مشوار عمر طبيب لبناني انتهى طعناً.
الطبيب اللبناني - الكويتي جابر سمير يوسف البالغ من العمر 26 عاماً قضى نحبه من طعنة تلقاها في رئته اليمنى خلال تواجده في مقهى كائن في مجمع «الأفينيوز»، كما أصيب شقيقه محمد برأسه من ضربة ساطور، وكذلك ابن خالتهما سعود في يده!
إذاً، ماذا حدث للمشوار الذي انتهى دموياً بحق المجني عليه - جابر سميريوسف وهو من أب لبناني وأم كويتية (مريم سعود الشمري)، ووري الثرى في مقبرة الصليبخات عصر أمس.
سعود عبدالله ابن خالة القتيل، الذي تعرض لطعنة من الجناة روى لـ «الراي» تفاصيل الواقعة قائلاً: «بينما كنت انا وابن خالتي الطبيب جابر وشقيقه وبرفقتنا صديق آخر على متن سيارتنا في طريقنا الى مواقف المجمع، فوجئنا بالسيارة التي امامنا تتقدم للأمام ثم تتوقف فجأة بطريقة متكررة غير مبررة، فبادرنا بالطلب من راكبيها وكانوا اربعة شباب ايضاً - بمواصلة السير حتى لا يعرضونا للاصطدام ممن خلفنا، لكن كلامنا لم يرق لهم، وعقب مشادة قصيرة اتجه كل من الفريقين الى داخل المجمع، وبعدما وصلنا الى الداخل، فوجئنا بأعضاء الفريق الآخر يقتربون منا، وينادون ابن خالتي الطبيب ليذهب اليهم». واكمل سعود: «عندما توجه ابن خالتي للحديث معهم، نهضت بصحبته، وفور وصولنا استفزه احدهم متسائلاً: كأن الكلام موعاجبك! فأجابه الطبيب: يا أخي انت المخطئ ويجب ان تعتذر، فما كان من محدثه الا ان قال له: الحين انا اتأسف لك واطيب خاطرك، وسرعان ما اخرج من تحت ثيابه سكيناً، وطعنه بها أسفل قلبه، فسقط سابحاً في دمائه، بينما تلقيت انا الطعنة الثانية في يدي، وفي الوقت ذاته اقدم أحد رفاق الطاعن على تسديد ضربة بساطور الى رأس شقيق الطبيب الذي كان لحق بنا لفوره، وبعد اسعافنا الى مستشفى الفروانية، عادت روح الطبيب إلى بارئها».
وهرع المنقذون الطبيون لإسعاف المصابين حيث تم نقلهم إلى مستشفى الفروانية حيث أدخل الطبيب جابر غرفة العناية، وبعد وقت قصير وافته المنية متأثراً بجراحه إثر إصابته بطعنة نافذة في رئته اليمنى، فيما عولج شقيقه محمد وابن خالته سعود من اصابتيهما.
وقال مصدر أمني ان «رجال الأمن والمباحث واستنادا على كاميرات المراقبة في المجمع والمواقف تمكنوا من رصد أرقام لوحات سيارة الجانيين ورفيقيهما وواصلوا ليل الجمعة بنهار السبت حيث ظفروا في السادسة من مساء امس بإلقاء القبض على أحدهم وهو غير محدد الجنسية، وذلك بعدما تم تحديد موقع تواجده عبر الـ GPS في بر الجليعة.
وأبلغ «الراي» المصدر الأمني أنه «بتوجيهات من وكيل وزارة الداخلية الفريق غازي العمر الذي تابع القضية وملابساتها منذ حصولها أفلح رجال مباحث الفروانية في ضبط أحد الجناة الاربعة، وهو شاب غير محدد الجنسية، في الثانية والعشرين من عمره، ويقطن في منطقة الصليبية».
وأردف المصدر «ان المقبوض عليه يدعى ص. خ، كان يتوقع ان رفاقه وقعوا تحت سيطرة المباحثيين، فلم يبذل جهدا في إنكار الواقعة، بل بادر بالاعتراف بارتكابهم الجريمة، وأدلى للمحققين بأنهم اختلفوا مع المجني عليهم خارج المجمع، واستكملوا صراعهم معهم بعد دخوله، وأقر بأنه وشركاءه قصدوا أحد المحال واشتروا سكاكين، قبل ان يعودوا الى الرباعي المتنازع معهم، واستأنفوا معهم الشجار، الذي أقدموا خلاله على طعن أحدهم (الطبيب القتيل) في الناحية اليمنى من الصدر، وعندما تجمع رواد المجمع هربوا جميعا، وتوجه الى السيارة، وانطلق بها هاربا الى منطقة خيطان، حيث ألقى بالسكين، قبل ان يتجه الى بر الجليعة ليختبئ لدى أصدقائه، حيث قبض عليه المباحث».
وأعقب المصدر أن «المتهم اعترف على رفاقه الذين شاركوه في الجريمة، ويسابق المباحثيون الزمن لرصدهم والقبض عليهم».
وأبلغ المصدر «ان حوادث المشاجرات الدامية من هذا النوع، والتي يسقط كثير من الاشخاص ضحايا لها قتلى ومصابين، اعادت الى الاذهان الاقتراح الذي سبق ان تقدم به مدير امن الجهراء اللواء ابراهيم الطراح حيث مثل الكويت في المؤتمر العربي الخامس للأمن السياحي الذي عقد في تونس في الفترة 19 - 21 سبتمبر الماضي، لإنشاء إدارة للأمن السياحي، وهي قطاع أمني كامل تناط به مهمة حماية مرتادي المجمعات التجارية والمزارات السياحية، والجهات التي تكثر حولها التجمعات الشبابية حماية للأرواح والدماء، حيث وضع اللواء الطراح تصميماً هيكلياً شاملاً لهذا القطاع المقترح وفقاً لرؤيته، والذي تجاهلته الجهات المعنية في الوزارة، ولم تضعه قيد التنفيذ - على الرغم من أهميته - حتى الآن».
لم يكمل أسبوعين في وظيفته
والد المغدور لـ «الراي»: فقدت حلمي بابني طبيب الأسنان
الوالد المفجوع سمير سيد أدلى لـ «الراي» بتفاصيل المأساة قائلا: «ذهب ابني جابر مع أصدقائه وجلسوا في المقهى للتنزه فخرج جثة هامدة، ولم يهنأ بعد بشبابه، وثمار تفوقه في دراسته التي كان محبا لها، حيث أرسلته ليدرس طب الاسنان في جامعة 6 أكتوبر بمصر لمدة 7 سنوات، حتى يحقق حلمه في ان يصبح طبيب أسنان، والمفارقة انه لم يمض سوى أسبوعين فقط على تعيينه طبيبا في مركز محمود حيدر الصحي في الجابرية، ليجني حصيلة تعبه، لكنه لم يهنأ حتى بأول راتب من وظيفته».
وناشد والد القتيل وزارة الداخلية سرعة البحث عن الجناة وتأمين المجمعات بعدد من رجال الأمن، ووضع أجهزة رقابية للكشف عن الاسلحة البيضاء.
نقابة الأطباء الكويتية دانت الجريمة: يجب القصاص من الجناة
دانت نقابة الأطباء الكويتية جريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها الدكتور جابر سمير في أحد المجمعات التجارية أمس الأول بسبب خلاف على «موقف سيارة».
وقال نائب رئيس نقابة الأطباء الدكتور مشعل روح الدين «إن الجسم الطبي يستنكر ويدين بشدة هذه الجريمة البشعة التي راح ضحيتها طبيب زميل عُرف بدماثة خلقه وحسن تعامله مع زملائه ومرضاه»، واصفاً تلك الجريمة بالمروعة خصوصا أنها كانت أمام مرأى آلاف المتسوقين وبمجمع ضخم لم يراع المجرمون فيه أبسط المشاعر الإنسانية، ما ادى إلى قتل الروح التي حرمها الله بهذه الطريقة البشعة، وبدم بارد أمام الجميع!».
وتابع روح الدين: «ما يؤلمنا حقا أن الزميل المغدور أفنى حياته وسخرها في طلب العلم لعلاج وطبابة المرضى ليأتي بعض المجرمين المستهترين الذين كان المفترض فيه علاجهم في يوم من الأيام لينهوا فرحته وأهله بهذا الحلم بطعنة في القلب أنهت حياته وكل الآمال التي عقدها أهله وذووه ومحبوه عليه».
وختم روح الدين مطالبا وزارة الداخلية «بسرعة القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة حتى ينالوا القصاص العادل الذي يستحقونه ولكي يكونوا عبرة لمن يعتبر»، معربا عن «خالص تعازي الجسم الطبي لأسرة الفقيد الذي نسأل المولى أن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان
إنا لله وإنا إليه راجعون
يارب تصبر اهله وكل احبته وتلهمهم الصبر والسلوان