منتدى الكروان
هذي الرسالة تفيدنا بأنك ليس مسجل لدينا
ويسعدنا اكثر انضمامك لنا للتثجل اضغط هنا

منتدى الكروان
هذي الرسالة تفيدنا بأنك ليس مسجل لدينا
ويسعدنا اكثر انضمامك لنا للتثجل اضغط هنا

منتدى الكروان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الكروان


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
اميرة
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى
اميرة


عدد المساهمات : 1016
تاريخ التسجيل : 29/12/2012
العمر : 39
الموقع : في ارض الفناء

سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم    سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء يناير 01, 2013 4:38 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ، عدد حروف القرآن حرفاً حرفاَ .....
سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... ( كاملة )
وعدد كل حرفٍ ألفٍ إلفٍ .....
وعدد صفوف الملائكة صفاً صفاَ ......
وعدد كل صفٍ ألفٍ ألفٍ ......
وعدد الرمال ذرةٍ ذرة ......
وعدد كل ذرةٍ ألفٍ ألف مرة ......
عدد ما أحاط به علمك ....
وجرى به قلمك ونفذ فيه حكمك فى برك وبحرك وسائر خلقك ......
عدد ما أحاط به علمك القديم من الواجب والجائز والمستحيل ......
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه مثل ذلك.
أخوتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
فلو اجتمعت كل القلوب المُحبة للحبيب المصطفي
الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )،....
وحتى القلوب الكارهة والحاقدة والحاسدة والتي تعلم فى قرارة نفسها انه صادق وأمين.
و لو اجتمعوا هذان الفريقان علي قلب رجل واحد.
بل قل لو اجتمعوا علماء الأرض.
بل قل لو اجتمعوا مُحبي النزعة العاطفية من عرب وعجم.
بل قل لواجتمعوا مع من يستطيع أن يجعل قلمه يجري وورائه قناطير من ورق,......
ما أستطاع واحداً منهم بلوغ الخطوة الأولى, فى وصف خُلق وأخلاق الحبيب المصطفى محمد
( صلي الله عليه وسلم ) أو حتى بلوغ مقاماً يناهز فى وصفه كل الأوصاف ..
مقارنة بما وصفه الله سبحانه في القرآن الكريم :
{ وأنك لعلى خُلق عَظيم .........}( القلم آية 4 )
وما أستطاع أحد أن يختزل ما بلغهُ من خِلقةٍ وخُلق وسلوك وقوة وطاعة ، فى كلمة واحدة فى قوله
{ وأنك لعلى خُلق عَظيم . . . . . }
فسبحانه الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد لم يُولد ولم يكن له كفواً أحد ، ..
أن يجعل أحد مقرُونا باسمه
زد على ذلك و مكتوباً على أحدى قوائم عرشه ...
فيكفيه شرف أن يذكره الله بالكمال البشرى والذي لم يصله احد من خلقه من قبل
، فكل نبي تميز بأمر وبصفة فمنهم من تميز بالحكمة ...
ومنهم بالقوة ....
ومنهم بالجمال .....
ومنهم بالعلم والمعرفة والإعجاز....
ومنهم بالصبر وتحمل الشدائد .....
إلاّ الحبيب المصطفى محمد ( صلي الله عليه وسلم )،فتميزه عظيم حيث عظّم الله أخلاقه وجعلها الكمال البشري ،وبالفعل فهذه الأخلاق التي شملت الصبر على المحن والشدائد
والشجاعة والحِكمة والمعاملة الحسنة حتى مع الأعداء ....
فحق للحبيب المصطفى أن يقول الله فيه
{ وأنك لعلى خُلق عَظيم ......} ، فأي معِلمٍ كان.
وأي إنسان هذا النبي ، هذا المليء عظمة وأمانة وسموّا ، إلا أن الذين بهرتهم عظمته لمعذورونَ.
وإن الذين أفتدوه بأرواحهم لهم الرابحون .
وأي سر توفر له فجُعل منهُ إنساناً ليشرف بني الإنسان... ؟
وبأية يد طُولي ، بسطها شطر السماء ، فإذا كل أبوب رحمتها ،..
ونعمتها وهُداها مفتوحة على الرحاب...؟
وأي إيمان، وأي عزم .....؟
وأي قوة...؟
و أي صدق..؟
و أي طهر...؟
و أي نقاء...!!
و أي تواضع ...؟
و أي حب ..؟
و أي وفاء...؟
و أي تقديسًا للحق... سبحانه وتعالى ؟!
و أي احترامٍ للحياة وللأحياء...؟!
ولقد آتاه الله من أنْعُمِه بالقدر الذى يجعله أهلاً لحمل رايته .
والتحدث باسمه بل ويجعله أهلاً لأن يكون خاتم رسله ، ومن ثُمَّ كان فضل الله عليه عظيماً ...
وكما قلت من قبل لو تتبارى القرائح ألملهمه والأقلام المتحدثة عنه، عازفة أناشيد عظمته فستظل جميعها كاًن لم تبرح مكانها ولم تحرك بالقول لسانها.
فبالله عليكم ما الذى جعل سادة قومه يسارعون إلى كلماته ودينه. ...؟
من ابوبكر و طلحة والزبير و عثمان ابن عفان وعبد الرحمن ابن عوف وسعد بن وقاص ،...
متخلين بهذه المسارعة المؤمنة عن كل ما كان يحيطهم بهم قومهم,من مجد وجاه ، مستقبلين في نفس الوقت حياة مليئة بالأعباء والشدائد والصعاب والصراع
وما الذي جعل ضعفاء قومه، يلوذون بحماه ويهرعون إلي رايته ودعوته، وهم يبصرونه اعزل من المال ومن السلاح ،ينزل به الأذى ويطارده الشر في تحدٍ رهيب, دون أن يملك عليه الصلاة والسلام له دفعاً ...؟!
وما الذي جعل جبار الجاهلية عمر بن الخطاب
( رضي الله عنه ) وقد ذهب ليقطف رأسه العظيم ، ليعود ليقطف وبنفس السيف الذى زاده الإيمان رؤؤَس أعدائه ومضطهديه ...؟!
و ما الذى جعل صفوة رجال المدينة ووجهاءها يغدون إليه ليبايعوه على أن يخوضوا معه البحر والهول ،وهم يعلمون أن المعركة بينهم وبين قريش ستكون أكبر من الهول ......؟
وما الذى جعل المؤمنين به يزيدون ولا ينقصون وهو الذى يهتف فيهم صباح مساء قائلاً لهم ...
: ( لا أملك لكم نفعاً ولا ضراً... ولا أدرى ما ُيفعل بي و لا بكم )...؟!
وما الذى جعلهم يصَّدقون أن الدنيا ستفتح عليهم أقطارها ،وأن أقدامهم ستخوض خوضا فى ذهب العالم و تيجانه ...
وأن هذا القرآن الذى يتلونه فى استخفاء ستردده الأفاق...
وما الذى جعلهم يصدقون هذه النبؤة وهذا النبي و هم الذين يلتفتون أمامهم وخلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم لا يجدون سوى قيظ الصحراء، وحجارة تلفظ فيح الحميم وشجيرات يابسة ،طلعها كأنه رؤوس شياطين ...؟!
وما الذى ملأ قلوبهم يقيناً وعزماً ...
أنه ابن عبد الله ( صلي الله عليه وسلم )
ومن لكُل هذا سواه ...؟!
لقد رأوا رأى العين كل فضائله ومزاياه ...
رأوا طهره وعفته وأمانته واستقامته وشجاعته ...
رأوا سموه وحنانه ...
رأوا عقله وبيانه...
رأوا الشمس تتألف وتشع تألق صدقه وعظمة نفسه ...
وحين يري أهل القيافة و العيافة ( مقتفي الأثر ) ، يرى اًحدهم وقع الأقدام على الطريق فيقول هذا فلان وهذه قدم فلان ، ويشم أنفاس محدثه ، فيدرك ما تحت جوانحه من صدق وبهتان ...!
هوًلاٍء رأوا الحبيب محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ،وعاصروه منذ أن أهل على الوجود وليداً.
لم تخفي عليهم من حياته خافية ، حتى طور طفولته ، ذالك الذى لا يلاحظه إلا أهل الطفل وذووه ، كان بالنسبة للنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) مرئياَ مشاهداً لأهل مكة جميعاً ، ذالك لان طفولته لم تكن كبقية الطفولات ولقد لفتت أنظار الناس إليها بمقدار ما انطوت عليه من رجولة مبكرة وبقدر ماعز فت عن لهو الأطفال إلى ِجدَ الرجال ...!!
فعلى سبيل المثال .. كانت قريش تتحدث عن حفيد عبدا لمطلب الذى يناَى عن ملاعب الأطفال وأسمارهم ويقول كلما دعي إليها : ( أنا لم اُخلق لهذا ) ... !
وكانت قريش تتحدث عما أنبَاتهم به وأذاعته ، بينهم مرضعته ( حليمة السعدية ) حين عادة به إلى أهله ،حاكية لهم من ملحوظاتها ومشاهداتها وتجربتها ، مع الطفل ما أقنعها بأنه طفل غير عادى ،و انه ينطوي على سر لا يعلمه إلا الله ، وقد تكشفه الأيام القادمة .......
وأما شبابه، بالطهر شبابه، فقد كان أكثر وضوحا وإسفارا، وكان حديث قومه عنه وشغلهم به أكثر دأباً وإكبارا
وأمّا رجولته فقد كانت مِلًّ كل عين، وأذن، وقلب، وكانت فوق هذا،....
ضمير مجتمعه وقومه يقيسون سلوكها وتصرفاتها كل رؤاهم عن الحق والخير والجمال...
هي إذن حياة واضحة مقروءة من المهد إلى الممات
( صلي الله عليه وسلم ).....
وكيف كان وهو بشر يأكل ويشرب ويتزوج ،....
استطاع أن يعلمنا ما فيه خيرنا فى الدنيا والآخرة وبمشاهدة أصحابه وهم يذودون عنه وعن الإسلام ، ولا يتأتّا هذا إلا.....
بمعرفة سيرة الحبيب المصطفى محمد
( صلي الله عليه وسلم ) ، واصله وكل ما يحيط به ، لتزداد معرفتنا بمن قال فيه الله سبحانه وتعالى :
{إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا }وقال أيضا :
{ وانك لعلى خلق عظيم } .....
ولكن فى هذا الوقت العصيب الذي يعصف بالإسلام والمسلمين ، من قِبل أعداء الدين ،....
وأعداء الفِطرة السليمة ،....
وأعداء أنفسهم الخبيثة ،....
التي لم تجد ما تُملي فراغها المشين والمهتري ،..
إلاّ البحث عن من تسُبّهُ وتُعيب فيه لتُرضي غرورها......
وسخطها علي ما حولها من تفسخ في الخُلق والدين والمعتقد، فبحثوا عن معلم لهم ومرشد يرشدهم ليصلوا
( في اعتقادهم ) إلي مرحلة تكون سبباً في هدم الدين الإسلامي الحنيف بأكمله والعبث به ، ....
فوجدوا الشيطان الرجيم ،العدو اللدود للبشر كافّة ، فأملي عليهم ما يفعلون ، علي أرضية الفُرصة المتاحة لهم ، وهي ضِعف المسلمين ، وتشتتهم وضعفهم والتناحر في ما بينهم ، فقد حاولوا العبث بكل ما هو مقدس لدي المسلمين والإسلام ، ....
فلم يجدوا شيء يستفز المسلمين الضعفاء ويحركهم ، إلاّ أمر واحد وهو التطرق للذات الإلهية ومحاربة شخص وذات الحبيب المصطفي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) ،....
ليصلوا بذلك إلي ما يريدون ، من زرع الفِتنة والشِقاق والتشكيك في روح هذا الدين العظيم ،وأيضاً للوصول للمكاسب المادية الفانية من شُهرة متخذين مبدأ
( خالف تُعرف) فظهرت طوائف من أرباع المتعلمين ، من هذا الدين ( للأسف ) ، فألهمهم الشيطان تبعاً لأنفسهم الضعيفة
} وما يعدهم الشيطان إلاّ غرورا ....{ وتحت حرية التعبير والكلام ، وتحت حرية الخوض والتحدث في كل شيء ،....
فبذلك وجد الغرب فُرصة للتطرق والطعن في هذا الدين ، متخذين الجهلة المتملقين والمنافقين من أبناء الدين وسيلتهم وقدوتهم ، فبدءوا في سب وكيل الشتائم وتحقير الرموز الإسلامية والتشكيك في مصداقيتها ....
وعلى رأسها سيدنا الحبيب المصطفي محمد
( صلي الله عليه وسلم )، لأنهم يعرفون مدي حُب المسلمين لنبيهم الكريم ( صلي الله عليه وسلم )، ولزوجته المصون الفاضلة عائشة ( رضي الله عنها )ولاعتقادهم بأن هذا الوسيلة هي الأنجع ، في التصدي للمد الإسلامي القوي وانتشاره بين ربوع بلادهم .


وللأسف الشديد ،.....
فقد أثّر هذا التوجه الغربي الحاقد علي بعض المسلمين ،الذين لا يملكون من الإسلام إلاّ الاسم فأصبحوا يستمعون ويقرأون ما يكتبه الغرب ، وكلهم شك وتساؤل ، هل ما يكتبه هؤلاء الشياطين من الإنس صحيح .... وهل ..... وهل .....؟
فبذلك نري بأن هؤلاء الجهلة ( الكَفَرَ ة ) أرباع المتعلمين ، قد نجحوا في إدخال الشك والريبة ،في نفوس أدعيائهم و وإن كانت هذه موجودة في نفوسهم أصلاً ، وبذلك أصبحت الأرضية العربية الإسلامية ،مواتية وخِصبة للعبث بكل شيء مقدس وشريف .
ولكن من فضل الله ، فإن الإسلام قوي برسالته وبنهجه وبنبيه ( صلي الله عليه وسلم )، ولكن المسلمين في هذا العصر ، هُمْ الحلقة الأضعف ،المستهدفة من قِبل الغرب الصليبي ومن منافقي هذا العصر ، لذلك فمن واجب المسلمين الرجوع لأصل هذا الدين العظيم ، والبحث بين ثنياه ، عن علاجات لهذا الضعف المهين ، والذي جعل الغرب الصليبي الحاقد ، يسرح ويمرح في أرضنا من جهة ، والطعن في ديننا وفي نبينا من جهة أُخرى ، ونحن كمسلمين نعرف ونؤمن بأن الله سبحانه وتعالي ، قد تكفل بحفظ هذا الدين من التبديل والتغيير ، ونعلم أيضاً بأن ذات الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) أصعب من أن يتم النيل منها والعبث بها ......
والحق يقال في هذا الصدد ، فقد إنبرا عدد من أقلام العلماء والأدباء المسلمين حقاً في الدفاع بالكلمة عن هذا الدين القويم وإعلام الغرب الحاقد وأتباعه من الكَفَرَة والمنافقين من الداخل ، بأن الإسلام والمسلمين ونبينا محمد ( صلي الله عليه وسلم )، من الخطوط الحمراء ،
المحظور المس بها والتطرق إليها .
فقاموا بمواجهة هذه الهجمة الشرسة ، علي المستوى الإعلامي من صحافة مكتوبة ومرئية ، فوصلوا والحمد الله إلي وقف هذه الهجمة ولو جزئياً ،على ما يحيط بهذه الأمة العظيمة وبنبيها الكريم
( صلي الله عليه وسلم )،من تطاول ........
لذلك نجد أنفسنا نحن المسلمين في هذا العصر ، المليء بالدسائس والمؤامرات على الدين ورموزه في حاجة ماسّة للرجوع لخُلق وأخلاق النبي
( صلي الله عليه وسلم ) من سيرته العطِرة ،لنأخذ منها ما يُصلح لنا ديننا وحياتنا ومستقبلنا ،....
هذا من جهة ومن جهة أخرى، نقوى به أيماننا ، لان معرفته ( صلي الله عليه وسلم )، هي فى حد ذاتها اجر وعبادة ووسيلة لزيادة حُبّك له ، وحينما يزداد حبك له تكون قد وصلت إلى لُب الإسلام والمسلمين ...
ففي حُب النبي و( صلي الله عليه وسلم )، إكرام وفوز ونعمة من الله سبحانه وتعالي ، وسلاح للرد على أعداء الدين ، من لا دين لهم ولا أخلاق ......
ولنكون بذالك ممن تكرم الله عليهم ، بالدخول فى شفاعته ( صلي الله عليه وسلم ) .
اخوتي الكرام المحترمين مُحبي الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم
اقدم لكم هذه المائدة الطيبة والتي تحتوي علي اطيب ما يمكن قرأته بعد القرآن الكريم ، الا وهي سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم ........
وفى الحقيقة أخوتي الكرام ...
لم أزد على ما قاله إسلافنا فى موسوعاتهم العظيمة وهى تتحدث عن السيرة وكيف نشأت ومن هم أبطالها ، ولكني أردت أن ابسط وأُسهل الولوج إلى خبايا سيرته ( صلي الله عليه وسلم )،العطرة بسلاسة لتكون قريبه إلى أذهاننا ، ويمكن الوصول إلى كل ما نُريده في السيرة بيسر وسهولة .
فهي بالا حري ما وجد في كتاب لم يوجد في غيره ،وفي سيرة لم توجد في غيرها ، ومن حادثه في كتاب لم توجد في غيرها، فباستطاعة كل قاري أن يصل إلي ما يريده من سيرة المصطفي
( صلي الله عليه وسلم ) ولكن لابد له أن يقرا كل الكتب المكتوبة من قبل الافاظل السلف الصالح والكُتاب والعلماء .
فأردتْ أن آخذ من كل بستان ريحانه عطره من سيرته
( صلي الله عليه وسلم )،ووضعها فى باقة واحدة لتسهيل معرفة محتواها والوصول إليها وتعم الفائدة المرجوة...
لان الذي يقرأ هذا البحث ، يجعله يرجع إلى السيرة المؤلفة من قبل العلماء، ليزداد وليروى ضّمْائه لمعرفة المزيد .
وكأني بهذا العمل ، أُحبب القاري فى الولوج إلى كتب السيرة لمعرفة المزيد ، ....
و لسنا فى شك حين نقرا ونفحص ما قالت وما كتبت أيدي العلماء والمؤرخون ومُتَّتبِعِي خطوات
النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم )،من سلوكه الكريم وأخلاقه وسيرته الذاتية ،
مع الله ومع نفسه ومع أهله وعشيرته وأصحابه ومع المسلمين كافة.
لأننا نعرف مسبقاً وغيبياً بأن الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم )،هو فوق كل الشُبهات ونؤمن أيضا بأن الله حينما وصفه بأنه على خلق عظيم، قلنا سمعناَ وأطعناَ وصدقناَ،لان الذي هذا سلوكه ودينه وحبه وروعته ورفعة مقامه لا يمكن أن يكون هو إلا خاَّتم النبيين وإمام المرسلين وشفيع العباد يوم الدين، فصلى الله عليك يا حبيبى يارسول الله، في الأولين والأخيرين .وفي كل زمان وحين........
وقد استعنت بالمراجع المهمة في إعداد هذه السيرة وهي
المراجع
( القرآن الكريم )
* ( 1 ) السيرة النبوية
لأبن هشام الجزء ( 1 ) والجزء ( 2 ) والجزء
( 3 ) والجزء ( 4 ) ( الطبعة الثالثة . 1971 )
تحقيق وضبط وفهرسة :
( 1 ) مصطفي السقي ( المدرس بكلية الآداب )
( 2 ) إبراهيم الأبياري ( المدرس في المدرسة الأميرية )
( 3 ) عبد الحفيظ شلبي ( احد أعضاء التدريس بالأزهر الشريف )
* ( 2 ) رجال حول الرسول
للأستاذ ( خالد محمد خالد ) الطبعة الثانية ( 1987 )
* ( 3 ) المختصر في أخبار البشر
لأبي الفداء ( عماد الدين إسماعيل أبي الفداء ) ،
( الجزء الأول والثاني )
* ( 4 ) الإسراء والمعراج
( للشيخ العلامة محمد متولي الشعراوي ) مكتبة التراث الإسلامي .
* ( 5 ) تاريخ الدولة الإسلامية
( للأستاذ الدكتور عبد العزيز سالم ) الأستاذ المساعد في الأزهر الشريف )
* ( 8 ) إسهامات تاريخية مُهمّة نقلاً عن رواد السيرة النبوية الشريفة .
( الأخ أبو معاذ ) أحد المهتمين بالشأن الأدبي والتاريخي
والذي يملك مكتبة ضخمة في طرابلس ،خاصة ، ساعدني في الحصول علي بعض المراجع ....
وقد استمر الإعداد لها مايقرب من خمسة سنوات ،
وقد رأيت أن تكون علي أجزاء وفصول متصلة، مع بعض ليسهل الوصول إليها بسهولة، أفضل من البحث عن جزء من هنا وجزء من هناك ....
وقد اسميتها :
سيرة الحبيب المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم
بقلم
رواة وكُتّابْ السيرة العِظام
وكما كنت دائما اقول ، إن صح ما أنوي عمله فمن تيسير الله لي وبفضل الله ، وإن أخفقت فذلك من نفسي والشيطان ، والله والرسول برئ مما عملت ...
اللهم اجعل صلاتنا علي الحبيب المصطفي
( صلي الله عليه وسلم )، راحة لنا في حياتنا وبعد مماتنا ، وأتهِ ، الوسيلة والدرجة الرفيعة التي وعده إنك لا تُخلف الميعاد،يأرحم الراحمين.....
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .......
اللهم اجعل هذا لله، لا لسواه.......


عدل سابقا من قبل اميرة في الثلاثاء يناير 01, 2013 5:57 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
اميرة
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى



عدد المساهمات : 1016
تاريخ التسجيل : 29/12/2012

سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم    سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء يناير 01, 2013 5:46 pm


سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل...
الفصل السابع ..ج2
الاخوة الاكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك ....
ندخل في هذا الجزء الثاني من الفصل السابع
الاستعداد والدخول لفتح مكة
فنبتديء ببسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي صاحب السيرة
تجهيز الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )
للمسلمين لفتح مكة
وكان ذلك في العاشر من رمضان( للسنة الثامنة للهجرة )
قال أبن هشام :
فلمّا نقضت قريش وحلفائها الصُلح الذي أُبرم بين الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،......
وبين قريش والذي سميّ بصُلح ( الحديبية ) .
وبعد أن تورطت قريش في هذا النقض وندمت ، وحاول زعيمها أبو سفيان بن حرب إصلاح وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، ولكنه قُبل بالرفض والممانعة من قِبل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، والمسلمون .
فعبد أن تطور هذا الأمر إلي هذا الحد ، عزم الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، بأنها هذه المشاكل .....
والحروب بينه وبين قريش إلي الأبد ، وكان ذلك بالسير لفتح مكة نهائياً
وجعلها تابعة للمسلمين دون كفّار قريش .
على هذا الأساس عزم النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على السير إلي مكة لفتحها وتحقيق امله وأمل المهاجرين الذي راودهم كثيراً ، في العودة إلي الموطن الأصلي ...
فأمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بأعداد جيشاً كثيفاً من أهل المدينة لم تشهد الحجاز مثيلاً له من قبل ،....
وكانت عِدته كالأتي :
عشرة الآف رجل ، وقد تشكل هذا الجيش من مختلف قبائل العرب
فمن بني سليم ( ألف رجل )
ومن بني مُزين ( ألف رجل )
ومن بني غِفار ( أربعمائة رجل )
ومن بني قيس وأسد وتميم وبقية القبائل العربية ومن الأنصار ومن المهاجرين ،
أُستكمل بقية الجيش ،....
حتى أصبح قوامه ( عشرة الآف رجل ) ......
أمّا شِعار المسلمين يوم فتح مكة ، فكانا شِعارين أحداهما للمهاجرين والأخر للأنصار ،
وكان كالأتي :
شِعار المهاجرين وهو ( يا بني عبد الرحمن )
وشِعار الأنصار ( الأوس والخزرج ) وهو
( يا بني عبد الله ، ويا بني عبيد الله ) ....
وأستخلف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على المدينة
( أبا رهم كلثوم بن حصين )
فأمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أهله بالتهيؤ والتجهيز.
وفي إثناء ذلك دخل أبوبكر الصديق ( رضي الله عنه ) على أبنته عائشة ( رضي الله عنها ) .....
وهي تحرك بعض جهاز الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فتعجب من أمرها وسألها :
أي بُنية أأمركم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أن تجهزوه ..؟ فقالت له : نعم ،
فقال لها وكان مراده أن يستفهم منها :
فأين ترينه يريد ..؟ فقالت :
لا والله ما أدري ،ففي ذلك الوقت أبلغ الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،الناس وأعلمهم بأني سائر إلي مكة ، فاتحاً ، وأمرهم بالجِدّ والتهيؤ ،
وقال لهم : ( خذوا العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها
( أي نأتيها بغته بدون علمهم ) ) .
وبالفعل تمّا له ما أراد من كتمان ، إلاّ أنه كانت هناك محاولة لأعلام قريش بما يرمي إليه الرسول
الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ولكنها بائت بالفشل ..
محاولة حاطب بن أبي بلتعة
إخبار قريش بقدوم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) إليهم
وقد حدث هذا الأمر إثناء عزم واستعداد الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،للمسير نحو مكة ،....
فكتب رجل يقال له ( حاطب بن أبي بلتعة ) كتاباً إلي قريش يُخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ،من أمر السير إليهم ، ثُمّ أعطاه لأمرأة يقال لها ( سارة ) وهي مولاة لبني عبد المطلب ، وأمرها بتوصيلها وإبلاغ قريش بهذه الرسالة ،
وأغراها بالمال والنفقة لهذه الرحلة ، فأخذت هذه المرأة الرسالة ووضعتها في رأسها ،
ثُمّ ظفرت عليها قرونها تأكيداً لإخفائها عن الأنظار ، ثُمّ خرجت بها .
ولكن الله سبحان وتعالي حارس نبيه وحامية من الشرور والمفاسد والفتن ، فأتي الخبر من السماء للنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يخبره بخبر ( حاطب بن أبي بلتعة ) وما فعل ، عندها بعث الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، علي بن أبي طالب والزبير بن العواّم ( رضي الله عنهما )
لإفشال هذه الخطة ، فقال لهم :
( أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بن أبي بلتعة بكتاب لقريش يحذرهم فيه منّا ) ....
فخرج الصحابيان الجليلان حتى أدركا المرأة في مكان
يقال له ( الحليقة ) ، فأمراها بالتوقف والنزول من على راحلتها ،فأعترضت ولكن أمام إصرارهما رضخت ونزلت ، فلمّا نزلت قاما بتفتيش رحلها فلم يجدا فيه شيئاً ، فقال لها علي بن أبي طالب
( رضي الله عنه ) :
إني أحلف بالله ما كُذِّب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وما كُذِبنا ولئن أخرجت هذا الكتاب ، أو لنكشفنك ، فلمّا رأت أنه يعني ما يقول قالت :
أعرِض وجهك عني ، فأعرض وجهه عنها فحلت ضفيرتها وأستخرجت الكتاب من شعرها ، فدفعته إليهم ، فأتي بالكتاب للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأُمر بحاطب بن أبي بلتعة أن يحضر ، فلمّا حضر ، قال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )
( يا حاطب ما حملك على هذا ..؟ ) فقال :
يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله والرسول ، وما غيرت ولا بدلت ، ولكن كنت إمراً ليس لي قوم لا من أهل ولا من عشيرة ، وكان لي اهلي وولدي عندهم محتجزين ، فأردت أن أُقدم لهم هذا الصنيع .!
فغضب عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وقال :
دعني يا رسول الله أن أضرب عنق هذا الرجل ، فأنه قد نافق ، فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( وما يدريك يا عمر ، لعل الله قد إطلع إلي أصحاب بدر فقال لهم : أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) ......
خروج النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ومسيرته لفتح مكة
ثُمّ مضي النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،في مسيرته المظفرة لفتح مكة ،
فنزل بمكان يقال له ( الظهران ) ،...
وقد عُميت الأخبار عن قريش ، فلم يأتهم أي خبر عن نوايا ومراد الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، .....
فاحتارت قريش عن ماذا يخطط ، فلم يسكن بالهم أو يطمأنوا عن هدوء أخبار المسلمين ، فبدأو يحاولون تحسس الأخبار ،....
فكانت هذه المهمة قد أُكلت لزعيمها معاوية بن أبي سفيان ليقوم هو بنفسه بتحسس الأخبار ،....
فخرج ومعه حكيم بن حزم وبُديل أبن ورقاء يتحسسون الأخبار ، فقبل أن نأتي على حديث هؤلاءِ الثلاثة الذين خرجوا ليتسقطوا الأخبار ، .....
وجب أن نقف وقفة تخص هذه المرة عمّ النبي الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) العباس بن عبد المطلب ، وما حدث في أسلامة ......؟ ثُمّ نعود لأبي سفيان ورفاقه .....
هجرة العباس بن عبد المطلب
وإلتحاقه بالنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم )
ففي الوقت الذي سار فيه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،والمسلمون لفتح مكة ،
قرر العباس بن عبد المطلب ، الأجهار بإسلامه ، ومعنى الأجهار بإسلامه أنه أسلم وفضلّ البقاء في مكة كاتم إسلامه ، لغاية مهمة تجعله يبقي في مكة ، وكانت هذه الغاية هي لغرض سقاية الحجاج ، وقد كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، راضٍ عنه...
فقرر العباس أن يلتحق بالرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ليضمن أجر الهجرة والفتح ، ....
لأنه كان يعلم بنوايا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بمراده لفتح مكة ، فأراد أن يلتحق به مهاجراً ومشاركاً في الفتح ،....
فكان له ما أراد ......
محاولة أبو سفيان بن حرب
الدخول على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )
وإسلامه.....
وقد كان من أمر أبو سفيان بن حرب وعبد الله بن أبي أُميّة أبن المغيرة ، أرادا
الدخول على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقد لقيا الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، ....
بمكان يقال له ( العُقاب ) فيما بين مكة والمدينة .
فوصلا إلي خيمة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأرادا الدخول عليه فمنعتهم أُم المؤمنين أُم سلمة ( رضي الله عنها ) ، وأرادت أن تستأذن لهم من النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فدلت عليه وقالت له :
يا رسول الله ، إن أبن عمّك وأبن عمتك وصهرك ، يريدان الدخول عليك ، فقال لها: ( لا حاجة لي بهما ، فأبن عمّي فقد هتك عِرضي ، وأمّا أبن عمتي وصهري فقد قالا لي بمكة ما قالا ) ....
فلمّا نقلت أم سلمة ( رضي الله عنها ) ما قاله عنهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال أبو سفيان بن حرب :
والله ليأذننّ لي أو لاأخذنّ بيدي بُني هذا ثُم لنذهبنّ في الأرض حتى نموت عطشاً وجوعاً ، ....
فبلغ كلامه هذا لمسامع النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فرقّا لهما وأذِن لهما بالدخول عليه ، فلمّا دخلا عليه ، ....
فحدثهما قليلاً ثُم أسلاما ....
والحديث هنا للعباس بن عبد المطلب ، يحكي كيف كان إسلام أبو سفيان بن حرب ،
حدث كالاتي حيث قال :
فعندما نزل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) بالظهران ، عندما ألتحق به العباس وكان راكباً بغلة الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ،قال : وأصباحاه على قريش ....!!
والله لئن دخل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه ، إنه لهلاك قريش إلي آخر الدهر ، وأستمر العباس بالحديث ا فقال :
فبعد أن قلت ما قلت جلست على بغلة الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، فأسرعت بها حتى جئت الأراك فقلت : لعلة أجد بعض الحطّابه أو صاحب لبن أو ذا حاجة يأتي مكة ، فيخبرهم بمكان ونية النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،فيخرجوا إليه فيستأمنوه ، قبل أن يدخل عليهم عنوة .
فو الله إني لأسير على البغلة حتى سمعت كلام أبو سفيان حرب وبُديل بن ورقاء ، وهما يتراجعان وأبو سفيان يقول :
ما رأيت كا الليلة نيراناً قط ولا عسكر ..!!
فقال بُديل :هذه والله خُزاعة ، قد حمّشها الحرب ، فقال أبو سفيان : خُزاعة أذل وأقل من تكون هذه نيرانها وعسكرها ، فعرفت صوته فقلت : يا أبا حنظلة ، فسمعني أبو سفيان وقال:
أبو الفضل..؟ فقلت : نعم ، فقال :
مالك..؟ فداك أبي وأمي ، فقلت ويحك أبا سفيان ، هذا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،
في الناس ، وأن وأصباحاه قريش والله ..! فقال : وما الحيلة في رأيك يا أبا الفضل ..؟
فداك أبي وأمي ، فقلت : والله لئن ظفر بك النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،
ليظربنّ عنقك ، فأركب في عجز هذه البغلة ،
حتى آتي بك الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ،فأستأمنه عليك ، فركب على عجز البغلة ورجع صاحباه ، وذهبت به في اتجاه خيمة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) فكلما مررنا بنار من نيران المسلمين ، قالوا لي : من هذا ..؟
وعندما يروا بغلة النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، قالوا:
هذا عمّ النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى مررنا بنا عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ،
فلما رآنا قال : هذا عم الرسول( صلي الله عليه وسلم ) ، وخلفه عدوا الله أبو سفيان بن حرب ، فذهب مسرعاً للرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، فسبقته أنا وأبو سفيان ونحن راكبان على البغلة ،
حتى دخلت على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قبل أن يصل عمر بن الخطاب
( رضي الله عنه ) ، وقلت :
يا رسول الله هذا أبو سفيان بن حرب وقد أجرته ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، :
( أذهب به يا عبّاس إلى رُحلك ، فإذا أصبحت فأتني به )....
فلمّا أصبحت ، بعد أن بات أبا سفيان بن حرب ، عندي في رُحلي ،
أتيت به على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،...
فلمّا رآه قال له :
( ويحك يا ابا سفيان ، ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلاّ الله ..؟ ) فردّ عليه وقال: بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك !!! والله لقد ظننت أني لو كان مع الله إله غيره لقد أغني عني شيئاً بعد ،
فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم إني رسول الله ...؟ )... فقال :
أمّا هذه والله فإنّ في النفس منها حتى الآن شيئاً ، فقال له العباس :
ويحك أسلم وأشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمد رسول الله ، قبل أن تُضرب عنقك ، فقال :
أشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمد رسول الله ، فقال العباس :
يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر ، فأجعل له شيئاً ،
فقال:
( نعم ، فمن دخل دار أبا سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ) ....
.فلمّا أنصرف أبا سفيان ، قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، للعباس :
( يا عبّاس أحبسه بمضيق الوادي عند رأس الجبل ، حتى تمرّ به جنود الله ليراها )،
وأكمل العباس الحديث وقال :
فلمّا حبسته على رأس الجبل ، مرت به القبائل على راياتها ، فكلما مرت قبيلة قال :
يا عباس من هذه ..؟ فأقول :
قبيلة سليم ، فيقول ما لي ولسليم ، ثُمّ أذا مرت قبيلة مُزينة ، فيقول : ما لي ولمُزينة ، حتى مرت القبائل كلها ، وهو يقول مالي ولهذه ..... وكان قصد الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
من ذلك في جعل أبا سفيان في مكان عالٍ ليري من الجيش المسلم ، ليُعلمه بمدي قوة المسلمين ولزرع في قلوب قريش الرهبة والخوف، وبالفعل فعندما رجع أبا سفيان بن حرب إلي مكة قال لقومه :
يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم فيما لا قِبل لكم به ، وقال :
من دخل دار أبا سفيان فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، فتفرق الناس ألي بيوتهم فأغلقوا أبوابهم عن أنفسهم ...
وصول الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )
لمكة المكرمة فاتحاً وتنسيق طُرق وأبواب الدخول
فلمّا وصل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
وسار باتجاه مكة ، وصل إلي مكان يقال له ( ذي الطوي ) فوقف على راحلته معتجراً بِشقة بُرد
( ثياب من اليمن لونها أحمر ) وواضعاً على رأسه على هيئة الركوع ، تواضعاً لله سبحانه وتعالي حينما رآي ما أكرمه الله به من الفتح والانتصار على قوى الشر ...
وقد حدد الطريقة لدخول المسلمين إلي مكة ، بأن وضع قادة الجيوش كا الأتي :
( 1 ) الزبير بن العوام ، يدخل بالناس من كُرى .
( 2 ) وسعد بن عبادة ، أن يدخل بالناس من كداء
( جبل بأعلى مكة ) .
ثُمّ بدّل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،...
سعد بن عبادة من على إمرة الناس ، بعلي بن أبي طالب
( رضي الله عنه ) ، لأنه سمع سعد بن عبادة يقول :
اليوم يوم الملحمة ، فاليوم تُستحل الحُرمة ، فخاف أن يتصرف سعد بفضاضة وبالقتل ، فبدّله بعلي ...
( 3 ) وأمر خالد بن الوليد أن يدخل بالمسلمين من الليط
( بأسفل مكة من الجهة اليمني ) .
( 4 ) وعبيدة بن الجراح ، أن يدخل بالناس من مكان يقال له
( أذافر ) بأعلى مكة .
وكان شعار المسلمين يوم فتح مكة وحنين والطائف هو شعار المهاجرين ( يا بني عبد الرحمن ) وشعار الخزرج ( يا بني عبد الله ) وشعار الأوس ( يا بني عبيد الله ) ...
أسماء من أمر النبي بقتلهم حتى وإن دخلوا داخل الكعبة
وقد أمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بعدم القتال ،
إلاّ أن تعرضوا للقتل ، وقد أمر نفر من المشركين سمّاهم بالاسم ،
بقتلهم حتى وإن تعلقوا بأستار الكعبة وهم :
( 1 ) عبد الله بن سعد ( 2 ) الحويرث أبن نُقيذ بن وهب
( 3 ) سارة مولاة لبني عبد المطلب . ( 4 ) عكرمة بن أبي جهل .
أمّا قصة هؤلاِ ،.....
ولماذا أمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بضرب أعناقهم حتى وإن وجدوا تحت أستار الكعبة ،فهي كا الأتي :
( 1 ) عبد الله بن سعد .
أمّا عبد الله بن سعد ، كان قد أسلم وأرتدّ مُشركاً عائداً إلي قريش ،
ففر إلي عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) ، وكان أخوه في الرضاعة ،
فأجاره ، وغيبه عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) حتى لا يراه، وعندما فتح الله على رسوله الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، بفتح مكة ، جاء به عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه )
لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ليعفوا عنه بعد أن سمع عن هدر دمه.
فما كان من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلاّ أن صمت طويلاً ولم يجبه ، وكان قصد الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن يقوم أحد المسملين بضرب عنق عبد الله بن سعد ، قبل أن يعطيه الأمان ، ولكن لم يفهم أحد من المسلمين مقصد النبي( صلي الله عليه وسلم ) ،من صمته ،
عندها قال : ( نعم ) ... فقال رجل من الأنصار :
يا رسول الله هلا أومأت إليّ بإشارة لأقتله ، فقال:
( إن النبي لا يقتل باالأشارة ) .....
( 2 ) الحويرث أبن نُقيذ بن وهب بن عبد الله قُصيّ .
فقد كان يؤذي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بمكة ،
وقصته أنه هو الذي قتل الأنصاري الذي قًتل أخاه خطأً ، وفراره إلي قريش مُشركاً ،فأهدر دمه ،....
فقتله علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) .
( 3 ) سارة مولاة لبني عبد المطلب .
فقد كانت ممن يؤذي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
وهو بمكة ، فقُتلت في زمن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) .
( 4 ) عكرمة بن أبي جهل .
فقد كان من ألد أعداء الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فعندما أُهدر دمه فرّ إلي اليمن بامرأته أُم حكيم بنت الحارث ، فاستأمنت له عند رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأمنه ، فرجعت إلي اليمن وأعلمته بعفوا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عنه ، ففرح ورجع معها ، وأشهر إسلامه .......
دخول الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) مكة وما أوصى به
أمّا ما حدث حينما دخل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي مكة ، ومنّا الله عليه بهذا الفتح العظيم ، خرج حتى جاء البيت ، فطاف به سبعاً على راحلته ، ثُمّ أستلم الركن بمحجن كان يمسكه بيده ، فلمّا قضي طوافه ، دعا عثمان بن طلحة ، فأخذ منه مفتاح الكعبة ، ففُتحت له ، فدخلها ، فوجد في جوفها تمثال حمامة مصنوع من العيدان ، فقام بكسرها بيده ثُمّ طرحها ، ووجد في داخلها أصناماً مصنوعة ومشدودة بالرصاص ، فجعل يسقطها بقضيب كان في يده ويقول :

( جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) ....
ثُمّ وقف على باب الكعبة وقد تجمع الناس في المسجد وقال :
( لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ، ألا كل مأثرة ( أحد الخصال المحمودة ) أو دم أو مال يُدّعى ، فهو تحت قدمي ، إلاّ سدانة البيت وسقاية الحاج .....
ألا وقتيل الخطأ شبه العمد بالسوط والعصي ، ففيه الدية مغلظة ، مائة من الإبل ، أربعون منها في بطون أولادها ....
يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظُمها بالآباء ، الناس من آدم ، وآدم من تراب ، حيث قال تعالي :
( يأيُها النّاسُ إنَما خَلَقَنَكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وأُنثَى وَجَعَلَنَكُمْ شُعُوباً وقَبَائِلْ لِتَعَارَفُوا إنَّ أكَرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقَاكُمْ ......... )
يا معشر قريش ، ما ترون إني فاعل فيمن ..؟
فقالوا وهم مشدودين بأبصارهم ناحيته خوفاً من القصاص وطمعاً في العفو ، وكانوا يعلمون أنه من حقه أن ينتقم منهم لما لاقاه منهم من حرب وتعذيب وإهانه وطرد فقالوا له وهم يرجون خيراً وطمعاً بصوت واحد :
خيراً أخ كريم وأبن أخ كريم ...
فقال لهم نبي الرحمة ( صلي الله عليه وسلم ) :
(اذهبوا فأنتم الطلقاء ....!! )
وبعد أن أنهى كلامه لقريش ،....
جلس فأتاه علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) وفي يده مفتاح الكعبة وقال له يا رسول الله أجعل لنا الحجابة مع السقاية صلي الله عليك ، فقال له الرسول الكريم البار الوفي لأهله وبلده
( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( أين عثمان أبن طلحة ..؟) فدعي له ، فلمّا حضر عثمان ، قال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) :
( هاك المفتاح يا عثمان ، فاليوم يوم بِر ووفاء ) ..........
تخوف الأنصار من بقاء الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
في مكة وعدم العودة معهم إلي المدينة
قال أبن هشام :
عندما أفتتح الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، مكة ودخلها ، قام على الصفا يدعو الله ، وقد أُحدقت أعين المسلمين من هذا المشهد العظيم بعد الانتصار والفتح ، وإلتفّ حوله الأنصار ، فقالوا فيما بينهم :
أترون رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،إذ فتح الله عليه أرضه وبلده يقيم بها ويرحل عنّا ويتركنا ...؟
، فلمّا فرغ الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،من دعائه ، إلتفت إليهم وقال لهم :
( ماذا قلتم ..؟ ) فقالوا له :
لا شيء يا رسول الله ، فقال لهم : ( بل قُلتم ) فقالوا له :
نعم يا رسول الله لقد قلنا قد فتح الله عليه بلده ووطنه أتراه يقيم فيها ويتركنا ..؟
فقال لهم وبكل الوفاء والحب الذي يكنه لهم :
( معاذ الله ..!! المحيا محياكم والممات مماتكم ) ...
بعض الحوادث التي حدثت عند فتح مكة
هناك بعض الأمور التي حدثت عندما فتح الله على سيدنا الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) في فتح مكة ،
وجب أن نذكرها هنا لأهميتها وهي :
( 1 ) أ ول قتيل من جانب المسلمين .
بلغني أن أول قتيل وداه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )
( دفع ديته ) ، هو جُندب بن الأكوع ،حيث قتلته قبيلة بنو كعب،وهي أحد القبائل المواليه للرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم )، فدفع ديته لأهله مائة ناقة .
( 1 ) أمره ( صلي الله عليه وسلم ) ، بطمس صور الملائكة .
فعندما دخل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) مكة ، فدخل البيت ، فرأى فيه صور تُشبّه وتصوّر الملائكة وغيرهم تمّ رسمها وتمثيلها ، فرأى إبراهيم ( عليه السلام ) مصوراً وفي يده الأزلام يستقسم بها ، فقال : ( قاتلهم الله !!!! جعلوا شيخنا يستقسم بالأزلام !!! ما شأن إبراهيم والازلام ) ......
قال تعالي:
( ما كَانَ إبْرَهِمْ يَهودياً وَلاَ نَصْرانيّاً ولَكِنْ كَانَ حَنيِفَاً مُسْلِماً وما كَانَ مِنْ المُشْرِكين..)
( 2 ) صلاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، داخل الكعبة .
وحدث أيضاً عندما دخل إلي داخل الكعبة ، وكان معه بلال بن رباح ( رضي الله عنه )
فصليّ النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ثمّ خرج وتخلف بلال ، فدخل عبد الله بن عمر على بلال فسأله أين صلىّ النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ....؟
ونلاحظ هنا بأنه لم يسأله كم صلىّ بل سأله أين صلىّ ..؟ فكان عبد الله بن عمر إذا دخل داخل الكعبة جعل الباب قِبل ظهره حتى يكون بينه وبين الجدار قدر ثلاثة أذرع ، ثُمّ يصلي ، هكذا عرف الموضع من بلال ......( 3 ) سبب إسلام عِتاب والحارث بن هشام .
فعندما دخل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،...
مكة عام الفتح ومعه بلال بن رباح ( رضي الله عنه ) وأمره بأن يصعد إلي أعلى الكعبة ليؤذن ،
وكان أبو سفيان بن حرب وعِتاب بن أسيد بن الحارث ، جلوساً بفناء الكعبة ، قال عتِاب بن أسيد :
لقد أكرم أسيد ألاّ يكون سمِع هذا فيسمع منه ما يغيضه ،
فقال الحارث بن هشام : أما والله لو أعلم أنه مُحق لأتبعته ، فقال أبو سفيان :
لا أقول شيئاً لو تكلمت لأخبِرتْ عني هذه الحصى ، ففي هذا الأثناء خرج عليهم الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال لهم :
( لقد علمتُ الذي قُلتم ، ثُمّ ذكر ذلك لهم ) فقال الحارث وعِتاب :
نشهد أنك رسول الله ، فو الله ما أطلع على هذا أحد كان معنا ، فنقول أخبرك ..
( 4 ) أسلام عبّاس بن مردا س .
وحدث أن أسلام عباس بن مرداس ، ...
أنه كان لأبيه مرداس وثن ( صنم ) يعبده ،
وهو حجر كان يقال له ( خِمار ) ، فلمّا حضرت منية ( موت ) مرداس أوصى أبنه العباس وقال له: أي بُني أعبد خِمار فإنه ينفعك ويضرك ، فوافق على ذلك ، ومضى عبّاس إلي حال سبيله ،...
وذات يوم دخل عبّاس بن مرداس على الوثن خِمار ، فسبحان الله لقد سمع من جوف الصنم خِمار صوتاُ ومنادياً يقول بلسان عربي فصيح :
قُل للقبائل من سليم كلــــــها....أودى خِمار وعاش أهل المسجدِ
إن الذي ورث النبوة والهُــدى.....بعد أبن مريم من قريش مهتدي
أودي خِمار وكان يُعبد مــــرة.....قبل الكتاب إلي النبي مُحمدِ
فعندما سمع العباس بن مرداس هذا الصوت ، قام فوراً بحرق الوثن خِمار ولحِق بالرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) وأسلم .......
( 5 ) إسلام فضالة بن عمير ( الذي أراد قتل النبي
( صلي الله عليه وسلم ) .
إن فضالة بن عُمير بن الُمَّلوح الليثي ، أراد قتل النبي
( صلي الله عليه وسلم ) وهو يطوف بالبيت عام الفتح ، فلما دنا منه ، قال له الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ):
أفضالة أنت ...؟
فقال : نعم ، فضالة يا رسول الله ، فقال له:
( بماذا كنت تحدث نفسك ...؟ ) .
فقال : لا شيء ، فقد كنت أذكر الله ....!
فضحك النبي ( صلي الله عليه وسلم )،ثم قال له :
( أستغفر الله ) ، ثم وضع يده على صدره ، فسكن قلبه ،
فكان فضالة يقول:
والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خَلقِ الله شيء أحبُ إلىَّ منه ، فرجعت إلى أهلي فمررت بامرأة كنت أتحدث إليها ، فقالت : هَلُمَّ إلى الحديث ، فقلت : لها : لا ....
وقال فصالة في ذلك شِعراً :
قالت هَلُّمَّ إلى الحديث قلت لا.....يأبى عليــك الله و الإســـلام
لو ما رأيت محمداً وقبيلـــهُ.....بالفتح يوم تكــسر الأصنـــام
لرأيتِ دين الله أضحى بينّـــَا.....والشرك يغشى وجهه الإظلام
ملاحظة :
أقام الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بعد فتح مكة ، يقصّر الصلاة مدة خمسة عشر ليلة ، وقد فُتحت مكة لعشر ليالٍ بقين من شهر رمضان ( عشرون من رمضان ) ......
للسنة الثامنة للهجرة ........
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
نتوقف هنا ...بعد ان ولجنا في قصة فتح مكة وما حدث فيها
ندخل في الجزء الثالث من الفصل الثامن ....
في تبيان وشرح احد الوسائل والطرق لنشر الاسلام خارج مكة
في بعث السرايا حول الكعبة لدعوة القبائل للاسلام.....
الي ذلك الحين اقول بارك الله لي ولكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى



عدد المساهمات : 1016
تاريخ التسجيل : 29/12/2012

سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم    سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء يناير 01, 2013 5:47 pm


سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السابع ..ج3
الاخوة الاكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك ....
ندخل في الجزء الثالث من الفصل الثامن ....
في تبيان وشرح احد الوسائل والطرق لنشر الاسلام خارج مكة
في بعث السرايا حول الكعبة لدعوة القبائل للاسلام.....
فنبتديء ببسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي صاحب السيرة
بدء مرحلة جديدة في الدعوة للإسلام بعد فتح
مكة
وبعثة النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم )
للسرايا حول الكعبة وخارجها لدعوة القبائل للإسلام
( 1 ) مسيرة خالد بن الوليد إلي بني حذيفة
فبعد أن أستقر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأنتهي من فتح مكة .
سيّر عدد من السرايا فيما حول الكعبة ، وقد كلفها بمهمة واحدة لا غير ، وهي الدعوة إلي الله سبحانه وتعالي ، ولم يأمرهم بالقتال ، فكان ممن بعث في هذه السرايا ، خالد بن الوليد ، فأمره بالتوجه بالسير إلي أسفل تُهامة ن داعياً إلي الله سبحانه وتعالي ، ولم يبعثه مقاتلاّ ، وكان ممن رافقه في هذه البعثة قبائل من العرب وهي قبيلة بني سليم بن منصور ، وبني مُدلج بن مُرة ، فأخطأ الذين كانوا مع خالد عندما رأوا بني خزيمة بن عامر بن عبد مناف بن كنانة ، أخذوا السلاح وأرادوا مقاتلتهم ، فقال لهم خالد :
ضعوا السلاح فأن الناس قد أسلموا ....
والذي حدث أن رجلاً من بني خزيمة يقال له ( جحدم ) قال لقومه:
ويلكم يا بني خزيمة ...!!! إنه خالد والله ...!!
وما بعد وضع السلاح إلاّ الوقوع في الأسر ، وما بعد الأسر إلاّ ضرب الأعناق ،
فو الله لا أضع سلاحي أبداً ، فقالوا له قومه من بني خزيمة :
يا جُحدم أتريد أن تسفك دماءنا ..؟
إن الناس قد أسلموا ووضعوا السلاح ووضعت الحرب أوزارها وأمِن الناس ،
فأنزع سلاحك مثلنا ، وأفعل كما قال خالد .....
فلما وضعوا السلاح أمر بهم خالد فكُتفوا ، فقُتلوا بعد ذلك ،
وقد قال من حضر هذا الأمر وقد شارك فيه :
والله ما قاتلت حتى سمعت أمر عبد الله بن حُذافة السهمي وقد أمر بالقتال ،
وقال لي :
إن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد أمرك أن تقاتلهم
لامتناعهم عن الإسلام ..
فلمّا سمع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
بما حصل في سرية خالد من قتل ، رفع يديه إلي السماء وقال :
( اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ) .
فأرسل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) بفدية من قتِلوا من بني خزيمة بن عامر ....
ولازالت هذه القضية تُثار من حين إلي أخر ، عندما يتم ذكر خالد بن الوليد والبطولات التي عزز بها الإسلام والمسلمين ، ويكفي خالد أن الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،قد بعثه بعد هذه الحادثة مرراً
ولم يُفقد خالد ثقة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
نهائياً ، فلكل جواد كبوة ، والله أعلم
( 2 ) مسيرة خالد بن الوليد لهدم الصنم ( العُزىّ )
وهذا يؤكد مدي صفح النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على خالد بن الوليد ، وأعتبر إن ما حدث من خالد ما هو إلاّ خطأ في التأويل والاجتهاد ،
فأرسله في مهمة جديدة لهدم الصنم ( العُزىّ )....
وكان هذا الصنم بمكان يقال له ( نخلة ) وكانت في بيت يعظمه أهل قريش وكِنانة ومُضر كلها ،
وقد كانت بني شيبان من بني سليم ، من أهم سدنتها وحجابها
( الذين يقومون على خدمتها ) ، فلما سمع خادمها وصاحبها الأسلمي
بمسيرة خالد بن الوليد إليها لهدمها ، قام وعلّق سيفه في عنق الصنم ( العُزىّ )
وشده بحبل وقال لها شعراّ :أ
يا عُزَّ شُدي شِدّة لا شَوَى لها====على خالدٍ ألقي القِناع وَشَمرى
يا عُزَّ إن لم تقتلي المرء خالداً====فيؤتى بأثم عاجل أو تنصّرى
فلمّا وصل خالد إلي ( نخلة ) موطن الصنم ( العُزىّ ) قام بهدمه
وتطهير نخلة من رجسه ، ثّم قفل راجعاً إلي الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ....
غزوة( حنين )
وقد كانت في السنة التى فُتحت فيها مكة
قال أبن هشام نقلاً عن أبن إسحاق :
فلمّا سمعت قبيلة هوازن برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وما فتح الله عليه بفتح مكة ، وما حدث من تطور في أسلوب الدعوة وانتشارها ، وخوفهم من أن يصيبهم ما أصاب غيرهم من القبائل من إستسلام للدعوة الجديدة .
قام رئيسهم ( مالك من عوف النصّري ) فجمع هوازن وثقيف كلها ومعهم قبائل نصر وجُثم وسعد بن بكر ومن بني هلال ،فجمع أموالهم ونسائهم وأبنائهم وكل ما يمتلكون ، وكان قصده من ذلك أن يحاول ويمنع أي تراجع قد يحدث إثناء مواجهته
للرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، وكان من ضمن الجمع الذي جمعه ، رجل طاعن في السن ويُعتقد أنه
من عقلائهم وهو ( دريد أبن الصٌمّة ) ، فسأله فقال له :
يا مالك أتحمل معك الأموال والنساء والأبناء لملاقاة محمد ...!!
فأنه سيكون يوم ليس ككل الأيام ، فقال له مالك بن عوف :
لقد فعلت ذلك وسقت الأموال والنساء والأولاد ، ليكونوا خلف كل رجل منهم ، ليعلموا لماذا يقاتلون وتكون حافزاً لهم في الاستمرار في القتال ، وبذلك فلا يتراجعون ،
فقال له:
لا ينفعك ذلك سوى رجل بسيفه ورمحه ...
محاولة مالك بن عوف إرسال عيون من رجاله الاستطلاع وما حصل لهم من لقاءهم بالملائكة الكرام
ثُمّ أنطلق مالك بن عوف للناس الذين جمعهم وقال لهم :
أيها الناس إذا رأيتموهم فأكسروا جفون سيوفكم ثُمّ شدّوا شِدة رجل واحد فبذلك تنتصرون عليهم ....
وفي هذه الأثناء قرر مالك أبن عوف إرسال عيوناً من رجاله ليستطلعوا حال المسلمين ، ولمعرفة عددهم وعُدتهم وقوتهم ومواطن ضعفهم ، وبالفعل تمّ أرسال مجموعة من رجاله ليقوموا بهذه المهمة ، وبعد أن قاموا بها ، رجعوا إليه وقد تفرقت أوصالهم رعباً وهلعاً ، فأستقبلهم مالك بن عوف وهو يسألهم ويقول :
مالكم وما شأنكم ...؟ فقالوا له :
رأينا رجالاً بيضاً على خيل بُلق ، فو الله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى
معرفة النبي ( صلي الله عليه وسلم ) بما يخطط له مالك بن عوف
وإرساله لعبد الله أبن أبي حدرد الأسلمي عين عليهم
فلمّا سمع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
ما حدث لعيون مالك بن عوف ، ومحاولتهم تتبع أخبار المسلمين .
فأرسل عبد الله أبن أبي حدرد الأسلمي إلي مكان تجمع هوازن ، وأمره أن يدخل في الناس ، فيقيم فيهم حتى يعلم علمهم وما يخططون له ، ثُمّ يأتيه بخبرهم .
فأنطلق أبن أبي حدرد ، فدخل عليهم وأقام فيهم ،
حتى سمع وعلم ما يخططون له من استعداد للحرب ،
ثُمّ أقبل راجعاً حتى أتى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأخبره الخبر .....
فدعا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.....
عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، وأخبره الخبر ، فقال له عمر :
يا رسول الله لقد كذب عبد الله بن حدرد ، فليس من المعقول تواجد هذا الجيش العرمرم ، لأن عمر أعمل عقله السياسي واجتهاده ، وليس حباً في تكذيب عبد الله بن حدرد وقدّر أنه ليس معقولاً وغير قابل للتصديق وجود هذا العدد الهائل من الجيش الكافر ، لأعتبار أن معضم الجزيرة قد دانت بالإسلام ، وعقدت اتفاقيات صلح وحسن جوار مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
فردّ عليه عبد الله بن أبي حدرد : إن كذبتني فربما كذبت بالحق يا عمر ،
فقد كذبت من هو خير مني ، فقال عمر :
أسمعت يا رسول الله ما قاله حدرد ..؟
فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( لقد كنت ضالاً فهداك الله يا عمر ) ....
فلما أجمع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، السير إلي هوازن للقاؤهم ومحاربتهم ، ذُكر له أن صفوان أبن أٌمية بن خلف ،
يملك أدرعاً وسلاحاً له ، فأرسل له وهو يومئذ مُشرك ، فقال له :
( يا أبن أُمية أعرنا سلاحك هذا نلقى فيه عدونا غداً ) ...
فقال له صفوان : أغصباً يا محمد ..؟ فقال له :
( بل عارية ومضمونة حتى نؤديها إليك ) ، فقال :
لا بأس ، فأسلمه مئة درع بما يكفيها من سلاح ، ثُمّ خرج المسلمون ومعهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لقتال هوازن وكانت عدة المسلمين.
( ألفان من أهل مكة مع عشرة الآف من أصحابه الذين خرجوا لفتح مكة ،
فكانوا أثني عشر ألفاً ) ....
وأستعمل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،...
عتاب بن أسيد أبن أبي العيص أميراً على مكة ،
على من تبقى من الناس ......
بدء معركة حنين بين الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) وبين هوازن
عن أبن إسحاق :عن جابر بن عبد الله ، وقد حضر العركة أنه قال :
لمّا استقبلنا وادي حنين انحدرنا في وادٍ من أودية تُهامة ، وقد كان هذا الوادي واسعاً جداً ومنحدر انحدارا شديداً ، فبقينا في الوادي ننتظر الصباح ،
فأستغلت هوازن بزوغ الخيوط الأولى من الصبح وشدة علينا شدة رجل واحد ، فدب الذعر في صفوف المسلمين ، وانهزموا وفروا لا يكلم أحداً أحد ،....
وأنحاز الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ذات اليمين وذات الشمال
ثُم قال موجهاً كلامه للمسلين الفارين المنهزمين :
أين أيها الناس ..؟
هَلُمّوا إليَّ أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله .......
فثبُت معه رجال من المهاجرين والأنصار وهُم :
( 1 ) أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه )
( 2 ) عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه )
( 3 ) علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه )
( 4 ) العباس بن عبد المطلب
( 5 ) أبو سفيان بن الحارث وأبنه ( 6 ) الفضل بن العباس
( 7 ) ربيعة بن الحارث ( 8 ) أسامة بن زيد
( 9 ) أيمن بن أُم أيمنفلمّا رأى العباس بن عبد المطلب ما حصل للناس ، من فزع وفرار أمام هوازن ، والرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،مُمسك بزمام بغلته ويصيح فيهم أن يرجعوا ويثبتوا ، ....
قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، للعباس :
( أصرخ فيهم يا عبّاس .. أصرخ يا عبّاس ..
يا معشر الأنصار .. يا معشر أصحاب الشُمّرة ) ....
فأجابوه وقالوا في صوتٍ واحد : لبيك لبيك ، ثُمّ رجعوا مما كانوا فيه ،
وألتحقوا بالرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
فوصل عدد الراجعين بعد أن فروا ( مائة رجل ) ، فأقتتلوا ، وكانت الدعوة أول ما كانت للأنصار ثُمّ للخزرج ، فعادوا وكانوا صُبراً في الحرب ،
فأشرف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على المعركة وقال :
( الآن حمى الوطيس ) ....
فانقلبت الهزيمة إلي نصراً للمسلمين بأذن الله سبحانه وتعالي ،
وبذلك أنتصر المسلمون على هوازن في هذه الموقعة فا لله الحمد والمِنّة .....
شهداء المسلمين يوم ( حنين )
وبعد أن منّ الله سبحانه وتعالي على الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ،
والمسلمين بالنصر ، سقط شهداء من طرف المسلمين
وقتلى من طرف المشركين ، أمّا الشهداء فهم :
( 1 ) أيمن بن عُبيد
( 2 ) يزيد أبن زُمعة
( 3 ) سُراقة بن الحارث
( 4 ) أبو عامر الأشعر
وقد تحصل المسلمون في هذه الغزوة على كثير من السبايا والأموال ،
فبعد أن جُمعت السبايا والأموال ،أمر الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،مسعود بن عمرو الغفاري بحجبها بمكان يقال له
( الجعرانة ) ويكون المسؤل عنها أمامه
إلي حين تقسيمها وتوزيعها ...
أمّا قتل المشركين
فلمّا انهزم مشركوا هوازن من أهل ( حنين ) وأمكن منهم الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، وعمل فيهم السيف ،
حيث قُدرت خسائرهم فقُتل منهم :
( سبعون رجلاً ) مع حامل رايتهم ( ذي الخمار ) ..........بعض الحوادث المهمة التي حدثت في غزوة حنينفمن الطبيعي فقد حدثت بعض الأمور من بطولات ومواقف ، يبغي لنا أن نكون على دراية بها في هذه الغزوة ، لأهميتها ....
( 1 ) ) نزول لآيات كريمة يوم حنين
حيث نزلت آيات كريمة في غزوة حنين ، حيث قال تعالي :
( لَقَدْ نَصَرَكُمْ اللّهُ في مَوَطِنْ كَثِرة وَيَومْ حُنين إذْ أعْجبَتَكُمْ كَثَرَتَكُمْ .
إلي قوله تعالي :
( وذلك جزاء الكافرين ......)
( 2 ) مشاركة ونُصرة الملائكة في غزوة حنين
قال أبن إسحاق عن جبير بن مُطعم انه قال :
لقد رأيت قبل هزيمة القوم والناس يقتتلون ، شيء مثل الكساء الأسود ، كان قد أقبل من السماء حتى سقط بيننا وبين القوم ، فنظرت فإذا نمل أسود متفرق وقد ملأ الوادي ، فلم أشُك في أنهم الملائكة ، ثُمّ لم يكن حتى انهزمت قبيلة هوازن وأحلافها ، فتيقنت أن الملائكة ساهمت في نصرنا ......
( 3 ) عجز شيبة بن عثمان عن إغتيال الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم )
حيث ورد أن شيبة بن عثمان قال عند وقوع غزوة حنين :
الآن أدرك ثأري من محمد ، حيث كان أبوه عثمان بن أبي طلحة ، قد قٌتل يوم أُحد وبالتالي قال : سأقتل محمد في هذا اليوم ، فعندما قرر تنفيذ فعلته ، ذهب شيبة وقد فشلت مهمته ...
فسؤل لماذا رجعت ولم تفعل شيء ، فقال : عندما ذهبت لأتحين الفرصة لأقتل محمد ، قابلني شيء حتى تغشي فؤادي ، فلم أُطيق ذالك وعلمت أنه ممنوعٌ مني ...!!!
( 4 ) فرار حامل راية الأحلاف من هوازن
وكانت راية الأحلاف مع قارب بن الأسود ، فلمّا أنهزم الناس ،
أسند رايته إلي شجرة ، وهرب هو وبنوا عمه ، فهربوا ولم يٌتل منهم أحد ،
إلاّ رجلين ....
فلما سمع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال :
( قُتل اليوم سيد شباب ثقيف وهو ( الجُلاّح ) ......
( 5 ) شأن بِجاد والشيماء أُخت الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،
حيث حدث أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال :
إن قدرتم على بِجاد فلا تقتلوه ، فلمّا ظفروا به المسلمين
ساقوه للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.....
وساقوا معه الشيماء بنت الحارث بن عبد العًزىّ ،
أخت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من الرضاعة ،...
فقالت للمسلين الذين قد ظفروا بها ....
تعلمون والله إني لأخت صاحبكم من الرضاعة ، فلم يصدقوها ، حتى أتوا بها إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلمّا وصلت قالت :
يا رسول الله إني أختك من الرضاعة ، فقال لها :
( وما علامة ذلك ..؟ ) ، فقالت :
هى عضّة عضضتني إياها وأنت على ظهري متوركة بك
( محمول على ظهري ومربوط كي لا تقع ) ،....
فعرف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أنها صادقة ، فقام وبسط لها عباءته وأجلسها عليها. فهذا هو الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، المُحب لآل بيته ومُحب لقرابته حتى وان كانت بعيدة ، فهو عليه الصلاة والسلام يعلمنا في كل يوم ، حتى وهو في أرض المعركة ، كيف نحب إخواننا في الله وفي الدم ،..
وقال لها:
( إن أحببت فأبقي معي مُحبّة مُكرمه وإن أحببت أن أُمتعك وترجعي إلي قومك فعلت )، فقالت له :
بل تمتعني وتردني إلي قومي ، ففعلت ،...
فمتعها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأعطاها غلام اسمه مكحول وجارية ، فسُرّت بهذه العطايا والمعاملة الحسنة من أخوها الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، وانصرفت .......
( 6 ) شماتة أبو سفيان بن حرب
ورد أن أبو سفيان بن حرب ، حين فرّ الناس في أول المعركة ، قال :
لا تنتهي هزيمته دون البحر ( أي سوف يُهزم ويُلقىَ في البحر ) ...
وقال رجل آخر كان حاضراً :
الا قد بَطُلَ السحر اليوم ، فردّ عليه صفوان أبن أُمية :
أسكت فضّ الله فاك ، فو الله لأن يكون رجلُُ من قريش رباً لي
( يحكمني ) خير لي من أن يكون لي من هوازن رباً لي .
( 7 ) نهي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) عن قتل الضعفاء
وقد نهى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عن قتل الضعفاء ، وكان ذلك عندما مرّ بامرأة كان قد قتلها خالد بن الوليد ، والناس مزدحمون عليها ،
فقال: (ما هذا ..؟ ) فقالوا له :
امرأة قتلها خالد بن الوليد ، فقال الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، لبعض من كان معه :
( أدرك خالداً وقل له إن رسول الله ينهاك أن تقتل
وليداً أو امرأة أو أجير
غزوة الطائف في السنة الثامنة للهجرة
وإرجاء الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) توزيع غنائم غزوة حنين
ولقد عمل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على إرجاء توزيع الغنائم التي حصلوا عليها المسلمون في غزوة ( حنين ) ، بعد انتصارهم الساحق على هوازن وأحلافها ، إلي حين عودته من غزوة الطائف ،
فقد عزم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن يمضي من حنين مباشرتاً إلي الطائف ، دون أن يعرّج على مكة ، حتى يفتحها ، وكان أهل الطائف قد استعدوا للحصار ، بعد أن سمعوا بقدوم المسلمون إليهم ،
فرمموا حصونهم وجمعوا فيها كل ما يستطيعون من تموين وحاجيات ،
فسلك الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، في طريقه من الجعرانة إلي الطائف ، فمرّ على نخلة اليمانية ثُمّ على قرن ثُمّ على المليح ثُمّ على بحرة الرغاء ،
وكل هذه المواقع تقع في نواحي الطائف ،
وقد أستطاع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وهو في طريقه للطائف أن يهدم حصناً ببحرة الرغاء وكانت لمالك بن عوف وأُطماً لرجل من ثقيف ، فلما وصل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي الطائف رمتهم ثقيف بالحجارة والنبال ، فأُصيب بالنبال رجال من المسلمين ،
فنصب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، منجنيقاً على حصنهم ورماهم به ، ثُمّ دخل نفر من المسلمون تحت هيكل صٌنع من جلد البقر وزحفوا به حتى وصلوا إلي سور الطائف ، فتنبهت ثقيف لهذا الأمر وقذفتهم بسكك من حديد مُحماة ، فأحرقت الهيكل وأُصيب من كان تحتها من المسلمين بنبال الرُماة ،
وأستمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بحصار الطائف مدة
( خمسة عشر ليلة ) ثُمّ رحل عنها إلي الجعرانة حيث رد إلي هوازن سباياهم وأبنائهم ، ثُمّ قسّم الأموال بين المسلمين ثُمّ عطي من نصيبه ( الخمس ) للمؤلفة قلوبهم لكل من أبو سفيان بن حرب وأبنه معاوية
وحكم بن حزام بن خويلد والحارث بن الحارث بن كلده والحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي ،
ويعد أن أنهي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،...
التزاماته بتوزيع غنائم غزوة حنين وانتهاء حصار الطائف ،
أعتمر من الجعرانة إلي مكة ،ثُمّ رجع إلي المدينة بعد أن أستعمل على مكة
( عتاب بن أسيد ) ، فأقام الحج بالمسلمين في تلك السنة ....
ملاحظة :
ويعتبر عتباب بن أسيد أول أمير أقام الحج في الإسلام
فدخل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، للمدينة في اليوم
( الرابع والعشرين من ذي القعدة للسنة الثامنة للهجرة ) .
أمّا بخصوص بنو ثقيف في الطائف ، فقد يأسوا من طول الحصار الذي فُرض عليهم من قِبل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ونظراً أيضاً لقلة إمكانياتهم في الاستمرار في الصمود قياساً إلي إمكانيات المسلمين ، فقد بُث فيهم ذلك الكثير من الرعب والخرف من أن يرجع إليهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إليهم مرة ثانية لحصارهم وقتالهم أن لزم الأمر ، فقرروا أن يبعثوا إليه بوفد لعقد الصُلح بينهم وبين النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
وبالفعل فقد أرسلوا وفداً يرأسه رجل منهم يقال له
( عبد يا ليل بن عمير ) ، فصالحهم الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، على أن يسلموا ويقرهم على ما في أيديهم من الأموال ، وقد حصل ذلك ..شهداء المسلمين يوم ( الطائف )
وقد أُستشهِد من المسلمين يوم حِصار الطائف ،
إثني عشر رجلاً وهم :
( 1 ) سعيد بن سعيد بن العاص بن أٌمية ( 2 ) عرفطة بن جناب
( 3 ) عبد الله بن أبي بكر بن الصديق ( رضي الله عنه ) ،...
فقد أُصيب بسهم ،فعانى منه كثيراً ،
فمات منه بالمدينة بعد وفاة الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ،
( 4 ) عبد الله بن أبي أُمية بن المغيرة
( 5 ) عبد الله بن عامر بن ربيعة ( 6 ) السائب بن الحارث بن قيس
( 7 ) عبد الله بن الحارث ( 8 ) جُليحة بن عبد الله
( 9 ) ثابت بن الجذع ( 10 ) الحارث بن سهيل
( 11 ) المنذر بن عبد الله ( 12 ) رُقيم بن ثابت بن ثعلبة
فكانت حصيلة قتلي المسلمين بالطائف ، ( أثني عشر شهيد ) ،
فكانوا سبعة رجال من قريش ....
وأربعة من الأنصار ورجل من بني ليث .........
بعض الأحداث المهمة التي حدثت في
( غزوة الطائف )
( 1 ) أول من رمى المشركين بالمننجنيق
وكان أول من رمى بالمنجنيق وأستعمل هذا السلاح من المسلمين في الإسلام في حروبهم هو الحبيب المصطفي محمد
( صلي الله عليه وسلم ) ، حيث رمى مُشركي الطائف به
( 2 ) رؤيته ( صلي الله عليه وسلم ) ، التي رآها في غزوة الطائف
قال أبن إسحاق :
ورد إن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
قال لأبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) في إثناء حصار ثقيف :
( يا أبا بكر ، إني رأيت أنّي أٌهديت لي قده مملوءة زُبداً ، فنقرها ديك ،
فهُرق ( سكب ) ما فيها ) ......
فقال له أبو الصديق ( رضي الله عنه ) :
ما أضن أن تُدرك منهم في يومك هذا ما تريد ،
فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، : ( وأنا لا أري ذلك ) ....
( 3 ) أسباب ارتحال المسلمين بعد حِصار ثقيف .
فقد ذُكر أن خويلة بنت حكيم السلمية ،...
وهي إمرأة عثمان أنها قالت :
يا رسول الله ، أعطني إن فتح الله عليك الطائف ، حُلي بادية بنت غيلان أبن مضغون أو حلي الفارعة بنت عقيل ، فقد كانتا من أحلي نساء ثقيف ...!!!!
فقال لها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، :
( وإن كان لم يؤذن لي في ثقيف يا خويلة ) ،
فخرجت خويلة لعمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ونقلت له كل ما دار بينها وبين الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وما سمعته منه ،
فذهب عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) مسرعاً لرسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ،وقال له : أهل ما قالته خويلة بنت حكيم صحيح ..؟
فقال له :
( نعم يا عمر لم يؤذن لي في ثقيف ) ...
فقال عمر : وهل أٌأذن بالرحيل ..؟ فقال :
( نعم ) ، فأذن عمر ( رضي الله عنه ) بالرحيل ....
فرحلوا عن ثقيف .......
( 4 ) عُمرة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )
ثم خرج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،من الجعرانة معتمراً
وأمر ببقايا الفئ من السبايا والأموال ،فحُبست بناحية الظهران فلما فرغ من عمرته انصرف راجعاً للمدينة....
وأستخلف على مكة عتاب بن أسيد ، وخلف مُعاد بن جبل لتفقيه الناس فى مكة ويعلمهم القرآن .
وكانت عمرته ( صلي الله عليه وسلم ) فى ذي القعدة .
( 5 ) أمر الشاعر كعب بن زُهير وقصيدته التي هجاء
ومدح فيها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
فلما قَدِم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأنتهائه من غزوة حنين والطائف ، إلى مكة معتمراً ، أستغل بجير بن زهير بن أبى سلمة ( شقيق زهير ) ،
وجود النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بمكة ،
وكتب إلى أخيه كعب بن زهير أن رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) قائلاَ له :
قتل رجالاً بمكة مما كانوا يهجونه ويسبونه ويؤذونه ، لأن العدو الشريف ، يقاتل عدوه بالسيوف وبالصرع ، ولا يقاتله بالسبّ والشتم ، فبذالك كان خطر الشعراء ولسانهم من أقوى الأسلحة ، فواجب تصفيتهم ، مهم جداً ، بالإضافة ، لذالك سبّه الاذع لشخص الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقام بتصفيتهم كلهم ولم يفلت منهم من شعراء قريش إلاَّ ابن الزبعرى وهبيرة بن أبى وهب ،...
فقد هربوا فى كل وجه ...
فأنصحك يا أخي كعب إن كانت لك فى نفسك حاجة وترغب في أن يكون لك في هذه الدنيا نصيب ، من غير أن تكون مُطارداً ومُباحُ دمك ...
فألتحق برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأنه لا يقتل أحداً جاءه مسلماً وتائباً ، وإن أنت لم تفعل ، فأنج إلي محل ينجيك منه من الأرض ، لأنك لم تترك فيه شيء قد ترجع عنه من هجاءك إياه ... فردّ عليه أخيه زُهير أبن أبي سُلمة بهذه الأبيات :
مَن مُبلغ عني بُجير رســـــالة===فهل لك فيما قلت بالحيف هل لكا
شرِبت مع المأمون كأساً رَوية===فأنهلك المأمون فيها وعلّكا
وخالفت أسباب الهُدى وتبعتـــه===على أي شيء وعيب غيرك دلّكا
على خُلقُ لم تُلفِ أٌماً ولا وأبـــا===عليه ولم يُدرك عليه أخالكا
فإن أنت لم تفعل فلستُ بآســـف===ولا قائلِ إمّا عثرت لمّا لكا
فبعث بُجير برسالة أخرى إلي كعب راداً فيها على شِعره فقال:
من مُبلغ كعباً فهل لك في التي===تلوم عليها باطلاً وهي أضرمُ
إلي الله لااللات والعُزى وحده===فتنجوا إذا كان النجاة وتسلم
لدي يوم لا ينجو وليس بمفلتٍ===من الناس إلاّ طاهر القلب مُسلمُ
فدينُ زهير وهو لا شيء دينه===ودين أبي سُلمى علىّ محرّمُ
فلمّا بلغ كعبً كتاب أخيه بُجير ، ضاقت به الأرض ، وأشفق على نفسه ،
وأرجف به من كان في حيّه من عدوه ، فقالوا :
هو مقتول لا محالة ..فلمّا لم يجد شيء بًداً ، قال:
قصيدته التي يمدح فيها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) .
حيث ذكر فيها خوفه وإرجافه وإيمانه ، ثُمّ خرج حتى أتى إلي المدينة ، فنزل على رجل كانت بينه وبينه معرفه ، وهذا الرجل يقال له ( جُهينة ) ، فلمّا جاء الغداة ،

ذهب به إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،
وهو في المسجد عند صلاة الصبح .
فصلى جُهينة مع النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ثُمّ أشار لكعب بن زهير أن يأتي لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،
فقال له :
قٌم يا كعب فهذا رسول الله فأستأمنه ، فقام كعب بن زهير لرسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى جلس أمامه ،
وكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، لا يعرف زهير بن أبي سُلمة شخصياً ، ولكن كان يعرف شِعره ،
فقال الرجل المُصاحب لكعب :
يا رسول الله هذا كعب بن زهير أتاك تائباً مُسلماً معتذراً ، فهل أنت قابل منه ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، :
( نعم ) .. فقبل توبته وإسلامه ، فعبّر كعب بن زهير على سعادته وفرحته بإسلامه وبلقاء الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بأن يمدحه بقصيدة ، عوضاً عن التي هجاه فيها من قبل فأسمعه القصيدة ، وقد قال في مطلعها أبيات يتغزل فيها بأمرأة وإسمها سعاد ، وهذه كانت عادات وحالات الشعراء ، حينما يمدحون أحد ، يأتون بأبيات غزل في مطلعها وبالوصف ، وقد ألقاها أمام الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، في المسجد حيث قال:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبولً**** مُتيم إثرها لم يُفدَ مكحولُ
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا****أغّنّ غضيضُ الطّرفِ ملحُول
هيفاء مقبلةً عجزاء مُدبــــــرةً****لا يشتكي قِصر منها ولا طُولُ
تجلوا عوارض ذي ظلم إذا إبتس***متْ كأنه مُنهل بالراح معسُولُ
وحينما سمع من الناس أنه مقتول لا محالة ،
إن ظفر به الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )
قال :
تسعي الغُواة جنابيها وقولهــم****إنك يا أبن سُلمي لمقتـــــــولُ
فقلت خلوا سبيلي لا أبالكــــــم****فكل ما قدّر الرحمنُ مفعــــولُ
كلُ أبن أُنثى وإن طالت سلامته****يوماً على آلة حدباء محمُــولُ
نُبئت أن رسول الله أوعدنـــــي****والعفو عند رسول الله مأمـــول
فهل هداك الذي أعطاك نافلـــة****القرآن فيها مواعيظ وتفصـــيلُ
لا تأخذ ني بأقوال الوشاة ولــم****أُذنت ولو كثُرت فيّ الأقاويلُ
فلهوا أخوف عندي إذا أكلمـــهُ****وقيل إنك منسوبُ ومسئولُ من ضيغم ( الأسد ) بضراء الأرض مخدره**في بطن عشرغيلُ دُونهُ غيلُ
يغدوا فيلحم ضرغامين عيشهما***لحم من الناس معفورً خَراديلُ
إذا يساور قِرناً لا يحلّ لــه****أن يترك القِرن إلاّ وهو مفلولٌ
منهُ تظلُ سِباع الجو نافــــــــــرةً****ولا تمشي بواديه الأراجيــــلُ
ولا يزالُ بواديه أخو ثِقــــــــــةٍ****مُضرج البزّ والدُّورسان مأكـولُ
إن الرسول لنورٌ يُستضا ء بــــهِ****مُهند من سُيوفِ الله مسلـولُ
إلي آخر القصيدة ، والتي كانت بشهادة عباقرة اللغة والشعر من أروع قصائد المدح ، فلمّا سمع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، هذه القصيدة ، أعجبته وأثني عليه وقال له :
( هلا أثنيت على الأنصار أيضاً فأنهم أهل لذلك ) ....
بعد أن أثني على المهاجرين في آخر القصيدة ...
فأثني على الأنصار أيضاَ ......
ويقال بأنه أهداه بُردته ، فبذلك سُميت هذه القصيدة بالبُردة
.....................................
في الجزء الرابع القادم من الفصل السابع نتوقف عند غزوة تبوك
وما دار فيها من احداث مهمة .....
الي ذلك الحين اقول بارك الله لي ولكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى



عدد المساهمات : 1016
تاريخ التسجيل : 29/12/2012

سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم    سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء يناير 01, 2013 5:49 pm

سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السابع ..ج4
الاخوة الاكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
نواصل اخوتي الكرام في هذا الجزء الرابع من الفصل السابع......
التطرق لغزوة تبوك وماحدث فيها من احداث تهم التأريخ الاسلامي......
والتي تعتبر من اخر الغزوات التي غزاها النبي صلي الله عليه وسلم بنفسه شخصياً ....وماتبعها من احداث صقلت قلوب وأفئدة اصحابه
والتي اتي وقتها في فصل صعب فيه التحرك من لهيب الصحراء
وشظفها...
عليه نبدأ كالعادة ببسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي اشرف مخلوق تُذكر سيرته ....
غزوة تبوك
والتي حدثت في رجب سنة ( تسع ) للهجرة النبوية الشريفة وتوحيد الجزيرة العربية
تعتبر غزوة تبوك وما يليها من شمال الحجاز ،
مثل ( أيلة ) و( وأذرح ) و( مقتا ) و ( الجرباء ) .
من آخر الغزوات التي غزاها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بنفسه .
( ففي رجب من العام التاسع للهجرة النبوية الشريفة ) ،عزم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على تجهيز جيش بقيادته لغزو المناطق الشمالية الواقعة على تخوم الدولة العربية الجديدة ، فأذن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لغزو الروم .
وأتفق أن إستنفاره جاء في أوان وظروف الحر الشديد ، وفي عام جذب وقلة موارد ومياه ، فالناس في هذا الوقت يفضلون المُقام في بساتينهم لجني ثمارهم والتمتع بظلالها ، ويكرهون الخروج لأي أمر في هذا الوقت من الزمان .
فعرف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بهذه المعطيات الأسباب التي تستدعي الناس للتملص من الخروج للغزو ،...
فأراد أن يوضح أمر هذه الغزوة واتجاهها وأسباب الخروج لها ، ولإيضاح المسافة المطلوب قطعها للوصول للمكان المتواجد فيه جيش العدو ،....
فقد أراد بهذا التوضيح أن تكون الرؤية واضحة جلية .
وكانت من عادته ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن لا يفصح للمسلمين عن الاتجاه أو المكان المراد الذهاب إليه ، وذلك من دواعي الكتمان والسريّة والمحافظة على وضع السبق والمباغتة .
إلاّ في هذه الغزوة ، فقد أعلم الناس إلي أين المسير ، وذلك لبُعد المسافة ومشقة السير وكثرة العدو ، ليتأهب الناس لذلك ويستعدوا ، فأمر الناس بالجهاز وأخبرهم أنه يريد الروم في هذه الغزوة ، ولمّا انتهي الاستعداد والتجهيز ، وأمرهم بالاستعداد ، وخصّ أهل الغنى وميسوري الحال على المساهمة في نفقة هذه الغزوة ويكون في سبيل الله ، فاستجاب أهل الغنى ، فتحملوا جانب من نفقات هذه الغزوة واحتسبوها لله سبحانه وتعالي ، وكان على رأس هؤلاء ألميسوري الحال .
عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه) ، فقد أنفق من ماله مالم ينفقه أحد مثله ، فجهز جيش العُسرة هذا إلي تبوك وقد أنفق ألف دينار في هذا الأمر .
مما جعل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يقول في حق عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) قولاً يجعل السامع من ميسوري الحال لو كان في مكان عثمان ، حيث قال :
( اللهم أرض عن عثمان فأني عنه راضٍ ) ..
وأستعمل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على المدينة في غيابه.....( محمد بن مسلمة الأنصاري ) ، وأستخلف على آل بيته أبن عمّه علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) ،....
وأمره بالأقامه فيهم ، فقالوا المنافقون ما خلفه إلاّ تخفيفاً عنه وخوفاً عليه من أن يلقى مصيره في هذه الغزوة ،....
فسمع علي بن أبي طالب هذا الكلام ، فأخذ سلاحه وخرج مُسرعاً لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال له :
( ما أتى بك يا علي ، كنت قد أمرتك بالبقاء ..؟ ) فقال علي :
يا نبي الله لقد زعم المنافقون أنك تركتني لتخفف عني ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ):
( كذبوا ، ولكن خلفتك لما تركت من ورائي ، فأرجع فاخلفني في أهلي وأهلك ، أفلا ترضي يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنه لا نبي بعدي ) ......
فرجع علي وأستمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في سيره لغزوة تبوك ، فلمّا وصل إليها ، لم يلقي بها كيداً ، فصالحه أهلها على الجزية أقام فيهم ( عشرون ليلة ) ،
أتاه أليها وهو بها ( يخنة بن رؤية ) صاحب أيلة ، فصالحة على أن يؤدي على كل حالم ( بالغ ) بأرضه ( دينار ) في السنة ،
فبلغ ذلك ( ثلاثمائة دينار ) وأشترط عليهم أن يقروا من يمر بهم من المسلمين ( أي لا يصدوهم ويقومون بمساعدتهم في كل ما يحتاجون إليه ) وكتب لهم كتاب في ذلك قال فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أمنة من الله ومحمد النبي رسول الله ليُحنة أبن رُوّية وأهل
( إيلة ) ، سفنهم وسيّارتهم في البحر والبر :
لهم في ذمة الله وذمة محمد النبي ومن كان معهم من أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر فيمن أحدث منهم حدثاً ، فأنه لا يحول ماله دُون نفسه وإنه طيب لمن أخذه من الناس ، وأنه لا محل أن يُمنعوا ماء يتردونه ولا طريقاً يُريدونه من بر أو بحر ......
كما قدم عليه وهو في تبوك أهل ( أذرج ) فصالحهم على ( مائة دينار ) في كل شهر رجب ،
كما قدم عليه أهل ( الجرباء ) ، فصالحهم على الجزية وكتب لهم كتاب جاء فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لأهل ( جرباء ) ، أنهم لآمنون بأمان الله وآمان محمد النبي ، وأن عليهم ( مائة دينار ) في كل رجب ، وافيه طيبة والله كفيل عليهم ....
كما جاءه أهل مقني وهم من اليهود فصالحوا النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وكتب إليهم كتاب صُلح فقال فيه :
سلم أنتم ، فأنه أُنزل علىّ أنكم راجعون قريتكم ، فإذا جاءكم كتابي هذا ، فأنكم لآمنون ولكم ذِمة الله وذِمة رسوله ، فإن رسول الله قد غفر لكم ذنوبكم وكل دم أتبعتم به، لا شريك لكم في قريتكم ، إلاّ رسول الله أو رسول رسول الله، وإنه لا ظُلم عليكم ولا عدوان ، وإن رسول الله يجيركم مما يجير منه نفسه ،
فأن لرسول الله برّكم ورقيكم والكراع والحلقة ،
إلاّ ما عفا عنه رسول الله أو رسول رسول الله
وإن عليكم بعد ذلك ( ربع ما أُخرجت نخيلكم) و ( ربع ما حوته عرككم )
و ( ربع ما أغتزلت نسائكم ) ، وإنكم قد برئتم بعد ذلك ، ورفعكم رسول الله عن كل جزية وسخرة ، فأن سمعتم وأطعتم فعلى رسول الله أن يكرّم كريمكم ويعفوا عن مُسيئكم ومن أتمّر في بني حبيبة وأهل مقنا من المسلمين خيراً ،
فهو خير له ومن أطلعهم بشر فهو شر له ،
ليس عليكم أمير إلاّ من أنفسكم أو من أهل بيت رسول الله.
ثُمّ إنصرف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عائداً إلي المدينة ،
بعد أن قضي في تبوك ( عشرون ليلة ) لم يتجاوزها ، فا بحمد الله ومنّته على رسولنا الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقد إنتصر على من أراد غزوهم بالرعب ، فصالحهم على ما يريد المتصر ورجع إلي المدينة ، في شهر رمضان للسنة التاسعة للهجرة .......
بعض أهم الأحداث التي وقعت إستعداداً وإثناء غزوة تبوك
فمن الأحداث المهمة التي حدثت ، في فترة الاستعداد لهذه الغزوة وأيضاً إثنائها ، والتي رأينا أنه من المهم ذكرها ، لنحيط علماً بكل الظروف التي رافقت غزوة تبوك من أحداث .
( 1 ) إحراق بيت سويلم ( اليهودي )
قال أبن إسحاق:
بلغ رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن إُناساً من المنافقين يجتمعون في بيت سويلم اليهودي.
في مكان يقال له ( جاسوم ) يثبطون همم الناس عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في غزوة تبوك ، وينشرون الذعر والخوف بينهم .
فبعث لهم طلحة بن عبيد الله في نفر من أصحابه وأمره أن يحرق عليهم بيت سويلم .
ففعل طلحة ذلك ، فتفرقوا وهربوا ومنهم من أنكسرت رجله إثناء هربه ، فبذلك سحق الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، الجبهة الداخلية الفاسدة .....
( 2 ) شأن البكائين
وفي هذه الغزوة ، حدث أن جاء نفر من الأنصار وغيرهم وهم :
( 1 ) سالم بن عمير .
( 2 ) وعلبة بن زيد .
( 3 ) وأبو ليلي عبد الرحمن بن كعب .
( 4 ) وعمرو بن حُمام بن الجموح .
( 5 ) وعبد الله بن المغفل المُزني .
( 6 ) وهُرميُّ بن عبد الله .
( 7 ) وعرياض بن سامرية الفزاري .
وكانوا هؤلاء من أهل الحاجة ، فذهبوا لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، طالبين إن يحملهم معه إلي غزوة تبوك ، فقال لهم :
( لا أجد ما أحملكم عليه ) ..
فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع ، حزناً ألاّ يجدوا ما ينفقون ولم يجدوا ما يتقووا به على الخروج مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لهذه الغزوة ......
(3 ) ضياع ناقة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
ثُمّ أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، سار حتى إذا كان ببعض الطريق ، ضلّت ناقته ، فخرج أصحابه في طلبها ، وعند الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
رجل من اصحابه يقال له ( عُمارة بن حزم ) .
وكان في رُحله رجل يقال له ( زيد بن اللصيت ) القينقاعي ، وكان منافقاً ، بين النفاق ، فقال عُمارة بن اللصيت عندما سمع بضياع ناقة رسول ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
أليس محمد يزعم أنه نبيّ ويخبركم خبر السماء ، وهو لا يدري أين ناقته ...؟
فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لأصحابه وعُمارة عنده :
( لقد قال رجلاً هذا محمد يزعم أنه نبيّ ويخبركم خبر السماء ولا يعلم أين ناقته ، وإن والله ما أعلم إلاّ ما علمّني الله ، فقد دلني عليها وهي في هذا الوادي في شِعب كذا وكذا وكانت قد حبستها شجرة بزمامها فانطلقوا حتى تأتوني بها ) .
فذهبوا فجاءوا بها ، فرجع عُمارة بن حُزام لرُحله ، فقال :
والله لعجب من شيء حدثنا به الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أنفاً ، عن مقالة قالها أحدهم ، فأخبره الله بها وهي كذا وكذا ...
فقال رجل كان في رُحل عُمارة وقد سمع ما قاله أبن اللصيت :
نعم يا عمارة لقد قالها والله زيد بن اللصيت قبل أن تأتي ، فذهب عُمارة لرُحله فأخذ بتلابيب زيد بن اللصيت وقال له وهو يصيح :
يا معشر المسلمين إن في رُحلي رجل منافق ، فو الله لا تصحبني بعد هذا اليوم أبداً ، فطرده شر طرده .....
( 4 ) شأن أبي ذر الغفاري
ففي إثناء سير الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لغزوة تبوك ، وفي الظروف الصعبة والعُسرة الشديدة .
يتخلف عنه الرجل فيقول : ( هذا فلان ويكون فلان ) .
ويقول : ( إن كان فيه خيراً فسيلحقه الله بكم وإن كان غير ذلك فقد أراحكم الله منه )
حتى قيل له :
يا رسول الله قد تخلف أبو ذر الغفاري وأبطأ بعيره في السير ، فقال :
( دعوه فأن يك فيه خيراً فسيلحقه الله بكم ) ...
وكان أبو ذر قد تمهل في السير ، خوفاً على بعيره ، فأبطأ به ، فلمّا يأس منه أوقفه وأخذ متاعه ووضعه على رأسه ، ثُمّ خرج يطلب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ماشياً على قدميه ، فلمّا نظر ناظر من المسلمين قال :
يا رسول الله إن هذا الرجل الذي أراه من بعيد يمشي وحده ، فقال :
( كُن أبا ذر ) ...
فلمّا أقترب من المسلمين ، كبروا وقالوا نعم يا رسول الله إنه أبا ذر ،
فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، :
( رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويُبعث يوم القيامة ووحده ) .....
وبالفعل فقد مات وحده في زمن عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) ،
عندما نفيه إلي مكان يقال له ( الربذه ) وهو موقع قرب المدينة ، ولم يكن معه أحد إلاّ امرأته وغلامه ، فعندما شارف على الموت ، أوصي زوجته وغلامه وقال لهم :
عندما أموت أُغسّل وأُكفّن واحملوني على قارعة الطريق ، حتى يمر بكم احد فقولوا له هذا أبو ذر الغفاري صاحب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأعينوني على دفنه .
فمرّ بهم الصحابي الجليل ( عبد الله بن مسعود ) مع رهط من المسلمين من أهل العراق ، فوقفوا على قارعة الطريق وسألوا لمن هذا الجثمان المُلقي على قارعة الطريق ..؟
فقال لهم خادمه :
هذا جثمان أبو ذر الغفاري صاحب رسول الله ،
فأعينوني على دفنه فأنفجر عبد الله بن مسعود باكياً وهو يقول :
صدق رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، عندما قال :
( رحم الله أبو ذر يمشي وحده ويموت وحده ويُبعث يوم القيامة وحده ) .....
( 5 ) وفاة ذي البجادين وقيام الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بدفنه
عن عبد الله بن مسعود انه قال :
قمت في جوف الليل ، وأنا مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في غزوة تبوك ، فرأيت شُعلة من نار في ناحية العسكر ، فأتبعتها أنظر إليها .
فإذا برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب ( رضي الله عنهما ) ، وإذا عبد الله المُزني ( ذي البجادين )
قد مات ، وإذا قد حفروا له قبره ، ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، واقف في الحُفرة وأبو بكر وعمر يدليانه إليه وهو يقول :
( أدنيا لي أخاكما ) .... فدلياه إليله ، فلمّا هيأه لشِقه قال :
( اللهم إني قد أمسيت راضياً عنه ، فأرض عنه ) ...
فقلت والحديث هنا لعبد الله بن مسعود : يا ليتني كنت صاحب هذا الحفرة ...!
أمّا سبب تسميته بذي البجادين ، ذلك لأنه كان ينازع إلي الإسلام ، فيمنعه قومه من ذلك ، ويضيقون عليه ، حتى تركوه في بِجاد ليس له غيره ( كساء غليظ وخشن ) ، فهرب منهم لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ).
فلمّا كان قريباً منه شقّ بجاده باثنين فأتزر بواحد وأشتمل الآخر ثُمّ أتى
الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأسلم امامه ، فسميّ ( ذا البجادين ) على فعلته بثوبه ....
( 6 ) أمر مسجد ( ضِرار )
عندما تجهز الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، للخروج لغزوة تبوك ، جاءه أصحاب مسجد ضِرار إليه ، فقالوا له :
يا رسول الله إنّا قد بنينا مسجداً لذي الحاجة والعلة والليلة المطيرة والليلة الشاتية ، وإنّا نحب إن تأتينا فتُصلي لنا فيه .
فقال لهم وهو في طريقه لغزوة تبوك :
( إني على جناح سفر وحال شُغل ، ولو قد قدمنا إن شاء الله لأتيناكم فصلينا لكم فيه ).
وعندما رجع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من تبوك ، ذُكر له أمر مسجد ضِرار ، فدعا مالك بن الدُخثم ومعه أبن عديّ وقال لهم :
(أنطلقوا إلي هذا المسجد الظالم أهله ، فأهدماه وحرقاه ) ...
فخرجوا مسرعين ، حتى أتيا إلي أبنا بني سالم بن عوف ،
وهم الرهط ورجال مالك أبن الدُخثم ، فقال مالك :
انتظروا حتى نخرج إليكم بشهاب نار ، فأخذ شهاب نار من سعف النخيل وتوجه به إلي المسجد وفيه أهله ( الذين بنو المسجد ) فحرقاه وهدماه وتفرقوا عنه ،وكان الذين بنوا هذا المسجد :
أثني عشر رجلاً وقد نزل في هذا المسجد الذي بنوه أصحابه ليفتنوا فيه المسلمين ، قرآناً حيث قال تعالي :
( وَالَذِينَ إتَّخَذُوا مَسْجِدَاً ضِراراً وكُفراً وتفْرِقاً بينَ المؤمنين..... )
( 7 ) حديث الأسير ( أُكيدر )
ثُمّ أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، دعا خالد أبن الوليد ، فبعثه إلي .
( أُكيدر بن عبد الملك ) وهو رجل من كِنده ، كان ملكاً عليها وكان نصرانياً .
فقال له : ( أذهب أليه وستجده يصيد البقر ) ...
فخرج خالد بن الوليد ، حتى إذا وصل قريب من حِصن أُكيدر وفي وقت من الليل مقمر ، فرآه هو ومعه امرأته على سطح حِصنه ، ثُمّ رأى قطيع من البقر قريب من باب الحِصن يحك قرونه على باب الحِصن ، فتنبه أُكيدر لهذا الأمر فقالت زوجته :
هل رأيت مثل هذا قط ..؟ فقال لها : لا والله ، فقالت :
فيمن تُترك هذه بدون مرعي ..؟ فقال أُكيدر :
لا أحد ، ثُمّ أمر مرافقيه فأعدو له فرسه وسلاحه ومعه أهل بيته
وفيهم أخ له يقال له ( حسّان ) فركب وركبوا وخرجوا معه ليطاردوا البقر .
فتلقتهم خيل المسلمين فأخذته وقُتل أخاه ، وأُخذ أُكيدر أسيراً وهو واضع تاج على رأسه مُزين بالذهب والياقوت ومُحلى بالديباج ، فأخذه خالد بن الوليد أسيراً وبعث بتاجه للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قبل قدومه إليه ، فعندما وصل تاج وقُباء أُكيدر للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ورأوه المسلمون ، وبدأو يلمسونه بأيديهم ويتعجبون من جماله وإتقان صُنعه ، قال لهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، :
أتعجبون من هذا ...؟
فو الذي نفسي بيده لمناديل سعد بن مُعاذ في الجنّة أحسن من هذا ...!! .
فلمّا قدم خالد بن الوليد على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،ومعه أسيره أُكيدر ،
أخلي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، سبيله وصالحه على الجزية ،
ثُمّ أرجعه إلي قريته .
وقال رجل من طي يقال له ( بُجير بن بُجيره ) حينما تذكر قول الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، لخالد بن الوليد : ( بأنك ستجده يصيد البقر ) ، يقول :
نتعجب من البقر كيف أرغمت أُكيدر على الخروج من حِصنه ليكون هو وحاشيته في متناول خالد بن الوليد وقال:
تبارك سائق البقرات أنّـــي=====رأيت الله يهدي كل هادي
فمن يك حائراً عن ذي بتولِ=====فإنّا قد أُمرنا بالجِهاد
وقد أعلن ( أُكيدر إسلامه ) وكتب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
كتاباً له ولأهل دومة الجندل جاء فيه :
هذا كتاب من محمد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، لأُكيدر ، حيث أصاب إلي الإسلام وخلع الأنداد والأصنام ولأهل دومة الجندل ، إنّا لنا الضاحية من الضحل والبور والمعامي وإغفال الأرض ( الأرض المتروكة ) والحلقة والسلاح والحافر ، والحِصن لكم الضامنة من النخيل والمعين من المغمور ، لا تعدل سارحتكم ولا تعد ناردتكم ولا يحظر عليكم الثلث ، تقيمون الصلاة لوقتها وتؤتون الزكاة بحقها عليكم بذلك عهد الله والميثاق لكم فيه الصدق والوفاء ، شهِد الله ومن حظر من المسلمين
فتنازل ( أُكيدر ) بمحض إرادته للمسلمين عن ( ألف بعير ) وثمانمأة رأس وأربعمائة درع وأربعمائة رمح ..........
( 8 ) تخلف نفر من المسلمين عن غزوة تبوك
وتخلف نفر من المسلمين ، عن غزوة تبوك .
عندما قرر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، الخروج ، وكان تخلفهم من غير عذر شرعي ومن غير شك ولا ارتياب ومنهم :
( أ ) كعب بن مالك بن أبي كعب
( ب ) مُرارة بن الربيع
( ج ) هلال بن أٌمية
( د ) أبن خيثمة
وكانوا والحق يقال من أهل الصدق ولا يُتهمون في إسلامهم ، ولكن لحظة ضعف أصابتهم .
( د ) فأبو خيثمة رجع إلي بيته بعد خروج النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي تبوك فوجد زوجتيه قد جهزتا له الماء البارد والأكل والفراش وكل ما يحتاجه لراحته .
فلمّا نظر إليهم وقد لبسوا حُلل جميلة وتعطروا وهم ينتظرونه ليجلس إليهم قال :
رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في الشمس والريح والحر وأبو خيثمة في ظِل بارد وطعام مهيأ وإمراة حسناء وفي مقام مُقيم ... ما هذا بالأنصاف ...!!
والله لا أدخل عريش واحده منكما حتى ألحق برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ).
فهُيأ له الزاد وأرتحل ، ثُمّ خرج في طلب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
حتى أدركه ، حين نزل تبوك .
وعندما شارف أبو خيثمة على تبوك قال لمرافقه ( عمير بن وهب ) :
أن لي ذنب عظيم ارتكبته ، فسأذهب لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلمّا وصل إليه ، قال الناس : هذا راكب مُقبل ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( كُن أبا خيثمة ) ...
فقالوا : نعم يا رسول الله هو والله أبا خيثمة ، ثُم اخبر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، خبره فقال له :
( أولي لك ( كدت تهلك ) ثُم دعا له بخير ) ...
فعندما رجع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من غزوة تبوك ، عائداً لمدينة ، وكان قد تخلف عنه في غزوة تبوك رهط من المنافقين .
بالإضافة للثلاثة المسلمين الذين تخلفوا من دون أن يساورهم الشك ، بل لحظة ضعف استولت عليهم ، فقد أمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أصحابه وقال لهم :
( لا تكلمُنّ أحداً منهم من هؤلاء الثلاثة ) .
أمّا الباقين الآخرين من المنافقين ، فقد أتوه فجعلوا يحلفون له ويعتذرون ....
فصفح عنهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ).
ولم يعذرهم الله ولا رسوله ،أمّا النفر الثلاثة فقد أعتزلهم المسلمون ولم يكلموهم ، امتثالا لأمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ......
ولنترك قصة هؤلاء الثلاثة :
( أ ) كعب بن مالك بن أبي كعب .
( ب ) مرارة بن الربيع .
( ج ) هلال بن أُمية .....
وهذه قصتهم :
وهو كعب أبن مالك ، وهو يرويها لأصحابه فقال :
والله ما تخلفت عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في غزوة غزاها قط ، غير إني كنت قد تخلفت عنه في غزوة بدر ، حيث كانت غزوة بدر والتي لم يعاتب الله فيها من تخلف عنها ، وذلك أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، عندما خرج إليها ، لم يخرج مقاتلاً لقتال ، وإنما خرج لملاقاة وإعتراض عير قريش ، حتى جمع الله بينه وبين عدوّه على غير ميعاد ، وقد شهدت مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أُحد والعقبة ، وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في غزوة تبوك أني لم أكن قط أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة .
ووالله ما اجتمعت لي راحلتان قط حتى اجتمعتا في تلك الغزوة ، أي لم تكن عندي حُجة للتخلف ، وكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، قلما يريد غزوة يغزوها إلاّ ورأى غيرها ( يحسب ظروفها إن كانت مواتيه لغزوها ) ، حتى كانت غزوة تبوك ، فقد غزاها في حرّ شديد وأستقبل سفر طويل وعسير وبعيد ، مع عدو ذو عتاد وعُدة كثيرة .
فمن هنا أراد الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، توضيح الوجهه وأعلم الناس بأن السفر سيكون شاق وعسير في وسائل النقل والتموين ، وعندما سار لهذه الغزوة ، جعلت أغدوا وأقول سأغزو معه ، وأترك الاستعداد والتهيؤ لها يوم غد ، وسألحق بهم ، فيأتي الغد فأقول سأذهب بعد غد ، حتى طال بي الأمر وأنا أقول لا بأس سألحق وهكذا ، حتى سار الناس ولم أستطع اللحاق بهم .
فبقيت وتخلفت ، ويا ليتني فعلت ولم أتخلف ، فخرجت أتجول في المدينة لأرى من تخلف مثلي عن هذه الغزوة ، لم أرى إلاّ المنافقين البين نفاقهم ، أو الذين عذرهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لمرضهم أو لكبر سنهم ، أو الذين لا يملكون ما ينفقونه في هذة الغزوة ..
ولقد قيل لي بأن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
قد افتقدني وهو في تبوك فسأل وقال : ( ما فعل كعب أبن مالك ..؟ ) .
فقالوا له : لقد عجبه الظل الظليل والنظر إلي عطفيه ..!
فرد عليه معاذ أبن جبل : بئس ما قلت عن مالك ..!! فو الله يا رسول الله ما علمنا منه إلاّ خيراً ، فسكت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ......
فلمّا بلغني أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد قفل راجعاً إلي المدينة من غزوة تبوك ، حضرني خبري ، فجعلت أتذكر الكذب وأقول :
بما أخرج من هذه الورطة التي ورط فيها نفسي وأيضاً من سخط الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، غداً ....؟
فلمّا أقترب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وشارف على الوصول ، عرفت حينها أني لا أنجو منه إلاّ بالصدق ، فأجمعت نفسي أن أُصدّقه وأقول إلاّ الصدق ، وعندما صبّح الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في المدينة ، وكان من عادته أنه إذا قدِم من سفر ، بدء بالمسجد ، فركع فيه ركعتين ، ثُمّ يجلس للناس .
فلمّا فعل ذلك ، جاءه المخلفون فجعلوا يحلفون له ويعتذرون ، وكانوا بضعة وثمانون رجلاً ، فيقبل منهم علانيتهم وأيمانهم وستغفر له ، ويترك سرائرهم ومصداقيتهم لله سبحانه وتعالي ، حتى جئت إليه ، فسلمت عليه ، فتبسم تبسم المغُضب ، ثُم قال :
( تعالى ) .. فجلست إليه بين يديه ، فقال لي :
( ما خلّفك يا كعب ألم تكن ابتعت ظهرك ( اشتريت دابة ترتحل عليها ) ...؟ ) ....
فقلت : إني يا رسول الله والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر ولقد أُعطيت جدلاّ ( قدرة على الجدال والإقناع ) .
ولكن و الله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديثاً كَذِباً لترضينّ عني ، وليوشِكنّ الله أن يُشخِطك عني ( يلومك ) ولئن حدثتك حديثاً صِدقاً تجد علىّ فيه ( تحز في نفسك كيف فعلت ذلك ) وإني لأرجو عُقباي من الله فيه ،......
ولا والله ما كان لي عُذر ، ووالله ما كنت قط أقوى ولا أيسر منىّ حين تخلفت عنك ....
الله اكبر يااخوتي يالكرام
هذا هو الصدق بعينه والحب بعينه والرضي بعينه والمصداقية في القول والعمل بعينها....
فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقد لمس صِدقه :
( أمّا هذا فقد صدقت فيه ، فقُم حتى يقضي الله فيك ) ....
فقمت وخرج معي رجال من بني سلمة ، فقالوا لي :
والله ما علمناك كنت أذنبت ذنباً قبل هذا ولقد عجزت أن تأتي بعُذر
لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، مثل ما أعتذر الآخرون من الذين تخلفوا ، فلقد كان كافيك إستغفار الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لك ، فقلت لهم :
هل لقي أحد مثل ما لقيت ..؟ فقالوا لي :نعم ،....
رجلان قالا مثل مقالتك ، وقيل لهما مثل ما قيل لك فقلت من هما ..؟ فقالا لي :
هما مُرارة أبن الربيع وهلال بن أبي أُمية الواقفي .
فأمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) ، الناس وأصحابه بعدم التكلم مع هؤلاِ الثلاثة ، فاجتنبتنا الناس ، وتغيروا لنا ، حتى تنكرت لي نفسي والأرض فما هي بالأرض التي كنت أعرف ، فلبثت على ذلك ( خمسين ليلة ) ، فأمّا صاحباى فاستكانا وقعدا في بيوتهما ، وأمّا أنا فكنت أخرج وأشهد الصلاة مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأطوف في الأسواق ، ولا يكلمني أحد ، وأتي لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأسلم عليه ....
، وهو في مجلسه بين أصحابه ، فأقول في نفسي :
هل ردّ علىّ السلام أم لا ..؟
ثُمّ أُصلي بقربه ، فأسترقه النظر ، فإذا أقبلت عليه بالنظر ، لا ينظر إليّ وإذا أشحت وجهي عنه أحسست بأنه ينظر إليّ ، حتى طال ذلك علىّ من جفوة المسلمين .
فمشيت حتى علوت جدار أبي قتادة وهو أبن عمي وأحب الناس إليّ ، فسلمت عليه ، فو الله ما يردّ علىّ السلام ، فقلت له :
يا أبا قتادة أُنشدك الله هل تعلم أني أحب الله ورسوله ..؟
فسكت ، فعدت فناشدته ، فسكت عني ، فناشدته فقال :
الله ورسوله أعلم .
ففاضت عيناى بالدمع ووثبت فعلوت الحائط ثُمّ غدوت إلي السوق .
فينما أنا أمشي بالسوق إذا رجل نبطي ( أعجمي ) يسأل عني ....
ويقول من يدُلّني على كعب أبن مالك ..؟
فأشارت الناس إليه بأني هنا في السوق ، حتى جاءني فدفع لي كتاب من ملك غسّان مكتوب في قطعة من حرير فإذا فيه :
( أمّا بعد فأنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله في دار هوان ولا مذلّة ، فألحق بنا نُكرمك ونواسيك ...) .
فقلت هذا والله من البلاء أيضاً ، فأخذت الكتاب وأحرقته ،...
ولقد كال بي الأمر حتى مرت ( أربعون ليلة من الخمسين ) .
وإذا رسول رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يأتيني فقال لي :
أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يأمرك أن تعتزل امرأتك ولا تقربها ، أنا وأصحابي ،
فقلت لامرأتي :
ألحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر ما هو قاضِ ، وفعل أصحابي مثل ما فعلت أنا .
إلاّ أن امرأة هلال بن أُمية ذهبت لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فاستأذنته في أن تبقي مع هلال بن أُمية ، لتخدمه لأنه كان كبير في السن فقال لها :
( أخدمية ولكن لا تقتربي منه ) .... فقالت : هو شيخ كبير ..! فلمّا سمعوا آل بيت كعب أبن مالك ، ما حصل لأمراة هلال أبن أٌمية ، فقالوا له :
لو ذهبت امرأتك تستأذن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لتبقى معك لتخدمك ، فقال لهم : معاذ الله أن أذهب لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، لأستأذن لأمراتى ، فكيف سيقول الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ..؟
وهو يعلم بأني صغير وشاب وليس كهلاً ...
فرفضت الذهاب ، ومرّ بي الحال بعد ذلك عشرة ليلٍ أُخرى ، فكمُل لنا خمسون ليلة من حيث نهى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، الكلام معنا ، ثُمّ صليت الصبح وهو الصبح الخمسين ليلة ، على ظهر بيت من بيوتنا ، على الحال التي ذكر الله منّا ، فقد ضاقت الأرض بما رحبت وضاقت علينا أنفسنا .
وبينما أنا في هذا الحال إذ سمعت منادياً ينادي ويقول :
يا كعب .. يا كعب أبشر ، فخررت ساجداً وعرفت أنه قد جاء الفرج ..
فقد أذن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، الناس بتوبة الله علينا ، حين صلىّ الفجر ، فذهبت الناس يبشروننا فلما وصل المبشرون لي نزعت ثوبي فكسوتهما به ، فو الله ما أملك يومئذ غيرهما .
وأستعرت ثوبين فلبستهما ثُمّ انطلقت للقاء الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،


فتلقتني الناس يبشرونني بالتوبة ، ويقولون :
ليهنك توبة الله عليك ، حتى دخلت المسجد ، ورسول الله جالس بين أصحابه ، فقام إلىّ طلحة بن عبد الله فحياني وهنأني ، ووالله ما قام إليّ رجل من المهاجرين غيره ، فلمّا سلمت على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،قال لي ووجهه لمشرق بالفرح والسرور :
( أبشر بخير يوم مرّ عليك منذ ولدتك أُمك ) ..
فقلت : أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله سبحانه وتعالي ..؟ فقال :
( بل من عند الله ) ...
وكان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أستبشر ، أصبح وجهه كقطعة من قمر متوهج ، فلما جلست إليه قلت :
يا رسول الله إن من توبتي على الله عزّ وجل أن أنخلع من مالي ، صدقة إلي الله عزّ وجل وإلي رسوله الكريم ، فقال : ( أمسك عليك بعض مالك ، فهو خير لك ) .
فقلت : إني ممسك بسهمي الذي بخيبر ...
يا رسول الله إن الله قد نجّاني بالصدق وإن من توبتي إلي الله أن لا أُحدث إلاّ صدقاً ما حييت ، ولقد أنزل الله سبحانه وتعالي آيات كريمة تخصنا وتخص الذين تخلفوا عن رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ، يوم تبوك حيث قال تعالي :
( لَقدْ تَابَ اللّهُ عَلَى النّبيَّ والمُهَاجِرِينَ و الأنْصار الّذيِنَ إتّبَعُوه في سَاعة العُسْرة من بعدِ ما كَان يُزيغ قُلوبُ فريقٍ منهُمْ * ثُمّ تَابَ عَلَيَهمْ إنّهُ بِهُمْ رءوفٌ رَحِيم * وعلى الثلاثة الّذِينَ خُلِفوا ..... إلي قوله تعالي : وكُنوا مع الصادقين ..... )
إستسلام ثقيف وكتاب رسول الله ( صلي الله عليه ولم ) إليهم
حيث يروى أن تثقيف لمّا انصرف عنها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقبل أن يصل إلي المدينة قادماً من تبوك في رمضان ، بعروة بن مسعود ، وهو من ثقيف ، حتى أدركه قبل أن يصل إلي المدينة ، فأسلم وسالمه أن يرجع إلي قومه بالإسلام ، فلمّا أسلموا ، أرسل لهم عثمان بن أبي العاص أميرا عليهم وقال له : يا عثمان تجاوز في الصلاة ، أقرر الناس بأضعفهم ، فإن فيهم الكبير والصغير وذو الحاجة .... ثُمّ كتب لهم كتاب جاء فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد النبي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي المؤمنين إن عِضاءوج
( شجرة لها شوك في الطائف ) ، وصيده لا يعضد ( يُقطع ) من وُجد يفعل شيئاً من ذلك فإنه يُجلد وتُنزع ثيابه ، فإن تعدى ذلك ، فإنه يؤخذ فيبلغ به النبي محمد ، وإن هذا أمر النبي محمد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وكتب خالد بن سعيد بأمر الرسول محمد بن عبد الله ، فلا يتعداه أحد ، فيظلم نفسه فيما أمر به محمد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) .
وفي هذا الكتاب يسالمهم ، ويأمرهم بالمحافظة على الصلاة ، ويأمرهم أيضاً بالمحافظة على عدم قطع الأشجار ، ومن يفعل ذلك أحد منهم ، فسيعاقب وتُنزع ثيابه ، وقد كتب هذا الكتاب خالد بن سعيد بأمر من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) .......
حج أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) بالناس
سنة تسعة للهجرة وقصة إعلان البراءة
وفي السنة ( التاسعة للهجرة النبوية الشريفة ) ، جاء موسم الحج ، فعهِد الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،هذا الموسم لأبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، ليتولى إمارة الحج لهذا العام لأهميته ، وأرسل معه على بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) .
وكان ذلك في السنة التاسعة للهجرة النبوية الشريفة ، وكان إرسال علي بن أبي طالب ، ليس نقصاً في مقدرة الصديّق ، ولكن كان يعد لأمر في غاية الأهمية وهو إعلان بيان خطير يسمى بيان البراءة ، والتي تضمنتها سورة من سور القرآن الكريم وهي سورة التوبة ،فا لأهمية هذا الأمر ،فوض الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) مهمة قراءتها على مشهد من جميع الحجاج بمكة .
وفي هذا البيان ، نبذ كل العهود التى كانت قد قطعها الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، مع القبائل التي وادعها والتي لم تدخل الإسلام .
وإلغاء كل عقد أبرمه معها ، وأمهل هذه القبائل مدة أربعة أشهر ، لإشهار إسلامها والدخول في هذه الدولة العربية الإسلامية الجديدة ، وإلاّ أُعتبروا خارجين على نظامها ووجب على المسلمين محاربتهم .
وجاء في البيان أن مكة أصبحت بحرمها ، إسلامية بعد أن بُرئت الكعبة من الأصنام وإن الحج أصبح يجري على الطريقة الإسلامية وأنه لا يجوز لغير المُسلم أن يحج ويقرب من المسجد الحرام .
أمّا بخصوص المنافقين فينذرهم بالعقاب ، وتبدأ السورة المذكورة بذكر براءة صادرة من الله ورسوله إلي المعاهدين من المشركين ، ومعني هذا أن الله سبحانه وتعالي بريء من المشركين وأنه لا عهود بينهم وبين الدولة الإسلامية ، .....
وهو بذلك يمهلهم فرصة ( لأربعة أشهر ) للدخول في ربقة الإسلام وبالتالي في الدولة الإسلامية ، وإلاّ أُعتبروا خارجين عن نظام هذه الدولة الحديثة .
الدولة التي أصبح لها مفهوم جديد ودستور جديد ، وبالتالي يجب على كل من أراد الانتماء لهذه الدولة الالتزام بها وبنظامها ، وبالتالي إن رفضوا الانصياع لأوامر الله سبحانه وتعالي على لسان نبية الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.....
وجب على المسلمين محاربتهم وقتالهم ، حتى تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السُفلى ، وفي هذا أمر إلهي يبين أنه آن للاسلام أن يكون له شريعة خاصّة به ومنهج يسير عليه ، وأيضاً حدد الله سبحانه وتعالي ......
عن طريق رسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن من صفات الدولة القوية أن تحكم في سلامة أراضيها ، فأصبحت مكة تابعة كلياً للدولة الإسلامية
والنُسك التي تجري على أرضها إسلامية صِرفة ....
حيث يقول سبحانه وتعالي في سورة التوبة :
( براءة من الله ورسولَهُ إلَى الّذيِنَ عَاهدُتمْ مِنَ المُشركيِنَ * فَسِحُوا فيِ الأرضَ أربَعَةَ أشهُرٍ وأعْلَمُوا أنَكُمْ غَيرَ معجزي الله وأن الله مُخزي الكَافِرينَ * وأذان من الله ورسوله إلي الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله * فأن تُبتم فهو نخير لَكُمْ وإن توليتم فأعلموا أنكم غير مُعجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم * إلاّ الّذِينَ عاهدتُمْ من المُشركين ثُمّ لم ينقٌصوكُمْ شيئاً ولم يُظاهروا عليكُمْ أحداً فأتموا إليهم وخذوهم واحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد ............. ) إلي آخر السورة .....
ووفقاً لهذا البيان المعروف ببراءة الله ورسوله ،تتضح لنا عِدة أمور ونقاط مهمة فقد بينت أن موقف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، مع الوثنيين كان يختلف في حالتين :
( 1 ) المشركون الذين كفروا وكانوا يرتبطون معه بعهود سابقة ، تنص على مدة معينة محددة ، فوجب أن تتم المدة المقررة في العهد الذي أُبرم ...
( 2 ) ويُحرّم على هؤلاْء المُشركين دخول المسجد الحرام والحج مع المسلمين .
( 3 ) أمّا فيما يتعلق بالنصارى واليهود ، فعليهم أن يعلنوا خضوعهم للدولة الإسلامية ، ويكون بدفع الجزية عن يد وهم صاغرون ، لقاء حمايتهم وعيشهم في هذه الدولة ..
( 4 ) أمّا المنافقون ممن عاهدهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ولم يستقيموا وأبت قلوبهم أن تتقبل الإسلام ، فعليهم أن يطهروا أنفسهم من النفاق ويتوبوا إلي الله ويقيموا الصلاة فإن نكثوا أيمانهم فهم كفرة ويحل قتالهًمْ ...
وكان بينا براءة بمثابة إنذار وجهه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي المشركين في موسم الحج ، وهو الموسم الذي يجتمع فيه كل ممثلي القبائل العربية في بلاد العرب ، وبالتالي من ضمن أهداف هذا البيان ، ضم جميع القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية إلي الدولة الإسلامية ، وعلى هذا النحو ، بدأت وفود القبائل العربية تصل تباعاً بد فترة قصيرة من سماع هذا البيان العظيم ، معلنة خضوعها للاسلام ودخولها في طاعة الدولة الإسلامية .
فتوالت الوفود لتعلن الولاء والطاعة لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،
وكان ذلك في أواخر السنة ( التاسعة للهجرة النبوية الشريفة ) ..
فسميت هذه السنة سنة الوفود التي توافدت على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو في المدينة المنورة ، وهذا دليل على أن تواصل الوفود وتقديم الولاء ، عادتاً لا يكون إلاّ للقوي ، فلا تقدم الولاء والطاعة للضعيف ، فلمّا علمت القبائل العربية قوة هذه الدولة ، قررت الولاء لها لعلمها أن لا مجال لمحاولة قتالها ، ولأقتنا عها بهذا الدين الجديد ......
عام الوفود
في السنة التاسعة للهجرة النبوية الشريفة
ونزول سورة الفتح
قال أبن إسحاق :
فلمّا أفتتح الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، مكة ، وفرغ من غزوة تبوك ، وأسلمت ثقيف وبايعت ، تهافتت عليه وفود العرب من كل وجع ، وعندما كانت العرب تتربص باالأسلام أمر هذا الحي من قريش وأمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وذلك أن قريشاً كانوا غمام وقادة الناس وهاديهم ، وأهل بيت الحرام ، وقادة العرب في ذلك الوقت لا ينكرون عليهم ذلك ، لانحدارهم من ولد إسماعيل أبن إبراهيم ( عليهما السلام ) .
وكانت قريش هي التي نصبت لحرب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وخلافه ، فلمّا أُفتتحت مكة ودأنت له قريش ، فدوخها الإسلام ، وعرفت العرب أنه لا طاقة لهم بحرب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ولا عداوته ، فدخلوا في دين الله أفواجاً ، كما قال تعالي في سورة النصر ، حيث قال تعالي :
( إذا جَاءَ نَصْرُ اللهِ والفَتحُ وَرَأيت َ النّاسَ يدْخلُونَ في دِينِ اللهِ أفواجاً * فَسَبِحْ بِحمدِ رَبِكَ وأَ سْتَغْفِرَهُ إِنّهُ كَانَ توّاباً ...... )
فمن خلال هذا النصر المبين ، وقوة شوكة الإسلام ، لم يبقي للقبائل العربية إلاّ أن تقدم فروض الولاء والطاعة لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وللإسلام ، فبدأت الوفود بالتقاطر على المدينة ، لمبايعة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهم:
( 1 ) وفد من أشراف بني تميم .
وكان يقودهم ( عطارد أبن حاجب بن زُرارة ) و( الاقرع أبن حابس ) و
( الزبرقان بن بدر التميمي ) و ( عمر بن الايهم ) و ( الحباب بن يزيد ) .
وعندما وصلوا للمدينة دجلوا عل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو في المسجد ، فصاحوا به وينادونه بصوت عالي من وراء حجراته ، فخرج إليهم ، فقالوا له :
يا محمد جئناك نفاخرك ، فأذن لشاعرنا وخطيبنا .
فقال لهم : ( قد أذنت لخطيبكم فليقل ) ... فقام عطارد بن حاجب فقال :
الحمد الله الذي له علينا الفضل والمن ، وهو أهله الذي جعلنا ملوكاً ووهب لنا أموالاً عِظاماً نفعل بها بالمعروف ، وجعلنا أعز أهل المشرق وأكثرها عدداً وأيسره عُدة.. إلي آخر خطبته ، ثُمّ جلس ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،لثابت بن قيس الشمّاس :
( قُمْ فأجب الرجل في خطبته ) ، فقال ثابت بن قيس فقال :
الحمد الله الذي السموات والأرض خلقه ، قضي فيهم أمره ، ووسع كرسيه عليهما ، ولم يك شيء قط إلاّ من فضله ، ثُمّ كان من قُدرته أن جعلنا ملوكاً وأصطفي من خير خلقه رسولاً ، أكرمه نسباً وأصدقه حديثاً وأفضله حسباً ، فأنزل عليه كتابه وأَتمنه على خلقه ، فكان خير ة الله من العالمين ، ثُمّ دعا الناس إلي الأيمان به ،.....
فآمنت برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، المهاجرون من قومه وذوي رحمه أكرم الناس حسباً وأحسن الناس وجوهاً وخير الناس فِعالاً ، ثُمّ هاهنا نحن الأنصار فأجبناه فأصبحنا أنصاره ووزراه ، نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله ، فمن لآمن مُنع منّا ماله ودمه ، ومن كفر جاهدناه في الله أبداً ، وكان قتله علينا يسيراً ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فلما فرغ خطيبهم وخطيب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال الأقرع بن حابس ،
وهو من ضمن وفد بني تميم :
إن هذا الرجل المؤتى له ، لخطيبهم أخطب من خطيبنا ولشاعره أشعر من شاعرنا ولأصواتهم أحلى من أصواتنا ، ونحن نُشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمد رسول الله ، فأكرمهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بعدما أسلموا وأختصهم بجوائز وهدايا لفصاحتهم ولقولهم
( 2 ) وفد بنو سعد أبن بكر
وبعثت بنوا سعد أبن بكر ، إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،
رجلاً منهم يقال له ( ضِمام بن ثعلبة ) ، فقدِم عليه وهو في المسجد ، فأناخ بعيره على باب المسجد ثُمّ عقله ، ودخل المسجد ، ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، جالس بين أصحابه ، وكان ضِمام رجل أشعث الشعر ذا غديرتين ( ضفيرة ) ،.....
فأقبل حتى وقف على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال:
أين أبن عبد المطلب ..؟ فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، :
( نعم أنا أبن عبد المطلب ) ، فقال : أمحمد أنت ..؟ فقال: ( نعم ) ، فقال :
يا أبن عبد المطلب ، إني سائلك ومُغلظ عليك في المسألة ،
فلا تجِدنّ في نفسك ( لا تغظب ) فقال: ( سل ما بدا لك ) ، فقال : أُنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من كان بعدك ، آلله بعثك إلينا رسولاً ..؟ فقال :
( اللهم نعم ) ، فقال له : أُنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من سيكون بعدك ، آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده ولا نُشرك به شيئاً وأن ننخلع هذه الأنداد التي كان آباؤنا يعبدونها معه ...؟ فقال( اللهم نعم ) ، فقال: أُنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من سيكون بعدك ، آلله أمرك أن نُصلي هذه الصلوات الخمس ..؟
فقال: ( اللهم نعم ) .....
فقال: أُنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من سيكون بعدك آلله آمرنا بالصلاة والصيام والزكاة .... وأخذ يعدد فرائض الإسلام ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،
يقول: ( اللهم نعم ) ....
فعندما أكمل أسئلته قال: اشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمد رسول الله ، وسأُؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عليه ، ثُمّ لا أزيد ولا أُنقص من ذلك شيء ...
ثُمّ أنصرف إلي بعيره راجعاً ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( إن صدق ذو الغديرتين ، دخل الجنّة ) ...
ثُمّ دخل ( ضِمام ) على قومه ، فأجتمعوا إليه فكان أول ما تكلم به أن قال :
بَِئِستْ اللات والعُزىّ ، فقالوا : ما هذا يا ضُمام ، إتقِ البرص وإتقِ الجذام وأتقِ الجنون يا ضُمام ،فقال:
ويلكم إنهما لا يضران ولا ينفعان أحد ، إن الله قد بعث رسولاً وأنزل عليه كتاباً إستنقذكم به مما كنتم فيه ، وإني أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمد رسول الله ، وقد جئتكم به مما كنتم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه ، فتمت ببركة هذا الرجل أن أسلم كل رجال قومه ولم يبقي لا صغيراً ولا كبيراً إلاّ دخل بفضل هذا الرجل إلي الإسلام ،
فكان عبد الله بن عباس : ما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضِمام بن ثعلبة ......
( 3 ) وفد بني عبد قيس
حيث قَدِمَ ( الجارود بن عمر بن حسن بن عبد قيس ) .....
وكان نصرانياً ،موفداً إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فلمّا انتهي إليه ، كلمه فعرض عليه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، الإسلام ودعاه إليه ورغبه فيه ، فقال يا محمد إني قد كنت علىّ ديناً، وإني تارك ديني لدينك ، أفتضمن لي ديني ..؟
فقال له :
( نعم أنا ضامن أن قد هداك الله إلي ما هو خير منه ) ، فأسلم وأسلم أصحابه معه....
( 4 ) وفد بني حنيفة ومعهم مسليمة الكذاب
وقدم على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وفد بني حنيفة وفيهم مسيلمة أبن حبيب الحنفي الكذاب ، حيث خلفوه في رحالهم لحرسه ، فلمّا أسلموا ،
ذكروا مكان مسيلمة للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،حيث تركوه حارساً على متاعهم ، فلما أسلموا ، أكرمهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأعطاهم العطايا ، وجعل لمسيلمة نصيب مما أخذوا ، فلما انتهوا إلي ديارهم ،.....
ارتدوا على أدبارهم ، فأستغل مسيلمة هذا الأمر ، وأدعي النبوة ، فوضع عنهم الصلوات والزكاة ، وأحل لهم الخمر والزنا ، وأستمر على هذا الحال ، ....
حتى زمن الخليفة أبو بكر ( رضي الله عنه ) ،
فحُرِب وقُتل لعنه الله وأنتهت الرِدة في زمن أبو بكر ( رضي الله عنه )
وقد قال أبو سعيد الخدري :
سمعت رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو يخطب في الناس على منبره ،
وهو يقول : ( أيها الناس إني قد رأيت ليلة القدر ، ثُمّ أُنسيتها ( وقت هذه الليلة وتاريخها ) ورأيت في ذراعي سوارين من ذهب ، فكرهتهما فنفخت عليهما فطارا ، فأولتها هذين الكذابين ، صاحب اليمن ( الأسود العنسي ) وصاحب اليمامة ( مسيلمة الكذاب ) ،
وأنه لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالاً ، كلهم يدّعون النبوّة ) .........
( 5 ) وفد ( فروة بن هسيك المُرادي )
وكان قد قدم بن هيسك المُرادي مفارقاً وتاركاً لملوك كِنده ومباعداً لهم ،
إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وعندما وصل قال له الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( يا فروة هل ساءك ما أصاب قومك يوم الردم ( معركة بين همدان وقبيلة مُراد ) فقال:
يا رسول الله من ذا يصيب قومه مثل ما أصاب قومي يوم الردم،
فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( أما إن ذلك لم يزد قومك في الإسلام إلاّ خيراً وأجراً ) ،
ثُمّ أسلم هو وقومه ، وأستعمله ( عينه أميراً ) الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على مُراد وذُسر ومُذجح كلها ، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص ، ....
على الصدقات ، فكان معه حتى توفي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ...
( 6 ) وفد بني زُبيدة
حيث قَدِم على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وفداً برأسة عمر بن معد يكرب ، في أُناس من بني زيد ، فأسلم وأسلموا ، فأقام عمر في قومه ، ثُمّ بعد إرتد هو وقومه بعد وفاة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ...!!!
( 7 ) وفد طيء
وقَدِم وفد طيء على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وفيهم زيد الخيل ، وهو سيدهم ، فلما انتهوا إليه وكلموه ، أسلموا وحسُن إسلامهم
وقد أُعجب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بيد الخيل ، حتى سمّاه زيد الخير ......
( 8 ) وفد كندة
وكان قد قَدِم على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وفداً من كندة يضم الأشعث بن قيس ومعه ثمانون راكباً ، فدخلوا على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وهو في المسجد ، وقد أرتدوا الحرير والديباج ، ف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى



عدد المساهمات : 1016
تاريخ التسجيل : 29/12/2012

سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم    سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء يناير 01, 2013 5:50 pm


سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السابع ..ج5
الاخوة الاعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وتقبل الله صيامنا وكافة اعمالنا الصالحة
.........
كنا قد سردنا في الجزء الرابع من الفصل السابع
ماحدث في غزوة تبوك وقصة الذين تخلفوا وتاب الله عليهم
وبعض مواقف اصحاب رسول الله في تلك الغزوة
نصل الي هذا الجزء الخامس من الفصل السابع
ونتحلق حول مائدة السيرة لنكمل معرفة ارسال زيد بن حارثة لأحد الغزوات للروم.....وايضا ماحدث في حجة الوداع ...
وابتدأ الفصل الاخير من حياة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم بظهور شكوته من المرض
وما دار فيها من احداث مهمة .....
وكالمعتاد ودائما نقول ونبتديء حديثنا
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي اشرف مخلوق
حجة الوداع في آواخر( السنة العاشرة للهجرة النبوية الشريفة )
وخطبة عرفة
قال أبن إسحاق :
فلمّا دخل على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،العام ذو القعدة ، تجهز للحج وأمر الناس الاستعداد بالجهاز له ،
وكان ذلك لخمس ليالٍ بقين من ذى القعدة ،....
فاستعمل على المدينة( أبا دُجانة الساعدي ) ،...
فحج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في هذا العام ، فأرى للناس مناسكهم وأعلمهم بسُنن حجهم ، وخطب في الناس خطبته التي بيّن فيها مابيّن ، فحمد الله واثني عليه حيث قال :
( في خطبة الوداع )
أيها الناس :
اسمعوا قولي ، فأني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً ، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلي أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ، وقد بلغت ، فمن كانت عنده أمانة فليؤدَّها إلي من أتمنه عليها ، وإن كل ربا موضوع ، ولكن لكم رءوس أموالكم ، لا تظلون ولا تُظلمون ، قضى الله أنه لا ربا ، وإن ربا العبّاس بن عبد المطلب موضوع كله ، وأن كل دم كان في الجاهلية موضوع ، وأن أول دماءكم أضع دمُ هُذيل ، فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية
أما بعد أيها الناس :
فإن الشيطان قد يئس من أن يُعبد بأرضكم هذه أبداً ، ولكنه إن يُطع فيما سوى ذلك ، فقد رضي به مما تُحقرون من أعمالكم ، فاحذروا على دينكم .
أيها الناس :
إن النسيء زيادة في الكفر يُضَلُّ به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرم الله ، فيحلوا ما حرم الله ، ويحرموا ما أحل الله ، وإن الزمان قد أستدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض ، وإن عدة الشهور عند الله أثناء عشر شهراً ، منها أربعة حُرم ، ثلاثة متوالية ورجب مُضر
(أي رجب الذي يأتي بين حمادي الثاني وبين شعبان ، وليس رجب ربيعة الذي تسميه رمضان ، فقد كانت تحرمه ..) ،
أما بعد أيها الناس :
فإن لكم على نسائكم حقاً ، ولهُنّ عليكم حقاً ، لكم عليهن أن لا يوطئن فُرشكم احداً تكرهونه ، وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهنّ في المضاجع وتضربوهنّ ضرباً غير مُبرح ، فأن انتهين فلهن رزقهنّ وكُسوتهُنّ بالمعروف وأستوصوا بالنساء خيراً ، فأنهُنّ عِندكم عوان ( أسيرات ) ، لا يملكن لأنفُسِهِنّ شيئاً ، وإنكم إنما أخذتموهُنّ بأمانة الله وأستحللتم فروجهُنّ بكلمات الله ، فاعقلوا أيها الناس قولي فإني قد بلغت ، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تُضلوا أبداً ، أمراً بننا كتاب الله وسنة نبيه ) .
أيها الناس :
( اسمعوا قولي واعقلوه ، تعلمون أن كل مسلم أخ للمسلم ، وإن المسلمين إخوة ، فلا يحل لإمرءي من أخيه إلاّ ما أعطاه عن طيب نفس منه ، فلا تضمن أنفسكم ، اللهم هل بلغت ..؟ ) ، فقالت الناس :
اللهم نعم ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، :اللهم أشهد ...
ثُمّ نادى ربيعة بن أُمية بن نخلف ، وكان جهوري الصوت ، فقال له :
( قُل يا ربيعة وأسمع الناس ، قُل أيها الناس إن رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ،يقول : هل تدرون إي شهر هذا ..؟ )
فيقول لهم ، فيقولون الشهر الحرام ...
فيقول :
( قُل لهم أن الله قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلي أن تلقوا ربكم كحرمة بلدكم هذا ، قُل أيها الناس إن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) )،يقول :
( هل تدرون أي بلد هذا ..؟ ) ، فيقولون : البلد الحرام ، فيقول :
( قُل لهم أن الله قد حرم عليكم دمائكم وأموالكم إلي أن تلقوا ربكم كحرمة بلدكم هذا ) ، ثُمّ يقول :
( قًل أيها الناس إن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،يقول : هل تدرون أي يوم هذا.؟ ) ، فيقولون : يوم الحج الأكبر ، فيقول :
( قٌل لهم : إن الله قد حرّم عليكم دمائكم وأموالكم إلي أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا ) ....
وعن عمر بن خارجة أنه قال :
كنت واقفاً بعرفة بجانب ناقة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فسمعته يقول :
أيها الناس ، إن الله قد أدى إلي كل ذي حق حقه ، وأنه لا يجوز وصيّة لوارث ، والولد للفراش ، وللعاهر الحجر ، ومن أدّعى إلي غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يُقبل منه صرفاً ولا عدلاً ...
وقد بين الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،تعاليم ونُسك الحج ،
فبدأ بعرفة حيث قال:
(هذا الموقف ، للجبل الذي عليه ، وكل عرفة موقف ) ، وعن المزدلفة قال :
( كل مُزدلفة موقف ) ، ثُمّ لمّا نحر بالمنحر بمني قال:
( هذا المنحر وكل مني منحر ) ...
فقضي الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، الحج وقد أراهم مناسكهم وأعلمهم ما فرض الله عليهم من حجّهم من الموقف ورمي الجمار ، وطواف بالبيت ، وما أحل لهم من حجّهم ، وما حُرّم عليهم ، فكانت حجة البلاغ وحجة الوداع هذه ، وتأتي أهميتها في أنها أصبحت المرجع لكافة المسلمين ، في كل شيء ، في المعاملات وفي الخطوات الواجب إتباعها في الحج ، لذلك أصبحت من أهم الأحداث التي حصلت للمسلمين ، فقد بيّن فيها كل ما يحتاجه المسلم ، في حجه وفي النُسك الواجب إتباعها ، للوصول للحج الكامل الذي يرضي عنه الله سبحانه وتعالي ورسوله الكريم و( صلي الله عليه وسلم ) ،
ذلك أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، لم يحج بعدها ......
بعث أسامة بن زيد بن حارثة ( إلي أرض فلسطين )
وهي آخر بعوث الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
قال أبن إسحاق :
وبعث الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في السنة العاشرة للهجرة النبوية الشريفة ، إسامة بن زيد بن حارثة ، إلي الشام ، وأمره أن يؤطىء الخيل بمشارف البلقاء والروم ، من ل أرض فلسطين ،فتجهز الناس وأسل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، معه المهاجرون الأوائل ، ولكن عندما أشتكي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من مرضه الذي توفي فيه ،
استبطأ الناس ( أجّلوا ) وقعدوا ينتظرون ماذا سيحل بالرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، فلمّا سمع بهم ، وهو في وجعه وبأنهم يقوا ينتظرون الخروج مع أسامة بن زيد ، إلي أرض فلسطين ، خرج إليهم وهو عاصباً رأسه حتى جلس على المنبر ، وقد قالت الناس في أمر أسامة بن زيد ، أنه صغير السن وحدث وهناك من هم أكبر منه من المهاجرين والأنصار ، ولهم القدرة والخبرة في قيادة الجيش .
فصعد النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،المنبر وقال لهم بعد أن حمد الله وأثني عليه بما هو أهل له ، ثُمّ قال:
( أيها الناس ، أنفذوا بعثة أُسامة ، ...
فلعمري لئن قُلتم في إمارته ( تكليفه بقيادة الجيش ) فقد قُلتم في إمارة أبيه من قبل ، وإن أسامة لخليق ( يستحق) الأمارة ، وإن كان أبوه لخليقاً لها ) ....
ثُمّ نزل من على المنبر ، فأسرعوا الناس في تجهيز الجيش وأعداده للخروج ، وأستمر الرسول الكريم

( صلي الله عليه وسلم ) ،في وجعه ، فخرج أسامة وخرج الجيش معه ، حتى نزلوا في موقع يقال له ( الجُرف ) يبعد عن المدينة مقدار فرسخ .
فضرب عسكره ، واجتمعت له الناس للخروج معه ، وعندما سمعوا أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، تقُل مرضه ، قرر أسامة والناس معه أن ينتظروا ما الله قاضٍ
في رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى يطمأن الناس من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بخير وأنه قد أجتاز مرضه ، فقد كانت قلوب الناس الذين همّوا بالخروج مع أسامة بن زيد ، في هذه الغزوة إلي أرض فلسطين ، معلقة بالحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، وما سيحدث له...
ابتداء شكوى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
ورد عن أبن إسحاق أنه قال :
فينما الناس على ذلك الحال من الانتظار والخوف على ما يصير أليه حال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أُبتدىء يشكوا من مرضه الذي قُبض فيه ، وكان ذلك في ليالٍ بقين من صفر ، أو في أول شهر ربيع الأول ، فكان أول ما أُبتدىء به من ذلك فيما ذُكر لي ، أنه خرج إلي بقيع الغرقد ، من جوف الليل ، فأستغفر لهم ثُمّ رجع إلي أهله ، فلمّا أصبح أُبتدىء من يومه ذلك في شكواه من المرض ، وعن أبي مويهبة ...
( مولي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أنه قال:
بعثني الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) ، من جوف الليل فقال لي :
( يا أبا مويهبة إني قد أُمرت أن أستغفر لأهل البقيع الغرقد ، فأنطلق معي ) ... فانطلقت معه ، فلمّا وقف بين أظهرهم قال :
( السلام عليكم يا أهل المقابر ، ليهنىء لكم ما أصبحتم به مما أصبح الناس فيه ، أقبلت الفتن كقطع الليل المُظلم ، يتبع آخرها أولها ، الآخر أشر من الأول ، يا أبا مويهبة إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدينا والخلد ، ثُمّ الجنة ، فخُيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة ) ...
فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فخذ مفاتيح خزائن الدينا والخلد فيها ثُمّ الجنة ، فقال لي :
( لا والله يا أبا مويهبة ، لقد اخترت لقاء ربي والجنة ) ....
ثُم أستغفر لأهل البقيع ثُمّ أنصرف ،
فبدأ برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،
الوجع الذي قُبض فيه .....
تمريضه في بيت السيدة عائشة ( رضي الله عنها )
عن عائشة ( رض الله عنها ) أنها قالت :
رجع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من البقيع ، فوجدني وأنا أتألم من صداع في رأسي ، وأنا أقول : و رأساه ، فقال لي :
( بل أنا والله يا عائشة ورأساه ، وما ضرك يا عائشة لو مُتِ قبلي ، فقمت عليك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك )......؟
فقلت :
والله لكأني بك ، لو فعلت ذلك ،....
لقد رجعت إلي بيتي فأعرست ( تزوجت امرأة أخرى ) فيه ببعض نسائك ، فتبسم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ...
( هذه هي الزوجة المسلمة المحُبة لزوجها ، والحريصة عليه وعلي صحته ونفسيته وتعبه وهو في أشد حالات المرض والسقم ، فتبدأ بإدخال البسمة عليه وإشعاره بالبهجة وتهوين الأمر عليه .......
فهذه السيدة الفاضلة العظيمة أُم المؤمنين ،
وهي تمازح النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ولا عجب حينما قال عنها إنها من أحب زوجاته إلي قلبه بعد ...
السيدة خديجة ( رضي الله عنها ))....
وتستمر السيدة عائشة ( رضي الله عنها )، وتقول:
وأستمر به وجعه وأخذ يدور على نسائه ، حتى إشتد عليه وجعه وغلبه على نفسه ، وهو في بيت ميمونة ، فدعا نساءه فأستأذنهن في أن يُمرّض في بيتي ، فأذنوا له ،
وزوجاته الآتي استأذن منهن ليُمرّض عند عائشة
( رضي الله عنها )، هُنّ:
( 1 ) سودة بنت زُمعة ( رضي الله عنها )
( 2 ) زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية ( رضي الله عنها )
( 3 ) أُم سلمة بنت أبي أُمية بن المغيرة المخزومية
( رضي الله عنها )
( 4 ) حفصة بنت عمر بن الخطاب ( رضي الله عنهما )
( 5 ) أُم حبيبة ( رملة ) بنت أبي سفيان بن حرب
( رضي الله عنها )
( 6 ) جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية
( رضي الله عنها )
( 7 ) صفية بنت حُيى بن أخطب ( رضي الله عنها )
( 8 ) ميمونة بنت الحارث ( رضي الله عنها )
( 9 ) زينب بنت خزيمة بن الحارث ( أُم المساكين )
( رضي الله عنها )
وسوف يتم ذكرهن بالتفصيل لاحقاً إن شاء الله تعالي .......
والحديث هنا لعائشة ( رضي الله عنها ) ، حيث قالت :
فخرج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
يمشي بين رجلين من أهله أحدهما :
( 1 ) الفضل بن العباس
( 2 ) علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه )
فأسندوه ،وقد أشتد به وجعه ، وقال لهم رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ،:
أهرقوا علىّ سبع قرب من آبار شتىّ ، حتى أخرج على الناس فأعهد إليهم ......
فأقعدناه في إناء كان يغتسل فيه ، وكان لحفصة بنت عمر بن الخطاب ( رضي الله عنهما ) ثُمّ صببنا عليه الماء ، حتى طفق يقول :
( حسبكم .... حسبكم) .....
كلمة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
واختصاص أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) بالذكر
ثُمّ خرج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عاصباً رأسه حتى جلس على المنبر ، ثُمّ بدأ بالكلام ، وأول ما تكلم به انه صلي على أصحاب أُحد ، وأستغفر لهم ، فأكثر الصلاة عليهم ثُمّ قال:
( إنّ عبداً من عباد الله ، خيّره الله بين الدنيا وبين ما عنده ، فأختار ما عند الله )
ففهمها أبو بكر ( رضي الله عنه ) وعرف أن الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، سيلتحق بالرفيق الأعلى ،فتألم لهذا الأمر وشعر بأن الحبيب المصطفي سيلاقى ربه ، وسيتركهم لهذه الدنيا الفانية ،فما كان منه إلاّ أن بكى وقال وهو ينظر للحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، :
بل نحن نفديك بأنفسنا وأبنائنا ....!!!
فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( على رسلك يا أبا بكر .... أنظروا هذه الأبواب ، النافذة على المسجد ، فسدُّوها ، إلاّ بيت أبي بكر ، فأني لا أعلم احداً كان أفضل في الصُحبة عندي يداً منه ، وأني لو كنت متخذاً من العباد خليلاً ، لأتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن صُحبة وإخاء إيمان حتى يجمع الله بيننا عنده ....يا معشر المهاجرين ، استوصوا بالأنصار خيراً ، فإن الناس يزيدون ، وإن الأنصار على هيئتها لاتزيد ، وإنهم كانوا موضع ثقتي وسرّي ، التي آويت إليها ، فأحسنوا إلي مُحسنهم وتجاوزوا عن مُسيئهم ) ....
ولمّا إشتدا المرض برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال في حق أبو بكر الصديق( رضي الله عنه ) :
( مُروُا أبا بكر فليصل بالناس ) ، فقالت عائشة ( رضي الله عنها ) : يا نبي الله إن أبا بكر رجل رقيق ، وضعيف الصوت وكثير البكاء إذا قرأ القرآن ، فردّ علىّ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقال:
( مُروه فليصل بالناس ) .... فكررت ما قلته سابقاً من أن أبو بكر ضعيف الصوت وكثير البكاء ورقيق ، فقال :
( إنكن كصويحبات يوسف ، فمروه فليصلِ بالناس ) ...فقلت: فو الله ما قلت ذلك عن أبي بكر ، إلاّ إني كنت أُحب أن يُصرف ذلك عن أبي بكر ....
، فعرفت أن الناس لا يحبون رجلاً قام مقام الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، وإن الناس سيتشاءمون به في كل حدث كان ، فكنت أُحب أن يٌصرف ذلك عن أبي بكر ...
ثُمّ خرج إلي الناس وهم يصلون ، فرفع الستر وفتح الباب وقام على بابي ، فكاد المسلمون يفتتنون في صلاتهم ،
برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، حين رأوه ، فقد فرحوا به ، فأشار إليهم أن أثبتوا على صلاتكم ...
وما رأيت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) أحسن هيئة من تلك الساعة ، ثُمّ رجع وأنصرف الناس وهم فرحون ويرون أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،قد بُرىء من وجعه . وحدث أيضاً في أحد الصلوات ، أنه سمع تكبير عمر بن الخطاب
( رضي الله عنه ) في الصلاة ، فقال:
( أين أبو بكر ...؟ يأبى الله ذلك والمسلمون ) ....!!
فقال عمر ( رضي الله عنه ) :
إن أُستخلف أبا بكر ، فقد أُستخلف من هو خير مني ، وإن أتركهم فقد تركهم من هو خير مني ....
وحدث أن خرج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) يوم الاثنين عاصباً رأسه من شِدة الصداع ، إلي صلاة الصُبح .
وأبو بكر ( رضي الله عنه ) يصلي بالناس ، فلمّا خرج إليهم ، فرح الناس ، فعرف أبو بكر أن الناس لا تفعل ذلك إلاّ لرؤيتهم لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فنكص عن مُصلاه ( تزحزح ) قليلاً ليترك المجال للحبيب
المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، ليُكمل الصلاة ....
فرفع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،....
يده الكريمة ووضعها على ظهر أبوبكر وقال له :
( صلِّ بالناس ...!!! ) .....
ثُمّ جلس عن يمين أبو بكر فصلىّ قاعداً من شِدة المرض ، فلمّا فرغ من صلاته رجع إلي بيته ...
فهل يكفي أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، شرفاً وإكراماً ورضيً ، أكثر من أن يصلي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ورائه من دون خلق الله ..........!!!!!!!!!
وفي قول لعبد الله بن زُمعه بن الأسود أنه قال:
فلمّا ثقُل المرض برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأنا عنده في نفر من المسلمين فقال له بلال ( رضي الله عنه ) : الصلاة يا رسول الله ، فقال له :
( مروا من يصلي بالناس) ..
فخرجت ، والحديث هنا لعبد الله بن زُمعة ، فإذا عمر بالناس ، وكان أبو بكر غائباً ، فقلت: قُم يا عمر فصلّى بالناس ، فقام عمر ، فلمّا كبّر ، سمعه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وكان صوته جهورياً ، قال:
( فأين أبو بكر ...؟ يأبى الله ذلك والمسلمون ... يأبى الله ذلك والمسلمون ) .....فبعثوا لأبي بكر ، فجاء ، وبعد أن صلىّ عمر بالناس قال لي:
ويحك ماذا صنعت بي ...؟ يأبن زُمعة ، والله ما ضننت حين أمرتني أن أُصل بالناس ، إلاّ أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد أمرك بذلك ...!!! ولولا ذلك ما صليت بالناس....
فقلت له : والله ما تقدمت للصلاة ، فقلت له :
والله ما أمرني رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بذلك ، ولكني لم أر أبو بكر ، ورأيتك أحق من حضر للصلاة بالناس فأمرتك .....
وبهذا المقام الرفيع الذي يتمتع به الصحابي الجليل أبي بكر الصديق
( رضي الله عنه ) ، وهذا القُرب المُميز من حضرة الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،لهو من أقوي الأدلة التي تُشير إلي أن هذا المقام الرفيع لم يأتي إعتباطاً ، أو مجاملتاً له ، بل أتى من ثمرة الأيمان الخالص بالله وبتصديقه لصاحبه الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى لُقب بالصدِّيق ، ويكفيه أيضاً أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،قد قال في حقه:
( لو وزِن إيمان أبي بكر ، ووزن إيمان الأمة ،
لرجحت كفة أبي بكر ...!!! ) .
فهل بعد ذلك مجال للذين يشككون في مقام هذا الصحابي الجليل ، ويشككون في بقية الصحابة الكرام ، فهم بالفعل كما قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عن أصحابه:
( هم كالنجوم ) .....
اليوم الذي قُبض الله فيه النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) أنه قال:
أنه لمّا كان يوم الأثنين ، الذي قُبض فيه رسوله الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، قرّب رأسه من باب المسجد ،
ورفع صوته قائلاً:
( أيها الناس ، سُعرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل المُظلم ، وإني والله ما تمسَّكون علىّ بشيء ، إني لم أُحِلَّ إلاّ ما أحله القُرآن
ولم أُحرم إلاّ ما حرّمه القُرآن ) ..
ثُمّ فرغ من كلامه .
فأبتهج أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) واطمأنا عندما رأى الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو يحدث الناس ،فأستأذن منه للخروج لأهله ، وكان قبل ذلك لا يفارق الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وهو في حالته تلك ، فلمّا اطمأنا لحاله قال له :
يا نبي الله إني أراك قد أصبحت بنعمة من الله وفضل كما تُحب ، واليوم يوم بنت خارجة ، آفأتيها ......؟ فقال له :
( نعم ) ..
ثُمّ دخل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وخرج أبو بكر لأهله ، والحديث هنا لعائشة ( رضي الله عنها ) حيث قالت :
رجع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في ذلك اليوم ، حين دخل من المسجد ، فأضطجع في حِجري .
فدخل علىّ رجل من آل أبي بكر ( أخوها محمد ) وفي يده سواك أخضر يستاك به ، فنظر إليه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في يده نظراً عرفت منه أنه يريده ، فقلت :
يا رسول الله أتحب هذا السواك ...؟ فقالSad نعم ) ،....
فأخذته فمضغته له حتى لينتّهُ ، ثُمّ أعطيته أياه ، فأستاك به كأشد ما رأيته يستن بسواك قط ، ثُمّ وضعه جانباً ، فكان أخر عهد الرسول بهذه الدنيا ، هو ريقي الذي مضغت به السواك ، ثُمّ أحسست بأن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يثقل في حِجري ، فتفحصت وجهه الكريم ، فإذا بصره قد شَخَصَ وهو يقول
( بل الرفيق الأعلى من الجنة ) .....
فقلت:
خُيرت فاخترت والذي بعثك بالحق ، وأسلم روحه الطاهرة لخالقها وصانعها ، فصلي الله عليك يا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )
في حين تجمع الناس والصحابة الكرام منتظرين أخبار الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، في خارج المسجد قلقين على صحته ، وقد علموا أنه يعاني من مرضه فكانوا ينتظرون من يخرج إليهم ليخبرهم ، كيف حال الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم )
خروج علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه )
بعد وفاة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
وبينما هم كذلك ، فُتح باب بيت الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،وخرج منه الصحابي الجليل علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ، حيث قال أبن إسحاق نقلاً عن عبد الله بن عباس أنه قال:
خرج يومئذ علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، على الناس وقد تجمعوا خارج البيت ، من عند رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال له الناس : يا أبا الحسن ،
كيف أصبح رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،.....؟
فقال:
أصبح بحمد الله بارئاً ، فأخذ العباس بيد علي بن أبي طالب
( رضي الله عنه ) وقال له :
يا علي والله أنت عبد العصا بعد ثلاث ، أحلف بالله لقد عرفت الموت في وجه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،كما كنت أعرف الموت في وجوه بني عبد المطلب ، فأنطلق بنا لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،لنعرف ما الأمر ، فدخلوا عليه فوجدوه قد فارق الحياة وأسلم روحه للخالق سبحانه وتعالي ...
موقف عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه )
عند سماعه بوفاق الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،
فعندما توفي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،...
خرج عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وهو يصيح ويقول:
أن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد توفيّ وأن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،والله ما مات ، لكنه ذهب إلي ربه كما ذهب موسي بن عمران
( عليه السلام ) ، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ، ثُمّ رجع إليهم ، ووالله ليرجعنّ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) ، كما رجع موسي ( عليه السلام ) ، فليُقطِعنّ أيدي رجال زعموا أن الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، قد مات ،
موقف أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه )
عند سماعه بوفاة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
وأقبل أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، حيث كان خارج المدينة ، فلمّا وصل إلي باب المسجد ، سمع الخبر ، ووجد عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) يُكلم الناس ، فلم يلتفت إلي شيء ، حتى دخل على الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في بيت عائشة ( رضي الله عنها ) ، فوجده مُسجي في ناحية البيت ، عليه ببرده ( يمنية ) .
فأقبل حتى كشف عن وجهه الكريم ، ثُم أقبل عليه ، فقبّله ثُمّ قال:
بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، أمّا المؤته التي كتبها الله عليك فقد ذُقتها ، ثُمّ لن تُصيبك بعدها موته أبداً ، ثُمّ ردّ البُرده على وجهه الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ثُمّ خرج ، فوجد عمر يكلم الناس ويتوعد ، من هول ما سمع ، فقال له بلسان المؤمن الثابت الراسخ والمُحب أيضاً لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، :
على رسلك يا عمر ، أنصت ، أيها الناس إنه من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله ، فإن الله حي لا يموت ...
ثُمّ تلا هذه الآية :
( وما مُحَمّدٌ إلاّ رَسُول قَدْ خَلَتْ مِن قَبله الرُّسلُ أَفإنْ مَاتَ أو قُتِل إنقَلَبَتُمْ على أعقابِكُمْ ومَنْ ينقَلَبْ على عَقِبيهِ فَلَن يَضُرّ الله شيئا وَسَيَجَزى اللّهُ الشّاكِرين .....)
فقال عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) :
والله ما أن سمعت أبا بكر تلا هذه الآيات ، حتى دُهشت ، فوقعت إلي الأرض وما حملتني رجلاي من هول المفاجأة ، عندها عرفت أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد مات فعلاً .....
وما كان تصرف الصحابي الجليل عمر بن الخطاب
( رضي الله عنه ) ، في هذا الموقف ،
إلاّ من فرط حبّه للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأيضاً عمل الصدمة الأولي ، في الفاجعة التي فُجع بها هو الصحابة الكرام في موتالحبيب ( صلي الله عليه وسلم ) ،
وهي اللحظة التي لا يسلم منها أي بشر ، حينما يتلقون خبر عن أعز شخص لديهم ، فما بال أشرف المخلوقات على الإطلاق ، فهذا الذي جعل عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) .
والمعروف عليه أنه قوي في الحق ولا يهادن في الله أحد ،يصيح ويقول ويتوعد من يقول أن الحبيب المصطفي
( صلي الله عليه وسلم ) ،قد مات وأنتقل من هذه الدنيا ، وأنهم لم يعد باستطاعتهم رؤيته والتحدث إليه وحل مشاكلهم ، كل هذه الأمور ، جعلته لا يُصدق ما سمع ...
وفي هذه الحالة ، لا يعد عدم تصديقه بوفاة الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، عن قِلة إيمان أو ضعف في ما يعتقد ، ولكن الذي حصل ، هو أن الصدمة الأولي قد عملت عملها في عقلعمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، ...
وهذا الأمر لم تستمر طويلاً ، فكان علاجها هو سماع القرآن والرجوع لله سبحانه وتعالي ، في مثل هذه المواقف والحالات ، فعندما سمع القرآن من فم الصحابي الجليل والصديق للرسول
( صلي الله عليه وسلم ) ،من أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، استفاق من صدمته وأسترجع وقال إن لله وإن إليه راجعون
ولم يتم دفن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،يوم الاثنين ، أي اليوم الذي قُبض فيه ، بل دُفن يوم الثلاثاء ، بعد أن بايع المسلمون الصحابي الجليل أبو بكر الصديق خليفة
لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، خلافة دنيوية ، أي لقضاء حوائج الناس وإصلاح شأنهم
وقبل أن تتم عمليه دفن الحبيب المصطفي محمد
( صلي الله عليه وسلم ) ، وجب على المسلمين أن يننظروا في من سيخلف الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، وستكون هذه الخلافة هي خلافة دنيوية ، وذلك لقضاء حوائج المسملين ، وقيادتهم في ما يختص بشئون حياتهم ، وبشئون الإسلام وإنتشاره والمحافظة عليه من الأعداء المتربصين به في كل لحظة
وهذا الأمر وفي مثل هذه الحالات ،يعتبر ، اختيار الذي سيتولى تسيير الأمور قبل أن يتم الدفن ، يعتبر صحيح وذلك لتستمر عجلة النظام دائرة بدون مشاكل .
بالإضافة لأهمية وجود الخليفة في مثل هذه الظروف ، خوفاً على التمرد والارتداد عن الدين ولإحداث مشاكل ، التي كانت مخفية ، لاستحالة إثارتها ، وذلك لوجود الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بينهم ،
فتمّ تأجيل دفن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي حين اختيار خليفة لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ..
.وسوف نلاحظ حدوث بعض المشاكل واختلاف الرأي في عملية اختيار من سيكون الخليفة المنتظرللرسول
( صلي الله عليه وسلم ) ، ولكن للأسف ، لو أخذ الذين أحدثوا المشاكل ، برأي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
عندما كان حياً وعلى فراش الموت ، عندما ألحّا على الصحابي الجليل أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) في الصلاة بالناس ومقامه الرفيع عنده ، لفهموا من سيكون الخليفة بعده ، ولكن غلبة النفس وظهور بعض النعرات العشائرية القبلية والشخصية
أحالت دون الأخذ برأي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) في بادي الأمر ، وسوف يتم توضيح بعض هذا المشاكل التي حدثت في عملية الأخيار ....
مشكلة اختيار خليفة لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) وبيعة
أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) قبل دفنه
( صلي الله عليه وسلم )
قال الدكتور عبد العزيز سالم
الأستاذ المساعد في الأزهر الشريف وصاحب كتاب تاريخ الدولة الإسلامية :
لم يتم اختيار أبي بكر الصديق خليفة لرسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ، إلاّ بعد نزاع كبير بين المهاجرين والأنصار ، كاد أن يفتت وحدة المسلمين ، ويُصدع احدي المقومات الرئيسية التي قامت عليها الدولة العربية الإسلامية ، وهي ارتباط المسلمين برابطة المؤاخاة ، قد أنقسم المسلمون عند وفاة الرسول( صلي الله عليه وسلم ) ،...
إلي ثلاثة تكتلات أو فِرق ، كل فِرقة منها لها مُرشحها الخاص بها ، تؤيده وتآزره ، والفِرق التي اختلفت مع بعضها هي :
الفرقة الأولي:
وهي الأنصار ، الذين أيدوا وساندوا سعد بن عبادة .
والفرقة الثانية:
وهي المهاجرين ، وقد اجمعوا في نهاية الأمر على اختيار أبو بكر الصديق
( رضي الله عنه)
الفرقة الثالثة :
فكانت تتألف من الهاشميين مع فئة من الأمويين بالإضافة إلي طلحة بن عبد الله والزبير بن العوام ، وكانت تميل وتؤيد إلي اختيار علي بن أبي طالب
( رضي الله عنه ) خليفة لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم )
فأمّا ( الفِرقة الأولي ) والتي تشمل الأنصار ، والذين أيدوا سعد بن عبادة الخزرجى ،....
فقد بادرت هذه الفِرقة بالاجتماع بعد وفاة الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، مباشرتاً ، في سقيفة بني ساعده ، ليبايعوا رئيسهم ( سعد بن عبادة ) بالخلافة ، وكانوا يرون أنهم على حق وأحق الناس بالخلافة من المهاجرين ، وذلك لسابقة الأنصار إلي الإسلام في نصرتهم وحمايتهم لرسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ،وأصحابه ، وإيوائهم لهم وجهادهم في سبيل الله ....
أمّا ( الفِرقة الثانية ) وهي من المهاجرين ،....
فقد أيّدوا أبا بكر الصديق ( رضي الله عنه ) لاعتبارات كثيرة وقوية ، فقد خصّهم الله بتصديق رسالة النبي الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، والأيمان به ، والمواساة والصبر معه على الشِدة من قومهم وإذلالهم وتكذيبهم إياهم
أما ( الفِرقة الثالثة ) وكان مُعضمها من الهاشميين ، فقد أيّدوا وساندوا على أن يكون علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) خليفة لرسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ،لأسباب من أهمها أن أباه أبي طالب قام بحماية الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من مشركي قريش ، وأيضاً أنه زوج أبنته السيدة الفاضلة فاطمة الزهراء ( رضي الله عنها ) ، وأنه أول من أسلم من الصبيان ، فكل هذه الأعتبارات ، أدت إلي ترشيح علي بن أبي طالب
( رضي الله عنه )...
، فعندما أجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعده ، اعتزلوا الهاشميين في بيت فاطمة الزهراء ( رضي الله عنها ) ، في حين المهاجرين مع عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، إلي أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) .وعندما سمِع أبو بكر الصديق
( رضي الله عنه ) ، فزع فزعاً شديداً ، عندما علِم بانقسام الصحابة واجتماعهم ، فشعر بهول الأمر وخاف من أن تنقسم الأمة الإسلامية إلي فِرق وشِع تؤيد بعضها بعض ، وذهاب الوِحدة والتعاضد والتكامل ، فأقبل مُسرعاً في صُحبة عمر بن الخطاب
( رضي الله عنه ) ، إلي سقيفة بني ساعدة ، قبل أن يستفحل الأمر ، وتتكرس الفُرقة والتشرذم .....
فلقيا الصحابي ( أبو عبيدة بن الجراح ) فأنطلق معهما ، ثُمّ دخلوا السقيفة ، فوجدوا سعد بن عبادة مع نفر من الأشراف ، فأراد عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) أن يتكلم ، في الأمر لأهل السقيفة ،فسبقه أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) في الكلام فقال:
أن الله جلّ ثناؤه بعث محمداً ( صلي الله عليه وسلم ) ، بالهدى ودين الحق ، فدعا إلي الإسلام ، فأخذ الله بنواصينا وقلوبنا إلي ما دعا إليه ، فكُنّا معشر المهاجرين أول الناس إسلاماً ، والناس لنا فيه تُبع ونحن عشيرة الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، ونحن مع ذلك أوسط العرب أنساباً ، ليست قبيلة من قبائل العرب إلاّ ولقريش فيها ولادة وأنتم أيضاً والله الذين آووا ونصروا ، وأنتم وزراؤنا في الدين ووزراء الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأنتم إخواننا في كتاب الله تعالي وشركاؤنا في دين الله عز وجل وفيما كنّا من سراء وضراء ، والله ما كُنّا خير قط إلاّ كنتم معنا فيه ، فأنتم أحب الناس إلينا وأكرمهم علينا وأحق الناس بالرضي بقضاء الله تعالي ،....
والتسليم لأمر الله عز وجل ، لمّا ساق لكم ولإخوانكم المهاجرين رضي الله عنهم أجمعين ، فلا تحسدوهم وأنتم المؤثرون على أنفُسكم حيف الخصاصة ، والله ما زلتم تؤثرون إخوانكم من المهاجرين وأنتم أحق الناس أن لا يكون هذا الأمر واختلافه على أيديكم ، وبعد أن تحسدوا إخوانكم على خير ساقه الله تعالي إليهم ، وإنما أدعوكم إلي أبي عبيدة بن الجراح وعمر بن الخطاب ( رضي الله عنهما ) وكلاهما رضيت لكم ولهذا الأمر ،
وكلا هما له أحلّ ( يستحقونه )
فنهض عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ونادي بأحقية أبي بكر الصديق( رضي الله عنه )بالخلافة ، لعوامل منها :
( 1 ) صاحب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،
في الغار ( ثاني اثنين )
( 2 ) ومنها أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، أستخلفه على الصلاة بالمسلمين ، ومقدماً إياه على سائر الصحابة ..
( 3 ) تشديد الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
تأكيده في مقام أبو بكر ( رضي الله عنه ) بالإمامة ،وقوله ،
عندما لم يجد أبو بكر للصلاة بالناس :
يأبى الله ذلك والمسلمون .....!!!
فلمّا سمعت الأنصار قول عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، وما قاله في حق أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، اقتنعت بأحقية توليه الخلافة ، ولكن بطريقة رآها الأنصار ، وهي أن يتم اقتسام الخلافة بين المهاجرين والأنصار
( خليفتين في نفس الوقت ) ، فقام أبو بكر الصديق
( رضي الله عنه ) ، وأبرز دور المهاجرين في تمكين الدعوة الإسلامية وصبرهم على الشدائد والاضطهاد ، ثُمّ وضع الأنصار في منزلة تلي منزلة المهاجرين ، لأنهم هم الذين نصروا النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأصحابه على الكافرين من أهله وذويه ، وإذا جاز للمهاجرين أن يكونوا أمراء فلا بد أن يكون الأنصار لهم وزراء ، لا يتصرفون في أمر من الأمور إلاّ بمشورتهم ، ولكن هذا الرأى لم ينل إستحسان الأنصار ، فأنطلق رجل منهم وهو ( الحباب بن المنذر بن الجموح ) يحرض قومه من الأنصار ، في التمسك بحقهم في الخلافة ، فهم في رأيه أهل العز والثروة والعدد والنجدة وهم أهل الإيواء وأصحاب الدار ، وإليهم كانت الهجرة ، ثُمّ أقترح أن يكون للخلافة أميرين واحد من الأنصار وواحد من المهاجرين ، ....
فردّ عليه عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وقال له :
أن السيفين لا يمكن أن يجتمعا في غمد واحد ، وإن الخلافة لا بد من حصرها في أولياء النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وعشيرته .
فأحتدم النقاش والجدل بين المهاجرين والأنصار ، وكاد الموقف أن يتأزم ، لولا أن قام ( قيس بن سعد الخزرجى ) وفي رواية أخرى ( بشير بن سعد ) ، مدفوعاً بالغيرة من ترشح يهد بن عبادة ، فأيد المهاجرين في حقهم ، ودها قومه إلي ترك النزاع ونبذ الخلاف وعدم التطاول على قريش في حق من حقوقهم ، فهم أحق بميراث النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،وتولي سلطانه ، ثُمّ تقدم أبو بكر مستغلاً الموقف الذي تحول لصالح المهاجرين ، فدها المسلمين إلي مبايعة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) أو أبو عبيدة بن الجراح ( أمين الأمة ) ، ولم يطلبها لنفسه ...!
ولكن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) أبى إلاّ أن يتولى
أبو بكر الصديق( رضي الله عنه ) الخلافة ،
لأنه في رأيه أفضل منه أن يبسط يده ليبايعه ، فتقدم لمبايعته فسبقه بشير بن سعد ، فتقدموا الأوس لمّا رأوا بشير بن سعد يبايع أبو بكر ( رضي الله عنه ) بمبايعة أبو بكر ، وأقبل الخزرج على إثر ذلك يبايعون أبا بكر ( رضي الله عنه ) من كل جانب ، باستثناء سعد بن عبادة الذي أصرّ على موقفه وضل ممتنعاً عن مبايعته ، حتى وفاته ، ....
فلمّا تولي عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) الخلافة ، رحل سعد بن عبادة إلي الشام حيث توفي هناك ، ثُمّ أقبلت قبيلة أسلم ،...
فبايعة أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، فتقوى أبو بكر بهم ، وفي اليوم التالي لهذه البيعة الخاصة ، ...
بويع أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) بالخلافة البيعة العامة ، فصعد على المنبر وتأهب لمخاطبة جماهير أهل المدينة ، فسبقه إلي الكلام صاحبه عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، فحمد الله وأثني عليه ثُمّ قال في جملة ما قال:
( وأن الله قد أجمع أمركم على خيركم ، صاحب رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ، ثاني أثنين إذ هما في الغار ، فقوموا فبايعوه ) ، فقاموا الناس فبايعوا أبو بكر الصديق
( رضي الله عنه ) البيعة الثانية بعد بيعة السقيفة ، ثُمّ قام أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) فخطب في الناس قائلاً :
( أمّا بعد أيها الناس فأني قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فأن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوّموني ، الصدق أمانة ، والكذب خيانة ، والضعيف فيكم قوى عندي حتى آخذ له حقه ، والقوي ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله ، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله ، فأنه لا يدعه قوم ، إلاّ ضربهم الله بالذُل ، ولا تشيع فاحشة في قوم إلاّ عمّهم الله بالبلاء ، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله ، فأن عصيت الله ورسوله ، فلا طاعة لي عليكم ) .
أمّا علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، فقد أمتنع عن مبايعة أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) هو وجماعته من الهاشميين ، ومعهم الزبير بن العوام ، حيث تخلفوا في بيت فاطمة الزهراء ، فخرج إليهم عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، في جماعة من الصحابة ، وأرغموا بني هاشم والزبير بن العوام ، على مبايعة أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ،.....
ثُمّ استقدم علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) إلي أبو بكر الصديق
( رضي الله عنه ) وطُلب منه المبايعة ، فأمتنع بحجة أن أبا بكر أغتصب الخلافة منه غصبا ، وإن الخلافة لا تخرج من آل بيت الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، ومن عشيرته ،
ولم يبايع علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) أبو بكر
( رضي الله عنه ) ، إلاّ بعد أن توفيت فاطمة ، فبايعه خوفاً من حدوث فتنة بين جماعته وجماعة الصحابة الآخرين ......
جهاز رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ودفنه
( 1 ) تغسيله ( صلي الله عليه وسلم ) و كفنه
قال أبن إسحاق :
فلمّا بويع أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، أقبل الناس على تجهيز جهاز رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) .
وكان ذلك يوم ( الثلاثاء ) ثاني يوم من وفاته ،واستعدوا لغسله ، فاختصوا بغسله كلاً من :
( 1 ) العباس بن عبد المطلب
( 2 ) علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه )
( 3 ) ( شُقران ) مولي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )
( 4 ) أُسامة بن زيد ( رضي الله عنه ) .
وبمساعدة كلاً من :
( 1 ) أوس بن خولي ( الخزرج ) .
( 2 ) قُثم أبن العباس بن عبد المطلب .
فنهض إليهم ( أوس بن خولىّ ) من الخزرج ،
وقال لعلي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) :
أُنشدك الله يا علي حظاً
( أي أُشركني معكم في غسله ) من رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ،
وكان أوس من أهل بدر ،
ومن أصحاب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال له علي :
أدخل ، فدخل وجلس وحضر غسل الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) .......
وقالت عائشة ( رضي الله عنها ) :
ولمّا أرادوا غسل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،اختلفوا فيه فقالوا:
والله ما ندري أنُجرد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، من ثيابه ونغسله كما نفعل بموتانا ، أو نغسله بثيابه ...؟
فلمّا اختلفوا ، ألقى الله عليهم النوم ، حتى ما منهم رجل إلاّ ذقنه على صدره ، ثُمّ كلمهم مُكلم من ناحية البيت ، لا يدرن من هو ، حيث قال:
أغسلوا النبي وعليه ثيابه ، فقاموا لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فغسّلوه وعليه قميصه، يصبون الماء فوق القميص ، ويدلكونه والقميص دون أيديهم .
فأخذ علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ،
رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأسنده إلي صدره ، وقام الفضل والعباس وقُثم يقلبونه معه ، وكان أُسامة بن زيد وشُقران ، وهما اللذان يصُبان الماء عليه وعلي بن أبي طالب
( رضي الله عنه ) يُغّسله ، وقد أسنده إلي صدره وعليه قميصه يدلكه به من وراء ثيابه ، ولا يلمس جسده بيده مباشرتاً وهو يقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ما أطيبك حياً وميتاً..!!!
ولم يُرى من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،شيء مما يرى من الميت من خروج الخبث ، فلمّا فُرغ من غسل
رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، كُفِّن في :
ثلاثة أثواب ، ثوبين يمنيين وبُردة حِيبرة أُدرج فيها إدراجاً إلي القبر .......
( 2 ) دفنه ( صلي الله عليه وسلم ) ،
فلمّا انتهوا من غسله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وتكفينه ، أرادوا أن يحفروا لرسول هذه الأمة ( صلي الله عليه وسلم ) ، قبراً يضُم جسده الشريف ، وكان أبو عبيدة بن الجراح ، شق الأرض ويحفر كما يحفر أهل مكة ، وكان أبو طلحة زيد بن سهيل ، يحفر كما تحفر أهل المدينة ، فدعا العباس بن عبد المطلب ، رجلين وقال لأحدهما : أذهب إلي أبو عبيدة بن الجراح ، والرجل الآخر إلي طلحة بن زيد بن سهيل ، فكلفهما بحفر القبر.
وكان ذلك يوم ( الثلاثاء) اليوم الثاني من وفاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، فاختلفوا الناس في المكان الذي سوف يُدفن فيه ، فمنهم من قال يُدفن في مسجده ، وقال الآخر يُدفن مع أصحابه
( رضوان الله تعالي عليهم ) ،.
حتى جاءت الأقدار بالرجل الذي أحبّه الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، والذي أكّد على صحة اختياره للصدّيق من دون الصحابة ( رضوان الله تعالي عنهم أجمعين ) في أن يكون هو إمام المسلمين من بعده ، وكان ذلك بتفويضه للصلاة بهم في مرضه ، في وجود الصحابة الكرام الآخرين .
فجاء الصديقّ ( رضي الله عنه ) ، وكعادته ، أبلغ في القول ، وحل الاختلاف الذي هم فيه في مكان دفنه ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال لهم القول الفصل ، في مكان الدفن :
ما قُبض نبي إلاّ دُفن حيثُ قُبض ....
فوافقوا علي ذلك ، ثُمّ رفع فراشه ( صلي الله عليه وسلم ) ، الذي قُبض عليه ، فحفر تحته ، فلمّا إنتهوا من حفر القبر وكان ذلك وسط ليلة يوم الثلاثاء
( ليلة الأربعاء ) .
وقالت عائشة ( رضي الله عنها ) :
ما سمعنا وما علمنا بدفنه ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل من ليلة الأربعاء .....
أمّا الذين تولوا دفنه ( صلي الله عليه وسلم ) ، فهم:
( 1 ) علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه )
( 1 ) الفضل بن العباس( رضي الله عنه )
( 3 ) قُثم بن العباس
( 4 ) شُقران ( مولي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )
وعندما وضِع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ) ، في قبره .
قام شُقران ، بدفن قطيفة كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ) ، يلبسها في حياته ،فقام بدفنها معه وقال:
والله لا يلبسها أحد بعدك أبداً ،....
وقد قيل بأن آخر قوله ( صلي الله عليه وسلم ) ) ، :
لا يُترك ( يجتمع ) بجزيرة العرب دينان .......
إفتتان المسلمون بعد وفاة
الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )
فلمّا توفي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عضُمتْ مصيبة المسلمون ، فكانت عائشة تقول: لمّا توفي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ارتدت العرب وأشرأب ( تطلعت ) اليهود والنصارى ، وظهر الشقاق ، وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية ، لفقد نبيّهم الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى جمعهم أبو بكر الصديق
( رضي الله عنه ) ، بعد أن همّ أكثر أهل مكة بالرجوع عن الإسلام ...
حتى وصل الأمر بوالي مكة ( عتاب بن أسيد )، الذي ولاه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) على مكة .
أن خاف على نفسه من الذين همّوا بالرجوع عن الإسلام ، فهرب ، فوقف رجل من رجال مكة كان له موقف في ما سبق مع الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ،
ومع عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، هو سهيل بن عمر ،فخطب في أهل مكة ، عندما علم أنهم على وشك الارتداد عن الدين الإسلامي الحنيف بعد وفاة الرسول الكريم
( صلي الله عيه وسلم ) وبعد أن فرّ والي مكة ( عتاب بن أسيد ) ، خوفاً على نفسه ، ومن تهديدهم بقتله والرجوع عن الدين ، فوقف هذا الرجل موقف ، كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يعلمه من قبل أن يحدث ، وكان ذلك عندما وقع سهيل بن عمر في الأسر ، فعفي عنه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) إلاّ أن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) أراد قطع رأسه ، فقال له الحبيب المصطفي النبي الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، :
لا يا عمر ..عسى أن يقوم مقاماً لا تذِمَهُ ...!
فهذا هو المقام ، حيث وقف سهيل بن عمر ، وقفت رجل مؤمن بالرسول ( صلي الله عليه وسلم ) نبياً وبالإسلام ديناً ،بعد أن همّ الناس بالارتداد عن الدين ، فقال لأهل مكة بصوت قوي مؤمن ، لا يخاف في الله لومة لائم :
إن ذلك لم يزد الإسلام إلاّ قوة ، فمن رابنا ضربنا عنقه
( خاننا وأرتد ) ...
فتراجع الناس عمّا همّوا به ، فأستتبّ الأمن في مكة .....
فسمع الصحابي الجليل عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وما فعله سهيل بن عمر ، فتذكر قول الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ) ، له عندما همّّ بضرب عنق سهيل بن عمر ، عندما وقع أسير في بدر ، حيث قال له :
( عسى أن يقوم مقاماً لا تَذِّمّهُ ) .......
فصليّ الله عليك يا رسول الله صلاة دائمة بدوام مُلك الله ..........
أمّا وبعد أن انتهت سيرته ( صلي الله عليه وسلم ) ، الفعلية الشخصية التاريخية ، وأقصد هنا بالتاريخية ، وهو السرد التاريخي بوقائعه وأحداثه وشخصياته ، وجب أن ندخل مدخلاً آخر لسيرة الحبيب المصطفي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، ونقف وقفة ونذكر بعض الأحداث والأمور التي مرت في حياته
( صلي الله عليه وسلم ) ،ولو بشيء من التفصيل ، لتزداد الفائدة ولتُتم الأحاطه بشخصيته ( صلي الله عليه وسلم ) ، من كل جانب ، لمعرفة أكثر عن هذا الرجل العظيم ، الذي يستحق بالفعل كلمة عظيم ، من أبسط أمر قد مرّ به في حياته وهو أكله وشربه ، إلي أكبر أمر ، وهو معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) .....
الي ذلك الوقت نتوقف قليلاً اخوتي الكرام
رواد السيرة العطرة للنبي الكريم صلي الله عليه وسلم دُرة العِطر...
ونواصل باذن الله استكمال الجوانب الاخري في سيرته
والتعريف بها
من خُلقه واخلاقه وماتميز به عن سائر خلق الله حتي الانبياء والمرسلينوايضاً التعرف علي بعض
من ممتلكاته الشخصية واموره التي كان يتعامل معها في حياته
صلي الله عليه وسلم وسيكون ذلك في
الجزء السادس من الفصل السابع
فالي ذلك الوقت اقول لكم بارك الله لي ولكم وج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى



عدد المساهمات : 1016
تاريخ التسجيل : 29/12/2012

سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم    سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء يناير 01, 2013 5:51 pm

سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السابع ..ج6
الاخوة الاعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وتقبل الله صيامنا وكافة اعمالنا الصالحة
كنا قد سردنا في الجزء الخامس من الفصل السابع
ارسال زيد بن حارثة لأحد الغزوات للروم.....
وايضا ماحدث في حجة الوداع ...
وابتدأ الفصل الاخير من حياة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم بظهور شكوته من المرض
وما دار فيها من احداث مهمة .....
ونكون قد انهينا سيرته صلي الله عليه وسلم الفعلية
وسندخل في مدخل جديد في التعرف علي ادق تفاصيل حياته وممتالكاته وخصوصياته.....
وسيكون هذا في الجزء السادس من الفصل السابع
وكالمعتاد ودائما نقول ونبتديء حديثنا
بسم الله الرحمن الرحيم......
وصليّ الله عليك يا رسول الله صلاة دائمة بدوام مُلك الله ..........
أمّا وبعد أن انتهت سيرته ( صلي الله عليه وسلم ) ، الفعلية الشخصية التاريخية ، وأقصد هنا بالتاريخية ، وهو السرد التاريخي بوقائعه وأحداثه وشخصياته ، وجب أن ندخل مدخلاً آخر لسيرة الحبيب المصطفي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، ونقف وقفة ونذكر بعض الأحداث والأمور التي مرت في حياته
( صلي الله عليه وسلم ) ،ولو بشيء من التفصيل ، لتزداد الفائدة ولتُتم الأحاطه بشخصيته ( صلي الله عليه وسلم ) ، من كل جانب ، لمعرفة أكثر عن هذا الرجل العظيم ، الذي يستحق بالفعل كلمة عظيم ، من أبسط أمر قد مرّ به في حياته وهو أكله وشربه ، إلي أكبر أمر ،
وهو معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) .....
بيان لخُلق وأخلاق ومعجزات الرسول الكريم
والأنسان( صلي الله عليه وسلم )
فمن هو هذا الرجل العظيم الذي انتهينا من سرد سيرته ورسالته الخالدة والذي نتوجه به إلي الله لزيادة رِفعته ومقامه العالي
ليكون شفيعنا يوم الدين
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصى بن كلاب ب نمرة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك أبن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار
( صلي الله عليه وسلم ) ،
ورود اسم ( محمد ) ( صلي الله عليه وسلم ) ، في القرآن الكريم حيث ورد أسم النبي ( محمد )
( صلي الله عليه وسلم ) .
في أربعة آيات من القرآن الكريم وهي :
( 1 ) وما مُحَمَدُ ُ إلاّ رسولُ ُ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُسُل ....
( آل عمران : 144 )
( 2 ) مَا كَانَ مُحَمَدٌ أبا أحد مِنْ رجَالكُمْ ولَكِنْ رسول الله ..
. ( الأحزاب :40 )
( 3 ) وآمِنوا بِمَا نَزّلَ عَلَى مُحمد وهوَ الحقٌّ مِنْ رَبِهم ....
. ( محمد : 2 )
( 4 ) مُحَمَدُ ُ رسول الله والّذيِنَ مَعَهُ إشِداء على الكُفّار رُحماء بينَهُمْ
( الفتح : 29 )
( 5 ) وإذا قال عيسى إبن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكُمْ مُصدِّقاً لِما بين يديّ مِنْ التوراة ومُبشراً برسول يأتي من بعدى إسمه أحمد ..... الصف : 6 )
بالإضافة إلي أن احدي سور القرآن الكريم تحمل إسمه
( صلي الله عليه وسلم ) ، وهي سورة ( محمد ) .....
أسمائه ( صلي الله عليه وسلم )
عن محمد بن جبير بن مُطعم عن أبيه أنه قال:
قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( لي خمسة أسماء ) :
أنا محمد وأحمد ، وأنا الماحي يمحو الله بي الكُفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب .... )
( صلي الله عليه وسلم ) ، وفي حديث أبي موسى أنه قال: سمي لنا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، نفسه فقال:
( أنا محمد وأحمد ، وأنا الماحي والحاشر ،
ونبي التوبة والملحمة ... ) ...
اللهم صلي علي سيدنا محمد عدد ما
في خلق الله ، دائمه بدوام مُلك الله .....
ويُطلق عليه :
( 1 ) الشاهد ( 2 ) المُبشر
( 3 ) والبشير ( 4 )والنذير
( 5 ) والسراج المنير ( 6 ) والضحوك ( 7 ) والقتّال
( 8 ) والمتوكل
( 9 )والأمين ( 10 ) والخاتم ( 11 ) والمصطفي
( 12 ) والنبي
( 13 ) والرسول ( 14 )والأمي ( 15 ) والقثم
صلي الله عليه وسلم ....
ذكر صفته النبوية الشريفة
حيث وصفه علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) فقال:
كان النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ليس بالطويل ولا بالقصير ، ضخم الرأس ، كث اللحية ، شئن الكفين والقدمين ، ضخم الكراديس ، مُشرباً وجهه بحُمرة ، أدعج العينين ، سبط الشعر ، سهل الخدين كأن عنقه أبريق فِضة ...
وقال أنس بن مالك :
لم يشنه الله بالشيب ، حيث كان في مقدم لحيته
( عشرون شيبة بيضاء ) وفي مفرق رأسه شعرات بيضاء ، حيث روى أنه كان يخضب بالحناء والكتم ...
وكان بين كتفيه ( خاتم النبوة ) وهو بضعة كأنها قبضة صغيرة ناشزة ( بارزة ) وحولها شعر مثل بيضة الحمامة ، حيث تُشبه جسده ، وقد قيل أن لونها أحمر ، حيث قال القاضي شهاب الدين أبن أبي الدم في تاريخه المظفري، وكان أبو رثمة طبيباً في الجاهلية ، فقال للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يا رسول الله إني أُداوي ، فدعني أطبب ما بكتفيك ، فقال:
( يداويها الذي خلقها ) .......
فصاحته اللغوية رغم أُميته ( صلي الله عليه وسلم )
كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أفصح العرب ، وكان يقول :
( إن الله عز وجل أدبّني فأحسن تأديبي ، ونشأت في بني سعد ) وقال:
( وبُعثت بجوامع الكلم ) .
وقال الأمام علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) :
ما سمعت كلمة عربية من العرب إلاّ وقد سمعتها من رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ، حيث سمعته يقول :
( مات حتف أنفه ) وما سمعتها من عربي قبله .....!!!!!
طهارة آبائه وشرفهم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
عن واثلة بن الأسقع :أن النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،قال:
( إن الله عز وجل أصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ، وأصطفي من بني إسماعيل كنانة ، وأصطفي من كنانة قريشاً ، وأصطفي من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ) .......
أمَهُ ( صلي الله عليه وسلم ) ،
فأمه ( صلي الله عليه وسلم ) ،هي :
( آمنة ) بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مٌرة .
وأُمّا النبي ( صلي الله عليه وسلم )من الرضاعة .
( 1 ) آمنة بنت وهب ( أول من أرضعته لفترة قصيرة ) .
( 2 ) حليمة بنت الحارث بن عبد الله بن شجنة بن جابر ظئر
رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) والظئر
( هي الأنثى المُرضعة لولد غيرها ) .
( 3 ) ثويبة ( مولاة أبي لهب ) .
أبوه ( صلي الله عليه وسلم ) ،
وأبوه هو:
عبد الله بن عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مُرة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك أبن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار ...
وأبو النبي ( صلي الله عليه وسلم ) من الرضاعة .
وأبوه ( صلي الله عليه وسلم ) ،من الرضاعة هو :
( الحارث بن عبد العُزى بن رفاعة بن ملان ) أخو بني سعد بن بكر بن هوازن
( حاضن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ) ، .....
زوجاته ( صلي الله عليه وسلم )
( 1 ) خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها )
وهي أول من آمن بالله ورسوله وكانت تُدعي في الجاهلية
( الطاهرة ) ، وكانت قبل أن تتزوج الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) .
عند أبي هالة ( هند بن النباش بن مالك ) فولدت له هند بن أبي هالة ،
وولداً أيضاً أسمه هالة التميمي .
وخلف عليها بعد أبي هالة رجل يقال له
( عُتيق بن عابد بن عبد الله المخزومي ) فولدت له ابنة يقال لها هند بنت عتيق وهي خالة الحسن والحسين .
فقام أبو طالب عم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،بخطبتها للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من أبيها خويلد بن أسد .
بكلمات من أروع ما قيل إن محمد بن عبد الله من لا يوازن به فتى من قريش ، إلاّ رجح عليه برّاً وفضلاً وكرماً وعقلاً وحلماً ونُبلاً ، وأن كان في المال قلّ ، فإن المال ظلّ زائل وعارية مستردة ).....
وقد كان صداقها ( عشرين بكرة ) ، حيث تزوجها الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،قبل البعثة وهي إبنة أربعين سنة وهو أبن خمسة وعشرون سنة ، وتوفيت قبل الهجرة بثلاثة سنين ، وبين موتها وموت عمّه أبو طالب ثلاثة أيام ، فسمي ذلك العام بعام الحزن .
ودفنت خديجة بالجحون ولها من العمر ( خمسة وستون سنة ) ، وبذلك يكون الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )
قد بقي معها خمسة وعشرون سنة .
وقد ولدت
( 1 ) القاسم .
( 2 ) زينب.
( 3 ) رقية .
( 4 ) أُم كلثوم .
( 5 ) فاطمة .
( 6 ) عبد الله .... .
ولم يتزوج الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بامرأة غيرها في حياتها ، وتعتبر هي أول زوجة تزوجها ....
حيث كان الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، يحبها ويحترمها ويجلها ، وهي الأم الأولي للمؤمنين ، حيث قال فيها:
( والله ما أبدلني الله خيراً منها ، فقد آمنت بي ن حين كفر بي الناس ، وصدّقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إ ذ حرمني الناس ، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء .... ) وقال فيها أيضاً :
( سيدة نساء أهل الجنة مريم ثُمّ فاطمة ثُمّ خديجة ثُمّ آسية ..)
وفي حديث آخر قال:
( نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم ) ...
وقد بشّر خديجة بالسلام من رب العِزة ومن جبريل ، فقالت : الله السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام ... فكانت أول من آمن به وأول من وقفت بجانبه وواسته في مِحنه ، فكانت القلب الكبير والصدر الواسع ، والأيمان الكبير ...
( رضي الله عنها )
( 2 ) سودة بنت زُمعة ( رضي الله عنها ) .
وهي سودة بنت زمعة بن قيس بت عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن عامر بن لؤى بن فهر ، وأمها هى
( الشموس بنت قيس الأنصارية ) وهى من بني عدى بن النجار ، زوجه أياها سليط بن عمرو ، ويقال أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس ، وأصدقها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
أربع مائة درهم ....
(3 ) عائشة بنت أبي بكر الصديق ( رضي الله عنهما )
وهي عائشة بنت أبي بكر الصديق ( عبد الله بن قحافة عثمان التيمي القرشي ) ، وأمها رومان بنت عامر بن عويمر الكتانية ..
وقد كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد دخل بها وهى في المدينة إبنة تسعة سنين ..
وهى الزوجة الوحيدة البِكر التي تزوجها في حياته ، وتعتبر من أصغر زوجاته وأقربهن إلي قلبه بعد السيدة خديجة ( رضي الله عنها ) ، وقال فيها الكثير والكثير ، حتى أنه قال في حقها:
( خذوا نصف دينكم من هذه الحُميرا ) .
لأن وجهها كان مُشرب ببياض مع حُمرة محببة ، ويكيفيها أن الله سبحانه وتعالي برأها من بُعد سبعة سموات ، عندما أُتهمت باطلاً في حديث الأفك .....
زوجه أياها أبوها أبو بكر وأصدقها الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، أربع مائة درهم.
( 4 ) حفصة بنت عمر بن الخطاب ( رضي الله عنهما )
وهي حفصة بنت عمر بن الخطاب ( رضي الله عنهما ) ، وأمها زينب بنت مظغون الجمحي القرشي ، وقد كانت عند خُونيس بن حُذافة السهمي ، فبني بها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأصدقها أربع مائة درهم .....
( 5 ) زينب بنت خزيمة ( رضي الله عنها )
وهي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية العامرية القيسية ، وهي أخت بنت الحارث لأمها.
وقد كانت تسمى ( أُم المساكين ، لرحمتها إياهم ،
ورقتها عليهم ) ، فزوجه إياها قبيصة بن عمرو الهلالي ، وأصدقها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أربع مئة درهم ، وقد كانت قبله عند عبيدة أبن الحارث بن عبد مناف ، وكانت قبل عبيدة عند جهم بن عمرو أبن الحارث ( إبن عمها ) ....
( 6 ) أُم سلمة بنت أمية إبن المغيرة ( رضي الله عنها )
وهي أُم سلمة بنت أُمية إبن المغيرة وهي أم سلمة هند بنت أبي أمية زاد الراكب حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب القرشي ، زوجه أياها سلمة بن أبي سلمة ( أبنها ) ، وأصدقها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فراشاً حشوه من الليف ، وقدحا ، وصحفة ، ومجشة ( رحي ) وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الأسد ،وأسمه عبد الله فولدت له سلمة وعمر وزينب ورقية
( 7 ) زينب بنت جحش ( رضي الله عنها )
وهي زينب بنت جحش بن رباب بن يعمر بن صبيرة بن مُرة بن كبير بن غَنَم بن دودان بن برّة بن أسد بن خزيمة ، وأمها السيدة ( أُميمة بنت عبد المطلب ) عمّة النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، زوجه أياها أخوها أبو أحمد بن جحش ، وأصدقها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أربع مئة درهم ، وقد كانت قبله عند زيد بن حارثة ، مولي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ففيها أنزل الله وتعالي:
( فلمّا قَضَى زيدُ مِنهاَ وَطَراً زَوَّجْناَكَهَاَ ...)
( 8 ) جويرية بنت الحارث ( رضي الله عنها )
( وأسمها برّة ) فسماها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )
،( جويرية ) وهي بنت الحارث أبن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن خزيمة وهو المصطلق بن سعد بن عمرو وهو خزاعة بن ربيعة بن الحارث بن أبي عمر بن عامر بن حارثة بن إمرىء القيس البطريق ، حيث كانت في سبايا بني المصطلق من خُزاعة ، فوقعت في السهم لثابت بن قيس أبن الشماس الأنصاري ، فكاتبها على نفسها ، فأتت إلي الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم) ،تستعينه في كتابتها ، فقال لها :
( هل لك في خير من ذلك ..؟ ) ، فقالت : وما هو ..؟ فقال لها :
( أقضي عنك كتابتك وأتزوجك ..؟ ) فقالت : نعم ، فتزوجها ......
( 9 ) صفية بنت حيي بن أخطب ( رضي الله عنها )
وهي صفية بنت حيي بن أخطب بن سعنة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب ، وأبوها كبير كهنة اليهود بني النضير ، من سبط هارون بن عمران أخي موسي
( عليه السلام ) ، وأمها برّة بنت السموأل وكان لها أخ صحابي إسمه
( رفاعة ).. وقد كانت سبية من سبايا غزوة خيبر ، وقد كانت قبله عند كنانة أبن الربيع بن أبي الحقيق .
فتزوجها الرسول الكريم
صلي الله عليه وسلم ) ،
وأولم وليمة ما فيها شحم ولا لحم ، إلاّ سويقاً وتمراً .... ..
( 10 ) أٌم حبيبة ( رملة بنت أبي سفيان ) ( رضي الله عنها ) .
وهى أم حبيبة وأسمها رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية وهي أُخت معاوية بن أبي سفيان ، وأمها صفية بنت أبي العاص بن أُمية ، زوجه أياها خالد بن سعيد بن العاص ، وهما بأرض الحبشة ، وأصدقها النجاشيّ عن الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) أربع مئة دينار وهو الذي خطبها على الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقد كانت قبله عند عبيد الله بن جحش الأسدي .....
( 11 ) ميمونة بنت الحارث الهلالية ( رضي الله عنها )
وهى ميمونة بنت الحارث الهلالية بن حزن بن رؤية بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة العدنانية ، حيث زوجه أياها العباس بن عبد المطلب ، وأصدقها العباس عن رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ، أربع مئة درهم ، وقد كانت قبله عند أبي رهم بن عبد العُزى بن أبي قيس ، ويقال أيضاً أنها هى التي وهبت نفسها للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، حيث أتتها خطبت النبي إليها وهى على بعيرها ، فقالت : البعير وما عليه لله ولرسوله....
فأنزل الله سبحانه وتعالي :
( وامرأة مُؤمِنَة إن وهبت نَفَسَها للنبيَّ ... ) ...
سراريه ( صلي الله عيه وسلم )
( 1 ) مارية القبطية بنت شمعون القبطية ( رضي الله عنها )
وهى مارية بنت شمعون ، ومعنى كلمة مارية هى ( الملساء ) أمّا سبب إهدائها للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
حدث ذلك عندما أرسل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )
للمقوقس ( جريج بن ميناء ) ، له حاطب بن أبي بلتعة ، وجبرا مولى
( أبي رهم الغفاري ) ، فقارب المقوقس من الإسلام ،
وقال قولاً ليناً لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأراد إثبات حسن النية ، فأرسل للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، مارية القبطية ، وأهدي معها بغلة يقال لها ( دلدل ) ، كما أهدي معها قدحاً من قوارير .
فكان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يشرب منها ، فأنجبت مارية من الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إبنه إبراهيم .....
( 2 ) ريحانة ( 3 ) زليخة القرضية
( 4 ) وجارية وهبتها له زوجته زينب بنت جحش
( رضي الله عنها ) ، ..
مواليه ( صلي الله عيه وسلم )
ومن مواليه ( صلي الله عليه وسلم ) ، من الرجال:
( 1 ) زيد بن حارثة ( 2 ) أبو رافع ( قبطياً )
( 3 ) وشقران ( حبشياً )
( 4 ) ثوبان ( 5 ) ورباح ( 6 ) يسار
( 7 ) سفيه ( 8 ) سلمان الفارسي ( 9 ) سندر
( 10) مأبور ( الخصي الذي أهداه له المقوقس )
أمّا مواليه من النساء فهن:
( 1 ) أُم أيمن ( 2 ) وأُميمة ( 3 ) سيرين
أولاده ( صلي الله عليه وسلم )
وقد ذكرت كل كتب السيرة بأن جميع أولاد النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، كلهم من السيدة الفاضلة : خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها ) ، ما عدا أبنه إبراهيم ..حيث ولد له من الذكور :
( 1 ) إبراهيم وأمه السيدة الفاضلة مارية القبطية ، وقد توفي في حياته ....
( 2 ) القاسم وأمه السيدة الفاضلة خديجة بنت خويلد
( رضي الله عنها ) ،
وبه كان يُكَنَّى
( 3 ) عبد الله وأمه السيدة الفاضلة خديجة بنت خويلد
( والملقب بالطيب والطاهر )
وولد له من الإناث :
( 1 ) زينب ( 2 ) رقية ( 3 ) فاطمة( 4 ) أُم كلثوم ،

حيث توفي كل أولاده في حياته ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلاّ فاطمة ، فقد توفيت بعده بستة أشهر .
إخوته ( صلي الله عليه وسلم ) من الرضاعة
إخوته ( صلي الله عليه وسلم ) ، في الرضاعة من ثويبة
( مولاة عمه أبو لهب )
( 1 ) مسروح : أخو النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، في الرضاعة ، أُمه ثويبة مولاة أبي لهب
( 2 ) حمزة :
أخو النبي
( صلي الله عليه وسلم ) ،في الرضاعة
( حيث أرضعته ثويبة )
( 3 ) أبو سلمة : أخو النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،حيث أرضعته ثويبة، هو وحمزة
أمّا إخوته ( صلي الله عليه وسلم ) ،
في الرضاعة من مُرضعته (حليمة السعدية )
هم:
( 1 ) أنيسة : أخته ، من الرضاعة ( أُمها حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية ) .
( 2 ) عبد الله : أخو النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،من الرضاعة
( أُمه حليمة السعدية ) .
( 3 ) جدامة : وقيل حذافة وتُعرف ب( الشيماء )،( أمها حليمة السعدية ) .
أعمامه ( صلي الله عليه وسلم )
فأعمامه ( صلي الله عليه وسلم ) ،كما ذكرنا من قبل هم اثنا عشر عم ، وهم :
( 1 ) الحارث ( 2 ) قُثم ( مات صغيراً ) ( 3 ) أبو طالب ( 4 ) والزبير
( 5 ) عبد الكعبة ( 6 ) حمزة ( 7 ) المقوم ( 8 ) جحل ( 9 ) العباس
( 10 ) ضرار ( 11 ) أبو لهب ( وأسمه عبد العُزى )
( 12 ) الغيداق ( مُصعب )
أبناء عمه ( صلي الله عليه وسلم ) ،
( 1 ) عبد الله بن العباس بن عبد المطلب
( 2 ) نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ( 3 ) عمارة بن حمزة بن عبد المطلب
( 4 ) عتبة بن عبد العزى بن عبد المطلب
( 5 ) مرة بن حجل بن عبد المطلب
( 6 ) عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب
( 7 ) هند بنت المقوم بن عبد المطلب
( 8 ) علي بن أبي طالب بن عبد المطلب
عمّاته ( صلي الله عليه وسلم )
وعمّاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، هُن ست عمّات ، وهُنّ :
( 1 ) أُم حكيم ( 2 ) عاتكة ( 3 ) برة
( 4 ) أروة ( 5 ) أُميمة ( 6 ) صفية
وهؤلاء الخمسة أشقاء لوالده ( صلي الله عليه وسلم ) ، إلاّ صفية فهي شقيقة حمزة ......
أبناء عمّاته ( صلي الله عليه وسلم ) ،
( 1 ) زينب بنت أٌميمة : وهى زوجة النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،والتي نزلت فيها الآية القرآنية الكريمة .. ( فلمّا قضى ) ..... الأحزاب آية 37 ) .
( 2 ) أُم حبيبة بنت أُمية ( 3 ) جمنة بنت أٌميمة
( 4 ) عبيد الله إبن أُمية
( 5 ) عامر بن عبد الأسد بن هلال
( 6 ) أبو سلمة ( عبد الله ) :
أبوه عبد الأسد بن هلال
( 7 ) طليب :
لا عقب به ويكنى أبا عبيد ، أبوه عمير بن وهب بن
عبد الدار بن قصي
( 8 ) عبد الله ( 9 ) الزبير بن صفية .
أخواله ( صلي الله عليه وسلم )
( 1 ) عبد يغوث ( 2 ) الأسود بن وهب
( 3 ) سعد بن أبي وقاص
خَدَمَهُ ( صلي الله عليه وسلم ) ،
ومن خدم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،من الرجال :
( 1 ) أنس بن مالك الأنصاري ( حيث كان أخص خُدامه
( صلي الله عليه وسلم ) ،)
( 2 )عبد الله بن مسعود ( حيث كان صاحب سواكه ونعله
( صلي الله عليه وسلم ) ،)
( 3 ) معيقيب الرومـــــي
( كان صاحب خاتمه ( صلي الله عليه وسلم ،)
( 4 ) عقبة بن عامر الجهني
( وكان صاحب بغلته ( صلي الله عليه وسلم ) ،)
( 5 ) أسقع بن شريك ( وكان صاحب راحلته ( صلي الله عليه وسلم ) ،)
ومن خدمه ( صلي الله عليه وسلم ) ،من النساء :
( 1 ) أمَة الله بنت رزينة ( 2 ) خولة ( 3 ) مارية أُم الرباب
( 4 ) مارية ( جدة المُثني أبن صالح ) رضي الله عنهم أجمعين .....
شعراؤه ( صلي الله عليه وسلم ) ،
فكان شعراؤه الذين يناضلون بشعرهم في سبيل الله ، ويهجون كفار قريش :
( 1 ) حسّان بن ثابت ( 2 ) عبد الله بن رواحة ( 3 ) كعب بن مالك
مؤذنوه ( صلي الله عليه وسلم ) ،
كان مؤذنوه ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( 1 ) بلال بن رباح ( بالمدينة ) ( 2 ) سعد القرض ( مولي عمار بن ياسر )
( بقباء )( 3 ) عبد الله بن مكتوم ( بالمدينة )
( 4 ) أبو محذورة ( بمكة )
حواريوه ( صلي الله عليه وسلم ) ،
وهم أنصاره الذين اشتهروا بهذا الوصف وهم
( رضي الله عنهم أجمعين ) :
( 1 ) أبو بكر الصديق ( 2 ) عمر بن الخطاب
( 3 ) عثمان بن عفان ( 4 ) طلحة
( 5 ) حمزة ( 6 )عبد الرحمن بن عوف ( 7 ) أبو عبيدة بن الجراح
( 8 ) عثمان بن مضعون ( 9 ) عبد الرحمن بن عوف
( 10 ) علي بن أبي طالب
( 11 ) سعد بن أبي وقاص
( 12 ) الزبير إبن العوام وهو أكثرهم شهرة بهذا الوصف
حيث قال ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( لكل نبي حواري وحواريي الزبير بن العوام ........)
المشبّهون بالنبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،
ذكر أبو جعفر محمد بن حبيب ، العلامة في الأخبار والنسب ، والمتوفى عام 245هـ 860مـ حيث ذكر أسماء عدد من المشبّهين خلقاً
( الذين يشبهون النبي الكريم( صلي الله عليه وسلم ،في الشكل الخارجي )
وقد عددهم وهم 1 ) المحسن بن علي بن أبي طالب
حيث كانت أمه السيدة الفاضلة فاطمة الزهراء
( رضي الله عنها ) ، عندما كانت تداعبه وترقِصَهُ ، تقول له:
وا بأبي شبه أبي غير شبيه بعلي
( 2 ) جعفر بن أبي طالب
( 3 ) محمد بن جعفر بن أبي طالب
( 4 ) قُثم بن العباس بن عبد المطلب
وكان العباس يرقصه ويقول :
أيا بني ياقُثم =====أيا شبيه ذي الكرم
( 5 ) عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب
( 6 ) المغيرة ( أبوسفيان أبن الحارث بن عبد المطلب ) وقد ولد في الليلة التي ولد فيها الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،
( 7 ) مسلم بن معتب بن أبي لهب
( 8 ) السائب بن عبد يزيد بن المطلب بن هشام بن عبد مناف
( 9 ) كابس بن ربيعة بن مالك بن عدى بن الأسود ، بن حشم بن ربيعة بن الحارث بن سامة بن لؤى ، وفي أحد الروايات التاريخية أن معاوية بن أبي سفيان ، عندما كان والي في الشام ، بلغه أن في البصرة رجلاً يشبّه
برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فكتب إلي عامله عليها ، وهو عبد الله بن عامر بن كريز ، قائلاً له أن يوفد إليه كابس بن ربيعة ، فأوفده إليه ، وعندما وصل إلي مجلس معاوية بن أبي سفيان ، نزل معاوية عن سريره ومشى إليه حتى قبّل بين عينيه ، ثُم أجلسه في جواره ،
تكريماً له على شبهه بالرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،........
متاعه وحاجياته ( صلي الله عليه وسلم )
وجب هنا في هذا القسم .
أن نوضح بعض الأشياء التي كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، إمّا يستعملها في حياته اليومية ، أو إثناء غزوه ... لتعُم الفائدة من معرفة كل ما يختص بالحبيب المصطفي
( صلي الله عليه وسلم ) ، وقد جاءت مفصلّة في كتاب الطبقات الكبرى( لأبن سعد) .
ذكر سريره ( صلي الله عليه وسلم )
أخبرنا أبو علي عن الحسن عن أنس أنه قال:
كنا عند رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وعنده عمر بن الخطاب
( رضي الله عنه ) ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، على سرير شريط ، ليس بين جنب رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وبين الشريط شيء ،
وكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، من أرق الناس بُشرة ، فأنحرف إنحرافة ، وقد أثرّ الشريط ببطن جلده أو بجنبه ، فبكي عمر ،
فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، :
( ما يبكيك يا عمر ...؟ ) ،
فقال: أما والله ما أبكي إلاّ أكون أعلم أنك أكرم على الله عز وجل من قيصر وكسرى ، أنهما يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا ، وأنت رسول الله ، بالمكان الذي أرى ، فقال:
( يا عمر أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ، ولهم الدنيا ..؟ ) ، قال: بلى.
قال( فأنه كذلك) .........
ذكر فراشه ( صلي الله عليه وسلم )
عن عائشة ( رضي الله عنها ) أنها قالت:
كان ضجاع ( فراش ) رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، من أدَم حشوه من ليف ....
ذكر حصيره ( صلي الله عليه وسلم )
حدثنا محمد بن إبراهيم بن الحكم أنه قال:
نام رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،على حصيرة ، فأثر في جنبه ، فقلنا :
يا رسول الله الا آذنتنا فنبسط تحتك ألين منه ...؟ فقال :
( ما لي وللدنيا ...؟ إنما مثلي ومثل الدنيا ، كمثل راكب سار في يوم صائف ، فقال ( نام ساعة القيلولة ) تحت شجرة ثُمّ راح وتركها )...
ذكر وسادته ( صلي الله عليه وسلم )
عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) أنه قال:
دخلت على النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،وتحت رأسه وسادة من أدَم
( الجلد المدبوغ ) حشوها من ليف النخل ...!!!
ذكر لحافه ( صلي الله عليه وسلم )
عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) أن قال:
كان لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، مِلحفه موّرسه
( مصبوغة بالورس ، وهو نبات أصفر يكون باليمن ) تدور بين نسائه ....!!
لأنه لم تكن لزوجاته الاّ ملحفة واحده ، فيتناوبون عليها ، كل ليلة ...
وعن جعفر بن أبي طالب قال: رأيت النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، وعليه ثوبان مصبوغان بالزعفران ، رداء وعمامة ....
ذكر قطيفته( صلى الله عليه وسلم )
عن أبن عباس ( رضي الله عنهما ) أنه قال:
عندما دُفن النبي المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،وضِع بينه وبين اللحد إثناء دفنه ، قطيفة ( كساء مخمل ذو أهداب ) بيضاء بعلبكية .... وعنه أنه قال :
حج رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،
على رَحَل رث وقطيفة لا تساوى أربعة دراهم .....
ذكر قُبته ( صلي الله عليه وسلم )
عن جابر أنه قال:
إن النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، أمر بقُبة من شعر فضُربت له بنَمِرة
( بعرفات ) وكانت له أيضاً قُبة أخرى من أدم ....
ذكر كرسيه ( صلي الله عليه وسلم )
عن إسحاق بن سويد العدوى، أن أبا رفاعة قال:
أتيت النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،وهو على كرسي ، خِلت قوائمه من حديد
ذكر خاتمه ( صلي الله عليه وسلم ) ،
عن أنس بن مالك أنه قال:
أراد الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
أن يكتب إلي الأعاجم رسائل ، فأمر بخاتم من فِضة ، فنُقش فيه
( محمد رسول الله ) ....
فأصبح يستعمله في مراسلاته ،
وعندما مات تمّ إخفائه في بئر عميقة ،
ويقال بأنه وجد بعد ذلك ....
ذكر سيفه ( صلي الله عليه وسلم ) ،
( ذو الفقّار ) سيف غنمه الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، يوم بدر ......
ذكر حربته ( صلي الله عليه وسلم ) ،
عن أبن عمر ( رضي الله عنهما ) أن قال:
إن النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
كان يركز له حربة ، فتوضع بين يديه ، فيصلى إليها والناس وراءه ، وكان يفعل ذلك في السفر.
فمن ثّمّ اتخذها الأمراء ، والمقصود بوضع الرمح أمامه ويصلي ، هو إعلام كل الماره من أمامه من أنه في حالة صلاة ..
ذكر درعه ( صلي الله عليه وسلم ) ،
( ذات الفضول ) وهذا الدرع كان طويلاً ،
وقد سميّ بذات الفضول لطوله ....
ذكر مغفره ( صلي الله عليه وسلم ) ،
عن أنس بن مالك أنه قال:
دخل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يوم فتح مكة ، وعلى رأسه مغفر من حديد .
( والمغفر ) هو( نوع من شبكة معدنية تُنسج وتوضع على الرأس
تحت القلنسوة )...
ذكر قوسه ( صلي الله عليه وسلم ) ،
عن أبن عباس ( رضي الله عنه ) أنه قال:
وقد ذُكر أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، كان قد أصاب من سلاح بني قينقاع ثلاثة أرماح وثلاثة قسى
( مجموع قوس ) ،...
( 1 ) قوس أسمها الروحاء ( 2 ) قوس أسمها البيضاء
( 3 ) وقوس تسمى الصفراء
ذكر غزواته وسراياه ( صلي الله عليه وسلم )
عن أبو محمد عبد الملك بن هشام انه قال:
كان جميع ما غزا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،بنفسه
( سبعة وعشرون غزوة ) وهم كالأتي :
( 1 ) غزوة الأبواء ( 2 ) غزوة بواط ( 3 ) غزوة العشيرة
( 4 ) غزوة بدر الأولي ( 5 ) غزوة بدر الكبرى
( 6 ) غزوة بني سليم
( 7 ) غزوة السويق ( 8 ) غزوة ذي إمر ( 9 ) غزوة بحران
( 10 ) غزوة أُحد ( 11 ) غزوة حمراء الأسد
( 12 ) غزوة بني النظير
( 13) غزوة ذات الرقاع ( 14 ) غزوة بدر الآخرة
( 15 ) غزوة دومة الجندل
( 16 ) غزوة الخندق ( 17 ) غزوة بني قريظة
( 18 ) غزوة بني لحيان
( 19 ) غزوة ذي قِرد ( 20 ) غزوة بني المصطلق ( 21 ) الحديبية
( 22 ) غزوة خيبر ( 23 ) عُمرة القضاء ( 24 ) غزوة الفتح
( 25 ) غزوة حنين ( 26 ) غزوة الطائف ( 27 ) غزوة تبوك
وقد شارك الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، شخصياً وقاتل بنفسه ، في ( تسعة غزوات فقط )
( 1 ) بدر ( 2 ) اُحد ( 3 ) الخندق
( 4 ) بيني قريظة ( 5 ) وبني المصطلق ( 6 ) خيبر
( 7 ) الفتح ( 8 ) حنين ( 9 ) الطائف .
ذكر شعاره في حروبه ( صلي الله عليه وسلم )
وكان شعاره ( صلي الله عليه وسلم ) ، الذي يستعمله في غزواته وحروبه ، وهى الندهه
( الصيحة ) التى يقولها المجاهد إثناء القتال ،
( ومعنى كلمة أمت ، هى أشدد على عدوك وأقتله ... )
( 1 ) أمت أمت .... ( 3 ) يا كلَّ خير
( 2 ) يا منصور أمت ... ( 4 ) ( حـــم لا تُنصَرون ... )
ذكر راياته ولوائه ( صلي الله عليه وسلم ) ،
حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه أنه قال:
إن راية الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
كانت سوداء ، ولواؤه أبيض ، وكانت له رايتان :
( 1 ) راية سوداء مربعة عن نمرة
( وهي شملة من الصوف)مخططة أشبح بالنحر .
( 2 ) سوداء ولواؤه أبيض مكتوب فيه
( لا إله إلاّ الله محمد رسول الله )
ذكر جملة السرايا والبعوث
فكانت بعوثه ( صلي الله عليه وسلم ) ،وسراياه
( ثمانية وثلاثين ) من بين بعثٍ وسريّة ، وقد قيل أيضاً
( خمسة وثلاثون ) بين سرية وبِعثة ، وقيل
( ثمانية وأربعون ) ، واله أعلم كم من البعوث والسرايا
التي بعث بها الحبيب المصطفي
( صلي الله عليه وسلم)....
ذكر خيله ( صلي الله عليه وسلم ) ،
عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) أنه قال:
كان أحب الخيل إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،هى:
( 1 ) الأشقر : الذي في عرفه وذنبه حُمرة خالصة .
( 2 ) الأغر : ذو البياض في وجهه فوق الدرهم .
( 3 ) المحجل : ذو القوائم البيضاء كلها أو بعضها .
( 4 ) الأرثم : ذو بياض يصيب الجعفلة العليا ، وإن كان دون الغرة فهو أقرح ....
وعن أبن عباس ( رضي الله عنهما ) أنه قال:
كان لرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
فرس يقال لها ( المرتجز ) ، حيث كان له حسن صهيل
ذكر سرجه ( صلي الله عليه وسلم ) ،
عن أبي عبد الرحمن الفهري أنه قال:
شهدت مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، يوم خيبر في يوم صائف شديد الحر، فقال :يابلال أسرج لي فرسي ....
فأخرج بلال سرجاً رقيقاً من لبد ليس فيه أشر ولا بطر
( رياء وفخر )
ذكر ناقته ( صلي الله عليه وسلم )
( 1 ) ناقة اسمها ( العضباء ) ( 2 ) وناقة أخرى أسمها
( الجدعاء )
ذكر بغلته ( صلي الله عليه وسلم )
وكانت لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بغلة يقال لها
( الشهباء ) .........
ذكر حماره ( صلي الله عليه وسلم )
وكان للرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، حمار يقال له
( اليعفور ) .....
ذكر خُفَهُ ( صلي الله عليه وسلم )
عن عبد الله بن عامر بن زرارة ، عن الحسن بن عياش عن عامر أنه قال :
قيل يوماً للمغيرة بن شُعبة ، :
من أين كان لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، خُفين ...؟
فقال: أهداهما له دحية الكلبي ، فلبسهما ...وكذلك كان له خُفين أسودين ساذجين ، وكان قد أهداهما له النجاشي ، فلبسهما الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،ومسح عليهما
ذكر نَعْلُه ( صلي الله عليه وسلم )
وقد كان لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،ثلاثة أنواع من النِعال :
( 1 ) نعل له قِبلان ، ( زمامان ، وهو الذي يُربط فيه الشسع )
( 2 ) نعلين مخصوفتين ( مخروزة ) ...
( 3 ) نعال سبتية ( التي صُنعت وليس لها شعر ) ....
فهذا كل ما أمكنني الحصول عليه من أُمهات الكُتب ، ومن أفكار وأطروحات لكتاب أفاضل أجلاّء ، كتبوا في كل ما يختص بشئون الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) ، بدء بأكله وشربه وفراشه في بيته وانتهاء بكل ما تختصه شخصيته البشرية .
التعريف بمعجزاته وكراماته وخوارق الأشياء التي خرقت له
ولنحاول أن نعرف ونعرّف القارىء ، بهذا النبي الكريم ، والدخول في شخصيته البشرية ، وإلي معجزاته الشخصية وكراماته وخوارق الأشياء التي خُرقت له ، أكراماّ له من الخالق سبحانه وتعالي ، أو ليؤكد أنه نبي وخاتم للرسالات ، وقد تجلي ذلك بتحديه للمشركين والمنافقين ، طمعاً في إسلامهم ، وليجعلهم يرون أموراً مادية وخوارق للعادات ومعجزات ، لتسهل لهم ،الاعتراف بأنه نبي وخاتم الرُسل
( صلي الله عليه وسلم ) ، .....
وقد ذكر الأستاذ : طه عبد الرّءوف سعد
( من علماء الأزهر الشريف )
والأستاذ : سعد حسن محمد علي ( المدرس بالأزهر الشريف )
صاحبا كتاب ( معجزات النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،) حيث قالا:
وقبل أن نسرد على القارىء الكريم تللك المعجزات الباهرات ، نحب أن نعرفه معنى المعجزة ، ومعنى الأشياء الخارقة للعادة
أولا المعجزة:
وهى مأخوذة من العجز ،أي العجز عن الإتيان بمثلها والمتعارف عليه ،أي أمر خارق للعادة ، كانشقاق القمر
لسيدنا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وقلب العصا إلى حية تسعى لموسى (عليه السلام) ،مقرونة بالتحدي أو النبوة مع معارضيها المنكرين لها .
شروط المعجزة:
( 1 ) أن تكون خارقة للعادة كانشقاق القمر, وانفجار الماء من أصابعه
(صلي الله عليه وسلم ) .
( 2 ) أن تكون مقرونة بالتحدي للمعارضين لها .
( 3 ) أن لايأتى أحد بمثل مأتى به المتحدى .
( 4 ) أن يقع وفق دعوة المتحدى بها , فلو قال أن نبوتي إن نطقت يدي , فنطقت يده بكذبه أي لم يكن أحد شاهد على ذالك , مع علمهم بأنه كاذب حتى وإن نطقت, فهو دليل على أنه لم تقع وفق دعواه , فلا تكون إذاً معجزة , فمسيلمة الكذاب , تفل فى عين رجل أعور لتبرأ , فعميت الصحيحة , لان الذى حدث إن هذه أهانه لله لادعائه النبوة ...
( 5 ) أن لأتكون المعجزة فى زمن نقض العادة , كزمن المسيح الدجال, فقد ورد أنه تطلع الشمس من مغربها بأذن الله , وأن يظهر على يديه آيات كثيرة , كأمره للسماء أم تمطر , فتمطر , والأرض أن تنبت فتنبت , فهذه الأيام التى فيها خرق للعادات , لا يعد ذالك معجزة , حيث أن المسيح الدجال لا يدعى النبوة , بل ماهو أشنع فيدعى الألوهية , خيبه الله .وأن كلمة معجزة هي المتعارف عليها , لأكن لم ترد فى القرآن الكريم بلفظ معجزة , بل وردة بلفظ ( آية ) ,
كقوله تعالى :{ وإذا جاءتهم آية }،وقوله تعالى :
{ إن فى ذالك لآيات} ، ووردت أيضاً بلفظ ( برهاناً ) كقوله تعالى :
{ قد جاءكم برهان من ربكم } ..
إذاً فلفظ معجزة أذا أطلق فإنه لا يدل على كونه ذالك آية , إلاّ إذا فُسر المراد به , وقد رجح كثير من العلماء أن المعجزة لأتكون إلاّ للأنبياء فقط .
ثانياّ: الإرهاص:
وهو الأمر الخارق للعادة وإن لم يكن بمعجزة , لفقد شروط المعجزة , والإرهاص هو ما يظهر للنبي قبل بعثته من أمور عجيبة لا تظهر لسائر البشر , كقصة ولادته
( صلي الله عليه وسلم ) ،وما وقع من الله
فى إهلاك الفيل وأهله .
والأمور التى حدثت فى ولادته
( 1 ) خروج نور إثناء ولادته ( صلي الله عليه وسلم ) ،
أضاء لأمه قصور الشام
( 2 ) ثُمّ وقع إلي الأرض ، ويده مقبوضة أصابع يده مشيراً بالسبابة كأنه يسبح( صلي الله عليه وسلم )
( 3 ) ارتجاج أيوان كسرى وسقوط أربع عشر شٌرفة من شرفاتها ، وبعض الأمر الأخرى .
ثالثاً: الكرامة
ثم نأتي لأمر خارق للعادة وإن لم يكن من المعجزات , لافتقاد شروطها , وهى الكرامة , فالكرامة :
هي أمر خارق للعادة تظهر على يد عبد مؤمن ملتزم , لمتابعة نبي مُكلف بشريعته مصحوب بصحيح الاعتقاد والعمل الصالح ، وتكون هذه الكرامة على علم صاحبها بها أو لابعلم , فما يأتي من الأولياء منن خوارق وعجائب تسمى الكرامات , وقد تُسمى الكرامة آيات , تدل على نبوة من أتبعه ذالك الولي , لان كل كرامة لولى هي معجزة لنبيه .
والولي :
هو العارف بالله تعالى وبصفا وبتقرب حسب الإمكان والمواظب على طاعة الله والمجتنب لمعاصيه... وسمي الولي بهذا لأن الله تولي أمره ، فلم يكله إلي نفسه ولا إلي غيره لحظة ، والله تعالي يتولى عباده دائماً ،
وهناك بعض المواقف التي تدل على الكرامة :
( 1 ) روى أن عمر بن الخطاب
( رضي الله عنه ) ،
رأى الأعداء من مسافة شهر ، فقال :
يا سارية الجبل ، فسمع سارية قائد جيش المسلمين صوته ،
فأنحدر بالناس إلي الجبل وقاتلوا العدو ، فنصرهم الله تعالي ...
فتلك كرامة لعمرأن رأى من تلك المسافة ، كذلك لسارية ،
حينما سمع من المسافة نفسها .
( 2 ) وروي أن عبد الله بن شقيق ، كان إذا مرّت عليه سحابة يقول لها: أقسمت عليك بالله إلاّ أمطرت ، فتمطر في الحال ..
رابعاً : المعونة
ومن الأمور الخارقة للعادة أيضاً : المعونة فهناك أمر قد لا يظن الإنسان الصالح وجوده أو حدوثه ، ثُم يقع له حسب رغبته أو حسب ما ينجيه ، كمن كان في صحراء وظهر له الأسد ، فوجد شجرة في مكان لا توجد في مثله الأشجار فتسلقها ونجى من الأسد ...
خامساً : الإهانة
ومن الأمور الخارقة للعادة
( الإهانة ) أعاذنا الله
من كل سوء وهى :
أمر خارق يظهره الله على يد كاذب يدعي النبوة على عكس مراده ، كما وقع لمسيلمة الكذاب ، عندما تفل في عين رجل أعور ، لتصُح العين المريضة فعميت الاثنتان ، أخزاه الله ولعنه ....
سادساً :الاستدراج
والاستدراج هو:
أمر خارق للعادة ،يظهره الله على يد مدعي الألوهية ، كما يقع للمسيح الدجال
( خيبه الله) عندما يقتل شخصاً ثُمّ يحيه ، ليفتن به غيره ،
ثُمّ يأخذه الله أخذ عزيز مقتدر ..
بيان بعض معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، وآياته الدالة على صدقه
ومن هنا نأتي لنوضح بعض معجزات الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،
وبيان آياته الدالة على صدقه .
والشاهدة على ما أُمر به من قِبل الله سبحانه وتعالي
، أن يفعله .
إن من شاهد أحوال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأصغى إلي سماع أخباره المشتملة على أخلاقه وأفعاله وأحواله ، وعاداته وسجاياه ، وسياسته لأصناف الخلق ، وهدايته إلي ضبطهم ، وتألفه أصناف الخلق ، وقيادته إليهم إلي الهداية وإلي الطاعة ، مع ما يحكى من عجائب أجوبته في مضايق الأسئلة ، وبدائع تدابيره في مصالح الخلق، ومحاسن إشارته في تفصيل ظاهرا لشرع ، الذي يعجز الفقهاء والعقلاء عن إدراك أوائل دقائقها
في طويل أعمارهم لم يبقي له ريب ولا شك ف أن ذلك لم يكن مكتسباً بحيلة تقوم بها القوة البشرية .
بل لا يتصور ذلك إلا بالاستمداد من تأييد سماوي وقوة إلهية ، وأن ذلك كله لا يتصور لكذاب ، ولا مُبلس ، بل كانت شمائله وأحواله شواهد قاطعة بصدقه ، حتى إن العربي القح
( الخالص ) كان يراه فيقول :
والله ما هذا وجه كذاب ....!!!
فكان يشهد له بالصدق بمجرد رؤية شمائله فكيف من شاهد أخلاقه ، ومارس أحواله في جميع مصادره وموارده
( صلي الله عليه وسلم ) ، فهذا رجل أُميّ ُ لم يمارس العلم ، ولم يطالع الكتب ، ولم يسافر قط في طلب علم ، ولم يزل بين أظهر الجبال من الأعراب يتيماً ضعيفاً مستضعفاً .
فمن أين حصل له محاسن الأخلاق والآداب والعلم بمعرفة الله تعالي وملائكته وكتبه ، إلاّ أن يكون الذي علمّه هو الله سبحانه وتعالي ، وأعطاه من منهله حيث قال:
( علمّهُ شديد القُوَى ) ، وقال ( وإنَّك لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم ) ...
ولنبدأ بأعظم معجزاته على الإطلاق ، وهى القرآن الكريم ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه ، تنزيل من حكيم حميد
الي هنا نتوقف قليلاً اخوتي الكرام
ولنواصل في الجزء القادم باذن الله استكمال المعجزات الخاصة بالحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم
والي ذلك الوقت استودعكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى



عدد المساهمات : 1016
تاريخ التسجيل : 29/12/2012

سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم    سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء يناير 01, 2013 5:58 pm


سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتاب السيرة الافاضل... الفصل السابع ..ج7
الاخوة الاعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وتقبل الله صيامنا وكافة اعمالنا الصالحة
نواصل استكمال الفصول الاخيرة من حياته صلي الله عليه وسلم والتعرف علي مقنتياته ومعرفة معجزاته التي ابهرت من كانوا حوله......
وسيكون هذا في الجزء السابع من الفصل السابع
وكالمعتاد ودائما نقول ونبتديء حديثنا
بسم الله الرحمن الرحيم......
فصليّ الله عليك يا رسول الله صلاة دائمة بدوام مُلك الله ..........أمّا وبعد أن انتهت سيرته ( صلي الله عليه وسلم ) ، الفعلية الشخصية التاريخية ، وأقصد هنا بالتاريخية ، وهو السرد التاريخي بوقائعه وأحداثه وشخصياته ، وجب أن ندخل مدخلاً آخر لسيرة الحبيب المصطفي محمد
( صلي الله عليه وسلم ) ، ونقف وقفة ونذكر بعض الأحداث والأمور التي مرت في حياته
( صلي الله عليه وسلم ) ،ولو بشيء من التفصيل ، لتزداد الفائدة ولتُتم الأحاطه بشخصيته ( صلي الله عليه وسلم ) ، من كل جانب ، لمعرفة أكثر عن هذا الرجل العظيم ، الذي يستحق بالفعل كلمة عظيم ، من
ن حصل له محاسن الأخلاق والآداب والعلم بمعرفة الله تعالي وملائكته وكتبه ، إلاّ أن يكون الذي علمّه هو الله سبحانه وتعالي ، وأعطاه من منهله حيث قال:
( علمّهُ شديد القُوَى ) ، وقال ( وإنَّك لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم ) ...
ولنبدأ بأعظم معجزاته على الإطلاق ، وهى القرآن الكريم ،
الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه ،
تنزيل من حكيم حميد
( 1 ) معجزة القرآن الكريم
وهي المعجزة الكبرى له ( صلي الله عليه وسلم ) ،
أن المعجزة الكبرى الباقية بين الخلق هي القرآن الكريم ، وليس لنبي معجزة باقية سواه إذ تحدي بها الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، بلغاء الخلق وفصحاء العرب ، وجزيرة العرب حينئذ مملؤة بالآف منهم ، والفصاحة صنعتهم ، وبها منافستهم ، وبها سوقهم ، فكان ينادي بين أظهرهم أن يأتوا بمثله أو بعشر سور مثله ، أو بسورة من مثله إن شكوا فيه حيث قال تعالي:
( قٌلْ لَّئِن اجْتَمَعْتِ الإنس والْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرآْن لا يَأْتُون بِمِثِلِهِ وَلَوْ كَاَنَ بعِضُهُم لِبعْضٍ ظَهيراً .... ) ، وقال تعالي ذلك تعجيزاً لهم وليتحداهم ومعهم الجن ، لأن العرب قديماً عندما يظهر فيهم خطيب أو بليغ أو فصيح ،

يقولون إنّ له شيطاناً يوحي إليه ، لهذا جاء القرآن ليتحدى ،
ثُمّ إنه قلل من مثله لعشر سور ، فيقول تعالي :
( أمْ يَقُولُونَ أفْتَرَاه قُلْ فأتوُا بِعَشْرِ سُورٍ مّثلْهِ مُفْتَرَيَاتٍ .... ) ،
ثُمّ تحداهم بأن يأتوا بسورة من مثله :
( وإن كُنُتْم فيِ رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدَنا
فأْتُوا بِسورةٍ مّن مّثلِهِ ... ) ..
وذلك ثقة من المتحدي سبحانه وتعالي ، بأن الكفار لن يأتوا بمثله أبداً ، وتحديه أيضاً في أنه
( صلي الله عليه وسلم ) ، كان أُمياً ولم يكتب ولم يقرأ في حياته ، حيث قال تعالي:
( وَمَكُنْتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ ولاَ تَخُطُّهُ بِيَمينِك إذاً لأَّرتْابَ الْمُبْطِلُونَ .... ) ،.....
وبالرغم من أن قريش كانت هي من أهل البلاغة والفصاحة والخطابة ، على الرغم من ذلك ، فالتحدي أصبح في عُقر دارهم ، وعلى الرغم من ذلك لم يستطيعوا أن يأتوا ولو بآية مثله ، فكان عجزهم دليل صحة نبوته ، وحجة واضحة على رسالته ، وقد ورد بعجز المشركين ، وكانوا من أهل الفصاحة والبلاغة وإقرارهم بإعجازه فمنها:
ما روى عن محمد بن كعب أنه قال:
حدثت أن عتبة بن ربيعة ، قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش :
ألا أقوم إلي هذا فأعرض عليه أموراً لعله يقبل منا بعضها ويكف عنّا ...؟
فقالوا :
بلى ، يأبا الوليد ، فقام عتبة حتى جلس إلي رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ، فلمّا فرغ عتبة من الأمر الذي جاء من أجله ، قال له الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( هل فرغت يا أبا الوليد ...؟ ) ...
فقال: نعم ، قال:
( فأسمع مني ) ، قال:أفعل .
فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( بسم الله الرحمن الرحيم ( حَم * تنزِلُ مِن الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ..)
حتى بلغ ( قرآناً عربياً ) فقال الوليد :
والله إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمغدق ، وإن أسفله لمثمر ، وأنه ليس من قول البشر .....
أمّا وجوه إعجاز القرآن الكريم هي:
( 1 ) إن وجه الأعجاز هو الإيجاز والبلاغة ، كقوله
( وَلَكُمْ في الْقِصاصٍ حياة ..... )
فجمع في كلمتين عدد حروفها عشره أحرف معاني كلام كثير ، وحكى أبو عبيد :
أن إعرابياً سمع رجلاً يقرأ قوله تعالي: ( فأصْدع بِما تُؤْمَرُ .... )
فسجد ، وقال سجدت لفصاحة هذا الكلام ،
وكان أولى به أن يسجد لقائله جل جلاله ، وحكى الأصمعي:
أنه رأى جارية خماسية أو سداسية ( أي عمرها ما بين الخمسة أو الستة سنوات ) وهى تقول : أستغفر الله من ذنوبي كلها، فقلت لها :
مما تستغفرين ولم يجرى عليك قلم ...؟ فقالت:
أستغفر الله لذنبي كله=====قتلت إنساناً بغير حله
مثل غزال ناعم في= دله====أنتصف الليل ولم أصله
فقلت لها: قاتلك الله ما أفصحك ، فقالت:
أو تعد ذلك فصاحة بعد قوله تعالي: ( وَأَوْحَيْنَا إِلى أُّمِ مُوسَى أّنْ أَرضِعِهِ فإذَا خِفتِ عَلَيهِ فألْقِيِهِ في الْيمّ ولا تَخَافِي إنَّا رادُّوهُ إلٌيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرسْلَيِنَ .... ) فجمع الله في آية واحدة بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين .....
( 2 ) أن أعجازه هو الوصف الذي صار به خارجاً عن جنس كلام العرب من النظم والنثر والخطب والشعر والرجز والسجع ، فلا يدخل في شيء منها ولا يختلط بها كون ألفاظه وحروفه من جنس كلامهم ...
( 3 ) أن قارئه لا يمله ، وسامعه لا يمجه ، بل الاستمرار في تلاوته يزيده حلاوة ، ولهذا وصف الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، القرآن الكريم بأنه ( لا يبلى ) على كثرة الرد ، وهو الذي لم تنته الجن حين سمعته أن قالوا :
( إنَّا سمِعْنَا قُرآناّ عَجَبَاً يَهْدى إلى الرُّشدْ فآمَنَّا بِهِ ..)
( 4 ) ما فيه من أخبار بما كان ، مما علموه وما لم يعلموه ، فإذا سألوا عنه عرفوا صحته ، وتحقق صدقه ، كالذي حكاه من قصة أهل الكهف ، وشأن موسى والخضر ( عليهما السلام )، وحال ذي القرنين ، وقصص الأنبياء مع أُممها والقرون الماضية ، مع أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم)( 5 ) أن وجه إعجازه هو ما فيه من علم الغيب والأخبار ، بما يكون فيوجد على صدقه وصحته ، مثل قوله تعالي : ( قُلْ إن كَانَتْ لَكُمْ الدَارُ الآخِرة عِندَ الله خَالِصَةً مّنِ دُونِ النّاسِ فَتَمَنّواُ الْمَوتَ إن كُنتُمْ صَادِقِنَ ... ) ثُمّ قال:
( وَلن يَتَمَنَّوه أَبَداً بِمَا قّدَّمَتْ أيْديهم ...)
وتعقب بأن الغيوب التى أشتمل عيها القرآن الكريم وقع بعضها في زمنه ( صلي الله عليه وسلم ) ، كقوله تعالي :
( إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبيناً ... )
وقد قال المنافقون حين ضلت ناقة رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ، في غزوة تبوك : هو لا يعلم خبر موضع ناقته ، فكيف يعلم خبر السماء ...؟
فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، إذا بلغه قولهم :
( إني لا أعلم إلا ما علمني الله ، وقد أعلمني بمكانها ، ودلّني عليها ، وهي في الوادي في شِعب كذا ... وكذا ... حبستها شجرة ، فانطلقوا حتى تأتوني بها .... ) فانطلقوا ، فجاءوا وكان الذي جاء بها من الشَّعب الحارث بن خزيمة ، حيث وجد زمامها قد تعلق بشجرة ..... وبعض الأمور الغيبية أتت بعد مدة كقوله تعالي:
( الم * غُلِبَتْ الرُّومُ * في أَدْنى الأرض وَعُمْ من بعد غَلَبِهِم سيغْلُبونَ * في بِضْع سنين ... )
فأين للرسول الكريم علم الغيب إذا لم يُعلمه الله تعالي به ، فلو كان كما قالوا لنازعوا وقع المتوقع ،وبأن الأخبار عن الغيب جاء في بعض سور القرآن ، وأكتفي منهم بمعارضة سور غير معينة....( 6 ) أنه جامع لعلوم كثيرة ، لم تتعاط العرب فيها الكلام ولا يحيط بها من علماء الأمم واحد منهم ، ولا يشتمل عليها كتاب بين الله فيه ( القرآن ) خبر الأولين وثواب المطيعين ، وعِقاب العاصين ،حيث ذكر القرآن الكريم شيئاً لم يكن ليخطر على بال أحد منذ خمسة عشر قرناً ولم يعرف إلا أوائل القرن العشرين ، وهى بصمات الأصابع ، حيث يقول تعالي:
( أيَحْسب الإنسَانُ أَن لَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادرِينَ عَلَىَ أَّن نُّسويّ بَنَانهُ)...
وإذ عرفت أن البنان هو طرف الإصبع الذي تأخذ به البصمات وإن ملايين الملايين منذ خلق الله آدم وإلي اليوم وغد لا تتفق بصمة شخص مع بصمة آخر ، فمن هنا عُلم أن قدرة الله تعالي ، وأن القرآن الكريم المنّزّل من الله رب العالمين على قلب محمد الأمين هو الحق ، وأن الإسلام حق وأن نبيه حق لا ريب فيه ..
فكل هذه الأوجه ، يصح أن يكون كل واحد منها إعجازاً ، فإذا جمعها القرآن فليس اختصاص أحدها بأن يكون معجزاً ، بأولى من غيره ، فيكون الإعجاز يجميعها .
روى عبد الله بن مسعود ( رضي الله عنه ) قال:
قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( كان كتاب الأول من باب واحد على وجه واحد ، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف ،زاجر وآمر وحلال وحرام ، ومحكوم ومتشابه ، وأمثال ، فأحلوا حلاله وحرّموا حرامه ، وافعلوا ما أُمرتم وأنتهوا عما نهيتم ،
وأعتبروا بأمثاله ، وأعملوا بمحكمه ، وآمنوا بمتشابهه ،
وقولوا آمنا به كل من عند ربنا .... ) ...
( 2 ) من معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ،خوف ألد أعدائه منه
حيث قدم رجل من قبيلة إراش ، بإبل له بمكة ، فأبتاعهما منه أبو جهل ، فماطله بأثمانها ، فأقبل عليه حتى وقف على نادٍ لقريش ورسول الله( صلي الله عليه وسلم )
،في ناحية المسجد جالس ، فقال :
يا معشر قريش من رجل يؤديني على أبي الحكم بن هشام
( أبو جهل ) فأني رجل غريب ، إبن سبيل ،
وقد غلبني على حقي...؟
فقال له أهل ذلك المجلس : أترى ذلك الرجل الجالس
( رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،) أذهب إليه فإنه يؤديك حقك من أبو الحكم ...!!!
وهم في الحقيقة يستهزئون ، لما يعلمون من العداوة بين أبو الحكم والرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأقبل الإراشي حتى وقف على الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، وقال له :
يا عبد الله ، إنا أبا الحكم بن هشام قد غلبني على حق لي قِبلِه ، وأنا رجل غريب أبن سبيل ، وقد سألت هؤلاء القوم عن رجل يؤديني عليه يأخذ عليه لي حقي منه ، فأشاروا لي إليك ، فخذ لي حقي منه يرحمك الله .
قال: فأنطلق إليه ،وقام معه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فلما رأوه قالوا لرجل ممن معهم : أتبعه فأنظر ماذا يصنع ...؟
وخرج رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى جاء فضرب على أبا الحكم بابه ، فقال أبا الحكم : من هذا ..؟ قال:
( محمد ، فأخرج إليَّ ) .
فخرج إليه وما في وجهه من رائحة ( روح ) وقد إنتقع لونه ( تغير ) فقال:
(أعط هذا الرجل حقه ) .
فقال أبا الحكم ( أبو جهل ) : نعم ، ولا تبرج حتى أعطيه الذي له ، فدخل ، وخرج إليه ، ثُم أنصرف رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ، وقال لللأراشي :
( الحق بشأنك ) ، فأقبل الإراشي حتى وقف على ذلك المجلس وقال:
جزاه الله خيراً ، وقد والله قد أخذ حقي ...!!!!!
وعندما جاء الرجل الذي بعثوه معهم ، ليرى ما يصنع ، سألوه وقالوا :
ويحك ماذا رأيت ..؟ فقال:
عجباً من العجب ، والله ماهو إلاّ أن ضرب عليه بابه ، فخرج عليه وما معه روح ، فقال له :
( أعط هذا حقه ) ...، فقال:
نعم ، لا تبرح حتى أخرج إليه ماله.. وبعد لحظات أتي أبو جهل ، فسألوه وقالوا له : ويلك مالك ..؟ والله ما رأينا ما صنعت قط ، فقال:
ويحكم والله ماهو إلا أن ضرب علىّ بابي ، وسمعت صوته ،فملئت رعباً ثُمّ خرجت إليه وإن فوق رأسه لفحلاً من الأبل ، ما رأيت مثل هامته ولا قصرته
( أصل عنقه ) ولا أنيابه لفحل قط ، ووالله لو أبيت لأكلني ...!!!!!
( صلي الله عليه وسلم ) ،
( 3) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ،انشقاق القمر
إنا واقعة انشقاق القمر ، حدثت قبل الهجرة بخمس سنين ، وقد حدّثّ بها القرآن الكريم ، حيث قال تعالي :
( أقْتَرَبَتْ السَّاعةُ وأنشّقَّ القمرُ * وَإن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا ويقولوا سِحر ٌ مُّسْتَمِر .... ) وقد تحدث بها الكثيرين ، مثل أنس بن مالك أنه قال:
سئل أهل مكة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،أن يريهم آية ، دالة على نبوته ، فأراهم انشقاق القمر ، شقتين ، حتى رأوا حراء بينهما .. وعن عبد الله بن مسعود أنه قال: أنشق القمر على عهد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقال الكفار :
هذا سحر أبن أبي كبشة
( حيث كان يُلقب الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، بهذا اللقب ،
( لأنه رضع في بني سعد ، وزوج حليمة السعدية ، أبو كبشة ...) ، ثُمّ قالوا :
أنظروا ما يأتيكم السفّار ( المسافرين ) فأنه لا يستطيع أن يسحر أعين الناس كلهم ، فلمّا وصلوا السفّار ، سألوهم عن أمر عجيب ، فقالوا لهم :
نعم رأينا القمر مُنشق إلي قطعتين ( صلي الله عليه وسلم ) ،
( 4 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم )
تنبأه بموت كسرى أنو شروان
ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ،
ما ظهر فيما كتب كسرى إلي باذان ( ملك اليمن ) أنه بلغني أن رجلاً من قريش خرج بمكة يزعم أنه نبي ، فسر إليه فأستتبه ، فأن تاب والاّ فأبعث إليَّ برأسه ن فبعث باذان بكتاب كسرى إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،
فكتب إليه النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، :
( أن الله قد وعدني أن يُقتل كسرى في يوم كذا من شهر كذا... )
فلما أتى باذان توقف لينظر وقال :
إن كان نبياً فسيكون ما قال ، فقُتل كسرى في اليوم الذي جدده الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ومن قتله ..؟
فقد قُتل على يد أبنه شيرويه في ليلة الثلاثاء لعشر من جمادي الأولى
سنة سبع من الهجرة .....
( 5 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم )
حماية الله له من شيبة بن عثمان
قال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة :
اليوم أدرك ثأري ( وذلك في غزوة حنين ، حيث قُتل أبوه يوم أُحد )
اليوم أقتل محمداً ، فأردت أن أهجم على محمد لأقتله ،
فأقبل شيء حتى تغشي فؤادي فلم أطق ذالك .
وعلمت بأنه ممنوع مني، فقيل أن الحائل بينه وبين الرسول
( صلي الله عليه وسلم ) ،خندق من نار وسور من حديد
( صلي الله عليه وسلم ) ،
( 6 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم )
إخباره بما حدث في غزوة مؤته
فلمّا أصيب القوم في غزوة مؤته ،
قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( أخذ الراية زيد بن حارثة ، فقاتل بها حتى قُتل شهيداً ، ثُمّ أخذها جعفر فقاتل بها حتى قُتل شهيداً .. ) ثم صمت ، حتى تغيرت وجوه الأنصار ، وظنوا أنه قد كان في عبد الله بن رواحة ، بعض ما يكرهون ، ثم قال:
( ثم أخذها عبد الله بن رواحة ، فقاتل بها حتى قُتل شهيداً .. ) ثم قال:
( لقد رُفعوا إلي الجنة فيما يرى النائم على سرير من ذهب ، فرأيت في سرير عبد الله بن رواحة أزوراراً ( ميلاً ) عن سريري صاحبيه، فقلت عمّا هذا ...؟ فقيل لي : مضيا وتردد عبد الله بعض التردد ثم مضى ... )
( صلي الله عليه وسلم ) ،
( 7 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) صرعه أقوى الرجال وغلبته
كان ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف أشد قريش ، فخلا يوماً برسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، في بعض شعاب مكة .
فقال له رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، :
( يا ركانة ألا تتقي الله وتقبل ما أدعوك إليه ..؟ )
فقال: إني لو أعلم أن الذي تقول حق لأتبعتك .
فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( أفرأيت إن صرعتك أتعلم أن ما أقوله حق ..؟ )
فقال له : نعم ، فقال له الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( قُم حتى أُصارعك ... )
فقام إليه ركانة يصارعه ، فلما بطش به رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ،أضجعه وهو لا يملك من نفسه شيئاً ، ثُم قال :
عُد يا محمد ، فعاد فصرعه مرة أُخرى ، فقال:
يا محمد والله إن هذا للعجب أتصرعني...؟ فقال له رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( وأعجب من ذلك إن شئت أن أُريكه إن أتقيت الله وأتبعت أمري ) فقال له :
وما هو ..؟ فقال:
( أدعو لك هذه الشجرة التي ترى فتأتيني .. ) فقال له :
فأدعها ، فدعاها الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،حتى وقفت بين يديه ، ثُمّ قال لها إرجعي إلي مكانك ) ....
فرجعت ، فذهب أبا ركانة إلي قومه فقال لهم :
يابني عبد مناف ساحروا بصاحبكم أهل الأرض ، فو الله ما رأيت أسحر منه قط ، ثُمّ أخبرهم بالذي رأى والذي صنع .......
( صلي الله عليه وسلم ) ،
( 8 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) إنزال المطر بدعائه
عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) أنه قال:
أصاب الناس ( جدب ) على عهد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فينما كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يخطب في يوم الجمعة ،
قام إعرابي فقال:
يا رسول الله ، هلك المال وجاع العيال ، فأدعو الله لنا ، فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة ( قطعة سحاب ) فو الذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال .
ثُمّ لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته الشريفة ، فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد ومن بعد الغد ، حتى يوم الجمعة الأخرى ، وقام ذلك الأعرابي أو غيره وقال:
يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال ، فأدع الله لنا ، فرفع يديه وقال:
( اللهم حوالينا ولا علينا )...
فما يشير إلي الناحية من السحاب إلاّ أنفرجت ،
وصارت المدينة مثل الجوبة ( الحفرة المستديرة الواسعة ) ، وسال الوادي قناة شهراً ، ولم يجيء أحداً من ناحية الاّ حدث بالجود
( المطر الواسع الغزير ) ، وفي رواية أُخرى قال:
( اللهم حوالينا ولا علينا على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر ... )
فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس....
وعن عبد الله بن عباس أنه قيل لعمر بن الخطاب
( رضي الله عنه ) :
حدثنا عن ساعة العُسرة ، فقال عمر:
خرجنا إلي تبوك في قيظ شديد ، فنزلنا منزلاً أصابنا فيه العطش ، ظننا أن رقابنا ستنقطع ، حتى إن كان الرجل لذهب يلتمس الرجل فلا يرجع ، حتى يظن أن رقبته ستنقطع ، حتى إن كان الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقى على كبده ، فقال أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) :
يا رسول الله أن الله قد عودك في الدعاء خيراً ، فأدع الله لنا ، فقال:
( أتحبون ذلك ...؟ ) . قال:
نعم ، فرفع يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأنسكبت فملؤوا ما معهم من آنية ، ثّم ذهبنا ننظر فلم نجدها تجاوز العسكر ....
( 9 ) ومن معجزاته
( صلي الله عليه وسلم ) علمه من الغيب ما علمّهُ الله
قال المنافقون حين ضلت ناقة رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ،
في غزوة تبوك :
هو لا يعلم خبر موضع ناقته ، فكيف يعلم خبر السماء ...؟
فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( إني لا أعلم إلا ما علمني الله ، وقد أعلمني بمكانها ، وداني عليها ، وهى في الوادي في شِعب كذا ، حبستها شجرة ، فانطلقوا فأتوني بها ... ) .
فجاءوا بها وكان الذي حبسها ، وجدوا زِمامها قد تعلق بشجرة ، كما قال لهم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،.........
( 10 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم )
استجابة دعائه ( صلي الله عليه وسلم )
( 1 ) وهذا نوع أخر من معجزات الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو استجابة دعائه ، ونقدم هنا بعض الحالات التي استجاب الله تعالي فيها دعائه
( صلي الله عليه وسلم ) ،....
فقد دعا ( صلي الله عليه وسلم ) ،لأنس بن مالك فقال له :
( اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته ... ) وأخرج أبن سعد عن أنس أنه قال: دعا النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، لي قائلاً:
( اللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره ..) فقد دفنت من صلبي مائة وأثنين ، وإن ثمرتي لتحمل في السنة مرتين ، ولقد بقيت حتى سئمت الحياة ، وفي الصحيح:
إن أنساً كان في الهجرة أبن تسع سنين ، وقد قال أبن قتيبة في ( المعارف ) :
كان بالبصرة ثلاث ما ماتوا حتى رأى كل واحد منهم من ولده مائة ولد لصلبه وهم:
( أ ) أبو بكرة ( ب ) وخليفة بن بدر
( ج ) وأنس بن مالك ( د ) المهلب بن أبي صفرة
وكانت وفاته سنة إحدى وتسعين فيما قيل ، وأمّا كثرة ولده ، فروى مسلم حيث قال أنس: فو الله إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي ليعّادون على نحو المائة اليوم وأرجو الدعوة الرابعة وهي ( المغفرة ) .
( 2 ) وأرسل ( صلي الله عليه وسلم ) ،إلي علي يوم خيبر ، وكان أرمد ، فتفل في عينه وقال:
( اللهم أذهب عنه الحر والبرد .. ) فقال علي:
فما وجدت حراً ولا برداً منذ ذلك اليوم ولا رمدت عيني ..
( 3 ) وقد دعا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لأبن عباس وقال له :
( اللهم فقهه في الدين ، اللهم أعط أبن عباس الحكمة وعلمه التأويل ) ، وفي رواية أُخرى : ( اللهم علمه الكتاب ) .
( 4 ) وقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، للنابغة الجعدي لمّا سمعه يقول:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له-----بوادر تحمى صفوه أن يكدرا
ولا خير في علم إذا لم يكن له-----حكيم إذا ما أراد الأمر أصدرا
قال له:
( لا يفضض الله فاك...) أي لا يسقط الله أسنانك ،
فأتى عليه أكثر من مائة سنة وما ذهب له سن ....
( 5 ) وحدث أن سقى عمر بن أبن أحطب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ماءً في قدح من قوارير ، فرأى فيه شعرة بيضاء فأخذها ، فقال له الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، اللهم جَمَلَّه )...
فبلغ ثلاث وتسعون سنة وما في لحيته ورأسه شعرة بيضاء .....
( 6 ) وقال ( صلي الله عليه وسلم ) لسعد أبن وقاص :
( اللهم أجب دعوته ) ، فكان سعد مجاب الدعاء .
( 7 ) وقال ( صلي الله عليه وسلم ) ،لأبن الحمق الخز اعي ، وقد سقاه:
( اللهم متعه بشبابه ) فمرت عليه ثمانون سنة ولم ير شعرة بيضاء .........
( 8 ) ولمّا تلا ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( والنَّجْم إِذّا هّوّى ..)
قال عتيبة بن أبي لهب :
كفرت برب النجم ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، :
( اللهم سلط عليه كلباً من كلابك ..) .
فخرج عتيبة مع أصحابه في عير إلي الشام ، حتى إذا كانوا بالشام زأر أسد ، فجعلت فرائصه ترتعد فقيل له : من أي شيء ترتعد..؟ فوالله ما نحن وأنت في هذا إلاّ سواء ، فقال: إن محمد دعا عليَّ ، ولا واله ما أظلت هذه السماء من ذي لهجة أصدق من محمد ، ثُمّ وضعوا العشاء ، فلم يدخل يديه فيه حتى جاء النوم ، فأحاطوا به وأحاطوا أنفسهم بمتاعهم ، ووسطوه بينهم وناموا ، فجاء الأسد يستنشق رؤوسهم رجلاً رجلاً حتى أنتهي إليه فمضغه مضغة فتمالك نفسه وقال :
ألم أقل لكم إن محمد اً أصدق الناس ، ومات .....
( 9 ) وعن أبي هريرة ( رضي الله عنه )
أنه سأل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن يدعوا لأنه أن يهديها الله ، فدعا لها ، فرجع أبو هريرة إلي البيت ، فوجد أمه تغتسل خلف الباب ، ففرح أبو هريرة وأحتضنها وبكي ، ثُمّ ذهب فأعلم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وسأله أن لهما أن يحببهما الله إلي عباده المؤمنين ، فدعا لهما ، فحصل ذلك ، قال أبو هريرة : فليس مؤمن ولا مؤمنة إلاّ وهو يحبنا......
( 10 ) وقد حدث أن بعث الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه إلي اليمن قاضياً فقال له:
يا رسول الله لا علم لي بالقضاء ...!!
فقال له: ( أدن مني .. ) فدنا منه وضرب بيده على صدره وقال له :
( اللهم أهد قلبه وثبت لسانه ..) .فقال علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) :
فو الله ما شككت في قضاء بين أثنين .......
( 11 ) من معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ،
نبع الماء من بين أصابعه الشريفة ( صلي الله عليه وسلم ) ،
قال القرطبي:
إن نبع الماء الطهور من بين أصابعه الشريفة ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو أشرف المياه ، فقد تكررت منه ( صلي الله عليه وسلم ) ، في عدة مواطن في مشاهد عظيمة ووردت من طرق كثيرة يفيد مجموعها العلم القطعي المستفاد منه
وقد نقل بعض العلماء ، بأن نبع الماء من بين أصابعه الشريفة ، أبلغ في المعجزة من نبع الماء من الحجر حيث ضربه موسى بالعصا فتفجرت منه المياه، لان خروج الماء الحجارة من الأمور المعهودة ، بخلاف خروج المياه من بين اللحم والدم، فقد روى أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) :
قال : رأيت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وحانت صلاة العصر ، وألتمس الناس الوضوء ، فلم يجدوه ، فأتى رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بوضوء فوضع يده في ذلك الإناء فأمر الناس أن يتوضئوا منه ..
فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه ، فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم ، حيت كانوا ثمانين رجلاً ، وفي لفظ له :
فجعل الماء ينبع من بين أصابعه وأطراف أصابعه ( صلي الله عليه وسلم ) ، حتى توضأ القوم : فقلنا لأنس كم كنتم ..؟ فقال:
ثلاثمائة . ( صلي الله عليه وسلم )
( 12 )ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ،
نبع الماء من بين أصابعه ، أيضاً في غزوة تبوك
وفي موقف آخر لنبع الماء في حديث عن أنس ( رضي الله عنه ) أخرجه البخاري ، أنه قال: كنت مع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، في غزوة تبوك ، فقال المسلمون :
يا رسول الله ، عطشت دوابنا وإبلنا ، فقال : ( هل من فضله ماء ... ؟ )
فجاء رجل في شن بشيء من ماء ، فقال له : ( هاتوا إناء ) ، فصب الماء ، ثُم وضع راحته ( كفه ) ( صلي الله عليه وسلم ) ، في الماء .. فقال أنس : فرأيتها تخلل عيوناً بين أصابعه ، فسقينا إبلنا ودوابنا وتزودنا ...
ثُمّ قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، :
( هل أكتفيتم ...؟ )فقالوا : نعم ، أكتفينا يا نبي الله ، فرفع يده ، فأرتفع الماء ...
( 13 ) من معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، نبع الماء في الحديبية
وعن جابر ( رضي الله عنه ) قال: عطش الناس يوم الحديبية
وكان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،
بين يديه ركوة يتوضأ منها ، وجهش الناس نحوه ، فقال: ( ما بكم ..؟ )
فقالوا:
يا رسول الله ، ما عندنا ماء نتوضأ به ولا نشربه إلاّ بين يديك ، فوضع يده الشريفة في الركوة ، فجعل الماء يفور من بين أصابعه ، كأمثال العيون ، فشربنا وتوضأنا ، فسألت وقلت: كم كنتم...؟
فقالوا لو كما مائة ألف لكفانا ،كنا خمسة عشرة مائة ( ألف وخمسمائة ) ، وفي نفس الغزوة ( غزوة الحديبية ) ، في حديث لميسور بن مخرمة
ومروان بن الحكم: أنهم نزلوا بأقصى الحديبية على ثمد
( مكان إجتماع الماء ) قليل الماء ،
فلم يلبث الناس حتى نزحوه وشكي إلي رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ، العطش ، فأنتزع سهماً من كنانته ، ثُمّ أمرهم أن يجعلوه فيه ، فو الله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه ،
( صلي الله عليه وسلم ) ،
( 14 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، إنقياد الشجر
له ( صلي الله عليه وسلم ) ،
ذات يوم أراد النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، أن يقضي حاجته ، فنظر فلم ير شيئاً يستتر به ، فإذا بشجرتين بشاطيء الوادي ، فأنطلق إلي أحدهما فأخذ بغصن من أغصانها وقال لها: ( أنقادى علىّ بإذن الله ) ، فأنقادت عليه كالبعير يمشي خلف قائده، ثُمّ فعل بالثانية ما فعل بالأولى حتى كان بالمنتصف، فقال لهما: ( التئما عليَّ بأذن الله ) ، فألتئمتا عليه ، فلما فرغ من قضاء حاجته أمرهما فعادت كل واحدة مكانها.....
وعن عبد الله بن عمر ( رضي الله عنهما ) قال:
كنا مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فدنا منه إعرابي فقال له :
( أين تريد ..؟ ) فقال الأعرابي: ذاهب إلي أهلي ، فقال النبي
( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( هل لك في خير من ذلك ..؟ ) فقال الأعرابي :
وما هو ..؟ فقال: ( تشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمد رسول الله ) فقال الأعرابي : ومن يشهد لك يا محمد ...؟ فقال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( هذه الشجرة التي بالشاطىء الوادي ، فأدعها فإنها تجيبك ، وقل لها : رسول الله يدعوك ) فذهب الأعرابي للشجرة فقال: رسول الله يدعوك ، فمالت الشجرة يميناً وشمالاً ومن أمامها ومن خلفها حتى تقطعت عروقها وأقبلت تخد الأرض خداً تجر عروقها حتى وقفت بين يدي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فقالت : السلام عليك يا رسول الله ، فردّ عليها السلام ، وأستشهد ها، فشهدت شهادة الحق وقالت : أشهد أن لاإله إلاّ الله وأشهد أنك رسول الله ، ثُمّ رجعت إلي مكانها ، فقال الأعرابي وأنا أشهد أن لاإله إلاّ الله وأنك رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) .....
( 15 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ،
تكثير الطعام في مواضع كثيرة
( 1 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، تكثير الطعام ببركته ودعائه ، فقد روى في ذلك عدة أحاديث منها،
عن جابر ( رضي الله عنه ) أنه قال ونحن في غزوة الخندق :
فانكفأت على أمراتي فقلت لها :
هل عندك شيء فإني رأيت بالنبي
( صلي الله عليه وسلم ) ،خصماً شديداً فأخرجت جراباً فيه صاع من شعير ولنا بُهيمة داجن ، فذبحتها وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة ، ثُمّ جئت النبي( صلي الله عليه وسلم ) ، فساورته ، فقلت : يا رسول الله ، ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعاً من الشعير ، فتعالي أنت ونفر معك ، فما كان من النبي
( صلي الله عليه وسلم ) ، أن صاح وقال:
( يا أهل الخندق إن جابر صنع لنا سؤراً ( وليمة ) فحي هلا بكم .. )
ثمّ قال لجابر :
( لاتنزلن برمتكم ، ولا تخبُزن عجينتكم حتى أجيء برجال ... ) ، فأخرجت له عجيناً فبصق فيه وباركه ثُمّ قال: ( أدع خابزة فلتخبز معك وأقدحي من برمتكم ولا تنزلوها ..) فدخلوا أصاحب الخندق حتى قارب عددهم قرابة ألف ، فلقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا ، وإن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو ،
( صلي الله عليه وسلم ) ،
( 2 ) وعن أنس ( رضي الله عنه ) قال:
قال أبو طلحة لأم سليم لقد سمعت صوت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ضعيفاً ، أعرف فيه الجوع ، فهل عندك شيء ..؟ فقالت : نعم ، فأخرجت أقراصاً من شعير ، ثُمّ أخرجت خماراً ، فلففت الخبز ببعضه ثُمّ دسسته تحت يدي ، ثُمّ أرسلتني إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فذهبت به إلي رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ،في المسجد ومعه الناس ، فسلمت عليه ، فقال لي :
( أرسلك أبو طلحة ..؟) ، فقلت: نعم ،فقال الطعام ..؟ ) فقلت:
نعم ، فقال لمن معه : ( قوموا.. ) ، فأنطلق وانطلقت بين أيديهم ، حتى جئت أبا طلحة فأخبرته ، فقال أبو طلحة : يا أُم سليم قد جاء رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ، بالناس وليس عندنا شيء نقدمه لهم ، فقالت: الله ورسوله أعلم ، فأنطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو في طريقه لبيت أبو طلحة ، فدخلوا للبيت ،
وقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لأم سليم :
( هلمي يا أُم سليم ما عندك ) ، فأتت بذلك الخبز ، فأمر به رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) ، ففُتت ، وعصرت عليه أُم سليم عكة فأدمته .
قال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ) ،لأبو طلحة :
( إئذن لعشرة )، فأذِن لهم ، فأكلوا حتى شبعوا ثُمّ خرجوا ، ثُمّ قال أِئذن لعشرة ) فدخلوا فأكلوا حتى شبعوا ،والقوم سبعون أو ثمانون رجلاً ......
( 3 ) وعن أبو هريرة ( رضي الله عنه ) :
لمّا كنا في غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة ،
فقال عمر ( رضي الله عنه ) :
يا رسول الله ، أدعهم بفضل ازو ادهم ، فجعل الرجل يجيء بكف ذرة ، ويجيء الأخر بكسرة حتى أجتمع على النطع شيء يسير ،
فدعا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، بالبركة ثُمّ قال:
( خذوا في أوعيتكم) ، فأخذوا في أوعيتهم ن حتى ما تركوا في المعسكر وعاء إلاّ ملؤوه ، فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضله ، فقال الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، :
( أشهد أن لا إله إلاّ الله وأني رسول الله ، لا يلقي بهما عبد غير شاك ، فيحجز عن الجنة ... ) ، ( صلي الله عليه وسلم ) ،( 4 ) وعن أبي العلاء سمرة بن جُندب أنه قال:
كنا مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، نتداول من قصعة من غدوة حتى الليل ن فيقوم عشرة ويقعد عشرة رجال ، فقلنا فما كانت تمد..؟ فقال:
( من أي شيء تعجب ، ما كانت تمد إلاّ من ها هنا .. )
وأشار بيده الشريفة إلي السماء ( صلي الله عليه وسلم ) ،
( 5 ) وعن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) أنه قال:
كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، عروساً بزينب ، فعمدت أمي أم سليم إلي تمر وسمن وأقط فصنعت حيساً ، فجعلته في تور ، فقالت : يا أنس ، أذهب بهذا الحيس إلي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقل له : بعثت أُمي بهذا إليك وهي تقرئك السلام ، فقال لي الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: ( ضعه ) ثُمّ قال :
( أذهب فأدع لي فلاناً وفلاناً ( مجموعة من الرجال ) وأدع لي من لقيت في الطريق ) ، فدعوت من سمي لي ودعيت أيضاً من لقيت في الطريق ، فرجعت فإذا بالبيت غاصاً بأهله ، فقد كان عددهم قرابة ثلاثمائة ،
فرأيت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قد وضع يده على تلك الحيسة وتكلم بما شاء الله ، ثُمّ جعل يدعوا الناس عشرة عشرة ، فيأكلون ويقول لهم :
( أذكروا أسم عليه وليأكل كل رجل مما يليه ) فأكلوا حتى شبعوا ، فخرجت طائفة بعد طائفة حتى الله أكلوا كلهم فقال لي الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، :
( أرفع يا أنس ) فرفعت ، فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت ..
( 16 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ،
تسبيح الحصي في يده الشريفة
عن أبي ذر ( رضي الله عنه ) أنه قال:
كنت جالساً بجوار النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، وحوله أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ( رضي الله عنهم ) ، وبين يديه سبع حصيّات ، فأخذهن النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ،في كفه ، فسبحن حتى سمعت لهن طنينا كطنين النحل ، ثُمّ وضعهن فخرسن ،
ثُمّ أخذهن أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، فسبحن في يديه، ثُمّ وضعهن فخرسن، ثُمّ أخذهن عمر بن الخطاب
( رضي الله عنه ) ، فسبحن ،
ثُمّ وضعهن فخرسن ، ثُمّ أخذهن عثمان بن عفان
( رضي الله عنه ) فسبحن ،
ثُمّ وضعهن فخرسن .
فقال النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، هذه خلافة النبوة .......!!!!
( 17 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ،حنين الجذع له
وعن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) أنه قال:
كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، يسند ظهره إلي جذع منصوب في المسجد ، يخطب الناس عليه ( كالمنبر ) ، فجاءه رومي فقال له :
سأصنع لك شيئاً تقعد عليه كأنك قائماً، فصنع له منبراً له درجتان ويقعد على الثالثة ، فلما قعد الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ، على المنبر ،
أنّا وجأر ( صدر منه صوت كخوار الثور ) ، حتى أرتج المسجد لجؤاره حزناً على رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فنزل إليه من على المنبر ، وأقترب منه والتزمه ، فسكت الجذع ، ثُمّ قال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،:
( والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا حتى تقوم الساعة حزناً على رسول الله) فأمر به الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فدفن ....
( 18 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم ) ، التزام الجبل لأمره عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) أنه قال:
صعد النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وأبو بكر وعمر وعثمان
( رضي الله عنهم ) ، قمة جبل أُحد ، فرجف بهم ( أهتز ) ، فضربه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، برجله وقال له :
( أثبُت أُحُد فإنما عليك نبي وصدَّيق وشهيدان ... ) .
وقال المفسرون أن رجفة الجبل هذه ، أنما هي رجفة طرب وأُنس بعمالقة الدنيا والآخرة ، لهذا نص كلام الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) ،
على وجود نبي وصدَّيق وشهيدان ( الصدَّيق هو أبو بكر ،
والشهيدان هما عمر بن الخطاب وعثمان بن عفّان ) .
لأنه سيتم إغتيالهما قتلاً ، وهذه أحدي تنبؤاته ( صلي الله عليه وسلم ) .......
( 19 ) ومن معجزاته
( صلي الله عليه وسلم ) ، شكاية الجمل له
عن بعبد اله بن جعفر ( رضي الله عنهما ) أنه قال:
أردفني رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ذات يوم خلفه ، فأسرّ إليَّ حديثاً لا أُحدث به أحداً من الناس ، وقد أراد أن يقضي حاجته ، فذهب ليستتر بهدف أو حائش نخل ، فدخل حائط رجل من الأنصار ، فإذا جمل ،
فلمّا رأى النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، حنَّ فذرفت عيناه ، فأتاه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فمسح وجهه ، فسكن الجمل ثُمّ قال:
( من رب هذا الجمل ...؟) .
فجاء فتي من الأنصار فقال : هذا لي يا رسول الله ، فقال له :
( ألا تتقي الله في يهذه البهيمة التي ملكك الله إياها ، فأنه شكا إليَّ أنّك تجيعه وتتعبه في العمل ) ..
( صلي الله عليه وسلم ) ،
( 20 ) ومن معجزاته
( صلي الله عليه وسلم ) كلام الذئب بشهادته له
( صلي الله عليه وسلم ) ،
قال الأمام أحمد :
حدثنا يزيد بن القاسم بن الفضل الحداني عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أنه قال: عدا ( هجم ) الذئب على شاة فأخذها ، فطلبه الراعي ، فأنتزعها منه ، فأقعي الذئب على ذنبه وقال بلسان عربي قويم :
ألا تتقي الله ، تنزع مني رزقاً ساقه الله لي ...؟ فقال له الراعي :
يا عجبي ، ذئب يكلمني كلام الأنس ..!! فقال الذئب :
ألا أخبرك بأعجب من ذلك ..؟ محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق ...فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فركن أغنامه في زاوية من زواياها ، ثُمّ أتي النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأخبره ، فأمر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فنودي :
الصلاة جامعة ، ثُمّ خرج وقال للراعي : ( أخبرهم ) ، فأخبرهم ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، :
( صدق والذي نفسي بيده ، لا تقوم الساعة حتى يكلَّم السباع الأنس ، ويكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده ...)
( 21 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم )
سجود العنزة له
عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) أنه قال:
مرّ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ومعه أبو بكر الصديق
( رضي الله عنه ) ودخل حائطاً لأنصار ، وكانت بالحائط ، عنز ،
فلمّا رأت الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، سجدت له ،
فقال أبو بكر ( رضي الله عنه ):
يا رسول الله ، كنا نحن أحق بالسجود لك من هذه العنزة ، فقال:
( لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها )
( 22 ) ومن معجزاته
( صلي الله عليه وسلم )
( الضب ) يكلمه ( صلي الله عليه وسلم )
وقد حدث ، أن جاء رجل إعرابي من بن سليم ماراً في مكة وكان قد أصطاد ضباً ، وجعله في كمّه ، ليذهب به ليأكله ، فلمّا رأى جماعة متزاحمين على رجل ، أستغرب منهم ذلك الزحام وسألهم : من هذا ...؟ ، فقالوا له:
النبي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ،فأراد أن يوجه كلامه ألاذع وشتائمه للرسول الكريم مباشرتاً ، فشق الناس ،
فلمّا وصل للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قال له :
واللات والعُزى ما أحد لأبغض إليَّ منك ، ولوا يسميني قومي عجولاً ، لقتلتك ، فقال عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) بعد أن أحس بأن هذا الرجل قد تطاول على ذات الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،: دعني أقتله : فقال له :
( لا يا عمر أما تعالم أن الحليم كاد أن يكون رسولاً، ثُمّ ألتفت للأعرابي وقال له : ( ما حملك على قول ذلك ..؟ ) فقال الأعرابي :
واللات والعُزى ما أُمن بك ، حتى يؤمن بك هذا الضب ، ثُمّ أخرجه من كمّهُ ،وكان يعتقد بأن هذا التحدي سينجح بينه ويكون هو الرابح ،
لأنه يعلم بأن الضب لا يمكن أن يتكلم ، وبالتالي سيكون الفوز له ، فأخذته العَزة بالكفر والتحدي من هنا ، قبِل الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
هذا التحدي ، فوجه الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، كلامه مباشرتاً للضب وهو على ثقة بأن الضب يسمعه وسيرد على ما يريده ، وهذا يأتي من ثقته بالله سبحانه وتعالي
قائلاً له :
( يا ضب ..!!) فأجابه الضب بلسان عربي فصيح فهمه كل من كان حاضراً :
نعم لبيك وسعديك يا زين من يوافي يوم القيامة ،
فسأله الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) :
( من تعبد ...؟) .
فقال له : أعبد الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه ، وفي الجنة رحمته وفي النار عقابه ، قد أفلح من قال أنك خاتم النبيين وسيد المرسلين ، وقد خاب من كذبك ...! فلمّا سمع الأعرابي كلام الضب ، قال: لأتبع أثره بعد حين ، والله لقد جئتك وما على الأرض أحداً أبغض إليّ منك ، وإنك اليوم أحب إليَّ من نفسي ومن ولدي وإني أحبكم بداخلي وخارجي وسري وعلانيتي ، وأشهد أن لا إله الاّ الله وإنك محمد رسول الله ، فقال الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، :
( الحمد اله الذي هداك بي وإن هذا الدين لعلو ولا يُعلى عليه ) ، فرجع الأعرابي إلي قومه وأخبرهم بالقصة ، وكان هذا الأعرابي من بني سليم .
فأتي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم) ، بألف إنسان مؤمنين بالله وبالرسول ، ولم يؤمن من العرب الف رجل في وقت واحد غيرهم ....
فسبحان الله . ( صلي الله عليه وسلم ) ،
( 23 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم )
انفلاق السدرة إلي نصفين
ففي غزوة الطائف ، مرّ الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، على كثيف من الطلح ، فمشي وهو بين النوم اليقظة ، فأعترضته سدرة ، فأنفرجت إلي نصفين ، فمرّ بين نصفيها ، وبقيت السدرة منفرجة على ساقين ، فترة من الزمن .
وكانت معروفة بذلك في مكانها ، يتبرك بكها كل مار ويسمونها سدرة النبي ....
حتى جاء زمن خلافة الفاروق عمر بن الخطاب
( رضي الله عنه ) ، فعلِم أن ألناس ‘ اتخذوا هذه السدرة ، مكاناً يتبركون فيه عليها ، فيأتونها قاصدين لذلك ، فخاف الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، من أن تُفتن الناس ،
فأمر بقلعها إزالة أثرها ، لكي لا يكون هناك شيء يوازي محبة الله والرسول ( ضلي الله لعيه وسلم ) ...
وكان هذا الحرص الشديد على الإسلام والمسلمين ولمحافظة على اعتقادهم ، من هنا تأتي عظمة هذا الخليفة ، وعظمة التربية المحمدية لهذا الرجل ، ليكون خليفة لتدبير شئون المسلمين المادية ، ومساعدتهم في التمسك بأهداب الدين الإسلامي والمحافظة عليه وترك كل الشبهات
والفِتن المحيطة به ......
وقال على بن أبي طالب:
ما مرّ الرسول على شجر ولا صخر ، إلاّ سلمَّ عليه وقال:
السلام عليك يا رسول الله ....
( 24 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم )
مشي الشجرة إليهقال علي بن طالب ( رضي الله عنه ) :
خطب الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
يوماً خطبته المعروفة
( بالناصعة ) وحينما انتهى منها جاءه رجال من قريش ،
فقالوا له :
يا محمد إنك أدعيت عظيماً ، لم يدعه أباءؤك ولا أحد من أهل بيتك ، ونحن نسألك أمراً إن أجبتنا عليه وأريتناه ، علمنا بأنك رسول ونبي وإن لم تفعل علمنا إنك رسول ونبي وإن لم تفعل علمنا بأنك ساحر وكذاب ، فقال لهم :
( وما تسألون )، فقالوا : تدعوا لنا هذه الشجرة حتى تقتلع من جذورها وتقف بين يديك ، فقال لهم :
( أن الله على كل شيء قدير ، وإن فعل لكم ما تريدون ، أتؤمنون وتشهدون شهادة الحق..؟ فقالوا: نعم ،فقال لهم :
( فإني سأُريكم ما تطلبون ، وإني لأعلم أنكم لا تُفيئون لي خير وإن منكم من يُطرح في القليب ومن يحزب الأحزاب ، ثُمّ قال:
( يا أيها الشجرة إن كنت تؤمنين بالله وباليوم الآخر ، وتعلمين إني رسول الله ، فأقلعي بعروقك حتى تقفي بي يدي بأذن الله ) ..
فقال علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) :
والذي نفسي بيده لانقلعت بعروقها وجاءت ولها دوي شديد وقصف كأجنحة الطير ، حتى وقفت بين يدي رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ، وألقت ببعضها عليه ، وقد كنت على يمينه ، فلمّا نظر القوم ذلك استكبروا وقالوا :
مُرها أن ترجع ويأتيك نصفها ويبقي نصفها الآخر ،
فأمرها ففعلت ، فقالوا له :
مُر النصف الأعلى أن يذهب ويبقى النصف الأسفل ، ففعل ....
فقلت ( والحديث مستمر من علي بن أبي طالب ) :
أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،وأنا أول من أُقر بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تعالي
وتصديقاً لنبوة نبيه الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) .....
( 25 ) ومن معجزاته ( صلي الله عليه وسلم )
إبراء ذوي العاهات ، وشهادة الأطفال له
( صلي الله عليه وسلم )
( 1 ) أُصيب سلمة يوم خيبر بضربة في ساقه ،
فنفث فيها رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ثلاث نفثات ، فما أشتكاها قط...... ( صلي الله عليه وسلم ) ،
( رواه البخاري )
( 2 ) عن أبن عباس ( رضي الله عنهما ) أنه قال:
إن امرأة جاءت بأبن لها إلي النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وقالت له :
يا رسول الله إن أبني به جنون ، وإنه ليأخذه عند غدائنا وعشائنا ، فمسح الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم )
،صدره ، فثغ ( أي قاء ) ثغة وخرج من جوفه شيء مثل الجرو الأسود يسعى .....
( 3 ) أصيبت يوم أُحد عين أبا قتادة بن النعمان ، حتى وقعت على وجنته ، فأتى بها إلي الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، وقال له :
يا رسول الله ، إن لي إمرأة أحبها واخشي إن رأتني تقذرني ، فأخذها رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ، بيده وأرجعها إلي موضعها وقال:
( بسم الله ، اللهم أكسه جمالاً ... ) ...
فكانت بحمد الله أحسن عينيه وأحدَّهما نظراً وكانت لا ترمد إذا رمدت الأخرة ...
( صلي الله عليه وسلم ) ..
( 4 ) وعن أبن عباس أنه قال:
أُتي بصبي للنبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهذا الصبي قد شبَّ ولم يتكلم قط ، فبادر الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، ذلك الصبي بسؤال قائلاً له:
( من أنا....؟ ) فنطق الصبي وقال:
أنت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، .... ( رواه البيهقي ) .
( 5 ) وروي مسلم في صحيحه عن معاوية بن الحكم أنه كانت له جارية ترعي غنمه ، فتعدى ( هجم ) الذب على أحداها فأكله ، فصكها ( ضربها ) على وجهها ..
ثُمّ ندم على ذلك وأراد أن يُكّفَّر عن ذنبه بأن يعتقها ،
فأتي للنبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، فأمره أن يأتي بها ليختبر إيمانها ، فأتى بها فسألها :
( أين الله..؟ ) فقالت : في السماء ، فقال لها :
( من أنا...؟ ) فقالت أنت رسول الله ، فقال له :
( أعتقها فإنها مؤمن)
( 6 ) وعن معرض بن معيقب اليماني أنه قال:
حججت حجة الوداع ، فدخلت داراً بمكة فرأيت فيها رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ،ورأيت منه عجباً ، حيث جاء رجل من أهل اليمامة بغلام يوم مولد .
فقال له رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : ،
( من أنا يا غلام ..؟ ) فقال: أنت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،فقال له :
( صدقت بارك الله فيك ) ثُمّ أن الغلام لم يتكلم به ذلك حتى شبّ .
فكنا نسميه ( مبارك اليمامة ....)
أمّا فيما خصّهُ الله تعالي به من معجزات
وشرفّهُ به على سائر الأنبياء من الكرامات والآيات البينات
ففي تحت هذا العنوان ذكر الأمام القسطلاني :
كيف أن رسول الله محمداً ( صلي الله عليه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى



عدد المساهمات : 1016
تاريخ التسجيل : 29/12/2012

سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم    سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء يناير 01, 2013 6:00 pm

الاخوة الاعزاء

وتقبل الله وكافة اعمالنا الصالحة
نستكمل اليوم الفصل الاخير وخاتمة سيرته

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي رسول الله

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي اشرف خلق الله اجمعين
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .
* عدد حروف القرآن حرفاً حرفاً .
* وعدد كل حرفاً ألفاً ألفاً .
* وعدد صفوف الملائكة صفاً صفاً .
* وعدد كل صفاً ألفاً ألفاً .
* وعدد الرمال ذرةٍ ذرة .
* وعدد كل ذرةٍ ألف ألف مرة .
* عدد ما أحاط به علمك وجرى به قلمك ونفذ فيه حكمك في برِكْ وبحرك وسائر خلقك .
* عدد ما أحاط به علمك القديم من الواجب والجائز والمستحيل .
* اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد مثل ذلك وأكثر .........
وبعد
فبعد أن منَّ الله علىّ بانتهاء السيرة المختصرة للحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، وكانت نهاية السيرة ، بانتهاء حياته ( صلي الله عليه وسلم ) .
لأنه في رأيي لا يصلح الخبر من دون شاهد عليه ، والشاهد في سيرته ( صلي الله عليه وسلم ) ، هو وجوده في الأحداث ، وتفاعله معها ، والتأثير فيها واشتقاق الدروس والعِبر منها ، لأن وسيلتنا في إتباع أثره ( صلي الله عليه وسلم ) ، يكمن في مراقبته هو وأصحابه الكرام
( رضوان الله تعالي عليهم أجمعين ) ، وبالتالي تكمن جمال سيرته العطرة من تسلسل الأحداث التي كان هو ( صلي الله عليه وسلم ) ، شاهد عليها .
وأُحب أن اُأكد مرة أخرى بأني لم أقُم حتى بالتفكير بمحاولة تأليف سيرة أخرى ، وذلك للأسباب التالية أهمها:
( 1 ) بأني لست ممن عندهم القُدرة الثقافية ولا العلمية ولا الأكاديمية التخصصية ، للدخول في هذا المجال ،
( 2 ) إن مكتباتنا العربية الإسلامية ، تزخر بشتى الكُتب المُختصة في التجوال والبحث في السيرة النبوية الشريفة ، وبالتالي لا ضرورة مُلحة للقيام بتأليف أو إضافة للذي قرأناه ، من أُمهات الكتب المُختصة بالسيرة ، سوى أن نبحث بين السطور لنُظهر في ما كان غائباً سوى عن قصد أو عن غير قصد ، ليكون مُدعماً لما جاء في صِحاح السير ، وليرينا ما غفل عنه ، المحدثون في هذا العصر ، خدمتاً لمصالحهم الدنيوية ، وإخفاء ما وجب أن يظهر
( 3 ) لأن الذي يكتب في السيرة مرة أُخرى ، وهذا رأي البسيط ، إمّا أن يكتبها كما وردت في كُتب السيرة المعتمدة ، مثل سيرة أبن هشام ، وسيرة أبن إسحاق ، وسيرة أبو الفداء ، وبعض السير الأخرى الصحيحة ، وذلك لتعُم الفوائد أكثر ، فهذا جيد ومطلوب ، وإمّا أن يكتبها على هوى من نفسه ، وذلك ليضيف أليها ما لم يكن فيها ، من إسقاط وتحريف ، ومحاولة للدس وإيهام الناس ، وتشجيعهم بالطعن في الصحابة الكرام وتشويه سمعتهم أو بتشويه بعض الأحداث ، ليخدم بها نفوس مريضة لتكون سند لهم وحُجة لهم لمحاربة النصوص الشرعية ، وللتقليل من الأحداث التي جرت في زمنه ( صلي الله عليه وسلم ). .
لهذه الأسباب التي ذكرتها ، تجعلني في حِل ممن يقول بأني قد وضعت سيرة أُخرى
أمّا ما عملته فقد كان محاولة بسيطة ، لتيسير الولوج في السيرة النبوية الشريفة ، التي كتبها وجمعها رواد السيرة العِظام ، وعوضاً عن وجودها في أكثر من كتاب ، ووجود التفاصيل البسيطة في كتاب ، ودراسة بعض معجزاته ، في كتاب أخر ....
رأيت أن أجعل المباح ميسراً في أبسط صورة .
فجمعت ما استطعت من رواد السيرة النبوية الشريف ، ومن بعض علمائنا الأفاضل ، في بعض دراساتهم التاريخية واللغوية ، وبعض الأمور المهمة والأحداث التي ذُكرت في كتاب وأُهملت أو سقطت عن قصد أو عن غير قصد ، في كتاب آخر والتي يبحث عنها القارىء المسلم والباحث البسيط ، وليس الدارس الأكاديمي ، والتي وضعتها في هذا الكتاب ، والذي أتمني من الله تعالي أن يبارك لي فيه وفي من يقرأه ، والغاية هنا أن تعُم الفائدة بأذن الله تعالي ، لأن في هذا العصر ، السريع المتطور ، وجب البحث عن وسيلة سريعة وميسرة لتوصيل المعلومة أو الفِكرة ،في كتاب واحد وبأسلوب مُبسط وسلس ، فيجد القارىء كل ما يحتاجه تقريباً ، من غير أن يغوص في أُمهات الكتب العظيمة ليتصفحها ، محاولاً الإمساك بمعلومة لا تتعدى بضع سطور .....

وأنا متأكد إن شاء الله ، من أن الأحاطة بالأحداث العظيمة التي مرّتْ في حياته( صلي الله عليه وسلم ) ، مع الأحاطة أيضا بأمورهً وسلوكه وشخصيته ، يكون حافزاً قوياً آخر على التشبث بحب هذا النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) وعدم ترك الأقلام المأجورة ، تسرح وتمرح وتكتب بمداد من حِقد وكُره لهذا الدين القويم ، فرصة ، ليستمتعوا بما أملت عليهم عقولهم المريضة ، والتلذذ بما أوحى لهم الشيطان من إقناعهم بأن العِلم لا يقف عند حد معين ، وأنه ليس هناك خطوط حمراء لا يجب الدخول فيها أو مناقشتها أو الاحتكام إليها ، فكل شيء مُباح الكلام فيه ، حتى الذات الإلهية ( أستغفر الله العظيم ) والذات المحمدية..
ولكن لثقتنا بالله تعالي ، بأنه الخالق الواحد القهار ، وثقتنا بأنه أرسل النبي المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ،نبياً وهادياً ومُبشراً ونذيراً وداعياً إلي الله وسِراجاً منيراً، نعلم بأن الله لا يترك نبيه الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، لمثل هؤلاء المَرَدة الشياطين وأعوانهم
فقد حمى نبيه ، عندما كان حياً يستطيع الدفاع عن نفسه ، حتى بالسيف ، فكيف به الآن وهو ميت ،
وما طعن أحد في نبي الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،
إلاّ قَسَمَ اللهُ له ظهره وأذلَهُ وجعله من الصاغرين ...
ففي قول للكاتب الكبير خالد محمد خالد
( صاحب كتاب رجال حول الرسول )
وهو يتحدث عن مناقب الحبيب المصطفي
( صلي الله عليه وسلم ) ، وعن حياته وعن سلوكه الشريف مع نفسه ومعي أصحابه ، فكانت له هذه الكلمات الرائعة والتي وردت في كتابه المذكور حيث قال :
فهذه هي حياة الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، واضحة ومقروءة ، فكل رُؤاه ... وكل خُطاه ...
وكل كلماته ...
وكل حركاته ...
بل وكل أحلامه وأمانيه وخواطر نفسه ، كانت من أول يوم أهَلّ فيه على الدنيا ...
هي حقاً للناس أجمعين ...
لكأن الله تعالي أراد هذا ، ليقول للناس :
هذا رسولي إليكم ، وسيلته وحُجته المنطق والعقل ... وهذه هي حياته كلها مذ كان جنيناً ، فبكل ما معكم من المنطق والعقل ، افحصوها وحاكموها ، وعندما تنتهون ، أسألكم ...
هل ترون فيها شٌبهة ...؟
هل تبصرون فيها زيفاً ...؟
هل كذَب مرة ...؟
هل خان مرة ...؟
هل هبط مرة ....؟
هل ظلم إنساناً ...؟
هل كشف عورة ....؟
هل خَفَر ذِمة ....؟
هل قطع رحماً ....؟
هل أهمل تَبِعة ....؟
هل تخلي عن مرؤءة ....؟
هل شتم أحداً ....؟
هل أستقبل صنماً .....؟
فابحثوا جيداً وافحصوا تماماً ، فليس على طور من أطوار حياته سِتر أو حجاب ، فكل شيء واضح وجلي .فإذا كانت حياته كما ترون وكما تبصرون نقاء ، وصِدقاً وعظمة ، أيستسيغ العقل والمنطق ، أن يعرف الكذب عند سن الأربعين ، رجل هذه حياته .....؟!!!!
فالإجابة على هذا التساؤل هى : لا ....و ألف ...لا .....
لأن الحس والبداهة والعقل والمنطق يقولون : لا يمكن أن نصِف رجلاً بالكذب ، وقد كانت حياته من المهد حتى سن الأربعين مليئة بالصدق والطُهر والنقاء والأتزان الخُلقي والأخلاقي ......
فهذا هو المنطق السائد بين المؤمنين الأوائل إلي رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ، المهاجرين منهم .... والذين آوَوْا ونصروا ... فقد كان منطقاً حاسماً وسريعاً ، ليس للتردد ولا للتلكؤ معه سبيل ، فإنسان له كل هذه الحياة المضيئة الطاهرة ، لا يمكن أن يكذب على الله ..... وبهذه البصيرة النافذة ، رأى أولئك المؤمنين نور الله فأتبعوه ...
* ولسوف يحمدون بصيرتهم هذه ، عندما يرون فيما بعد أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، ينصره ربه ، وتدين له الجزيرة كلها ، ويتفتح عليهم من أبواب الرزق والغنائم ، ما لم يكونوا يحتسبون ... فإذا هو هو ، لا يزداد إلاّ زُهداً ، وتقشفاً ، وورعاً ، حتى يلقى ربه حين يلقاه ، وهو نائم فوق حصيرة ، تترك أعوادها انطباعاتها الضاغطة ، على جنبه الشريف ...!!
* وحين يرونه ، وهو الرسول الذي تملأ راياته الأفق ، عزيزة مظفرة ، وهو يصعد على المنبر ويستقبل الناس باكياً وهو يقول :
( ... من كنتُ جلدتُ له ظهراً ، فهذا ظهري فَلْيَقْتَدْ منه ... ومن كنت ُ أخذت له مالاً ، فهذا مالي فليأخذ منه ) .....
* وحين يرونه ، وعمه العباس يسأله أن يوليه عملاً من تلك الأعمال التي ظفر بها كثير من المسلمين العاديين ، فيصرفه في رِفق قائلاً له :
( إنّا والله يا عَمَّ لا نولي هذا الأمر أحداً يسأله ، أو أحداً يحرص عليه ) ......!!!!
* وحين يرونه لا يشارك الناس ما ينزل بهم من خَصاصة فحسب ، بل يضع لنفسه ولأهل بيته مبدأ لا يحيدون عنه ، وهو :
( أن يكونوا أول من يجوع إذا جاع الناس ، وآخر من يشبع إذا شبع الناس ..... ).!!! فهذا الأمر وبهذه الشواهد ، سيزداد المؤمنون الأوائل حمداً لبصيرتهم التي أحسنت رؤية الأمور في إقبالها ، بعد أن يزدادوا حمداً وشكراً لله ، الذي هداهم للإيمان ...
* وسيرون أن الحياة التي كانت خير برهان على صدق صاحبها ، حين قال له :
( إني رسول الله إليكم .... ) .
فقد كانت عظيمة حقاً ، وكانت بعظمتها وطهرها خير برهان على صدق المعلم العظيم والرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، فإن مستواها من العظمة والتفوق لم يهبط لحظة ولم يتعثر ، بل ظلّ كما هو من المهد إلي اللحد .....
وعبر حياته المجيدة ، التي بلغت قمتها ، تبين كضوء النهار أن صاحب هذه الحياة وهذه الرسالة العظيمة الخالدة ، لم يكن يسعى إلي جاه ، ولا مال ، ولا سيادة ، فحين جاءته كل هذه الأمور معقودة بألويتها الظافرة ، رفضها جميعاً ... وعاش حياته حتى اللحظة الأخيرة ، الأواب المتبتل لله سبحانه وتعالي ......
فلم تتخلف نفسه عن أغراض حياته العظمى قيد شعرة ... ولم يخلف موعده مع الله في عبادة ولا في جهاد ....
* فلا يكاد النصف الأخير من الليل يبدأ حتى ينهض قائماً ، فيتوضأ ويظل كما أعتاد أبداً يناجي ربه ويبكي ... ويصلي ويبكي ...
* تراكمت الأموال بين يديه ، فلم يتغير ، ولم يأخذ منها إلاّ مثلما يأخذ أقل المسلمين شأناً وأكثرهم فقراً ....
ثُم مات ( صلي الله عليه وسلم ) ، ودرعه مرهونة ...!!!
* دانت البلاد كلها لدعوته ، ووقف أكثر الملوك الأرض أمام رسائله التي دعاهم بها إلي الإسلام ، وجِلين ضارعين ... فما استطاعت ذَرّة من زهو أو كِبر ، أن تمر به ولو على بُعد فراسخ ...!!! وحين رأى بعض القادمين عليه يهابونه في اضطراب ووَجَل فقال لهم :
( هونوا عليكم ، إن أُمي كانت تأكل القَديد بمكة ..... ) ..!!!
* ألقي كل أعداء دينه السلاح ، ومدوا إليه أعناقهم ، ليحكم فيها بما يرى ، بينما عشرة الآف سيف تتوهج يوم الفتح فوق رُبا مكة في أيدي المسلمين المنتصرين الفاتحين ، فلم يزد على أن قال لهم :
( أذهبوا ، فأنتم الطُلقاء ) ......!!
* حتى حقه في رؤية النصر الذي أفني في سبيله ، حياته ، حرم نفسه منه ، فقد سار في موكب نصره يوم الفتح ، حانياً رأسه ، حتى تعذر على الناس رؤية وجهه ، مردداً بينه وبين نفسه ، ابتهالات الشكر المُبللة بدمعه ... رافعاً أياها في حياء إلي ربه العلي الكبير ... حتى وصل إلي الكعبة ، وواجه الأصنام في زحامها ، فأعمل فيها معوله وهو يقول :
( جاء الحقُّ وزَهق الباطلُ إنّ الباطلَ كان زَهُوقاً ..... ) .!
أبقي ثمة ريب في رسالته ...؟
إنسان ينذر حياته لدعوة ، ليس له فيها أي مغنم شخصي من ثراء ، أو منصب ، أو جاه ، أو نفوذ ...
حتى الخلود التاريخي لشخصه لم يكن في حسابه ، لأنه يؤمن إلاّ بخلوده عند الله . وإنسان يقضي حياته من الطفولة إلي الأربعين في طُهر كامل وتأمل ...
ثُمّ يقضيها من الأربعين إلي منتهاها في عبادة وهداية وجهاد ونضال ، وتفتح له الدنيا ، فيركل كل أمجادها الباطلة ، ويضل لائذاً بمسلكه وعبادته ورسالته ، أمن العدل أن يُكذب ويُتهم بالكذب ...؟
فليس من المنطق الرشيد ولا العقل السديد ، أمن يكذب على الله ، إنسان هذه حياته من البدء إلي الختام ، فالمؤمنون الأوائل الذين سارعوا إليه ،
كان ( صلي الله عليه وسلم ) ، معهم ، بعد أن هداهم الله وعرفوا الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قبل رسالته ، كما عرفوه وعاشروه ، وبعد رسالته ، فتلك السنوات الأولي من بعثته
( صلي الله عليه وسلم ) ...
قلمّا نجد لهذه السنوات ، في تاريخ الثبات والصدق والعظمة نظيراً ...!!
تلك السنوات ، كانت فاتحة الكتاب الحي ... كتاب حياته وبطولاته .. بل كانت قبل سواها وأكثر من سواها مهد معجزاته ...!!
هناك عبر تلك السنوات ، التي مرّت على الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو وحيد أعزل ، قد غادر كل ما كان فيه من راحة وأمن واستقرار ،وخرج على الناس بما لا يألفون ، بل وبما يكرهون ...
ولقد كان الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بطل هذا الموقف ، وأستاذه العظيم .. فلقد كانت عبادة الأصنام ، هي العبادة المألوفة وشعائرها هي الدين في حد ذاتها ….
فلقد كان في استطاعته وفي وسعه ومن حقه أيضاً ، أن يمهد لعزل المجتمع عن آلهته ، التي يتوارث عبادتها عبر مئات السنين ، فيبدأ بحركة تطويق والتفاف ، ولا يأتيها مباشرتاً خوفاً من المواجهة المباشرة ، التي يعلم أنها ستحرك ضده من أول لحظة ، كل ما معهم من سلاح ... ولكنه لم يفعل ذلك ...
وهذه آية أنه رسول من عند الله سبحانه وتعالي ، سمع صوت السماء داخل قلبه يقول له :
قُم ، فقام وبلّغ ، فبلغَ .... من غير هروب ...!!! فلقد واجههم من اللحظة الأولي بجوهر الرسالة ولُب القضية :
( أيها الناس ، إني رسول الله إليكم ، لتعبدوه ، ولا تشركوا به شيئاً ..... وإن هذه الأصنام هي لغو باطل ، لا تملك لك مضراً ولا نفعاً ...).
فواجههم الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، من أول لحظة ، بهذه الكلمات المبينة ، فأدي ذلك لمواجهة المعركة القاسية التي سيكتب عليه أن يخوضها حتى يغادر الحياة.!! فأي ضمير حي ، لا يحركه هذا المشهد الفذ الفريد ...؟
مشهد رجل لم يعرفه الناس ، إلاّ بكامل العقل ، وكامل الخُلق ، يقف وحيداً ، يواجه قومه بدعوة تتصدق من هول وقعها الجبال وتخرج الكلمات من فؤاده وفمه صادعة رائعة ، كأنما احتشدت فيها كل قوى المستقبل ومشيئته وتصميمه ... كأنها قدر يذيع بيانه ...!!
أم ثباته على الحق وصموده مع الرسالة ، وصبره على الهول في سبيل الله ، لا في سبيل نفسه ، كان ذلك حرياً أن يبهر العقول الذكية ... ويوقظ العقول الحيّة ، فتتبع النور الذي يناديها ، وتتسارع إلي الأمين الصادق الذي جاء يطهرها ، ويهديها ، إنه سمو لا يقدر عليه إلاّ أُولو العزم من المرسلين والمختارين ....!!!!
إن الإنسان والرسول ، ....
التقيا في محمد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، لقاءً وثيقاً باهراً ، وإن الله سبحانه وتعالي الذي يعلم أين يجعل رسالته ، قد أختار لها إنساناً ، يزكيه أقصي ما تطمع البشرية في إدراكه من رِفعة وسمو وأمانة .....
فلقد سمعه الناس ورأوه يزجرهم عن كل مبالغة في تعظيم شخصية الكريم ، بل وعمّا هو دون المبالغة بكثير وكثير ....
حيث يقول لهم ، حين يقدم عليهم وهم جلوس فيحاولون الوقوف له تحيتاً له فيقول لهم :
( لا تقوموا كما تقوم الأعاجم ، يعظّمْ بعضهم بعضاً )....
وتأتي ظاهرة الكسوف بالشمس يوم وفاة ابنه الحبيب
( إبراهيم ) ، فيتحدث المسلمون بأنها كُسفت حزناً على وفاة إبراهيم ، فيسارع الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ، إلي تفنيد ذلك الادعاء ودحضه ، قبل أن يتحول إلي أسطورة ، ويقف في المسلمين خطيباً ويقول:
( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ) ....
هذا هو الأمين حتى علي عقول الناس وتفكيرهم ، وقيامه بحق هذه الأمانة ، خير قيام ، ولقد كان عبيه الصلاة والسلام يعلم علم اليقين ، أنه جاء الحياة الإنسانية ليغيرها ، وأنه ليس رسولاً لقريش وحدها ، ولا إلي العرب وحدهم ...
بل رسول الله إلي الناس كافة ، وقد فتح الله سبحانة وتعالي ، بصيرته على المدى البعيد الذي سيبلغه دعوته ، وتخفق عنده رايته ، حيث رأى رأيَ اليقين مستقبل الدين الذي بَشَر به ، والخلود الحي الذي سيكون له ، إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها ، رغم ذلك كله لم ير في نفسه ، ولا في دينه ولا في نجاحه الذي لن تشهد الأرض ومن عليها ... إلاّ لبِنة في بناء ...!!
حيث وقف هذا الإنسان العظيم ، يعلن هذا في أوضح بيان فيقول
( مثلي ومثل الأنبياء قبلي ، كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة في زاوية من زواياه ، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ، ويقولون :
هلاّ وُضعت هذه اللَّبنة ..؟ فأنا تلك الّلبنة ، وأنا خاتم النبيين ) .....!!!!!
كل هذه الحياة التى عاشها .. كل جهاده وبطولاته .... كل عظمته وطُهره .... كل هذا الفوز الذي حققه دينه في حياته ، والفوز الذي كان يعلم أنه سيبلغه بعد مماته ... كل ذلك وليس إلاّ لبِنة ....!!!
لبِنة واحدة في بناء شاهق عريق ... وهو الذي يعلن هذا ويقوله ، ويصر على توكيده ...!!!
ثُم هو لا ينتحل بهذا القول تواضعاً ، يغذي به جوعاً إلي عظمة في نفسه ، بل هو يؤكد هذا الموقف ، باعتباره حقيقة ، تشكل مسئولية تبليغها وإعلانها ، جزاءاً من جوهر رسالته
هذا هو حبيبنا المصطفي صلي الله عليه وسلم .....
ذلك أن التواضع ، على الرغم من أنه خُلق من أخلاقه
( صلي الله عليه وسلم ) ، الأصلية ، فأن عظمة
( صلي الله عليه وسلم ) ، بلغت من التفوق والأصالة ما جعلها آية من نفسها وبرهان ذاته هذا هو معلم البشر وخاتم النيين ، وهذا هو النور الذي رآه الناس وهو يحيا بينهم بشراً ، ثُمّ رآه العالم بعد رحيله عن الدنيا ، حقيقة وذِكراً ، حيث لم يري سوى النور ، الذي نجمع الله له من رؤية الحق ورفعة النفس ، ما شَرُفت به الحياة ، وأضاءت به مقادير الإنسان .....!!!
( صلي الله عليه وسلم )
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلي اله وصحبه وسلم تسلميا ً كثيراً.......
اخوتي الكرام
بانتهاء سيرته العطرة وتشريفنا كلنا سوي في النتدي هذا او خارجة
بمتابعة كتابة سطورة والتمتع بما علمنا وعرفنا بين خطوطه
وعشنا اياما وشهوراً قاربت علي السنة في اعداد هذه السيرة وكتابتها من نسختها الاصلية المُعدة للطبع وجعلها تصلح للمنتدي من باب الاختصار
وتصنيفها كأجزاء وفصول .....
اكون قد اكملت ولله الحمد ما اردت دوماً ان افعله وهو تكريم وتسهيل معرفة اخبار وسيرة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ....
وبذلك اكون بفضل الله تعالي قد اوفيت عهدي بأكمالها هنا في هذا المنتدي
ونظراَ لظروف خاصة .....اكون قد اكملت السيرة وكتابتها
وكذلك اكملت فترة بقائي في المنتدي ....
فأن وفقت في توصيلها باحسن صورة فذلك بتيسير الله لي
وان كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان والهوي....
واعتذر عن أي تقصير سوي في جلب المعلومة او خطأ في الاملاء او في الالفاظ او في طريقة توصيل المعلومة .....
فأدعوا لي اخوتي جزانا الله واياكم بكل خير ...
وانا اقول هنا ان هذه السيرة هي مُلك لكل مسلم
فمن اراد النقل منها او تصفحها او الاستفادة بما جاء فيها ....
فاني اقول له لك الحرية والاذن في الاقتباس او النقل...
فقط بشرط الدعاء لمن كتبها ولمن اعدها ولمن ساهم في تجميعها والحرص علي توصيلها لكل مسلم مُحب للحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم
فأني احتسب الجهد الذي اخذته لتوصل اليكم بالصورة الطيبةاحتسبه كله لله لا لسواه .....

المراجع
( القرآن الكريم )
* ( 1 ) السيرة النبوية
لأبن هشام الجزء ( 1 ) والجزء ( 2 ) والجزء
( 3 ) والجزء ( 4 ) ( الطبعة الثالثة . 1971 )
تحقيق وضبط وفهرسة :
( 1 ) مصطفي السقي ( المدرس بكلية الآداب )
( 2 ) إبراهيم الأبياري ( المدرس في المدرسة الأميرية )
( 3 ) عبد الحفيظ شلبي ( احد أعضاء التدريس بالأزهر الشريف )
* ( 2 ) رجال حول الرسول
للأستاذ ( خالد محمد خالد ) الطبعة الثانية ( 1987 )
* ( 3 ) المختصر في أخبار البشر
لأبي الفداء ( عماد الدين إسماعيل أبي الفداء ) ،
( الجزء الأول والثاني )
* ( 4 ) الإسراء والمعراج
( للشيخ العلامة محمد متولي الشعراوي ) مكتبة التراث الإسلامي .
* ( 5 ) تاريخ الدولة الإسلامية
( للأستاذ الدكتور عبد العزيز سالم ) الأستاذ المساعد في الأزهر الشريف )
* ( 6 ) إسهامات تاريخية مُهمّة نقلاً عن رواد السيرة النبوية الشريفة .
*( الأخ أبو معاذ ) أحد المهتمين بالشأن الأدبي والتاريخي
والذي يملك مكتبة ضخمة في طرابلس ،خاصة ، ساعدني في الحصول علي بعض المراجع ....
وقد استمر الإعداد لها مايقرب من خمسة سنوات ،
وقد رأيت أن تكون علي أجزاء وفصول متصلة، مع بعض ليسهل الوصول إليها بسهولة، أفضل من البحث عن جزء من هنا وجزء من هناك ....وقد اسميتها :
سيرة الحبيب المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم بقلم رواة وكُتّابْ السيرة الافاضل ......
حتي يكون الفضل لكتابها ومؤلفيها الافاضل
وكما كنت دائما اقول ، إن صح ما أنوي عمله فمن تيسير الله لي وبفضل الله ، وإن أخفقت فذلك من نفسي والشيطان ، والله والرسول برئ مما عملت ...
اللهم اجعل صلاتنا علي الحبيب المصطفي
( صلي الله عليه وسلم )، راحة لنا في حياتنا وبعد مماتنا ، وأتهِ ، الوسيلة والدرجة الرفيعة التي وعده إنك لا تُخلف الميعاد،يأرحم الراحمين.....
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .......
اللهم اجعل هذا لله، لا لسواه.......
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العيون
المدبرالعام
المدبرالعام
العيون


عدد المساهمات : 295
تاريخ التسجيل : 30/12/2012

سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم    سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يناير 03, 2013 2:11 pm

بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز

وفي انتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى
اميرة


عدد المساهمات : 1016
تاريخ التسجيل : 29/12/2012
العمر : 39
الموقع : في ارض الفناء

سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم    سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم  - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يناير 03, 2013 3:31 pm

العيون كتب:
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز

وفي انتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب


تـوآجدك الرائــع ونــظره منك لموآضيعي هو الأبداع بــنفسه ..

يــســعدني ويــشرفني مروورك الحاار وردك وكلمااتك
الأرووع
لاعــدمت الطلــّـه الـعطرهـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
» التربية على حب النبي صلى الله عليه وسلم
»  هدي النبي صلى الله عليه وسلم في السواك
» غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
» هديه صلى الله عليه وسلم في طعامه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الكروان :: الرسول الكريم والأنبياء والصحابة :: الرسول الكريم والأنبياء والصحابة رضي الله عنهم :: حياة الرسول الكريم-
انتقل الى: