ، فلم يلتفت إلي شيء ، حتى دخل على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في بيت عائشة ( رضي الله عنها ) ، فوجده مُسجي في ناحية البيت ، عليه ببرده ( يمنية ) . فأقبل حتى كشف عن وجهه الكريم ، ثُم أقبل عليه ، فقبّله ثُمّ قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، أمّا المؤته التي كتبها الله عليك فقد ذُقتها ، ثُمّ لن تُصيبك بعدها موته أبداً ، ثُمّ ردّ البُرده على وجهه الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ثُمّ خرج ، فوجد عمر يكلم الناس ويتوعد ، من هول ما سمع ، فقال له بلسان المؤمن الثابت الراسخ والمُحب أيضاً لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، : على رسلك يا عمر ، أنصت ، أيها الناس إنه من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله ، فإن الله حي لا يموت ... ثُمّ تلا هذه الآية : ( وما مُحَمّدٌ إلاّ رَسُول قَدْ خَلَتْ مِن قَبله الرُّسلُ أَفإنْ مَاتَ أو قُتِل إنقَلَبَتُمْ على أعقابِكُمْ ومَنْ ينقَلَبْ على عَقِبيهِ فَلَن يَضُرّ الله شيئا وَسَيَجَزى اللّهُ الشّاكِرين .....) فقال عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : والله ما أن سمعت أبا بكر تلا هذه الآيات ، حتى دُهشت ، فوقعت إلي الأرض وما حملتني رجلاي من هول المفاجأة ، عندها عرفت أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد مات فعلاً ..... وما كان تصرف الصحابي الجليل عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، في هذا الموقف ، إلاّ من فرط حبّه للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأيضاً عمل الصدمة الأولي ، في الفاجعة التي فُجع بها هو الصحابة الكرام في موتالحبيب ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهي اللحظة التي لا يسلم منها أي بشر ، حينما يتلقون خبر عن أعز شخص لديهم ، فما بال أشرف المخلوقات على الإطلاق ، فهذا الذي جعل عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) . والمعروف عليه أنه قوي في الحق ولا يهادن في الله أحد ،يصيح ويقول ويتوعد من يقول أن الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،قد مات وأنتقل من هذه الدنيا ، وأنهم لم يعد باستطاعتهم رؤيته والتحدث إليه وحل مشاكلهم ، كل هذه الأمور ، جعلته لا يُصدق ما سمع ... وفي هذه الحالة ، لا يعد عدم تصديقه بوفاة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عن قِلة إيمان أو ضعف في ما يعتقد ، ولكن الذي حصل ، هو أن الصدمة الأولي قد عملت عملها في عقلعمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، ... وهذا الأمر لم تستمر طويلاً ، فكان علاجها هو سماع القرآن والرجوع لله سبحانه وتعالي ، في مثل هذه المواقف والحالات ، فعندما سمع القرآن من فم الصحابي الجليل والصديق للرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ،من أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، استفاق من صدمته وأسترجع وقال إن لله وإن إليه راجعون ولم يتم دفن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،يوم الاثنين ، أي اليوم الذي قُبض فيه ، بل دُفن يوم الثلاثاء ، بعد أن بايع المسلمون الصحابي الجليل أبو بكر الصديق خليفة لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، خلافة دنيوية ، أي لقضاء حوائج الناس وإصلاح شأنهم وقبل أن تتم عمليه دفن الحبيب المصطفي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، وجب على المسلمين أن يننظروا في من سيخلف الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، وستكون هذه الخلافة هي خلافة دنيوية ، وذلك لقضاء حوائج المسملين ، وقيادتهم في ما يختص بشئون حياتهم ، وبشئون الإسلام وإنتشاره والمحافظة عليه من الأعداء المتربصين به في كل لحظة وهذا الأمر وفي مثل هذه الحالات ،يعتبر ، اختيار الذي سيتولى تسيير الأمور قبل أن يتم الدفن ، يعتبر صحيح وذلك لتستمر عجلة النظام دائرة بدون مشاكل . بالإضافة لأهمية وجود الخليفة في مثل هذه الظروف ، خوفاً على التمرد والارتداد عن الدين ولإحداث مشاكل ، التي كانت مخفية ، لاستحالة إثارتها ، وذلك لوجود الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بينهم ، فتمّ تأجيل دفن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي حين اختيار خليفة لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) .. .وسوف نلاحظ حدوث بعض المشاكل واختلاف الرأي في عملية اختيار من سيكون الخليفة المنتظرللرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، ولكن للأسف ، لو أخذ الذين أحدثوا المشاكل ، برأي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عندما كان حياً وعلى فراش الموت ، عندما ألحّا على الصحابي الجليل أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) في الصلاة بالناس ومقامه الرفيع عنده ، لفهموا من سيكون الخليفة بعده ، ولكن غلبة النفس وظهور بعض النعرات العشائرية القبلية والشخصية أحالت دون الأخذ برأي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) في بادي الأمر ، وسوف يتم توضيح بعض هذا المشاكل التي حدثت في عملية الأخيار .... مشكلة اختيار خليفة لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) وبيعة أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) قبل دفنه ( صلي الله عليه وسلم ) قال الدكتور عبد العزيز سالم الأستاذ المساعد في الأزهر الشريف وصاحب كتاب تاريخ الدولة الإسلامية : لم يتم اختيار أبي بكر الصديق خليفة لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلاّ بعد نزاع كبير بين المهاجرين والأنصار ، كاد أن يفتت وحدة المسلمين ، ويُصدع احدي المقومات الرئيسية التي قامت عليها الدولة العربية الإسلامية ، وهي ارتباط المسلمين برابطة المؤاخاة ، قد أنقسم المسلمون عند وفاة الرسول( صلي الله عليه وسلم ) ،... إلي ثلاثة تكتلات أو فِرق ، كل فِرقة منها لها مُرشحها الخاص بها ، تؤيده وتآزره ، والفِرق التي اختلفت مع بعضها هي : الفرقة الأولي: وهي الأنصار ، الذين أيدوا وساندوا سعد بن عبادة . والفرقة الثانية: وهي المهاجرين ، وقد اجمعوا في نهاية الأمر على اختيار أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه) الفرقة الثالثة : فكانت تتألف من الهاشميين مع فئة من الأمويين بالإضافة إلي طلحة بن عبد الله والزبير بن العوام ، وكانت تميل وتؤيد إلي اختيار علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) خليفة لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) فأمّا ( الفِرقة الأولي ) والتي تشمل الأنصار ، والذين أيدوا سعد بن عبادة الخزرجى ،.... فقد بادرت هذه الفِرقة بالاجتماع بعد وفاة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، مباشرتاً ، في سقيفة بني ساعده ، ليبايعوا رئيسهم ( سعد بن عبادة ) بالخلافة ، وكانوا يرون أنهم على حق وأحق الناس بالخلافة من المهاجرين ، وذلك لسابقة الأنصار إلي الإسلام في نصرتهم وحمايتهم لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأصحابه ، وإيوائهم لهم وجهادهم في سبيل الله .... أمّا ( الفِرقة الثانية ) وهي من المهاجرين ،.... فقد أيّدوا أبا بكر الصديق ( رضي الله عنه ) لاعتبارات كثيرة وقوية ، فقد خصّهم الله بتصديق رسالة النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، والأيمان به ، والمواساة والصبر معه على الشِدة من قومهم وإذلالهم وتكذيبهم إياهم أما ( الفِرقة الثالثة ) وكان مُعضمها من الهاشميين ، فقد أيّدوا وساندوا على أن يكون علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) خليفة لرسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،لأسباب من أهمها أن أباه أبي طالب قام بحماية الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من مشركي قريش ، وأيضاً أنه زوج أبنته السيدة الفاضلة فاطمة الزهراء ( رضي الله عنها ) ، وأنه أول من أسلم من الصبيان ، فكل هذه الأعتبارات ، أدت إلي ترشيح علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه )... ، فعندما أجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعده ، اعتزلوا الهاشميين في بيت فاطمة الزهراء ( رضي الله عنها ) ، في حين المهاجرين مع عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، إلي أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) .وعندما سمِع أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، فزع فزعاً شديداً ، عندما علِم بانقسام الصحابة واجتماعهم ، فشعر بهول الأمر وخاف من أن تنقسم الأمة الإسلامية إلي فِرق وشِع تؤيد بعضها بعض ، وذهاب الوِحدة والتعاضد والتكامل ، فأقبل مُسرعاً في صُحبة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، إلي سقيفة بني ساعدة ، قبل أن يستفحل الأمر ، وتتكرس الفُرقة والتشرذم ..... فلقيا الصحابي ( أبو عبيدة بن الجراح ) فأنطلق معهما ، ثُمّ دخلوا السقيفة ، فوجدوا سعد بن عبادة مع نفر من الأشراف ، فأراد عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) أن يتكلم ، في الأمر لأهل السقيفة ،فسبقه أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) في الكلام فقال: أن الله جلّ ثناؤه بعث محمداً ( صلي الله عليه وسلم ) ، بالهدى ودين الحق ، فدعا إلي الإسلام ، فأخذ الله بنواصينا وقلوبنا إلي ما دعا إليه ، فكُنّا معشر المهاجرين أول الناس إسلاماً ، والناس لنا فيه تُبع ونحن عشيرة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ونحن مع ذلك أوسط العرب أنساباً ، ليست قبيلة من قبائل العرب إلاّ ولقريش فيها ولادة وأنتم أيضاً والله الذين آووا ونصروا ، وأنتم وزراؤنا في الدين ووزراء الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأنتم إخواننا في كتاب الله تعالي وشركاؤنا في دين الله عز وجل وفيما كنّا من سراء وضراء ، والله ما كُنّا خير قط إلاّ كنتم معنا فيه ، فأنتم أحب الناس إلينا وأكرمهم علينا وأحق الناس بالرضي بقضاء الله تعالي ،.... والتسليم لأمر الله عز وجل ، لمّا ساق لكم ولإخوانكم المهاجرين رضي الله عنهم أجمعين ، فلا تحسدوهم وأنتم المؤثرون على أنفُسكم حيف الخصاصة ، والله ما زلتم تؤثرون إخوانكم من المهاجرين وأنتم أحق الناس أن لا يكون هذا الأمر واختلافه على أيديكم ، وبعد أن تحسدوا إخوانكم على خير ساقه الله تعالي إليهم ، وإنما أدعوكم إلي أبي عبيدة بن الجراح وعمر بن الخطاب ( رضي الله عنهما ) وكلاهما رضيت لكم ولهذا الأمر ، وكلا هما له أحلّ ( يستحقونه ) فنهض عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ونادي بأحقية أبي بكر الصديق( رضي الله عنه )بالخلافة ، لعوامل منها : ( 1 ) صاحب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في الغار ( ثاني اثنين ) ( 2 ) ومنها أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، أستخلفه على الصلاة بالمسلمين ، ومقدماً إياه على سائر الصحابة .. ( 3 ) تشديد الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، تأكيده في مقام أبو بكر ( رضي الله عنه ) بالإمامة ،وقوله ، عندما لم يجد أبو بكر للصلاة بالناس : يأبى الله ذلك والمسلمون .....!!! فلمّا سمعت الأنصار قول عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، وما قاله في حق أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، اقتنعت بأحقية توليه الخلافة ، ولكن بطريقة رآها الأنصار ، وهي أن يتم اقتسام الخلافة بين المهاجرين والأنصار ( خليفتين في نفس الوقت ) ، فقام أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، وأبرز دور المهاجرين في تمكين الدعوة الإسلامية وصبرهم على الشدائد والاضطهاد ، ثُمّ وضع الأنصار في منزلة تلي منزلة المهاجرين ، لأنهم هم الذين نصروا النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأصحابه على الكافرين من أهله وذويه ، وإذا جاز للمهاجرين أن يكونوا أمراء فلا بد أن يكون الأنصار لهم وزراء ، لا يتصرفون في أمر من الأمور إلاّ بمشورتهم ، ولكن هذا الرأى لم ينل إستحسان الأنصار ، فأنطلق رجل منهم وهو ( الحباب بن المنذر بن الجموح ) يحرض قومه من الأنصار ، في التمسك بحقهم في الخلافة ، فهم في رأيه أهل العز والثروة والعدد والنجدة وهم أهل الإيواء وأصحاب الدار ، وإليهم كانت الهجرة ، ثُمّ أقترح أن يكون للخلافة أميرين واحد من الأنصار وواحد من المهاجرين ، .... فردّ عليه عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وقال له : أن السيفين لا يمكن أن يجتمعا في غمد واحد ، وإن الخلافة لا بد من حصرها في أولياء النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وعشيرته . فأحتدم النقاش والجدل بين المهاجرين والأنصار ، وكاد الموقف أن يتأزم ، لولا أن قام ( قيس بن سعد الخزرجى ) وفي رواية أخرى ( بشير بن سعد ) ، مدفوعاً بالغيرة من ترشح يهد بن عبادة ، فأيد المهاجرين في حقهم ، ودها قومه إلي ترك النزاع ونبذ الخلاف وعدم التطاول على قريش في حق من حقوقهم ، فهم أحق بميراث النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،وتولي سلطانه ، ثُمّ تقدم أبو بكر مستغلاً الموقف الذي تحول لصالح المهاجرين ، فدها المسلمين إلي مبايعة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) أو أبو عبيدة بن الجراح ( أمين الأمة ) ، ولم يطلبها لنفسه ...! ولكن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) أبى إلاّ أن يتولى أبو بكر الصديق( رضي الله عنه ) الخلافة ، لأنه في رأيه أفضل منه أن يبسط يده ليبايعه ، فتقدم لمبايعته فسبقه بشير بن سعد ، فتقدموا الأوس لمّا رأوا بشير بن سعد يبايع أبو بكر ( رضي الله عنه ) بمبايعة أبو بكر ، وأقبل الخزرج على إثر ذلك يبايعون أبا بكر ( رضي الله عنه ) من كل جانب ، باستثناء سعد بن عبادة الذي أصرّ على موقفه وضل ممتنعاً عن مبايعته ، حتى وفاته ، .... فلمّا تولي عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) الخلافة ، رحل سعد بن عبادة إلي الشام حيث توفي هناك ، ثُمّ أقبلت قبيلة أسلم ،... فبايعة أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، فتقوى أبو بكر بهم ، وفي اليوم التالي لهذه البيعة الخاصة ، ... بويع أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) بالخلافة البيعة العامة ، فصعد على المنبر وتأهب لمخاطبة جماهير أهل المدينة ، فسبقه إلي الكلام صاحبه عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، فحمد الله وأثني عليه ثُمّ قال في جملة ما قال: ( وأن الله قد أجمع أمركم على خيركم ، صاحب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ثاني أثنين إذ هما في الغار ، فقوموا فبايعوه ) ، فقاموا الناس فبايعوا أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) البيعة الثانية بعد بيعة السقيفة ، ثُمّ قام أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) فخطب في الناس قائلاً : ( أمّا بعد أيها الناس فأني قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فأن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوّموني ، الصدق أمانة ، والكذب خيانة ، والضعيف فيكم قوى عندي حتى آخذ له حقه ، والقوي ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله ، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله ، فأنه لا يدعه قوم ، إلاّ ضربهم الله بالذُل ، ولا تشيع فاحشة في قوم إلاّ عمّهم الله بالبلاء ، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله ، فأن عصيت الله ورسوله ، فلا طاعة لي عليكم ) . أمّا علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، فقد أمتنع عن مبايعة أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) هو وجماعته من الهاشميين ، ومعهم الزبير بن العوام ، حيث تخلفوا في بيت فاطمة الزهراء ، فخرج إليهم عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، في جماعة من الصحابة ، وأرغموا بني هاشم والزبير بن العوام ، على مبايعة أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ،..... ثُمّ استقدم علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) إلي أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) وطُلب منه المبايعة ، فأمتنع بحجة أن أبا بكر أغتصب الخلافة منه غصبا ، وإن الخلافة لا تخرج من آل بيت الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، ومن عشيرته ، ولم يبايع علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) أبو بكر ( رضي الله عنه ) ، إلاّ بعد أن توفيت فاطمة ، فبايعه خوفاً من حدوث فتنة بين جماعته وجماعة الصحابة الآخرين ...... جهاز رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ودفنه ( 1 ) تغسيله ( صلي الله عليه وسلم ) و كفنه قال أبن إسحاق : فلمّا بويع أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، أقبل الناس على تجهيز جهاز رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) . وكان ذلك يوم ( الثلاثاء ) ثاني يوم من وفاته ،واستعدوا لغسله ، فاختصوا بغسله كلاً من : ( 1 ) العباس بن عبد المطلب ( 2 ) علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ( 3 ) ( شُقران ) مولي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ( 4 ) أُسامة بن زيد ( رضي الله عنه ) . وبمساعدة كلاً من : ( 1 ) أوس بن خولي ( الخزرج ) . ( 2 ) قُثم أبن العباس بن عبد المطلب . فنهض إليهم ( أوس بن خولىّ ) من الخزرج ، وقال لعلي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) : أُنشدك الله يا علي حظاً ( أي أُشركني معكم في غسله ) من رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وكان أوس من أهل بدر ، ومن أصحاب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال له علي : أدخل ، فدخل وجلس وحضر غسل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ....... وقالت عائشة ( رضي الله عنها ) : ولمّا أرادوا غسل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،اختلفوا فيه فقالوا: والله ما ندري أنُجرد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، من ثيابه ونغسله كما نفعل بموتانا ، أو نغسله بثيابه ...؟ فلمّا اختلفوا ، ألقى الله عليهم النوم ، حتى ما منهم رجل إلاّ ذقنه على صدره ، ثُمّ كلمهم مُكلم من ناحية البيت ، لا يدرن من هو ، حيث قال: أغسلوا النبي وعليه ثيابه ، فقاموا لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فغسّلوه وعليه قميصه، يصبون الماء فوق القميص ، ويدلكونه والقميص دون أيديهم . فأخذ علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأسنده إلي صدره ، وقام الفضل والعباس وقُثم يقلبونه معه ، وكان أُسامة بن زيد وشُقران ، وهما اللذان يصُبان الماء عليه وعلي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) يُغّسله ، وقد أسنده إلي صدره وعليه قميصه يدلكه به من وراء ثيابه ، ولا يلمس جسده بيده مباشرتاً وهو يقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ما أطيبك حياً وميتاً..!!! ولم يُرى من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،شيء مما يرى من الميت من خروج الخبث ، فلمّا فُرغ من غسل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، كُفِّن في : ثلاثة أثواب ، ثوبين يمنيين وبُردة حِيبرة أُدرج فيها إدراجاً إلي القبر ....... ( 2 ) دفنه ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلمّا انتهوا من غسله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وتكفينه ، أرادوا أن يحفروا لرسول هذه الأمة ( صلي الله عليه وسلم ) ، قبراً يضُم جسده الشريف ، وكان أبو عبيدة بن الجراح ، شق الأرض ويحفر كما يحفر أهل مكة ، وكان أبو طلحة زيد بن سهيل ، يحفر كما تحفر أهل المدينة ، فدعا العباس بن عبد المطلب ، رجلين وقال لأحدهما : أذهب إلي أبو عبيدة بن الجراح ، والرجل الآخر إلي طلحة بن زيد بن سهيل ، فكلفهما بحفر القبر. وكان ذلك يوم ( الثلاثاء) اليوم الثاني من وفاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، فاختلفوا الناس في المكان الذي سوف يُدفن فيه ، فمنهم من قال يُدفن في مسجده ، وقال الآخر يُدفن مع أصحابه ( رضوان الله تعالي عليهم ) ،. حتى جاءت الأقدار بالرجل الذي أحبّه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، والذي أكّد على صحة اختياره للصدّيق من دون الصحابة ( رضوان الله تعالي عنهم أجمعين ) في أن يكون هو إمام المسلمين من بعده ، وكان ذلك بتفويضه للصلاة بهم في مرضه ، في وجود الصحابة الكرام الآخرين . فجاء الصديقّ ( رضي الله عنه ) ، وكعادته ، أبلغ في القول ، وحل الاختلاف الذي هم فيه في مكان دفنه ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال لهم القول الفصل ، في مكان الدفن : ما قُبض نبي إلاّ دُفن حيثُ قُبض .... فوافقوا علي ذلك ، ثُمّ رفع فراشه ( صلي الله عليه وسلم ) ، الذي قُبض عليه ، فحفر تحته ، فلمّا إنتهوا من حفر القبر وكان ذلك وسط ليلة يوم الثلاثاء ( ليلة الأربعاء ) . وقالت عائشة ( رضي الله عنها ) : ما سمعنا وما علمنا بدفنه ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل من ليلة الأربعاء ..... أمّا الذين تولوا دفنه ( صلي الله عليه وسلم ) ، فهم: ( 1 ) علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ( 1 ) الفضل بن العباس( رضي الله عنه ) ( 3 ) قُثم بن العباس ( 4 ) شُقران ( مولي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) وعندما وضِع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ) ، في قبره . قام شُقران ، بدفن قطيفة كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ) ، يلبسها في حياته ،فقام بدفنها معه وقال: والله لا يلبسها أحد بعدك أبداً ،.... وقد قيل بأن آخر قوله ( صلي الله عليه وسلم ) ) ، : لا يُترك ( يجتمع ) بجزيرة العرب دينان ....... إفتتان المسلمون بعد وفاة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) فلمّا توفي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عضُمتْ مصيبة المسلمون ، فكانت عائشة تقول: لمّا توفي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ارتدت العرب وأشرأب ( تطلعت ) اليهود والنصارى ، وظهر الشقاق ، وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية ، لفقد نبيّهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى جمعهم أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، بعد أن همّ أكثر أهل مكة بالرجوع عن الإسلام ... حتى وصل الأمر بوالي مكة ( عتاب بن أسيد )، الذي ولاه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) على مكة . أن خاف على نفسه من الذين همّوا بالرجوع عن الإسلام ، فهرب ، فوقف رجل من رجال مكة كان له موقف في ما سبق مع الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، ومع عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، هو سهيل بن عمر ،فخطب في أهل مكة ، عندما علم أنهم على وشك الارتداد عن الدين الإسلامي الحنيف بعد وفاة الرسول الكريم ( صلي الله عيه وسلم ) وبعد أن فرّ والي مكة ( عتاب بن أسيد ) ، خوفاً على نفسه ، ومن تهديدهم بقتله والرجوع عن الدين ، فوقف هذا الرجل موقف ، كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يعلمه من قبل أن يحدث ، وكان ذلك عندما وقع سهيل بن عمر في الأسر ، فعفي عنه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) إلاّ أن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) أراد قطع رأسه ، فقال له الحبيب المصطفي النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : لا يا عمر ..عسى أن يقوم مقاماً لا تذِمَهُ ...! فهذا هو المقام ، حيث وقف سهيل بن عمر ، وقفت رجل مؤمن بالرسول ( صلي الله عليه وسلم ) نبياً وبالإسلام ديناً ،بعد أن همّ الناس بالارتداد عن الدين ، فقال لأهل مكة بصوت قوي مؤمن ، لا يخاف في الله لومة لائم : إن ذلك لم يزد الإسلام إلاّ قوة ، فمن رابنا ضربنا عنقه ( خاننا وأرتد ) ... فتراجع الناس عمّا همّوا به ، فأستتبّ الأمن في مكة ..... فسمع الصحابي الجليل عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وما فعله سهيل بن عمر ، فتذكر قول الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ) ، له عندما همّّ بضرب عنق سهيل بن عمر ، عندما وقع أسير في بدر ، حيث قال له : ( عسى أن يقوم مقاماً لا تَذِّمّهُ ) ....... فصليّ الله عليك يا رسول الله صلاة دائمة بدوام مُلك الله .......... أمّا وبعد أن انتهت سيرته ( صلي الله عليه وسلم ) ، الفعلية الشخصية التاريخية ، وأقصد هنا بالتاريخية ، وهو السرد التاريخي بوقائعه وأحداثه وشخصياته ، وجب أن ندخل مدخلاً آخر لسيرة الحبيب المصطفي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، ونقف وقفة ونذكر بعض الأحداث والأمور التي مرت في حياته ( صلي الله عليه وسلم ) ،ولو بشيء من التفصيل ، لتزداد الفائدة ولتُتم الأحاطه بشخصيته ( صلي الله عليه وسلم ) ، من كل جانب ، لمعرفة أكثر عن هذا الرجل العظيم ، الذي يستحق بالفعل كلمة عظيم ، من أبسط أمر قد مرّ به في حياته وهو أكله وشربه ، إلي أكبر أمر ، وهو معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ..... الي ذلك الوقت نتوقف قليلاً اخوتي الكرام رواد السيرة العطرة للنبي الكريم صلي الله عليه وسلم دُرة العِطر... ونواصل باذن الله استكمال الجوانب الاخري في سيرته والتعريف بها من خُلقه واخلاقه وماتميز به عن سائر خلق الله حتي الانبياء والمرسلينوايضاً التعرف علي بعض من ممتلكاته الشخصية واموره التي كان يتعامل معها في حياته صلي الله عليه وسلم وسيكون ذلك في الجزء السادس من الفصل السابع فالي ذلك الوقت اقول لكم بارك الله لي ولكم وج | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:51 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السابع ..ج6 الاخوة الاعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتقبل الله صيامنا وكافة اعمالنا الصالحة كنا قد سردنا في الجزء الخامس من الفصل السابع ارسال زيد بن حارثة لأحد الغزوات للروم..... وايضا ماحدث في حجة الوداع ... وابتدأ الفصل الاخير من حياة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم بظهور شكوته من المرض وما دار فيها من احداث مهمة ..... ونكون قد انهينا سيرته صلي الله عليه وسلم الفعلية وسندخل في مدخل جديد في التعرف علي ادق تفاصيل حياته وممتالكاته وخصوصياته..... وسيكون هذا في الجزء السادس من الفصل السابع وكالمعتاد ودائما نقول ونبتديء حديثنا بسم الله الرحمن الرحيم...... وصليّ الله عليك يا رسول الله صلاة دائمة بدوام مُلك الله .......... أمّا وبعد أن انتهت سيرته ( صلي الله عليه وسلم ) ، الفعلية الشخصية التاريخية ، وأقصد هنا بالتاريخية ، وهو السرد التاريخي بوقائعه وأحداثه وشخصياته ، وجب أن ندخل مدخلاً آخر لسيرة الحبيب المصطفي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، ونقف وقفة ونذكر بعض الأحداث والأمور التي مرت في حياته ( صلي الله عليه وسلم ) ،ولو بشيء من التفصيل ، لتزداد الفائدة ولتُتم الأحاطه بشخصيته ( صلي الله عليه وسلم ) ، من كل جانب ، لمعرفة أكثر عن هذا الرجل العظيم ، الذي يستحق بالفعل كلمة عظيم ، من أبسط أمر قد مرّ به في حياته وهو أكله وشربه ، إلي أكبر أمر ، وهو معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ..... بيان لخُلق وأخلاق ومعجزات الرسول الكريم والأنسان( صلي الله عليه وسلم ) فمن هو هذا الرجل العظيم الذي انتهينا من سرد سيرته ورسالته الخالدة والذي نتوجه به إلي الله لزيادة رِفعته ومقامه العالي ليكون شفيعنا يوم الدين هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصى بن كلاب ب نمرة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك أبن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار ( صلي الله عليه وسلم ) ، ورود اسم ( محمد ) ( صلي الله عليه وسلم ) ، في القرآن الكريم حيث ورد أسم النبي ( محمد ) ( صلي الله عليه وسلم ) . في أربعة آيات من القرآن الكريم وهي : ( 1 ) وما مُحَمَدُ ُ إلاّ رسولُ ُ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُسُل .... ( آل عمران : 144 ) ( 2 ) مَا كَانَ مُحَمَدٌ أبا أحد مِنْ رجَالكُمْ ولَكِنْ رسول الله .. . ( الأحزاب :40 ) ( 3 ) وآمِنوا بِمَا نَزّلَ عَلَى مُحمد وهوَ الحقٌّ مِنْ رَبِهم .... . ( محمد : 2 ) ( 4 ) مُحَمَدُ ُ رسول الله والّذيِنَ مَعَهُ إشِداء على الكُفّار رُحماء بينَهُمْ ( الفتح : 29 ) ( 5 ) وإذا قال عيسى إبن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكُمْ مُصدِّقاً لِما بين يديّ مِنْ التوراة ومُبشراً برسول يأتي من بعدى إسمه أحمد ..... الصف : 6 ) بالإضافة إلي أن احدي سور القرآن الكريم تحمل إسمه ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهي سورة ( محمد ) ..... أسمائه ( صلي الله عليه وسلم ) عن محمد بن جبير بن مُطعم عن أبيه أنه قال: قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( لي خمسة أسماء ) : أنا محمد وأحمد ، وأنا الماحي يمحو الله بي الكُفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب .... ) ( صلي الله عليه وسلم ) ، وفي حديث أبي موسى أنه قال: سمي لنا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، نفسه فقال: ( أنا محمد وأحمد ، وأنا الماحي والحاشر ، ونبي التوبة والملحمة ... ) ... اللهم صلي علي سيدنا محمد عدد ما في خلق الله ، دائمه بدوام مُلك الله ..... ويُطلق عليه : ( 1 ) الشاهد ( 2 ) المُبشر ( 3 ) والبشير ( 4 )والنذير ( 5 ) والسراج المنير ( 6 ) والضحوك ( 7 ) والقتّال ( 8 ) والمتوكل ( 9 )والأمين ( 10 ) والخاتم ( 11 ) والمصطفي ( 12 ) والنبي ( 13 ) والرسول ( 14 )والأمي ( 15 ) والقثم صلي الله عليه وسلم .... ذكر صفته النبوية الشريفة حيث وصفه علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) فقال: كان النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ليس بالطويل ولا بالقصير ، ضخم الرأس ، كث اللحية ، شئن الكفين والقدمين ، ضخم الكراديس ، مُشرباً وجهه بحُمرة ، أدعج العينين ، سبط الشعر ، سهل الخدين كأن عنقه أبريق فِضة ... وقال أنس بن مالك : لم يشنه الله بالشيب ، حيث كان في مقدم لحيته ( عشرون شيبة بيضاء ) وفي مفرق رأسه شعرات بيضاء ، حيث روى أنه كان يخضب بالحناء والكتم ... وكان بين كتفيه ( خاتم النبوة ) وهو بضعة كأنها قبضة صغيرة ناشزة ( بارزة ) وحولها شعر مثل بيضة الحمامة ، حيث تُشبه جسده ، وقد قيل أن لونها أحمر ، حيث قال القاضي شهاب الدين أبن أبي الدم في تاريخه المظفري، وكان أبو رثمة طبيباً في الجاهلية ، فقال للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يا رسول الله إني أُداوي ، فدعني أطبب ما بكتفيك ، فقال: ( يداويها الذي خلقها ) ....... فصاحته اللغوية رغم أُميته ( صلي الله عليه وسلم ) كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أفصح العرب ، وكان يقول : ( إن الله عز وجل أدبّني فأحسن تأديبي ، ونشأت في بني سعد ) وقال: ( وبُعثت بجوامع الكلم ) . وقال الأمام علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) : ما سمعت كلمة عربية من العرب إلاّ وقد سمعتها من رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، حيث سمعته يقول : ( مات حتف أنفه ) وما سمعتها من عربي قبله .....!!!!! طهارة آبائه وشرفهم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عن واثلة بن الأسقع :أن النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،قال: ( إن الله عز وجل أصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ، وأصطفي من بني إسماعيل كنانة ، وأصطفي من كنانة قريشاً ، وأصطفي من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ) ....... أمَهُ ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأمه ( صلي الله عليه وسلم ) ،هي : ( آمنة ) بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مٌرة . وأُمّا النبي ( صلي الله عليه وسلم )من الرضاعة . ( 1 ) آمنة بنت وهب ( أول من أرضعته لفترة قصيرة ) . ( 2 ) حليمة بنت الحارث بن عبد الله بن شجنة بن جابر ظئر رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) والظئر ( هي الأنثى المُرضعة لولد غيرها ) . ( 3 ) ثويبة ( مولاة أبي لهب ) . أبوه ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأبوه هو: عبد الله بن عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مُرة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك أبن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار ... وأبو النبي ( صلي الله عليه وسلم ) من الرضاعة . وأبوه ( صلي الله عليه وسلم ) ،من الرضاعة هو : ( الحارث بن عبد العُزى بن رفاعة بن ملان ) أخو بني سعد بن بكر بن هوازن ( حاضن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ) ، ..... زوجاته ( صلي الله عليه وسلم ) ( 1 ) خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها ) وهي أول من آمن بالله ورسوله وكانت تُدعي في الجاهلية ( الطاهرة ) ، وكانت قبل أن تتزوج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) . عند أبي هالة ( هند بن النباش بن مالك ) فولدت له هند بن أبي هالة ، وولداً أيضاً أسمه هالة التميمي . وخلف عليها بعد أبي هالة رجل يقال له ( عُتيق بن عابد بن عبد الله المخزومي ) فولدت له ابنة يقال لها هند بنت عتيق وهي خالة الحسن والحسين . فقام أبو طالب عم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بخطبتها للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من أبيها خويلد بن أسد . بكلمات من أروع ما قيل إن محمد بن عبد الله من لا يوازن به فتى من قريش ، إلاّ رجح عليه برّاً وفضلاً وكرماً وعقلاً وحلماً ونُبلاً ، وأن كان في المال قلّ ، فإن المال ظلّ زائل وعارية مستردة )..... وقد كان صداقها ( عشرين بكرة ) ، حيث تزوجها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،قبل البعثة وهي إبنة أربعين سنة وهو أبن خمسة وعشرون سنة ، وتوفيت قبل الهجرة بثلاثة سنين ، وبين موتها وموت عمّه أبو طالب ثلاثة أيام ، فسمي ذلك العام بعام الحزن . ودفنت خديجة بالجحون ولها من العمر ( خمسة وستون سنة ) ، وبذلك يكون الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) قد بقي معها خمسة وعشرون سنة . وقد ولدت ( 1 ) القاسم . ( 2 ) زينب. ( 3 ) رقية . ( 4 ) أُم كلثوم . ( 5 ) فاطمة . ( 6 ) عبد الله .... . ولم يتزوج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بامرأة غيرها في حياتها ، وتعتبر هي أول زوجة تزوجها .... حيث كان الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، يحبها ويحترمها ويجلها ، وهي الأم الأولي للمؤمنين ، حيث قال فيها: ( والله ما أبدلني الله خيراً منها ، فقد آمنت بي ن حين كفر بي الناس ، وصدّقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إ ذ حرمني الناس ، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء .... ) وقال فيها أيضاً : ( سيدة نساء أهل الجنة مريم ثُمّ فاطمة ثُمّ خديجة ثُمّ آسية ..) وفي حديث آخر قال: ( نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم ) ... وقد بشّر خديجة بالسلام من رب العِزة ومن جبريل ، فقالت : الله السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام ... فكانت أول من آمن به وأول من وقفت بجانبه وواسته في مِحنه ، فكانت القلب الكبير والصدر الواسع ، والأيمان الكبير ... ( رضي الله عنها ) ( 2 ) سودة بنت زُمعة ( رضي الله عنها ) . وهي سودة بنت زمعة بن قيس بت عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن عامر بن لؤى بن فهر ، وأمها هى ( الشموس بنت قيس الأنصارية ) وهى من بني عدى بن النجار ، زوجه أياها سليط بن عمرو ، ويقال أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس ، وأصدقها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أربع مائة درهم .... (3 ) عائشة بنت أبي بكر الصديق ( رضي الله عنهما ) وهي عائشة بنت أبي بكر الصديق ( عبد الله بن قحافة عثمان التيمي القرشي ) ، وأمها رومان بنت عامر بن عويمر الكتانية .. وقد كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد دخل بها وهى في المدينة إبنة تسعة سنين .. وهى الزوجة الوحيدة البِكر التي تزوجها في حياته ، وتعتبر من أصغر زوجاته وأقربهن إلي قلبه بعد السيدة خديجة ( رضي الله عنها ) ، وقال فيها الكثير والكثير ، حتى أنه قال في حقها: ( خذوا نصف دينكم من هذه الحُميرا ) . لأن وجهها كان مُشرب ببياض مع حُمرة محببة ، ويكيفيها أن الله سبحانه وتعالي برأها من بُعد سبعة سموات ، عندما أُتهمت باطلاً في حديث الأفك ..... زوجه أياها أبوها أبو بكر وأصدقها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أربع مائة درهم. ( 4 ) حفصة بنت عمر بن الخطاب ( رضي الله عنهما ) وهي حفصة بنت عمر بن الخطاب ( رضي الله عنهما ) ، وأمها زينب بنت مظغون الجمحي القرشي ، وقد كانت عند خُونيس بن حُذافة السهمي ، فبني بها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأصدقها أربع مائة درهم ..... ( 5 ) زينب بنت خزيمة ( رضي الله عنها ) وهي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية العامرية القيسية ، وهي أخت بنت الحارث لأمها. وقد كانت تسمى ( أُم المساكين ، لرحمتها إياهم ، ورقتها عليهم ) ، فزوجه إياها قبيصة بن عمرو الهلالي ، وأصدقها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أربع مئة درهم ، وقد كانت قبله عند عبيدة أبن الحارث بن عبد مناف ، وكانت قبل عبيدة عند جهم بن عمرو أبن الحارث ( إبن عمها ) .... ( 6 ) أُم سلمة بنت أمية إبن المغيرة ( رضي الله عنها ) وهي أُم سلمة بنت أُمية إبن المغيرة وهي أم سلمة هند بنت أبي أمية زاد الراكب حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب القرشي ، زوجه أياها سلمة بن أبي سلمة ( أبنها ) ، وأصدقها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فراشاً حشوه من الليف ، وقدحا ، وصحفة ، ومجشة ( رحي ) وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الأسد ،وأسمه عبد الله فولدت له سلمة وعمر وزينب ورقية ( 7 ) زينب بنت جحش ( رضي الله عنها ) وهي زينب بنت جحش بن رباب بن يعمر بن صبيرة بن مُرة بن كبير بن غَنَم بن دودان بن برّة بن أسد بن خزيمة ، وأمها السيدة ( أُميمة بنت عبد المطلب ) عمّة النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، زوجه أياها أخوها أبو أحمد بن جحش ، وأصدقها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أربع مئة درهم ، وقد كانت قبله عند زيد بن حارثة ، مولي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ففيها أنزل الله وتعالي: ( فلمّا قَضَى زيدُ مِنهاَ وَطَراً زَوَّجْناَكَهَاَ ...) ( 8 ) جويرية بنت الحارث ( رضي الله عنها ) ( وأسمها برّة ) فسماها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،( جويرية ) وهي بنت الحارث أبن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن خزيمة وهو المصطلق بن سعد بن عمرو وهو خزاعة بن ربيعة بن الحارث بن أبي عمر بن عامر بن حارثة بن إمرىء القيس البطريق ، حيث كانت في سبايا بني المصطلق من خُزاعة ، فوقعت في السهم لثابت بن قيس أبن الشماس الأنصاري ، فكاتبها على نفسها ، فأتت إلي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) ،تستعينه في كتابتها ، فقال لها : ( هل لك في خير من ذلك ..؟ ) ، فقالت : وما هو ..؟ فقال لها : ( أقضي عنك كتابتك وأتزوجك ..؟ ) فقالت : نعم ، فتزوجها ...... ( 9 ) صفية بنت حيي بن أخطب ( رضي الله عنها ) وهي صفية بنت حيي بن أخطب بن سعنة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب ، وأبوها كبير كهنة اليهود بني النضير ، من سبط هارون بن عمران أخي موسي ( عليه السلام ) ، وأمها برّة بنت السموأل وكان لها أخ صحابي إسمه ( رفاعة ).. وقد كانت سبية من سبايا غزوة خيبر ، وقد كانت قبله عند كنانة أبن الربيع بن أبي الحقيق . فتزوجها الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ) ، وأولم وليمة ما فيها شحم ولا لحم ، إلاّ سويقاً وتمراً .... .. ( 10 ) أٌم حبيبة ( رملة بنت أبي سفيان ) ( رضي الله عنها ) . وهى أم حبيبة وأسمها رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية وهي أُخت معاوية بن أبي سفيان ، وأمها صفية بنت أبي العاص بن أُمية ، زوجه أياها خالد بن سعيد بن العاص ، وهما بأرض الحبشة ، وأصدقها النجاشيّ عن الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) أربع مئة دينار وهو الذي خطبها على الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقد كانت قبله عند عبيد الله بن جحش الأسدي ..... ( 11 ) ميمونة بنت الحارث الهلالية ( رضي الله عنها ) وهى ميمونة بنت الحارث الهلالية بن حزن بن رؤية بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة العدنانية ، حيث زوجه أياها العباس بن عبد المطلب ، وأصدقها العباس عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، أربع مئة درهم ، وقد كانت قبله عند أبي رهم بن عبد العُزى بن أبي قيس ، ويقال أيضاً أنها هى التي وهبت نفسها للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، حيث أتتها خطبت النبي إليها وهى على بعيرها ، فقالت : البعير وما عليه لله ولرسوله.... فأنزل الله سبحانه وتعالي : ( وامرأة مُؤمِنَة إن وهبت نَفَسَها للنبيَّ ... ) ... سراريه ( صلي الله عيه وسلم ) ( 1 ) مارية القبطية بنت شمعون القبطية ( رضي الله عنها ) وهى مارية بنت شمعون ، ومعنى كلمة مارية هى ( الملساء ) أمّا سبب إهدائها للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، حدث ذلك عندما أرسل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) للمقوقس ( جريج بن ميناء ) ، له حاطب بن أبي بلتعة ، وجبرا مولى ( أبي رهم الغفاري ) ، فقارب المقوقس من الإسلام ، وقال قولاً ليناً لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأراد إثبات حسن النية ، فأرسل للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، مارية القبطية ، وأهدي معها بغلة يقال لها ( دلدل ) ، كما أهدي معها قدحاً من قوارير . فكان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يشرب منها ، فأنجبت مارية من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إبنه إبراهيم ..... ( 2 ) ريحانة ( 3 ) زليخة القرضية ( 4 ) وجارية وهبتها له زوجته زينب بنت جحش ( رضي الله عنها ) ، .. مواليه ( صلي الله عيه وسلم ) ومن مواليه ( صلي الله عليه وسلم ) ، من الرجال: ( 1 ) زيد بن حارثة ( 2 ) أبو رافع ( قبطياً ) ( 3 ) وشقران ( حبشياً ) ( 4 ) ثوبان ( 5 ) ورباح ( 6 ) يسار ( 7 ) سفيه ( 8 ) سلمان الفارسي ( 9 ) سندر ( 10) مأبور ( الخصي الذي أهداه له المقوقس ) أمّا مواليه من النساء فهن: ( 1 ) أُم أيمن ( 2 ) وأُميمة ( 3 ) سيرين أولاده ( صلي الله عليه وسلم ) وقد ذكرت كل كتب السيرة بأن جميع أولاد النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، كلهم من السيدة الفاضلة : خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها ) ، ما عدا أبنه إبراهيم ..حيث ولد له من الذكور : ( 1 ) إبراهيم وأمه السيدة الفاضلة مارية القبطية ، وقد توفي في حياته .... ( 2 ) القاسم وأمه السيدة الفاضلة خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها ) ، وبه كان يُكَنَّى ( 3 ) عبد الله وأمه السيدة الفاضلة خديجة بنت خويلد ( والملقب بالطيب والطاهر ) وولد له من الإناث : ( 1 ) زينب ( 2 ) رقية ( 3 ) فاطمة( 4 ) أُم كلثوم ،
حيث توفي كل أولاده في حياته ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلاّ فاطمة ، فقد توفيت بعده بستة أشهر . إخوته ( صلي الله عليه وسلم ) من الرضاعة إخوته ( صلي الله عليه وسلم ) ، في الرضاعة من ثويبة ( مولاة عمه أبو لهب ) ( 1 ) مسروح : أخو النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، في الرضاعة ، أُمه ثويبة مولاة أبي لهب ( 2 ) حمزة : أخو النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،في الرضاعة ( حيث أرضعته ثويبة ) ( 3 ) أبو سلمة : أخو النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،حيث أرضعته ثويبة، هو وحمزة أمّا إخوته ( صلي الله عليه وسلم ) ، في الرضاعة من مُرضعته (حليمة السعدية ) هم: ( 1 ) أنيسة : أخته ، من الرضاعة ( أُمها حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية ) . ( 2 ) عبد الله : أخو النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،من الرضاعة ( أُمه حليمة السعدية ) . ( 3 ) جدامة : وقيل حذافة وتُعرف ب( الشيماء )،( أمها حليمة السعدية ) . أعمامه ( صلي الله عليه وسلم ) فأعمامه ( صلي الله عليه وسلم ) ،كما ذكرنا من قبل هم اثنا عشر عم ، وهم : ( 1 ) الحارث ( 2 ) قُثم ( مات صغيراً ) ( 3 ) أبو طالب ( 4 ) والزبير ( 5 ) عبد الكعبة ( 6 ) حمزة ( 7 ) المقوم ( 8 ) جحل ( 9 ) العباس ( 10 ) ضرار ( 11 ) أبو لهب ( وأسمه عبد العُزى ) ( 12 ) الغيداق ( مُصعب ) أبناء عمه ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( 1 ) عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ( 2 ) نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ( 3 ) عمارة بن حمزة بن عبد المطلب ( 4 ) عتبة بن عبد العزى بن عبد المطلب ( 5 ) مرة بن حجل بن عبد المطلب ( 6 ) عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب ( 7 ) هند بنت المقوم بن عبد المطلب ( 8 ) علي بن أبي طالب بن عبد المطلب عمّاته ( صلي الله عليه وسلم ) وعمّاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، هُن ست عمّات ، وهُنّ : ( 1 ) أُم حكيم ( 2 ) عاتكة ( 3 ) برة ( 4 ) أروة ( 5 ) أُميمة ( 6 ) صفية وهؤلاء الخمسة أشقاء لوالده ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلاّ صفية فهي شقيقة حمزة ...... أبناء عمّاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( 1 ) زينب بنت أٌميمة : وهى زوجة النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،والتي نزلت فيها الآية القرآنية الكريمة .. ( فلمّا قضى ) ..... الأحزاب آية 37 ) . ( 2 ) أُم حبيبة بنت أُمية ( 3 ) جمنة بنت أٌميمة ( 4 ) عبيد الله إبن أُمية ( 5 ) عامر بن عبد الأسد بن هلال ( 6 ) أبو سلمة ( عبد الله ) : أبوه عبد الأسد بن هلال ( 7 ) طليب : لا عقب به ويكنى أبا عبيد ، أبوه عمير بن وهب بن عبد الدار بن قصي ( 8 ) عبد الله ( 9 ) الزبير بن صفية . أخواله ( صلي الله عليه وسلم ) ( 1 ) عبد يغوث ( 2 ) الأسود بن وهب ( 3 ) سعد بن أبي وقاص خَدَمَهُ ( صلي الله عليه وسلم ) ، ومن خدم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،من الرجال : ( 1 ) أنس بن مالك الأنصاري ( حيث كان أخص خُدامه ( صلي الله عليه وسلم ) ،) ( 2 )عبد الله بن مسعود ( حيث كان صاحب سواكه ونعله ( صلي الله عليه وسلم ) ،) ( 3 ) معيقيب الرومـــــي ( كان صاحب خاتمه ( صلي الله عليه وسلم ،) ( 4 ) عقبة بن عامر الجهني ( وكان صاحب بغلته ( صلي الله عليه وسلم ) ،) ( 5 ) أسقع بن شريك ( وكان صاحب راحلته ( صلي الله عليه وسلم ) ،) ومن خدمه ( صلي الله عليه وسلم ) ،من النساء : ( 1 ) أمَة الله بنت رزينة ( 2 ) خولة ( 3 ) مارية أُم الرباب ( 4 ) مارية ( جدة المُثني أبن صالح ) رضي الله عنهم أجمعين ..... شعراؤه ( صلي الله عليه وسلم ) ، فكان شعراؤه الذين يناضلون بشعرهم في سبيل الله ، ويهجون كفار قريش : ( 1 ) حسّان بن ثابت ( 2 ) عبد الله بن رواحة ( 3 ) كعب بن مالك مؤذنوه ( صلي الله عليه وسلم ) ، كان مؤذنوه ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( 1 ) بلال بن رباح ( بالمدينة ) ( 2 ) سعد القرض ( مولي عمار بن ياسر ) ( بقباء )( 3 ) عبد الله بن مكتوم ( بالمدينة ) ( 4 ) أبو محذورة ( بمكة ) حواريوه ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهم أنصاره الذين اشتهروا بهذا الوصف وهم ( رضي الله عنهم أجمعين ) : ( 1 ) أبو بكر الصديق ( 2 ) عمر بن الخطاب ( 3 ) عثمان بن عفان ( 4 ) طلحة ( 5 ) حمزة ( 6 )عبد الرحمن بن عوف ( 7 ) أبو عبيدة بن الجراح ( 8 ) عثمان بن مضعون ( 9 ) عبد الرحمن بن عوف ( 10 ) علي بن أبي طالب ( 11 ) سعد بن أبي وقاص ( 12 ) الزبير إبن العوام وهو أكثرهم شهرة بهذا الوصف حيث قال ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( لكل نبي حواري وحواريي الزبير بن العوام ........) المشبّهون بالنبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، ذكر أبو جعفر محمد بن حبيب ، العلامة في الأخبار والنسب ، والمتوفى عام 245هـ 860مـ حيث ذكر أسماء عدد من المشبّهين خلقاً ( الذين يشبهون النبي الكريم( صلي الله عليه وسلم ،في الشكل الخارجي ) وقد عددهم وهم 1 ) المحسن بن علي بن أبي طالب حيث كانت أمه السيدة الفاضلة فاطمة الزهراء ( رضي الله عنها ) ، عندما كانت تداعبه وترقِصَهُ ، تقول له: وا بأبي شبه أبي غير شبيه بعلي ( 2 ) جعفر بن أبي طالب ( 3 ) محمد بن جعفر بن أبي طالب ( 4 ) قُثم بن العباس بن عبد المطلب وكان العباس يرقصه ويقول : أيا بني ياقُثم =====أيا شبيه ذي الكرم ( 5 ) عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ( 6 ) المغيرة ( أبوسفيان أبن الحارث بن عبد المطلب ) وقد ولد في الليلة التي ولد فيها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( 7 ) مسلم بن معتب بن أبي لهب ( 8 ) السائب بن عبد يزيد بن المطلب بن هشام بن عبد مناف ( 9 ) كابس بن ربيعة بن مالك بن عدى بن الأسود ، بن حشم بن ربيعة بن الحارث بن سامة بن لؤى ، وفي أحد الروايات التاريخية أن معاوية بن أبي سفيان ، عندما كان والي في الشام ، بلغه أن في البصرة رجلاً يشبّه برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فكتب إلي عامله عليها ، وهو عبد الله بن عامر بن كريز ، قائلاً له أن يوفد إليه كابس بن ربيعة ، فأوفده إليه ، وعندما وصل إلي مجلس معاوية بن أبي سفيان ، نزل معاوية عن سريره ومشى إليه حتى قبّل بين عينيه ، ثُم أجلسه في جواره ، تكريماً له على شبهه بالرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،........ متاعه وحاجياته ( صلي الله عليه وسلم ) وجب هنا في هذا القسم . أن نوضح بعض الأشياء التي كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إمّا يستعملها في حياته اليومية ، أو إثناء غزوه ... لتعُم الفائدة من معرفة كل ما يختص بالحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقد جاءت مفصلّة في كتاب الطبقات الكبرى( لأبن سعد) . ذكر سريره ( صلي الله عليه وسلم ) أخبرنا أبو علي عن الحسن عن أنس أنه قال: كنا عند رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وعنده عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، على سرير شريط ، ليس بين جنب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وبين الشريط شيء ، وكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، من أرق الناس بُشرة ، فأنحرف إنحرافة ، وقد أثرّ الشريط ببطن جلده أو بجنبه ، فبكي عمر ، فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( ما يبكيك يا عمر ...؟ ) ، فقال: أما والله ما أبكي إلاّ أكون أعلم أنك أكرم على الله عز وجل من قيصر وكسرى ، أنهما يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا ، وأنت رسول الله ، بالمكان الذي أرى ، فقال: ( يا عمر أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ، ولهم الدنيا ..؟ ) ، قال: بلى. قال( فأنه كذلك) ......... ذكر فراشه ( صلي الله عليه وسلم ) عن عائشة ( رضي الله عنها ) أنها قالت: كان ضجاع ( فراش ) رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، من أدَم حشوه من ليف .... ذكر حصيره ( صلي الله عليه وسلم ) حدثنا محمد بن إبراهيم بن الحكم أنه قال: نام رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،على حصيرة ، فأثر في جنبه ، فقلنا : يا رسول الله الا آذنتنا فنبسط تحتك ألين منه ...؟ فقال : ( ما لي وللدنيا ...؟ إنما مثلي ومثل الدنيا ، كمثل راكب سار في يوم صائف ، فقال ( نام ساعة القيلولة ) تحت شجرة ثُمّ راح وتركها )... ذكر وسادته ( صلي الله عليه وسلم ) عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) أنه قال: دخلت على النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،وتحت رأسه وسادة من أدَم ( الجلد المدبوغ ) حشوها من ليف النخل ...!!! ذكر لحافه ( صلي الله عليه وسلم ) عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) أن قال: كان لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، مِلحفه موّرسه ( مصبوغة بالورس ، وهو نبات أصفر يكون باليمن ) تدور بين نسائه ....!! لأنه لم تكن لزوجاته الاّ ملحفة واحده ، فيتناوبون عليها ، كل ليلة ... وعن جعفر بن أبي طالب قال: رأيت النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، وعليه ثوبان مصبوغان بالزعفران ، رداء وعمامة .... ذكر قطيفته( صلى الله عليه وسلم ) عن أبن عباس ( رضي الله عنهما ) أنه قال: عندما دُفن النبي المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،وضِع بينه وبين اللحد إثناء دفنه ، قطيفة ( كساء مخمل ذو أهداب ) بيضاء بعلبكية .... وعنه أنه قال : حج رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، على رَحَل رث وقطيفة لا تساوى أربعة دراهم ..... ذكر قُبته ( صلي الله عليه وسلم ) عن جابر أنه قال: إن النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، أمر بقُبة من شعر فضُربت له بنَمِرة ( بعرفات ) وكانت له أيضاً قُبة أخرى من أدم .... ذكر كرسيه ( صلي الله عليه وسلم ) عن إسحاق بن سويد العدوى، أن أبا رفاعة قال: أتيت النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،وهو على كرسي ، خِلت قوائمه من حديد ذكر خاتمه ( صلي الله عليه وسلم ) ، عن أنس بن مالك أنه قال: أراد الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن يكتب إلي الأعاجم رسائل ، فأمر بخاتم من فِضة ، فنُقش فيه ( محمد رسول الله ) .... فأصبح يستعمله في مراسلاته ، وعندما مات تمّ إخفائه في بئر عميقة ، ويقال بأنه وجد بعد ذلك .... ذكر سيفه ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( ذو الفقّار ) سيف غنمه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يوم بدر ...... ذكر حربته ( صلي الله عليه وسلم ) ، عن أبن عمر ( رضي الله عنهما ) أن قال: إن النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، كان يركز له حربة ، فتوضع بين يديه ، فيصلى إليها والناس وراءه ، وكان يفعل ذلك في السفر. فمن ثّمّ اتخذها الأمراء ، والمقصود بوضع الرمح أمامه ويصلي ، هو إعلام كل الماره من أمامه من أنه في حالة صلاة .. ذكر درعه ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( ذات الفضول ) وهذا الدرع كان طويلاً ، وقد سميّ بذات الفضول لطوله .... ذكر مغفره ( صلي الله عليه وسلم ) ، عن أنس بن مالك أنه قال: دخل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يوم فتح مكة ، وعلى رأسه مغفر من حديد . ( والمغفر ) هو( نوع من شبكة معدنية تُنسج وتوضع على الرأس تحت القلنسوة )... ذكر قوسه ( صلي الله عليه وسلم ) ، عن أبن عباس ( رضي الله عنه ) أنه قال: وقد ذُكر أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، كان قد أصاب من سلاح بني قينقاع ثلاثة أرماح وثلاثة قسى ( مجموع قوس ) ،... ( 1 ) قوس أسمها الروحاء ( 2 ) قوس أسمها البيضاء ( 3 ) وقوس تسمى الصفراء ذكر غزواته وسراياه ( صلي الله عليه وسلم ) عن أبو محمد عبد الملك بن هشام انه قال: كان جميع ما غزا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،بنفسه ( سبعة وعشرون غزوة ) وهم كالأتي : ( 1 ) غزوة الأبواء ( 2 ) غزوة بواط ( 3 ) غزوة العشيرة ( 4 ) غزوة بدر الأولي ( 5 ) غزوة بدر الكبرى ( 6 ) غزوة بني سليم ( 7 ) غزوة السويق ( 8 ) غزوة ذي إمر ( 9 ) غزوة بحران ( 10 ) غزوة أُحد ( 11 ) غزوة حمراء الأسد ( 12 ) غزوة بني النظير ( 13) غزوة ذات الرقاع ( 14 ) غزوة بدر الآخرة ( 15 ) غزوة دومة الجندل ( 16 ) غزوة الخندق ( 17 ) غزوة بني قريظة ( 18 ) غزوة بني لحيان ( 19 ) غزوة ذي قِرد ( 20 ) غزوة بني المصطلق ( 21 ) الحديبية ( 22 ) غزوة خيبر ( 23 ) عُمرة القضاء ( 24 ) غزوة الفتح ( 25 ) غزوة حنين ( 26 ) غزوة الطائف ( 27 ) غزوة تبوك وقد شارك الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، شخصياً وقاتل بنفسه ، في ( تسعة غزوات فقط ) ( 1 ) بدر ( 2 ) اُحد ( 3 ) الخندق ( 4 ) بيني قريظة ( 5 ) وبني المصطلق ( 6 ) خيبر ( 7 ) الفتح ( 8 ) حنين ( 9 ) الطائف . ذكر شعاره في حروبه ( صلي الله عليه وسلم ) وكان شعاره ( صلي الله عليه وسلم ) ، الذي يستعمله في غزواته وحروبه ، وهى الندهه ( الصيحة ) التى يقولها المجاهد إثناء القتال ، ( ومعنى كلمة أمت ، هى أشدد على عدوك وأقتله ... ) ( 1 ) أمت أمت .... ( 3 ) يا كلَّ خير ( 2 ) يا منصور أمت ... ( 4 ) ( حـــم لا تُنصَرون ... ) ذكر راياته ولوائه ( صلي الله عليه وسلم ) ، حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه أنه قال: إن راية الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، كانت سوداء ، ولواؤه أبيض ، وكانت له رايتان : ( 1 ) راية سوداء مربعة عن نمرة ( وهي شملة من الصوف)مخططة أشبح بالنحر . ( 2 ) سوداء ولواؤه أبيض مكتوب فيه ( لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ) ذكر جملة السرايا والبعوث فكانت بعوثه ( صلي الله عليه وسلم ) ،وسراياه ( ثمانية وثلاثين ) من بين بعثٍ وسريّة ، وقد قيل أيضاً ( خمسة وثلاثون ) بين سرية وبِعثة ، وقيل ( ثمانية وأربعون ) ، واله أعلم كم من البعوث والسرايا التي بعث بها الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم).... ذكر خيله ( صلي الله عليه وسلم ) ، عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) أنه قال: كان أحب الخيل إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،هى: ( 1 ) الأشقر : الذي في عرفه وذنبه حُمرة خالصة . ( 2 ) الأغر : ذو البياض في وجهه فوق الدرهم . ( 3 ) المحجل : ذو القوائم البيضاء كلها أو بعضها . ( 4 ) الأرثم : ذو بياض يصيب الجعفلة العليا ، وإن كان دون الغرة فهو أقرح .... وعن أبن عباس ( رضي الله عنهما ) أنه قال: كان لرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فرس يقال لها ( المرتجز ) ، حيث كان له حسن صهيل ذكر سرجه ( صلي الله عليه وسلم ) ، عن أبي عبد الرحمن الفهري أنه قال: شهدت مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يوم خيبر في يوم صائف شديد الحر، فقال :يابلال أسرج لي فرسي .... فأخرج بلال سرجاً رقيقاً من لبد ليس فيه أشر ولا بطر ( رياء وفخر ) ذكر ناقته ( صلي الله عليه وسلم ) ( 1 ) ناقة اسمها ( العضباء ) ( 2 ) وناقة أخرى أسمها ( الجدعاء ) ذكر بغلته ( صلي الله عليه وسلم ) وكانت لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بغلة يقال لها ( الشهباء ) ......... ذكر حماره ( صلي الله عليه وسلم ) وكان للرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، حمار يقال له ( اليعفور ) ..... ذكر خُفَهُ ( صلي الله عليه وسلم ) عن عبد الله بن عامر بن زرارة ، عن الحسن بن عياش عن عامر أنه قال : قيل يوماً للمغيرة بن شُعبة ، : من أين كان لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، خُفين ...؟ فقال: أهداهما له دحية الكلبي ، فلبسهما ...وكذلك كان له خُفين أسودين ساذجين ، وكان قد أهداهما له النجاشي ، فلبسهما الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ومسح عليهما ذكر نَعْلُه ( صلي الله عليه وسلم ) وقد كان لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،ثلاثة أنواع من النِعال : ( 1 ) نعل له قِبلان ، ( زمامان ، وهو الذي يُربط فيه الشسع ) ( 2 ) نعلين مخصوفتين ( مخروزة ) ... ( 3 ) نعال سبتية ( التي صُنعت وليس لها شعر ) .... فهذا كل ما أمكنني الحصول عليه من أُمهات الكُتب ، ومن أفكار وأطروحات لكتاب أفاضل أجلاّء ، كتبوا في كل ما يختص بشئون الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، بدء بأكله وشربه وفراشه في بيته وانتهاء بكل ما تختصه شخصيته البشرية . التعريف بمعجزاته وكراماته وخوارق الأشياء التي خرقت له ولنحاول أن نعرف ونعرّف القارىء ، بهذا النبي الكريم ، والدخول في شخصيته البشرية ، وإلي معجزاته الشخصية وكراماته وخوارق الأشياء التي خُرقت له ، أكراماّ له من الخالق سبحانه وتعالي ، أو ليؤكد أنه نبي وخاتم للرسالات ، وقد تجلي ذلك بتحديه للمشركين والمنافقين ، طمعاً في إسلامهم ، وليجعلهم يرون أموراً مادية وخوارق للعادات ومعجزات ، لتسهل لهم ،الاعتراف بأنه نبي وخاتم الرُسل ( صلي الله عليه وسلم ) ، ..... وقد ذكر الأستاذ : طه عبد الرّءوف سعد ( من علماء الأزهر الشريف ) والأستاذ : سعد حسن محمد علي ( المدرس بالأزهر الشريف ) صاحبا كتاب ( معجزات النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،) حيث قالا: وقبل أن نسرد على القارىء الكريم تللك المعجزات الباهرات ، نحب أن نعرفه معنى المعجزة ، ومعنى الأشياء الخارقة للعادة أولا المعجزة: وهى مأخوذة من العجز ،أي العجز عن الإتيان بمثلها والمتعارف عليه ،أي أمر خارق للعادة ، كانشقاق القمر لسيدنا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقلب العصا إلى حية تسعى لموسى (عليه السلام) ،مقرونة بالتحدي أو النبوة مع معارضيها المنكرين لها . شروط المعجزة: ( 1 ) أن تكون خارقة للعادة كانشقاق القمر, وانفجار الماء من أصابعه (صلي الله عليه وسلم ) . ( 2 ) أن تكون مقرونة بالتحدي للمعارضين لها . ( 3 ) أن لايأتى أحد بمثل مأتى به المتحدى . ( 4 ) أن يقع وفق دعوة المتحدى بها , فلو قال أن نبوتي إن نطقت يدي , فنطقت يده بكذبه أي لم يكن أحد شاهد على ذالك , مع علمهم بأنه كاذب حتى وإن نطقت, فهو دليل على أنه لم تقع وفق دعواه , فلا تكون إذاً معجزة , فمسيلمة الكذاب , تفل فى عين رجل أعور لتبرأ , فعميت الصحيحة , لان الذى حدث إن هذه أهانه لله لادعائه النبوة ... ( 5 ) أن لأتكون المعجزة فى زمن نقض العادة , كزمن المسيح الدجال, فقد ورد أنه تطلع الشمس من مغربها بأذن الله , وأن يظهر على يديه آيات كثيرة , كأمره للسماء أم تمطر , فتمطر , والأرض أن تنبت فتنبت , فهذه الأيام التى فيها خرق للعادات , لا يعد ذالك معجزة , حيث أن المسيح الدجال لا يدعى النبوة , بل ماهو أشنع فيدعى الألوهية , خيبه الله .وأن كلمة معجزة هي المتعارف عليها , لأكن لم ترد فى القرآن الكريم بلفظ معجزة , بل وردة بلفظ ( آية ) , كقوله تعالى :{ وإذا جاءتهم آية }،وقوله تعالى : { إن فى ذالك لآيات} ، ووردت أيضاً بلفظ ( برهاناً ) كقوله تعالى : { قد جاءكم برهان من ربكم } .. إذاً فلفظ معجزة أذا أطلق فإنه لا يدل على كونه ذالك آية , إلاّ إذا فُسر المراد به , وقد رجح كثير من العلماء أن المعجزة لأتكون إلاّ للأنبياء فقط . ثانياّ: الإرهاص: وهو الأمر الخارق للعادة وإن لم يكن بمعجزة , لفقد شروط المعجزة , والإرهاص هو ما يظهر للنبي قبل بعثته من أمور عجيبة لا تظهر لسائر البشر , كقصة ولادته ( صلي الله عليه وسلم ) ،وما وقع من الله فى إهلاك الفيل وأهله . والأمور التى حدثت فى ولادته ( 1 ) خروج نور إثناء ولادته ( صلي الله عليه وسلم ) ، أضاء لأمه قصور الشام ( 2 ) ثُمّ وقع إلي الأرض ، ويده مقبوضة أصابع يده مشيراً بالسبابة كأنه يسبح( صلي الله عليه وسلم ) ( 3 ) ارتجاج أيوان كسرى وسقوط أربع عشر شٌرفة من شرفاتها ، وبعض الأمر الأخرى . ثالثاً: الكرامة ثم نأتي لأمر خارق للعادة وإن لم يكن من المعجزات , لافتقاد شروطها , وهى الكرامة , فالكرامة : هي أمر خارق للعادة تظهر على يد عبد مؤمن ملتزم , لمتابعة نبي مُكلف بشريعته مصحوب بصحيح الاعتقاد والعمل الصالح ، وتكون هذه الكرامة على علم صاحبها بها أو لابعلم , فما يأتي من الأولياء منن خوارق وعجائب تسمى الكرامات , وقد تُسمى الكرامة آيات , تدل على نبوة من أتبعه ذالك الولي , لان كل كرامة لولى هي معجزة لنبيه . والولي : هو العارف بالله تعالى وبصفا وبتقرب حسب الإمكان والمواظب على طاعة الله والمجتنب لمعاصيه... وسمي الولي بهذا لأن الله تولي أمره ، فلم يكله إلي نفسه ولا إلي غيره لحظة ، والله تعالي يتولى عباده دائماً ، وهناك بعض المواقف التي تدل على الكرامة : ( 1 ) روى أن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، رأى الأعداء من مسافة شهر ، فقال : يا سارية الجبل ، فسمع سارية قائد جيش المسلمين صوته ، فأنحدر بالناس إلي الجبل وقاتلوا العدو ، فنصرهم الله تعالي ... فتلك كرامة لعمرأن رأى من تلك المسافة ، كذلك لسارية ، حينما سمع من المسافة نفسها . ( 2 ) وروي أن عبد الله بن شقيق ، كان إذا مرّت عليه سحابة يقول لها: أقسمت عليك بالله إلاّ أمطرت ، فتمطر في الحال .. رابعاً : المعونة ومن الأمور الخارقة للعادة أيضاً : المعونة فهناك أمر قد لا يظن الإنسان الصالح وجوده أو حدوثه ، ثُم يقع له حسب رغبته أو حسب ما ينجيه ، كمن كان في صحراء وظهر له الأسد ، فوجد شجرة في مكان لا توجد في مثله الأشجار فتسلقها ونجى من الأسد ... خامساً : الإهانة ومن الأمور الخارقة للعادة ( الإهانة ) أعاذنا الله من كل سوء وهى : أمر خارق يظهره الله على يد كاذب يدعي النبوة على عكس مراده ، كما وقع لمسيلمة الكذاب ، عندما تفل في عين رجل أعور ، لتصُح العين المريضة فعميت الاثنتان ، أخزاه الله ولعنه .... سادساً :الاستدراج والاستدراج هو: أمر خارق للعادة ،يظهره الله على يد مدعي الألوهية ، كما يقع للمسيح الدجال ( خيبه الله) عندما يقتل شخصاً ثُمّ يحيه ، ليفتن به غيره ، ثُمّ يأخذه الله أخذ عزيز مقتدر .. بيان بعض معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، وآياته الدالة على صدقه ومن هنا نأتي لنوضح بعض معجزات الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وبيان آياته الدالة على صدقه . والشاهدة على ما أُمر به من قِبل الله سبحانه وتعالي ، أن يفعله . إن من شاهد أحوال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأصغى إلي سماع أخباره المشتملة على أخلاقه وأفعاله وأحواله ، وعاداته وسجاياه ، وسياسته لأصناف الخلق ، وهدايته إلي ضبطهم ، وتألفه أصناف الخلق ، وقيادته إليهم إلي الهداية وإلي الطاعة ، مع ما يحكى من عجائب أجوبته في مضايق الأسئلة ، وبدائع تدابيره في مصالح الخلق، ومحاسن إشارته في تفصيل ظاهرا لشرع ، الذي يعجز الفقهاء والعقلاء عن إدراك أوائل دقائقها في طويل أعمارهم لم يبقي له ريب ولا شك ف أن ذلك لم يكن مكتسباً بحيلة تقوم بها القوة البشرية . بل لا يتصور ذلك إلا بالاستمداد من تأييد سماوي وقوة إلهية ، وأن ذلك كله لا يتصور لكذاب ، ولا مُبلس ، بل كانت شمائله وأحواله شواهد قاطعة بصدقه ، حتى إن العربي القح ( الخالص ) كان يراه فيقول : والله ما هذا وجه كذاب ....!!! فكان يشهد له بالصدق بمجرد رؤية شمائله فكيف من شاهد أخلاقه ، ومارس أحواله في جميع مصادره وموارده ( صلي الله عليه وسلم ) ، فهذا رجل أُميّ ُ لم يمارس العلم ، ولم يطالع الكتب ، ولم يسافر قط في طلب علم ، ولم يزل بين أظهر الجبال من الأعراب يتيماً ضعيفاً مستضعفاً . فمن أين حصل له محاسن الأخلاق والآداب والعلم بمعرفة الله تعالي وملائكته وكتبه ، إلاّ أن يكون الذي علمّه هو الله سبحانه وتعالي ، وأعطاه من منهله حيث قال: ( علمّهُ شديد القُوَى ) ، وقال ( وإنَّك لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم ) ... ولنبدأ بأعظم معجزاته على الإطلاق ، وهى القرآن الكريم ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه ، تنزيل من حكيم حميد الي هنا نتوقف قليلاً اخوتي الكرام ولنواصل في الجزء القادم باذن الله استكمال المعجزات الخاصة بالحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم والي ذلك الوقت استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 5:58 pm | |
| سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السابع ..ج7 الاخوة الاعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتقبل الله صيامنا وكافة اعمالنا الصالحة نواصل استكمال الفصول الاخيرة من حياته صلي الله عليه وسلم والتعرف علي مقنتياته ومعرفة معجزاته التي ابهرت من كانوا حوله...... وسيكون هذا في الجزء السابع من الفصل السابع وكالمعتاد ودائما نقول ونبتديء حديثنا بسم الله الرحمن الرحيم...... فصليّ الله عليك يا رسول الله صلاة دائمة بدوام مُلك الله ..........أمّا وبعد أن انتهت سيرته ( صلي الله عليه وسلم ) ، الفعلية الشخصية التاريخية ، وأقصد هنا بالتاريخية ، وهو السرد التاريخي بوقائعه وأحداثه وشخصياته ، وجب أن ندخل مدخلاً آخر لسيرة الحبيب المصطفي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، ونقف وقفة ونذكر بعض الأحداث والأمور التي مرت في حياته ( صلي الله عليه وسلم ) ،ولو بشيء من التفصيل ، لتزداد الفائدة ولتُتم الأحاطه بشخصيته ( صلي الله عليه وسلم ) ، من كل جانب ، لمعرفة أكثر عن هذا الرجل العظيم ، الذي يستحق بالفعل كلمة عظيم ، من ن حصل له محاسن الأخلاق والآداب والعلم بمعرفة الله تعالي وملائكته وكتبه ، إلاّ أن يكون الذي علمّه هو الله سبحانه وتعالي ، وأعطاه من منهله حيث قال: ( علمّهُ شديد القُوَى ) ، وقال ( وإنَّك لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم ) ... ولنبدأ بأعظم معجزاته على الإطلاق ، وهى القرآن الكريم ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه ، تنزيل من حكيم حميد ( 1 ) معجزة القرآن الكريم وهي المعجزة الكبرى له ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن المعجزة الكبرى الباقية بين الخلق هي القرآن الكريم ، وليس لنبي معجزة باقية سواه إذ تحدي بها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بلغاء الخلق وفصحاء العرب ، وجزيرة العرب حينئذ مملؤة بالآف منهم ، والفصاحة صنعتهم ، وبها منافستهم ، وبها سوقهم ، فكان ينادي بين أظهرهم أن يأتوا بمثله أو بعشر سور مثله ، أو بسورة من مثله إن شكوا فيه حيث قال تعالي: ( قٌلْ لَّئِن اجْتَمَعْتِ الإنس والْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرآْن لا يَأْتُون بِمِثِلِهِ وَلَوْ كَاَنَ بعِضُهُم لِبعْضٍ ظَهيراً .... ) ، وقال تعالي ذلك تعجيزاً لهم وليتحداهم ومعهم الجن ، لأن العرب قديماً عندما يظهر فيهم خطيب أو بليغ أو فصيح ،
يقولون إنّ له شيطاناً يوحي إليه ، لهذا جاء القرآن ليتحدى ، ثُمّ إنه قلل من مثله لعشر سور ، فيقول تعالي : ( أمْ يَقُولُونَ أفْتَرَاه قُلْ فأتوُا بِعَشْرِ سُورٍ مّثلْهِ مُفْتَرَيَاتٍ .... ) ، ثُمّ تحداهم بأن يأتوا بسورة من مثله : ( وإن كُنُتْم فيِ رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدَنا فأْتُوا بِسورةٍ مّن مّثلِهِ ... ) .. وذلك ثقة من المتحدي سبحانه وتعالي ، بأن الكفار لن يأتوا بمثله أبداً ، وتحديه أيضاً في أنه ( صلي الله عليه وسلم ) ، كان أُمياً ولم يكتب ولم يقرأ في حياته ، حيث قال تعالي: ( وَمَكُنْتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ ولاَ تَخُطُّهُ بِيَمينِك إذاً لأَّرتْابَ الْمُبْطِلُونَ .... ) ،..... وبالرغم من أن قريش كانت هي من أهل البلاغة والفصاحة والخطابة ، على الرغم من ذلك ، فالتحدي أصبح في عُقر دارهم ، وعلى الرغم من ذلك لم يستطيعوا أن يأتوا ولو بآية مثله ، فكان عجزهم دليل صحة نبوته ، وحجة واضحة على رسالته ، وقد ورد بعجز المشركين ، وكانوا من أهل الفصاحة والبلاغة وإقرارهم بإعجازه فمنها: ما روى عن محمد بن كعب أنه قال: حدثت أن عتبة بن ربيعة ، قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش : ألا أقوم إلي هذا فأعرض عليه أموراً لعله يقبل منا بعضها ويكف عنّا ...؟ فقالوا : بلى ، يأبا الوليد ، فقام عتبة حتى جلس إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلمّا فرغ عتبة من الأمر الذي جاء من أجله ، قال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( هل فرغت يا أبا الوليد ...؟ ) ... فقال: نعم ، قال: ( فأسمع مني ) ، قال:أفعل . فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( بسم الله الرحمن الرحيم ( حَم * تنزِلُ مِن الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ..) حتى بلغ ( قرآناً عربياً ) فقال الوليد : والله إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمغدق ، وإن أسفله لمثمر ، وأنه ليس من قول البشر ..... أمّا وجوه إعجاز القرآن الكريم هي: ( 1 ) إن وجه الأعجاز هو الإيجاز والبلاغة ، كقوله ( وَلَكُمْ في الْقِصاصٍ حياة ..... ) فجمع في كلمتين عدد حروفها عشره أحرف معاني كلام كثير ، وحكى أبو عبيد : أن إعرابياً سمع رجلاً يقرأ قوله تعالي: ( فأصْدع بِما تُؤْمَرُ .... ) فسجد ، وقال سجدت لفصاحة هذا الكلام ، وكان أولى به أن يسجد لقائله جل جلاله ، وحكى الأصمعي: أنه رأى جارية خماسية أو سداسية ( أي عمرها ما بين الخمسة أو الستة سنوات ) وهى تقول : أستغفر الله من ذنوبي كلها، فقلت لها : مما تستغفرين ولم يجرى عليك قلم ...؟ فقالت: أستغفر الله لذنبي كله=====قتلت إنساناً بغير حله مثل غزال ناعم في= دله====أنتصف الليل ولم أصله فقلت لها: قاتلك الله ما أفصحك ، فقالت: أو تعد ذلك فصاحة بعد قوله تعالي: ( وَأَوْحَيْنَا إِلى أُّمِ مُوسَى أّنْ أَرضِعِهِ فإذَا خِفتِ عَلَيهِ فألْقِيِهِ في الْيمّ ولا تَخَافِي إنَّا رادُّوهُ إلٌيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرسْلَيِنَ .... ) فجمع الله في آية واحدة بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين ..... ( 2 ) أن أعجازه هو الوصف الذي صار به خارجاً عن جنس كلام العرب من النظم والنثر والخطب والشعر والرجز والسجع ، فلا يدخل في شيء منها ولا يختلط بها كون ألفاظه وحروفه من جنس كلامهم ... ( 3 ) أن قارئه لا يمله ، وسامعه لا يمجه ، بل الاستمرار في تلاوته يزيده حلاوة ، ولهذا وصف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، القرآن الكريم بأنه ( لا يبلى ) على كثرة الرد ، وهو الذي لم تنته الجن حين سمعته أن قالوا : ( إنَّا سمِعْنَا قُرآناّ عَجَبَاً يَهْدى إلى الرُّشدْ فآمَنَّا بِهِ ..) ( 4 ) ما فيه من أخبار بما كان ، مما علموه وما لم يعلموه ، فإذا سألوا عنه عرفوا صحته ، وتحقق صدقه ، كالذي حكاه من قصة أهل الكهف ، وشأن موسى والخضر ( عليهما السلام )، وحال ذي القرنين ، وقصص الأنبياء مع أُممها والقرون الماضية ، مع أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم)( 5 ) أن وجه إعجازه هو ما فيه من علم الغيب والأخبار ، بما يكون فيوجد على صدقه وصحته ، مثل قوله تعالي : ( قُلْ إن كَانَتْ لَكُمْ الدَارُ الآخِرة عِندَ الله خَالِصَةً مّنِ دُونِ النّاسِ فَتَمَنّواُ الْمَوتَ إن كُنتُمْ صَادِقِنَ ... ) ثُمّ قال: ( وَلن يَتَمَنَّوه أَبَداً بِمَا قّدَّمَتْ أيْديهم ...) وتعقب بأن الغيوب التى أشتمل عيها القرآن الكريم وقع بعضها في زمنه ( صلي الله عليه وسلم ) ، كقوله تعالي : ( إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبيناً ... ) وقد قال المنافقون حين ضلت ناقة رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في غزوة تبوك : هو لا يعلم خبر موضع ناقته ، فكيف يعلم خبر السماء ...؟ فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، إذا بلغه قولهم : ( إني لا أعلم إلا ما علمني الله ، وقد أعلمني بمكانها ، ودلّني عليها ، وهي في الوادي في شِعب كذا ... وكذا ... حبستها شجرة ، فانطلقوا حتى تأتوني بها .... ) فانطلقوا ، فجاءوا وكان الذي جاء بها من الشَّعب الحارث بن خزيمة ، حيث وجد زمامها قد تعلق بشجرة ..... وبعض الأمور الغيبية أتت بعد مدة كقوله تعالي: ( الم * غُلِبَتْ الرُّومُ * في أَدْنى الأرض وَعُمْ من بعد غَلَبِهِم سيغْلُبونَ * في بِضْع سنين ... ) فأين للرسول الكريم علم الغيب إذا لم يُعلمه الله تعالي به ، فلو كان كما قالوا لنازعوا وقع المتوقع ،وبأن الأخبار عن الغيب جاء في بعض سور القرآن ، وأكتفي منهم بمعارضة سور غير معينة....( 6 ) أنه جامع لعلوم كثيرة ، لم تتعاط العرب فيها الكلام ولا يحيط بها من علماء الأمم واحد منهم ، ولا يشتمل عليها كتاب بين الله فيه ( القرآن ) خبر الأولين وثواب المطيعين ، وعِقاب العاصين ،حيث ذكر القرآن الكريم شيئاً لم يكن ليخطر على بال أحد منذ خمسة عشر قرناً ولم يعرف إلا أوائل القرن العشرين ، وهى بصمات الأصابع ، حيث يقول تعالي: ( أيَحْسب الإنسَانُ أَن لَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادرِينَ عَلَىَ أَّن نُّسويّ بَنَانهُ)... وإذ عرفت أن البنان هو طرف الإصبع الذي تأخذ به البصمات وإن ملايين الملايين منذ خلق الله آدم وإلي اليوم وغد لا تتفق بصمة شخص مع بصمة آخر ، فمن هنا عُلم أن قدرة الله تعالي ، وأن القرآن الكريم المنّزّل من الله رب العالمين على قلب محمد الأمين هو الحق ، وأن الإسلام حق وأن نبيه حق لا ريب فيه .. فكل هذه الأوجه ، يصح أن يكون كل واحد منها إعجازاً ، فإذا جمعها القرآن فليس اختصاص أحدها بأن يكون معجزاً ، بأولى من غيره ، فيكون الإعجاز يجميعها . روى عبد الله بن مسعود ( رضي الله عنه ) قال: قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( كان كتاب الأول من باب واحد على وجه واحد ، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف ،زاجر وآمر وحلال وحرام ، ومحكوم ومتشابه ، وأمثال ، فأحلوا حلاله وحرّموا حرامه ، وافعلوا ما أُمرتم وأنتهوا عما نهيتم ، وأعتبروا بأمثاله ، وأعملوا بمحكمه ، وآمنوا بمتشابهه ، وقولوا آمنا به كل من عند ربنا .... ) ... ( 2 ) من معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ،خوف ألد أعدائه منه حيث قدم رجل من قبيلة إراش ، بإبل له بمكة ، فأبتاعهما منه أبو جهل ، فماطله بأثمانها ، فأقبل عليه حتى وقف على نادٍ لقريش ورسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،في ناحية المسجد جالس ، فقال : يا معشر قريش من رجل يؤديني على أبي الحكم بن هشام ( أبو جهل ) فأني رجل غريب ، إبن سبيل ، وقد غلبني على حقي...؟ فقال له أهل ذلك المجلس : أترى ذلك الرجل الجالس ( رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،) أذهب إليه فإنه يؤديك حقك من أبو الحكم ...!!! وهم في الحقيقة يستهزئون ، لما يعلمون من العداوة بين أبو الحكم والرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأقبل الإراشي حتى وقف على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقال له : يا عبد الله ، إنا أبا الحكم بن هشام قد غلبني على حق لي قِبلِه ، وأنا رجل غريب أبن سبيل ، وقد سألت هؤلاء القوم عن رجل يؤديني عليه يأخذ عليه لي حقي منه ، فأشاروا لي إليك ، فخذ لي حقي منه يرحمك الله . قال: فأنطلق إليه ،وقام معه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلما رأوه قالوا لرجل ممن معهم : أتبعه فأنظر ماذا يصنع ...؟ وخرج رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى جاء فضرب على أبا الحكم بابه ، فقال أبا الحكم : من هذا ..؟ قال: ( محمد ، فأخرج إليَّ ) . فخرج إليه وما في وجهه من رائحة ( روح ) وقد إنتقع لونه ( تغير ) فقال: (أعط هذا الرجل حقه ) . فقال أبا الحكم ( أبو جهل ) : نعم ، ولا تبرج حتى أعطيه الذي له ، فدخل ، وخرج إليه ، ثُم أنصرف رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقال لللأراشي : ( الحق بشأنك ) ، فأقبل الإراشي حتى وقف على ذلك المجلس وقال: جزاه الله خيراً ، وقد والله قد أخذ حقي ...!!!!! وعندما جاء الرجل الذي بعثوه معهم ، ليرى ما يصنع ، سألوه وقالوا : ويحك ماذا رأيت ..؟ فقال: عجباً من العجب ، والله ماهو إلاّ أن ضرب عليه بابه ، فخرج عليه وما معه روح ، فقال له : ( أعط هذا حقه ) ...، فقال: نعم ، لا تبرح حتى أخرج إليه ماله.. وبعد لحظات أتي أبو جهل ، فسألوه وقالوا له : ويلك مالك ..؟ والله ما رأينا ما صنعت قط ، فقال: ويحكم والله ماهو إلا أن ضرب علىّ بابي ، وسمعت صوته ،فملئت رعباً ثُمّ خرجت إليه وإن فوق رأسه لفحلاً من الأبل ، ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ( أصل عنقه ) ولا أنيابه لفحل قط ، ووالله لو أبيت لأكلني ...!!!!! ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( 3) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ،انشقاق القمر إنا واقعة انشقاق القمر ، حدثت قبل الهجرة بخمس سنين ، وقد حدّثّ بها القرآن الكريم ، حيث قال تعالي : ( أقْتَرَبَتْ السَّاعةُ وأنشّقَّ القمرُ * وَإن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا ويقولوا سِحر ٌ مُّسْتَمِر .... ) وقد تحدث بها الكثيرين ، مثل أنس بن مالك أنه قال: سئل أهل مكة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أن يريهم آية ، دالة على نبوته ، فأراهم انشقاق القمر ، شقتين ، حتى رأوا حراء بينهما .. وعن عبد الله بن مسعود أنه قال: أنشق القمر على عهد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال الكفار : هذا سحر أبن أبي كبشة ( حيث كان يُلقب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بهذا اللقب ، ( لأنه رضع في بني سعد ، وزوج حليمة السعدية ، أبو كبشة ...) ، ثُمّ قالوا : أنظروا ما يأتيكم السفّار ( المسافرين ) فأنه لا يستطيع أن يسحر أعين الناس كلهم ، فلمّا وصلوا السفّار ، سألوهم عن أمر عجيب ، فقالوا لهم : نعم رأينا القمر مُنشق إلي قطعتين ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( 4 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) تنبأه بموت كسرى أنو شروان ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، ما ظهر فيما كتب كسرى إلي باذان ( ملك اليمن ) أنه بلغني أن رجلاً من قريش خرج بمكة يزعم أنه نبي ، فسر إليه فأستتبه ، فأن تاب والاّ فأبعث إليَّ برأسه ن فبعث باذان بكتاب كسرى إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فكتب إليه النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( أن الله قد وعدني أن يُقتل كسرى في يوم كذا من شهر كذا... ) فلما أتى باذان توقف لينظر وقال : إن كان نبياً فسيكون ما قال ، فقُتل كسرى في اليوم الذي جدده الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ومن قتله ..؟ فقد قُتل على يد أبنه شيرويه في ليلة الثلاثاء لعشر من جمادي الأولى سنة سبع من الهجرة ..... ( 5 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) حماية الله له من شيبة بن عثمان قال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة : اليوم أدرك ثأري ( وذلك في غزوة حنين ، حيث قُتل أبوه يوم أُحد ) اليوم أقتل محمداً ، فأردت أن أهجم على محمد لأقتله ، فأقبل شيء حتى تغشي فؤادي فلم أطق ذالك . وعلمت بأنه ممنوع مني، فقيل أن الحائل بينه وبين الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ،خندق من نار وسور من حديد ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( 6 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) إخباره بما حدث في غزوة مؤته فلمّا أصيب القوم في غزوة مؤته ، قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( أخذ الراية زيد بن حارثة ، فقاتل بها حتى قُتل شهيداً ، ثُمّ أخذها جعفر فقاتل بها حتى قُتل شهيداً .. ) ثم صمت ، حتى تغيرت وجوه الأنصار ، وظنوا أنه قد كان في عبد الله بن رواحة ، بعض ما يكرهون ، ثم قال: ( ثم أخذها عبد الله بن رواحة ، فقاتل بها حتى قُتل شهيداً .. ) ثم قال: ( لقد رُفعوا إلي الجنة فيما يرى النائم على سرير من ذهب ، فرأيت في سرير عبد الله بن رواحة أزوراراً ( ميلاً ) عن سريري صاحبيه، فقلت عمّا هذا ...؟ فقيل لي : مضيا وتردد عبد الله بعض التردد ثم مضى ... ) ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( 7 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) صرعه أقوى الرجال وغلبته كان ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف أشد قريش ، فخلا يوماً برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في بعض شعاب مكة . فقال له رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( يا ركانة ألا تتقي الله وتقبل ما أدعوك إليه ..؟ ) فقال: إني لو أعلم أن الذي تقول حق لأتبعتك . فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( أفرأيت إن صرعتك أتعلم أن ما أقوله حق ..؟ ) فقال له : نعم ، فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( قُم حتى أُصارعك ... ) فقام إليه ركانة يصارعه ، فلما بطش به رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،أضجعه وهو لا يملك من نفسه شيئاً ، ثُم قال : عُد يا محمد ، فعاد فصرعه مرة أُخرى ، فقال: يا محمد والله إن هذا للعجب أتصرعني...؟ فقال له رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( وأعجب من ذلك إن شئت أن أُريكه إن أتقيت الله وأتبعت أمري ) فقال له : وما هو ..؟ فقال: ( أدعو لك هذه الشجرة التي ترى فتأتيني .. ) فقال له : فأدعها ، فدعاها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،حتى وقفت بين يديه ، ثُمّ قال لها إرجعي إلي مكانك ) .... فرجعت ، فذهب أبا ركانة إلي قومه فقال لهم : يابني عبد مناف ساحروا بصاحبكم أهل الأرض ، فو الله ما رأيت أسحر منه قط ، ثُمّ أخبرهم بالذي رأى والذي صنع ....... ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( 8 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) إنزال المطر بدعائه عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) أنه قال: أصاب الناس ( جدب ) على عهد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فينما كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يخطب في يوم الجمعة ، قام إعرابي فقال: يا رسول الله ، هلك المال وجاع العيال ، فأدعو الله لنا ، فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة ( قطعة سحاب ) فو الذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال . ثُمّ لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته الشريفة ، فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد ومن بعد الغد ، حتى يوم الجمعة الأخرى ، وقام ذلك الأعرابي أو غيره وقال: يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال ، فأدع الله لنا ، فرفع يديه وقال: ( اللهم حوالينا ولا علينا )... فما يشير إلي الناحية من السحاب إلاّ أنفرجت ، وصارت المدينة مثل الجوبة ( الحفرة المستديرة الواسعة ) ، وسال الوادي قناة شهراً ، ولم يجيء أحداً من ناحية الاّ حدث بالجود ( المطر الواسع الغزير ) ، وفي رواية أُخرى قال: ( اللهم حوالينا ولا علينا على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر ... ) فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس.... وعن عبد الله بن عباس أنه قيل لعمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : حدثنا عن ساعة العُسرة ، فقال عمر: خرجنا إلي تبوك في قيظ شديد ، فنزلنا منزلاً أصابنا فيه العطش ، ظننا أن رقابنا ستنقطع ، حتى إن كان الرجل لذهب يلتمس الرجل فلا يرجع ، حتى يظن أن رقبته ستنقطع ، حتى إن كان الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقى على كبده ، فقال أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) : يا رسول الله أن الله قد عودك في الدعاء خيراً ، فأدع الله لنا ، فقال: ( أتحبون ذلك ...؟ ) . قال: نعم ، فرفع يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأنسكبت فملؤوا ما معهم من آنية ، ثّم ذهبنا ننظر فلم نجدها تجاوز العسكر .... ( 9 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) علمه من الغيب ما علمّهُ الله قال المنافقون حين ضلت ناقة رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في غزوة تبوك : هو لا يعلم خبر موضع ناقته ، فكيف يعلم خبر السماء ...؟ فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( إني لا أعلم إلا ما علمني الله ، وقد أعلمني بمكانها ، وداني عليها ، وهى في الوادي في شِعب كذا ، حبستها شجرة ، فانطلقوا فأتوني بها ... ) . فجاءوا بها وكان الذي حبسها ، وجدوا زِمامها قد تعلق بشجرة ، كما قال لهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،......... ( 10 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) استجابة دعائه ( صلي الله عليه وسلم ) ( 1 ) وهذا نوع أخر من معجزات الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو استجابة دعائه ، ونقدم هنا بعض الحالات التي استجاب الله تعالي فيها دعائه ( صلي الله عليه وسلم ) ،.... فقد دعا ( صلي الله عليه وسلم ) ،لأنس بن مالك فقال له : ( اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته ... ) وأخرج أبن سعد عن أنس أنه قال: دعا النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، لي قائلاً: ( اللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره ..) فقد دفنت من صلبي مائة وأثنين ، وإن ثمرتي لتحمل في السنة مرتين ، ولقد بقيت حتى سئمت الحياة ، وفي الصحيح: إن أنساً كان في الهجرة أبن تسع سنين ، وقد قال أبن قتيبة في ( المعارف ) : كان بالبصرة ثلاث ما ماتوا حتى رأى كل واحد منهم من ولده مائة ولد لصلبه وهم: ( أ ) أبو بكرة ( ب ) وخليفة بن بدر ( ج ) وأنس بن مالك ( د ) المهلب بن أبي صفرة وكانت وفاته سنة إحدى وتسعين فيما قيل ، وأمّا كثرة ولده ، فروى مسلم حيث قال أنس: فو الله إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي ليعّادون على نحو المائة اليوم وأرجو الدعوة الرابعة وهي ( المغفرة ) . ( 2 ) وأرسل ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي علي يوم خيبر ، وكان أرمد ، فتفل في عينه وقال: ( اللهم أذهب عنه الحر والبرد .. ) فقال علي: فما وجدت حراً ولا برداً منذ ذلك اليوم ولا رمدت عيني .. ( 3 ) وقد دعا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لأبن عباس وقال له : ( اللهم فقهه في الدين ، اللهم أعط أبن عباس الحكمة وعلمه التأويل ) ، وفي رواية أُخرى : ( اللهم علمه الكتاب ) . ( 4 ) وقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، للنابغة الجعدي لمّا سمعه يقول: ولا خير في حلم إذا لم يكن له-----بوادر تحمى صفوه أن يكدرا ولا خير في علم إذا لم يكن له-----حكيم إذا ما أراد الأمر أصدرا قال له: ( لا يفضض الله فاك...) أي لا يسقط الله أسنانك ، فأتى عليه أكثر من مائة سنة وما ذهب له سن .... ( 5 ) وحدث أن سقى عمر بن أبن أحطب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ماءً في قدح من قوارير ، فرأى فيه شعرة بيضاء فأخذها ، فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، اللهم جَمَلَّه )... فبلغ ثلاث وتسعون سنة وما في لحيته ورأسه شعرة بيضاء ..... ( 6 ) وقال ( صلي الله عليه وسلم ) لسعد أبن وقاص : ( اللهم أجب دعوته ) ، فكان سعد مجاب الدعاء . ( 7 ) وقال ( صلي الله عليه وسلم ) ،لأبن الحمق الخز اعي ، وقد سقاه: ( اللهم متعه بشبابه ) فمرت عليه ثمانون سنة ولم ير شعرة بيضاء ......... ( 8 ) ولمّا تلا ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( والنَّجْم إِذّا هّوّى ..) قال عتيبة بن أبي لهب : كفرت برب النجم ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( اللهم سلط عليه كلباً من كلابك ..) . فخرج عتيبة مع أصحابه في عير إلي الشام ، حتى إذا كانوا بالشام زأر أسد ، فجعلت فرائصه ترتعد فقيل له : من أي شيء ترتعد..؟ فوالله ما نحن وأنت في هذا إلاّ سواء ، فقال: إن محمد دعا عليَّ ، ولا واله ما أظلت هذه السماء من ذي لهجة أصدق من محمد ، ثُمّ وضعوا العشاء ، فلم يدخل يديه فيه حتى جاء النوم ، فأحاطوا به وأحاطوا أنفسهم بمتاعهم ، ووسطوه بينهم وناموا ، فجاء الأسد يستنشق رؤوسهم رجلاً رجلاً حتى أنتهي إليه فمضغه مضغة فتمالك نفسه وقال : ألم أقل لكم إن محمد اً أصدق الناس ، ومات ..... ( 9 ) وعن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) أنه سأل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن يدعوا لأنه أن يهديها الله ، فدعا لها ، فرجع أبو هريرة إلي البيت ، فوجد أمه تغتسل خلف الباب ، ففرح أبو هريرة وأحتضنها وبكي ، ثُمّ ذهب فأعلم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وسأله أن لهما أن يحببهما الله إلي عباده المؤمنين ، فدعا لهما ، فحصل ذلك ، قال أبو هريرة : فليس مؤمن ولا مؤمنة إلاّ وهو يحبنا...... ( 10 ) وقد حدث أن بعث الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه إلي اليمن قاضياً فقال له: يا رسول الله لا علم لي بالقضاء ...!! فقال له: ( أدن مني .. ) فدنا منه وضرب بيده على صدره وقال له : ( اللهم أهد قلبه وثبت لسانه ..) .فقال علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) : فو الله ما شككت في قضاء بين أثنين ....... ( 11 ) من معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، نبع الماء من بين أصابعه الشريفة ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال القرطبي: إن نبع الماء الطهور من بين أصابعه الشريفة ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو أشرف المياه ، فقد تكررت منه ( صلي الله عليه وسلم ) ، في عدة مواطن في مشاهد عظيمة ووردت من طرق كثيرة يفيد مجموعها العلم القطعي المستفاد منه وقد نقل بعض العلماء ، بأن نبع الماء من بين أصابعه الشريفة ، أبلغ في المعجزة من نبع الماء من الحجر حيث ضربه موسى بالعصا فتفجرت منه المياه، لان خروج الماء الحجارة من الأمور المعهودة ، بخلاف خروج المياه من بين اللحم والدم، فقد روى أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) : قال : رأيت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وحانت صلاة العصر ، وألتمس الناس الوضوء ، فلم يجدوه ، فأتى رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بوضوء فوضع يده في ذلك الإناء فأمر الناس أن يتوضئوا منه .. فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه ، فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم ، حيت كانوا ثمانين رجلاً ، وفي لفظ له : فجعل الماء ينبع من بين أصابعه وأطراف أصابعه ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى توضأ القوم : فقلنا لأنس كم كنتم ..؟ فقال: ثلاثمائة . ( صلي الله عليه وسلم ) ( 12 )ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، نبع الماء من بين أصابعه ، أيضاً في غزوة تبوك وفي موقف آخر لنبع الماء في حديث عن أنس ( رضي الله عنه ) أخرجه البخاري ، أنه قال: كنت مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في غزوة تبوك ، فقال المسلمون : يا رسول الله ، عطشت دوابنا وإبلنا ، فقال : ( هل من فضله ماء ... ؟ ) فجاء رجل في شن بشيء من ماء ، فقال له : ( هاتوا إناء ) ، فصب الماء ، ثُم وضع راحته ( كفه ) ( صلي الله عليه وسلم ) ، في الماء .. فقال أنس : فرأيتها تخلل عيوناً بين أصابعه ، فسقينا إبلنا ودوابنا وتزودنا ... ثُمّ قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( هل أكتفيتم ...؟ )فقالوا : نعم ، أكتفينا يا نبي الله ، فرفع يده ، فأرتفع الماء ... ( 13 ) من معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، نبع الماء في الحديبية وعن جابر ( رضي الله عنه ) قال: عطش الناس يوم الحديبية وكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بين يديه ركوة يتوضأ منها ، وجهش الناس نحوه ، فقال: ( ما بكم ..؟ ) فقالوا: يا رسول الله ، ما عندنا ماء نتوضأ به ولا نشربه إلاّ بين يديك ، فوضع يده الشريفة في الركوة ، فجعل الماء يفور من بين أصابعه ، كأمثال العيون ، فشربنا وتوضأنا ، فسألت وقلت: كم كنتم...؟ فقالوا لو كما مائة ألف لكفانا ،كنا خمسة عشرة مائة ( ألف وخمسمائة ) ، وفي نفس الغزوة ( غزوة الحديبية ) ، في حديث لميسور بن مخرمة ومروان بن الحكم: أنهم نزلوا بأقصى الحديبية على ثمد ( مكان إجتماع الماء ) قليل الماء ، فلم يلبث الناس حتى نزحوه وشكي إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، العطش ، فأنتزع سهماً من كنانته ، ثُمّ أمرهم أن يجعلوه فيه ، فو الله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه ، ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( 14 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، إنقياد الشجر له ( صلي الله عليه وسلم ) ، ذات يوم أراد النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن يقضي حاجته ، فنظر فلم ير شيئاً يستتر به ، فإذا بشجرتين بشاطيء الوادي ، فأنطلق إلي أحدهما فأخذ بغصن من أغصانها وقال لها: ( أنقادى علىّ بإذن الله ) ، فأنقادت عليه كالبعير يمشي خلف قائده، ثُمّ فعل بالثانية ما فعل بالأولى حتى كان بالمنتصف، فقال لهما: ( التئما عليَّ بأذن الله ) ، فألتئمتا عليه ، فلما فرغ من قضاء حاجته أمرهما فعادت كل واحدة مكانها..... وعن عبد الله بن عمر ( رضي الله عنهما ) قال: كنا مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فدنا منه إعرابي فقال له : ( أين تريد ..؟ ) فقال الأعرابي: ذاهب إلي أهلي ، فقال النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( هل لك في خير من ذلك ..؟ ) فقال الأعرابي : وما هو ..؟ فقال: ( تشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمد رسول الله ) فقال الأعرابي : ومن يشهد لك يا محمد ...؟ فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( هذه الشجرة التي بالشاطىء الوادي ، فأدعها فإنها تجيبك ، وقل لها : رسول الله يدعوك ) فذهب الأعرابي للشجرة فقال: رسول الله يدعوك ، فمالت الشجرة يميناً وشمالاً ومن أمامها ومن خلفها حتى تقطعت عروقها وأقبلت تخد الأرض خداً تجر عروقها حتى وقفت بين يدي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقالت : السلام عليك يا رسول الله ، فردّ عليها السلام ، وأستشهد ها، فشهدت شهادة الحق وقالت : أشهد أن لاإله إلاّ الله وأشهد أنك رسول الله ، ثُمّ رجعت إلي مكانها ، فقال الأعرابي وأنا أشهد أن لاإله إلاّ الله وأنك رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ..... ( 15 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، تكثير الطعام في مواضع كثيرة ( 1 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، تكثير الطعام ببركته ودعائه ، فقد روى في ذلك عدة أحاديث منها، عن جابر ( رضي الله عنه ) أنه قال ونحن في غزوة الخندق : فانكفأت على أمراتي فقلت لها : هل عندك شيء فإني رأيت بالنبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،خصماً شديداً فأخرجت جراباً فيه صاع من شعير ولنا بُهيمة داجن ، فذبحتها وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة ، ثُمّ جئت النبي( صلي الله عليه وسلم ) ، فساورته ، فقلت : يا رسول الله ، ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعاً من الشعير ، فتعالي أنت ونفر معك ، فما كان من النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن صاح وقال: ( يا أهل الخندق إن جابر صنع لنا سؤراً ( وليمة ) فحي هلا بكم .. ) ثمّ قال لجابر : ( لاتنزلن برمتكم ، ولا تخبُزن عجينتكم حتى أجيء برجال ... ) ، فأخرجت له عجيناً فبصق فيه وباركه ثُمّ قال: ( أدع خابزة فلتخبز معك وأقدحي من برمتكم ولا تنزلوها ..) فدخلوا أصاحب الخندق حتى قارب عددهم قرابة ألف ، فلقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا ، وإن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو ، ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( 2 ) وعن أنس ( رضي الله عنه ) قال: قال أبو طلحة لأم سليم لقد سمعت صوت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ضعيفاً ، أعرف فيه الجوع ، فهل عندك شيء ..؟ فقالت : نعم ، فأخرجت أقراصاً من شعير ، ثُمّ أخرجت خماراً ، فلففت الخبز ببعضه ثُمّ دسسته تحت يدي ، ثُمّ أرسلتني إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فذهبت به إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،في المسجد ومعه الناس ، فسلمت عليه ، فقال لي : ( أرسلك أبو طلحة ..؟) ، فقلت: نعم ،فقال الطعام ..؟ ) فقلت: نعم ، فقال لمن معه : ( قوموا.. ) ، فأنطلق وانطلقت بين أيديهم ، حتى جئت أبا طلحة فأخبرته ، فقال أبو طلحة : يا أُم سليم قد جاء رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بالناس وليس عندنا شيء نقدمه لهم ، فقالت: الله ورسوله أعلم ، فأنطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو في طريقه لبيت أبو طلحة ، فدخلوا للبيت ، وقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لأم سليم : ( هلمي يا أُم سليم ما عندك ) ، فأتت بذلك الخبز ، فأمر به رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ، ففُتت ، وعصرت عليه أُم سليم عكة فأدمته . قال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ) ،لأبو طلحة : ( إئذن لعشرة )، فأذِن لهم ، فأكلوا حتى شبعوا ثُمّ خرجوا ، ثُمّ قال أِئذن لعشرة ) فدخلوا فأكلوا حتى شبعوا ،والقوم سبعون أو ثمانون رجلاً ...... ( 3 ) وعن أبو هريرة ( رضي الله عنه ) : لمّا كنا في غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة ، فقال عمر ( رضي الله عنه ) : يا رسول الله ، أدعهم بفضل ازو ادهم ، فجعل الرجل يجيء بكف ذرة ، ويجيء الأخر بكسرة حتى أجتمع على النطع شيء يسير ، فدعا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بالبركة ثُمّ قال: ( خذوا في أوعيتكم) ، فأخذوا في أوعيتهم ن حتى ما تركوا في المعسكر وعاء إلاّ ملؤوه ، فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضله ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( أشهد أن لا إله إلاّ الله وأني رسول الله ، لا يلقي بهما عبد غير شاك ، فيحجز عن الجنة ... ) ، ( صلي الله عليه وسلم ) ،( 4 ) وعن أبي العلاء سمرة بن جُندب أنه قال: كنا مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، نتداول من قصعة من غدوة حتى الليل ن فيقوم عشرة ويقعد عشرة رجال ، فقلنا فما كانت تمد..؟ فقال: ( من أي شيء تعجب ، ما كانت تمد إلاّ من ها هنا .. ) وأشار بيده الشريفة إلي السماء ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( 5 ) وعن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) أنه قال: كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عروساً بزينب ، فعمدت أمي أم سليم إلي تمر وسمن وأقط فصنعت حيساً ، فجعلته في تور ، فقالت : يا أنس ، أذهب بهذا الحيس إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقل له : بعثت أُمي بهذا إليك وهي تقرئك السلام ، فقال لي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( ضعه ) ثُمّ قال : ( أذهب فأدع لي فلاناً وفلاناً ( مجموعة من الرجال ) وأدع لي من لقيت في الطريق ) ، فدعوت من سمي لي ودعيت أيضاً من لقيت في الطريق ، فرجعت فإذا بالبيت غاصاً بأهله ، فقد كان عددهم قرابة ثلاثمائة ، فرأيت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد وضع يده على تلك الحيسة وتكلم بما شاء الله ، ثُمّ جعل يدعوا الناس عشرة عشرة ، فيأكلون ويقول لهم : ( أذكروا أسم عليه وليأكل كل رجل مما يليه ) فأكلوا حتى شبعوا ، فخرجت طائفة بعد طائفة حتى الله أكلوا كلهم فقال لي الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( أرفع يا أنس ) فرفعت ، فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت .. ( 16 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، تسبيح الحصي في يده الشريفة عن أبي ذر ( رضي الله عنه ) أنه قال: كنت جالساً بجوار النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، وحوله أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ( رضي الله عنهم ) ، وبين يديه سبع حصيّات ، فأخذهن النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،في كفه ، فسبحن حتى سمعت لهن طنينا كطنين النحل ، ثُمّ وضعهن فخرسن ، ثُمّ أخذهن أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، فسبحن في يديه، ثُمّ وضعهن فخرسن، ثُمّ أخذهن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، فسبحن ، ثُمّ وضعهن فخرسن ، ثُمّ أخذهن عثمان بن عفان ( رضي الله عنه ) فسبحن ، ثُمّ وضعهن فخرسن . فقال النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، هذه خلافة النبوة .......!!!! ( 17 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ،حنين الجذع له وعن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) أنه قال: كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يسند ظهره إلي جذع منصوب في المسجد ، يخطب الناس عليه ( كالمنبر ) ، فجاءه رومي فقال له : سأصنع لك شيئاً تقعد عليه كأنك قائماً، فصنع له منبراً له درجتان ويقعد على الثالثة ، فلما قعد الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، على المنبر ، أنّا وجأر ( صدر منه صوت كخوار الثور ) ، حتى أرتج المسجد لجؤاره حزناً على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فنزل إليه من على المنبر ، وأقترب منه والتزمه ، فسكت الجذع ، ثُمّ قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا حتى تقوم الساعة حزناً على رسول الله) فأمر به الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فدفن .... ( 18 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، التزام الجبل لأمره عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) أنه قال: صعد النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأبو بكر وعمر وعثمان ( رضي الله عنهم ) ، قمة جبل أُحد ، فرجف بهم ( أهتز ) ، فضربه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، برجله وقال له : ( أثبُت أُحُد فإنما عليك نبي وصدَّيق وشهيدان ... ) . وقال المفسرون أن رجفة الجبل هذه ، أنما هي رجفة طرب وأُنس بعمالقة الدنيا والآخرة ، لهذا نص كلام الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، على وجود نبي وصدَّيق وشهيدان ( الصدَّيق هو أبو بكر ، والشهيدان هما عمر بن الخطاب وعثمان بن عفّان ) . لأنه سيتم إغتيالهما قتلاً ، وهذه أحدي تنبؤاته ( صلي الله عليه وسلم ) ....... ( 19 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، شكاية الجمل له عن بعبد اله بن جعفر ( رضي الله عنهما ) أنه قال: أردفني رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ذات يوم خلفه ، فأسرّ إليَّ حديثاً لا أُحدث به أحداً من الناس ، وقد أراد أن يقضي حاجته ، فذهب ليستتر بهدف أو حائش نخل ، فدخل حائط رجل من الأنصار ، فإذا جمل ، فلمّا رأى النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، حنَّ فذرفت عيناه ، فأتاه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فمسح وجهه ، فسكن الجمل ثُمّ قال: ( من رب هذا الجمل ...؟) . فجاء فتي من الأنصار فقال : هذا لي يا رسول الله ، فقال له : ( ألا تتقي الله في يهذه البهيمة التي ملكك الله إياها ، فأنه شكا إليَّ أنّك تجيعه وتتعبه في العمل ) .. ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( 20 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) كلام الذئب بشهادته له ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال الأمام أحمد : حدثنا يزيد بن القاسم بن الفضل الحداني عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أنه قال: عدا ( هجم ) الذئب على شاة فأخذها ، فطلبه الراعي ، فأنتزعها منه ، فأقعي الذئب على ذنبه وقال بلسان عربي قويم : ألا تتقي الله ، تنزع مني رزقاً ساقه الله لي ...؟ فقال له الراعي : يا عجبي ، ذئب يكلمني كلام الأنس ..!! فقال الذئب : ألا أخبرك بأعجب من ذلك ..؟ محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق ...فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فركن أغنامه في زاوية من زواياها ، ثُمّ أتي النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأخبره ، فأمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فنودي : الصلاة جامعة ، ثُمّ خرج وقال للراعي : ( أخبرهم ) ، فأخبرهم ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( صدق والذي نفسي بيده ، لا تقوم الساعة حتى يكلَّم السباع الأنس ، ويكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده ...) ( 21 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) سجود العنزة له عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) أنه قال: مرّ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ومعه أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ودخل حائطاً لأنصار ، وكانت بالحائط ، عنز ، فلمّا رأت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، سجدت له ، فقال أبو بكر ( رضي الله عنه ): يا رسول الله ، كنا نحن أحق بالسجود لك من هذه العنزة ، فقال: ( لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) ( 22 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ( الضب ) يكلمه ( صلي الله عليه وسلم ) وقد حدث ، أن جاء رجل إعرابي من بن سليم ماراً في مكة وكان قد أصطاد ضباً ، وجعله في كمّه ، ليذهب به ليأكله ، فلمّا رأى جماعة متزاحمين على رجل ، أستغرب منهم ذلك الزحام وسألهم : من هذا ...؟ ، فقالوا له: النبي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ،فأراد أن يوجه كلامه ألاذع وشتائمه للرسول الكريم مباشرتاً ، فشق الناس ، فلمّا وصل للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال له : واللات والعُزى ما أحد لأبغض إليَّ منك ، ولوا يسميني قومي عجولاً ، لقتلتك ، فقال عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) بعد أن أحس بأن هذا الرجل قد تطاول على ذات الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: دعني أقتله : فقال له : ( لا يا عمر أما تعالم أن الحليم كاد أن يكون رسولاً، ثُمّ ألتفت للأعرابي وقال له : ( ما حملك على قول ذلك ..؟ ) فقال الأعرابي : واللات والعُزى ما أُمن بك ، حتى يؤمن بك هذا الضب ، ثُمّ أخرجه من كمّهُ ،وكان يعتقد بأن هذا التحدي سينجح بينه ويكون هو الرابح ، لأنه يعلم بأن الضب لا يمكن أن يتكلم ، وبالتالي سيكون الفوز له ، فأخذته العَزة بالكفر والتحدي من هنا ، قبِل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، هذا التحدي ، فوجه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، كلامه مباشرتاً للضب وهو على ثقة بأن الضب يسمعه وسيرد على ما يريده ، وهذا يأتي من ثقته بالله سبحانه وتعالي قائلاً له : ( يا ضب ..!!) فأجابه الضب بلسان عربي فصيح فهمه كل من كان حاضراً : نعم لبيك وسعديك يا زين من يوافي يوم القيامة ، فسأله الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) : ( من تعبد ...؟) . فقال له : أعبد الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه ، وفي الجنة رحمته وفي النار عقابه ، قد أفلح من قال أنك خاتم النبيين وسيد المرسلين ، وقد خاب من كذبك ...! فلمّا سمع الأعرابي كلام الضب ، قال: لأتبع أثره بعد حين ، والله لقد جئتك وما على الأرض أحداً أبغض إليّ منك ، وإنك اليوم أحب إليَّ من نفسي ومن ولدي وإني أحبكم بداخلي وخارجي وسري وعلانيتي ، وأشهد أن لا إله الاّ الله وإنك محمد رسول الله ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( الحمد اله الذي هداك بي وإن هذا الدين لعلو ولا يُعلى عليه ) ، فرجع الأعرابي إلي قومه وأخبرهم بالقصة ، وكان هذا الأعرابي من بني سليم . فأتي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم) ، بألف إنسان مؤمنين بالله وبالرسول ، ولم يؤمن من العرب الف رجل في وقت واحد غيرهم .... فسبحان الله . ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( 23 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) انفلاق السدرة إلي نصفين ففي غزوة الطائف ، مرّ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على كثيف من الطلح ، فمشي وهو بين النوم اليقظة ، فأعترضته سدرة ، فأنفرجت إلي نصفين ، فمرّ بين نصفيها ، وبقيت السدرة منفرجة على ساقين ، فترة من الزمن . وكانت معروفة بذلك في مكانها ، يتبرك بكها كل مار ويسمونها سدرة النبي .... حتى جاء زمن خلافة الفاروق عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، فعلِم أن ألناس ‘ اتخذوا هذه السدرة ، مكاناً يتبركون فيه عليها ، فيأتونها قاصدين لذلك ، فخاف الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، من أن تُفتن الناس ، فأمر بقلعها إزالة أثرها ، لكي لا يكون هناك شيء يوازي محبة الله والرسول ( ضلي الله لعيه وسلم ) ... وكان هذا الحرص الشديد على الإسلام والمسلمين ولمحافظة على اعتقادهم ، من هنا تأتي عظمة هذا الخليفة ، وعظمة التربية المحمدية لهذا الرجل ، ليكون خليفة لتدبير شئون المسلمين المادية ، ومساعدتهم في التمسك بأهداب الدين الإسلامي والمحافظة عليه وترك كل الشبهات والفِتن المحيطة به ...... وقال على بن أبي طالب: ما مرّ الرسول على شجر ولا صخر ، إلاّ سلمَّ عليه وقال: السلام عليك يا رسول الله .... ( 24 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) مشي الشجرة إليهقال علي بن طالب ( رضي الله عنه ) : خطب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يوماً خطبته المعروفة ( بالناصعة ) وحينما انتهى منها جاءه رجال من قريش ، فقالوا له : يا محمد إنك أدعيت عظيماً ، لم يدعه أباءؤك ولا أحد من أهل بيتك ، ونحن نسألك أمراً إن أجبتنا عليه وأريتناه ، علمنا بأنك رسول ونبي وإن لم تفعل علمنا إنك رسول ونبي وإن لم تفعل علمنا بأنك ساحر وكذاب ، فقال لهم : ( وما تسألون )، فقالوا : تدعوا لنا هذه الشجرة حتى تقتلع من جذورها وتقف بين يديك ، فقال لهم : ( أن الله على كل شيء قدير ، وإن فعل لكم ما تريدون ، أتؤمنون وتشهدون شهادة الحق..؟ فقالوا: نعم ،فقال لهم : ( فإني سأُريكم ما تطلبون ، وإني لأعلم أنكم لا تُفيئون لي خير وإن منكم من يُطرح في القليب ومن يحزب الأحزاب ، ثُمّ قال: ( يا أيها الشجرة إن كنت تؤمنين بالله وباليوم الآخر ، وتعلمين إني رسول الله ، فأقلعي بعروقك حتى تقفي بي يدي بأذن الله ) .. فقال علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) : والذي نفسي بيده لانقلعت بعروقها وجاءت ولها دوي شديد وقصف كأجنحة الطير ، حتى وقفت بين يدي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وألقت ببعضها عليه ، وقد كنت على يمينه ، فلمّا نظر القوم ذلك استكبروا وقالوا : مُرها أن ترجع ويأتيك نصفها ويبقي نصفها الآخر ، فأمرها ففعلت ، فقالوا له : مُر النصف الأعلى أن يذهب ويبقى النصف الأسفل ، ففعل .... فقلت ( والحديث مستمر من علي بن أبي طالب ) : أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأنا أول من أُقر بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تعالي وتصديقاً لنبوة نبيه الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ..... ( 25 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) إبراء ذوي العاهات ، وشهادة الأطفال له ( صلي الله عليه وسلم ) ( 1 ) أُصيب سلمة يوم خيبر بضربة في ساقه ، فنفث فيها رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ثلاث نفثات ، فما أشتكاها قط...... ( صلي الله عليه وسلم ) ، ( رواه البخاري ) ( 2 ) عن أبن عباس ( رضي الله عنهما ) أنه قال: إن امرأة جاءت بأبن لها إلي النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقالت له : يا رسول الله إن أبني به جنون ، وإنه ليأخذه عند غدائنا وعشائنا ، فمسح الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،صدره ، فثغ ( أي قاء ) ثغة وخرج من جوفه شيء مثل الجرو الأسود يسعى ..... ( 3 ) أصيبت يوم أُحد عين أبا قتادة بن النعمان ، حتى وقعت على وجنته ، فأتى بها إلي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقال له : يا رسول الله ، إن لي إمرأة أحبها واخشي إن رأتني تقذرني ، فأخذها رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بيده وأرجعها إلي موضعها وقال: ( بسم الله ، اللهم أكسه جمالاً ... ) ... فكانت بحمد الله أحسن عينيه وأحدَّهما نظراً وكانت لا ترمد إذا رمدت الأخرة ... ( صلي الله عليه وسلم ) .. ( 4 ) وعن أبن عباس أنه قال: أُتي بصبي للنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهذا الصبي قد شبَّ ولم يتكلم قط ، فبادر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ذلك الصبي بسؤال قائلاً له: ( من أنا....؟ ) فنطق الصبي وقال: أنت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، .... ( رواه البيهقي ) . ( 5 ) وروي مسلم في صحيحه عن معاوية بن الحكم أنه كانت له جارية ترعي غنمه ، فتعدى ( هجم ) الذب على أحداها فأكله ، فصكها ( ضربها ) على وجهها .. ثُمّ ندم على ذلك وأراد أن يُكّفَّر عن ذنبه بأن يعتقها ، فأتي للنبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأمره أن يأتي بها ليختبر إيمانها ، فأتى بها فسألها : ( أين الله..؟ ) فقالت : في السماء ، فقال لها : ( من أنا...؟ ) فقالت أنت رسول الله ، فقال له : ( أعتقها فإنها مؤمن) ( 6 ) وعن معرض بن معيقب اليماني أنه قال: حججت حجة الوداع ، فدخلت داراً بمكة فرأيت فيها رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،ورأيت منه عجباً ، حيث جاء رجل من أهل اليمامة بغلام يوم مولد . فقال له رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : ، ( من أنا يا غلام ..؟ ) فقال: أنت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقال له : ( صدقت بارك الله فيك ) ثُمّ أن الغلام لم يتكلم به ذلك حتى شبّ . فكنا نسميه ( مبارك اليمامة ....) أمّا فيما خصّهُ الله تعالي به من معجزات وشرفّهُ به على سائر الأنبياء من الكرامات والآيات البينات ففي تحت هذا العنوان ذكر الأمام القسطلاني : كيف أن رسول الله محمداً ( صلي الله عليه
| |
| | | اميرة اميرة المنتدى
عدد المساهمات : 1016 تاريخ التسجيل : 29/12/2012 العمر : 39 الموقع : في ارض الفناء
| موضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم الثلاثاء يناير 01, 2013 6:00 pm | |
| الاخوة الاعزاء
وتقبل الله وكافة اعمالنا الصالحة نستكمل اليوم الفصل الاخير وخاتمة سيرته
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي اشرف خلق الله اجمعين اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه . * عدد حروف القرآن حرفاً حرفاً . * وعدد كل حرفاً ألفاً ألفاً . * وعدد صفوف الملائكة صفاً صفاً . * وعدد كل صفاً ألفاً ألفاً . * وعدد الرمال ذرةٍ ذرة . * وعدد كل ذرةٍ ألف ألف مرة . * عدد ما أحاط به علمك وجرى به قلمك ونفذ فيه حكمك في برِكْ وبحرك وسائر خلقك . * عدد ما أحاط به علمك القديم من الواجب والجائز والمستحيل . * اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد مثل ذلك وأكثر ......... وبعد فبعد أن منَّ الله علىّ بانتهاء السيرة المختصرة للحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، وكانت نهاية السيرة ، بانتهاء حياته ( صلي الله عليه وسلم ) . لأنه في رأيي لا يصلح الخبر من دون شاهد عليه ، والشاهد في سيرته ( صلي الله عليه وسلم ) ، هو وجوده في الأحداث ، وتفاعله معها ، والتأثير فيها واشتقاق الدروس والعِبر منها ، لأن وسيلتنا في إتباع أثره ( صلي الله عليه وسلم ) ، يكمن في مراقبته هو وأصحابه الكرام ( رضوان الله تعالي عليهم أجمعين ) ، وبالتالي تكمن جمال سيرته العطرة من تسلسل الأحداث التي كان هو ( صلي الله عليه وسلم ) ، شاهد عليها . وأُحب أن اُأكد مرة أخرى بأني لم أقُم حتى بالتفكير بمحاولة تأليف سيرة أخرى ، وذلك للأسباب التالية أهمها: ( 1 ) بأني لست ممن عندهم القُدرة الثقافية ولا العلمية ولا الأكاديمية التخصصية ، للدخول في هذا المجال ، ( 2 ) إن مكتباتنا العربية الإسلامية ، تزخر بشتى الكُتب المُختصة في التجوال والبحث في السيرة النبوية الشريفة ، وبالتالي لا ضرورة مُلحة للقيام بتأليف أو إضافة للذي قرأناه ، من أُمهات الكتب المُختصة بالسيرة ، سوى أن نبحث بين السطور لنُظهر في ما كان غائباً سوى عن قصد أو عن غير قصد ، ليكون مُدعماً لما جاء في صِحاح السير ، وليرينا ما غفل عنه ، المحدثون في هذا العصر ، خدمتاً لمصالحهم الدنيوية ، وإخفاء ما وجب أن يظهر ( 3 ) لأن الذي يكتب في السيرة مرة أُخرى ، وهذا رأي البسيط ، إمّا أن يكتبها كما وردت في كُتب السيرة المعتمدة ، مثل سيرة أبن هشام ، وسيرة أبن إسحاق ، وسيرة أبو الفداء ، وبعض السير الأخرى الصحيحة ، وذلك لتعُم الفوائد أكثر ، فهذا جيد ومطلوب ، وإمّا أن يكتبها على هوى من نفسه ، وذلك ليضيف أليها ما لم يكن فيها ، من إسقاط وتحريف ، ومحاولة للدس وإيهام الناس ، وتشجيعهم بالطعن في الصحابة الكرام وتشويه سمعتهم أو بتشويه بعض الأحداث ، ليخدم بها نفوس مريضة لتكون سند لهم وحُجة لهم لمحاربة النصوص الشرعية ، وللتقليل من الأحداث التي جرت في زمنه ( صلي الله عليه وسلم ). . لهذه الأسباب التي ذكرتها ، تجعلني في حِل ممن يقول بأني قد وضعت سيرة أُخرى أمّا ما عملته فقد كان محاولة بسيطة ، لتيسير الولوج في السيرة النبوية الشريفة ، التي كتبها وجمعها رواد السيرة العِظام ، وعوضاً عن وجودها في أكثر من كتاب ، ووجود التفاصيل البسيطة في كتاب ، ودراسة بعض معجزاته ، في كتاب أخر .... رأيت أن أجعل المباح ميسراً في أبسط صورة . فجمعت ما استطعت من رواد السيرة النبوية الشريف ، ومن بعض علمائنا الأفاضل ، في بعض دراساتهم التاريخية واللغوية ، وبعض الأمور المهمة والأحداث التي ذُكرت في كتاب وأُهملت أو سقطت عن قصد أو عن غير قصد ، في كتاب آخر والتي يبحث عنها القارىء المسلم والباحث البسيط ، وليس الدارس الأكاديمي ، والتي وضعتها في هذا الكتاب ، والذي أتمني من الله تعالي أن يبارك لي فيه وفي من يقرأه ، والغاية هنا أن تعُم الفائدة بأذن الله تعالي ، لأن في هذا العصر ، السريع المتطور ، وجب البحث عن وسيلة سريعة وميسرة لتوصيل المعلومة أو الفِكرة ،في كتاب واحد وبأسلوب مُبسط وسلس ، فيجد القارىء كل ما يحتاجه تقريباً ، من غير أن يغوص في أُمهات الكتب العظيمة ليتصفحها ، محاولاً الإمساك بمعلومة لا تتعدى بضع سطور .....
وأنا متأكد إن شاء الله ، من أن الأحاطة بالأحداث العظيمة التي مرّتْ في حياته( صلي الله عليه وسلم ) ، مع الأحاطة أيضا بأمورهً وسلوكه وشخصيته ، يكون حافزاً قوياً آخر على التشبث بحب هذا النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) وعدم ترك الأقلام المأجورة ، تسرح وتمرح وتكتب بمداد من حِقد وكُره لهذا الدين القويم ، فرصة ، ليستمتعوا بما أملت عليهم عقولهم المريضة ، والتلذذ بما أوحى لهم الشيطان من إقناعهم بأن العِلم لا يقف عند حد معين ، وأنه ليس هناك خطوط حمراء لا يجب الدخول فيها أو مناقشتها أو الاحتكام إليها ، فكل شيء مُباح الكلام فيه ، حتى الذات الإلهية ( أستغفر الله العظيم ) والذات المحمدية.. ولكن لثقتنا بالله تعالي ، بأنه الخالق الواحد القهار ، وثقتنا بأنه أرسل النبي المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،نبياً وهادياً ومُبشراً ونذيراً وداعياً إلي الله وسِراجاً منيراً، نعلم بأن الله لا يترك نبيه الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لمثل هؤلاء المَرَدة الشياطين وأعوانهم فقد حمى نبيه ، عندما كان حياً يستطيع الدفاع عن نفسه ، حتى بالسيف ، فكيف به الآن وهو ميت ، وما طعن أحد في نبي الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلاّ قَسَمَ اللهُ له ظهره وأذلَهُ وجعله من الصاغرين ... ففي قول للكاتب الكبير خالد محمد خالد ( صاحب كتاب رجال حول الرسول ) وهو يتحدث عن مناقب الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، وعن حياته وعن سلوكه الشريف مع نفسه ومعي أصحابه ، فكانت له هذه الكلمات الرائعة والتي وردت في كتابه المذكور حيث قال : فهذه هي حياة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، واضحة ومقروءة ، فكل رُؤاه ... وكل خُطاه ... وكل كلماته ... وكل حركاته ... بل وكل أحلامه وأمانيه وخواطر نفسه ، كانت من أول يوم أهَلّ فيه على الدنيا ... هي حقاً للناس أجمعين ... لكأن الله تعالي أراد هذا ، ليقول للناس : هذا رسولي إليكم ، وسيلته وحُجته المنطق والعقل ... وهذه هي حياته كلها مذ كان جنيناً ، فبكل ما معكم من المنطق والعقل ، افحصوها وحاكموها ، وعندما تنتهون ، أسألكم ... هل ترون فيها شٌبهة ...؟ هل تبصرون فيها زيفاً ...؟ هل كذَب مرة ...؟ هل خان مرة ...؟ هل هبط مرة ....؟ هل ظلم إنساناً ...؟ هل كشف عورة ....؟ هل خَفَر ذِمة ....؟ هل قطع رحماً ....؟ هل أهمل تَبِعة ....؟ هل تخلي عن مرؤءة ....؟ هل شتم أحداً ....؟ هل أستقبل صنماً .....؟ فابحثوا جيداً وافحصوا تماماً ، فليس على طور من أطوار حياته سِتر أو حجاب ، فكل شيء واضح وجلي .فإذا كانت حياته كما ترون وكما تبصرون نقاء ، وصِدقاً وعظمة ، أيستسيغ العقل والمنطق ، أن يعرف الكذب عند سن الأربعين ، رجل هذه حياته .....؟!!!! فالإجابة على هذا التساؤل هى : لا ....و ألف ...لا ..... لأن الحس والبداهة والعقل والمنطق يقولون : لا يمكن أن نصِف رجلاً بالكذب ، وقد كانت حياته من المهد حتى سن الأربعين مليئة بالصدق والطُهر والنقاء والأتزان الخُلقي والأخلاقي ...... فهذا هو المنطق السائد بين المؤمنين الأوائل إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، المهاجرين منهم .... والذين آوَوْا ونصروا ... فقد كان منطقاً حاسماً وسريعاً ، ليس للتردد ولا للتلكؤ معه سبيل ، فإنسان له كل هذه الحياة المضيئة الطاهرة ، لا يمكن أن يكذب على الله ..... وبهذه البصيرة النافذة ، رأى أولئك المؤمنين نور الله فأتبعوه ... * ولسوف يحمدون بصيرتهم هذه ، عندما يرون فيما بعد أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ينصره ربه ، وتدين له الجزيرة كلها ، ويتفتح عليهم من أبواب الرزق والغنائم ، ما لم يكونوا يحتسبون ... فإذا هو هو ، لا يزداد إلاّ زُهداً ، وتقشفاً ، وورعاً ، حتى يلقى ربه حين يلقاه ، وهو نائم فوق حصيرة ، تترك أعوادها انطباعاتها الضاغطة ، على جنبه الشريف ...!! * وحين يرونه ، وهو الرسول الذي تملأ راياته الأفق ، عزيزة مظفرة ، وهو يصعد على المنبر ويستقبل الناس باكياً وهو يقول : ( ... من كنتُ جلدتُ له ظهراً ، فهذا ظهري فَلْيَقْتَدْ منه ... ومن كنت ُ أخذت له مالاً ، فهذا مالي فليأخذ منه ) ..... * وحين يرونه ، وعمه العباس يسأله أن يوليه عملاً من تلك الأعمال التي ظفر بها كثير من المسلمين العاديين ، فيصرفه في رِفق قائلاً له : ( إنّا والله يا عَمَّ لا نولي هذا الأمر أحداً يسأله ، أو أحداً يحرص عليه ) ......!!!! * وحين يرونه لا يشارك الناس ما ينزل بهم من خَصاصة فحسب ، بل يضع لنفسه ولأهل بيته مبدأ لا يحيدون عنه ، وهو : ( أن يكونوا أول من يجوع إذا جاع الناس ، وآخر من يشبع إذا شبع الناس ..... ).!!! فهذا الأمر وبهذه الشواهد ، سيزداد المؤمنون الأوائل حمداً لبصيرتهم التي أحسنت رؤية الأمور في إقبالها ، بعد أن يزدادوا حمداً وشكراً لله ، الذي هداهم للإيمان ... * وسيرون أن الحياة التي كانت خير برهان على صدق صاحبها ، حين قال له : ( إني رسول الله إليكم .... ) . فقد كانت عظيمة حقاً ، وكانت بعظمتها وطهرها خير برهان على صدق المعلم العظيم والرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فإن مستواها من العظمة والتفوق لم يهبط لحظة ولم يتعثر ، بل ظلّ كما هو من المهد إلي اللحد ..... وعبر حياته المجيدة ، التي بلغت قمتها ، تبين كضوء النهار أن صاحب هذه الحياة وهذه الرسالة العظيمة الخالدة ، لم يكن يسعى إلي جاه ، ولا مال ، ولا سيادة ، فحين جاءته كل هذه الأمور معقودة بألويتها الظافرة ، رفضها جميعاً ... وعاش حياته حتى اللحظة الأخيرة ، الأواب المتبتل لله سبحانه وتعالي ...... فلم تتخلف نفسه عن أغراض حياته العظمى قيد شعرة ... ولم يخلف موعده مع الله في عبادة ولا في جهاد .... * فلا يكاد النصف الأخير من الليل يبدأ حتى ينهض قائماً ، فيتوضأ ويظل كما أعتاد أبداً يناجي ربه ويبكي ... ويصلي ويبكي ... * تراكمت الأموال بين يديه ، فلم يتغير ، ولم يأخذ منها إلاّ مثلما يأخذ أقل المسلمين شأناً وأكثرهم فقراً .... ثُم مات ( صلي الله عليه وسلم ) ، ودرعه مرهونة ...!!! * دانت البلاد كلها لدعوته ، ووقف أكثر الملوك الأرض أمام رسائله التي دعاهم بها إلي الإسلام ، وجِلين ضارعين ... فما استطاعت ذَرّة من زهو أو كِبر ، أن تمر به ولو على بُعد فراسخ ...!!! وحين رأى بعض القادمين عليه يهابونه في اضطراب ووَجَل فقال لهم : ( هونوا عليكم ، إن أُمي كانت تأكل القَديد بمكة ..... ) ..!!! * ألقي كل أعداء دينه السلاح ، ومدوا إليه أعناقهم ، ليحكم فيها بما يرى ، بينما عشرة الآف سيف تتوهج يوم الفتح فوق رُبا مكة في أيدي المسلمين المنتصرين الفاتحين ، فلم يزد على أن قال لهم : ( أذهبوا ، فأنتم الطُلقاء ) ......!! * حتى حقه في رؤية النصر الذي أفني في سبيله ، حياته ، حرم نفسه منه ، فقد سار في موكب نصره يوم الفتح ، حانياً رأسه ، حتى تعذر على الناس رؤية وجهه ، مردداً بينه وبين نفسه ، ابتهالات الشكر المُبللة بدمعه ... رافعاً أياها في حياء إلي ربه العلي الكبير ... حتى وصل إلي الكعبة ، وواجه الأصنام في زحامها ، فأعمل فيها معوله وهو يقول : ( جاء الحقُّ وزَهق الباطلُ إنّ الباطلَ كان زَهُوقاً ..... ) .! أبقي ثمة ريب في رسالته ...؟ إنسان ينذر حياته لدعوة ، ليس له فيها أي مغنم شخصي من ثراء ، أو منصب ، أو جاه ، أو نفوذ ... حتى الخلود التاريخي لشخصه لم يكن في حسابه ، لأنه يؤمن إلاّ بخلوده عند الله . وإنسان يقضي حياته من الطفولة إلي الأربعين في طُهر كامل وتأمل ... ثُمّ يقضيها من الأربعين إلي منتهاها في عبادة وهداية وجهاد ونضال ، وتفتح له الدنيا ، فيركل كل أمجادها الباطلة ، ويضل لائذاً بمسلكه وعبادته ورسالته ، أمن العدل أن يُكذب ويُتهم بالكذب ...؟ فليس من المنطق الرشيد ولا العقل السديد ، أمن يكذب على الله ، إنسان هذه حياته من البدء إلي الختام ، فالمؤمنون الأوائل الذين سارعوا إليه ، كان ( صلي الله عليه وسلم ) ، معهم ، بعد أن هداهم الله وعرفوا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قبل رسالته ، كما عرفوه وعاشروه ، وبعد رسالته ، فتلك السنوات الأولي من بعثته ( صلي الله عليه وسلم ) ... قلمّا نجد لهذه السنوات ، في تاريخ الثبات والصدق والعظمة نظيراً ...!! تلك السنوات ، كانت فاتحة الكتاب الحي ... كتاب حياته وبطولاته .. بل كانت قبل سواها وأكثر من سواها مهد معجزاته ...!! هناك عبر تلك السنوات ، التي مرّت على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو وحيد أعزل ، قد غادر كل ما كان فيه من راحة وأمن واستقرار ،وخرج على الناس بما لا يألفون ، بل وبما يكرهون ... ولقد كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بطل هذا الموقف ، وأستاذه العظيم .. فلقد كانت عبادة الأصنام ، هي العبادة المألوفة وشعائرها هي الدين في حد ذاتها …. فلقد كان في استطاعته وفي وسعه ومن حقه أيضاً ، أن يمهد لعزل المجتمع عن آلهته ، التي يتوارث عبادتها عبر مئات السنين ، فيبدأ بحركة تطويق والتفاف ، ولا يأتيها مباشرتاً خوفاً من المواجهة المباشرة ، التي يعلم أنها ستحرك ضده من أول لحظة ، كل ما معهم من سلاح ... ولكنه لم يفعل ذلك ... وهذه آية أنه رسول من عند الله سبحانه وتعالي ، سمع صوت السماء داخل قلبه يقول له : قُم ، فقام وبلّغ ، فبلغَ .... من غير هروب ...!!! فلقد واجههم من اللحظة الأولي بجوهر الرسالة ولُب القضية : ( أيها الناس ، إني رسول الله إليكم ، لتعبدوه ، ولا تشركوا به شيئاً ..... وإن هذه الأصنام هي لغو باطل ، لا تملك لك مضراً ولا نفعاً ...). فواجههم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من أول لحظة ، بهذه الكلمات المبينة ، فأدي ذلك لمواجهة المعركة القاسية التي سيكتب عليه أن يخوضها حتى يغادر الحياة.!! فأي ضمير حي ، لا يحركه هذا المشهد الفذ الفريد ...؟ مشهد رجل لم يعرفه الناس ، إلاّ بكامل العقل ، وكامل الخُلق ، يقف وحيداً ، يواجه قومه بدعوة تتصدق من هول وقعها الجبال وتخرج الكلمات من فؤاده وفمه صادعة رائعة ، كأنما احتشدت فيها كل قوى المستقبل ومشيئته وتصميمه ... كأنها قدر يذيع بيانه ...!! أم ثباته على الحق وصموده مع الرسالة ، وصبره على الهول في سبيل الله ، لا في سبيل نفسه ، كان ذلك حرياً أن يبهر العقول الذكية ... ويوقظ العقول الحيّة ، فتتبع النور الذي يناديها ، وتتسارع إلي الأمين الصادق الذي جاء يطهرها ، ويهديها ، إنه سمو لا يقدر عليه إلاّ أُولو العزم من المرسلين والمختارين ....!!!! إن الإنسان والرسول ، .... التقيا في محمد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، لقاءً وثيقاً باهراً ، وإن الله سبحانه وتعالي الذي يعلم أين يجعل رسالته ، قد أختار لها إنساناً ، يزكيه أقصي ما تطمع البشرية في إدراكه من رِفعة وسمو وأمانة ..... فلقد سمعه الناس ورأوه يزجرهم عن كل مبالغة في تعظيم شخصية الكريم ، بل وعمّا هو دون المبالغة بكثير وكثير .... حيث يقول لهم ، حين يقدم عليهم وهم جلوس فيحاولون الوقوف له تحيتاً له فيقول لهم : ( لا تقوموا كما تقوم الأعاجم ، يعظّمْ بعضهم بعضاً ).... وتأتي ظاهرة الكسوف بالشمس يوم وفاة ابنه الحبيب ( إبراهيم ) ، فيتحدث المسلمون بأنها كُسفت حزناً على وفاة إبراهيم ، فيسارع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي تفنيد ذلك الادعاء ودحضه ، قبل أن يتحول إلي أسطورة ، ويقف في المسلمين خطيباً ويقول: ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ) .... هذا هو الأمين حتى علي عقول الناس وتفكيرهم ، وقيامه بحق هذه الأمانة ، خير قيام ، ولقد كان عبيه الصلاة والسلام يعلم علم اليقين ، أنه جاء الحياة الإنسانية ليغيرها ، وأنه ليس رسولاً لقريش وحدها ، ولا إلي العرب وحدهم ... بل رسول الله إلي الناس كافة ، وقد فتح الله سبحانة وتعالي ، بصيرته على المدى البعيد الذي سيبلغه دعوته ، وتخفق عنده رايته ، حيث رأى رأيَ اليقين مستقبل الدين الذي بَشَر به ، والخلود الحي الذي سيكون له ، إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها ، رغم ذلك كله لم ير في نفسه ، ولا في دينه ولا في نجاحه الذي لن تشهد الأرض ومن عليها ... إلاّ لبِنة في بناء ...!! حيث وقف هذا الإنسان العظيم ، يعلن هذا في أوضح بيان فيقول ( مثلي ومثل الأنبياء قبلي ، كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة في زاوية من زواياه ، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ، ويقولون : هلاّ وُضعت هذه اللَّبنة ..؟ فأنا تلك الّلبنة ، وأنا خاتم النبيين ) .....!!!!! كل هذه الحياة التى عاشها .. كل جهاده وبطولاته .... كل عظمته وطُهره .... كل هذا الفوز الذي حققه دينه في حياته ، والفوز الذي كان يعلم أنه سيبلغه بعد مماته ... كل ذلك وليس إلاّ لبِنة ....!!! لبِنة واحدة في بناء شاهق عريق ... وهو الذي يعلن هذا ويقوله ، ويصر على توكيده ...!!! ثُم هو لا ينتحل بهذا القول تواضعاً ، يغذي به جوعاً إلي عظمة في نفسه ، بل هو يؤكد هذا الموقف ، باعتباره حقيقة ، تشكل مسئولية تبليغها وإعلانها ، جزاءاً من جوهر رسالته هذا هو حبيبنا المصطفي صلي الله عليه وسلم ..... ذلك أن التواضع ، على الرغم من أنه خُلق من أخلاقه ( صلي الله عليه وسلم ) ، الأصلية ، فأن عظمة ( صلي الله عليه وسلم ) ، بلغت من التفوق والأصالة ما جعلها آية من نفسها وبرهان ذاته هذا هو معلم البشر وخاتم النيين ، وهذا هو النور الذي رآه الناس وهو يحيا بينهم بشراً ، ثُمّ رآه العالم بعد رحيله عن الدنيا ، حقيقة وذِكراً ، حيث لم يري سوى النور ، الذي نجمع الله له من رؤية الحق ورفعة النفس ، ما شَرُفت به الحياة ، وأضاءت به مقادير الإنسان .....!!! ( صلي الله عليه وسلم ) اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلي اله وصحبه وسلم تسلميا ً كثيراً....... اخوتي الكرام بانتهاء سيرته العطرة وتشريفنا كلنا سوي في النتدي هذا او خارجة بمتابعة كتابة سطورة والتمتع بما علمنا وعرفنا بين خطوطه وعشنا اياما وشهوراً قاربت علي السنة في اعداد هذه السيرة وكتابتها من نسختها الاصلية المُعدة للطبع وجعلها تصلح للمنتدي من باب الاختصار وتصنيفها كأجزاء وفصول ..... اكون قد اكملت ولله الحمد ما اردت دوماً ان افعله وهو تكريم وتسهيل معرفة اخبار وسيرة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم .... وبذلك اكون بفضل الله تعالي قد اوفيت عهدي بأكمالها هنا في هذا المنتدي ونظراَ لظروف خاصة .....اكون قد اكملت السيرة وكتابتها وكذلك اكملت فترة بقائي في المنتدي .... فأن وفقت في توصيلها باحسن صورة فذلك بتيسير الله لي وان كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان والهوي.... واعتذر عن أي تقصير سوي في جلب المعلومة او خطأ في الاملاء او في الالفاظ او في طريقة توصيل المعلومة ..... فأدعوا لي اخوتي جزانا الله واياكم بكل خير ... وانا اقول هنا ان هذه السيرة هي مُلك لكل مسلم فمن اراد النقل منها او تصفحها او الاستفادة بما جاء فيها .... فاني اقول له لك الحرية والاذن في الاقتباس او النقل... فقط بشرط الدعاء لمن كتبها ولمن اعدها ولمن ساهم في تجميعها والحرص علي توصيلها لكل مسلم مُحب للحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم فأني احتسب الجهد الذي اخذته لتوصل اليكم بالصورة الطيبةاحتسبه كله لله لا لسواه .....
المراجع ( القرآن الكريم ) * ( 1 ) السيرة النبوية لأبن هشام الجزء ( 1 ) والجزء ( 2 ) والجزء ( 3 ) والجزء ( 4 ) ( الطبعة الثالثة . 1971 ) تحقيق وضبط وفهرسة : ( 1 ) مصطفي السقي ( المدرس بكلية الآداب ) ( 2 ) إبراهيم الأبياري ( المدرس في المدرسة الأميرية ) ( 3 ) عبد الحفيظ شلبي ( احد أعضاء التدريس بالأزهر الشريف ) * ( 2 ) رجال حول الرسول للأستاذ ( خالد محمد خالد ) الطبعة الثانية ( 1987 ) * ( 3 ) المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء ( عماد الدين إسماعيل أبي الفداء ) ، ( الجزء الأول والثاني ) * ( 4 ) الإسراء والمعراج ( للشيخ العلامة محمد متولي الشعراوي ) مكتبة التراث الإسلامي . * ( 5 ) تاريخ الدولة الإسلامية ( للأستاذ الدكتور عبد العزيز سالم ) الأستاذ المساعد في الأزهر الشريف ) * ( 6 ) إسهامات تاريخية مُهمّة نقلاً عن رواد السيرة النبوية الشريفة . *( الأخ أبو معاذ ) أحد المهتمين بالشأن الأدبي والتاريخي والذي يملك مكتبة ضخمة في طرابلس ،خاصة ، ساعدني في الحصول علي بعض المراجع .... وقد استمر الإعداد لها مايقرب من خمسة سنوات ، وقد رأيت أن تكون علي أجزاء وفصول متصلة، مع بعض ليسهل الوصول إليها بسهولة، أفضل من البحث عن جزء من هنا وجزء من هناك ....وقد اسميتها : سيرة الحبيب المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتّابْ السيرة الافاضل ...... حتي يكون الفضل لكتابها ومؤلفيها الافاضل وكما كنت دائما اقول ، إن صح ما أنوي عمله فمن تيسير الله لي وبفضل الله ، وإن أخفقت فذلك من نفسي والشيطان ، والله والرسول برئ مما عملت ... اللهم اجعل صلاتنا علي الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم )، راحة لنا في حياتنا وبعد مماتنا ، وأتهِ ، الوسيلة والدرجة الرفيعة التي وعده إنك لا تُخلف الميعاد،يأرحم الراحمين..... لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ....... اللهم اجعل هذا لله، لا لسواه....... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | | سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|